روايات

رواية دموع ممنوعة الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم هناء النمر

موقع كتابك في سطور

رواية دموع ممنوعة الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم هناء النمر

رواية دموع ممنوعة الجزء الثامن والعشرون

رواية دموع ممنوعة البارت الثامن والعشرون

دموع ممنوعة
دموع ممنوعة

رواية دموع ممنوعة الحلقة الثامنة والعشرون

الفصل السادس
دخل سيف ومن خلفه على وهما مبتسمان بعد طرق أحدهما الباب ،
كانت شاردة تماما وعينيها على شاشة اللاب وهى تنتقل بين الصور والبيانات المكتوبة تحتها ،
… أستاذة فريدة ، أستاذة ؟ …
ثم ألقى كل من على وسيف نظرة على الآخر تعجبا من شرود فريدة الشديد حتى أنها لا تشعر حتى بوجودهما أمامها ،
أعاد على ندائه بصوت أعلى وفى نفس الوقت يطرق بيده على سطح المكتب ليجعلها تنتبه ….أستاذة فريدة …
انتفضت فريدة ورفعت رأسها لهم وهى تقول لائمة
… ايه بأعلى فيه ايه ، تعبان قرصك ولا حاجة ..
أجاب ضاحكا وهو يرفع يديه … ألف بعد الشر عليا ، ليه كدة بس ياأستاذة ، ده انا لسة مدخلتش دنيا …
ابتسمت فريدة وقالت … ولما انت ناوى تدخلها ، ساكت لحد دلوقتى ليه ؟
… والله ابدا ، انا مش ساكت ، انا بس مستنى اختار صح ، ده وش هلبسه طول عمرى …
… ياراجل ، بزمتك ، مستنى تختار ولا اللى بتشوفه هو إللى مجننك …
ثم أدارت له شاشة اللاب توب على صور سهام ومن معها ،
ضحك كل من على وسيف على كلام فريدة ، ثم قال على
… أاااه ياأستاذة ، والله شوية مزز ، يجننوا …
ضرب سيف بقدمه على قدم على حتى صرخ على من شدة الضربة بسبب جرأته فى الحديث مع فريدة
تجاهلت فريدة الموقف وقررت تغيير مجرى الحديث ،
… اقعد انت وهو …
جلس الاثنان بمقابلة فريدة على المكتب وانتظرا ما ستطلبه منهما ،
التفتت لعلى أولا ووجهت له الحديث
… مفيش اى معلومات عن البنت دى مع الصور ليه …
… انا اسف والله ياأستاذة ، انا مقدرتش اعرف عنها حاجة خالص ، الشاليه هناك محجوز باسمه هو ، حتى الجارسونات بيقولو أنها اول مرة يشوفوها، مع أن والله ياأستاذة ،انا حاسس أنى شوفتها قبل كدة ، بس مش قادر افتكر …
… كان فى حد معاك ..
… لا ابدا ، كنت لوحدى ، العيال اللى شغالة معايا كنت مكلفهم بشغل هنا ، دا حتى انا اللى مصور بموبايلى …
… كويس اوى ، عارف دى مين بقى يافالح …
.. ايه ده ، حضرتك تعرفيها ؟
… أه ياسيدى ، دى سهام ، سهام أكرم المصرى …
بدأ على فى تذكرها ثم سند رأسه بيده وهو يقول
.. أاااه فعلا ، وأنا عمال أقول انا شفتها فين قبل كدة ..
… مينفعش ياعلى ، تنسى حد كنت شغال عليه …
… معلش ياأستاذة ، انا اصلا مشفتهاش قبل كدة غير مرة واحدة ، مكانتش بتبقى موجودة فى بيت العيلة ده كتير على طول عند خالتها …
… عارفة ، أبوها فضل أنها أبعد اول ما عادل رجع البيت ، بالذات بعد ما قرروا يجوزوه ، رجعت مرة واحدة بعد الجواز وبعدين اختفت تانى …
…. شفتى بقى ، يعنى انا معزور اهو …
