روايات

رواية أصفاد الصعيد الفصل التاسع 9 بقلم ندى عادل

رواية أصفاد الصعيد الفصل التاسع 9 بقلم ندى عادل

رواية أصفاد الصعيد الجزء التاسع

رواية أصفاد الصعيد البارت التاسع

رواية أصفاد الصعيد
رواية أصفاد الصعيد

رواية أصفاد الصعيد الحلقة التاسعة

مازالت تجلس في ذلك المكان المحبب لها وتلك الدموع لم تجف من مُقلتيها .. وكل ما يجول بخاطرها هي تلك المعامله الذي تلقاتها تواََ كيف يفكر بها بتلك الطريقة البشعه.!؟
أغمضت مُقلتيها بقوة.. تحاول أن تستنشق كافه الهواء الذي يتجول حوالها لعلها تستريح ويستريح فؤادها الذي تشعر بتمزقه الآن ..
أفاقت من شرودها علي تلك اليد الموضوعه علي كتفيها برفقِ ..
نظرت لها لتجدها نرمين الذي اقتربت منها وهي تُربت علي يديها بتلك الابتسامه الهادئه التي اعتادتها فيروز ..
أغمضت مُقلتيها وكم تمنت في تلك اللحظه عوده والدتها تريد أن ترتمي بداخل أحضانها لتبث لها تلك الاحزان الساكنه فؤادها وعبرتها ..كم تمنت أن تعود لتلك الذكريات المحببه لها ..
استطاعت نرمين قراءه تلك الاحزان الكامنه بداخل فيروز بصمتِ تام ..
اقتربت نرمين منها أكثر لترتمي فيروز بداخل أحضانها وصوتِ بكائها يعلو تاره وينخفض تاره أخرى ..
صمتت نرمين ولو تتفوه بحرفِ لإعطاء فيروز المساحه لتعبير عن أحزانها ..
بعد فتره لا تعلمها كلا من نرمين وفيروز كم مر دقائق ام ثوانِِ !؟ ..
أزالت فيروز دموعها بخفه تتناسب عكسيا بذلك الثُقل الكامن بداخلها ..
وجهت نظرها لنرمين الجالسه بجانبها بإبتسامه جاهدت في رسمها قائلة : شكرا جدا ليكي ..
اجابتها نرمين بهدوءِ قائله : ريم حكتلي علي اللي حصل .. بس قبل ما تقولي اي حاجه يا بنتي عاوزة اقولك حقك علي راسي لأن رحيم غلط ..

 

 

لتُربت علي يديها مستكمله حديثها قائلة : بس يا بنتي اي راجل هيشوف مراته كدا هيتعصب حتي لو كان مين .. انا مش ببرر تصرفه لا انا بس عاوزة اقولك أنه لما اتعصب كدا كان قصده وليد مش أنتِ يا فيروز .. أنتِ جديده هنا يا فيروز متعرفيش نيه اللي قدامك فيها أي عشان كدا يا بنتي مش عارفه تحكمي علي الأمور كويس ..
أزالت فيروز تلك الدموع العالقه بجفونها قائله : اه انا جديده هنا ومعرفش فعلا النيه في اللي قدامي ورحيم المفروض يعرف حاجه زى دى ميحطش اتهامات وخلاص والله بجد انا معرفش دا حصل ازاى انا اتفاجأت باللي حصل زى زى رحيم بالظبط مكنتش اعرف ان الشخص دا هيتصرف كدا ..
استكملت نرمين حديثها قائلة : أنتِ انصدمتي تخيلي هو هيكون عامل ازاى لما شاف كدا .. يا بنتي هنا الصعيد يعني لو اي حد مكان رحيم مكنتيش هتعرفي تسكتي الناس يا فيروز وهو دا اللي عاوزه وليد واللي فاهم كدا كويس رحيم عشان كدا اتصرف كدا وهو في غضبه ..
اؤمت فيروز رأسها بالايجاب قائله: انا فاهمه كلامك كله وعارفه أن دا غلط بس هو مدنيش فرصه ادافع فيها عن نفسي ولا حتي أقوله اي الصح واي الغلط هو حكم اني غلطانه من غير ما يسمع حاجه ..
اؤمت نرمين رأسها قائله: هو رحيم عصبي ودا غلط وانا عارفه بس اللي متاكده منك أنه عمره ما هيكلمك بطريقه دى قدام حد انا اه مكنتش موجوده بس متاكده من كلامي دا .. ورغم كدا يا بنتي انا هشد ودانه وهخليه يعتذر منك كمان ..

لتتركها مره اخرى في عالم شرودها مره اخرى .. فحديث نرمين جعل من نيران فؤادها تهدء ولكن مازالت يتملكها الغضب من ذلك رحيم تود أن تقبض روحه في تلك اللحظه ..

***************************
يجلس في الظلام الذى اعتاد عليه منذ توليه ذلك المنصب الذي جعل منه صوره مطابقه لجده عاصم الهواري ..
بينما ملامح وجهه لا تبشر بالخير فتلك النيران الذي تملأ فؤاده الآن لا يستطيع أحد اخمادها بسهوله ..
وجبهته تتعرق من فرط غضبه بينما يديه تُفتح وتُغلق كمحاوله لتهدئه ثورته العارمه ،فكلما تخيل امساك وليد ليد فيروز تهيج أعصابه مره اخرى ..
فكلما تذكر نظرات وليد المواجهه لفيروز يشعر وكأن تلك النظرات تتقاذف كالسهام بداخل جسده ..

 

 

آفاق من شروده علي دق الباب ولكن الطارق لم ينتظر ليسمح له بالدخول ولكنه دخل فور دقه ..
فتح حمزة عينيه في توعدِ لذلك الشخص ولكن صدمته تضاعفت عندما وجدها تقف أمامه بتلك الثقه الذي لم يعلم مصدرها بعد ذلك الضعف الذي رآه بداخل مُقلتيها ..

كاد أن يتحدث ولكن قاطعه كلامها الجاد الذي يتفاجأ به لاول مره ..
اقتربت فيروز من المكتب الجالس خلفه رحيم بثقه لتصبح مقابله له ومُقلتيها تشع بذلك التحدي الذي لم تعهده هي من نفسها من قبل ..
لتتحدث قائله : اسمع يا استاذ رحيم اللي انت عملته النهاردة دا مستحيل اغفرهولك في حياتي دا أولا اما ثانياً بقي انا هلم هدومي وهمشي مكان ما جبتني كدا بالنسبه للميراث انا مش عاوزة منه حاجه وكمان انا بخلي مسؤوليتك بوعدك لماما .. شكرا اللي عملته لحد هنا
يُكاد صبره النفاذ من حديثها التي يشبه المياة الذي تُزيد من نيران غضبه القاتم الآن..
قاطع رحيم حديثها قائلاً بحده: وقت لما وعدت عمتي كان الكلام وانا مش برجع في كلامي وحاجه كمان انا مش هوافق علي المهزله اللي بتقوليها دى ومتنسيش أن كتب الكتاب بعد بكرا يعني مش عاوز لعب عيال ..
ظهرت تلك الابتسامه علي ملامح وجهها بينما خلفها الكثير من الغضب المماثل لغضبه ولكن تلك المره تعلم كيف ستتعامل مع ذلك رحيم ..
تحدثت فيروز قائله : انا مش جايه اخد رايك انا جايه اقولك اللي هيحصل ..
لتتركه في حاله الصدمه الذي استحوذت عليه من تلك الواقفه أمامه ..
ولكن قبل خروجها وجهت نظرها له قائلاً : بالنسبه للي انت شوفته انا فعلا كانت رده فعلي نفس رده فعلك لاني والله العظيم ماكنت اعرف انه هيعمل كدا وطبعا لو مش مصدقني كلم ريم وهي تقولك حصل اي من اول لما دخل لحد ما انت جيت .. وكانت من الأصول يا كبير انك تسأل الاول قبل ما تاخد قرارتك وطلع حكومك ساعتها ..
لترمقه بنظره اخيره قائله : عن اذنك يا رحيم ..
تركته وذهبت ليستكمل شروده ولكن الآن شروده بطريقه مختلفه ولكن ما يشغل باله الآن من اين اتت بتلك الجرأه الحديثه عليها ؟!..

بينما علي الجانب الآخر ..
تشق الابتسامه ثغرها بكل ثقه لتتفاجأ بوقوف نرمين أمامها قائله : ايوه كدا علميه الادب براحه ..
لتنطلق الضحكات من كلا من ريم و نرمين وفيروز ..
**************************

 

 

 

يجلس ومازالت يديه تتحس وجنتيه وتلك الصفعه الذي تلقاها من رحيم مازالت تتكرر بعقله وكأنها جمر علي جسده ..
ليقاطعه صوت الرجل أمامه قائلاً: الصور بقت جاهزه يا وليد بيه ..
ابتسم وليد وهو يمسك بتلك الصور بيديه وذلك الخبث يشع من مُقلتيه بوضوحِ ..
ليتحدث قائلاً: عفارم عليك يا واد يا صالح عملتها زى ما عاوز بالظبط ..
ابتسم صالح ليجيبه قائلاً: اي خدمه يا باشا ،لو احتاجت اي حاجه تاني عيني التنين ليك ..
بينما وليد ترتسم الابتسامه تلقائياً علي معالم وجهه كلما تخيل رده فعل رحيم عند رؤيته لتلك الصور الخاصه بها ..
ليتمتم لنفسه ببضع الكلمات قائلاً: لما نشوف هدارى الفضيحه دى ازاى يا سبع الرجال ..
قاطع شروده صوت صالح قائلاً: هتبعتها دلوقت ولا بكرا يا كبير ..
اجابه وليد ومازالت ابتسامته تُزين وجهه قائلاً: هبعتها ليله فرحه وساعتها نبقي نشوف هيتصرف كيف ..
يا دافنَ الحقد في ضِعْفَيْ جوانِحِهِ
ساء الدفينُ الذي أمسْتله جدثا الحقد
داءٌ دويٌّ لا دواءَ لهُ يَرِي الصُّدورَ
إذا ما جمره حُرثا فاسْتَشْفِ منهُ بصفحٍ
أو معاتبة ٍ
فإنما يبرأ المصدورُ ما نفثا
واجعلْ طلابَك للأَوتار ما عَظُمَت
ولا تكن لصغير الأمر مكترثا
والعَفْوُ أقربُ للتقوى وإن جُرمٌ
من مجرمٍ جَرَحَ الأكبادَ أو
فَرَثا يكفيك في العفو أن
اللَّه قرَّظهُ وَحْياً إلى خير
من صلَّى ومن بُعِثَا شهدتُ أنكَ
لو أذنبت ساءكَ أن تلقى
أخاك حقوداً صدرُهُ شَرثَا إذَنْ
وسرَّكَ أن ينسى الذنوبَ معاً
وأن تُصادفَ منه جانباً دمثا

******************************

 

 

 

يجلس كرم وقد بلغ الشجن معالم وجهه منذ رؤيتها وهي في تلك الحاله المتردده .. يشعر بالذنب لانه من تركها لذلك العالم تواجه وحدها ولكن لعلها تعلم بأنه لم يكن يمسك شيء بيده ما فعله هو الافضل لها وله ..
بينما هو في عالمه الخاص ذكرياته الذي يحفظها عن ظهر قلب ..
قاطع صمته صوتها الحنون الذي شق فؤاده قبل مسمعه قائله: انا موفقه يا كرم ..
نظر خلفه في صدمه جاليه علي وجهه .. بينما عقله يردد بأنها حلمِ وليس واقع متواجد به ..
اقترب منها أكثر يود أن يلمسها ليتأكد بنفسه من وقوفها أمامه .. ولكن اوقفه صوتها مجدداً
_ مالك يا كرم اياك بقولك موافقه ولا انت غيرت رايك يا واد عمي ..
حين تفوه بتلك الكلمات المميزه لها لم يمنع ابتسامته وتلك النظرات التي تعلقت هي بها ..
(مـن يستــحقـك هـو ..
رجل لن ينتـظر فرصة مـنـك
بل سوف يخلق فرصته بنفسه
سيفعل الـــمستحيل لأجـــــلك
سيرسم لكي ما تـبقي من حياتك معه
ســــــيجعلك أول أولويـــاته …
و سـيـخـطـط لحيـاة تجمعك به سويـاً
يـشـــاركك فـي قـراراته لـيـحظي بكي إلي جانبه
و يستـحق أن يـبــقي قــلبك معه لبـقية سنين … العمر
ف إن لم يفــعل . ف هو بكل تـــأكيد ليس من يستحقـك)

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أصفاد الصعيد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى