رواية دموع الشمس الفصل الثالث 3 بقلم آية هدايا
رواية دموع الشمس الجزء الثالث
رواية دموع الشمس البارت الثالث
رواية دموع الشمس الحلقة الثالثة
تنظر حول نفسها تجد نفسها في مكان فارغ لا يوجد به اي احد
_شمس حبيبتي
تنظر إلى مصدر الصوت…..كانت سيده في قمه الجمال ركدت شمس اليها….وقامت بأحتضانها وهي تبكي: وحشتيني يا ماما….سبتيني ليه….انا محتاجه ليكي اوي
قامت بالتمسيد علي شعرها وهمست بصوت حنون :حبيبتي انا معاكي وهفضل طول عمري معاكي
رفعت وجهها اليها والدموع تنساب علي وجهها وهي تقول:بس أنتي سبتيني ومشيتي انا محتجالك اوي….انتي متعرفيش هم عملوا معايا ايه
قامت بأحتضانها بقوه وهمست بصوت حنون:هششششش…..خلاص يا شمس….انتي اقوي من كده…. انتي شمس محمود
انتي قويه مش بتستسلمي ابدا …. انتي بنت راجل….انتي اقوي من الظروف
عارفه اللي مريتي بيه كان صعب بس أنتي اقوي…..نسيتي الناس اللي بيحبوكى…..وضحوا عشانك
شمس بهمس وحزن:مفيش حد بيحبني…. كلهم بيحاولوا يكسرنوني….كلهم شايفني سلعه رخيصه….عمي عايز الأرض…. ومنير عايز جسمي……وبدأت في البكاء اكثر عندما تذكرت ما كان يقوم به…. من تعذيب لجسدها…..
وروحها…
قامت والدتها بأبعادها ونظرت لها بحده وقالت بقوه: شمس محمود
رفعت شمس ناظرها الي والدتها
اكملت والدتها:انتي بنت محمود….يعني انتي بنت راجل…..انا سيبتك…بس سيف موجود…وميرا موجوده…..ومالك محتاج لك ……انتي انانيه…
نظرت شمس لها بتعجب وصدمه
_ايوا انتي انانيه…..عارفه ليه…….لأنك نسيتي فضل الناس دي عليكي…. فاكره سيف عمل إيه علشانك…..عشان ينقزك….. وميرا وقفت جنبك في الوقت اللي كنتي محتاجه صديق….ونسيتي علي…. الراجل الطيب اللي ساعدك انتي وسيف في الهروب….
نظرت شمس لها وقامت بأحتضانها:انا اسفه يا ماما….انتي عندك حق…..كلهم وقفوا جنبي….
وانا……..
قاطعتها والدتها:انتي طيبه و قويه ومش هتستسلمي تاني
اومأت شمس بأبتسامه لوالدتها…..ربطت الوالده علي رأسها:هي دي بنتي… حبيبتي
فتحت عيناها…وجالت بنظرها في أرجاء المكان
وجدت انها في غرفه بيضاء ونظرت الى يمينها وجدت مراد يجلس وعيناه مثبته عليها
نظرت شمس له ببرود ثم نهضت من مكانها واتجهت ناحيه الباب وقبل ان تفتحه سمعت صوته الساخر :راحه فين يا قطه
التفتت اليه ونظرت اليه ببرود وقامت بتجاهله وخرجت من الغرفه
شعر مراد بالغيظ والغضب من تجاهلها له
قام بأمساكها من معصمها و جذبها اليه
أرتضمت شمس بصدره العريض….. وحاولت الإبتعاد عنه
نظرت اليه بحده وقالت: أنت بتعمل ايه؟؟
قام مراد بمحاوطه خسرها وقال لها بمكر: بعمل ايه؟؟
نظرت شمس اليه بحده وقالت: ابعد عنى
لم يبتعد مراد عنها ونظر لها بتحدى:هتعملي إيه يا قطه
نظرت شمس اليه وابتسمت ابتسامه جانبيه
تعجب مراد من تلك الابتسامه …..ولكن في لمح البصر شعر بالالم
قامت شمس بضربه في المنطقه السفليه التي تسمى منطقه (اسفل الحزام)
شمس بسخريه: اوعى تقرب مني كده تاني….. والا مش هتعرف ايه اللي هيحصل لك
وابتعدت عنه واتجهت الى غرفه مكتبها لكي تبدأ العمل على تلك الحاله الجديده التي طلبت منها
شعر مراد بالغضب الشديد فهي اول شخص يقوم بتحديه
انتصب مراد في وقفته ونظر الي مكان اختفائها وقال بصوت ملئ بالتحدي:انتي اللي بدأتي يا قطه…..والبادي أظلم…….وانتي اتحديتي وحش الاقتصاد….فإنتي اللي جانيتي علي نفسك
*****************
عند شمس
تنهدت بعمق وعلي شفتيها ابتسامه ملئيه بالتحدي:شكرا يا ماما….عندك حق….انا شمس محمود….بنت راجل…قويه ومش بستسلم….انا دكتوره نفسيه….بعالج الناس….. لا منير هخاف منه….ولا عمي….وكمان ولا وحش الاقتصاد…
نادت شمس علي سحر وطلبت منها ملف حاله الفتاه التي يجب عليها أن تقوم بمتابعتها
دخلت شمس غرفه الفتاه….بعدما قرأت ملفها… ولكن كل ما تعرفه…هو انها دخلت في حاله من الصدمه وفقدت النطق منذ أن كانت في العاشره من عمرها…..ولم يفلح اي أحد من الأطباء في معالجتها….
