روايات

رواية دموع ممنوعة الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم هناء النمر

موقع كتابك في سطور

رواية دموع ممنوعة الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم هناء النمر

رواية دموع ممنوعة الجزء الرابع والعشرون

رواية دموع ممنوعة البارت الرابع والعشرون

دموع ممنوعة
دموع ممنوعة

رواية دموع ممنوعة الحلقة الرابعة والعشرون

يقف الجميع حول باب غرفة العناية المركزة ، كل على حده ، منهم من يخجل من نفسه مثل عالية ومنهم من هو سعيد بالحرية إن مات الجد مثل عصام ، ومنهم من يفكر فى مجهول غدا بعدما حدث مثل سميرة ، ومنهم من هو قلق على الجد مثل أكرم ومجدى .

ومن بعيد ظهر عادل وهو يسرع فى خطاه ، تطلع عليه الجميع من بعيد حتى وصل إليهم ،
أول من وقف أمامه ليسأله كان ابن عمه مجدى ،
… ايه ياعادل ، فين فريدة ، مجتش معاك ليه …

قال عادل بنبرة يملأها الحزن … رفضت تيجى …

تطلع الجميع لبعضهم ، إلا أكرم الذى أرخى عينيه للأرض وأغمضها ثم جلس مكانه مرة أخرى بقلة حيلة وكأن ما توقعه قد حدث ،

سألهم عادل … هو جدى أخباره ايه دلوقتى …

أجابه مجدى … زى ما هو ، ومفيش على لسانه غير اسم فريدة …

ظهر صوت عصام من خلف مجدى وهو يقول بتهكم
… هو عايز منها ايه بعد الأرف اللى احنا شايفينه ، ما كل ده بسببها …

قال أكرم … مش وقت الكلام ده ياعصام ، نطمن على جدك الأول …

بينما حاول عادل كظم غيظه حتى لا يتهور على أخيه ، بينما جذبه عمه من يده ليجلس بجانبه وهو يقول … سيبك منه ياعادل …

جلس عادل بجوار عمه ، مسح وجهه بيديه وكأنه يزيل بمسحته هذه الصداع المعتمل فى رأسه ،

… مالك ياعادل …

… صداع ياعمى ، صداع هيفرتك دماغى ، من لحظة ما صدتنى ورفضت تيجى معايا وانا هتجنن ، انا مش عارف ليه عملت كدة ، انا عاشرتها كويس ، انا متأكد أنها مش بالجحود ده …

صمت أكرم ولم يرد على ابن أخيه ، وجه عادل له الكلام
.. مبتردش ليه ياعمى ، فهمنى والنبى ، انت كمان تعرفها ….

… هرد اقول ايه ياعادل ، صدقنى اللى أعرفه مش كتير ، زييى زييك …

… قوللى اللى تعرفه ياعمى …

… جدتك اتوفت بعد عمتك جميلة على طول ، اللى هى والدة فريدة ، متحملتش موت بنتها ، وهى بتموت قالتلى لما جميلة كانت فى المستشفى بعتتلها عشان تشوفها بس جدك رفض ، ومخلهاش تروح ، جميلة ماتت ونفسها تشوف أمها ، وماما متحملتش الذنب ده ، بيتهيئلى ده السبب اللى خلاها ترفض تيجى …

رفع عادل رأسه وهو يقول … عشان كدة قالتلى أقوله ، داين تدان …

… ممكن ، فريدة اتحملت كتير عشان أمها ياعادل كانت صغيرة اوى وقت ما حصل اللى حصل ، بالرغم من كدة اتصرفت بأكبر من سنها ، كانت لوحدها معاها فى المستشفى ، وماتت وهى بس اللى معاها لوحدها ، واكيد زعلت جدا أن جدك رفض طلبها وهى بتموت ….

