رواية خطاياها بيننا الفصل الرابع 4 بقلم هدير نورالدين
رواية خطاياها بيننا الجزء الرابع
رواية خطاياها بيننا البارت الرابع
رواية خطاياها بيننا الحلقة الرابعة
خرج جابر من الغرفة مجبراً ذاته على تجاهل صراخات غزل التى كانت تصرخ تستنجد به وهى تبكى بنحيب ممزق…
مشى مسرعاً و هو يجبر قدميه التى كانت ثقيلة للغاية بالتحرك مغلقاً الباب خلفه حاجباً صراخاتها المعذبة عن اذنيه..
اسند رأسه بتثاقل على باب الغرفة يغلق عينيه بقوة ملتقطاً انفاسه بصعوبة بينما الألم يمزق قلبه شاعراً بألم يكاد يحطم روحه الي شظايا تشددت يده حول مقبض الباب..
و هو يعد فى عقله اللحظات فهو لن يتركها تعانى كثيراً فقد وعد نفسه بانه سينتظر فقط بالخارج لمدة دقيقتين بالعدد ثم سيعود للغرفة مرة اخرى…
لكنه رغم هذا الا ان تلك الثوان مرت عليه كما لو كانت سنوات طويلة تعذب روحه خلالها..
فقد اتفق مع خليل على ان يخيفها لكنه شدد عليه بالا يلمسها او يقترب منها فكل ما يريده منه ان يبقى معها بالغرفة فقط حتى تظن انه قد سلمها له…
ضرب جابر رأسه بالباب محاولاً ارغام نفسه على الصبر قليلاً حتى تنجح خطته و يلقنها درساً ستظل تتذكره طول حياتها…
حتى يجعلها تذيق ما كانت ترغب بان تفعله بشقيقته فقد اتفقت تلك الحقيرة مع خليل على ان يقوم باغتصاب شقيقته…
و هو الاحمق قام بمسامحتها على كل ما فعلته بحقه و حق شقيقته راغباً بالزواج منها و بدأ حياة جديدة معها بينما هى تطعنه فى ظهره و تتفق على تلويث شرف شقيقته…
شقيقته التى قامت بحرقها و هدم حياتها…و لم يكيفها ذلك بلا و تريد ايضاً الاعتداء على شرفها….
جذب نفساً عميقاً محاولاً تهدئت ذاته فقد كان على وشك الجنون همس لنفسه بصوت مختنق
=دقيقة واحدة…استحمل دقيقة كمان يا جابر… دقيقة واحدة
الا انه كان يشعر بالاختناق و بألم يمزق قلبه فهو لا يطيق ان تبقى مع رجل اخر فى غرفة واحدة مغلقاً بابها عليهم حتى وان كان يقف بالخارج و يضمن ان خليل لن يقترب منها او يحاول لمسها فقد كان يعلم جيداً ان حاول رفع عينه بها فقط فلن يتردد جابر فى قتله.. الا ان مجرد تواجده معها يكاد يجعله يرغب بحرق العالم و بما فيه..
رفع رأسه و هو يقرر انه لن يستطع الانتظار لباقى الدقيقتين فسوف يدخل اليها الان..
و لكن ما ان هم بفتح الباب تجمد جسده و جفت الدماء بعروقه عند سماعه غزل تطلق صرخة مدوية ممتلئ بالذعر و الرعب…
لم يشعر بنفسه الا و هو يسرع بفتح الباب و يقتحم الغرفة مسرعاً الى الداخل ليهتز جسده بعنف كما لو صاعقة قد ضربته عندما رأى غزل ملقية على الارض بفستانها ممزق و تم نزع حجابها بينما يشرف عليها خليل الذى نزع قميصه محاولاً لمسها بينما تحاربه هى مما جعله يصفعها بقوة ادت الى نزف شفتيها…
أصيب جابر بالجنون فور رؤيته لهذا المشهد اندفع نحوه جاذباً اياها من فوقها وهو يصرخ بشراسة
=بتعمل ايه يا ابن الكلب… بتعمل ايه… انت اتجننت…
شحب وجه خليل فور رؤيته لجابر الذى ظنه قد غادر الشقة حاول التراجع و الافلات منه لكن هجم عليه جابر الذى كان وجهه محتقناً بالدماء وعينيه تلتمع بالجنون و غضب عاصف..
صرخ به جابر سابباً اياه بقسوة و هو يلكمه بقوة في وجهه الذي ارتج من شدة الضربة فإندفعت الدماء بقوة من انفه وفمه مسببة تطاير بعضاً من اسنانه و تراجع جسده للخلف بعنف من شدة الضربة…
الا ان قبضة جابر تلقته مرة اخرى مسدداً له عدة ضربات قوية متتالية اعنف اشد من سابقتها لتتطاير المتبقي من اسنانه و يتناثر الدماء في كل مكان.. الا ان هذا لم يشفي غليل جابر او النيران المتقدة بصدره فـجذبه اليه مرة اخرى يسدد له عدة لكمات متتالية في معدته و هو يلعنه و يسبه بافظع الشتائم
لينهار خليل ارضاً وهو يكاد ان يفقد الوعي ولكن لكمات جابر القوية و الغاضبة لم تتركه لينهي عليه بعدة ركلات عنيفة وغاضبة في ما بين ساقيه لينهار خليل تماماً و هو يكاد ان يفقد وعيه لم يتوقف جابر عن تسديد الضربات حتى تورمت يديه و فقد الاحساس بها..
تركه اخيراً و نهض على قدميه مخرجاً مسدسه الذى كان معلقاً فى سرواله مصوباً اياه نحو خليل الذى كان مغطى بالكامل بالدماء و ما ان رأى ما يفعله جابر بكى متراجعاً على الارض و هو يصرخ بفزع
=انا راجلك يا باشا… و الله انا كنت عايز اخوفها بس والله ما كنت هعمل حاجة صدقنى و الله انا…………
لم يجعله جابر ينهى جملته و اطلق النار عليه دون ان ترف له جفن اصابته الرصاصة فى الحال باحدى ذراعيه..
لعن بغضب جابر الذى اخطأ التصويب بسبب يده التى كانت ترتجف من شدة انفعاله و غضبه ..
دوى صرخة غزل التى كانت قابعة بالارض تشاهد ما يحدث باعين مرتعبة و قد افزعها صوت الرصاصة المدوى والدماء المتناثرة على الارض..
اخذت تصرخ كما لو كانت فى حالة من الهستيرية و كامل جسدها يرتعد بعنف مما جعل جابر الذى كان يتجهز لاطلاق رصاصة اخرى على خليل يطلق لعنة حادة ملقياً بالمسدس قبل ان يتوجه نحوها لكنها ما ان رأته يجلس على عقبيه بجانبها اسرعت بدفن وجهها بين يديها و الخوف يظهر عليها حاول جابر تهدئتها لكن جاء الامر عكسياً ما ان شعرت بلمسته ازداد ارتجافها اكثر و اكثر..
مما جعل جابر يلعن بقسوة و قد تنافرت عروقه من شدة الغضب التقط مسدسه وهو ينوى الانهاء على ذلك الحقير تماماً لكن ما ان التف وجد مكانه فارغاً و خليل قد اختفى من الغرفة ركض جابر خارج الغرفة محاولاً اللحاق به لكنه لم يجده فقد استغل انشغاله بغزل و فر هارباً..
وقف بمنتصف الردهة يدفن يده بشعره يجذب خصلاته بقسوةمطلقاً صرخة غاضبة مدوية و هو يتوعد بداخله لخليل فهو لن يتركه يفر بفعلته تلك.. فقد خالف اوامره التى كانت تنص بوضوح على ان يظل معها بالغرفة دون ان يلمسها او حتى يتحدث اليها فكل ما كان يرغب به جابر هو دقيقتين فقط لكى يجعلها ان تذوق بعضاً من الخوف الذى كانت ترغب بان تجعل شقيقته تعيشه على يد مغتصبها..
عاد مسرعاً نحو غرفة النوم ليجد غزل جالسة بزواية الغرفة تضم ساقيها الى صدرها دافنة وجهها الذى كان شاحباً كشحوب الاموات بين ذراعيها بينما كامل جسدها ينتفض مرتعداً و شهقات ممزقة تصدر منها اقترب منها ينحنى عليها محاولاً الاطمئنان عليها لكنها انتفضت فى مكانها بذعر مطلقة صرخة مرتعبة عندما لمس ذراعها متراجعة الى الخلف رافضة لمسته…
انكمشت على نفسها اكثر مشيحة وجهها بعيداً عنه و هى فى حالة من الصدمة تبكى و كامل جسدها يرتجف انقبض صدره بألم على حالتها فقد كان قلبه يلعنه على ما فعله بها و ما جعلها تتعرض اليه من خوف وألم بينما عقله يهنئه على نجاحه بالوصول الى مراده بجعلها تشعر و لو قليلاً مما كانت شقيقته ستتعرض له بسببها و الفرق هنا ان خليل لم ينجح فى اغتصابها لكن شقيقته كانت ستغتصب بالفعل و ينتهك برائتها…
انحنى عليها حاملاً اياها بين ذراعيه رغم مقاومتها له و صراخها الا انه حملها متوجهاً بها نحو الفراش الذى استلقى عليه و هي لازالت بين ذراعيه يضمها اليه بقوة لكنها قاومته رافضة لمسته ضاربة اياه فى صدره و انحاء جسده بساقيها و يديها تضربه بضراوة خادشة وجهه و عنقه باظافرها كما لو كانت فى حالة من الجنون.. الا انه رغم ذلك رفض جابر تحريرها و ظل ممسكاً بها يحتضنها بقوة…
هدئت قليلاً و حاولت بهدوء الابتعاد عنه لكنه ضمها بقوة اكبر خوفًا من ترك أي مسافة بينهما فقد كان عليه أن يلمسها و أن يشعر بها بين ذراعيه
فقد كان قلبه الخائن خائفًا من انه إذا سمح لها بالابتعاد فلن يستعيدها أبدًا ظلت تقاومه محاولة الابتعاد حتى استسلمت و انهارت اخيراً فوق صدره و هى تتطلق نحيب ممزق كان كسكين يغرز فى قلبه شدد من احتضانه لها يضمها اليه بقوة بينما كامل جسدها ينتفض من بكائها..
شعر جابر بألم بقلبه و هو يستمع الى بكائها هذا بينما الذعر يمسكه من حلقه فلم يسبق له أن عانى من هذا الدمار العاطفى دفن وجهه بشعره يبتلع بصعوبة الغصة التى تسد حلقه مقاوماً بصعوبة الدموع التى احتقنت بها عينيه فهو بحياته لم يبكى ولن يفعلها الان لكنه رغم هذا سقطت دموعه من عينيه و عو يشعر بانه تائه بين قلبه الذى يعشقها حد الجنون و عقله الذى يحثه على الابتعاد عنها والذى كان يخبره بانها ليست بالبرائة التى تبدو عليها فقد عانى بدونها طوال السنتين الماضيتين فقد اجبر على الابتعاد عنها و دفن قلبه و حبه لها كان يعيش كالميت بدونها..
لكنه عندما علم بان ابن عمه يرغب بالزواج منها لم يتحمل بان تكون لغيره فقد كان الموت ارحم لديه من ان تكون لغيره وقتها قرر قلبه الضعيف الاحمق الذى كان يخشى فقدانها مسامحتها مبرراً لها ما فعلته بشقيقته بانها كانت صغيرة و متأثرة بوالدتها..
حتى انه طلب منها ان تسامحه و تغفر له سوء معاملته لها خلال السنتين الماضيتين عندما رفضت الزواج منه و تهديده بالزواج من عوض…
و عندما وافقت على الزواج منه شعر كما لو كان يملك العالم بأكمله لكنها مرة اخرى سحقت قلبه بخيانتها له و اظهرت له كم هو احمق اعمى بحبها مثله مثل والده الذى كان اعمى بحب والدتها..
اخذ نفساً طويلاً مرتجفاً وهو يتذكر ذلك اليوم الذى انتهت به سعادته و افاق من حلمه على كابوس مظلم
༺فــــــلاش بــــاك༻
كان جابر واقفاً وسط الاراضى الزراعية التى يملكها يراقب باعين كالصقر العمال الذين يعملون فى اراضيه الممتدة الشاسعة لكن عقله كان منشغلاً فى التفكير فى زواجه من غزل الذى سيتم بعد يومين فقلبه كان يرقص فرحاً فهو ها حلمه اخيراً سيتحقق سيجعل حب حياته ملكاً له اخيراً بعد كل ما مروا به من صعاب الا ان حبهم فاز بالنهاية و قد اتخذ على نفسه عهداً بانه سوف يقوم بتعويضها عن كل ما عانته سيجعلها ملكة و الجميع سيركضون لخدمتها خاصة لبيبة خالته..
ارتسمت ابتسامة حالمة فور تذكره لوجهها بهذ الصباح عندما كان جالساً على طاولة الافطار استغل خروج لبيبة للتحدث بالهاتف و طبع قبلة سريعة على خد غزل التى كانت واقفة بالقرب تضع صحن على الطاولة مما جعلها تشهق و تتراجع الى الخلف بوجه خجل كالدماء
غمز بوجهها قائلاً بابتسامة عندما رأى الغضب ينطلق من عينيها كالشرار
=ايه اعتبريها تصبيرة بصبر بها نفسى لحد بعد بكرة….
اومأت رأسها بهدوء و قد اختفى غضبها مما جعله يندهش لكنه اختفت دهشته تلك عندما فجأته و التقطت كوب الماء الذى امامه هلى الطاول و الثت بمحتوياته عليه مغرقة وجهه و قميصه
=يا بنت الـ…..
تمتم جابر بغضب مصطنع و هو ينهض على قدميه محاولاً الامساك بها لكنها ركضت هاربة خارجة من الغرفة تتبعها ضحكاتها المرحة الصاخبة مما جعله يعاود الجلوس وابتسامة سعيدة تملئ شفتيه فقد كان قلبه يخفق فرحاً عند سماعه لضحكتها الرائعة تلك…
خرج جابر من افكاره تلك عندما وقف بجانبه الغفير خليل بوجه متجهم يظهر عليه الارتباك
=جابر باشا… كنت عايز اتكلم معاك فى موضوع كده…..
غمغم جابر قائلاً دون ان يلتف اليه
=خير…؟!
اجابه بصوت مرتجف و هو يفرك يديه بتوتر واضح
=بس قبل ما اتكلم عايزك تدينى الامان الأول…..
التف اليه جابر هذة المرة هاتفاً به بحدة
=جرى ايه يالا ما تخلص…. و تنطق فى ايه ؟؟
ابتلع خليل لعابه بصعوبة قبل ان يهمس فى بادئ الامر بتردد
=الست غزل… طلبت منى حاجة كدة اعملها…
اشتعلت عينين جابر فور سماعه ينطق اسمها قبض على عنقه هاتفاً بقسوة و نيران الغيرة تشتعل بصدره
=غزل…!! و انت كلمتها امتى ولا شوفتها فين دى رجليها مبتخطيش برا باب البيت…
ليكمل بصوت عاصف وهو يزيد من قبضته حول عنقه يعتصره
=انت خالفت يالا أوامرى و دخلت البيت..؟ انطق…انطق بدل ما ادفنك مكانك…
هتف خليل بذعر و هو يمسك بيده التى تحيط عنقه محاولاً ابعادها
=ابداً والمصحف يا باشا… و انا اقدر انا ولا اى راجل من رجالتك يخطى جوا البيت….اخرنا عارفينه باب الجنينة اللى برا احنا عارفين ان دى بالذات فيها موتنا..
ليكمل سريعاً عندما لم يخف غضب جابر
=ده هى اللى كلمتنى على المحمول بتاعى بس و ربنا ما اعرف جابت رقمى منين….
قاطعه جابر بغصب وهو يحاول السيطرة على غضبه و غيرته التى تمزق قلبه فقد كان يعلم انه مهووس بها و وصل حد غيرته الى منع اى رجل من ان يقترب من المنزل حتى اولاد عمامه ليس مسموح لهم بدخول المنزل وعندما يأتوا للزيارة يستقبلهم بحديقة المنزل و يمنع غزل من الخروج الى هناك وقتها…
=كانت عايزة منك ايه..؟!
ارتجفت شفتى خليل فى خوف قبل ان يغمغم بصوت مرتجف
=طلبت منى حاجة يطير فيها الرقاب يا باشا….
همس بانفس لاهثة و هو يسرع بوضع ذراعيه فوق وجهه حتى يحميها من ضرب جابر المحتمل
=طلبت منى اتهجم على الست بسمة اختك…و اغتصبها…
لكنه ابتلع باقى جملته عندما قبض جابر على قميصه يهزه بقوة جعلت اسنانه تصطك ببعضها البعض صائحاً بشراسة
= بتقول ايه يا روح امك… سمعنى تانى كدة…..
ارجع خليل رأسه فى خوف وهو يتمتم بصوت متقطع مرتجف
=والله يا باشا ده اللى حصل قالتلى اتهجم على اوضة الست بسمة و اغتصبها علشان تمسك عليها ذلة و حتى قالتلى مقابل ده هتدينى الدهب بتاع امها الست ازهار لو انا وافقت…..
زمجر جابر مقاطعاً اياه بقسوة و كامل جسده ينتفض بالغضب فهو لا يمكنه تصديق ذلك فغزل لن يصل بها الامر الى فعل مثل هذا الفعل الحقير
=انت كداب يالا… كداب…. مين يالا اللى قالك تعمل الفيلم العبيط ده انطق… انطق بدل ما قسماً بالله اقطع من لحمك و ارميه لكلاب السكك….
شحب وجه خليل فى خوف فور سماعه تهديده هذا فقد كان يعلم انه يملك من الجبروت ما يجعله ينفذ تهديده هذا
=و الله انا مش كداب يا باشا… و الدليل على كلامى انك هتسافر انتى و هى المنصورة كمان يومين علشان تتجوزوا و قالتلى ان استغل غيابك ده و اتهجم علي اوضة الست بسمة..و ان الحاجة لبيبة و الحاج عثمان اوضهم فى الدور اللى تحت يعنى محدش هيقدر يسمعها و وعدتنى انها هتدينى دهب امها…..
ليكمل بلهاث و هو يسرع باخراج هاتفه من جيب بنطاله ممسكاً به بين يديه المرتجفة
=التليفون ده متسجل فيه المكالمة اللى بينى وبينها انا سجلتلها تانى مرة علشان امسك دليل عليها…انا مقدرش اجى جنب الست بسمة ده انا لحم كتافى من خيرك يا باشا…. التليفون عندك اهو اتعامل معاه انت يا باشا….
انهى جملته تاركاً الهاتف في يد جابر ثم هرول مبتعداً عنه كما لو ان الموت يلاحقه تاركاً جابر واقفاً بجسد متصلب يتطلع الى الهاتف الذى بيده باعين متحجرة يشعر بقبضة حادة تعتصر قلبه شاعراً بخوف يسد حلقه.. فقد كان خائفاً من ان يتضح صدق كلمات خليل و يخسرها مرة اخرى…
تحرك اخيراً و وضع بيدين مرتجفة السماعة المتصلة بالهاتف فى اذنه ثم ضغط على زر التشغيل…
ليصل الى سمعيه على الفور صوت غزل المميز الذى كان يعرفه عن ظهر قلب وهى تتحدث مما جعل لكمة قوية تصيب صدره
=اسمع منى بس يا خليل… هو لما يعرف انها غلطت معاك اكيد هيحب يستر عليها و مش هيتكلم..و هيوافق اكيد هيكون عايز يتستر عليها…
سمع جابر خليل يقاطعها
=انتى مستهونة به ليه… ده ممكن يقتلنى شوفى حد غيرى يا ست غزل الله يكرمك انا مش قده…. ده لو عرف بس انى قولت لاخته السلام عليكوا ممكن يقتلنى عايزانى بقى اروح اقوله انا غلطت مع اختك..و جوزهالى بعدين مين قالك انها هتوافق اصلاً بسمة دى مناخيرها فوق….
قاطعته غزل قائلة بعصبية
= انت هتستعبط ولا ايه اشوف غيرك ازاى بعدين بسمة هتوافق طبعاً دى ما هتصدق انت ناسى البلوة اللى فيها…
لتكمل محاولة اغراءه
=و زى ما قولتلك… مقابل ده هديك الدهب بتاع امى… و خد بالك ده يدخله فى مبلغ كبير ولا نص مليون جنية….مثلاً
غمغم خليل بحدة
=طيب و انتى هتستفيدى ايه من ده كله…
اجابته غزل بحدة
=هستفيد كتير… هستفيد انى هخلص منها ومن زنها دى قاعدة هنا و قرفانى زن زن.. اخلص موافق ولا لاء
سقط الهاتف من يدى جابر التى كانت ترتجف بشدة بينما ينهار جالساً على الارض الزراعية التى اسفله دافناً وجهه الذى كان شاحب كشحوب الاموات بين يديه لكنه سرعان ما انتفض واقفاً مرة اخرى و هو يرفض تصديق هذا يوجد شئ خاطئ فذهب والدة غزل بحوزته كيف ستدفع لخليل و هى لا تملكها..
صرخ باسم خليل و هو يحاول التقاط انفاسه بصعوبة..
ركض خليل الذى كان يقف بالخلف يراقبه باعين تلتمع بالخوف من ردة فعله
=ايوة… ايوة يا جابر باشا….
اشار جابر نحو الهاتف قائلاً بحدة و هو يحاول ان يسيطر على اعصابه امامه
=هات تليفونك و ورينى سجل المكالمات بتاعك….
اسرع خليل بتنفيذ امره اخذ يبحث بهاتفه لثوان قبل ان يختطف جابر الهاتف منه ويبحث هو بنفسه ليشعر بالبرودة تتخلل عروقه فور ان رأى رقم هاتف غزل الذى كان ابتاعه لها بنفسه بالفعل مسجل على هاتفه فى السجلات الواردة…امره قائلاً بعصبية و قلبه الاحمق لا يزال لا يرغب ان يصدق خداعها
=اتصل بها و افتح الميكرفون…
ابتلع خليل غصة الخوف التى تشكلت بحلقه قبل ان يومأ برأسه وينفذ امره
اعتصر جابر قبضته فور ان سمع صوت غزل يصدر من الهاتف
=ايوة يا خليل بتتصل بيا ليه… مش قولتلك متتصلش بيا هتودينى فى داهية…جابر لو عرف انى بكلمك ممكن يقتلنى
نظر خليل بتردد و خوف نحو جابر الذى كان يضغط على فكيه بقزة كادت ان تحطم اسنانه قبل ان يتنحنح قائلاً
=انا بس حبيت اعرفك انى موافق…
صرخت غزل بفرح
=بجد…؟!
اجابها خليل و نظره مسلط بخوف على جابر الذى كانت عيناه أكثر شيء مرعب رأه في حياته
=ايوة بجد… هتجيب الدهب ليا امتى…
غمغمت غزل مجيبه اياه بحماس
=ادينى بس يومين وهجيبهم ليك..
اجابها خليل بالموافقة قبل ان ينهى المكالمة…
ترنح جابر مكانه شاعراً بقدميه تهتزان بقوة غير قادرتان على حمله يرغب بالجلوس على اى شئ قبل ان ينهار و يفضح نفسه امام خليل لكنه حاول تمالك نفسه حتى لا يظهر بمظهر الضعيف امامه أمره بالانصراف ثم انهار جابر جالساً يدفن وجهه بين يديه شاعراً كما لو عالمه قد انهار من حوله…
بهذا اليوم عاد جابر الى المنزل بوقت متأخر حتى لا يواجهها و لكن بالصباح وجدها تنتظره اسفل الدرج فور ان رأته اقتربت منه مبتسمة ممسكة بيديه و عينيها تلتمع بحبها الكاذب تمالك جابر نفسه و حاول الا يظهر لها شئ حتى يتأكد من الامر لكن عندما وجدها تطلب منه ذهب والدتها التى بحوزته بحجة انه كان ملكاً لوالدتها وترغب الاحتفاظ به وقتها شعر كما لو احدهم قد نزع روحه من جسده اخبرها بانه سيعطيه لها بعد زواجهم ثم غادر المنزل سريعاً حتى لا يقوم بقتلها فهى لم تكتفى بحرق شقيقته وتشويهها و تدمير حياتها بلا تريد ايضاً سلبها شرفها لا يعلم كيف يمكن لها ان تكون بهذا الفكر الشيطانى فدائماً كان يراها كملاك برئ لكنه ذكر نفسه بان والده ايضاً كان معمى عن حقارة والدتها و كان يراها ملاك بسبب حبه وعشقه لها.
فوالدتها قد فعلتها قبلها عندما اتفقت مع احدى قطاع الطرق لاغتصاب والدتها وفضحها بالبلد لكن والده رفض تصديق اقوال قاطع الطريق الذى قبضوا عليه وهو يقتحم غرفة والدته بعد صراخها…
لذا فهى قد ورثت من والدتها ذات الفكر الشيطانى…
زفر جابر بغضب بينما يخفض عينيه نحو تلك التى تدفن وجهها بصدره تطلق تنهدات منتحبة حتى اثناء نومها مما جعله يزيد من احتضانه لها طابعاً على اعلى رأسها قبلة حنونة شاعراً كما لو هناك قبضة تعتصر قلبه الاحمق فرغم كل ما فعلته الا انه لا يقدر على رؤيتها بحالتها تلك اخذ يمرر يده بحنان فوق ظهرها هامساً باذنها كلمات منخفضة محاولاً تهدئتها اثناء نومها ..
لكنه بمنتصف فعله لذلك قطب حاجبيه بغضب من نفسه وعند ادراكه ما يفعله فقد كان احمق ضعيف مثله مثل والده…
اخذ يتأمل ملامحها البريئة التى كانت محتقنة الان بسبب بكائها فقد كان يكرهها و يكره نفسه لضعفه نحوها ابعدها من بين ذراعيه ثم نهض من الفراش وهو يشعر باختناق جعله غير قادر على التقاط انفاسه..
وقف بجانب الفراش يتأمل تلك التى كانت لازالت غارقة بالنوم بوجه شاحب و اعين متورمة من بكائها بينما كان جانب فمها متورم و خط من الدماء عليه اثر صفع ذلك الاحمق لها عينيه ممتلئة بكم المشاعر التى تتضارب داخل صدره من ألم و غضب و عنف..
التف مسرعاً مغادراً الغرفة و الشقة بأكملها و هو يشعر بالخوف من مشاعره التى على وشك جعله ينحنى على قدميه من اجلها….
فى اليوم التالى…
هتفت لبيبة بغل بالهاتف
=يعنى ايه يا غبى…. مقدرتش تعمل معاها حاجة…. انا مش قايلالك اول ما جابر يمشى تعتدى عليها على طول…و تخلص و تهرب على طول و انا هخبيك بطريقتى……
وصل اليه صوت خليل المنخفض الذى كان يطلق بين حين و اخر انة ألم
=يا ست لبيبة انا كنت فاكره هيمشى و يسيب الشقة بس ده مخرجش دقيقة على بعضها و لقيته هجم على الاوضة و نزل فيا ضرب وطحن…انا و اخد رصاصة فى ذراعى و لولا انه اتلبخ معاها كان هيكمل عليا ويموتنى..
صرخت لبيبة بغل و غضب
=يا ريته كان موتك و لا غورت فى داهية يا بغل يا غبى…..
غمغم خليل بتذمر
=ليه الغلط بس يا ست لبيبة…انا ذنبى ايه بس…انا نفذت كل اللى قولتيلى عليه بالحرف… من اول حوار البت بسمة لحد ما حاولت اغتصب غزل……
هتفت لبيبة بحدة مقاطعة اياه
=تلبس دلوقتى و تروح لجابر الشقة تستسمحه و تقوله انك كنت فهمت اوامره غلط وانك كنت بتحاول تخوفها زى ما قالك…..
قاطعها خليل بارتياب و خوف
=ارجع لمين… ده ممكن يقتلنى ده انا ما صدقت هربت منه.. انتى بتقولة يا حاجة لبيبة…..
ليكمل بتلعثم
=بعدين انا فى المستشفى عامل عملية قى دراعى و عندى ضلوع مكسورة ده غير …..
قاطعته لبيبة هاتفة بشراسة ونفاذ صبر
=هتروحله و الجزمة القديمة فوق رقبتك…ان شالله لو على نقاله هتروحله و تستسمحه… انا مش عايزاه يدور ورانا يا غبى…اعمل اللى بقولك عليه….
همهم خليل بالموافقة قبل ان تغلق الهاتف فى وجهه و هى تلعنه ملقية الهاتف من يدها فوق الفراش ضاربة بيديها فوق ساقيها ضاغطة على اسنانها بغل و هى تطلق صرخة مكتومة بينما كامل جسدها ينتفض غضباً فكل ما خططت له قد خرب على ايدى ذلك الاحمق…
لكن لا فليس كل ما خططت له قد خرب فيكفيها ان جابر لم يتزوج من ابنة ازهار فرغم تكتمهم على امر زواجهم الا انها علمت بالأمر صدفة فى ذلك اليوم عندما وجدت غزل نائمة بغرفتها القديمة فعندما تركتهم و غادرت الغرفة وقفت خارج الباب حتى تستمع الى صوت ضرب جابر لها لكنها بدلاً من ذلك سمعت اتفاقهم على الزواج دون علم احد مما جعل النيران تشتعل بقلبها كاﻧت تهم باقتحام الغرفة و الاعتراض لكنها انسحبت للخلف مسرعة نحو غرفتها فمن الافضل الا يعلم جابر انها قد علمت حتى تستطيع التخطيط و تخريب تلك الزيجة…
ظلت بذلك اليوم مستيقظة تفكر كيف ستخرب زيجتهم كما فعلت بالماضر بزيجة والده عثمان و ازهار..
رجعت بذاكرتها لأكثر من ثلاثين عاماً…
فقد كانت لبيبة منذ صغرها تعشق عثمان ابن عمها حد الجنون لكنه كان لا يبالى بها فكامل حبه و اهتمامه كان ينصب على ابنة عمهم ازهار فقد كان غارق فى عشقها..
مما جعلها تكره ازهار و تمقتها كثيراً لكن كرهها لها لم يكن بسبب حب عثمان لها فقط بل كان سببه ايضاً ان ازهار كانت اكثرهم جمالاً فقد كانت القرية بأكملها تمدح بجمالها الذى لم يكن له مثيل كما كانت المفضلة لدى جدهم مدللته…
حتى والد ازهار رغم انه كان ذو شخصية قاسية الا انه كان يغرقها بحنانه مدلالاً اياها…
لذا كانت نيران الغيرة تشتعل فى قلب كلاً من لبيبة و شقيقتها وفاء كلما رأوا الدلال الذى يغدقها به الجميع حيث كانوا يشعرون انهم اقل شأناً منها..
فوالدهم كان يهمل اياهم كما لو كانوا غير موجودين بحياته..
اما جدهم كان يهتم بهم لكن ليس مثل ازهار.
لذا حاولت لبيبة اكثر من مرة تخريب علاقة الحب تلك التى بين ازهار و عثمان الا انها بكل مرة كانت تفشل محاولتها.
فقد كان عثمان يعشقها حد الجنون و كذلك ازهار.
كانت لبيبة تحاول ان تصبر ذاتها بان حبهم هذا لن يكتمل و ان عثمان بالنهاية سيكون من نصيبها هى..
حيث كان من المتعارف لدى عائلتهم بان الحفيد الاكبر من الذكور والذى كان عثمان يجب ان يتزوج من الحفيدة الكبرى من الإناث و التى كانت هى لبيبة… وكان جدها صارم فى تنفيذ قانونه هذا..
لذا كانت تعلم ان جدهم سوف يصدر أمر زواجهم فى اى وقت.
لكن انهارت امالها تلك عندما علمت من شقيقتها وفاء انها علمت ان عثمان سوف يتقدم لخطبة أزهار و انه اقنع والده بالأمر بالفعل و ان والده سوف يتحدث مع جدهم بالأمر ويقنعه بان يزوجها اياها…
وقتها جن جنون لبيبة فقد كانت تعلم بما انه نجح فى إقناع والده فقد اصبح إقناع جدهم ليس بالأمر الصعب..
فقد كان جدهم رغم شخصيته القوية و الحادة الا انه يحترم رأى ابنه الأكبر و يأخذ به فى كل الامور و بالتأكيد سيقتنع بكلامه و يوافق على خطبة ازهار لعثمان..
لذا لم تجد امامها حل سوى ان تقوم بالايقاع بهم وفضح امرهم لجدها الذى كانت تعلم انه اذا علم لن يمر الامر مرار الكرام ابداً فقد كان رجل صارم ذو رأس صلبة مؤمن بالعادات والتقاليد القديمة الصارمة…
حتى انه كان يمنع نساء العائلة من الخروج من المنزل كذلك منع اختلاط ابناء الاعمام الذكور ببنات اعمامهم فقد كان المنزل مقسم الى قسمين قسم خاص باحفاده من البنات و اخر لاحفاده من الذكور..
لذا استغلت لبيبة هذا و دخلت سراً الى غرفة ازهار و قامت بسرقة الرسائل الغرامية التى كان يرسلها لها عثمان فى الخفاء و قامت بتسليمها الى جدها و اخبرته عن مقابلتهم السرية المستمرة بالأرض التى تقع خلف المنزل و اخبرته انهم فى هذة اللحظة هناك بالفعل..
ثار جنون جدها الذى نهض و اخذ سلاحه معه و اقتحم عليهم المكان وقتها قام بضرب ازهار ضرباً مبرحاً حتى عثمان لم يسلم منه عندما حاول الدفاع عن ازهار
و اخبره انه سوف يتزوج منها الا ان جده اخبره انه لن يتزوجها حتى و اتدن كان اخر رجل بهذة الحياة فقد تخطاه و دعس على شرف العائلة …
حاول عثمان اقناعه انهم يحبون بعضهم البعض لكن جده كان رأسه مثل قلبه كقطعة من الصخر لم يتراجع عن قراره…
ثم بعد يومين اخبر الجد العائلة بانه تمت خطبة ازهار على مجاهد المنياوى الذى كان يكبرها باكثر من خمسة عشر عاماً وقتها غضب عثمان و وقف بوجه جده مخبراً اياه بان ازهار لن تتزوج غيره..
لكن الجد هدده بان اذا فتح فمه مرة اخرى فسوف يخبر عمه والد ازهار بالعلاقة التى كانت بينهم ومقابلتهم السرية..
وقتها فهم عثمان بان جده يهدده بقتل ازهار فقد كان يعلم عمه رفقى والد ازهار جيداً حيث كان معروف بشخصيته الحادة القاسية و ميله للعنف فى حل المشاكل فقد كانت القرية بأكملها ترتجف رعباً فور ذكر اسمه..
و كان عثمان متأكداً بانه اذا علم بامر مقابلتهم سوياً فسوف يقتل ازهار دون ان يرجف له جفن
رغم حبه الكبير الا ان جنونه كان امبر بكثير…
و عندما ادرك الجد ان عثمان قد استسلم خوفاً على حياة محبوبته استغل الأمر لصالحه و أجبره على الزواج من وفاء ابنة عمه الصغرى.. رفض عثمان بالطبع لكن جده استمر بالضغط عليه و هدده مرة اخرى بحياة ازهار مما جعله يوافق بالنهاية..
لن تنسى لبيبة ابداً هذا اليوم الذى اجمع الجد به العائلة بأكملها و اعلن عن زواج ازهار من مجاهد وقتها كانت لبيبة وقتها ستطير من الفرحة…
لكن سرعان ما تحولت فرحتها تلك الى حزن مفجع عندما أعلن جدها انه تمت خطبة عثمان على شقيقتها وفاء…
وقتها شعرت بعالمها ينهار كانت ترغب بالبكاء والصراخ بجدها وتسأله لما شقيقتها و ليس هى..فهى التى أحق بعثمان..
لكنها ابتلعت سؤالها هذا عنظما التف اليها جدها مبتسماً ينظر اليها باعين تلتمع بالشماتة كما لو كان يخبرها بانه يعلم سبب افشائها علاقة ازهار و عثمان له…
لازالت لبيبة تتذكر تلك النظرة القبيحة التى كانت مرتسمة بعينيه فقد كان كما لو يخبرها لم أجعلك تحصلى مرادك و زوجاه لغيرك….كما لو كان يعاقبها على افشائها هذا…
حاولت بعدها التفرقة بين شقيقتها و عثمان لكن فشلت محاولتها حيث تم زواجهم فى اقل من اسبوعين كما لو كان الجد خائفاً من ان يتراجع عثمان عن رأيه…
بعدها تزوجت لبيبة برحل اخر لكن رغم ذلك لم تتوقف يوماً عن حبها لعثمان ولا عن اشعال المشاكل بينه و بين شقيقتها حيث كانت تملئ عقلها و تسممه بانه لايزال يحب أزهار و انه يكرهعا مما جعل وفاء فى مشاكل مستمرة مع زوجها..
لكن لبيبة لم تكن تكذب فهو بالفعل كان لايزال يعشق أزهار و الدليل على ذلك انه بعد وفاة زوج ازهار تزوجها فور ان انتهت عدتها الشرعية بيوماً واحداً..
لوت لبيبة شفتيها وهى تبتسم بسخرية فشقيقتها لم تكن بريئة كما تبدو فهى من ساعدتها على سرقة الرسائل حتى تخرب علاقة عثمان بازهار… فشقيقتها وفاء لم تكن تحب او تكره عثمان لكنها كانت تكره ازهار.. تكرهها و تغار منها حد الجنون… و كانت ترغب بايذائها…
تنهدت لبيبة وهى تعود الى الحاضر و الاتفاق الذى عقدته مع خليل فقد اتفقت بان يأتى بفتاة من خارج القرية و دفعتها بطريقتها الخاصة فى طريق الحمقاء غزل من خلال تخبئة تلك الفتاة بالحظيرة الخلفية للمنزل…
وعندما عثرت عليها غزل اخبرتها بان اسمها بسمة و ان الغفير خليل قام بعلاقة محرمة معها و عندما طلبت الزواج منها رفض و تهرب منها…
و ان شقيقها سمعها عندما كانت تتحدث مع خليل حاول قتلها لكنها هربت منه و اتت الى هنا حتى تجعلها تساعدها فقد اخبرها خليل عنها كثيراً و عن طيبة قلبها
لذا لجئت اليها لمساعدتها و اقناع خليل بالزواج منها التستر عليها..
عطفت عليها غزل بالفعل و خبئتها بالحظيرة لكنها اخبرتها بانها لن تستطع التحدث الى خليل فجابر اذا علم انها تحدثت اليه فسوف يقوم بقتلها لكنها اخبرتها انها ستساعدها من خلال اخبار جابر ستتحدث مع جابر و تجعله يقنع خليل بالزواج منها و يهدئ شقيقها….
لكن الفتاة بكت و اخبرتها ان جابر العزايزى صديق لشقيقها و انه اذا علم بما فعلته فليس من المستبعد ان يقنع شقيقها بقتلها بالفعل…
حاولت غزل اقناعها بانها ستقنع جابر الا الفتاة التى كانت تدعى بسمة اخذت تبكى وتحلف اياها بالا تخبر جابر فسوف يجعل شقيقها بقتلها..
وافقت غزل على عدم اخبار جابر لكنها رفضت ايضاً التدخل فى الامر خوفاً من جابر لكنها ساعدتها فى ان تختبئ فى الحظيرة..
استمرت الفتاة كل يوم فى البكاء و الالحاح عليها بمساعدتها من خلال التحدث الى خليل و اقناعه بالزوج منها لكن غزل استمرت بالرفض حتى اخبرتها الفتاة بانها حامل بالشهر الثانى مما جعل غزل قلبها يرق و تستسلم اخيراً و تساعدها اخذت منها رقم خليل و تحدثت اليه محاولة اقناعه بالزواج منها لكنه رفض و طلب منها صراحةً مبلغ من المال حتى يتزوج منها…
اغلقت معه غزل و اتصلت به مرة اخرى باليوم التالى محاولة اقناعه و عندما رفضة ثانيةً عرضت عليه ذهب والدتها و بهذا وقعت تلك الحمقاء فر القخ الذى نصبته لها لبيبة..
خرجت لبيبه من ذكرياتها تلم متراجعة للخلف فى مقعدها و هى تمتم محدثة نفسها
=فلتى منها المرة دى يا بنت أزهار… بس و دينى المرة الجاية لأخلى البلد كلها تزفك بفضحيتك
༺༺༺༺༻༻༻༻
فى ذات الوقت…
فتحت غزل عينيها بصعوبة فقد كانت تشعر بثقل كالأحجار بعينيها اخذت تنظر باعين مشوشة تحاول استيعاب المكان المحيط بها لكنها لم تستطع بسبب غياب نظارتها الطبية…
حاولت تذكر ما حدث و أين هى ليضربها الادراك على الفور و تتذكر كل ما مرت به الليلة الماضية و تحول فرحتها الى كابوس مقيت على يد جابر الذى زوجها لغفيره..
انفجرت باكية تدفن وجهها بين يديها فور تذكرها محاولة اعتداء خليل عليها وصفعه لها….
اخذ جسدها يرتجف بقوة فور ادراكها ما اصبح عليه الامر الأن فخليل اصبح زوجها…
عند هذة الفكرة اختنقت انفاسها كما لو ان الهواء قد انعدم من حولها مما جعلها تشهق بقوة محاولة سحب الاكسجين الى صدرها مرجعة رأسها الى الخلف فى محاولة منها لالتقاط انفاسها فقد كانت تشعر انها على وشك الموت..
اسرعت بالجلوس ثم ثنت ركبتيها الى صدرها واضعة يدها فوق بطنها تستنشق الهواء بعمق من أنفها ثم تخرجه ببطئ من فمها محاولة ايصال اكبر قدر من الهواء الى رئتيها فاخر مرة شعرت بمثل هذا الاختناق كان عندما تعرضت لمحاولة قتل فقد كانت وقتها بالسابعة من عمرها و كانت والدتها متزوجة من عثمان والد جابر حديثاً..
فى ذات ليلة كانت غزل بحديقة المنزل بوقت متأخر من الليل تجلس فوق الارجوحة تلعب بمرح حيث كانت والدتها و زوجها قد ذهبوا لحضور إحدى حفلات الزفاف مما جعلها تستغل غيابهم هذا و خرجت للعب فى الحديقة فقد كانت والدتها تجعلها تذهب للفراش مبكراً كل ليلة رافضة جعلها تسهر لوقت متأخر ….
كانت تتأرجح وهى مبتسمة تغنى بسعادة عندما رأت وفاء والدة جابر تأتى نحوها…
اتسعت ابتسامة غزل هاتفة بطفولية و فرح فقد كانت معتادة على اللعب معها وكانت تحبها كثيراً حيث فقد كانت شخصية حنونة و عطوفة
=عمتو وفاء تعالى زقينى شوية و العبى معايا…
ابتسمت وفاء لها واقتربت منها بالفعل تقف خلفها انتظرت غزل بحماس ان تقوم بدفعها و العب معها كما اعتادوا ان يفعلوا سوياً لكنها فجأة و دون سابق انذار شعرت بكيس اسود من القماش يوضع فوق رأسها ليعم الظلام حولها…
ثم بدأت وفاء بالضغط على الكيس حول عنقها محاولة خنقها به و هى تهتف بغل وحقد بينما يديها تزيد من اعتصار عنقها الرقيق
=موتى…موتى….لازم احرق قلبها زى ما حرقت قلبى….
وقتها غزل عانت من اسوء لحظات حياتها فقد كان الظلام يحيط بها وانعدم الهوء من حولها لكنها فجأة تركتها و نزعت الكيس من فوق رأسها قبل ان تفر هاربة عندما سمعت صوت سيارة عثمان تدلف من بوابة المنزل سقطت غزل من فوق الارجوحة مغشياً عليها بعدها بعدة دقائق عثرت عليها والدتها التى ذهبت الى غرفتها حتى تطمئن عليها لكن عندما لم تجدها هبطت الى الحديقة تبحث عنها فقد كانت تعلم مدى تعلقها بتلك الارجوحة لكنها صعقت عندما وجدت صغيرتها ملقية كالجثة الهامدة على الارض اخذت تصرخ فازعة وهى تحاول افاقتها اجتمع من بالمنزل على صوت صراخها اخذ الجميع يحاول افاقتها لينجحوا بالنهاية ظنت والدتها انها سقطت من فوق الارجوحة واصيبت بالاغماء لم تصحح غزل معلومتها تلك او اخبارها بالحقيقة خوفاً من وفاء التى زارتها بغرفتها عندما ذهبت والدتها لكى تحضر لها كوباً من العصير..
هددتها وفاء بانها ستقتل والدتها اذا اخبرت احد بما حدث و بالفعل خافت غزل و صمتت فقد كانت وقتها طفلة منطوية جبانة بعض الشئ..
افاقت غزل من ذكرياتها تلك فور ان انتظم تنفسها ثم بدأت تبحث عن نظاراتها الطبية محاولة العثور عليها فبدونها رؤيتها شبه منعدمة
بحثت عنها بارجاء الفراش و. الطاولة التى بجانبه تتحسس بيديها المرتجفتين عنها و عندما لم تعثر عليها..استسلمت و اتجهت نحو باب الغرفة تمشى بخطوات بطيئة محاول العثور على طريقها لباب الشقة فقد كان يجب ان تغادر هذا المنزل و حياة جابر بأكملها يجب ان تهرب منه و من جبروته الذى تخطى كل شئ هذة المرة …
سوف تذهب على رغم من عدم امتلاكها اى مال او مكان يمكنها ان تذهب اليه لكنها يجب ان تغادر جابر و عائلته الذين فعلوا كل شئ لأيذائها و تدميرها …
خرجت من الغرفة و وقفت بالردهة تتلفت حولها بحثاً عن جابر رغم تشوش نظرها انتظرت عدة ثوان منتظرة ان تسمع صوته العاصف يوقفها لكنها لم تسمع شئ..
اكملت نحو باب الشقة الذى كانت تتذكر مكانه جيداً نجحت بالعثور فتحته بهدوء و خرجت منه مغلقة اياه خلفها بهدوء و رفق محاولة عدم اصدار صوت…
كان البهو الذى امام الشقة طويل للغاية اتخذت خطواتها ببطئ و هى تتحسس طريقها محاولة تذكر اين كان يوجود الدرج عندما انزلقت قدميها فجأة مما جعلها تطلق صرخة مرتعبة عندما لامست قدميها الهواء بدلاً من الارض الصلبة المستوية سقطت بقوة عدة درجات حتى استقر اخيراً جسدها مرتمياً على احدى الدرجات..
انفجرت غزل باكية و هى تشعر بالعجز و الألم فهى لن تستطيع المغادرة الى اى مكان بحالتها تلك فقد كانت لا تستطيع الرؤية امامها كانت شبه عمياء..
جلست ببطئ قبل ان تدفن وجهها بين يديها تنتحب لكنها نهضت مرة اخرى و حاولت النزول ببطئ و حرص بينما يديها على درابزين الدرج تتمسك به بقوة حتى لا تسقط مرة اخرى كان كامل تركيزها و انتباهها منصبان على عملية هبوطها عندما شعرت فجأة بذراعيين شخص ما تلتف حول خصرها من الخلف وعندما همت بالصراخ وضع هذا الشخص الذى كانت تعلم هويته جيداً يده فوق فمها يكتم صراخها اخذت تنتتفض بين ذراعيه بقوة محاولة جعله يقوم بافلاتها..
لكن اسرع جابر بسحبها بقسوة اليه رافعاً اياها بين ذراعيه صاعداً بها الدرج بسرعة كل درجتين معاً حاولت غزل مقاومته والتحرر منه و هى تصرخ محاولة جذب انتباه باقى سكان المبنى لكن اسرع جابر بدفع وجهها بصدره وكتم صوتها به..
مما جعل غزل تقاومه بشراسة اكبر لكنها رغم ذلك لم تستطع التغلب عليه فقد كان اقوى منها بكثير..
دلف جابر الى شقته و هو لا يزال يحملها بين ذراعيه متجهاً بها نحو غرفة النوم و القاها باهمال و غضب فوق الفراش مما جعلها تستغل الفرصة و تصرخ بأعلى صوت لديها مطالبة بالمساعدة…
لكنها اغلقت فمها فور ان انحنى عليها و تعبير وحشى مرتسم على وجهه مزمجراً من بين اسنانه التى كان يطبق عليها بقوة و عينيه العاصفة مسلطة داخل عينيها مما جعلها ترتجف خوفاً
=لو سمعت نفسك بس… قسماً بالله لأدفنك مكانك… فاهمة…
ظلت غزل صامتة تتطلع اليه باعين متسعة بالخوف لكنها انتفضت فى مكانها بفزع عندما هتف بصوت مدوى غاضب
=فاهمة…؟!
هزت رأسها بصمت و هى تشعر بالخوف يزحف بداخلها دفعها بقوة الى الخلف كما لو كان لا يطيق لمستها قبل ان ينهض و يتركها يوليها ظهره يفرك شعره بغضب يحاول السيطرة على غضبه حتى لا يؤذيها اكثر من هذا لكن تجمد جسده عندما سمعها تهمس بصوت منكسر ضعيف من بين شهقات بكائها الممزقة كما لو كانت تحدث نفسها
= ازاى بتحبنى وتعمل كل ده فيا.. ازاى هونت عليك و قدرت تجوزنى لراجل غيرك…
التف اليها يتطلع اليها باعين مشتعلة بنيران الغضب و الكراهية قبل ان يقترب منها ويقبض على ذراعها مما جعلها تطلق صرخة مرتعبة لكنه لم يبالى و جذبها من فوق الفراش لتصبح واقفة فى مواجهته
=حب…!!! حب ايه اللى بتكلمى عنه… بقى انا احب واحدة زيك….
ليكمل بقسوة و هو يرغب بايذاءها و عينيه تلتمع بالكراهية والاشمئزاز
= انا عمرى ما حبيتك ولا فكرت فيكى..و لا حتى تهمينى….
لوى شفتيه بسخرية و هو يكمل
=ازاى صدقتى فيلم المسدس و انى هموت نفسى لو مكنتيش رجعتيلى….
اقترب منها و عينيه التى كانت تلتمع بالقسوة مسلطة داخل عينيها
=كل ده كان فيلم انا عملته… و انتى بكل سذاجة وقعتى فيه….
شعرت غزل بانفاسها تنسحب من داخل صدرها كما لو ان المكان يطبق جدرانه من حولها بينما قلبها كان يتمزق بداخلها من شدة الالم و هى تستمع الى كلماته القاسية تلك همست بصوت مكتوم باكي القهر ينبثق بينما دموعها تنساب على خدييها بصمت
=ليه…؟! عملت فيك ايه… علشان تعمل كل ده فيا
اجابها جابر بصوت حاد بينما عيناه تشتد قسوة حيث كانت أكثر شيء مرعب رأته في حياتها
=علشان عمرى ما كنت هسيبك تتجوزى عوض ابن عمى الغلبان الطيب…اللى كنت هتسيطرى عليه زى ما امك عملت مع ابويا…
ليكمل كاذباً بصوت مخيف مظلم
=عمرى ما كنت هسيبك تتجوزى واحد زيه تتهنى وتعيشى مرتاحة… و اختى اللى انتى حرقتيها و ضيعتى شبابها وجمالها تفضل مدفونة و مستخبية فى اوضتها طول عمرها…. و مكتفتيش باللى عملتيه فيها لا..ده انتى كمان كنت بتخططى علشان تدوسى شرفها و تنهيها خالص …..
هتفت غزل مقاطعة اياه وكامل جسدها يرتجف بعنف كما لو كانت بصدمة
=محصلش… معملتش حاجة ولا اتفقت مع حد… انت بتقول ايه؟؟
هدر بقسوة مقاطعاً اياها بصوت غليظ قابضاً على ذراعها صائحاً بقسوة و هو يقرب وجهه منها ينظر اليها بعينين تلتمع بوحشية مما جعلها تخفض عينيها في ذعر و خوف بينما كامل جسدها برتجف بشدة
=متكدبيش و متحاوليش تنكرى انا سمعت كل حاجة بودانى سمعتك و انتى بتتفقى مع خليل اللى كنت عايزاه يغتصب بسمة علشان تلوى دراعى و تخلينى اوافق انه يتجوزها و تخلضى منها و اهو برضو تبقى ذلة فى ايدك تمسكيها عليها و تعرفى تذليها بها كويس ده انتى لو شيطان مش هتبقى بالشر ده…….
هزت غزل رأسها وهى تهمهم بصوت مرتعش غير مرتب و هى تضغط بيدها فوق قلبها للتخفيف من الالم الذي اصبح لا يطاق وهى لا تستوعب ما يتحدث عنه
=لا… لا…و الله ماحصل….. والله ما حصل…….
قبض على شعرها من اسفل حجابها مرجعاً رأسها للخلف وهو يصيح بها شراسة
=متحلفيش انا سمعت كل حاجة بودنى……مساغرب انى جوزتك لخليل…ليه مش ده خليل اللى كنت عايزاه يغتصب بسمة علشان تلوى دراعى…. وتخلينى اوافق انه يتجوزها… ده انتى لو شيطان مش هتبقى بالشر ده…….
قاطعته غزل التى شحب وجهها و عقلها لا يستوعب ما يقوله من شدة الصدمة هتفت وهى تدفع يده بعيداً
=بقولك محصلش…محصلش….
رمقها بغضب و اشمئزاز
=انتى واحدة كدابة و رخيصة…و عمرك ما هتنضفى.. متستهليش الا انك تعيشى طول عمرك زى الكلبة فى بيت اسيادك..
اشتعلت نيران الغضب فى دمائها فور سماعها كلماته المهينة تلك فلم تشعر بنفسها الا و هى تصفعة بقوة فوق خده صفعة من قوتها دوى صداها بارجاء المكان..
لكنها تراجعت الى الخلف فور ادراكها فداحة فعلتها لكن اسرع جابر بالقبض جابر على شعرها يجذبه بقوة و شراسة مما جعلها تصرخ متألمة وهى تنفجر باكية متوقعة ان يرد اليها الصفعة لكن لمفاجأتها أمسك بها وجذبها إليه وسحق شفتيها على شفتيه يقبلها بقسوة و شراسة اصابتها بكدمات فاخذت تضربه بقبضتيها بانحاء جسده لكنه استمر فى تقبيلها كما لو كانت ضرباتها تلك لا شئ..
لكنها استجمعت كامل قوتها و دفعته فى صدره دافعة بقسوة بعيداً صارخة و هى فى شبه حالة من الهستيرية
=متلمسنيش.. و لا تقرب منى…..
لتكمل بشراسة و شرارت الغضب تتقافز من عينيها
=ايه نسيت انى على ذمة راجل تانى…
ضغط جابر على فكيه بقسزة كادت تحطم اسنانه مزمجراً بصوت مرعب و قد اظلمت عينيه كما لو كان لا يطيق سماعها تنطق بذلك
=اكتمى….
ابتسمت غزل قائلة بتحدى وهي تمسح بكف يدها شفتيها تعبير عن التقزز و الاشمئزاز من قبلته
=انت فاكر انك عملت فيا شر لما جوزتنى لخليل لا ده خير و رحمة من ربنا انا دلوقتى مرات خليل يعنى مبقتش مضطرة اعيش فى بيتك…و لا انت ليك كلمة عليا…..
لتكمل بغل راغبة بايذاءه غافلة عن عينيه التى اظلمت بغضب و عروق عنقه التى كانت تنتفض بقوة فقد كان اشبه ببركان على وشك الانفجار
= دلوقتى انا على ذمة راجل و هيبقالى بيت و هخلف منه و يبقى عندى ولاد….
هدر قائلاً بصوت حاد غليظ و قد احتدت انفاسه بشدة بينما اصبح وجهه مظلم بغضب اسود
=قولتلك اكتمى..مش عايز اسمع صوتك….
رسمت على شفتيها ابتسامة مرتجفة برغم شعورها بان الضغط الذي قبض علي صدرها يهدد بسحق قلبها لكنها اكملت تزيد من اشعال غضبه
= اكتم ليه… مش دى الحقيقة… انا دلوقتى ملك خليل….يا جابر…
لتكمل بهستيرية و هى تتطلع اليه بغضب
=فاهم يا جابر… مرات خليل يعنى ملكه يعمل فيا اللى يحلاله يلمسنى و يـعمل اللى هو عـ…….
لكن وقبل ان تنهى جملتها فجأة صفعها بقوة صفعة جعلت رأسها يرتد الى لخلف من قوتها مما جعلها تسقط فوق الفراش منفجرة فى بكاء أليم وهى تضع يدها فوق خدها الذى اصبح احمر بلون الدماء اثر صفعته تلك لكنها لم تستسلم و صرخت به
=اضرب ان شالله حتى تموتنى برضو مش هيغير حقيقة ان انا مرات خليل… مرات خليل و هروح اعيش معاه فى بيته و هعيش خدامة تحت رجله كمان….
قبض على شعرها يجذبها منه بقوة مقرباً وجهه من وجهها صائحاً بشراسة وهو ينظر اليها بعينين تلتمع بوحشية مما جعلها ترتجف رعباً
=لو عايزة تموتى انطقيها تانى…
نظرت اليه قائلة بتصميم و هى ترغب بان يفعلها و يقتلها حتى تتخلص من عذابها والألم الغير محتمل الذى ينبض بقلبها
=انا ملك خليل… و مفيش غيره يقدر يلمسنى …
قطعت جملتها مطلقة صرخة مدوية عندما صفعها جابر مرة اخرى على وجهها قبل ان ينتفض واقفاً ينزع حزام سرواله يعقد جزء منه حول يده بينما يتجه نحوها وعينيه تلتمع بالقسوة والشر تراجعت غزل فوف الفراش فى خوف محاولة الهرب منه لكن وقبل ان تستطع الحركة رفع جابر يده فوقها بينما اسرعت غزل
بدفن وجهها فى الفراش بينما تطلق صرخة مرتعبة و هى تتوقع ان يصيبها الحزام لكن انتفض جسدها فى فزع و صدمة فى ذات الوقت عندما اصاب الحزام الفراش بجانبها بدلاً من جسدها رفعت رأسها ببطئ تتطلع نحوه و هى لا تفهم ما يحدث..
شاهدته و هو يلقى الحزام من يده هاتفاً بها بشراسة وهو يقبض على فكها يعتصره بغضب بينما عينيه تلتمع بالجنون
= انا جبت اخرى معاكى…و قسماً بالله لو سمعتك بتنطقى اسمه تانى لأكون قتلك يا غزل…هقتلك و مش هتردد ثانية واحدة فاهمة….
انهى جملته تلك مبتعدة عنها محاولاً التحكم فى الغيرة التى تحرق قلبه و تلتهمه حياً..غيرته التى كادت ان تجعله يرتكب شئ قبيح وحقير مثل ضربها بذلك الحزام لا يصدق انه كاد ان يؤذيها بهذا الشكل القبيح لكنه كلما سمعها تردد اسم ذلك الاحمق بهذا الشكل تجعله يرغب بقتلها و قتله و قتل نفسه…
نهضت غزل من فوق الفراش واقفة على قدميها المرتجفة
وهى مصابة بحالة من الذهول لا تصدق انه كاد ان يضربها بهذا الحزام اتجهت نحو الطاولة التى عليها طبق من الفاكهة واختطفت السكين التى كانت فوقه.
فقبضت عليه تشير به بوجه جابر الذى كان يشاهد ما تفعله ببرود
=انا اللى هقتلك يا جابر… انا اللى هقتلك لو قربت منى تانى… او رجعت تتحكم فى حياتى… انت انسان مريض و دمرتنى و نهاية حكايتنا دى لأما انت تموت لاما انا اللى اموت…..
اقترب منها جابر بهدوء حتى اصبح يقف امامها مباشرة قائلاً بتهكم
=تمام موتينى.. انا قدامك اهو… اقتلينى لو تقدرى….
ضغطت السكين على عنقه مهددة اياه و يدها كانت ترتجف بشدة مما جعله يهتف بها بقسوة
=يلا اقطعى رقبتى يا غزل اعمليها…. يلا مستنية ايه….
شعرت غزل بقلبها يسحق بداخلها فهى لن تستطيع ايذاءه مما جعل يدها ترتجف بقوة اكبر وشعور من العجز و الضعف يجتاحها
لوى جابر شفتيه فى ابتسامة ساخرة قائلاً بتهكم عندما لاحظ ترددها و ارتجاف يدها
=نزلى السكينة وبلاش شغل عيال لانى عملت اللعبة دى قبلك بس الفرق هنا ان المسدس كان فاضى لكن دى سكينة و مينفعش تلعبى بيها….
انفجر الغضب بداخلها فور سماعها سخريته تلك و تذكرها لخطته الحقيرة للأيقاع بها و السخرية من مشاعرها وحبها له وتسليمها لرجل اخر…
فلم تشعر بنفسها الا و هى تضغط بالسكين فوق عنقه ممزقة اياه و الدماء تنساب منه بغزارة مغرقة عنقه و قميصه و صوت شيطانى يترد بداخلها يهنئها على قتلها اياه و الاخذ بثأرها منه..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية خطاياها بيننا)