روايات

رواية دموع ممنوعة الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم هناء النمر

رواية دموع ممنوعة الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم هناء النمر

رواية دموع ممنوعة الجزء الحادي والثلاثون

رواية دموع ممنوعة البارت الحادي والثلاثون

دموع ممنوعة
دموع ممنوعة

رواية دموع ممنوعة الحلقة الحادية والثلاثون

الجزء التانى ،،، الفصل التاسع

… اتفضل الفطار ياعمى ….

نظر لها وقد امتلأت عينيه غضبا وقال … أنتى ايه اللى دخلك هنا ،انا مش قلت مش عايز اشوفك …

… انا قلت أجيب لحضرتك الفطار عشان تاخد الدوا …

… مش عايز منك حاجة ، أبقى ابعتى حد من الخدامين ، فاهمة ، متدخليش هنا …

احنت رأسها للأرض وقالت بخزى مصطنع .. حاضر ياعمى …

وضعت صنية الطعام بالقرب منه وخرجت بتباطئ ،
خرجت من باب الغرفة وهى تسبه وتعلن فريدة لما أحدثت من شرخ فى علاقتها بكل من حولها بعدما كانت سيدة المنزل بكل ما تحمل الكلمة من معنى ،

… أنتى بتكلمى نفسك …

انتفضت فزعة من الصوت المفاجئ لإبراهيم الذى كان فى طريقه لوالده عندما رآها وهى على هذا الحال .

… خضتنى ، ايه ده ..

… فى ايه ..

.. ابوك طردنى ، قال بيقول مش عايز يشوف وشى …

… خلاص ، اديله قفاكى ، طاطى للريح لحد ما تعدى …

… يعنى ايه بقى ..

… يعنى لمى الدور وابعدى عنه دلوقتى ، مش معنى انه متصرفش معاكى بعد اللى عرفه انك تفتكرى انه هيبقى عادى معاكى ، اللى عملتيه مش سهل …

..وأنا كنت عملت ايه يعنى ، بدور على مصلحتى زييى زي الكل …

… سميرة ، قلتلك لمى نفسك اليومين دول شوية ، انتى فاهمة بقى …

فوجئ بها تلتفت يمينا ويسارا ، تتأكد من خلو البهو حولهما من أى شخص ، ثم مدت يدها وامسكته كن يده وقادته رغما عنه إلى غرفة المكتب ،
دخلا وأغلقت الباب من الداخل ،

قال بصوت منخفض ولهجة تشوبها الغضب … أنتى اتجننتى ، ايه اللى عملتيه ده ، افرضى حد ظهر فجأة …

قالت بدلال لا يليق عليها … وأنا عملت ايه يعنى ،ظل احنا هنتكلم مش هنعمل حاجة تانية …

… انا لسة قايل لمى نفسك ، واضح ان كام مليون ضيعتهملك بنت جميلة جننوكى ، مع أن لسة عندك قد اللى ضاع مرتين تلاتة …

… إبراهيم ، مش كدة ، انت اللى معندكش يعنى ، وبعدين اديك جيت للموضوع اللى انا عايزاك فيه …

قال وهو يتوجه ناحية كرسى المكتب وجلس عليه … اللى هو ايه بقى ؟

… البت دى ، لازم تخرج من البيت ده انهارضة قبل بكرة ….

… انا مش هغلب فيها ياسميرة ، بس ابنك اعمل فيه ايه ؟

… عادل ؟

.. ايوة عادل ، ما انتى عارفة اللى فيها ، وسمعتيه بنفسك فى المستشفى …

… أتصرف من غير ما يعرف …

… والله ، ده على أساس أنه أهبل ولا ابن امبارح …

… هيعمل ايه يابراهيم يعنى ، هيزهق شوية ويسكت ، وأنا هزق عليه سهام اليومين دول ، تشغله شوية ،انا متأكدة انه لسة بيحبها …

مال إبراهيم على حافة المكتب ووضع إحدى كفيه على الأخرى وهو يبتسم بسخرية قائلا . .. صحيح ، نسوان …

ثم رفع رأسه لها قائلا … يعنى انتى فاكرة أن عادل هيميل لسهام تانى بعد اللى عملته ، وخصوصا أن فريدة قدامه ومعاه وشكله ميالها اصلا …