تنهدت شمس بعمق فمهمتها مع تلك الفتاه ستكون صعبه…
دخلت شمس وجلست بجانب الفتاه تأملتها قليلا….. وجدت أنها فتاه في غايه الجمال…. بعينين واسعتين باللون العسل الصافي….. وشعر بلون البندق….ولكن يبدوا علي وجهها الحزن وبشرتها شاحبه …..وأسفل عينيها اسود…. يدل علي الارهاق…. والأرق الذي تعاني منه كل ليله
ابتسمت شمس لها وجلست امامها…حيث ان الفتاه كانت متكوره علي نفسها…… وتضم قدميها الي صدرها
شمس بأبتسامه:بصي بقي يا ستي…. انسي أن انا الدكتورة بتاعتك…واعتبري ان انا صاحبتك….هتقولي معنديش صحاب….يا ستي اعتبريني فرده شراب…
نظرت إليها الفتاه ثم عادت تنظر في الا شئ من جديد
تنهدت شمس بضيق فهل هي قالت ان مهمتها صعبه بل هي مستحيله
نظرت شمس الى الفتاه وقالت لها: انا عارفه انك مريتي بظروف صعبه……..بس انا مش عارفاها
ولازم تعرفي انك مش الوحيده اللي مرت بظروف صعبه….. في اللي مر بالاصعب منك
نظرت الفتاه لشمس بحزن كأنها تقول لها……لا لم يمر احد بالذي مررت به
لاحظت شمس نظرتها الحزينه …..حاولت ان تخفف عنها فقالت لها بمرح :اموت واعرف انتي ازاي اخت الحمار دا
عقدت ليان حاجبيها ونظرت لها بتعجب
اومأت شمس برأسها مؤكدة علي كلامها: ايوه حمار….. دا مش حمار بس…… دا جاموسه….. و بغل وواحد ما بيفهمش
انا بتكلم عن وحش الاقتصاد قالت جملتها الاخير بسخريه …..قال …..وحش الاقتصاد…. قال
حاولت ليان منع الابتسامه…… ولكنها لم تستطع نظرت شمس اليها ولاحظت الابتسامه التي ارتسمت على وجهها
شمس بمرح :ايوه بقى…… افتحي الشباك بقى وخلي الدنيا تنور
قامت ليان بمحو الابتسامه بسرعه
شمس بضيق مصتنع : ليه بس كده ….انا كنت عايزه اشوف السينان اللولي
اخفضت ليان رأسها…… وحولت عدم النظر لشمس
نظرت شمس الى ليان ……وامسكت بيدها وقالت لها :انا هكون زي صاحبتك….. هاجي لك هنا كل يوم و هتكلم معاكي…….و هاستنى لغايه لما تتكلمي معايا ……بس في مرحله الانسان بيوصلها بيحاول يمنع نفسه عن العالم كله
حتى عن اقرب الناس لي لازم تعرفي يا ليان
ان مراد بيحبك…….بيحبك جدا و مستعد يعمل اي حاجه عشان خاطرك
انا ما اعرفش ايه اللي حصل لك زمان بس
كل اللي اقدر اقوله لك انك لازم تواجهيه
لان اللي حصل…….حصل وعندك خيارين
يا إما تهرب منه…… يا اما توجيه
انا مش بقولك اهربي منه……. انا بقولك واجهيه بس ما تنسيش الناس اللي غلطت في حقك
عارفه يا ليان انا وانتي شبه بعض
نظرت اليها ليان بتعجب
_ ايوه شبه بعض انتي ما تعرفيش اللي انا مريت بيه زمان
يمكن اصعب منك اخفضت ليان رأسها
و بدات الدموع في الهبوط من عينيها
قامت شمس برفع رأس ليان…… ومسحت الدموع من عينيها
وقامت بأحتضانها ……لم تعلم شمس لما قامت بذلك
لكنها شعرت انها بحاجه الى ذلك فقامت ليان بمبادلتها الاحتضان ….و بدات في البكاء
ظلت شمس تربط على ظهرها…. و تهمس فى اذنها بكلمات مهدئه لها…. حتى سكنت بين يديها نظرت شمس إليها وجدت إنها غطت في نوم عميق
ابتعدت شمس عنها وقامت بانزال راسها الى الوساده
وقامت بتدثيرهاجيدا
وخرجت من الغرفه ولكنها اصطدمت بحائط صلب
نظرت امامها ولكن لم يكن ذلك حائط عادي
بل كان ذلك مراد
امسك مراد شمس من ساعدها وقام بجذبها خلفه
كانت شمس تحاول الافلات منه ولكنه كان محكم القبض على يدها
قام مراد بأدخال شمس غرفه صغيره ودخل خلفها
كانت تلك غرفه المنظفات……. قام باغلاق الباب عليهم…..كانت المسافه بينهم منعدمه كانت تلك الغرفة صغيره الحجم……شعرت شمس بقلبها يكاد يخرج من مكانه فهي تخاف كثيرا عند اقتراب احد من الجنس الاخر منها
قطع شرودها صوته الحاد…. وعينيه التي يتطاير منها الشرر: انتي عايزه تعرفي ليه اللي حصل لاختي زمان…. ما تحاوليش تضغطي عليها
والا هتكون نهايتك على ايدي
نظرت شمس اليه بتحدى وقالت: لازم تعرف يا استاذ مراد ان من شروط العلاج ان لازم اعرف ايه اللي حصل لها وخلاها توصل للحاله دي
والا مش هعرف اعالجها….. بس انا هاكون صاحبه واخت لها…… مش عشان انا عايزه فلوس منك ولا انا عايزه اعرف الماضي بتاعها
لان اختك شبهي يمكن انا ما اعرفش الظروف اللي مرت بها
لكن هي في نفس الحاله اللي انا مريت بيها زمان نظر لها مراد بتعجب وقال لها: وايه اللي حصل لك؟؟.
ضغطت شمس على شفتيها السفليه علامه على التوتر
لم ترد عليه شمس فهي قد أخطأت…..عندما قالت له ذلك الكلام …..وقالت له: انسى اللي انا قلته
امسكهامن معصمها وقال لها :ايه اللي حصل لك؟؟؟؟
قامت بأبعاد يده عنها بقوه وقالت له بحده: مالكش دعوه بيه …. وانت مهتم ليه ……زي ما انت مش عايز تقول لي ايه اللي حصل لأختك
وبعدين انت مين علشان اقول لك
و بعد اذنك وسع كده وقامت بالابتعاد عنه
و خرجت من الغرفه وهي في قمه الغضب…….واخذت تتمتم بكلمات غير مفهومه نظر مراد الى مكان خروجها
وتعجب من نفسه ومما قام به…..فهو لا يهتم لها فلماذا أراد بشده ان يعلم ما الذي حدث لها
خرج مراد من الغرفه واتجه الى غرفه اخته كي يطمئن عليها
****************
دخلت شمس غرفه المكتب وبدات ذكريات الماضي تحاصرها من كل اتجاه
فلاااااش بااااااك
كانت تجلس على المرجوحه التي توجد في حديقه منزلهم
كانت تلك الفتاه المرحه ذات الخامسه عشر من عمرها
كانت مرحه وعنيده وهي سر سعاده المكان
كان الكل يحبها ابتسامتها ورقتها و تلقائيتها في الكلام
كانت تجلس و تقرأ احدى الكتب الخاصه بدراستها
حتى شعرت بيد شخص ما تربط على كتفها التفت اليه…….و كان ذلك ابن عمها منير
شمس بابتسامه لطيفه: ازيك يا منير ….عامل ايه؟؟؟
نظر منير لها نظره مليئه بالمكر والخبثوقال لها: تعالى عايز اوريكي حاجه
شمس ببراءه :حاضر وذهبت معه الى ذلك المكان اخذها منير الى غرفه مظلمه توجد خلف القصر الخاص بهم….. قام منير بأغلاق الانوار….. شعرت شمس بالخوف والتوتر…. وخصوصاً انها تخشي الظلام…..
شمس بخوف:منير…انت فين….
لم تسمع شمس اي رد ولكنها تفاجأت بيد شخص تعبث في ملابسها…..بدأت شمس في الصراخ ولكن لم بتوقف ذلك الشخص في العبث في ملابسها…..قام بالقبض علي يديها وكان يحاول تقبيلها……كانت تصرخ….وتنادي علي عمها ولكن لم يأتي احد…… شعرت بيديه تتحسس جسدها بقزاره….شعرت شمس بأنها سوف تفقد وعيها ولكنها تماسكت وقامت بضرب ذلك الشخص علي رأسه….. وهربت من الغرفه وهي لا تعلم من قام بذلك
عوده من الفلااااااش باااااك
فاقت من شرودها علي صوت سحر:شمس الحقي….مالك عمال يكسر في كل حاجه امامه وعمال يصرخ وماسك السكينه وبيحاول ي……..
لم تكمل سحر جملتها بسبب خروج شمس بسرعه
الي غرفه مالك…..
***************
عند اياد
كان يجلس علي مكتبه وملف احد الأشخاص بين يديه….. ابتسم ابتسامة جانبيه….وقال:ميرا احمد القاسم…….حلو اوي…طلعنا قرايب يا دكتوره ميرا
انتي اللي بدئتي اللعبه وانا اللي هنهيا….بس بطريقتي…..وقام بأغلاق الملف…..وامسك هاتفه وقام بالضغط على عده ارقام…..ووضع الهاتف بجانب اذنه :جهزلي عربيتي…..وبدله شيك…
_………………….
لا….انا بس رايح اتجوز…..
_…………………
مين دا اللي وقع….تؤتؤ…..انا بس عايزه اعلمها الادب….وان هي عمرها ما تفكر تتحداني تاني
_………………
خلاص بقي يا مازن….. مش وقت فلسفتك دي خالص…..انا قررت وخلاص
_…………………
قام بأغلاق الهاتف في وجهه فهو ليس مستعد أن يقوم بحوار مع اخاه…….هو لقد اتخذ القرار ولن يتراجع عن هذا الامر ……استعدي يا ميرا….. هندمك علي اليوم اللي قررتي تتحديني فيه
********************
في ذلك القصر الكبير….يجلس ذلك الرجل المسن الذي يظهر عليه الوقار والحكمه
يدخل فجأه هو والسعاده تفر من عينيه:لقيتها يا جدي…لقيتها
_هي مين دي يا ولدي….اللي لقيتها
_شمس يا جدي
ادمعت عين ذلك الرجل المسن…..فهو قد اشتاق لحفيدته الصغيره…..فهي قد هربت من المنزل منذ خمس سنوات….ولا يعلم احد عنها شئ:لقيتها فين يا ولدى
_عايشه في القاهره…..هي واخوها مين خمس سنين…..وبقت دكتوره كبيره هنيك ….بس هي غيرت اسم العيله….. عشان محدش يلقيها
الجد بسرعه:هشششششششش……. أسكت قبل ما حد من عيلتك يسمعوك
اومأ هو برأسه بسرعه: حاضر يا جدي…..بس احنا هنوصل ليها هناك ازاي…..ولو سفرت القاهره…..هيسألوا ليه…. ومش هخلص من اسألتهم
_هتدبر يا ولدي….هتدبر…بس انت جول يا رب
_يا رب يا جدي….يا رب
******************
تجلس تلك الفتاه ذات العينان الساحرتان التي تشبه لون القهوه وترتدي الحجاب علي رأسها ويخرج منه بعد الخصلات البنيه التي تبدوا كلون البندق في حديقه منزلها تستنشق رائحه الزهور الجميله……لعله ينسيها الم قلبها….ماذا فعلت هي لكي تستحق كل ذلك…. ماذا فعلت كي تحب شخص لا يكترث لأمرها…..يراها فقط كأخته…تنهدت بعمق لعلها تستطيع ان تقوم بطرد تلك الغصه المؤلمه من قلبها……لو كان الاختيار بيدها لقامت بمحو حبه من قلبها لكن ماذا تفعل…..هي لا تستطيع ان تفعل شئ سوي ان تدعي ربها بأن يزيل حبه من قلبها وانه اذا كان فيه خير لها فاليقربه منها …… وإذا كان شر لها فاليبعده عنها
تنهدت بمراره فهذا هو حالها منذ أن علمت بحبه لشخص آخر غيرها
قامت بأخراج دفتر خاص بها تقوم بتدوين مشاعرها بداخله علي هيئة شعر
ما الذي قمت به انا احببتك من كل قلبي كرست وقتي كله اليك وكنت مستعده لأن أضحي من اجلك بحياتي…. وبماذا كوفئت …..بهجرك لي….بحبك لغيري…بأعترافك الصريح بأنني مستحيل بأن أكون لك
قامت بأغلاق الدفتر وعادت تستنشق الأزهار بقلب مكسور وعقل متوقف عن العمل
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية دموع الشمس)