رواية دموع الشمس الفصل الرابع 4 بقلم آية هدايا
رواية دموع الشمس البارت الرابع
رواية دموع الشمس الجزء الرابع
رواية دموع الشمس الحلقة الرابعة
“يُعتقد دائما ان الحب يطرق الباب قبل ان يدخل ولكن في الحقيقة الحب كالسهام رقيقه جدا تقتحم القلب بدون سابق انذار وبدون أن تشعر بها”
كانت تشعر بدقات قلبها تكاد تخرج من مكانها عندما سمعت صوت صراخه العالي
ابتلعت شمس ريقها وكانت تشعر بالتوتر ولكنها تماسكت ورسمت ملامح الجديه علي وجهها
دخلت الي غرفته وجدته يقوم بتحطيم كل شئ امامه وصوته العالي يملأ المكان
شمس بحنين:مالك
نظر اليها فتي في العاشره من عمره صاحب عينين سوداء….كسواد الليل وشعر فحمي اللون وبالرغم من صغر سنه الا أنه كان في غايه الوسامه
نظر إليها وصرخ بها:عايزه إيه مني….ابعدي عني….انتي السبب…ماما راحت بسببك انتي….انا بكرهك…
صدمت شمس من كلامه فهي كانت تعتقد أن سبب حالته…هو قسوه والده عليه….وتعذيبه له
اقتربت شمس منه وقامت بأحتضانه…
ظل يقاومها وحاول أن يبعدها عنه ولكنها تمسكت به ….وهمست له:مالك…انا معملتش حاجه
قاطعها صوته العالي:لاااااا انتي السبب….انتي اللي كنتي المفروض تموتي مش ماما….انتي السبب…انتي دمرتي حياتي
_هشششش لا انا معملتش حاجه يا مالك…ابوك السبب….دول كانوا بيعذبوني….وبدأت في البكاء
تعجب مالك من ذلك….ونظر لها بتساؤل: انتي بتعيطي ليه؟؟
شمس ببكاء وقامت بأحتضانه بقوه:انا آسفه يا مالك….انا السبب في كل حاجه…انا السبب في أن مرات عمي ماتت…انا السبب في ان الكل عايز يموتني….انا السبب في أن منير عايز جسمي…انا السبب في أن عمي عايز الأراضي بتاعت بابا…انا السبب في أن سيف اتعرض للخطر بسببي اكتر من مره
انا السبب…السبب في كل حاجه….
وبدأت في البكاء بحرقه وتشبست به اكثر وبدأت تهمس: انا آسفه يا مالك…انا آسفه…بس انا معملتش حاجه…انا مجرد بنت عاديه بتحلم بحياه عاديه… نفسها تعيش حياتها
شعر مالك بالشفقه ناحيتها وقام بالتربيط علي ظهرها وقال بهدوء:….انا اسف…مكنش قصدي….انا بس عايز اشوف ماما… وحشتني اوي
شعرت شمس بالصدمه وقامت بالابتعاد عنه ونظرت إليه:انت قولت ايه
مالك بلا مبالاة: انا اسف
شهقت شمس بصدمه:انت بتتكلم بهدوء….ومش بتعلي صوتك… وبتتكلم معايا عادي
مالك بأبتسامه:عشان حسيت انك زى …. يمكن انتي السبب في كل اللي مريت بيه ….بس انتي مريتي بظروف صعبه بردوا يمكن اصعب مني….انا كنت بشوف اللي بيعملوه فيكي…واخويا منير….انا كنت عارف كل حاجه….وكنت هقول لجدي..بس ابوي هددني لو جلتلوا حاجه هيقتلني
بدأت الدموع تترقرق في عينيها الخضراء وهمست بألم:حتي أنت يا مالك….انا حاولت امنعهم عنك…لكن والدك كان عايز يموتني…وبدل ما يقتلني قتل والدتك….كانت طيبه جدا….كانت بتحاول تحميني منهم….لكن الاذي جيه عليها….وكل دا بسببي….انا مكنش قصدي أنها تموت….اخر حاجه قلتها ليه….اني اخد بالي منك…وانها بتحبك….وطلبت مني أن ابعدك عن ابوك