… ملكش دعوة انت بالموضوع ده ، انا اللى هتصرف فيه …

… اعقلى ياسميرة ، انتى عارفة أن اللعب مع عادل مش سهل …

عاد بظهره للخلف وقال … فى أيده المصانع والشركة كلها بسبب ابويا واكرم ، مسك الخيوط السرية لكل حاجة هناك رغم إنه مبيروحش كتير ومحدش يعرف أنه له علاقة بالشغل هناك ، عمال يلم ملايين من غير ما يمضى على ورقة واحدة تدينه ، والمصيبة الأكبر هى الشركة اللى انا عملتها فى سنين ، بسبب البت دى ، عرف أن له فيها بعد أبوه ،يعنى ممكن يقفلى زى العمل الرضى ، هو وعصام ، والشركة لسة على أساس من ورق ، يعنى لو وقعت ، ملهاش قومة تانى …

قالت سميرة وعينيها تحمل نظرة خبيثة … انا عندى فكرة تخليه يسمع كلامك بدل ماهو ماشى ورا أكرم …

… خير ياام العريف ، نعرفه انك أبوه الحقيقى ، ساعتها ……

وقف فجأة وضرب بيديه الاثنين على سطح المكتب وعينيه يتطاير منها شرارة غضب تكاد تحرقها جعلتها تتوقف عن الكلام وتبتلع لعاب فمها خوفا منه
وقال بصوت مخيف …. أنتى اتجننتى ، اياكى ، انتى متعرفيش عادل ولا ايه ، ده كتلة من الكرامة المتحركة ، وبعدين ناسية كان بيحب أبوه اد ايه ، عايزة تيجى كدة فجأة بعد ما بقى عنده 30 سنة وتقوليله انه مش أبوه ، وكمان تقوليله ان انا بالذات اللى أبوه ، دا أنا عمرى ما حسيت انه بيقبلنى اصلا ، ده ممكن يولع فيا و فيكى وفى البيت وفى نفسه شخصيا ….

شعر انه سيرتكب جريمة ويقتلها الآن ، نظر لها باشمئزاز ثم قرر ان يبتعد من امامها ، وقبل أن يخرج من الباب ألقى نظرة أخيرة عليها
وقال وهو يحرك رأسه يمينا ويسارا … غبية …
ثم خرج وأغلق الباب بعنف حتى أحدث صوت جعل جسدها كله ينتفض رعبا ، مسحت على وجهها بكفى يدها وكأنها استيقظت للتو من كابوس مرعب .

…………………………………………………….

دخل عادل غرفة جده بعدما طرق الباب ، ابتسم جده له مرحبا ، ابتسامة صافية محببة ، أشعر إبراهيم بالغيرة ، فلم يحظى بمثلها عمد دخوله أو حتى طوال جلسته مع والده منذ أكثر من ساعة لمناقشة بعض الأمور ،

تقدم منه عادل وقبل رأسه وهو يقول … اخبارك ايه انهارضة …

… الحمد لله …

… فطرت واخدت علاجك …

… ايوة اخدته ..

.. أمال فين مراتك …

.. صحيت مقلتهاش ، يمكن راحت شغلها …

ثم التفت لابراهيم وكأنه لم يره غير الآن .. ازيبك ياعمى …

… لسة فاكر …

… معلش ، مش مركز …

التفت لجده وهو يقول … انا ماشى بقى …

… على فين ؟

… عندى شوية محاضرات متأخرة ، لازم اروح عشان اقفل منهج ..

… مع السلامة ياعادل ..

… الله يسلم …

خرج عادل دون أن يلقى بالا لعمه أو حتى يلقى السلام ، فلطالما لم يرتاح عادل لعمه إبراهيم ، ولم يكن يتعامل معه إلا فى أضيق الحدود ، فهو يعرفه جيدا وعلى علم تام بأنه ليس كل من يقترب منه يهنأ براحة البال ،

وقبل أن يصل لباب الفيلا وفى يده تيليفونه ، قد قرر ان يهاتف فريدة ، توقف على نداء عمه من خلفه ، مما جعله يلغى المكالمة قبل أن يأتيه الرد ،
… خير ياعمى ، فى حاجة …

… كنت عايزك فى كلمتين …

.. معلش مستعجل ، أما اجى بقى …

… مش هاخد من وقتك دقيقتين …

.. خير …

… فريدة …

.. مالها …

… انا طبعا مقتنع برأى جدك فى رجوعها للبيت هنا ، ومش معترض عل ده ، بس ياريت تاخد انت بالك منها ، وتخليها تهدا احسنلها وكفاية اللى هى عملته ، البيت مبقاش ناقص مشاكل جديدة …

… مع انى مش فاهم انت بتلمح لايه ، بس حاسس بنبرة تهديد فى كلامك ، وبصراحة مش قابل النبرة دى ، وياريت متكررهاش ، فريدة مراتى ، والمكان اللى هبقى موجود فيه ، هو ده مكانها ، أما بالنسبة للى عملته ، فده رد فعل طبيعى للى عملتوه فيها ،اى حد مكانها كان هيعمل كدة واكتر …

… متستفزنيش ياعادل وأحمد ربنا أن انا ساعتها مكنتش موجود ..