بدأت فريدة بتحويل الكلام بشكل جدى أكثر
…اسمعوا انتوا الاتنين ، انتوا اكتر حد فى المكتب اشتغل معايا فى الموضوع ده ، و معاكم رشا ، احنا هنرجع نشتغل فيه تانى بس بشكل مختلف شوية …
… مختلف ازاى يافندم … قال سيف
.. بعدين هقولكم ، المهم عندى دلوقتى ، تبداوا تراجعوا الملف القديم كله ، عايزاكوا تبدأوا صح ، مش تنسوا الناس اللى انتوا شغالين عليهم …
قالت آخر جملة وهى تلقى نظرة على على وتلمح لفكرة نسيانه لشخصية سهام .
… اتفضل انت ياعلى وابدأ على طول ، ماشى …
انتظرت فريدة حتى خرج على وأغلق الباب ، التفتت لسيف وقالت
… خلصت موضوع محمود سرحان …
… كنت عارف انك هتسألينى عنه ، خصوصا انى عرفت من ريهام انه جاى انهارضة ، عشان كدة جبت الملف معايا ، اتفضلى ياأستاذة …
تناولت فريدة منه الملف وفتحته وألقت عليه نظرة عابرة ثم أغلقته وألقته بإهمال أمامها على سطح المكتب ،
سندت بزراعيها على حافة المكتب وهى تقول
…ريهام قالتلى على رأيك فى اللى حصل امبارح ، وبصراحة مستغرباك اوى ياسيف …
تسرب القلق لسيف وظهر فى كلامه وهو يقول
… ليه بس ياأستاذة ، هو انا قلت حاجة غلط …
… الفكرة مش فى الغلط ياسيف ، رأيك مختلف ، مش فاهماه ، ياريت توضحهولى ….
صمت لثانية ثم ابتسم وقال … واضح ان رأييى هو نفس رأيك ياأستاذة فريدة …
حركت رأسها بإستفسار مع نصف ابتسامة وقالت وقالت … تقصد إيه ؟
… عيب يافيري ، ده عشرة اكتر من تسع سنين ، أربعة جامعة وخمسة المكتب ، حافظ عقلك كويس اوى …
ابتسمت بتحبب وهى تقوم من مكانها ودارت حول المكتب وجلست بمقابلته ،وقالت
… فعلا ، انا وانت وريهام كنا اول ناس نبدأ المكتب ده ،
قوللى بقى ، ايه رأيك فى الحوار ده ، المجموعة كلها بتقول أنها حركة تافهة من حد مش محترف …
… بالعكس ، هى فعلا حركة تافهة بس من حد محترف جدا ، قاصد منها أنه يهتك مش اكتر …
.. يخوفنى يعنى ، وليه متقولش أنها double edged, تمت أو متمتش …
… يعنى يخوفك من اليمتين ، ممكن ، وليه لأ ، بس اللى متأكد منه أنه هو حد مش ملفاتنا ، حد جديد …
… غريبة ، انا شايفة انه يعرف عنا حاجات كتير …
… هو ده بالظبط اللى عايزة أقوله ، بالرغم من أنه جديد ، بس عارف عنا كتير ، بس يمكن ده فى صالحنا…
… تقصد أن ده اللى هيوصلنا ليه …
… بالظبط ، بالتأكيد مش هيصبر وهيحاول تانى …
… يبقى الحل أن احنا نستناه ، وأنا بقى من عشاق الصبر والانتظار …
…………………………………………………………..
… ايه ياعادل …
… ايوة ياجدى …
… عملت ايه مع مراتك …
… تقريبا وافقت …
.. يعنى ايه تقريبا ، وافقت ولا لا …
… قالت هتفكر ، بس انا حاسس أنها هتوافق ..
… كويس ، انا طلبت من الدكتور انى أمشى انهارضة …
… ازاى وانت لسة تعبان …
… مش عايز اقعد هنا ، عايزة ارجع بيتى ، وبعدين ما انت شفت اللى مراتك قالته عن العيلة ، ومش عارف اعمل فى الحكاية دى ايه …
.. شوف بس انت عايز ايه ، وهو يتنفذ فورا …
… أمك ومقدور عليها ياعادل ، ومرات عمك كمان …
… مش فاضل غير عمى …
… عمك مين فيهم بقى …
نظر له عادل بخبث وهو يقول … على رأيك ، الاتنين لازملهم حل ، مش واحد بس …
… وفريدة أهم منهم ياعادل …
تطلع عادل لجده وهو صامت ثم أغمض عينيه ، فقال له
… ركز ياعادل ، انا عارف انها عاجباك ، بس الشغل أهم ، وسهام كانت تحت ايدك …
قاطعه عادل قائلا … انا مش عايز كلام فى موضوع سهام ده تانى ، الحكاية دى انتهت ، إنما فريدة دى هى اللى حوار ، مكنتش مقدرها صح ولا فاكر أنها تقدر تعرف ده كله …
… وهتعمل ايه …
… مش عارف لسة ، بس لازم يكون فى حل …
ثم وقف وتقدم من الشباك وفتحه واشعل سيجارة ثم قال
… منكرش أنها عجبانى ، بس عدت حدودها اوى …
ثم صمت ثانية وبعدها أعاد آخر كلمة … اوى …
……………………………………………………………………..
تأملته فور دخوله من باب المكتب ، ولا تعلم لما ارتاحت لما رأته ، كان يبدوا مختلفا تماما عن آخر مرة رأته فيها ، الآن مهندما أكثر ، واثقا ، يرسم ابتسامة جميلة صادقة على وجهه ،
ولا تعلم حتى سبب راحتها هذه ، هل من أجل الجميل الذى تحمله لوالده ، أم لشفقتها على ما يحمل هو داخله من مشاعر سلبية وضغط نفسى بسبب خيانة من هم من دمه بل خيانة أقرب أنساب الدم ، أخوه ، والباقى الوحيد من عائلته ،
فهى تحمل تقريبا ما يشابه ما يحمله ، لهذا هى تقدر حالته تماما ،
وقفت لتحيته بل تحركت من خلف مكتبها وتقدمت ناحيته وسلمت عليه وقادته بعيدا عن رسمية المكتب بعض الشئ ،
بعد التحية والجلوس ، ساد صمت لأقل من ثانية بينهما وكأن كل منهما لا يجد بداية للحديث ،
قالت فريدة بعد أن قطعت هذا الاتصال البصرى بإغلاق عينيها ثم فتحها بسرعة ،
… هبدأ أطمن عليك لو فضلت اشوفك كدة على طول …
بالطبع كانت تقصد حالة الهدوء والثقة التى هو عليها الأن ,
… لكن انا هبدأ أقلق عليكى لو فضلت اشوفك كدة …
أدهشتها جملته لدرجة أنها سكتت تحاول إدراك ما يقصده ،
لم يمهلها الكثير ، بل تابع كلامه قائلا
… شكلك مرهق وتعبان اوى ، كأنك منمتيش بقالك أسبوع ، وأنا مش متعود اشوفك كدة …
إن كانت جملته الأولى ادهشتها ، فالجملة الثانية حقا صدمتها ، فهى بالفعل لم تنام منذ أيام إلا فتات من الوقت من شدة الإرهاق ،
ولم تكمل ابدا ساعتين من النوم المتواصل منذ قررت مواجهة عائلة المصرى ،
الغريب كيف أدرك هو ذلك ، هل تبدوا حقا مرهقة بهذا الشكل ، لدرجة أن يلاحظها الغريب عنها ،
لم تجادله فيما قال بل تأملته قليلا مندهشة من ملاحظته واهتمامه ،وفضلت تغيير مسار الحديث ، فهى لا تريد الآن الدخول فى تفاصيل ما تعيشه من مشاكل مع شخص ليس بينهما إلا ملف عمل فى مكتبها ،
… انا فعلا منمتش امبارح خالص ، وعندى صداع جامد ، خلينا نبدأ احسن ، انت وصلت لحد فين ؟
كان يعلم أنها تتهرب من سؤاله ، ولم يجبرها على الخوض أكثر فيه
… وصلت لمرحلة كبيرة ..
… اتفضل انا سامعاك …
… اخترت اكتر مجموعة انا واثق فيها ، ورسمت خطة كدة بسيطة اوى بس أعتقد فعالة لحد دلوقتى …
… جابت نتيجة يعنى …
.. مش عايزة اقولك ، نجاح ساحق …
…بجد ، المهم تكون واثق من الناس اللى معاك …
…أولا دول معايا من أيام بابا الله يرحمه ، غير أنى عملت حوار كدة عشان اتأكد منهم ، مشروع بسيط كدة نفذته من الباطن ، عشان اشوف أخباره هتطلع ولا ايه …
… واضح انك واثق من اللى بتقوله وعارف انت بتعمل ايه …
… لحد دلوقتى الحمد لله …
.. تمام اوى ، يبقى احنا برة الليلة دى …
… لا لا ، استنى ، برة الليلة ازاى ، انتى الأساس اللى ساعدنى ولسة محتاجك …
… منا مستنية تقول اهو …
… فكرة أن انا استحوذ على شركتى ، ده مهم جدا ، وعشان مكدبش ، صعب شوية لكن مش مستحيل ، لأنى مرتبى فى الشركة دى من صغرى وحافظها كويس ، غير مازن ، لسة بادئ يشتغل فيها بعد بابا الله يرحمه ،
اللى مستحيل فعلا هو التعامل مع شركته هو …
… وانت عايز شركته فى ايه بقى …
… أرجوكى افهمينى ، شركته بقت قوية جدا ، فى نفس الوقت اللى شركتى انا بدأت تضعف ، وده كله بتدبيره من البداية ، أنه يقوى شركته فى النفس الوقت اللى بيضعف فيه الشركة اللى بينا ، انا بقى عايز اعكس اتجاه الدفة وبنفس الطريقة بالظبط زى ما هو عمل ،
شركته لازم تضعف فى نفس الوقت والا مش هبقى عملت حاجة …
… نظريتك صح جدا ، منكرش ، لكن انا دورى ايه فى الموضوع ده ؟
…دورك مهم جدا ، شوفى …
ثم اقترب لحافة الكرسى الذى يجلس عليه حتى أصبح قريبا جدا منها وبدأ يشير بيديه وهو يشرح لها دورها فى الموضوع ، ولم تمانع فريده من هذا الاقتراب بل بدأت تستمع له بتركيز ،
…. عاملين اتنين مهمين جدا ، هم اللى هيساعدونى ، الأول أنه ميعرفش اصلا انى اكتشفت ان هو صاحب الشركة المنافسة ، والتانى وده الأهم ، أن الشركة دى مستحيل تكون قايمة على أساس صح ، الشركة دى قامت فى 3 سنين ، لدرجة أنها تنافس أكبر شركة مقاولات ، طبعا مستحيل …
… والمطلوب ؟
… أعرف كل حاجة عن شركته ، من البداية لحد دلوقتى ، مين بيساعده ، بيمول الشركة لوحده ولا فى شريك ، مين بيساعده فى المؤسسات ، مين أهم عناصر فى شركته وايه ميتهم بالظبط ، فاهمانى …
… فاهماك ، بس المعلومات دى مش سهلة وهتاخد وقت فى التجميع …
… انا جايب معايا شوية بيانات وأسماء ، تقدرى تبدأى بيها …
أخرج من جيب جاكته بعض الأوراق المطوية وشرع فى فتحها وناولها إياها ، فى نفس اللحظة التى فتح فيها الباب وظهر عادل من خلفه والذى دخل دون أن يطرق على الباب ،
انمحت ابتسامته فور رؤيتهما فى جلستهما المتقاربة هذه والتى لا تعطى انطباع جلسة عملاء على الإطلاق ،
رفعت رأسها له واندهشت من وجوده ، فلم يمر أكثر من ثلاث ساعات على انصرافه ،
أما محمود ، فقد تعلقت عينه به ، يبدوا انه يعرفه من مكان ما ، هو يتذكر وجهه جيدا ،
لكن عادل اقترب منهم ولم يثيره وجه عادل بأى شكل ، يبدوا انه لا يتذكره .

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية دموع ممنوعة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى