رواية خطايا بريئة الفصل الثاني 2 بقلم ميرا كرم
رواية خطايا بريئة الجزء الثاني
رواية خطايا بريئة البارت الثاني
رواية خطايا بريئة الحلقة الثانية
إذا كان يُمكنني إعطاءك شيء في هذه الحياة، كنت سأمنحك القُدرة على رؤية نفسك بعيني، حينها فقط ستُدرك كم أنت شخص إستثنائي بالنسبة لي .
———————-
دائمًا ينتصر قلبه على عقله ويأتي به إليها كل صباح كي تكون هي أول شيء يراه قبل أن يبدأ يومه وكم يبتهج عندما يجدها مازالت نائمة ك الآن فهي تكون هادئة ، مسالمة لا تعاند ولا تتفوه بشيء يخرجه عن طوره كَصحُوها ، ظل يتأمل ملامحها الآسرة وخصلاتها الفحمية المموجة التي تفترش الوسادة بشكل يخطف الأنفاس ويجعله يود أن يحظى بقربها ولكن دائمًا يردعه ذلك الأتفاق اللعين
الذي دار بينه وبين والدها قبل عامين تنهد بِعمقٍ وهو يعود بذاكرته لذلك اليوم الذي انفرد به و فاجأه بطلبه وهو قابع على فراش المشفى بعدما ساءت حالته الصحية
flash back
– أتجوز بنتي يا “يامن”
=نعم ازاي مش فاهم حضرتك اكيد بتهزر!!
أبتسم “عادل “بسمة باهتة وأردف بكل ثقة رغم أعيائه الشديد :
– لأ يا ابني مش بهزر أنا مش هأمن لحد غيرك ولا ينفع أثق في حد غريب…. انت تربية أيدي من يوم ما اتجوزت مامتك وشوفتك بتكبر قصاد عيني اتمنيت أنك تكون أبني من لحمي ودمي
= انا فعلًا ابنك ……. وربنا يعلم معزتك عندي من معزة ابويا الله يرحمه بس حضرتك كده بتحطني في موقف وِحش انا مستحيل اقبل اني اتجوز واحدة غصب عنها حضرتك عارف أنها مش بتديني حتى فرصة اتكلم معاها ده لما بقولها صباح الخير بتتخانق معايا
هز “عادل” رأسه بتفهم رغم هوانه وأخبره بِثقة أكبر بثت بالآخر الأمل :
– الحب بيجي مع العِشرة و”نادين” مش هتلاقي احسن منك ومتأكد انها هتحبك
-بس انا……..
= من غير بس أبعت جيب المأذون دلوقتي قبل فوات الأوآن …..
ليسترسل “عادل” بنبرة متألمة راجية تقطع نياط القلب أحزنت” يامن ” وجعلت عينه تغيم بدمعاته التي كانت تنعي حال ذلك الرجل الحنون الذي قام برعايته وكان بمثابة والده :
– أنت عارف إن الدكتور مش مطمني وإن عضلة القلب شغالة بنسبة ضئيلة جدًا ده غير ان مستحيل هدخل جراحة نسبة نجاحها معدومة …..”نادين” ملهاش حد غيري وأهل أمها وأكيد أنت عارف هما طماعين أد أيه ………أنا خايف أموت وأسيبها ليهم ويستغلوا انها لسة صغيرة خايف يشتروا ويبيعوا فيها وياخدو شقى عمري على الجاهز
ربت “يامن” على يده بمواساة وقال وهو يمرر يده على وجهه كي يزيح دمعاته ويدعي الثبات حتى لا يزيدها عليه :
– بعد الشر عليك ربنا يخليك لينا
أبتسم “عادل “ببهوت وأخبره بيأس لأبعد حد :
– أنا عملت حصر لكل أملاكي وكتبتهم بأسمك والمحامي قام بكل الإجراءات ……. بس ده هيبقى دين في رقبتك لغاية ما بنتي تتم الواحد والعشرين وساعتها هترد ليها حقها يا “يامن” زي ما وصيتك ….اوعدني يا ابني وقولي انك هتكون أد ثقتي فيك
أومأ له “يامن” ودمعاته من جديد تأبى الصمود أكثر ولكنه كبحها بأعجوبة وسأل بتوجس :
– و هي موافقة ؟؟؟؟
ليجيبه “عادل “:
– أنا ضغطت عليها و هي وافقت بس ليها شرط
تأهب لبقية حديثه ليسترسل “عادل” جاعل قلبه يتهاوى بين قدميه :
– جوازكم يبقى على الورق بس لغاية ما تتم الواحد وعشرين ويرجعلها حقها وساعتها لازم هي اللي تقرر تتمه ولا ….لأ
أبتسم” يامن “بسمة متألمة لأبعد حد فماذا كان ينتظر منها ، رأى “عادل” خيبة الأمل تعتلي وجهه ليطمئنه بحنو حقيقي :
– صدقني هتحبك زي ما بتحبها بس أديها وقتها
تفاجأ” يامن “من حديث “عادل “فكيف علم بِعشقه لها ألهذا الحد هو مفضوح أمامه ليخبره “عادل” :
– متستغربش حبك واضح في كل تصرفاتك وعلشان كده أنا مطمن ولو موتت هموت وانا مرتاح علشان عارف انك هتحطها في عينك .
ليعقد القران بالمشفى وبعد عدة أيام توفى والدها تارك له مسؤولية كل شيء وأولهم تلك العنيدة المتمردة التي يجاهد كي يرودها
End Flash back
عاد بذاكرته للوقت الحالي بعدما تململت هي بفراشها وأخذت ترمش بِعيناها ليهمس ببحة صوته المميزة :
– صباح الخير
قالها وهو يعتدل بجلسته على ذلك المقعد القريب من فراشها ، تأففت بإنزعاج و لم تستطيع التغلب على الكسل المسيطر عليها وأخبرته دون أي مقدمات :
– مش رايحة الجامعة النهاردة سيبني انام
زفر أنفاسه ونهض يزيح ستائر الغرفة كي يجعل الشمس تفوت تنير عتمتها وقال بِجدية :
-النهاردة عندك محاضرتين مهمين لازم تحضريهم
زمجرت بِغيظ من تسلطه الزائد عليها ومعرفته بأدق التفاصيل التي تخصها :
-ما شاء الله حضرتك مركز أوي!!
= لو مكنتش أركز معاكِ يا مغلباني هركز مع مين !
قلبت عيناها واعترضت كعادتها بِعناد :
– أنا بعرف أظبط مع أصحابي وباخد المحاضرات اللي مش بحضرها منهم …ممكن بقى تسبني أنام طلبت بملل وهى تسحب وسادتها وتضعها على رأسها ،تنهد عميقٍ من عنادها واستأنف :
– خلاص هسيبك تنامي براحتك بس اعملي حسابك مش هقبل بأي استهتار في دراستك والسنة دي لازم تجيبي تقدير عالي
انتفخت أوداجها بِغيظ من تحذيراته المتكررة وتلك الكلمة التي طالما خصها أبيها رحمه الله بها وتوارثها هو عنه ، فكم كان هو مدلل أبيها المثالي ، الناجح ،المتفوق دائمًا ولذلك أصر انها تدرس نفس مجاله أدارة اعمال كونه قدوة حسنة تقتدي بها هي المستهترة ، الفاشلة من وجهة نظره ونظر الجميع ، تناولت نفسٍ عميق قبل أن تهدر بِثقة و هي تلملم خصلاتها فوق رأسها بِعشوائية جمدت نظراته على عنقها الناعم الذي يزينه عدة شامات متفرقة جعلته يجفل لوهلة بِحلم يقظة ليس ببريء بالمرة وكم أراد أن يطبقه بالواقع :
– هجيب تقدير بالعند فيك وهثبتلك إنِ مش مستهترة و إن مش أنت لوحدك اللي كنت بتجيب تقديرات
رفع حاجبه بعدما تحكم برغبته المُلحة وقال بِتحدي تقصده لكي يحفزها:
– لما نشوف يا “نادين “……لينظر بساعة يده ويخبرها وهو يتوجه لباب الغرفة :
– انا لازم امشي اتأخرت على الشغل ….اومأت له بلامبالاه وتمددت من جديد واضعة وسادتها على رأسها ….تنهد هو وقَبل أن يخرج أقترح بِترقب :
– تحبي نتعشى مع بعض بره ؟؟
ازالت الوسادة عن وجهها واعتدلت بنومتها وتلعثمت بِتوجس من ردة فعله :
– مش هينفع أصل عيد ميلاد” ميرال” النهاردة ووعدتها إنِ هحضر و عايزاك تيجي معايا
نفى برأسه :
– لأ ……انا قولت ألف مرة” ميرال” دي مش برتحلها ولا الشلة بتاعتها
– بس انا…..
= من غير بس ….
قالها بقطع أغاظها وجعلها تنفجر به حانقة وهي تنهض وتقف مواجهة له :
– أنا زهقت من تحكماتك دي …..انا مش عيلة صغيرة وكلها كام يوم وابقى حرة نفسي … لتكتف ذراعيها على صدرها وتذكره بِخبثٍ :
-أظن أنت فاكر الأتفاق اللي بينا !!
أغمض عينه بِقوة و ولاها ظهره وهو يلعن تحت أنفاسه الغاضبة فهي لن تكف عن تذكيره بذلك الأتفاق اللعين الذي فرضته عليه قبل أن تقبل الزواج منه ليشدد على قبضة يده يكبح غضبه ويرد بنبرة حادة تقصدها كي يرهبها ويجعلها تكف عن تمردها وعنادها المعتاد :
– عمري ما نسيت…. ومن هنا لوقتها تسمعي كلامي ومتعارضيش وإلا أنتِ عارفة كويس أقدر اعمل أيه ….
ابتلعت غصة بِحلقها وهي تلتقط تهديده الصريح لها ، لتهمهم بتراجع وتدعي البراءة وهي تنظر لظهره:
– بلاش تهددني يا” يامن” أنا عارفة إنِ عمري ما ههون عليك
تحاشى النظر لها فهو يعلم طريقتها الملتوية تلك بالتأثير عليه ، ولكنها زادتها عليه بلف ذراعيها حول خصره من الخلف وسند وجنتها على ظهره وهمسها بِنبرة ناعمة أربكته :
– مش هتعمل كده …..صح ؟؟
لم يجيب فقط اكتفى بِتنهيدة عميقة نابعة من صميم قلبه المولع بها فكم أراد ان يضمها إليه ويدفنها بين ضلوعه كي يطمئنها ،ويخبرها انه لا يستطيع ايذائها بتاتًا او التخلي عنها ولكنها من تضطره لأرهابها وتهديدها كي يكبح تمردها ويجعلها تنصاع إليه ،فمجرد ذكرها لذلك الاتفاق اللعين وشعوره بأنها من الممكن ان تبتعد عنه وترفض اتمام زواجهم يكاد يفقد صوابه ، انتشله من شروده همسها بأسمه بنبرة راجية:
– “يامن”
صدر أسمه من بين شفاهها وكأنه لحن عذب أطرب شغاف قلبه مما جعله يتنهد بِحرارة ويلتف لها وهو يحاوط ذراعيها بِرفق :
– يبقى بلاش تضغطي عليا بطريقتك دي وتسمعي الكلام…. أنا عايز مصلحتك
غامت عيناها بِبريق لم يفهمه يومٍ وهزت رأسها مما جعله لم يتحمل ،جذبها من مأخرة رأسها ودفن وجهها بين ثنايا صدره فكم يعشق ذلك الشعور بقربها وكم يعشق طاعتها له وكأنه عمد أن يرهبها كي يطمئنها ويشعر كونه هو الوحيد التي تلجأ له ليصرخ داخل عقله :
-عمري ما أقدر أأذيكِ يا” نادين” ولو أخر يوم في عمري مش هتخلى عنك
خرجت من أحضانه الدافئة وهمست بدلال وهي تداعب تلك الشعيرات النامية بذقنه بحركات ناعمة جعلته يبتلع ريقه ببطئ مميت :
= حتى لو قولتلك علشان خاطري نفسي تيجي معايا و اتباهى بيك قدام صحابي
لتسبل أهدابها وترجوه بدلال :-Please يا “يامن “ده طلب بسيط وانا اول مرة اطلب طلب زي ده منك
لم يجيبها وظل على ثباته يشاهد عرضها الهزلي بحاجب مرفوع و بملامح جامدة
لتهمس هي بآخر ما بجعبتها و تقول بدلال وبعيون يسطع بهم المكر ظنٍ منها أنها تستغل نقاط ضعفه :
– نفسي كل الرجالة اللي حواليا يعرفوا إنِ ملكك لوحدك ومتأكدة أن كل البنات تحسدني عليك لو شافوك معايا
نعم هي تتمتع بذكاء أنثوي لا يضاهيها أحد به ولكن هو لا ينطلي عليه تلك الأساليب الملتوية خاصتها ، ليبتسم بمكر ويجيبها وهو يبتعد عن هالة فتنتها المهلكة التي تتعمد حصره بها:
– مش هينفع ……..النهاردة الحد وفي كذا طلبية جاية المطعم ولازم استلمها بنفسي
لتحتد نظراتها الغاضبة نحوه وتضرب الأرض بقدمها بينما هو لم يكترث
،فقد قرر ان يفض ذلك الوضع الذي يعبث بثباته ، ليلثم جبينها بِحركة مباغتة ويغادر دون أضافة المزيد تاركها تستشيط غضبًا
————————
– احتمال اتأخر النهاردة
قالها “حسن” بلامبالاه أثناء تناول طعام الفطور لترد هي مستاءة :
– ليه بس….. يا” حسن “يعني هقعد طول النهار والليل لوحدي
= أعملك ايه هو بمزاجي ما انتِ عارفة الشغل والمشروع الجديد اخد كل وقتي
اومأت له بتفهم وقالت بود :
– ربنا يقويك يا” حسن “
ليرد بِحماس غير عادي فذلك المشروع سينقله نقلة أخرى تمامًا في مجاله :
– هانت يا “رهف” …… مقدرش اقولك انا مبسوط أد ايه
أبتسمت و قالت بِمشاكسة :
– ابقى ادعيلي بقى انا السبب
أبتسم بهدوء وأخبرها بعرفان :
– بدعيلك يا حبيبتي وعمري ما انسى وقفتك جنبي
ربتت على يده بِحنان و ابتسمت تلك البسمة الهادئة المليئة بالرضا وباشرت طعامها بينما هو شرد بها لثوانٍ قبل ان تقول بتردد وكأنها مرغمة :
_ طيب انا هروح النادي انا والولاد بعد المدرسة علشان هقابل “سارة”
لتتنهد بسأم وتسترسل بِتلقائية تخبره بأدق تفاصيلها كما تعودت :
– أنا مش بحب اخرج انا والولاد لوحدينا بس هي عمالة تزن عليا بقالها كام يوم وعايزة تقنعني بموضوع الشغل ده
رفع بُنيتاه لها ورد بِحياد :
– على فكرة انا معنديش مانع والقرار راجع ليكِ
نفت برأسها وقالت بإخلاص غير عادي :
– مقدرش انشغل عنك وعن الولاد يا “حسن” ….
حاول هو إقناعها كي تحيد عن عُزلتها تلك :
– بس أنتِ موهوبة يا “رهف “وحرام تضيعي تعبك وسنين دراستك على الفاضي ده الكل يشهدلك إنك كُنتِ أشطر مهندسة ديكور في مجالك قبل الجواز
أبتسمت هي بكل نفسٍ راضية وأخبرته بإعتزاز وهي تتطلع لأركان منزلها :
– مين قالك إنه على الفاضي كفاية إني بنيت مملكتي معاك ومع ولادي وده عندي كفاية
أبتسم بسمة عابرة لم تصل لعينه وهو يفكر كم هي روتينية مملة بكل شيء ، ليس لها طموح ، شخصيتها مسالمة تفتقد للشغف حتى انه في الكثير من الأوقات يمل من أهتمامها الزائد بأدق التفاصيل وتحفظها التي لا تحيد عنه ، ليرتفع جانب فمه ببسمة ساخرة فهو رغم كل ذلك رغبته بها تظل متأججة وخاصةً عندما تشعره بضعفها وحاجتها له و بمدى سُلطته وهيمنته عليها متناقض هو يعلم ذلك تمامًا ولكن ما لا يعلمه أين يكمن الرضا
– “حسن” ….سرحت في ايه ؟؟
= هااااا …. لأ ……. ولا حاجة ليتنهد ويقترح كي يكسر ذلك الروتين المميت بالنسبة له :
– ايه رأيك خليكِ بكرة وانا هاجي معاكم بقالنا مدة مخرجناش مع بعض
تهللت أساريرها ونهضت تجلس على ساقيه وقالت وهي تتعلق بِعنقه :
– بجد يا “حسن” ….طب احلف علشان أصدقك
قهقه على طريقتها وسألها بمشاكسة :
-من غير ما احلف انتِ بتصدقيني …..ليمرغ أنفه بوجهها و يهمس :
-مش كده ولا ايه ؟؟
هزت رأسها بقوة تأكد حديثه وأخبرته بمكنون قلبها بكل عفوية وهي تهيم به :
– أيوة بصدقك وعارفة انك عمرك ما تكدب عليا …..علشان انت حبيبي يا “حسن” وكل دنيتي….ربنا يخليك ليا
ابتلع غصة مريرة في حلقه وهو يشعر ان كلماتها تلك رغم صدقها إلا أنها هوت على قلبه كالسياط وجعلت ضميره ينهش به ، ولكن هيء له شيطانه شيء آخر و جعله يهمهم :
– “رهف” ابقي غيري تسريحة شعرك مش عجباني
زاغت نظراتها وأخذت تتحسس شعرها المنسدل بعدم ثقة يحاول زرعها بها وكأنه يتعمد ان يجعل ثقتها بنفسها معدومة ولذلك تبحث دائمًا عن التغير لأرضاءه .ولكن هو ابعد ما يكون عن تفكيرها فهو فقط يتعمد أحباطها كي لا يستشعر كونها أفضل منه وخطائة مثله ،يبحث عن نواقصها بدقة شديدة حتى يقنع ذاته انها تستحق تلك الخطيئة التي يرتكبها بحقها فهي من وجهة نظره خطيئة بريئة مبررة .
ردت هي بطاعة :
-حاضر وهغير لونه كمان
ربت على وجنتها وانهضها عن ساقه ونهض بدوره كي يغادر لعمله لتذكره وهي تضرب مقدمة رأسها بخفة :
-كُنت هنسى أقولك أصل كلموني من مدرسة الولاد بيفكروك ببقية المصاريف
قلب عينه في ملل وأخبرها وهو يرتدي سترته :
-نسيت خالص ……. أنتِ عارفة إنِ مش فاضي الفترة دي ومضغوط جدًا
ليتنهد بيأس ويعاتبها:
-نفسي تتصرفِ لوحدك …..ليه مدفعتهمش انتِ ما كده او كده الحساب مشترك ومفتوح ليكِ في اي وقت كنتِ سحبتي اللي أنتِ عايزاه وشوفي طلباتهم ايه
مطت هي فمها وقالت بقلة حيلة :
-انت عارف الكارت اللي بسحب بيه من Atm الولاد ضيعوه و مش بحب زحمة البنوك ولا كمان بحب أخرج لوحدي، لتتنهد وتستأنف بكل طواعية من اجله :
– بس هعمل كده لو هيريحك بس ياريت تكلم مستر “فهمي”علشان ميعطلنيش كتير
هز رأسه بتفهم وهو يتناول متعلقاته الشخصية وأخبرها وهو يتوجه لباب الشقة :
-هكلمه اول ما اوصل الشركة وهقوله ميرجعش ليا ويعطلك بعد كده
هزت رأسها ببسمة هادئة ليقبل هو وجنتها وتودعه هي بتلك الدعوات الصادقة التي تنبع من صميم قلبها
————————–
في المساء استعدت هي كما طلب منها بعد ان هاتفها وأخبرها أنه انتهى من عمله مبكرًا وقرر ان يعوضها ويأخذها لتناول العشاء معه وها هي تجلس بِجواره داخل سيارته ويتوجهون لذلك المطعم الصغير الذي يمتلكه و لم يقصد غيره يومٍ متحجج بِخصوصية المكان وكون أجواءه شاعرية تريح الأعصاب فنعم هو محق تريح الأعصاب لدرجة تشعرك بالملل ويجعلك تود ان تغفى بِموضعك من رتابته
تنهدت بِضيق ما ان أوقف السيارة وهي تظن أنهم وصلوا لوجهتهم ولكن جحظت عيناها عندما وجدته يصف سيارته أمام منزل “ميرال “صديقتها
لتهمس بعدم تصديق :
– “يامن “جابتنا هنا ليه؟؟
نظر لها بتلك العيون الدافئة وقال ببعض التهاون :
-مهانش عليا ازعلك و نص ساعة بس ونمشي
لاحظ إشراق وجهها بعد أن كانت متجهمة طوال الطريق ليشعر ببعض الراحة بينما هي قالت في حماس:
– حاضر …..بس انا مجبتش هدية
أخرج من جيب سترته علبة مخملية صغيرة وناولها لها قائلًا:
– عامل حسابي
هزت رأسها بِسعادة وهي تطالعه ثم تدلوا من السيارة معًا لتلتف له ودون أي مقدمات كانت تشابك أناملها بخصته وهي تنظر له نظرة ممتنة بينما هو استغرب فعلتها ونظر لأيديهم المتشابكة بعيون باسمة تكاد تفضح مكنونها ليتحمحم يجلي صوته ثم أمال رأسه كي يدعوها للدخول لتبتسم هي بسمتها المهلكة تلك وتسير معه إلى الداخل
——————–
أخذت تهز ساقيها بِعصبية مفرطة وهي تشاهد تلك التي خالفت توقعاتها وأتت لأحتفالها لا والأنكى أنها أتت به لتثبت لها أنها صاحبة السُلطة الكبرى ولا أحد يستطيع تحجيمها ، أبتسمت ساخرة وهي ترى أصدقائها يتجمعون حولها ويرحبون بها وكأنهم ليسوا نفسهم من كانوا يسخرون منها منذ قليل حقًا تبًا لنفاقهم قالتها بداخلها وهي تغتصب بسمة مجاملة على ثغرها كي ترحب بها :
– أهلًا نورتي يا “نادو”
قبلتها” نادين” وعايدتها بينما “ميرال” أثنت على هديتها عندما أخبرتها “نادين” بكيد انها ذوق “يامن” مما جعلها لم تزيح بنظراتها عنه بطريقة لم تعجبه بالمرة وخاصةً عندما تخابثت وهي تصافحه :
– ذوقك يجنن بس مش في كل حاجة ياخسارة !!!
قالتها بتهكم وهي تنظر ل “نادين” من أعلى لأسفل بطريقة متدنية جعلت “يامن” يضيق عينيه ويتساءل بحدة :
– أفندم …..تقصدي أيه ؟؟
رشقتها” نادين” بنظرة نارية مُشتعلة وبررت ببسمة ثابتة استفزت الآخرى أكثر وهي تميل عليه :
– متركزش معاها تلاقيها شربت كتير زي عادتها
ابتسمت “ميرال” بإصفرار وباشرت حديثها :
– انا لسة مشربتش يا “نادو” وعلشان كده مستغربة خطيبك أصل شكله كيوت خالص مش زي ما بتحكيلنا عنه …..أنتِ أكيد ظلماه….. لتوجه نظراتها له و تتشدق :
– أصل نادو بتقول عليك …..وإن كادت تتفوه بالمزيد
زجرتها “نادين” وقالت كي تغير سير الحديث بِدهاء :
– فستانك يخبل يا “ميرال ” وكمان Makeup بس كنتِ محتاجة تزودي شوية Concealer عيونك أصل باين عليكِ مُجهدة من السهر والشرب يا حرااااااااام …….قالت آخر جملة بتهكم تقصدته والعجيب أن الآخرى تفهمت إلى ماذا ترمي فهي على دراية تامة أن “نادين “تعلم عنها أكثر مما ينبغي ولكنها لن تشعرها بلذة الأنتصار وإن كادت ترد سبقتها “نادين” كعادتها بسؤالها المبطن بالتحذير :
– هو فين أونكل عايزة أسلم عليه ؟؟
أبتلعت “ميرال” ريقها بتوتر عندما وجدت أبيها يقترب منهم ويهتف :
– أهلًا يا “نادين” يا بنتي
= أزيك يا اونكل أحب اعرفك “يامن” خطيبي
صافحه” يامن” بلباقة رغم حنقه من تلك الأجواء التي لم تعجبه بتاتًا ولكنه تحامل على ذاته من أجلها ، لتستأنف هي بِدهاء وهي تحتضن ذراع “ميرال” :
-كنت لسه بسأل عليك “ميرال” علشان أقولك خليها تاخد بالها من صحتها مش عجباني خالص
عقد حاجبيه وسأل أبنته في قلق بَين :
– حاسة بحاجة يا بنتي مالك ؟؟
نفضت يدها ونفت براسها وببسمة بلهاء أخبرته :
– بابي أنا كويسة بس “نادين” بتحب تهزر… ياريت تروح تشوف ضيوفك وتسبني مع اصحابي
أومأ لها ببسمة حانية بينما همست “نادين” بجوار أذنها بتحدي :
– بلاش أنا يا “ميرال” وبلاش تعلني الحرب علشان أنتِ مش قدها
ذلك ما تفوهت به قبل ان تجذبه من يده متجهة به نحو حلبة الرقص وتشاركه تلك الرقصة الرومانسية الهادئة التي تعمدت من خلالها أن تكون محط أنظار الجميع تاركة “ميرال” تلعنها وتلعن غبائها في آن واحد
—————————
صباح يومٍ جديد داخل شركة الإنشاءات التي يملكها صاحب البُنيتان القاتمة فقد كان منهمك بِعمله حينما دخلت هي بطلتها الأنثاوية الصارخة وجلست على طرف مكتبه واضعة ساق ٍ أمام نظراته التي تأكلها ، أبتسمت بِثقة تفتنه بها ، ومالت عليه بِجزعها وهمست وهي تلاعب ياقة قميصه :
– هديتك وصلت وعجبتني اوي
ارتفع جانب فمه بزهو وقال :
– حبيبتي انتِ تشاوري وانا انفذ
قال آخر جملة بغمزة من بُنيتاه، لتضحك هي قائلة بدلال :
– قلبي الحنين انت
ابتسم وبُنيتاه تهيم بها وهمس قائلًا متناسي وعده لزوجته وأطفاله :
-أيه رأيك نقضي اليوم مع بعض واسهرك سهرة جنان؟؟
نفت بأصبعها أمام وجهه يمينًا ويسارًا ثم تحججت :
– ماما مش هترضى دي بتبهدلني لما بتأخر بره
= صعب ماما اوي مش كده ؟؟
سألها بِعفوية لم يقصدها ولكنها استغلت قوله وأكدت :
– جدًا دي بتخاف عليا موت وعلشان كده مش بخبي عليها حاجة وقولتلها إنِ بكون معاك وقولتلها انك عايز تقابلها
زاغت نظراته وسألها بريبة :
– حكيتلها عني ….!!!
أجابته بترقب :
– اه هو انت مضايق !!
=لأ …..بس انا قولتلك رأي في الموضوع ده انا محتاج وقت
لتزفر هي بِضيق وتنهض بِعصبية قائلة :
– انا زهقت هفضل مستنية لغاية امتى انت بقالك شهور بتوعدني
هو للدرجة دي انت خايف منها؟؟؟
أغمض عينه بقوة يحاول أن يلاحق الموقف رغم حدتها وعصبيتها معه :
-” منار “بلاش تستفزيني انا مش بخاف من حد …..كل الموضوع إني عايز أمهد لها ومش لاقي فرصة مناسبة ……
= وانا مفكرتش فيا وانت معلقني معاك بقالي شهور ….
– حبيبتي بفكر والله بس غصب عني اعذريني وصدقيني انا بقيت مقدرش اعيش من غيرك و نفسي تبقي ليا النهاردة قبل بكرة….انا بس محتاج شوية وقت
لتهمهم ببراءة لم تكن ابدًا من شيمها وهي تتعلق بعنقه وتلاعب بأناملها أطراف شعره بحركة أرهقته :
– انت عارف إنِ مش انانية ومش عايزه اخرب بيتك …. بس انا كمان غصب عني انا الكل عينه عليا ده غير ان ماما اخدة بالها وكل يوم تسألني
أومأ لها بتفهم ، وطمئنها بعينه ثم مال نحو وجهها قائلًا بِغريزة رجولية باحتة :
– عارف كل ده واوعدك هتصرف في أقرب وقت بس وافقي و أديني تصبيرة
بللت شفاهها جعلته يبلع ريقه ولكنها كانت ادهى منه وقالت بغنج قبل أن تتركه وتغادر لمكتبها تاركته يلعن تلك الرغبة المُلحة التي تتملكه نحوها :
– متستعجلش يا سُونة…..
——————-
رفعت حاجبها بِمكر وظلت تلاعب بين اناملها الرفيعة خصلة من شعرها وهي تستمع لصديقتها وهي تقص عليها مدى استياء “ميرال” منها ، لتقهقه هي وتخبرها في غرور :
– هي اللي جابته لنفسها وفكرت تلعب معايا وكان لازم اوقفها عند حدها
ليأتيها الرد من الطرف الآخر :
– من يوم اللي حصل و”طارق” سابها وهي مش طيقاكِ فاكرة انك أنتِ السبب
رفعت جانب فمها هازئة وتشدقت :
– اللي يشوف كده يا “منة “يقول أنها كانت بتحب “طارق” وفرق معاها ….دي مقضياها وكل يوم بتصاحب واحد جديد
اجابتها” منه” :
– دي بتقول انك أنتِ اللي لفقتي الكلام عليها مع” إسلام” وعملتِ كده علشان تفوزي ب “طارق” لنفسك
قهقهت بكل عنجهية وأخبرتها مدعية البراءة :
– أنا ….مش معقول دي مجنونة رسمي …..وبعدين “طارق” مين ده اللي انا ابصله ده انا معايا راجل برقبته ولا أنتِ مشفتهوش بعينك وشوفتي أد أيه بيموت فيا
أجبتها” منه” بإنبهار وبِتنهيدة حالمة :
– بصراحة شوفته يا بختك بيه ده مُز اوي يا “نادو” والشلة كلها ملهاش سيرة غيركم دي حتى “ميرال” كانت هتاكله بعنيها وفضلها شوية وتطلع نار من ودانها
قهقهت “نادين” مُجلجلة ثم أغلقت معها الخط وهي تشعر بلذة الإنتصار
بعدما طمئنتها صديقتها بِعفوية أن حيلتها قد تمت مبتغاها وأصبحت حديث الساعة بعد حفل أمس التي تعمدت أن تظهر به في قمة سعادتها بفضله، لا تنكر كونه ساعدها كثيرًا بلأمر فهو وسيم لحد كبير بملامحه الهادئة الرجولية البشوشة وجسده العريض وطوله الفارع و خصلاته البُنية الناعمة و تلك النظرات الدافئة التي يشملها بها وأكدت للجميع أنه مفتون بها وذلك كان مبتغاها لغرض ما في نفسها
————————
في المساء
كان يجلس في مكتبه داخل ذلك المطعم الصغير الذي يعتز به كثيرًا كونه يملكه من حر ماله بعيدًا عن ممتلكات “الراوي” التي يديرها فكان
يستند على ظهر مقعده بكل أريحية غير عابئ بكم الملفات المتراكمة أمامه وتحتاج لتدقيقه ، فقد كان شارد ، يبتسم كل حين وآخر بلا سبب مما جعل صديقه يشاكسه ما ان دخل مكتبه :
– والله كُنت بعقلك يا صاحبي أيه اللي حصل ؟؟
= ايه ده إيه الزيارة الحلوة دي اخيرًا افتكرتني
ابتسم “حسن” بود وشاكسه :
– ياعم متغيرش الموضوع بقول اللي واخد عقلك يتهنى بيه
أبتسم “يامن “بِبشاشته المعتادة وأخبره بِخفة :
– قُر يا بن القُرارة ماهي ناقصة
قهقه “حسن” وهدر بخفة مماثلة :
– يا عم مش بقُر ……انا بحسد بس حتى شوف عيني مدورة واسأل على بركاتي
=يا ستاااااااار أعوذ بالله
قهقه مرة أخرى وسأله :
– بجد مالك …..حصل جديد ….فضفض انا خِبرة هفيدك
هز “يامن” رأسه بلا فائدة وقال ساخرًا :
– بعد التصريح الخطير بتاعك ده أخاف أفتح بوقي ده انا بفكر أقطع علاقتي بيك يا فلاتي
– بقى كده والله انت اللي خسران وبعدين بطل فلاتي دي هتشبهنا
قهقه “يامن” و عاتبه :
– طالما انت جبان كده وبتخاف من مراتك يبقى تحترم نفسك
نفى برأسه وأخبره ببراءة لا تخص نواياه بشيء:
– مراتي دي ست الناس كلها وعلى راسي ….بس الموضوع مش بإيدي يا “يامن “انت راجل زي وأكيد هتفهمني
= أفهم أيه يا “حسن” مراتك بنت ناس وزي القمر ومش مقصرة معاك في حاجة ده غير انها عندها استعداد تعمل علشانك اي حاجه
تنهد بعمقٍ وسايره بِنبرة غامضة :
– عارف….وعلشان كده مفيش حاجة هتتغير هتفضل هي أم عيالي وعمري ما افرط فيها
تنهد “يامن” ونصحه بتعقل :
– اتقي الله يا” حسن” وارضى باللي اتقسملك ولو مراتك فيها عيب مش عجبك حاول تصلحه وبلاش دناوة
لوح “حسن” بيده وأخبره بسخط:
– ياعم أصلح ايه ولا ايه؟
وبعدين وفر نصايحك انت عارف أن دماغي جازمة ومش هعمل غير اللي انا عايزه
ليصيح” يامن” بِقلق :
– والله انا خايف دماغك دي توقعك في شر أعمالك و تخليك تندم و تقول يارتني
ليرفع” حسن” حاجبيه بِخبث ويصرح وهو يهندم ياقة قميصه بغرور :
– لا متقلقش صاحبك حويط
ضرب “يامن” كف على آخر بعدم رضا من قناعات صديقه البالية وهدر بيأس :
= انت غبي أقسم ب الله …..مفيش ست غبية ومش بتحس بخيانة جوزها …انت اللي غبي وفاهم انك حويط هي لو شكها اتملك منها هتحطك في دماغها وساعتها قول على نفسك يا رحمن يا رحيم
قهقه “حسن “وشاكسه :
– اه زيك كده ؟
قذفه “يامن” بالملف الذي أمامه كي يكف عن سخافاته بينما هو تفاداه و انفجر ضاحكًا عندما أمره” يامن” بسأم :
– غور من هنا يلا زهقت منك
لينهض كي ينوي المغادرة وقال بمشاكسة كي يستفز الآخر :
– انا اصلًا ماشي علشان المُزة بتاعتي مستنياني في العربية ومش عايز اتأخر عليها أنا بس جيت أثبت حالة علشان لو “رهف” اتصلت سألتك عني
أمتعض وجه “يامن “بعدم رضا و وبخه بِحدة :
= وكتاب الله انت واطي انا بجد مش مصدقك انت ازاي كده ؟؟
رفع “حسن” منكبيه بلامبالاه وقال وهو يهم بالمغادرة :
– ياعم فكك ويلا سلام …..واه متنساش تسلملي على خالتي والمُزة بتاعتك اللي مطلعة عينك
– مُزة ……ومطلعه عيني
قالها “يامن” وهو يضرب كف على آخر ويستغفر بضيق ويدعو له بصلاح حاله وبعد ثوانٍ معدودة ترددت جملته بعقله
ليقر بذاته وهو يتنهد بِعمقٍ ويسند رأسه للخلف على ظهر مقعده :
-هي فعلًا مطلعة عيني ياصاحبي
وعند ذكرها ترأى أمام عينه تلك الرقصة الحالمة التي أهدته اياها امس ، ليبتسم بوله تام وهو يتذكر بسمتها الفاتنة تلك التي تفقده صوابه و لمساتها الناعمة حول عنقه ، ورأسها الذي توصد صدره مما جعله يخشى ان تفضحه ضربات قلبه وتصرح بِعشقه الدفين لها ، تنهد بِعمقٍ عندما داعبت انفه رائحتها المسكرة التي تسكر كافة حواسه لتتسع بسمته أكثر وهو يرفع مقدمة قميصه الأسود الذي يقسم قسمات جسده العريض ويشتم موضع رأسها على صدره باستمتاع تام فهو تعمد أرتداء نفس ملابس أمس لأنها تحمل عبقها آثر قربه المُهلك منها
————————–
تعدت منتصف الليل حين أوصلها تحت بنايتها بذلك الحي الهادئ المعتم بعض الشيء فبعد سهرة حالمة استمتعوا بها كثيرًا ، نظر هو لها وقال بنبرة لطيفة للغاية :
– هتوحشيني لبكره
ابتسمت هي وردت بتنهيدة حارة :
– أنت هتوحشني أكتر يا سُونة
تصبح على خير
وإن همت بأخذ حقيبتها سحب هو يدها ووضع قبلة على ظهر يدها جعلتها تقطم شفاهها وتغوص بعيناها داخل بُنيتاه وهي تحاول أن تتمالك ذاتها ولا تفعل….. ليهمس هو بتلك الكلمة التي يبخل على زوجته بها ويمنحها ببذخ لغيرها :
– بحبك يا “منار”
زفرت هي ودون أن تعطيه أي فرصة للتفاجئ حتى كانت تطبق بشفاهها على شفاهه وتقبله بشغف وبجرأة لأول مرة يحظى بها من أنثى مما جعله مشدوه من فعلتها لبعض ثوانٍ قبل أن يبادلها تلك القبلة العاصفة التي دامت لعدة دقائق بينهم ………. ولكن حين شعرت بيده تتجرأ قليلًا أوقفته وانسحبت بأنفاس لاهثة قائلة بتقطع :
– آسفة…. مكنش لازم اعمل كده
نفى برأسه وهو يحاول أن يتحكم بتنفسه وقال :
– حبيبتي انا عارف انك بتحبيني
وعمري ما هفهمك غلط
أومأت تؤيد حديثه وقالت بنبرة راجية قبل أن تغادر السيارة بِخطوات مسرعة من شدة حرجها :
= وعلشان كده لازم تتصرف يا “حسن” انا مش قادرة أبعد عنك أكتر من كده
نظر هو لآثارها بغيظ بعدما أججت مشاعره فأحل رابطة عنقه وينزع سترته ثم يزفر بغضب لأبعد حد ويضرب المقود بقبضة يده عدة ضربات متتالية قبل أن ينطلق بسيارته بسرعة جنونية عائد لمنزله غافل عن تلك البسمة المتخابثة التي تعلوا وجهها الآن وهي تراقبه خِفية من بعيد
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية خطايا بريئة)