صدم مالك من ذلك فهو اعتقد ان شمس هي السبب في مقتل والدته فهذا ما اخبره به منير ووالده قبل ان يهرب مع شمس أو بالاحري تم اختطافه….فهو لم يرد أن يذهب معها ولكن سيف قام بتنويمه واختطافه
ابتسم مالك لها بحنو….ومد يده لها وقام بمسح دموعها وقال:انا اسف…مكنش قصدي افكرك باللي مريتي بيه….انا كنت فاكر ان انتي اللي قتلتي امي
نظرت له بصدمه:انا …. مستحيل دي كانت بتحبني وبتعاملني ذي بنتها….هقولك إيه اللي حصل في اليوم دا
فلاااااش بااااااك
بعدما تلقت شمس جرعه العذاب التي تلقاها كل يوم….كانت ملقاه في تلك الغرفة المظلمه… وجسدها الملئ بالجروح والحروق
دخلت تلك المرأة التي يبدوا علي وجهها ملامح الطيبه
ابتلعت ريقها عند رؤيتها لذلك المشهد
صفيه:شمس حبيبتي
عند سماع شمس ذلك الصوت الطيب هرعت اليها مسرعا تختبئ في أحضانها وهي تبكي بحرقه
صفيه بحنان:هششششش….. خلاص اهدي يا شمس…انا جيت ومش هسمح لحد انه يأذيكي…مالك حكالي علي كل حاجه….
شمس بخوف وبدأت في البكاء: لالالا….ونبي انا خايفه….الله يخليكي ابعديهم عني
صفيه:تعالي انا ههربك…ومش هقول لعمك….انا اتصلت بسيف….وهو مستنيكي في حديقه القصر
شمس بفرحه: بسرعه يا مرات عمي ….بسرعه
صفيه بضحك:حاضر…..اهدي شويه
قامت صفيه بألباس شمس عباءه سوداء من ملابس الخدم….واثناء خروجها قابلهم منير
منير: إيه يا امي مين اللي معاكي دي
صفيه بتوتر:هاا لا ابدا يا ولدي…دي هنيه الخدامه…تعبانه شويه…وانا بسندها…لغايه بوبه القصر
منير بشك:الف سلامه يا هنيه
شمس:لارد
صفيه بتوتر: معلش يا ولدي هي تعبانه حبتين
منير بشك :مممم…حاضر يا امي
وتركها وذهب من امامها ويروده الشك
قامت صفيه بأخراج شمس الي سيف الذي كان ينتظر في حديقه القصر
ومنذ اللحظه التي وقع نظره عليها
..هرول مسرعا ناحيتها وقام بأحتضانها
تمسكت شمس به جيدا….كأنها تريد أن تقتحم صدره
سيف بحنان:اهدي يا شمس انا معاكي مصدقتش نفسي اول ما مرت عمي قالتلي انك هنا… انتي كويسه يا روحي
شمس ببكاء:انا عايزه أمشي يا سيف دول كانوا بيضربوني وبيعذبوني….روحني يا سيف
صفيه بجديه:سيف لازم تهرب…. منير مش هيسيب شمس في حالها….هو عايزها…وعمك عايز الأراضي اللي بأسم شمس….هو هيقتل شمس بعد ما تمضي علي الأراضي
سيف بصدمه:بس منير بيحبها
هزت صفيه رأسها بالنفي:هو مش بيحبها….انت فاكر أن منير بيحب….هو عمره ما حب….هو عايز يقضي معاها ليله…. وبعد كده هيرميها
سيف: وانتي عرفتي كل دا ازاي يا مرت عمي
صفيه بتنهيده:سمعت كل كلمه قلوها انا مش كنت مصدقه اللي مالك قاله انا قلت يمكن دا عيل صغير مش فاهم حاجه وكنت راحه أسأل منير ….وسمعته بيتكلم مع جوزي وعرفت كل حاجه
تشبثت شمس اكثر في سيف بعد سماعها لذلك الكلام فهي باتت تخشي منير كثيرا
صفيه بجديه:لازم تهرب يا سيف وليا طلب عندك
سيف : إيه هو يا مرت عمي
صفيه بتنهيده:خدوا مالك معاكوا…عشان هو داق الذل والعذاب علي ايد عمك
وعاصم مسافر وجدك مش هيرجع الا بعد سنتين
ومفيش حد هيساعدوكوا اهنيه
سيف بطاعه:حاضر يا مرت عمي مالك في عنينا
وفجأه سمعوا صوت صراخ في كل مكان
منير:شاااااااااامس
صفيه بأستعجال: يلا يا ولدي عجل من هنيه قبل ما يكفشوك
سيف وهو يحمل شمس التي لم تكن قادرة على السير:انا هجيب مالك بس لازم اودي شمس مكان آمن الاول
صفيه:عَجِل يا ولدي
تحرك سيف من امام صفيه واتجه بها الي الخارج من البوابه الخلفيه
عوده من الفلااااااش باااااك
شمس بتنهيده:وبعد كده سيف رجع عشان يخدك بس لقي مرت عمي مقتوله ….وكان ابوك هو اللي قتلها ….وبعد كده…. راح جابك من اوضتك….طبعا بعد ما عمي قال لك ان انا اللي قتلتها انت رفضت انك تيجي فسيف راح مخدرك وجابك وهربنا بمساعده اصحاب سيف
مالك بأسف:انا اسف يا شمس….انا بقالي خمس شهور فاكر أن انتي اللي قتلتي امي ….وانتي مكنتيش السبب….وان ابوي هو اللي قتلها
شمس بمرح: خلاص يا لوكه….المهم انك بخير وعنت بتتكلم عادي من غير صراخ
مالك بغيظ:متقوليش لوكه….هو انتي شايفاني بنت قصادك ولا إيه
شمس بمرح:العفو يا مالك بيه….دا انت راجل وسيد الرجال…
مالك: ايوه كده
وبعد ما قوله مالك انفجرت شمس في الضحك
كان الاثنان عن زوج الاعين التى تراقبهم …استمع مراد لكل ما قالته شمس لمالك …فهم هو الان كيف عانت اكثر من اخته ….ولكن هي تعرضت للأهانه والتعذيب لكن اخته تعرضت لما هو أقصي من ذلك
سرح قليلا في ضحكتها التي اسرت قلبه…..لم يعلم مراد ما الذي يحدث معه فهو كان يشعر بألم رهيب في قلبه…عند سمع ضحكتها لم يستطع ان يقاوم نفسه
قام مراد بأخراج هاتفه والتقط لشمس عده صور بأوضاع مختلفة…مره وهي تضحك…ومره وهي تقبل مالك…ومره وهي تقوم بدغدغته…
أبتعد مراد عن الغرفه وهو يفكر في الذي مرت به شمس….ومن السبب في الذي مرت به ….ومن هو منير …لقد سمع ذلك الإسم من قبل
..لكن اين
لحظه لقد تذكر الان …لقد سمع ذلك الإسم عندما اقترب من شمس وشعرت بالفزع من اقترابه منها وظلت تردد اسم منير وهي تتأسف له
خرج مراد من المستشفي واتجه الي شركته …وهو يفكر في تلك الشمس التي شغلت باله
****************
وصل مراد الي شركته…. الي الموقع الرئيسي لشركات العرابي للنفط
دخل مراد مكتبه ….وجد اخر شخص تمني وجوده
سهى وهى تنهض من مكانها وتحرك خصرها لكي تثيره:مراد حبيبي كنت فين ؟؟قلقتني موووت
قالت جملتها الاخيره وهي تعبث في ازرار قميصه
قلب مراد عينيه بحركه دائريه علامه علي الضجر….وقام بأزاله يد سهي التي تعبث بملابسه
وقال لها وهو يغلق ازرار ملابسه :عايزه ايه يا سهي اخلصي انا مش عندي وقت للكلام الفارغ دا
…..ومش عايز دلع
شعرت سهى بالغضب وقالت له بصوت عالي:دلع…ايه يا استاذ مراد …انا كنت قلقانه عليك…وانت مش همك
وفي لمح البصر كان وجه سهي كان في الناحيه الاخري…بسبب الصفعه التي تلقتها من يد مراد
مراد بغضب وعينين تحمل كل معاني العذاب:انتى فاكره نفسك مين عشان تعلي صوتك عليا …انا وحش الاقتصاد اللي الكل بيخاف يرفع عينه في عنيه….اتهبلتي انتي عشان تعاتبيني وبعدين هو انا عيل صغير عشان تقلقي عليا….ومين اداكي الحق انك تسألي أنا كنت فين او مع مين….كنتي…امي….اختي…
قاطعه صوت سهي الغاضب :مراتك يا استاذ ولا انت ناسي دي كمان
امسكها مراد من شعرها حتي كاد أن يقتلع من فروه رأسها
مراد بصوت كفحيح الأفعى:لو علي الورقتين العرفي فبليهم و أشربي ميتهم
واظن اني لما اتجوزتك …اني موعدتكيش بحاجه
سهي بغضب متناسيه المها:بس انا افتكرت انك بتحبني وانك اتجوزتني عشان كده
مراد بسخريه وقام بترك شعرها وقال:انا لما هحب …هحب واحده محترمه تصون شرفي وعرضي وتكون ام لعيالي…مش راقصه وكمان واحده****
سهي بغضب:ومالها الراقصه يا عنيه …مش دي الراقصه اللي حفيت عشانها
ابتسم بسخريه وقال:انا كنت واخدك شهوه …يعني اقضي معاكي ليله وخلاص ….بس انا مش من اخلاقي كده …ومدام انا غلط فلازم اتحمل نتيجه غلطتي
سهى بغضب متناسيه انا ذلك الذي يقف أمامها هو وحش الإقتصاد:ما هو انت واحد حيوان…وزباله تفرق ايه انت عنهم….معندكش ضمير واحقر راجل انا شفته في حياتي
نظر مراد لها تلك النظره التي تظهر شخصيه الوحش الحقيقيه …تلونت عيناه باللون الاسود ونظر لها تلك النظره التي لم تراها سوي مره واحده عندما اخطأت بحق اخته …وكان بعدها عقابها اليم بكل معني الكلمه ولم تشفي من ذلك العقاب الا بعد سته اشهر
ابتعدت سهي عنه بسرعه:انا اسفه يا مراد مكنش قصدي والله
مراد بصوت مخيف :انتي قولتي ايه
سهي بسرعه وخوف من القادم فهي تعلم انها مهما ترجته فهو سوف يعاقبها اشد عقاب :مقلتش حاجه …انا اسفه
نادي مراد بصوته العالي :صااااااااالح
دخل المدعو صالح وكان شاب في الثلاثينات من عمره ذو جسد ملئ بالعضلات وملامح وجهه تنم علي الشر :نعم يا وحش
مراد بصوت مخيف:ودي الزباله دي للمخزن وانت عارف الباقي….مش محتاج اوصيك
صالح بأبتسامه :اوامرك يا وحش كل تللي تؤمر بيه مستجاب
قام صالح بجذب سهي من شعرها حتي كاد ان يقتلع في يده
عاد مراد للجلوس علي اريكته تحت صوت صراخ سهي الذي تستنجد به وحاول ان يهدئ من نفسه حتي لا يقوم بأرتكاب جريمه
وبعد ساعه هدأ مراد من عاصفه الغضب التى كانت تسيطر عليه
وبعد عده دقائق دخل اياد الي غرفه مراد وعندما نظر الي مراد وجده في حاله يرثي لها فكانت ملابسه مجعده وشعره مشعث وعينيه تدل أنه كان في حاله الوحش
ابلتع اياد ريقه فهو يعلم ان اذا تلك الحاله سيطرت علي صديقه فهو يتحول الي شخص اخر غير مراد العرابي
اياد بهدوء:مراد
رفع مراد عينيه الي صديقه …نظر له بعدم اهتمام:عايز ايهيا زفت
اياد بمرح :والله يا بني اسمي اياد مش زفت …لو كان زفت مكنتش استخسرت فيك انك تقولي زفت
مراد بهدوء:عايز ايه يا زفت
اياد بدراميه:يلهوي أعمل فيك ايه يا بني احنا بقالنا كام سنه صحاب
مراد بنفاذ صبر:اياااااد
اياد بجديه:خلاص….انا كنت جاياقولك اني ناوي اتجوز
اعتدل مراد في جلسته ونظر له بأهتمام :انت قلت ايه
اياد بلامبالاه:هتجوز يا مراد
مراد وهو يعود الي جلسته:ودا من امتي ان شاء الله….انا عرفك مش بتاع جواز
اياد ببراءة من :طبيت يا عم في حبها امبارح
رفع مراد حاجبه الايسر:طبيت في الحب … الحكايه دي وراها….ان…هتقول في ايه …ولا انا هعرف بطريقتي
اياد بضحك:هو انا اقدر اضحك علي الوحش بردوا
مراد بنفاذ صبر:اخلص
اياد بجديه:ميرا نادر محمد القاسم
مراد بتركيز:انا سمعت الاسم دا قبل كده
اياد بلامبالاه: دي اشطر دكتوره جراحه عندك في المستشفي اللي اشترتها من يومين
مراد بقوه:قول ايه اللي خلاك….تكون عايز تتجوزها وخصوصا انها مش من استايلك
قال جملته الاخيره بسخرية
اياد:انت بتتريق يا مراد …..علي العموم عايزك تكون موجود على الساعه 9 بليل عشان الخطوبه
مراد وهو يعيد ظهره للوراء:ومش هتقولي عايز تتجوزها ليه
اياد بأبتسامه لأني عارف انك هتعرف كده كده ….فالاحسن انك تعرف مني ولا تعرف من الغريب
وحكي له كل ما حدث عندما ذهب لكي يراه في المشفي
مراد بضحك:تصدق تستاهل اكثر من كده…..يعني كنت عايز تبوسها….وعايزها تقولك ايه….تعالي يا يودا نأخد اوضه في فندق
اياد بأصرار:وانا هدفعها تمن اللي هي عملته مش اياد القاسم اللي حته عيله تعمل فيه كده
مراد وهو يتجه الي الحمام:طب سلام يا ….. اياد القاسم….عايز ارتاح قبل خطبتك
هم اياد بالرحيل ولكنه قبل ان يرحل قال:صحيح عملت ايه مع ليان
توقف مراد قبل ان يكمل دخوله للحمام وقال بأقتضاب:حلوه
ودخل الي الحمام ليأخذ حمام بارد ويهدأ تلك الافكار من عقله
رحل اياد من الغرفه بل من الشركه بأكملها لكي يري ماذا سيفعل مع تلك العنيده….فمهما كانت قوتها…..فهي سوف تخسر امام اياد القاسم
****************
عند ميرا
كانت تجلس في المكتب الخاص بها…..كانت شارده في ذكريات الماضي السعيد……تلك الايام التي كانت تقضيها مع خطيبها السابق احمد
فتحت ميرا هاتفها ونظرت إلى صوره ذلك الشخص الذي كان يبدوا انه في العشرينات من عمره……صاحب عينان سوداء وسواد شعره الذي كان يبدو كظلمه الليل الحالكه وتلك الابتسامه الرائعه التي تزين وجهه
قطع شرودها صوت رنين هاتفها….وكان ذلك والدها … ودارت المكالمه كالاتي
_نعم يا بابا
_اناي فين يا حبيبتي
_انا في المستشفي
_بصي يا حبيبتي ارجعي بدري النهارده عشان في موضوع عايزك فيه
_موضوع ايه يا بابا
_لما ترجعي يا حبيبتي
_حاضر يا بابا
اغلقت ميرا الهاتف مع والدها وعادت تنظر إلى صوره خطيبها السابق بحب وعشق جارف
هبطت دمعه من عينيها ولكنها ازالتها سريعا
_انا عارفه اني وعدتك…..اني مش هضعف….وان كل ما اضعف……افتكر لما كنت بتقف جنبي ……وانك ساعتني اوصل للي انا فيه
تنهدت بضيق فهي منذ أن رحل عنها وهي تشتاق له كثيرا……صحيح إنها تضحك وتمزح مع الكل لكن بداخلها الم إذا قامت بتوزيعه علي سكان العالم …..فسيكفي ويبقي منه الكثير
وعادت تتأمل صورته من جديد وهي تسترجع ذكرياتها معه وتلك الايام السعيده التي كانوا يقضونها
*****************
عند اياد
اتجه اياد الي مطار القاهرة الدولي
كان واقف عند المنطقه التي يهبط منها الركاب وعندما لمح اياد ذلك الشاب صاحب عينين زرقاء كعينيه ……..وشعر باللون الاسود
اقترب ذلك الشخص منه بسرعه عندما لمحه…….ركض بسرعه ناحيته وقام بأحتضانه وقال وهو يربط علي ظهره:عامل ايه يا اياد وحشتني موت
اياد بضحك:انشف ياض ايه وحشتك دي …..اوعي يكون علموك السيكو ……السيكو…
في أمريكا
مازن بضحك:عيب عليك ….اخوك راجل….. وميعملش الحاجات دي
اياد : ايوه كده……نتل…
قاطعه مازن:بس في شويه صواريخ …. انما ايه….صاروخ ثلاثي مندفع
اياد بصدمه:انت بتقول ايه ياض
مازن بضحك وهو يسير خارج المطار:ايه يا عم ليه مفكر انك الخضره الشريفه
اياد بضحك: بصراحه لا …..في دي عندك حق
وبدأ الاثنان في الضحك وخرجوا من المطار متوجهين الي منزلهم
مازن هو الإله الاصغر لأياد…….. صاحب عينان زرقاء وشعر اسود وجسد رياضي وبشره خميره بيضاء
وسيم مثل اخاه…..ولكنه مرح وعنيد ويحب اخاه ومراد كثيرا
*****************
في محافظه سوهاج اجمل محافظات الصعيد من حيث الجمال وسحر الهواء والنباتات الرائعه
وخصوصا في ذلك القصر الكبير التي تعيش به عائله النجعاوي تلك العائله العريقة
دخل الجد الي غرفه حفيده
الجد:بتعمل ايه يا ولدي
_رايح اجبها يا جدي…..انا استنيت اكثر من عشر سنين…..ومش هقدر استني أكثر من كده …..واول ما لقيها ختجوزها يا ولدي…..هي دي الطريقه الوحيده اللي هتحميها منهم
الجد:وهتقول ايه ابوك واخوك
_هجول اني مسافر القاهره عشان شغل
الجد بأبتسامه:للدرجادي بتحبها
_جوي جوي يا جدي ……انا بحبها من وهي لسه في الفه….. بحبها لما كانت تروح المدرسه….بحبها لما كانت تيجي تاخد مني الشيكولاته
الجد بأبتسامه:يبجي علي بركه الله
_الاول الجيها يا جدي وبعد اكده اتجوزها علي طول
كان الاثنان غافلان عن تلك المسكينه التي استمعت الي كل هذا الكلام …..فهي جاءت لكي تراه وتملي عينيها به…..ولكنها استمعت الي ذلك الكلام الذي اكد لها انه لا يحبها مهما فعلت فشمس ستظل عائق بينهم أو هذا ما اعتقدته
رحلت سريعا من المكان قبل ان يلاحظها احد …..رحلت وقلبها ملئ بالجروح….رحلت …. وقلبها مع كل دقه ينبض بأسمه هو …..لاكن لا
هي ليست ضعيفة أو بلا كرامه فهي ذات كبرياء واذا لم يحبها أو يهتم لها فلا بأس فل يكن فمن المحتمل أن الله يخبأ لها شئ أعظم بكثير ومن يعلم فالله علي كل شئ قدير
******************
يا تري اياد هيعمل ايه
ومراد هيقع اسير الحب
وهل منير هيلاقي شمس الاول ولا عصام
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية دموع الشمس)