رواية خسوف الفصل السادس والعشرون 26 بقلم آية العربي
رواية خسوف الجزء السادس والعشرون
رواية خسوف البارت السادس والعشرون
رواية خسوف الحلقة السادسة والعشرون
#المرأه 👸♥️
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻐﻀﺐ ﻣﻨﻚ : ﺃﺣﻀﻨﻬﺎ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺻﺎﻣﺘﺔ : ﺇﺳﺄﻟﻬﺎ ﻣﺎ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ؟
ﻋﻨﺪﻣا ﺗﺘﺠﺎﻫﻠﻚ : ﺃﻋﻄﻴﻬﺎ ﺍﻹﻫﺘﻤﺎﻡ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻷﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻨﻚ : ﻻ ﺗﻮﺍﻓﻘﻬﺎ ﺍﻟﺮﺃﻱ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺮﺍﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﺳﻮﺃ ﺣﺎﻻﺗﻬﺎ : ﻗﻞ ﻟﻬﺎ ﺃنكى ﺟﻤﻴﻠﺔ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺮﺍﻫﺎ ﺗﺒﻜﻲ : ﻗﺒﻞ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻭﻗﻞ ﻟﻬﺎ ﺃنك ﺗﺤﺒﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮﺍً
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻐﺎﺭ ﻋﻠﻴﻚ : ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺤﺒﻚ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻓﻮﻕ ﻣﺎ ﺗﺘﺼﻮﺭ
ﻓﺎﻟﻤﺮﺃﺓ … ﻟﻮ ﺧﻠﻘﺖ ﻃﺎﺋﺮﺍً ﻟﻜﺎﻧﺖ ﻃﺎﻭﻭﺳﺎ
ﻭ ﻟﻮ ﺧﻠﻘﺖ ﺣﻴﻮﺍﻧﺎً ﻟﻜﺎﻧﺖ ﻏﺰﺍﻟﺔ
ﻭ ﻟﻮ ﺧﻠﻘﺖ ﺣﺸﺮﺓ ﻟﻜﺎﻧﺖ ﻓﺮﺍﺷﺔ
ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ،،، ﺧﻠﻘﺖ ﺑﺸﺮﺍ ؛؛؛
ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ ﺣﺒﻴﺒﺔ ﻭ ﺯﻭﺟﺔ ﻭﺃﻣﺎً ﺭﺍﺋﻌﺔ ﻭ ﺃﺟﻤﻞ ﻧﻌﻤﺔ ﻟﻠﺮﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻻﺭﺽ
ﻓﻠﻮ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺷﻲﺀ ﻋﻈﻴﻢ ﺟﺪﺍ
ﻟﻤﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺍﻟﻠّﻪ ﺣﻮﺭﻳﺔ ﻳُﻜﺎﻓﺊ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ❤️
&&&&&&&&&&&
ظلت تبكى وتخفى وجهها فى وسادتها ثم استمعت لصوت الباب وقد علمت انه غادر المنزل .
وقفت تزيل دموعها وتركض لشرفتها تتطلع للاسفل فوجدته يولج بعد قليل ويستقل سيارته ويغادر مسرعاً .
نغزها قلبها لاجله ودلفت تنظر للمرآة بعيون لامعة …
تنهدت باختناق وثقل فى صدرها فأسرعت بفك حجابها بعنف وهى تسحب انفاساً بقوة لتهدأ .
نجحت فى فك حجابها وجلست على طرف الفراش تفكر في ما فعله القدر به وبها … تنهدت تقف وقامت بخلع فستانها بدموع حارقةٍ ومتساقطةٍ على وجهها يصبغها اللون الاسود وذلك بفضل مستحضرات التجميل .
اتجهت بعد ذلك تخرج احدى المنامات من خزانتها … التقطتها واتجهت خارجاً للمرحاض لتغتسل وتتوضأ لتصلى علها ترتاح ويزيل هذا الثقل من فوق صدرها …. انتهت بعد دقائق وجلست تنتظره الى ان يأتى .
اما هو فذهب الى الصالة الرياضية التى يتردد عليها مؤخراً وترجل من سيارته ودلف يتطلع على المكان من حوله بغضب وصراع داخلي يتآكله لما فعلت هذا !!! هل تضغط عليه !! هل كانت تخطط لهذا منذ البداية !.
