رواية خطى الحب الفصل السابع 7 بقلم أسماء إيهاب
رواية خطى الحب الجزء السابع
رواية خطى الحب البارت السابع
رواية خطى الحب الحلقة السابعة
خرجت تنهيدة حارة من ريحان و هي تخرج ملابسها من الخزانة مستعدة للخروج الي حيث ينتظرها جهاد بالصالة الرياضية الخاص بهما بعد اصرار و ثرثرة من الاخر علي ضرورة الخروج من المنزل التي لم تخطي خارجه سوا مرة واحدة منذ اسبوع منذ ذلك الموقف بينهما و عز الذي حيث صعد الي شقته بعد ان وبخها علي فعلتها و القي عليها من الكلمات الجارحة ما يكفي و بعدها لم تراه حتي انه لم يعد يطرق عليها الباب لـ يطمئن عليها حتي انها حين ذهبت للشهر العقاري لـ تسجيل الصالة الرياضية بـ أسمها كانت تحاول الا تلتقي به و هو لم يحاول ذلك أيضاً ، تأففت بـ ضيق لقد غامرت بـ سمعته و سمعتها بين الناس الذين يعتقدون انها خطيبته له كل الحق ان يغضب لقد ساعدها و مد لها يد العون و لم يكن يجوز ان ترد له المعروف ان يصبح علكة بين افواه الاخرين خطيبته تجلس برفقة احد الاصدقاء بـ شقتها بـ مفردهما هي لا تهتم ابداً لما ستقوله الناس و لكنه محق لن يلقوا اللوم سوا عليه هو من ترك خطيبته بـ مفردها مع رجل غريب للحق لم تفكر فيه من الاصل هي تصرفت كما اعتادت ان تتصرف و لكنها تمادت هذه المرة دون ادراك منها انها ستمسه بـ سوء و في ليل ذلك اليوم تذكرت انها لم تكن تعرض علي جهاد زيارتها بـ منزلها القديم و لم يأتي حتي اليه فقط كان يوصلها امام الشارع الرئيسي لما فعلت هنا ذلك و جعلته يغضب الا يتوجب عليها ان ترد له ذلك المعروف … انتهت من ارتداء ملابسها و هي تعقد العزم علي ان تعتذر له ان رأته حتي ينتهي غضبه تشعر بـ الذنب اتجاه منذ ذلك الحين و ما يزيد تأنيب ضميرها انه لم يبادر حتي ان يتحدث اليها و لو لمرة بـ ذلك الاسبوع … خرجت من الغرفة و هي تنظر الي الهاتف و هي تري الساعة الثامنة صباحاً تأففت و هي تسب جهاد بـ خاطرها هو من اصر عليها ان تأتي و تشارك في التعديلات بـ نفسها في وجود العمال تنفست بـ عمق و هي تتقدم لـ تخرج من الشقة فكرت في ان تصعد له معتذرة لكنها تردد و هي تغلق الباب خلفها تقف امام الباب تعلم انه موعد ذهابه الي العمل اغمضت عينها تستنشق الهواء و هي تشجع نفسها تستمع الي صوت اقدام قادم من الاعلي وضعت هاتفها بـ جيب سترتها السوداء و وقفت تنتظره و هي تفرك يدها بـ توتر نظرت اليه و هو ينزل الدرج بـ هدوء يتغاضي النظر اليها و ما كاد ان يتخطاها حتي اسرعت نحوه قائلة بـ لهفة :
_ عزالدين
توقف بـ محله دون ان يلتفت اليها او ينظر نحوها منتظر ما ستقول حتي يذهب الي عمله تنهدت و هي تتقدم لـ تقف امامه تنظر اليه بـ اعتذار تتشدق بـ خفوت :
_ انا كنت عايزة اعتذرلك لو حطيتك في موقف بايخ
نظر اليها يرمقها بـ هدوء غريب لم تشهده من قبل و علت ابتسامة ساخرة ثغره عاقداً ذراعيه امام صدره يراقب نظرة الاعتذار بـ عينها و لم يجيبها ، تنهدت بـ قوة و هي تعيد خصلات شعرها البنية الي الخلف تتشدق بـ هدوء :
_ انا مكنتش اقصد اني اقلل منك بالعكس انت جمايلك في رقبتي و …