… ياااه ، الموضوع طلع أكبر بكتير اوى من اللى تخيلته …

وقبل أن يجيبه أكرم ، ظهر إبراهيم من بعيد بصوته العالى وهو يسب ويلعن فريدة على ما قامت به ويتوعدها بالانتقام ،

… براحة ياعمى شوية كدة ، متنساش انك بتتكلم عن مراتى …

… مراتك دى دمرت العيلة ، ودخلت جدك المستشفى ، ورحمة أمى ما هرحمها ، هوديها فى ستين داهية …

لم يعد عادل يتحمل كافة الإهانات على فريده ، ثارت حفيظته وقال بصوت عالى موجها كلامه للجميع
… اسمعوا بقى كلكم ، احنا مش عايزين فضايح عشان احنا فى مستشفى ، بس اللى هيقرب من مراتى ، انا اللى هقفله ، كل واحد فيكم على رأسه بطحة ، ياريت يحسس عليها ويسكت احسنله ، لحد ما جدى يقوم بالسلامة ، وبعد كدة يحلها ربنا …

………………………………………………………….

قضت ليلتها فى شقتها قلقة ، حاولت النوم مرارا لكن دون جدوى ، دارت فى الشقة زهابا وإيابا حتى يمر الوقت ، حاولت فتح أحد ملفات المكتب لكنها لم تجد أى درجة من درجات التركيز ، يخونها عقلها ويشرد فى محاولة توقع ما حدث هناك داخل أروقة عائلة المصرى بعد انفجار القنبلة بينهم .

تعدت الساعة الثالثة صباحا عندما سمعت جرس الباب ، ومن العين السحرية ، اطمئنت لمن هو على الباب ، ظهر على وجهها ابتسامة انتصار سرعان ما أخفتها قبل أن تفتح الباب ، فقد كانت متأكدة انه سيعود ، فهو وحيد فى وسط عائلته ، ليس له صاحب أو قريب ، لهذا اقترب منها بسرعة عندما تبين سهولة عشرتها والحديث معها .

فتحت الباب ، التقت عيناهما للحظة ثم أفسحت له مجالا للدخول دون حديث ، أغلقت الباب ، وتبعته للداخل ،

وقف فى منتصف الصالة ينتظرها ، بل ويتأملها وهى قادمة ،
وقفت أمامه بعد ان قررت كسر التوتر البادى على وجهه من عودته بعد رد فعله من رفضها الذهاب معه ، فقالت بتساؤل

… جعان ؟

فأشار برأسه وكتفيه بحركة استفهامية غير مفهومة ويبدوا أنها موافقة ، اتجهت للمطبخ ، وجلس هو يراقبها بالقرب من لوح الرخام المسطح والمرفوع على حاملين والذى يفصل بين الصالة والمطبخ ،
فتحت الثلاجة واخرجت منها طبقين ووضعتهما فى المسخن الكهربائى ( المايكرويف ) ،
وهى تقول .. إنت طبعا متعرفش كتير عن طريقة أكلى ، انا لما بطلب أكل من برة ، بطلب الشاورما لوحدها ، والعيش لوحده ، مش بحب ساندوتشات المطاعم …

ثم أخرجت الطبقين ووضعتهما أمامه على اللوح الرخامى المسطح ،
كان أحدهما يحتوى على شاورما والآخر الخبز ، وبدأت فى صنع ساندوتش صغير وأعطته له ،
مد يده مع ابتسامة جميلة وجذب يدها بالساندوتش وأكل منه قضمة صغيرة وهو فى يدها ،
شعرت بلمسة شفتاه للساندوتش كأنه لجسدها هى ، اقشعر وانتفض قلبها ، تمالكت وسحبت يدها بهدوء وابتعدت ،

اتجهت للغلاى الكهربائى ، وبدأت فى صنع كوبين من النسكافيه لهما ،
وأكمل هو تناول الساندوتش ،

… هتعملى ايه بكرة ..

.. تقصد انهارضة …

… اوكى ، هتعملى ايه انهارضة …

… عندى تحقيق لحد 11 وبعدين هاجى المكتب ، عندى شغل كتير متأخر ، وانت ،هتعمل ايه …

.. ولا حاجة ، اتصلت بواحد زميلى هيحضر محاضرتين مكانى ، والتالتة لغيتها لازم اروح بكرة المستشفى عشان جدى …

قاومت مرارا سؤاله عن حالته ، فهى تحاول إقناع نفسها بعدم الاهتمام ، حتى وإن كان بهدف الفضول وحب المعرفة لا أكثر .

… مش هتسألينى أخباره ايه …
التفتت له مندهشة وكأنه كان يشاركها فيما يدور فى عقلها ،

… لو عايز تقول انت ، مفيش مشكلة …

… فريدة …

التفت له وفى يدها الكوبين ، مد يده لها وكأنه يناديها ، تناول من يدها الكوبين ووضعهما على المنضدة الجانبية ، وأوقفها أمامه واستدار لها بالكرسي الدوار الذى يجلس عليه ، كان طوله وهو جالس يصل لكتفيها تقريبا ،
امسك يدها وقال … عمى هدد انه ممكن يؤذيكى ، وبرده عصام ، واتوقع أن أمى برده مش هتعديها …

… كل اللى بتقوله ده انا عارفاه ، بس مش خايفة منه …

… اذاى بقى ، لازم تخافى ، عمى إبراهيم ده مش سهل ، ده نسخة مصغرة من جدى ، يتخاف منه ، مش هتقدرى حتى تحددى ولا تتوقعى هو ناوى على ايه ، وامى برده يتخاف منها …

تسمعه بدون تفكير فى كلامه ، فهى تتابع عينيه المشبعة بحنان وقلق عليها ، شفتيه التى عشقت قبلتهما ولمستهما ، فمه الءى سمعت منه كلمات بسيطة لكن اسعدتها ، لمسة يده ليدها وهو مطبق عليها هكذا ،

فاجأته بقولها … انت فعلا قلقان عليا اوى كدة ، ولا انت خايف من المشاكل …

… قلقان عليكى انتى طبعا …

.. أهمك فعلا …

… أنتى عندك شك فى كدة ، انتى مراتى يافريدة …

… بس احنا بينا اتفاق قبل ما نتجوز ، واللى حصل بينا ده كنت حاسة انه صدفة مش مقصودة ، لسة عندك استعداد تقول مراتى …

مد يده وتلمس خدها بأطراف أصابعه وهو يقول
… طبعا عندى ، لأنك فعلا مراتى …

رفعت يدها هى الأخرى ووضتها خلف رأسه وجذبته لصدرها وأحاطته بيدها ، وقالت لنفسها … انت العقدة الوحيدة اللى فى طريقى ليهم ياعادل ، لو مكنتش موجود ، كان اللى هيتم هيبقى أكبر من كدة بكتير …

أما بالنسبة له ، فقد كان ما فعلته دعوة صريحة منها إلى أنها تريده ، هو فهم الأمر هكذا ، أحاط خسرها بيديه وشد عليهما ورفع رأسه وقبلها من رقبتها بطريقة معينة هى فهمتها رغم أن ما تم بينهما قد كان مرة واحدة فقط إلا أن المرأة تمتلك القدرة على أن تفهم رجلها حين ايثارته .

تركته يفعل ما يشاء بل أرادته أن يفعلها ، فهى مازالت عروس لم تهنأ بزواجها أو أحضان زوجها بعد ،
تحول الأمر لحالة من الشغف المجنون ، وبادلته هى الأخرى بأكثر من جنونه ، أرادته رجلها ، حبيبها ، بعيدا عن كل ما يحدث من حولهما ، وقد كان واستمر حتى نام كل منهما بين زراعى الآخر بعمق وراحة لم يعرفاها من قبل .

وقفت تراقبه وهو نائم على سريرها ، لثوانى معدودة وهى مرتدية ملابسها وجاهزة للخروج بعد أن تعدت الساعة التاسعة ، وقد حان موعد خروجها ، لم ترد إيقاظه ، فهى تعلم أنه ينتظره يوم طويل ، ولا أحد يعلم ما سيحدث فيه .

…………………………………………………………….

… صباح الخير ياحج إبراهيم …

.. صباح الخير .. قالها وهو يتجه لكرسى المكتب الخاص بوالده والذى كان يجلس عليه أكرم فقط لمتابعة أعمال والده فى سفره .

… ايه الملفات دى ؟

… دى ملفات الصفقات اللى اتعملت مع شركة السمانودى ، الحاج أكرم طلبها امبارح وقال تبقى جاهزة على مكتبه انهارضة …

.. ماشى ، سيبيهم وروحى انتى ، انا هشوفهم ، الحاج أكرم مش جاى انهارضة …

.. حاضر ياحاج ، بعد أذن حضرتك …

انتظر حتى خرجت السكرتيرة من المكتب ، رفع الهاتف الخاص به واتصل بهاتف سميرة بضع مرات ، فلم تجب ، اتصل على هاتف الفيلا ، أجاب الخادم ، وأخبره أن الجميع خرجوا ما عداها هى ،
طلب منه أن يستدعيها للرد عليه ، وقد فعل الخادم ما طلب ، فقد كانت جالسة فى الحديقة شاردة فى اموالها التى جمعتها على مدار سنين ، وضاعت بسبب فريدة وما فعلته .

… ألو ، أيوة ياحج …

… الو ايه وزفت ايه ، انا مش عارف أكلمك من إمبارح ..

.. أديك شايف ، هو كان ينفع …

… أاااه ، بسبب بنت الكلب دى ، انا هعلمها الأدب …

… شفت اللى حصلى ، فلوسى كلها راحت مبقاش ليها وجود اصلا …

… متزعليش انا هعوضك ..

.. سيبك من عوضى دلوقتى ، الأول اشفى غليلى من بنت جميلة بعد اللى عملته فيا ، وحياة اللى بينا ياابراهيم لتتصرف …

..وحياتك انتى لبكيها بدل الدموع دم ،اصبرى عليا بس شوفى انا هعملك فيها ايه …

………………………………………………………………

… اسمع يا سيف ، عايزاك تفوق كدة وتلمع دماغك وتجيبلى شوية أفكار ممتازة ، مازن سرحان لازم يسيب الشركة بأى شكل من غير ما الشركة يحصل فيها حاجة ، الملف كله قدامك ، ماشى …

… تمام ياأستاذة ، بعد اذنك …

التفتت لرشا وهى تقول … وانتى يارشا ، هتفضلى شغالة شوية مع فيلا المصري والتسجيلات اللى هناك ، حركة النمل فى البيت عايزاها توصلى ، تمام …

..تمام. ..

… وبالمرة شوفيلى على ، خليه يمشى ورا إبراهيم المصرى ، عايزاه يبقى ضله ، عايزة تحركاته بالميللى ، فاهمة ..

.. عيب عليكى ياأستاذة ، علم وينفذ …

… ماشى يالمضة ، روحى انتى …

لم يبقى على طاولة الاجتماع غيرها هى وريهام بعدما وزعت الأدوار على أعضاء مكتبها الثمانية ،

…ايه يافريدة مالك …

.. تفتكرى هيكون مالى فى اللى بيحصل ده ..

.. ربنا يستر أن شاء الله ، قوليلى ، هو عادل كان بايت عندك امبارح …

… ايوة ، عرفتى ازاى ؟

. قابلته وانا طالعة الصبح ، كان بيجرى ، حتى مسلمش …

.. انا دا كله فاكراه نايم لسة ، وبيجرى ليه ، يانهار اسود ، ليكون الراجل
مات بجد ..

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية دموع ممنوعة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى