رواية دموع ممنوعة الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم هناء النمر
رواية دموع ممنوعة الجزء الخامس والثلاثون
رواية دموع ممنوعة البارت الخامس والثلاثون
رواية دموع ممنوعة الحلقة الخامسة والثلاثون
… طيب يارشا ، اللاب فوق ، أول ما هطلع هشوفه. ..
… اوكى يافيري ، بس والنبى متأخريهوش ، قصدى يعنى لازم تشوفيه ، لأنه باين مهم ، غير أنه اصلا متسجل من الساعة 11 بس مشفتهوش عشان المقابلات اللى دبستينى فيها انهارضة دى ، غير أن فى كمان تسجيل بس لسة شغال دلوقتى ،اقطعه وابعتلك الجزء اللى اتسجل ولا اسيبه يكمل …
… لا سيبيه ، وأما يخلص ابعتيهولى …
… تمام ياريسة ، تصبحى على خير ..
…وانتى من اهله …
تلفتت حولها فى أرجاء الحفل بعد أن أنهت مكالمتها مع رشا ، يبدوا أن دورها هذا الحفل قد انتهى ، خاصة مع اختفاء عادل ، ويبدوا انه هو صاحب التسجيل الذى يتم الآن فى المكتب ،
لهذا قررت الانسحاب الآن ، فصاحب الدعوة الوحيد قد اختفى ، أما باقى أصحاب الحفل فلو بيدهم لاطلقوا عليها الرصاص ،
ابتسمت عند هذه النقطة ، يبدوا أنها تتوقع هذا منهم حقا ، وإلى الآن لا تعلم ما السبب الذى جعلها تعود لهذا المكان ،
استوقفها نداء سهام من خلفها لتقف وتلتفت لها ،
… أنتى طالعة بدرى كدة ليه ..
أجابتها فريدة بعدم اهتمام وهى تضع الهاتف فى الحقيبة السواريه الصغيرة … وانتى مالك ، اطلع وقت ما اطلع …
… براحة كدة يافريدة ، اللى بينا مبدأش لسة ، لسة لينا سوا حكايات ..
قالت فريدة بعد أن ارتفع أحد حاجبيها … انا وانتى ، معتقدش ..
وهمت بالابتعاد ، استوقفتها سهام للمرة الثانية لكن هذه المرة بيدها وهى تمسك بزراعها وهى تقول … استنى بس ، لسة مقولتش اللى عندى …
اتسعت عين فريدة وارتفعت من يد سهام التى تمسك بزراعها لوجهها المبتسم وكأنها لم تفعل شيئاً ،
رفعت فريدة يدها وأنزلت بها يدها وقالت
…انا وانتى مفيش بينا كلام من الاساس ، ولأول وآخر مرة تعملى كدة ، روحى شوفيلك حد اتسلى عليه بعيد عنى …
… أفندم ، لتانى مرة …
لم تدعها فريدة تكمل بل أكملت هى … لتانى ولاخر مرة هقولك الكلام ده ، إلا صحيح فين محمود ؟ ، روحيله ياحلوة ، يمكن يكون له نصيب هو كمان وياخد حتة منك زى غيره …
… أنتى اتجننتى ، ايه اللى بتقوليه ده ؟
… بقول اللى بيحصل ياقمراية ، ونصيحة منى وطى صوتك ، احسنلك انتى ، بدل ما أى حد يسمعك ويحاول يفهم وانا بصراحة عندى اللى يثبت كلامى ، صور وفيديوهات آخر دلع …
تجمد جسد سهام تماما ومن قبله لسانها ولم تعد قادرة على الرد بحرف واحد ، لكن لم تهتم فريدة برد فعلها ، فمن تفرط فى جسدها بهذا الشكل د قد ازالت اسمها بيدها من فئة المحترمين عند فريدة .
فتابعت ما تقول … اسمعى ياسهام انتى كشخص ، متفرقيش معايا بحاجة ، لا شئ بالنسبالى يعنى ، مش هرهق نفسى عشان أئذيكى ، أو حتى اديكى مساحة من تفكيرى ، احسنلك تشيلينى من دماغك ، وبطلى تلفى ورايا ، وعادل كمان تبعدى عنه ، وبلاش الهبل اللى انتى كنتى ناوية عليه وخلاكى تستنيه عند باب الاسانسير، عشان لو مبعدتيش ، هحطك فى دماغى ، وهضيعك تماما من غير ما اتعب فى حاجة ، كفاية اوى أبلغ اسمك لمرات ريان …
اتسعت عيني سهام على آخرهم ، وبدأ صدرها يرتفع ويهبط بشكل ملحوظ تماما من تسارع أنفاسها دون أن تنطق بكلمة
تابعت فريدة … اه ، ريان النقلى ، مش عارفاه تخيلى دى دفعت اكتر من 300 الف عشان تعرف بس انتى مين ، وبصراحة صورك راحتلها ، بس حظك حلو أنها طلعت مش عارفاكى ، وأنا مرضتش أقولها انتى مين ، مع انى متأكدة أنها مش هتهدى غير لما تعرف اسمك ،
عشان كدة بقولك لمى الدور ياسهام ، وابعدى عنى خالص ….
ثم تحركت من امامها وهى تقول … انا مش هنبهك تانى …
وضعت سهام يدها على صدرها وحاولت أن تسحب أعلى كمية من الهواء بشكل أسرع وكأنه كان قد منع عنها بوقوف فريدة أمامها .
.
اسرعت سميرة لسهام بعدما رأتها من بعيد وهى تقف مع فريدة لكن على ما يبدوا انه لم تكن سريعة لتلحق بالعرض من أوله ، وصلت على الحال الذى وجدت عليه سهام بعدما أبتعدت فريدة ،
… فى ايه ، انتى مالك ، هى قالتلك ايه عمل فيكى كدة ؟
قالت وانفاسها مازالت تتصارع … مفيش ، مفيش حاجة ، انا حاسة انى تعبانة ، انا طالعة الاوضة …
وابتعدت مهرولة وتركت سميرة فى حالة زهول وحيرة مما قالته فريدة ووصل بسهام لهذا الحال .
………………………………………………………………….
أخذت تستمع للمقطع التسجيلى عن طريق سماعة الأذن وهى حالة زهول مما تستمع له ،
ماذا يحدث ؟ ومما خلق هؤلاء البشر ؟
لقد فقدوا أى نوع من أنواع الضمير أو الشرف أو الإنسانية .
أغلقت اللاب وسحبت منه السماعة وألقت بها بعيدا عنها ، استقلت على ظهرها على الفراش ، وأغلقت عينيها وحدثت نفسها قائلة :
.. كل اللى بيعملوه ده ، أمك اللى باعوها بأرخص من التراب ، زنا طول حياتهم ، خيانة لأقرب الناس و سرقة ، وما خفى كان أعظم ،
منتظرة ايه تانى يافريدة ، ده حلال فيهم القتل …
وعند كلمة قتل ولم تعد قادرة على الاحتمال ، فجأة ودون مقدمات شعرت بانقلاب فى معدتها رغم أنها لم تتناول أى طعام منذ إفطارها فى المكتب ، اعتدلت فجأة وقامت تجرى لحوض الحمام عندما شعرت برغبة عارمة للقئ .
……………………………………………………………………..
اقترب منه وجلس على الكرسى الذى يقابله ، رفع الجد رأسه له ليفاجئه بما لم يتوقع ابدا سماعه
… كله من مراتك ، هى السبب فى كل اللى بيحصل ده ، من يوم ما دخلت البيت ده وهو اتحول لخراب ….
عاد عادل بظهره للخلف وهو يتابع جده ويتأمل وجهه وهو يقول ما يقول ، تابع الرجل كلامه من سب وإهانة لفريدة وعادل يستمع فى صمت
حتى لاحظ جده صمته ، فتوقف عن الكلام قائلا
… انت مش عاجبك كلامى ولا ايه ؟
أجاب عادل بشكل تقريرى دون أن يتحرك
… تصدق انا أوقات مش بصدقك اصلا …
… نعم ..
.. والله بجد ، انت ازاى كدة ، فريدة ايه اللى السبب فى كل اللى بيحصل ، بتضحك عليا ولا بتضحك على نفسك …
ضرب الجد بعصاه فى الأرض بغضب وهو يقول
… ايه ده ياعادل ، انت اتجننت ولا ايه …
.. اتجننت ايه بس ، فريدة هى اللى خلت عمى إبراهيم يضحك عليك ويسرق فلوسك ويعمل بيها شركة تانية فى السر ، ولا يمكن هى اللى خلت أمى تعمل اللى طول عمرها بتعمله ، ولا تبيع بنتك لمدير أعمالك ، ولا تتفق مع مرات عمى يسرقوا الملفات ويبيعوها، ولا خلت عصام يعمل اللى عمله ، ولا ايه ولا ايه ،كل اللى عملته فريده أنها عرفتك اللى بيحصل حواليك ، دا اذا كنت أنت عارف اصلا وساكت …
وقف الجد وهو فى قمة غضبه وقال
… كفاية ياعادل …
وقف عادل هو الآخر بمقابلته قائلا وهو مازال محتفظ بهدوئه
… لا مش كفاية ياجدى ، خد بالك كويس انك تقريبا كدة خسرت عمى أكرم ، فى الشغل وفى البيت كمان ، ولو فضلت تفكر بالطريقة دى ، يبقى هتخصرنى انا كمان ، لو سمحت ولاخر مرة ، ابعدوا عن فريدة خالص ، وإلا هخرجها من البيت ده وهخرج معاها …
استمر جده ينظر له بدهشة وكأنه يراها لأول مرة
تابع عادل دون أن يهتم برد فعل جده … فعلا همشى ، غير أنى اصلا بدأت أندم انى ضغطت عليها عشان ترجع اصلا ، بعدها كان أفضل ليها وليكم. ..
ثم تركه وخرج دون حتى أن يستأذن للخروج ،
خرج وتركه لا يتخيل انه سمع للتو هذا الكلام من حفيده الأقرب والذى لآخر لحظة انه تخيل انه الباقى له من جميع أولاده وأحفاده .
يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية دموع ممنوعة)