رواية دموع ممنوعة الفصل التاسع 9 بقلم هناء النمر
رواية دموع ممنوعة الجزء التاسع
رواية دموع ممنوعة البارت التاسع
رواية دموع ممنوعة الحلقة التاسعة
وصلت فريدة للمبنى الموجود به مكتبها ، وهو مبنى راقى جدا مكون من 25 دور ، موجود فى أرقى منطقة من مناطق المحافظة ، ابتاعت فريدة دور كامل فيه فور استلامها للمال الذى تركته لها جدتها بعد وصولها الواحد والعشرون من عمرها ،
الدور يتكون من شقتين ، حولت أحدهما لمكتبها الذى ارادته بمعدات تكنولوجية حديثة جدا ، وواجهة راقية من استقبال وموظفين واثاث راقى يدل على قيمة المكان ، أما الشقة المقابلة فاستخدمتها كسكن خاص بها ، للراحة من العمل أو حتى الإقامة إذا أرادت الابتعاد عن بيت والدها لفترة .
بمجرد دخولها ، وقف لها الجميع بالتصفيق والتحية والمباركة على الزواج ،
…إيه ، ايه ، براحة ياجماعة ، وحقيقى شكرا ليكوا ، واتفضلو على مكاتبكم ، وكل اللى عايز يقوللى مبروك ، يقولهالى وهو بيسلمنى تقرير عن المعلومات اللى قدر يوصلها فى العشر ايام اللى فاتوا ، يلا ، واقفين ليه ، اتفضلوا …
تفرق الجميع وهم يضحكون ويتهامسون على أنها لم يغير فيهاا الزواج من شئ ، فهم يعشقون هذه الفتاة ، هى خير عون وصديق لهم حتى فى حياتهم الخاصة ، لكن العمل بالنسبة لها خط أحمر ، لهذا استطاعت الوصول لهذه الشهرة فى هذا المجال فى وقت قصير جدا .
اتجهت فريدة لمكتبها ، وتتبعها ريهام وهى تخبرها بتقرير مبسط عن حركة المكتب لهذا اليوم .
ريهام هى مديرة مكتب فريدة والقائمة بأعمالها فى غيابها ، وتعد من أقرب العاملين لها ،
…ماشى ياريهام ، خلاص ، انتى رغاية ليه ….
…مش بقولك على اللى حصل …
…وأنا بقولك انك رغاية ، كل ده قريته فى التقارير اللى بعتيهالى ، ايه الجديد ؟
… محمود سرحان مصمم يقابلك انهارضة …
…بلاش انهارضة ، اجتماعى معاكوا هياخد وقت طويل …
…والله حاولت ، لكن مفيش فايدة ، هو بيقول انه مش محتاج أكثر من خمس دقايق …
…طيب ، من واحدة إلا ربع لواحدة ، وروحى انتى على مكتبك وابعتيلى المستفذة التانية …
…رشا ، حاضر …
…هو فين ماهر ، مشوفتوش برة …
..استأذن منى يمشى ، عشان مراته تعبت …
…معقول لسة ، انتى مش قولتيلى أنها ولدت …
…المفروض كانت رايحة تولد ، لكن الدكتور لقى الدنيا كويسة وممكن تفضل يومين كمان …
..ربنا معاها ، ادتيله الفلوس اللى قلتلك عليها ؟
…طبعا ياريسة ، وقتها على طول …
…كويس ، شوية وكلميه وحوليلى الخط بس بعد ما رشا تخرج من عندى ، وابعتيلى ملف محسن سرحان ، عشان اشوفه قبل ما يجيلى …
…حاضر …
خرجت ريهام وحضرت الملف وخرجت مرة اخرى ، وبدأت فريدة فى قراءة الملف وتشغيل CD الموجود بداخله والمسجل عليه بعض المقاطع التى تم تسجيلها بدون علم أصحابها ،
دخلت رشا بعد طرقها للباب
…صباح الخير ياريسة …
…صباح النور يارشا ، كنتى فين ده كله …
… فى الريكورد ، بخلص اللى قولتيلى اتابعه. ..
…ها ، فى جديد …
…عيب يافيري ، دا أنا المستفذة …
…ما تنطقى يابت انتى …
…اتفضلى … واعطتها CD
… حاجة تستاهل ولا هتطلع هبلة زى اللى فاتوا …
…لأ لأ ، لو سمحتى ، انا مبجبش حاجات هبلة …
…شغليه وهنشوف …
…لا معلش ، شغليه واسمعيه براحتك ، مينفعش أكون موجودة وانتى بتسمعيه. ..
…اشمعنى يعنى …
…أولا لأنك هتدايقى ، وانتى عارفة أنى مبحبكيش وانتى مدايقة ، ثانيا فى تسجيلات تانية لازم اسمعها عشان اجبهالك فى خلال ساعة ، لأن عندى ميعاد مع مع حد هيجبلى البيانات اللى طلبتيها فى موضوع رصيد سميرة المصرى برة …
…ماشى ، اتفضلى انتى ، ومش هأكد عليكى تانى يارشا ، أصرفى زى ما انتى محتاجة ، بأى مبلغ ، المهم تحيبيلى اللى انا عايزاه …
…من عنيا الأربعة ، عشان تعرفى بس انتى غالية عندى قد ايه …
…طيب يلا روحى شوفى وراكى ايه. ..
وضعت فريدة CD فى اللاب ووضعت السماعة فى اذنها ، وجدت اكتر من خمس مقاطع ، ويوجد ثلاث نقط حمراء بجانب أحدهم ، قامت بتشغيله ، وأسندت رأسها وظهرها على الكرسى لتستمع له بهدوء ،
كان الحوار بين عالية زوجة الحاج أكرم وسميرة والدة عادل ، بدأ الحوار بالحديث عن عودة الجد ،وغضب كل منهما من عودته وأسباب هذا الغضب ، ثم تحول مسار الحديث لفريدة ورفضهم التام من وجودها فى البيت ، خاصة بعد عودة الجد سالما ، وإحساسه بالندم والذنب على ما حدث لابنته جميلة بعد وفاتها ، ووفاة زوجته حزنا على ابنتها هى الأخرى ، فقد ماتت بعدها بأيام ،
وقد خافت كل منهما أن يوصله هذا الإحساس لتوزيع التركة بشكل آخر ، وتوريث فريدة معهم ، وإعطائها ميراث والدتها ، بالطبع لم يكن لديهم علم بأنها بالفعل استلمت ميراثها ،
وأيضا تطرقوا بالكلام للأموال التى اختفت من الحساب المشترك بين الجد والجدة ، والتى تم سحبها بواسطة الجدة قبل وفاتها بثلاثة أشهر فقط ، والتى رفضت تماما أن تخبر أى مخلوق عن وجهة هذه الأموال ، بالإضافة لصندوق مجوهراتها الذى بحثوا عنه بعد وفاتها ولم يجدوه ويبدوا انه اختفى مع الأموال هو الأخر ، والجدير بالذكر أن هذا الصندوق يحتوى على عدد كبير من المجوهرات الأثرية التى توارثتها عائلتها منذ الأزل ، وكان من المفترض أنها ستورثها لجميلة ابنتها كما ورثتها هى عن والدتها ،
ووصلوا بالحوار الى ما كانت تنتظره فريدة ، إلى جميلة وما حدث لها فى هذه الليلة المشئومة ، الليلة الوحيدة التى سامحها والدها ووافق على دخولها المنزل ، كانت حفلة كبيرة بعد عودتهم من الحج ،
كانت فريدة معها ولم يكن يتعدى عمرها السبع سنوات ،
لم تصدم عندما علمت أن سميرة هى من سهلت له الدخول ، ولكن على حد كلامها انه لم يخبرها بنيته الحقيقة ، إنما أخبرها انه يريد أن يتحدث معها فقط ، وبعدها خرجت الأمور عن السيطرة ،
وكان لابد لها على أن توافق على ما يريد ، وأن تدارى على ما فعل خاصة بعد اصابة جميلة بحالة نفسية افقدتها الحركة والنطق ، فلن تستطيع أن تخبر أحدا بما حدث ، فهو يفيدها فى أمور كثيرة ، وقد كان يخبرها بما يقوم به الجد باستمرار .
تنهدت فريدة بعدما حصلت على أول دليل لها على ما حدث ، وهو مجرد بداية خيط فقط ، فلابد أن تعلم كل شئ عن هذه المرأة لتستطيع لف الحبل حول رقبته ، وبالتأكيد المال هو حياتها وسيكون هو المدخل لها .
دق الباب وعادت رشا لفريدة مرة أخرى ، وبالطبع وجدتها كما توقعت ، غاضبة وهائمة تفكر فيما سمعت لتوها ،
….فريدة ، انتى كويسة …
…كويسة يارشا ، فى حاجة تانى …
… أنا كنت هروح المشوار اللى لسة قايلالك عليه ، و
…وايه ؟ قولى اللى عندك …
…فى مقطع كمان مفروض تسمعيه ، بس مش عارفة هتتحملى بعد اللى سمعتيه دلوقتى ولا لأ …
…اخلصى يارشا …
…المقطع لأستاذ عادل ، اتفضلى ، وأنا هروح مشوارى …
تركتها لتذهب لكن فريدة اوقفتها ،فقد صدمها الاسم ، فقد كانت تظن أن عادل هو الانقى بينهم ، هل له يد بما حدث ، لا ، لقد كان صغير جدا وقتما حدث ، إذن هو يعلم ما فعلوه ولم يتصرف ، دارت كل هذه التساؤلات فى عقلها فى لحظات
…استنى يارشا ، المقطع ده فيه ايه ، عادل يعرف تفاصيل الموضوع ده …
…مفيش اى إشارة تقول كدة ، دى حاجة تانية خالص ..
…ما تنطقى على طول يارشا …
..أستاذ عادل مرتبط بواحدة تانية …
عادت فريدة بظهرها للخلف ، ليست صدمة ولكن مفاجأة حقا ، فلم يبدوا عليه أى شئ يخبرها بذلك ،
…كلمى …
… بتشتغل عنده فى المصنع ، فى الحسابات ، كان يعرفها ومتفقين على الجواز حتى من قبل ما يطلق بنت عمه …
…وبعدين …
…دلوقتى بتطلب منه بنفذ وعده ليها يااما يسيبها فى حالها لأنها مش هتفضل مستنية لحد ما …
…ما ايه ، كملى …
…ما يطلقك …
…تعرفى عنها ايه البت دى …
…لسة ولا حاجة ، المقطع تسجيل لمكالمة تيليفون عملها من مكتب عمه اللى فى البيت …
…طيب يارشا ، خلصى مشوارك والأول وبعدين شوفى حد منهم برة يجمعلى عنها كل اللى يقدر عليه انهارضة ، المعلومات دى تكون عندى قبل ما أمشى ….
…حاضر …
…مفيش داعى اقولك أن مش لازم حد يعرف التفاصيل …
…طبعا يافريدة …
رن الهاتف الداخلى للمكتب
… أيوة ياريهام …
…أستاذ محسن موجود هنا …
…ليه ؟ هى الساعة كام دلوقتى …
…11 ، وأنا بلغته بالميعاد اللى قولتى عليه ، بس هو مصمم جدا …
…طيب ياريهام ، 10 دقايق ودخليه …
وقفت فريدة واتجهت للحائط الزجاجى المطل على الشارع وهى تحدث نفسها
…إيه يافريدة ، اتدايقتى ليه ، مش دى فكرتك اصلا عن الرجالة ، أن كلهم خونة وبياعين ، مجرد كائن غير مسؤول ولا يعتمد عليه ، كنت فاكرة ايه ، إنه هيكون مختلف ، ملاك مثلا ، كلهم واحد ، كلهم زبالة الرجولة ماتت واندفنت من زمان ، مشوفتيهاش ولا هتشوفيها ، عيشى يافيري ، وأنهى اللى بدأتيه وخلصى نفسك ، واخرجى من البيت ده على خير ، وبعدها يحلها ربنا …
يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية دموع ممنوعة)