ظهرت شبه ابتسامة على وجه عادل عندما تذكر عجز الجميع أمام هجومها الكاسح عليهم ، وما هو متأكد منه ، أن إبراهيم نفسه وان كان موجودا فلم يكن بيده شيئا يفعله هو الآخر ،

… ولو حتى كنت موجود ، كان اخرك ايه يعنى ، بقولك ايه ياعمى ، انا هكلمك بصراحة ومن غير لف ودوران ، أبعد عن فريدة نهائى ، عشان مش هسمح لحد يقربلها ،لأن انت عارف كوبس انى مبسمحش لحد يقرب من حاجة تخصنى ، ولو فكرت هتلاقينى انا اللى قدامك ، أوكى …

لم ينتظر رده بل استدار ليكمل طريق وعندما ابتعد خطوتين قال دون أن يستدير
… على فكرة ، عصام هيجيلك الشركة ومعاه المحامى عشان نشوف هنعمل ايه ؟

ألقى قمبلته فى وجه عمه وتركه لينفجر وحده من الغضب ،
شعر إبراهيم وقتها برغبة حقيقية فى قتل عادل نفسه والتخلص منه ، فقد كان متأكدا انه لن يمرر موضوع هذه الشركة بسلام

……………………………………………………….

… يعنى ايه الكلام ده يافريدة ، هو قالك حاجة خلتك تقولى كدة …

أجابتها فريدة وهى تتأرجح ببطئ غاضب على كرسى مكتبها ويدها اليسرى تطرق بالقلم على سطح المكتب ،
… لأ …

… شفتى او سمعتى اى حاجة من أى حد …

… لأ …

… أمال بنيتى افتراضاتك دى على اى أساس ؟

… احساس ياريهام ، مجرد إحساس بس قوى جدا …

… ومن امتى الإحساس بيفيد فى الحاجات دى …

.. الإحساس مبيفيدش غير فى الحاجات دى …

…مش عارفة يافريدة ، انا بصراحة شايفة أن عادل بيعاملك حلو جدا …

… ده طبيعى طبعا ، آمال عايزاه يضربنى بالنار …

ابتسمت ريهام وهى تقول … بعد اللى عملتيه فى أهله ، مستبعدش بصراحة …

ابتسمت فريدة بسخرية وهى تقول … وهو انا عملت حاجة …

تسائلت ريهام بدهشة.. كل ده ومعملتيش حاجة ؟

أجابتها بحزن … للأسف ، اليومين دول بالذات اكدولى انى معملتش حاجة ..

.. ايه ده ، يعنى ايه ؟

اعتدلت فريدة واستدارت بوجهها لريهام … اكتشفت اخيرا اللى عملته كله مأثرش فيهم خالص ، كل حاجة فى حياتهم زى ما هى ، مفيش اى اختلاف …

… معقول ! حتى بعد ما كل واحد فيهم عرف التانى على حقيقته …

كادت فريدة تجيبها لولا دخول رشا مندفعة كالقطار السريع ، وهى تهذى بصوت عالى … لا لا كدة مينفعش ، انا معملتش حاجة من الصبح ، عندى شغل كتير متأخر ، انا هقضيها انهارضة مقابلة عملا ولا ايه …

ضحكت الاثنتين عليها ، فرشا دائماً ما تكون خفيفة الظل حتى فى أوج غضبها ،
قالت فريدة ومازالت مبتسمة … وايه المشكلة يارشا ، مقابلات انهارضة كلها تبع الملفات اللى انتى شغالة عليها ، غير أنها مقابلات مش مهمة ، مجرد استفسارات ، عادى بقى ..

… عادى ازاى بقولك معملتش حاجة من الصبح والله ، وأنا بصراحة مبحبش شغلى يتأخر. ..

… معلش ياستى ، انهارضة بس ، اصلى مدايقة شوية ، ومليش مزاج اقابل حد …

رفعت رشا احدى حواجبها وضيقت حدقتا عينيها كعلامة على التفكير ثم قالت … اممممم ، مدايقة ليه بقى ، انا عرفت انك رجعتى امبارح ، عملوا فيكى ايه ، قوليلى …

اتسعت ضحكة فريدة وهى تقول … عيب عليكى ، حد يقدر يعملى حاجة …

قالت رشا وهى تغمز بعينيها …اه طبعا ، وكمان الشمبرى معاكى …

اندهشتا كل من ريهام وفريدة من كلمتها وسألتها ريهام
.. مين الشمبرى ده …

… الشمبرى ، مش عارفينه ، الديك الشركسي ، السبع ، جوزك ياستى …

لم تتمالك كل من ريهام وفريدة نفسيهما وانفجرتا ضاحكتين من تعبيرات رشا عن عادل ، ضحكت فريدة بقهقهة عالية حتى آلمتها معدتها من كثرة الضحك ، لكنها سكتت فجأة عندما تعلقت عينيها بعين من يقف يتأملها مزهولا بضحكتها التى يراها لأول مرة بهذا الشكل ،
التفتت كل من رشا وريهام ناحيته وهو يقف أمام فتحة الباب من الداخل
صمت تام اجتاح غرفة المكتب للحظات ، عينا فريدة متعلقة بعينيه لا تحيد وهو الآخر على نفس الحال وكأن كل منهما لا يستطيع أبعاد عينيه ،
وريهام ورشا ترتحلان بين كل منهما
عجلت رشا بقطع هذا الصمت الذى شابهه بعض التوتر قائلة
… أهلا أستاذ محمود …

التفت لرشا بعد أن افاقه ترحيبها مما كان عليه
.. أهلا انسة رشا ..

ثم التفت لفريدة قائلا … انا اسف ، ملقتش حد استأذن منه بره ، وكمان باب المكتب كان مفتوح …

قالت فريدة … حصل خير ، هو كان فى ميعاد انهارضة …

… بصراحة لأ ، انا قلت اجى نكمل كلام امبارح ، غير أن كان فى حاجة مهمة ، كنت عايز أتكلم معاكى فيها بخصوص مكالمة امبارح ….

للحظة تذكرت فريدة محتوى المكالمة التى تمت بينهما ليلة أمس وبالطبع هى على عجلة من أن تعرف ما أراد قوله بشأن هذا الموضوع .

… مفيش مشكلة ، اتفضل …

وقفت ريهام واستأذنت لتخرج وتبعتها رشا وهى تغمز لفريدة وهى تشير على محمود دون أن يلاحظها ،
ابتسمت فريدة ثم قالت لها … عقابا ليكى ، هتقابلى العميل اللى جاى ، فاضل 10 دقايق على ميعاده …

بعد أن كانت على وشك الخروج من الباب ، توقفت بعد أن سمعت جملتها والتفتت قائلة … نعم …

ابتسمت وهى تقول … نعم الله عليكى ، يلا روحى من غير ولا كلمة …

أخذت رشا تضرب بقدميها فى الأرض كطفل صغير غاضب بسبب إجباره على القيام بشئ لا يريده ، ثم خرجت وهى تنفث نارا مع أنفاسها .
ابتسمت فريدة بأريحية واضحة ، وقد كانت ابتسامتها نابعة من قلبها وخرجت لتعطي وجهها هالة رائعة ،
التفتت لتجده يتأملها كالمرة الأولى منذ دقائق قليلة

… انت مالك انهارضة ، بتبحلق فيا كدة ليه …

… أول مرة اشوف ضحكتك بالشكل ده …

.. يعنى ايه بالشكل ده …

قال بصوت يشبه الهمس… أصل ضحكتك دى حلوة اوى …

ليست اول مرة التى تستمع فيها لاطراء أو غزل من رجل ، إنما همسه ونظرة عينيه جعلت الجملة صادقة لدرجة أخجلتها فأرخت عينيها لأسفل للحظة لتتمالك وعادت تنظر ناحيته مرة أخرى ، لتغير مسار الحديث دون حتى أن تشكره على اطرائه هذا

… قوللى بقى فى ايه ؟

قال وهو هائما فيها بعض الشئ … فى ايه فى ايه ؟

… أستاذ محمود ، ركز كدة ورد عليا …

… انا مركز جدا على فكرة ، بس انتى مش ملاحظة ان أستاذ محمود دى رخمة اوى ، ممكن نشيل الألقاب لو سمحتى …

سكتت لثانية ثم ابتسمت …. اه ممكن بس بشرط …

… اؤمرى …

… تبدأ تتكلم بدل ما انت متنح كدة …

تنحنح و أرخى عينيه وهو مبتسم ثم نظر لها وبدأ كلامه

… أولا انا كنت جاى أساسا عشان اطمن عليكى ، امبارح كنتى تعبانة اوى ، حتى صوتك فى التليفون معجبنيش والحمد لله لقيتك احسن بكتير ، كفاية ضحكتك اللى منورة الدنيا …

ابتسمت ابتسامة صافية اسعدته ثم قالت… وثانيا …

.. ثانيا انى افتكرت ، انا شفت جوزك ده فين ، ولما افتكرت عرفت هو مين بالظبط …

اعتدلت فريدة وعادت بظهرها للخلف عندنا استحوذ كلامه على انتباهها بالكامل ،

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية دموع ممنوعة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى