روايات

رواية دموع ممنوعة الفصل الثلاثون 30 بقلم هناء النمر

موقع كتابك في سطور

رواية دموع ممنوعة الفصل الثلاثون 30 بقلم هناء النمر

رواية دموع ممنوعة الجزء الثلاثون

رواية دموع ممنوعة البارت الثلاثون

دموع ممنوعة
دموع ممنوعة

رواية دموع ممنوعة الحلقة الثلاثون

الجزء الثانى ،،، الفصل الثامن

جلست على أحد الكراسى فى الشرفة الواسعة التى تعودت أن تقضى فيها جزء كبير من الوقت ، تتأمل اللون الأخضر على المدى أمامها وعقلها فى دوامة ثائرة تهدد بالانفجار ، حتى أنها لم تشعر بمن يقف منذ وقت يتأملها من بعيد ،
حقا تثيره هذه الفتاة ، هالة القوة والبأس التى تحيط نفسها بها تجعله مصمما على التحدى لكسر هذه الآلة وتحرير الأنثى القابعة داخلها يل واستمالتها حتى تصل لمرحلة الضعف والاستجداء ، وقتها فقط يكون قد وصل لما يريده جده منه ،
ولا يعلم حقا أن كان هذا ما يريده جده أم ما يريده هو نفسه لها ،
فقد يكون هذا هو الطريق الوحيد لضمانة خضوعها واستسلامها أو بمعنى أقرب ضمان بقائها .
فهو واثق تماما انها الآن تتحين فرصة مناسبة للانقضاض على عائلته بأكملها ثم الابتعاد عن الجميع بما فيهم هو نفسه .

اقترب منها بخطوات ثابتة لم تشعر بها إلا عندما أصبح بينه وبينها خطوتين لا أكثر ، لم تلتفت ، بل بقيت على حالها وعينيها على المدى البعيد ،
انحنى وقبلها من جبهتها ثم جلس قبالتها على الكرسى المقابل بعد أن قربه ليكون بجانبها ، امسك بكف يدها ثم قلبه وقربه من فمه وقبل راحتها بيده بحركة من لسانه على باطن يدها جعلتها تغمض عينيها استمتاعا بها ،
هى لا تنكر ابدا تأثرها به ، رغم أن عدد مرات التواصل الخاص بينهما تعد على أصابع اليد الواحدة إلا أن لحظات اقترابه فقط تعيش فيها مشاعر عدة حتى ولو كان للحظات قليلة .

… طلعتى بسرعة ليه ،كنا نتعشى سوا كلنا …

…مفيش داعى ، الجو مشحون دلوقتى …

… لازم يتعودوا على وجودك فى وسطهم …

…متستعجلش ، هيتعودوا …

…ماشى ، انا هقوم اقولهم يطلعوا العشا هنا …

… مفيش داعى ، انا مش جعانة ، أنزل انت أتى معاهم ، شكلك مأكلتش أى حاجة طول النهار …

… وانتى …

… صدقنى مش جعانة ، بس ممكن تبعتلى أى حاجة اشربها …

… نسكافيه كويس …

… كويس ..

وقف وقبلها من جبهتها ثم توجه ناحية الباب وهو يقول

… نسيت اقولك ، بكرة فى حفلة هنا فى البيت ، أبقى اجهزى بقى …

ثم خرج مسرعا وهى تتبعه بعينيها حتى أغلق الباب خلفه ،

أدارت وجهها وعادت لنظرتها الخاوية ناحية الخضرة التى تملأ الحديقة ،
وشردت فى فيما حدث وما قامت به مع كل شخص منهم من أجل انتقامها لوالدتها ،
وقد ظهر واضحا وضوح الشمس فى كبد السماء أنها قد أخطئت فى حساب ماهية العقاب لكل فرد منهم ،
فمن أجل أن يشعر المرء بأنه قد انتقم من آخر بالفعل ، هى إحساسه بنتيجة ما قام به ، أن يتابع ويشعر بأن ما قام به له تأثير واضح على حياة من انتقم منه ، أن يجعله يعانى ولو بقدر ضئيل مما حدث ،
لكن للأسف هى الأن لا تري ايه نتيجة ، أو أى تأثير فعلى لما قامت به واستمرت تخطط وتجهز له لأربع سنوات متتالية ، هى وفريقها بالكامل ، لم تبخل بجهد أو مال من أجل أن تصل لما تريد ،
وها هى ترى كل ما قامت به ذهب أدراج الرياح ، الكل موجود الكل مجتمع ، ومازال كل منهم بخير وعلى حاله ،
أين الوجع ، أين الألم الذى عاشته أمها لسنين وأورثتها اياه ،

كانت حسبتها خاطئة ، وقد أخطئت فى اختيار طريق الانتقام ، وآن الأوان لتصحيح ما فات ، ولو كان هذا هو آخر ما ستفعله بحياتها .