رفع كف يده يوقف حديثها قبل ان يكمل ما كانت ستقول متحدثاً بـ شئ من الحدة رغم محاولاته في السيطرة علي غضبه :
_ و انا مش قابل اي كلام في الموضوع دا اظن انك كبيرة كفاية تفهمي ان دي حاجة هتمسني ، الصداقة اللي بينك و بين راجل اصلا تمسني و انا مقبلهاش كـ راجل
شعرت بـ الضيق من حديثه هي تعتذر له بملئ ارادتها تشعر بـ خطأها و لكنه تمادي في حديثه ما يهمه في صداقتها بـ جهاد و ما يمكن ان يمسه بذلك و أخيراً تفكر ما مدي صلاحيته في قبوله تلك العلاقة من عدمها هي كما ذكر بالغة تعرف ماذا تفعل و هي راضية تماماً بـ صداقة جهاد صكت علي اسنانها و هي تعقد ذراعيها امام صدرها كما يفعل هو متحدثة بـ غيظ :
_ و حضرتك تقبل او ترفض علاقتي بـ جهاد بمناسبة اية !! انا و جهاد اصحاب من اكتر من اربع سنين
احتدت عينه بـ شراسة لم تشهدها و قد جعله حديثها في قمة غضبه و هي تخبره انها تجمعها صداقة مع رجل كـ جهاد و منذ فترة طويلة سنوات و هي تأخذه صديقاً مقرباً لـ يمد يده يمسك بـ رسغها بـ قوة يهمس من بين اسنانه :
_ و مكنش فيه بنات في دفعتك يكونوا اصحابك و لا انتي تخصص ولاد و بس
كان غضبه ما يحركه و يطلق لسانه علي تصرفتها التي اصبحت تصيبه بـ الجنون حين اكتشف انه يكن لها الحب كانت فتاة مراهقة كان وقتها يعلم بـ جراءتها و لكن لم يكن يتوقع انها ستتمادي في افعالها كان يفكر انها حين تكبر بـ العمر ستدرك و ستكون اكثر هدوء و تتخلي عن جراءة افعالها ، شهقت بـ عنف بعد ان انتهي من جملته لـ تسحب رسغها من اصابعه الضاغطة بـ قوة و رفعت يدها تدفعه بـ صدره متحدثة بـ غضب :
_ انا مسمحلكش تتكلم عليا كدا احترم نفسك مش عشان اجرتلي الشقة و ساعدتني الوقت دا انك تفرض سيطرتك عليا و تديني كلام زي السم
رفعت سبابتها امام وجهه تحذره من ان يقترب مرة اخري و قد ضرب الغضب رأسها بـ قوة و اتهامه لها بـ مرافقة الشباب دون البنات تصدح بـ قسوة بـ عقلها امتعضت قسمات وجهها و هي تصيح به بـ حدة :
_ انت تعرف اية عني أصلاً ، الوحيد اللي وقف جنبي في الوقت دا هو جهاد دا كان اكتر من اخ ليا احسن من البنات اللي بتقول عليهم دول و اللي كل واحدة بعدت عني بحجة شكل و اخوك دخل حياتي بالحيلة و الخدعة و قولت اهو هو دا الشخص الصح و هو ا…
كادت ان تسب اخيه سباب لازع و لكنها تراجعت تنظر اليه بـ سخرية قائلة بـ تهكم :
_ بلاش اهو بردو اخوك
ضمت السترة عليها و قد شعرت بـ البرودة تضرب جسدها بـ قوة تنهدت بكل ما يعتري صدرها من ضيق ثم هزت رأسها بـ ايجاب و هي تمسح علي وجنتها اليمني و قد تهدلت انفاسها متحدثة :
_ علي العموم انا مش هعرضك لاي موقف يضايقك ابداً انا هسيب الشقة و ان شاء الله في اقرب وقت هردلك كل حاجة ساعدتني بيها حتي فلوس الهدوم ..شكراً ليك اوي
نطقت بـ اخر جملتها بـ تهكم واضح قبل ان تلتفت لـ تذهب الي حيث وجهتها لكنها شعرت بـ يده التي امتدت الي ذراعها الايسر يمنعها من التحرك يهتف بـ حدة :
_ مش هتمشي يا ريحان ، ازاي قدرتي تقلبي الترابيزة عليا في ثواني