خلع جاكيته والقاه باهمال على احد المعدات ثم شرع في استعمال الآلات الرياضية ليصب بها غضبه وحزنه ووجعه كاملاً من نفسه اولاً ومنها ثانياً .
&&&&&&&
فى منزل ياسر يجلس امام ابنه نادر الذى يطالعه بتعجب مردفاً _ خير يا بابا قولي … انا قاعد بقالي نص ساعة وحضرتك قلت لي عايزك يا نادر ومبتتكلمش !
نظر له ياسر بترقب وبدأت يردف بتروى _ اسمعنى يابنى … اللى هقوله مش سهل .
ضيق نادر عيناه واستعد مردفاً _ خير يا بابا قول !
تنهد ياسر ينظر ارضا وبدأ يفرك كفيه ثم قال _ بصراحة يابنى انا كنت بفكر يعنى ! ….
اردف نادر بقلة صبر _ قول يا بابا يالا .
نظر له ياسر بقلق ثم اردف _ انا كنت عايز اتجوز خالتك سلوى !
نظر له نادر بصدمة وتعجب ثم تحولت بعد قليل لابتسامة هادئة واردف _ طب ومالو يا بابا … ده حقك … وانت عشت عمرك كله علشاننا … بس ايه اللى خلاك تاخد القرار ده فجأة كدة !
تنهد ياسر بقليل من الراحة واردف _ يابنى الوحدة صعبة …. انت مسير ربنا هيكرمك بننت حلال تعوضك … واختك ربنا اكرمها بأحن راجل ف الدنيا … يبقى اكمل اليومين اللى باقيين لي مع ونيس … وبصراحة ملقتش زى الست سلوى … ست جدعة ومحترمة وبتحبكوا وده اهم شئ عندى .
اومأ نادر بتفهم ثم اردف بهدوء _ ومالو يا بابا … توكل على الله … بس انت قولت لقمر !
نظر له بقلق واردف _ لسة … وبصراحة خايف افاتحها فى حاجة زى كدة .
مد نادر كفه يربت على يد والده مردفاً بتعقل _ روح يا بابا واتكلم معاها بس يكون بدر موجود … هو هيعرف يقنعها .
اومأ ياسر مؤيداً يردف بشرود _ ده اللى كنت ناوى اعمله … بس حاليا انا ارتحت لما اتكلمت معاك .
ابتسم لوالده بحنو يردف _ ده حقك يا بابا … وانا مينفعش اعترض وقتها هبقى انانى .
اومأ ياسر بترقب يردف _ متشكر يا نادر .
تنهد نادر ووقف يودعه ثم صعد شقته وترك ياسر يفكر في امر ابنته ورد فعلها هل يخبرها الآن ام ينتظر قليلاً !!
&&&&&&
فى الثانية صباحاً عاد بدر الى شقته .
كانت تنتظره تلك التى تقف في شرفتها وعندما رأته واطمأنت دلفت وتمددت على فراشها بصمت تام ونامت متكورة على نفسها بقلبٍ حزين .
اما هو تتطلع على غرفتها بشرود … آخذته عقله الى من خلف هذا الباب الملعون … ترى ما حالتها الآن !!
تنهد واتجه لغرفته يغلقها خلفه ثم قرر أخد حماماً دافئاً وبعدها توضأ وصلى واتجه ينام بقلبٍ مكسور هو الاخر .
صباحاً استيقظت قمر مبكراً حيث كانت ليلة ثقيلة جداً عليها .
خرجت تؤدى روتينها اليومي وقد قررت احضار فطور لهما وبعدها سوف تحاول التحدث معه .
بعد نصف ساعة تقف فى المطبخ تعد الاطعمة بينما فُتح باب غرفة بدر وخرج منها يرتدى قميص وبنطال جينز ويمر متجهاً لباب الشقة كأنه لم يراها .
انقبض قلبها بشعور سئ واردفت بحزن وترقب _ بدر !
توقف مكانه يخفض رأسه ارضاً بصمت ينتظر حديثها فتابعت بقلبٍ مكسور _ مش هتيجي تفطر معايا ! .