أخرجها من شرودها طرق بسيط على الباب تبعته فى آن واحد ، رنين جوالها ، أمسكت بالهاتف ، ولغت المكالمة بعدما رأت اسم المتصل ، حتى دخلت الخادمة ووضعت أمامها كوب النسكافيه ثم خرجت ، فهى لا تثق حاليا بأية مخلوق فى هذا المحيط السام الذى يحوطها ،خاصة الخادمات ، فهن أكثر ما يخرج أسرار البيوت ،
انتظرت حتى أغلقت الباب ثم فتحت هاتفها وأعادت المكالمة التى لغتها وانتظرت الرد

… ألو ، سورى ياأستاذ محمود ، قفلت بالغلط …
لم تخبره أنها تعمدت الإلغاء من أجل دخول الخادمة ،

…ولا يهمك ، انتى كويسة …

ادهشها سؤاله ، صمتت لبرهة ثم قالت … الحمد لله ، مكلمنى عشان كدة ..

شعرت بإحراجه من سؤالها ، فقد تردد قليلا قبل أن يجيب
… وليه لا ، كان شكلك تعبان اوى انهارضة ، غير أن احنا مكملناش كلامنا …

… ايوة فعلا ، انا قلت لسيف يبص على الملف ويكلمك …

.. كلمنى من شوية ، وسألنى على شوية حاجات …

.. تمام ، أن شاء الله أرد عليك على طول عشان نجهز هنعمل ايه …

.. إن شاء الله ، ااممم ، يعنى انتى كويسة …

… انا ليه حاسة عايز تقول حاجة ومتردد …

سحب نفسا طويلا سمعته عبر الهاتف وكأنه يستعد ليقول شيئا قد يزعجها ، شجعته بقولها … لو فى حاجة قول ،انا سامعاك …

… بصراحة ، كنت عايزة أسألك عن جوزك ، دكتور عادل ….

أنزلت قدمها، بعد أن كانت واضعة أحدهما فوق الأخرى وكأنها تحاول التركيز فيما سيقول ، فقد شعرت بالفعل بشئ غريب فى نظرته لعادل لكنها لم تشأ أن تعلق أمامه واجلت الأمر ، لكن يبدوا أن محمود لم يستطع التأجيل وعجل بسؤالها .

… ماله عادل ، فى حاجة …

… لا أبدا ، انا بس حسيت انى أعرفه ، لا ، انا متأكد انى شفته قبل كدة ،بس حاولت افتكر ومعرفتش ….

… عادى يعنى ، ممكن تكون قابلته قبل كدة ، الدنيا صغيرة …

… أرجوكى افهمينى ، ولا اقولك ، خلاص ، انا هفتكر لوحدى …

… مش تفهمنى انت عايز تقول ايه وانا أساعدك …

.. ولا حاجة خلاص ، بس ممكن سؤال …

… اتفضل ..

… انا عارف ان انتى تقريبا لسة عروسة ، واسف لسؤاله بس أنتى تعرفيه كويس ، يعنى تعرفيه من زمان ، قبل ما تتجوزوا يعنى ؟

.. انا مش فاهمة سبب اسألتك دى على فكرة ..

شعر محمود أنها تراوغ فى الإجابة ، فقرر إنهاء المكالمة بشكل يليق بدلا عن أحراجه أكثر من ذلك ،

… خلاص ، اسف انى ازعجتك ، هبقى اطمن عليكى وقت تانى ، أوكى …

.. اوكى …

أغلقت فريدة الهاتف وهى حائرة فى كلامه الذى لك تصل منه لأى معلومة محددة ، فقط شعرت بقلق شديد منه ناحية عادل ، المشكلة أنها واثقة فى طيبة معدن محمود ، فهو من خامة طيبة تشبه والده رحمة الله عليه كما تشهد بذكائه الحاد الذى ساعده على منع انهيار شركته وضياع أسهمها فى البورصة بعد وفاة جده المفاجئ و غياب أخيه الأكبر مازن الذى كان يعيش فى الخارج ،
إذن فقلقه هذا له وزنه عندها ، ويجب أن تعرف ماهيته وسببه ،

………………………………………………………

أغلق عادل الهاتف والقاه على الفراش بإهمال ، ثم ألقى بجسده بجانبه هو الآخر ، وهو يفكر فيها ، لقد أصبحت تجزب انتباهه بشكل مبالغ فيه فى الآونة الأخيرة ولا يعلم لماذا ، رغم أنه عميل فى مكتبها منذ سنتين وأكثر ، وقد كان لهم معاملات كثيرة ، إلا أنها كانت جميعها لا تتخطى إطار العمل المتبادل حتى أنه لم يحضر حفل زفافها وتعلل بمشاكله واكتفى بارسال الزهور لا أكثر ، اذن لماذا الآن ، بعدما تزوجت ، وأصبحت ملكا لأحدهم ، أحدهم الذى استفزته مجرد رؤيته ،
نهر نفسه ، واغمض عينيه وقد قرر أن يكف عن هذه التفاهات ، يجب أن يعطى كامل اهتمامه لشركته المهددة بالضياع من قبل شقيقه ، ابن أبيه وأمه ، هذا هو الأمر الذى يحتاج حقا لكل اهتمامه .

……………………………………………………………….

عاد عادل الجناح ولم يصدق عندما وجدها على نفس جلستها ، بل الأكثر هو كوب النسكافيه الكائن أمامها كما هو بعد أن برد و لم ينقص شيئا .

… فريدة …

انتفضت والتفتت له ، … ايوة ، فى حاجة ..

…حاجة ايه ،انا بقالى ساعتين تحت ، اطلع الاقيكى زى ما انتى ، حتى المج زى ما هو لحد ما تلج ، مغيرتيش حتى هدومك ، ايه مالك ، فى ايه ؟

قالت وهى تتطلع للكوب الزجاجى أمامها … ابدا ، ولا حاجة ، سرحت بس شوية ..

جلس بجانبها على نفس الكرسى وانحنى قليلا نحوها وقال بلهجة حنونة وهو يتلمس بشرة زقنها بأصابعه
… أنتى قلقانة من وجودك هنا فى البيت ، متقلقيش أرجوكى ،انا هنا معاكى …

لم تلق بالا لما قاله أو حتى سمعته ، كل ما شد انتباهها هو لهجته هذه وهو يتحدث ، نفس اللهجة التى غزت حصون قلبها وهى فى أشد الحاجة لشخص يحيطها ، لهجة جعلتها تستسلم وتسلم ما أراده منها ، وما كان قد كان .

…. انت حبتنى ياعادل ، ولا سلمت بالأمر الواقع وخلاص ؟

صدم من سؤالها الذى فاجأة تماما حتى أنه أبعد يديه عن وجهها بل عاد هو نفسه للخلف على كرسيه
…يعنى ايه ، تقصدى ايه ؟

… قصدى واضح ، بس معنديش مانع انى أوضح اكتر ، المفروض أن كان فى اتفاق بينى وبينك قبل ما نتجوز على الشكل اللى هتكون عليه علاقتنا ،
بس اللى بيحصل بينا ده مختلف تماما عن الاتفاق ده ، ده معناه ايه من وجهة نظرك ، سلمت بالأمر الواقع وقلت اهى زوجة وخلاص ، ولا حبتنى فعلا ، ودى طبعا حاجة مستحيلة ، انت تعرفنى من شهر ونص بس …

كان يزداد زهولا مع كل كلمة تقولها ، ويتجمد جسده أكثر ، ولأول مرة تتوه منه الكلمات عندما حاول ان يجييها بعد أم انتهت من حديثها ،
غريب أمر هذه المرأة ، فقد أصبح يخاف الحديث معها فى بعض الأحيان ، لكن لن يدعها تهزمه أو حتى تأخذ عنه تصريح قد يأخذ عليه فى وقت ما ،

قال بهدوء ينافى العاصفة الحائرة القائمة داخله
… أنتى ايه رأيك يافريدة ، انتى كنتى معايا لحظة بلحظة فى اللى تم بينا ، تفتكرى ايه ده تسليم منى بالأمر الواقع ولا حب …

… انت بتجاوبنى بنفس سؤالى ليه ؟

… أبدا ، بالعكس ، يمكن محتاج تعرف إجابتك انتى قبل ما اجاوبك ، انا مضغطتش عليكى فى اى حاجة ، بالعكس انا كنت سعيد اوى أن احنا سوا ، ومتسأليش ليه ، فى أمور فى حياتنا يافريدة مبتحتاجش أى فلسفة فى الوصف ، أو تخطيط عشان تحصل ، الموضوع بسيط ، انا وانتى ،
من غير أى إضافة …

أعادت فريدة كلمتيه بتساؤل وكأنها تتعجب من جمعهما سويا فى جملة واحدة … انا و انت ؟

… ايوة يافريدة ، انا وانت ، صحيح اتفقنا نكون أصحاب عشان ننفذ رغبة أهالينا ، بس قربنا من بعض ، اتكلمنا وارتاحنا سوا ، قربنا ، قربنا اوى ،
….

عاد آخر كلماته وهو يقترب منها ، يقترب جدا ، وأحاط وجهها يكفيه ومال ليلتقط شفتيها ليوضح لها ما كان بحاول قوله لكن بشكل عملى حتى تصل لما يريد قوله ، لكن هى قد كان لها رأى آخر منافى لنهاية الصورة التى أرادها ، فقاومت يديه فى لحظة واحدة ومالت بوجهها للأسفل ، فوجد شفتاه قد حطت على جبهتها، تنهيدته الغاضبة كانت حارقة حتى أنها شعرت بسخونتها على جبهتها ، أكمل قبلته لجبهتها ثم عاد للخلف فيما كانت هى ترتفع بوجهها له مرة أخرى ،

… انا برده مأخدتش منك إجابة واضحة على سؤالى ، خلينى أسألك بشكل تانى ، بشكل أوضح ، انت دلوقتى قررت أن الجواز ده يكمل كأننا زوجين عاديين ؟

… وليه لا ، ايه المانع ، انتى عندك اعتراض ؟

سكتت برهة وهى تتأمل وجهه تبحث عن إجابة جيدة لسؤاله ، اعتراض ،
كيف تعترض وقد تم بالفعل زواجهم ، ولم يكن لها رأى فيه ، قد جرفتها مشاعرها فى أوقات ضعفها ، فلم تكن أبدا أشد ضعفا مما هى عليه الآن ،
والمشكلة الأكبر أنها لم تعطى لنفسها مجالا أن تعيش أى من حالات الحب مع أى شخص حاول الاقتراب منها من قبل ، كانت دائما تتخذ الشكل الرجولى فى التعامل مع الرجال وان كان هذا ينافى شكلها الانثوى الخالص .

وقفت فجأة وهى تقول
.، انا تعبانة اوى ، هحاول انام شوية ، تصبح على خير ياعادل ..

لم تكمل خطوة واحدة بعيدة عنه حتى استوقفها سؤاله
… بتهربى من إجابة سؤالى ليه ، مش انتى اللى فتحتى الموضوع ده …

التفتت له وقالت بهدوء … انا مبهربش ، مبجبش الهروب اصلا ، هجاوبك ، انا بس هواجه نفسى الأول ، تصبح على خير ….

…………………………………………………………….

تسللت بهدوء شديد للداخل بعد أن أغلقت الباب بالمفتاح ،
فوجئ بها أمامه فى لحظة خروجه من الحمام ،

…ايه ده ، انتى اتجننتى ، البيت مليان ناس …

… اعمل ايه يعنى ، من لحظة ما رجعت مع ابوك وانا مش طايلاك ، مش عارفة حتى أتكلم معاك ..