جذبها بـ عنف لـ تستدير له ينظر الي عينها التي التمعت بـ غضب لـ يقبض فجأة دون مقدمات علي فكها بـ قوة لـ تخرج منها شهقة قوية و اتسعت عينها من حركته السريعة التي لم تستوعبها ثم تبدلت قسمات وجهها الي الألم ما ان ضغط أكثر علي فكها يتشدق بـ غيظ :
_ انتي غلطانة و بجحة ! انتي كدا المفروض عرفتي غلطك و جاية تعتذري ؟
جذبها اليه و هو يشد علي فكها قلبه مغلف بـ الحقد اتجاهها يود ان يصرخ بـ وجهها انه يغار يشعر بـ الغيرة تكاد تأكله حياً يستعير صدره نيران لا تنطفئ استمع الي صوت تأوة يخرج من بين شفتيها لـ ينزل كف يده عنها ببطئ و هو ينظر الي تأثير كلماته بـ نظراتها الغاضبة بـ انتشاء لـ يقرر ان تنتهي هذه العاصفة بـ اللين حتي لا تهرب منه بعد ان وجدها اخيراً ، الاهم عنده انه افرغ ما بـ صدره من غل و غضب و اخرج ما يكنه داخل صدره منذ اسبوع كامل يذكر حين صعد شقته و لم يعود مرة اخري الي العمل كيف ظل اليوم كاملاً يطوف حول اثاث الشقة بـ عصبية شديدة اصابة ذراعه الايسر بـ الخدر كادت تلك الحمقاء ان تصيبه بـ ذبحة صدرية و تفكيره منحصر وقتها انها منذ اربعة سنوات كاملة و هي تجاور ذلك الجهاد بكل خطوة لها مقربان قرب الاناث لبعضهما البعض ، زفر انفاسه بـ عنف و هو يرفع يده الي خصلات شعره يرجعها الي الخلف قائلاً :
_ انا هعتبر اللي حصل دا محصلش لان حصل خير و محدش شافه هنا
_ بالبساطة دي بعد كل اللي قولته دا !!
همست بـ تلك الجملة و قد أدمعت عينها بـ الدموع التي حاولت ان تكبحها مطولاً و لم تقدر لمست قلبه نبرتها الحزينة التي اجابته بها …حسناً لـ ينتهي هذا النقاش الآن و سيكون له تصرف اخر في وقت لاحق يكفي الا تبكي و يكون هو سبب حزنها شدد علي جفنيه و هو يتقدم منها خطوة واحدة يتحدث بـ هدوء :
_ انا اسف لو جرحتك بكلامي
رمقته بـ غضب طفولي و هي تعقد ذراعيها امام صدرها تشيح بـ وجهها عنه لـ تشق ابتسامة هادئة ثغره و هو يربت علي كتفها بـ رفق هاتفاً :
_ عارف اني زودتها شوية بس معلش انا ببقي كدا لما بتعصب
تأففت مستغفرة الله و هي تنظر اليه صامتة تفكر في ان يتقبل كلاً منهما اعتذار الاخر و تغلق هذه المسألة من الاصل لـ تفر الي حيث ينتظرها جهاد الذي بـ التأكيد سـ يوبخها علي تأخرها لـ تهز رأسها بـ ايجاب تمد يدها تزيح بعض العبرات العالقة بـ اهدابها الكثيفة متحدثة :
_ تمام ، كأن مفيش حاجة حصلت لا انت زعلان و لا انا زعلانة
اومأ بـ خفة و هو يحمحم بـ خشونة ثم اشار بـ يده الي الدرج المؤدي الي الاسفل يهتف بـ هدوء :
_ يبقي اتفقنا .. اتفضلي انزلي
نزلت علي الدرج سريعاً و هي تبعد خصلات شعرها الي ظهرها و هو ينزل خلفها مبتسماً حتي وصلا امام البناية و التفتت لـ تودعه لـ تذهب هي سريعاً متحدثة بـ هدوء :
_ انا ماشية بقي سلام
ما كاد ان يرد عليها معترضاً علي ذهابها بـ مفردها و لكن وجدها تصب انتباهها علي احدهن تنظر لهما بـ تركيز شديد تنفست بـ قوة و هي تنظر اليها هاتفة ببعض الحدة :
_ هو في حاجة حضرتك ما تيجي تقفي في النص احسن !
ضحك هو رغماً عنه علي ردة فعلها و انفعالها المضحك له لـ يلتفت الي الطرف الاخر يحاول كبح ضحكته بـ حمحمات متتالية حين تقدمت تلك الفتاة منهما تعقد ذراعيها امام صدرها تنظر الي ريحان من اسفل الي الاعلي نظرات لم تعجب الاخري إطلاقاً جعلتها ترفع رأسها الي الاعلي بـ غرور تبادلها نظرات مشمئزة تهتف من جديد :
_ خير
التفت عزالدين لـ يجد الفتيات يقفن امام بعضهن و وجد النظرات مشتعلة و الاجواء مشحونة لـ ينظر نحو تلك الفتاة غريبة الاطوار التي لم تفتها فرصة و لم تحتك به محاولة لفت انتباهه يهتف بـ هدوء متسائلاً :
_ في حاجة يا داليا
نظرت داليا الي يديه ثم الي يدها التي تعقدها امام صدرها ثم رفعت رأسها ترمقه بـ غيظ ترسم ابتسامة صفراء علي ثغرها مجيبة :
_ لا مفيش ، بس عرفت انك خطبت جيت ابارك بس ملقتش دبل دي اشاعة و لا اية اومال تبقي مين دي الجارة الجديدة ؟
ابتسم عزالدين بـ اتساع رغم ضيقه الواضح من تدخلها بما لا يعنيها ناظراً نحو ريحان قائلاً بـ لطف :
_ حبيبتي شكلك نسيتي دبلتك اطلعي هاتيها متخليش حد يسأل تاني
طفق الخبث بـ عيني ريحان التي تنظر اليه بـ تلاعب لـ تزم شفتيها تتشدق بـ مكر :
_ مانا قولت يا بيبي مش هلبسها غير لما تجيب دبلة بدل اللي اتكسرت
كان يود ان تصعد الي الاعلي متظاهرين انها بـ الفعل قد نست ارتداء تلك الحلقة الذهبية التي تعد رابطاً بينهما و لكنه تفاجأ بها تلتفت نحو تلك الفتاة التي تكاد تنفجر من شدة الغيظ متحدثة بـ دلال :
_ انتي عارفة العين فلقت الحجر مش هتفلق حتة دبلة و اديكي شايفة انا و زيزو لايقين علي بعض اد اية
اقتربت منه هو المبتسم الذي راقت له افعالها الآن و هي تتحدي انثي اخري لـ مجرد ان نظراتها و طريقتها لم تعجبها وضعت ذراعها بـ ذراعه تجذبه بـ اتجاه الطريق متحدثة بـ ذات النبرة :
_ يلا بقي نمشي احسن اتأخرنا اوي
ربت علي كف يدها و هو يسير معها نحو الطريق الرئيسي تركان خلفهما بركان علي وشك الانفجار بـ أي وقت تخصرت داليا ترمق ريحان في غل تهمس بـ صوت خافت يملئه الحقد :
_ ماشي يا حية انا هعرف اطفشك ازاي
ابتسم لها بـ سعادة يكاد يقبل ذلك الفم الذي اخرج تلك الكلمات السابقة و حركاتها و دلالها و هي تحاول اغاظة داليا تلك لـ مجرد مجاراته في الحديث و ربما حتي لا تخسر غرورها كـ انثي تحدتها اخري بكل جراءة وقفا ينتظران سيارة اجرة حينها نظر نحوها متحدثاً بـ خبث :
_ بس اية الكلام الجامد دا و بيبي و زيزو و حركات ، جت في بالك ازاي الحوار دا
شعرت بـ حرارة تنبعث من وجنتيها حين ذكر كلماتها التي اختصته بها و لكنها رفعت رأسها نحوه تعقد ذراعيها امام صدرها بـ ثقة قائلة :
_ قولت متتحرجش قدامها و انت شكلك كنت مضايق منها
حمحم عزالدين يتحدث بـ جدية رغم قلبه المتخبط بـ سعادة بين ضلوع و هو يقترح عليها فكرته التي فضلها قائلاً :
_ بس كدا غيرها و غيرها هيسأل خلينا نجيب دبلتين و نلبسهم قدام الناس
ابتلعت ريقها بـ صعوبة و هي لا تفضل ذلك إطلاقاً لا معني من موجود رابط فعلي بينهما تهتف معترضة :
_ بس اصل مش هينفع و ..
قاطع هو اعتراضها و هو يتأمل ملامح وجهها بتمهل يحفر تفاصيلها بـ عقلها محتفظاً بها بضع ساعات حتي يراها من جديد :
_ مؤقتاً يا ستي و شوية و نقول محصلش نصيب
تنهدت بـ قلة حيلة و هي ترفع كتفيها الي الاعلي بـ موافقة صامتة لـ تتسع ابتسامته و هو ينهي هذا الاتفاق قبل ان يشير الي سيارة الاجرة قائلاً :
_ هعدي عليكي في الچيم الساعة اربعة هكون خلصت شغل
************************************
وقفت سلمي بـ ذلك الممر الموجود بـ طريق غرفتها تغلق هاتفها بـ غيظ بعد ان رفض زوجها العزيز حضور تلك الوليمة التي يقيمها والدها في منزلهم بعد قليل ربما بضع دقائق و يصبح الموعد المتفق عليه و سيكون ضيوفها اثنان من كبار رجال الاعمال مع عائلتهم ، نزلت الدرج المؤدي الي الاسفل بـ خطوات هادئة كـ عادتها تلقي نظرة علي ثيابها لاخر مرة بـ تقييم بنطال من الجلد الاسود يعلوه كنزة صوفية من اللون الاخضر بها فتحة صغيرة عند الكتف رفعت ذراعيها تعدل خصلات شعرها السمراء اللامعة عن كتفيها الي خلف ظهرها و ما ان وضعت قدميها علي ارض الردهة حتي صدح صوت جرس الباب و هرولت الخادمة تفتحه بعد امر والدها الصارمة بـ الاسراع ، فُتح الباب و اطل من خلفه السيد “رشاد ابو الدهب” و عائلته تجمد جسدها حين لمحت زوج من العيون السوداء الكاحلة يتطلعان اليها ارتجف جسدها رجفة قوية و عصفت ذكري حزينة بـ رأسها و هي تجد صاحب تلك العيون يتقدم نحو الداخل بـ خطي ثابتة رتيبة يظهر عليه الشموخ و الثقة رأسه مرفوعة كـ طاووس جعلت من الاخري تتمالك نفسها و هي تقف بـ استقامة و تبدلت نظراتها الحزينة الي اخري قوية لامبالية و هي تتقدم منهم بـ ذات الثقة التي تراها فيه ترسم ابتسامة هادئة علي ثغرها ، مدت يدها تصافح السيد رشاد هاتفة بـ ترحاب :
_ اهلا و سهلا منورنا يا عمو
و كعادة ذلك الرجل البشوش ابتسم لها بـ توسع يبادلها مصافحتها بـ أكثر منها حرارة يربت علي رأسها بـ يده الاخري كـ طفلة صغيرة متحدثاً بـ هدوء :
_ ازيك يا سلمي عاملة اية
_ بخير يا عمو اتفضل
قالت جملتها مشيرة بـ يدها الي الداخل حيث يتقدم والدها منهم لـ يرحب بـ الضيوف التفتت تصافح زوجة السيد رشاد و ابنته الصغيرة و لم يتبقي سواه التفتت بـ جسدها تقف امامه مباشرةً ترفع عينها نحو وجهه المبتسم تنظر اليه بـ جمود لـ وهلة بـ صمت دون ردة فعل اتجاهه لـ تجد يرفع يده لـ يصافحها ملقي عليها التحية تنفست بـ هدوء تسيطر علي دقات قلبها المضطربة و مدت يدها الباردة تدسها بـ كف يده الدافئ لـ تشعر بـ انتفاضة تصيب بدنها من هذا الدفئ و كأنها هي من كانت بـ الخارج وسط الصقيع و ليس هو ثم تمتمت متحدثة اليه بـ شئ من الحدة لم تستطع السيطرة عليها :
_ حمد الله علي السلامة يا ياسين يا ابو الدهب
ابتسم حتي ظهر حفرة صغيرة بـ وجنته اليسري رغم ذقنه النامية و انحني قليلاً يقبل كفها بـ رقة كـ رجل نبيل ثم رفع عينه الكحيلة نحو وجهها متحدثاً بـ صوته الاجش ذات البحة المميزة :
_ الله يسلمك يا سلمي
سحبت يدها من كفه بل سحبت نفسها مبتعدة عنه الي اقصي حد ممكن تقف امام الباب حين رأت طيف عائلة رجل الاعمال “غريب الناجي” اقرب صديق لـ والدها و التي تربت مع اولاد حتي ان ابنه الصغير شقيقها بـ الرضاعة و رحبت بـ الجميع حتي وجدت ذلك الشاب المرح الذي ينظر اليها مبتسماً لـ تقف امامه تعقد ذراعيها امام صدرها متحدثة بـ ضيق :
_ اهلاً يا فاروق باشا
استمعت الي صوت قهقهات عالية صادرة من والدها التفتت لـ تجد والدها يتقدم نحوها متحدثاً بـ مرح :
_ خلاص يا سلمي انا شديته شدة تمام في الشغل
تأففت و هي تحتضن والدها تنظر الي فاروق بـ غيظ تشكو والدها قائلة :
_ يا بابي سابني في نص الشغل و انا كنت محتاجة حد معايا و نزل مصر
رفع فاروق يديه الي الاعلي يبتعد عن مرمي نظراتها الحارقة يردف بـ دفاع :
_ و الله اوامر اني انزل و اسيبك يعني انتي تكملي شغلك و انا اتشد مع ابويا و ابوكي في نفس الوقت يا مفترية
ضحك والدها علي طفولة هؤلاء التي لا تنتهي و اخذ ابنته معه و دلفا الي الداخل حيث يجلس الجميع و ذهب خلفهما فاروق يتمتم ببعض الكلمات التي تغيظ سلمي و تشاكسها ، دارت عينه علي الموجودين ثم التفت الي سلمي بـ استغراب متسائلاً :
_ اومال فين معاذ معقول مقولتيش لجوزك يجي؟
لا تعلم لما دارت عينها تلقائياً ناظرة نحوه وجدته ينتبه يصب كامل تركيزه علي ردها الذي ينتظره الجميع عن عدم وجود زوجها ، ابعدت عينها عنه سريعاً و رسمت تلك الابتسامة الصغيرة تتحدث للجميع بـ اعتذار :
_ معاذ مش هيقدر يجي يا جماعة بيعتذر جداً اصل افتتاح المصنع بتاعه بعد كام يوم و مشغول
اومأ لها البعض متفهماً وضعه و هما يعلمون كيف يكون رجل بـ بداية حياته المهنية الا هو ابتسم ساخراً و كأنه يتحدي الثبات الكامن في ثنايا روحها و كأنه يختبر صبرها و ينتظر ثورتها الغاضبة اتجاه التي لم تفجرها قط في اي من الاوقات و لكنها أيضاً تلك المرة لم تعره اي اهتمام و جلست جوار والدها بـ استقامة و انف مرفوع بـ كبرياء تسمع والدها و هو يرحب به مرة اخري الجميع سعيد بـ عودة وريث آل ابو الدهب الا هي غصة مريرة تتشكل داخلها منذ ان رأته امامها بعد تلك المدة لم تعد سعيدة ابداً بـ عودته :
_ حمد الله علي سلامتك يا ياسين وصلت امتي
ابتسم ياسين بـ هدوء ينظر نحو والد سلمي متحدثاً بـ لباقة :
_ الله يسلمك يا عبد الهادي بيه انا وصلت امبارح و لما عرفت ان العيلة معزومة هنا اصريت اجي اسلم عليكم
حينها رمي فاروق نظرة حانقة اتجاه ياسين المعتجرف الذي يود تكسير رأسه الآن بين الجميع محدثاً سلمي عن ما اكتشفه مؤخراً و لم تكن تعلمه :
_ متعرفش ان الصفقة الاخيرة كانت مع شركة ياسين ابو الدهب الجديدة
انتبهت سلمي بـ كل حواسها و تقدمت في جلستها حتي اصبحت علي حافة المقعد تسأل بـ حيرة و قد كانت تتعاقد مع شخص اخر و شخص بـ اسم جديد كيف لم تنتبه :
_ بس الصفقة تمت مع حد تاني و شركة اسمها النويري بابا مقاليش حاجة زي كدا !
انتهت من جملتها تنظر نحو والدها الذي اعاد ظهره الي الخلف متحدثاً بـ هدوء :
_ دا شريك ياسين الجديد يا سلمي و الشركة شركته بس ياسين داخل فيها شريك من فترة
اذا حتي لم يفضل ان يتمم مجرد صفقة معها ، عمل فقط ما كان سيدور بينهما كيف علم أنها في نفس الدولة و أيضاً قريبة منه و لم يتقدم خطوة لم يحضر حتي اجتماع عمل واحد تركها تتعامل مع شريكة في حين انه كان سيسهل عليها الأمور و لو قليلاً ، تنفست بـ عمق تومأ اليهم بـ تفهم و لم تنطق بـ حرف اخر فهمت اساساً منذ زمن انه يبتعد ، يبتعد عنها الي حد الذي جعلهم غرباء !
***********************************
بدأت في شرح ما تريد فعله للمرة الالف بـ الصالة الرياضية لـ تضع بعض التغييرات فيها و تجدد مظهرها قليلاً بعد ان انتهي العمال من غرفة الملابس تحت اشرافها بـ الطبع التفتت الي رئيس العمال الموجود امامها تشير الي الجدران الأربعة متحدثة بـ هدوء :
_ و بس كدا يا ريس و اللون اللي اختارته علي الحيطان
_ مش عايزة ديناصور زينة بالمرة !
كانت هذه الجملة الساخرة لـ جهاد الذي يقف خلفها ينظر اليها بـ حنق عاقداً ذراعيه امام صدره غادر رئيس العمال من جوارها مبتسماً علي تلك المزحة و التفتت هي اليه بـ ضيق متحدثة :
_ هو انت مش قولتلي هنعمل التعديلات اللي انا عايزاها هي دي شوية التعديلات البسيطة اللي عايزاها
توسعت عينه مدهوشاً و هو يجدها تنعت عن ما طلبت تنفيذه بـ البساطة ثم رفع يده يمسك بـ تلابيب ملابسها من الخلف يهزها بـ خفة بين يده يهتف في غيظ :
_ بسيطة !!! دا انا هبيع كليتي عشان اقدر ادفع الفلوس دي كلها مش كفاية اللي دفعته في اوضة التغيير
تأففت من مزاحه السخيف التي حذرته منه قبلاً و ازاحت يده عنها تعدل من هئية ثيابها متحدثة بـ غضب :
_ و الله محدش قالك تخليني اقول للراجل انا عايزة اية
ثم نظرت اليه تصك علي اسنانها هاتفة :
_ تعرف انا اللي غلطانة اني عايزاه مكان مميز و نضيف
اشار بـ ابهامه الي الخلف ينطق منفعلاً :
_ الكلام دا لما ناخد ورث بابي او نبيع العزبة اللي عندنا ، انا قولت عندك دم و هتغيري لون الدهان تحطي لمسات بسيطة
اشار لها بـ تحذير مشهراً سبابته بـ وجهها و صاح بها :
_ من دلوقتي ملكيش دعوة انا هروح اتقف معاه من الاول ، و انت تستني الاستاذ بتاعك دا مكانك الساعة داخلة علي أربعة و ياخدك و اخلص منك
ثم رفع كفيه الي الاعلي يصرخ بـ دعاء من شدة غيظه :
_ اللهي الدبلة التمثيل دي تبقي جد و ياخدك من وشي
ضربت علي كتفه بـ عنف و دفعته من امامها بـ غل ، ما ان تحرك يذهب لـ رئيس العمال لـ يعقد معه اتفاق جديد يخفف من صرف الاموال حتي تشنجت عضلات جسده و التصقت قدمه بـ الارض مثبتاً بصره نحو باب الصالة الذي يتقدم داخلها ذلك الشاب الوسيم الذي يظهر عليه اللياقة البدنية يبتسم بـ توسع و نظرات الخبث واضحة علي عينه السوداء الواسعة ، ارتعدت فرائصها حين وجدته امامها و ابتلعت ريقها الذي جف بـ صعوبة و تحركت قدمها سريعاً تتمسك بـ ذراع جهاد بـ قوة و الخوف ينهش داخلها من ذلك الماكر الملتوي كـ الافاعي ، دس الاخر كفيه بـ جيب بنطاله ينظر الي الذعر المتقافز من مقلتيها ارتفع جانب شفتيه بـ سخرية و هو ينظر اليها من اعلي الي اسفل قائلاً :
_ ازيك يا ريحان انا جيت اباركلك علي المكان
اخفاها جهاد خلف ظهره بـ حماية و وقف امامه يصد اي حركة صادرة منه نحوها و قد ظهر الغضب يحتل قسمات وجهه دفعه بـ صدره قائلاً بـ حدة :
_ اية اللي جابك هنا يا انس عايز اية تاني
تأتأ “انس” بـ استفزاز و هو يرسم علي وجهه معالم الحزن الزائفة ثم مال برأسه الي اليمين حتي يري تلك الصغيرة المختبئة متحدثاً بـ مكر شديد :
_ هي دي بردو تبقي مقابلتك لـ جوزك يا ريحان ، و لا نسيتي الورقتين العرفي
ما ان اتم جملته حتي استمعا جميعاً الي صوت شهقة حادة و كأن صادرها يبحث عن الهواء الذي انعدم من حوله اتجهت الانظار اتجاه عزالدين الذي يقف علي بُعد خطوات قليلاً منهم ناظراً اليهم بـ أعين مظلمة اصبحت اكثر حدة و رعباً ، صدره يعلو و يهبط بـ قوة و كأنه يحاول التنفس عنوة عن رئتيه صوت أنفاسه عالي قوي بشكل مخيف يرج ارجاء المكان
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية خطى الحب)