تنهد بقوة ثم رفع نظره اليها عندما استمع لنبرتها الحزينة يطالعها بعمق لدقائق وكأنه يعاتبها بنظراته .. رآى عيناها ف حن لها واشتاق … لمح نظرتها الحزينة فنغزه قلبه عليها ولكن عاد عقله يذكره برفضها له امس … التفت وفتح باب شقته يغادر دون نطق حرف .
اما هى فنزلت عبراتها والتوى فمها لا ارادياً وجلست بعنف على المقعد تفكر وتفكر … كيف عليها ان تشرح له انه اغلى ما تملك … عليه ان يفهم ويقدر قلبها العاشق !! … اين تفهمه المعهود لها !
تنفست بقوة تهدئ من ثقل صدرها وهى تضع كفها عليه وقد قررت مجدداً ان تذهب وتصلى ركعتين علها تهدأ وترتاح وتحصل على حلٍ لهذا الوضع .
&&&&&&&
مر يومين تجاهل بدر فيهما قمر كما فعلت هي ايضاً .
حيث بات يذهب لعمله صباحاً ولا يعود الا في وقتٍ متأخرٍ … تسأله فيجيبها بكلمات مختصرة ويتجه لغرفته وينام بقلبٍ حزين … داخله مبعثر تماماً … يفكر ويفكر ليته يسكن داخلها ويبوح لها بكل ما يؤرقه ولكن كيف يفعل وما داخله وزنه ثقيلٌ جداً لن يحتمله قلبها الرقيق ! .
حتى ان ياسر ونادر سألاه عن حالته ولكنه طمأنهما ببعض الكلمات المختصرة ناهياً النقاش في هذا الموضوع .
اما قمر فتآكلها الحزن حتى ظهر على ملامحها … جفاها النوم خلال تلك اليومين ولم تذهب الى الجامعة ولم تتحدث او تشتكى لأحد وباتت تفكر كيف تعيده اليها بطريقة غير مباشرة فإن هي اخطأت في عدم اعطاؤه ما تمناه فهو اخطأ في عدم تفهمه واحتوائه المعهود لها ..
كانت تجلس مساءاً في غرفة المعيشة بعقلٍ شارد تتابع فيلم اجنبي كعادتها وفجأة خطر ببالها شيئاً جعل عيناها متسعة وابتسامتها اخيراً شقت ثغرها .
غضت على شفتيها بخجل وهى تتخيل ما تنوى فعله ثم اردفت بتحدى وتلاعب _ ماشي يا بدر اما اشوف انا ولا انت اللى هيستسلم للتانى !.
وقفت تركض الى غرفتها وتفتح حزانتها ثم قامت بأخراج تلك الاغراض التى ابتاعتها مع ناهد ليلة حفلتها .
نظرت لهم بخجل وتردد ثم عزمت امرها والتقطت من بينهم قميصاً باللون البترولي قصير بجونلة لعند الركبة و اكمام شفافة طويلة من الدانتيل وذو فتحة صدر وظهر عميقة على شكل v .
تنهدت تحفز حالها وقد قررت ارتداؤه .
بعد نصف ساعة تقف امام مرآتها بترقب وهى تضع مساحيق التجميل البسيطة وتهندم خصلاتها على شكل جديلة فرنسية وبعد الخصلات تتساقط على عنقها الابيض ووجها الناعم .
تطلعت لهيأتها برضا وتنفست بقوة ثم تناولت قنينة العطر الخاصة بها لتضعه ولكنها فكرت … لما لا تثيره اكثر وتضع من عطره ! .
بالفعل ركضت الى غرفته واتجهت لتسريحته تلتقط قنينة عطره وتنثر منها القليل عليها وتنظر لهيأتها برضا وتحدى ثم عادت ادراجها مسرعة حيث جلست امام التلفاز فى غرفة المعيشة تنتظره .
بعد قليل فتح الباب ودلف هو يغلق خلفه وعيناه تبحث عنها في كل مكان فبرغم حزنه وجرحه منها لشكه انها تعمدت ما حدث الا انه لا يستطيع النوم دون النظر اليها … ينفس فقط حينما يطمئن برائحتها ووجودها … تنهد بعمق حينما استمع لصوت التلفاز وعلم انها مستيقظة .
تنبهت انفه رائحة عطره التى اشتمها فتعجب وخطى للداخل بصمت …
اخذته قدماها الى مكانها ليراها مقنعاً عقله انها قد تكون غفت كعادتها ولكنه توقف عند حافة الباب يطالعها بصدمة وهى تجلس القرفصاء واضعة رأسها وسط وسادة ناعمة تتابع التلفاز بتلك الحالة .
رأت طيفه فتوقفت تطالعه بتوتر ثم تشجعت وتقدمت قليلاً تردف باشتياق وهى تنظر لعيناه الحزينة _ حمدالله ع السلامة .
انفجرت براكين العشق بداخله يطالعها بصدرٍ عالى أثر كتم شهيقه ولكنه اجبر نفسه على الثبات يخشى النظر لهيأتها التى تضعفه فهرب لعيناها وياليته لم يفعل فعيناها تضعفه اكتر …
تحمحم واردف كلمات خطرت على عقله ليهرب من افكاره بتوتر ملحوظ _ ما بصير تضلى فايقة لهلا منشان الجامعة اللى ماعاد روحتيها .
تقدمت خطوتان فاصبحت على مقربةً منه تردف بهدوء وهى تفرك اصابعها بتوتر _ طيب تحب اعملك تتعشى قبل ما انام !
ابتعد بأنظاره عنها يردف بأنفاس متسارعة _ يسلموا ما بدى .
اومأت بحزن ومرت من جانبه تتجه لغرفتها ويا ليتها لم تفعل فقد تهافتت رائحتها عليه مع حركتها المقربة جداً منه جعلته يغمض عينه مستمتعاً بها ويتنهد بعمق .. خطت ف كور قبضته يصارع شعوره في امتلاكها الأن فكرامته تعلو رغبته بينما هى لا تعلم ما يحدث داخله تماماً .
اتجهت لغرفتها واغلقت خلفها ثم وقفت امام مرآتها تطالع نفسها بتعجب مردفة بتمرد وتحدى _ ماشي يا بدر … اصبر عليا … عامل لي فيها تقيل !! … تمام .
اما هو فوقف لدقائق يتطلع على اثرها ويهدئ من تلك الحالة التى انتابته من هيأتها وما فعلته ثم اتجه لغرفته .
&&&&&&&
صباحاً في شقة ريحانة .
خرجت متجهة الى مشغلها المقابل لتبدأ عملها بنشاط وحماس .
دلفت الشقة التى يُشغّل بها أذاعة القرآن الكريم بصورة مباشرة …
اتجهت تفتح نوافذها تتنفس بعمق ثم ارتكزت بكرسيها امام ماكينة الخياطة الألية التى صممت لحالاتها .
بدأت بحياكة ما فصلته حتى سمعت صوتاً فالتفتت تتطلع على الباب وجدتها ام محمد ومعها سدرة تلك الطفلة الهادئة الجميلة .
ابتسمت لهما ريحانة بسعادة واردفت _ اهلين وسهلين .
لفت بكرسيها وفتحت ذراعيها لسدرة مردفة بحب _ تعى يا صبية لعندى .
اسرعت سدرة تركض اليها وتضمها بصمت بينما اتجهت ام محمد تجلس بجوارها مردفة بحنو _ من اول ما صحيت وهى عايزة تروح لطنط ريحانة .
ابتسمت ريحانة وهى تعانقها مردفة _ نورتونى .
نظرت ام محمد حولها واردفت _ بتعملي ايه النهاردة ! .
اردفت ريحانة بهدوء وهى تخرج الصغيرة من عناقها _ عم خيط التفصيلات تبعهن لمحل **** .
اومأت ام محمد وهى تردف بحماس _ طيب شوفي محتاجة ايه وانا اعمله معاكى .
وبالفعل بدأتا الاثنتان فى حياكة التفصيلات وسدرة تجلس بجوارهما تنشغل بأشكال القماش الملونة .
&&&&&&&&&
فى الجامعة خرجت قمر برفقة ناهد التى اردفت بترقب _ خدى يا قمر دي المحاضرات بتاعة اليومين اللى فاتوكي .
تناولت قمر الدفتر منها واردفت بشرود _ شكراً يا ناهد .
تعجبت ناهد واردفت _ مالك يا قمر ! … فيه حاجة مزعلاكى !
تنهدت قمر بعمق واردفت _ ناهد هو لو بدر زعلان منى وعايزة اصالحه من غير ما يبان انى عايزة اصالحه اعمل ايه ! .
ضيقت ناهد عيناها واردفت بترقب _ وليه مش عايزة تصالحيه بطريقة مباشرة يا قمر !
نظرت لناهد وهما تمشيان في الطريق مردفة بعيون لامعة _ لان انا موجوعة يا ناهد … قلبي واجعنى منه وهو مش حاسس بيا .
توقفت ناهد تطالعها بصدمة مردفة _ قمر ! … اهدى يا حبيبتى … فيه ايه بس احكيلي ! … وبعدين بدر بيحبك جداا يا قمر وبيعمل اي حاجة تفرحك .
هزت رأسها واردفت بقهر وقلبٍ معذب _ وانا كمان بحبه يا ناهد … بحبه اكتر من اي حاجة في الدنيا ولو طلب روحى مش كتير عليه .
ضيقت ناهد عيناها متسائلة بترقب _ فيه ايه يا قمر !! … ايه اللى وجعك اوى كدة !
تنفست بعمق ثم اردفت _ بدر مش عارف يحدد حياته يا ناهد … بدر عايش صراع بين ضميره وقلبه … ودايماً بييجي على قلبه علشان يريح ضميره بس هو تعبان وانا كمان تعبانة اوى وياريته يتكلم او يشرح لاء ده ساكت وخايف يكلمنى .
تعجبت ناهد لدقيقة ثم اكملتا طريقهما واردفت ناهد بترقب _ انتِ قصدك على موضوع ريحانة !
اردفت قمر بحزن _ ايوة يا ناهد … بصي مع ان انا وانتِ مختلفين بس لو انتِ مكانى هتتصرفي ازاى !! .
تحمحمت ناهد وشردت تفكر في هذا الوضع وتضع ذاتها به ثم اردفت بترقب _ بصراحة صعب اوى يا قمر … يعنى انا لانى حبيت زياد مش متخيلة ان يكون في حياته زوجة غيري … الموضوع صعب يا حبيبتى بس انتِ عارفة ان وضع ريحانة مختلف تماماً
اردفت قمر بتفهم _ عارفة يا ناهد … ومقدرة ده جداا … ونفسي احنا التلاتة نرتاح .
اردفت ناهد بحنو _ سبيها على الله يا حبيبتى … ربنا يدبرها بقدرته .
تنهدت تومئ ثم نظر لناهد بعمق … لا تستطيع اخبارها بعدم اتمام زواجهما …زفرت بقوة تردف _ طيب دلوقتى انا اخليه يتكلم ازاااي من غير ما يبان انى بصالحه !!
نظرت لها ناهد بحيرة ثم اردفت بتروى _ بصي هو انا معرفش اوى بس اكيد بشوية حنية ودلع وكدة .
اومأت تردف بحرج _ عملت كدة وبردو بارد !
ضحكت ناهد بخفة واردفت بترقب _ متقلقيش … بدر بيحبك جدااا ومش هيهون عليه يفضل زعلان منك .
تنهدت قمر بقوة تومئ واكملتا طريقهما الى وجهتهما .
&&&&&&&&
مساءاً عادت ام محمد الى منزلها الجديد وها هى تجلس امام شقيقها محمود الذى يسأل بلهفة _ يعنى هي مصممة ع الطلاق يا ام محمد !
اومأت السيدة تردف بحنو _ ايوة يا حبيبي … هى مصممة وهو قالها لما يركب لها الاطراف هيطلقها .
شرد بتعجب واردف _ معقول فيه حد يتخلى عن ملاك زى دي !!
هز ام محمد رأسها مردفة بدفاع _لاااا يا محمود … بدر ده مافيش اطيب منه ولا اعقل منه … بدر عاش حزين على موت اهله ومراته سنين كان بيموت فيهم كل يوم … ده لولا صاحبه ياسر كان زمانه حصلهم يا حبة عيني … اصلا ريحانة حكتلى عن حياتهم في سوريا … هو شاف كتير بصراحة وجه على نفسه كتير … وانت عارف ان القلب وما يريد بقى … بس ان جيت للحق ريحانة وبدر مينفعش يبقوا مع بعض … الاتنين شبه بعض يا محمود .
تعجب محمود متسائلاً واردف _ ازاي يا ام محمد !!
ابتسمت واردفت _ يعنى تحسهم كدة من كوكب تانى … عاقلين اوى وهاديين وطيبين بزيادة … علشان كدة تلاقي حياتهم سوا مكانتش متوازنة بما فيه الكفاية … مينفعش كل حاجة يبقى لونها ابيض … لازم حبة الوان يحلوا الدنيا .
تسائل محمود بفضول _ وهو بدر مبسوط دلوقتى !
اومأت ام محمد واردفت _ جدااا … انت اصلا تبصله تشوف الفرحة في عيونه … او يمكن انا اللى لاحظت كدة لانى شوفت حزنه … بس حقيقي قمر هى اللى قدرت تسعد قلبه وتخرجه من حالة الحزن اللى كان عايشها .
تنهد محمود يردف بشرود _ اتمنى ان انا كمان اكون سبب ف انى اقدر اسعد ريحانة واخرجها من حزنها … انسانة جميلة فعلا وتستاهل تتحب … وانا لما شفتها مكنتش عارف انها متجوزة بس معرفش حصلى ايه … مش حاسس ابداً ان ناقصها حاجة … يعنى بجد هى حالة فريدة … ده كفاية سيدرا خرجت من الحالة اللى كانت فيها على ايدها .
ربتت شقيقته على كفه تردف بحنو _ واضح كدة ان ربنا ألف بين قلوبكوا … انت وهى تستاهلوا كل خير … وسيدرا محتاجة جنبها واحدة زي ريحانة … الاتنين هيبقوا عوض بعض …. هى بجد ست مافيش زيها .
تنهد يومئ بشرود في ملامحها التى حفظها عن ظهر قلب ولا ارادياً بات عقله يفكر بها .
&&&&&&&&
مر يومان آخران على قمر التى كانت يومياً تضبط هاتفها على موعد قبل قدومه بساعة وتهندم حالها لتحاول لفت انتباه بدر بطرقها المجنونة والجريئة التى كان يقابلها بعيون قرأتهما هى جيداً … يدعى الهدوء عكس نيرانه المشتعلة ولكن ما حدث يومها كان كفيلاً ليسحق فرحته التى تمناها .
&&&&&&&
مساءاً عاد من عمله مبكراً بعدما ارهقه التفكير بها … تنهد بضيق وصعد لشقتها … فتح الباب ودلف يجول انظاره باحثاً عنها بترقب … المكان ساكن تماماً يبدو انها نائمة .
اغلق الباب بهدوء وخطى تأخذه قدماه الى غرفتها لا ارادياً … توقف امام بابها يزفر بقوة … انفاسه مسلوبة … اشتاااق اليها بطريقة تجعل منه بركان يوشك على الانفجار … كل شئٍ بها يحركه بطريقة جنونية … يعلم انها تتعمد اثارته وتعذبه بأفعالها ويحاول جاهداً بقوة وعزم ان يبدو امامها طبيعياً ولكن لا … كيف له ان يبدو طبيعياً ومعشوقته وحلاله امامه بتلك الحالة … ماذا تظنه هي ! … انها تتلاعب بالنيران ولولا كبرياءه لضرب باعتراضها هذا عرض الحائط وليحدث ما يحدث … ولكن عليه ان يصبر عليها … هى من حرمت نفسها عليه … وعليها ان تأتى اليه بارادتها .
فتح بابها ببطءٍ شديد …. وجدها ممتدة على الفراش تنام بعفويتها المعهودة … طالعها بعمق واشتياق شديد … ليته يستطيع التقدم قليلاً والنوم بجانبها … ليته فقط يعانقها ولو ثوانى ليخمد اشتياقه اليها قليلاً وليريح هذا القلب المنهك … ظل ينظر اليها لدقائق ترهقه افكاره .
زفر بضيق واختناق وقرر الذهاب لغرفته لاخذ حماماً بارداً يهدئ به نيران صدره وقلبه .
خطى لغرفته بالفعل واتجه الى المرحاض الخاص به .
اما هى فدق هاتفها ينبهها بالمعاد المنشود … استيقظت بتكاسل وهى تحاول غلق الهاتف باهمال .
تناولته تنظر له بترقب فوجدت الساعة السابعة فتسحبت تترجل من فراشها .
تنهدت بعمق ووقفت تتجه للخارج حيث المرحاض الخارجى … عادت بعد قليل تتجه لخزانتها ثم بحثت بداخلها عن شئ مناسب ترتديه اليوم لتبدأ جولة جديدة من جولات جنونها .
مدت يدها تلتقط قميص قصير ذو حمالات رفيعة لونه احمر صارخ … نظرت له بقوة ممزوجة بالقلق والخجل ولكنها ارغمت نفسها على اكمال ما تنوى فعله لترى نفس النظرة التى تراها دائماً في عينه عندما يراها هكذا … تلك النظرة التى تشعرها بأنوثتها وتزيد من اصرارها على تلك الافعال المشاغبة التى تعذبه … علو صدره ونهجانه وعيونه وملامحه عندما يراها كالادمان بالنسبة لها .
نظرت للقميص في يدها وعزمت امرها على ارتداؤه وبالفعل بعد دقائق تقف امام مرآتها تطالع نفسها وتمشط خصلاتها النارية بعذاب قلبٍ مشتاق .
سحبت نفساً عميقاً لتهدأ من لوعة قلبها … خطت للخارج كي تستعمل عطره كعادتها مؤخراً .
اتجهت لغرفته ودلفت تخطو الى المرآة والتقطت انينة العطر تنثر منها الكثير على جسدها حتى اصبحت رائحتها فواحة وكأنها بذلك تنتقم منه.
تنهدت بعمق وقد التمعت عيناها بدموع الاشتياق والجفاء زفرت بقوة ثم التفتت لتعود ولكن ارتطم جسدها بجسد صلب خرج لتوهِ من حمامهِ يلف حول خصره منشفةٌ بيضاء .
رفعت نظرها اليه بصدمة وجسد متيبس بينما هو لف ذراعيه حولها تلقائياً وهو يخفض بصره اليها يطالعها بعمق وصدمة .
يحبسان انفاسهما سوياً وعيون يتدفق منها مشاعر من نوعٍ خاص .
ظلا يتطلعان الى بعضهما ويحبسان انفاسهما ثم زفرا بقوة واصبحت نبضاتهما صاخبة .
خاصة هذا الذى انحنى فجأة ضارباً بكل شئٍ قرره عرض الحائط وهو يتناول من رحيقها قبلة عاشقة متعمقة هزت كيانهما واسقطت الجدار المتآكل لكلاهما … ابتعد عنها يطالعها بعيون يضخ منها العشق ضخاً … دار حديث العيون … بحث في عيناها عن طلبه فوجد الرضا والاستسلام … ثم بصمتٍ تام لكليهما انحنى يلتقطها بين ذراعيه وعيناهما هى فقط المتحدثة متجهاً بها الى فراشه ليعاقبها على ما فعلته بقلبه وليذيقها من عشقه حتى تكتفى و ليحقق حلماً تمناه منذ زمن وليتم زواجه منها بسعادة مفرطة تكاد توقف نبضاته .
&&&&&&&&
فى منتصف الليل
ينام بدر بعمق وانفاس كالامواج المتراقصة بسعادة تتوسط قمر ذراعيه يعانقها بتملك وحب … مستيقظةٌ هي تبكى بصمتٍ حتى لا يسمعها ولكن انقباض حلقها اخرج شهقاتها فاستيقظ بدر مفزوعاً يطالعها بخوف وقلق مردفاً _ شو صار قمر ! … عم يوجعك شي ؟
هزت رأسها التى تخفضها فى صدره حتى لا يرى عيناها ولكنه تعجب واردف متألماً _ شو بكى يا عمرى احكيلي !
رفعت نظرها ببطءٍ تطالعه بعيون لامعة وتردف بحرج وتيه _ كنت عايزة اعذبك شوية كمان … لانك يومها اهملتنى يا بدر ومبقتش تفهمنى ولا تتكلم معايا .
اعتصرها مجدداً يتنهد ويغلق عيناه وذراعيه وقلبه عليها مردفاً بترجى وقلبٍ عاشق _ لا بترجاكى قمر لا تساوى فيني هيك … لا توجعيلي قلبي بعد كل هالمشاعر يللي عيشتا معك … بعرف يا عيونى انو يومها اخطأت بحقك بس صدقيني غصب عنى ..
اخرجت رأسها من صدره تتطلع عليه بتمرد وعناد مردفة وهى تشير بسبابتها في صدره _ انت السبب يابدر في اللي حصل ده .
نظر لها باستنكار ووجه منكمش مردفاً _ انا !!! … كيف لكان ! … شو انا يللي اجيت لعندك ع الغرفة !
اردفت بعناد وتمرد لذيذ _ لاء بس انت جيت بدرى … انت جيت امتى اصلاً ! … انا محستش بوجودك .
نظر لها بترقب .. جميلة حتى فى نوبات جنونها … اردف بتساؤل وخبث _ لكان شو يللي فوتك ع غرفتى !
تحمحمت تطالعه ثم ادارت عيناها تتطلع على موضع قلبه مردفة بخجل _ كنت بدخل كل يوم استعمل البيرفيوم بتاعك علشان لما تشمه عليا تتجن اكتر .
قهقه يعتصرها بحب ويردف زافراً بارتياح وسعادة وشعور ملوكى لم يعيشه قط _ واتجننت وصرت متلك يا قمرى .
ابتعد قليلاً ثم نظر لوجهها بعمق واردف متسائلاً بترقب _ انتِ كيف صرتي هلا !
عضت شفتيها بخجل واخفضت بصرها عنه فرفع وجهها يجبرها على النظر اليه مردفاً بمشاعر متدفقة وتيه _ مبسوطة قمرى ! .
هزت رأسها تنظر له بعيون عاشقة وتردف بصدق _ جدااا … انا مش مصدقة نفسي اصلاً .
غمزها بطرف عينه يردف مترقباً بعيون راغبة وانفاس ثقيلة _ بتحبي تجربي جولة جديدة !
لم تجيبه بالكلام بل كانت نظرتها كفيلة لتحرك مشاعره الممتعة بها ليسبحا معاً في نهر عشقهما ليعلمها هو ابجدياته بكل حب وعشق وحنان .
&&&&&&&&&
استيقظ بدر صباحاً تتلاعب نسمات الهواء حوله … اليوم ربيع جديد لحياته … التفت يتطلع على تلك القابعة بداخله منذ امس … يبدو انها اتخذت من عناقه بيتاً لها .
تنهد بعمق وسكينة وشعور بالكمال في حضورها … حاول التملل بهدوء ونجح في ذلك ثم وقف يتجه للمرحاض الخاص بغرفته وقام بسد فتحة حوض الاستحمام ثم فتح صنبور المياة الدافئة ليملأه … اتجه يحضر عبوات الشامبو وسائل الاستحمام وبعض الورود الحمراء التى اشتراها خصيصاً لهذا اليوم ووضع منها داخل حوض الاستحمام حتى غطت الرغوة المياة وتناثرت الورود حولها .
امتلأ الحوض فأغلق الماء وخطى للخارج عائداً اليها ثم اقترب منها يردف بهدوء وترقب _ قمرى !
تمتمت مبتسمة في نومها كأنها ترى حلماً جميلاً … ابتسم عليها ثم دنى لمستواها يزيل الغطاء عنها ويحملها بين ذراعيه بحنان واستمتاع فضمت جسدها له دون وعى تكمل حلمها الممتع بينما هو خطى بها الى المرحاض ومنه الى حوض الاستحمام بهدوء يجلس بها داخله فشهقت مفزوعة لولا يده التى طمأنها وانفاسه من خلفها حينما همس لها وهو يضع راسها على صدره مستمتعاً بها _ هششش … استرخى حبيبتى انا معك لا تخافي .
فتحت عيناها تنظر حولها … شعور اكثر من رائع يغلف داخلها … قربه منها والمياة الدافئة والروائع المنعشة جعلتها فى عالمٍ آخر تماماً حيث هدأت و استندت برأسها على صدره مجدداً تغلق عيناها شاعرة بنوعٍ آخر من السعادة التى لم تجربها .
كذلك هو اغلق عينه مستمتعاً بهذا الحلم والانسجام وهذه المشاعر التى لا مثيل لها .
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية خسوف)