… ماهو ادام عينيك ، من ساعة ما رجعت وانا فى مصايب ، انا مش عارف ازاى سمحتى لبنت الكلب دى تدخل البيت ، ازاى وافقتى على الجوازة دى ، كان عقلك فين ساعتها …

… ومين قال انى وافقت ، ما انت عارف عادل ، حد بيعرف يجبره على حاجة ، وبعدين أكرم كان واقف معاه ، أول مرة اشوف أكرم واقف مع عادل بالشكل ده لدرجة انهم تمموا الجوازة فى أسبوعين …

… وبعدين فى ابنك ده ، كل أما اقول خلصت منه ، يطلعلى بمصيبة جديدة ، وأدى آخرها ، المصيبة انى مش لاقيلها أى مدخل ، بنت الحرام مأمنة نفسها على الآخر ، وابنك المحترم بيقف فى وشى عشانها …

… انت مش ملاحظ انك عمال تقول ابنك ، ابنك ، هو ابنى انا لوحدى …

… سميرة ، اطلعى من نافوخى دلوقتى ، كفاية الأرف اللى انا فيه ، لسة حتى مش عارف ابويا وابنك هيتصرفوا معايا ازاى فى الشركة دى ، وطبعا ابنك ما صدق …

.. برده ابنى …

تنهد إبراهيم بنفاذ صبر وقال بغضب … روحى دلوقتى ، روحى ، انا عايزة اتنيل انام ، والصباح رباح ، يمكن الاقى حل للمصيبة اللى اسمها فريدة دى واشوف ناوية على ايه تانى …

…………………………………………………………..

فتحت عينيها بصعوبة بالغة ، وضعت يدها على رأسها وهى تتململ من حدة الصداع الذى أصبح ملازما لها فى الآونة الأخيرة ، يجب أن تجد حلا لهذا الصداع ، فهى تحتاج لكامل تركيزها الآن ، أكثر من أى وقت مضى ،

اعتدلت وهى تحاول إدراك ما حولها ، وجدت نفسها فى جناح زوجها فى فيلا المصرى ، ابتسمت بسخرية وكأنه لم ولن يكون مكانها ابدا ،
التفتت لتجده نائما بجانبها ولكن على آخر طرف السرير ، وكأنه تعمد أن يتجنب لمسها ،

لم تهتم بما جال بخاطرها ناحيته ، التقطت هاتفها ، فتحت اضائة الشاشة فوجئت بالساعة قد تعدت العاشرة ، وبعض المكالمات الفائتة من ريهام واثنين من والدها وثلاثة آخرين من إحدى زميلاتها ،
نهرت نفسها لأنها حولت رنين الهاتف لصامت ، فكل ما احتاجته هو ساعتين من النوم فقط ، وليس كل هذا ،
أسرعت واغتسلت وارتدت ملابسها دون أن تصدر أى صوت يذكر حتى لا توقظه ، فهى ليست فى حالة تسمح لها بأى نقاش مع أى شخص الآن ،

خرجت من الجناح وهى تتحدث مع زميلتها خلال الهاتف تناقشها فى أمر معين يخص إحدى التحقيقات التى تعمل عليها ،

ضغطت على زر الاسانسير ، بعد عدة ثوانى كان يفتح بابه أمامها ،
فوجئت بمجدى ابن عم عادل يقف بالداخل ،
أشار مجدى لها بالدخول قائلا … صباح الخير يافريدة , اتفضلى …

.. صباح الخير يامجدى … قالتها و هى تخطو داخل المصعد

تعللت بشئ ما أنهت به مكالمتها على وعد منها بالذهاب للعمل غدا واكمال مناقشتهما ،
تعمدت إهمال وجوده ، و كانت على وشك الاتصال بريهام لولا جملته التى جعلتها ترفع عينيها له بدهشة حين قال
… احنا مش وحشين اوى كدة يافريدة …

انعقد ما بين حاجبيها ولوحت برأسها بتساؤل

فتابع كلامه قائلا … انا عارف انك شايفانا كدة ، بس احنا عيلة زى أى عيلة ، فيها الكويس ، وفيها الوحش ،وأنا اسف للى حصل لوالدتك ، وطبعا رافضه تماما ، لكن ده مش معناه أن العيلة كلها زى ما انتى شايفاها …

كان باب المصعد قد فتح بعدما وصل للدور الأرضى

خرجت فريدة من المصعد ثم التفتت له وهى تقول

… هتصدقنى لو قلتلك أنى اكتشفت انى مش شايفة ولا عارفة حاجة عن عيليتكم دى اصلا …

ثم تركته وهو يفكر فى جملتها التى زادته حيرة عما كان داخله من الاساس

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية دموع ممنوعة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى