روايات

رواية خسوف الفصل السابع 7 بقلم آية العربي

رواية خسوف الفصل السابع 7 بقلم آية العربي

رواية خسوف الجزء السابع

رواية خسوف البارت السابع

رواية خسوف الحلقة السابعة

الآن فقط ستتبدل الادوار
انا رجلٌ جئتُ من الدمار … دفعتُ ثمن كؤوس الألمِ والمرار
وقع قلبي بين قبضتك القاسية فاعتصرتيه دون رحمة واسكبتِ عليه النار دون عيار
تفهمت … وتألمت … وتحملت … بل وتضخم القلب بكِ وكأن سكان الأرض انتِ
فماذا جنيتُ !!
دعيني اخبركِ انه ،،، الآن فقط ستتبدل الادوار
#آية_العربي
&&&&&&&&&&&
ما زلنا فى الماضي قبل شهرين وبضعة ايام .
اردف ياسر جملته فتصنما جسد بدر وقمر كليهما ونظرا لبعضهما بذهول .
اردف بدر بصدمة _ شو هالحكى اخي … روق شوي واهدى .
هز ياسر رأسه يردف بقلة حيلة _ لو انا هديت نادر مش هيهدى … بعد اللى عملته مبقاش عندى طاقة اشوف في وشها ولا ابص فى وشك الناس ..
رفع رأسه ينظر الى بدر بأسف ويردف _ عارف انى باجى عليك بقرارى ده … بس لازم ابعدها عن هنا وعندك أئمن مكان ليها … علشان خاطرى يا بدر مترفضش … لفترة بس …. لما الموضوع يتنسى … انا بقالي يومين منمتش يا بدر وخايف .
كان كل هذا يحدث امام قمر التى تنظر وتتابع بصمت تام لا تستوعب ما قاله والدها .
نظر بدر لياسر بتشتت … اهذا تدبير القدر ! … اهذه هي الطريقة التى ستجمعه بها !! … لماذا ! …. كيف له ان يتحمل ذلك ! … لما هذه الطريقة المؤلمة !!! لماذا يعتصر ياسر قلبه بقبضته دون ان يشعر ؟! .
اردف ياسر مترجياً للمرة الثانية _ متفكرش يا بدر … لو فكرت مش هتقبل …. وافق علشان خاطرى .
لم تعد تحتمل … اردفت هى بألم واستنكار ذاهلة _ باباااا ! … انت بتعمل اييييه ؟! .. انت اكيد مش بتتكلم جد !! …. بابا انا مغطلتش صدقنى … انا مظلوووومة .
نظر لها ياسر بغضب واردف معنفاً _ مظلومة ! … طب والصور اللي نزلت ع النت دى متفبركة ؟! … مرواحك معاه بيتهم محصلش !! … ركوبك معاه فى العربية كذبة !! … مظلومة ازااااي … انا لولا قلبي الخسيس ده مكنتش منعت اخوكى عنك … يااااريتك فعلاً مظلومة .
عاد ينظر الى بدر مجدداً يردف برجاء _ وافق يا بدر … وافق واعتبره جميل فى رقبتى ليوم الدين .
نظر بدر لصديقه بتشتت ثم نظر الى قمر التى تهز رأسها بعدم تصديق …. تنهد يخفض رأسه ويردف قبل ان يغادر _ متل ما بدك اخى .
قالها وغادر وذهلت هى تنظر لاثره وتهز رأسها بعدم تصديق … اقتربت من والدها تدنو منه وتردف برجاء وندم _ لا يا بابا متعملش فيا كدة علشان خااااطرى … هتجوزنى لدة ازاي !! … ده كبير عليا جدا وانا بقوله يا عمى .
نظر لها ياسر بغضب واردف بحدة _ كبير عليكي ! … اومال عايزة تتجوزى الحتة العيل الحق*ير اللى كنتى معاه ! … هو ده اللى انتى عايزاه صح ؟ … بس مش هيحصل … هتتجوزى بدر يا قمر وهتروحى معاه بيته غضب عنك يا اما لا انتى بنتى ولا اعرفك … وموبايلك هاخده ومافيش خروج من البيت نهائي لحد ما يتكتب كتابكوا … انتى سامعة .
نظرت لوالدها بعيون جاحظة لا تستوعب ان هذا هو نفس الرجل الذى دائما يطيعها ويدللها ويلبي رغباتها … اقتربت منه ومسكت يداه في محاولة منها لجعله يتراجع مردفة برجاء وألم يعتصر قلبها خوفاً من القادم _ بابا ابووووس ايديك متعملش فيا كدة … خالد بيحبنى وهيتقدملي صدقنى … والصور دى مش زى مانت مفكر اكيد ده حد بيكرهنى هو اللى عمل كدة ونزلها وقال عنى الكلام ده …. خالد شاب كويس جدااا صدقنى .
نفض ياسر يدها ووقف يطالعها بغضب وألم مردفاً _ علشان كدة هتتجوزى بدر … علشان الكل*ب ده ميعرفش يوصلك .
قالها واتجه لغرفتها يأخذ هاتفها من فوق الفراش ثم خرج تاركاً المنزل باكمله بعدما اغلق عليها باب الشقة .
عودة للحاضر
مسحت قمر تلك الدموع التى تساقطت منها ونظرت للهاتف بين يديها … تنهدت بعمق تردف بتشتت _ معقول !!! … معقول يكون خالد استغلنى فعلا !!! …. طب ازااااي ؟! … ازاااي بعد كل كلامه ووعوده !! ؟ … بس هو مكمل حياته عادى جداا … هو فعلا متأثرش باللي حصل .
رفعت رأسها للأعلي وملست على عنقها بتعب تغمض عيناها وهى تردف _ ياااااارب .
تنفست بعمق وفكرت قليلاً … لما لا تلجأ الى الله عله يشرح صدرها ويزيل خسوفها ويكشف لها ما لا تستطيع رؤيته بوضوح !.
وقفت تتجه للمرحاض لتتوضأ وتؤدى فرضاً تخلت عنه من زمن .
&&&&&&&&
بعد مرور يومين
فى الجامعة اتجهت نسمة الى ناهد بعدما سنحت لها الفرصة اليوم بعد غياب كاميليا واردفت _ ازيك يا ناهد .
نظرت لها ناهد بتعجب مردفة _ الله يسلمك يا نسمة …خير فيه حاجة ولا ايه ! .
تحمحمت نسمة واردفت بترقب _ انا كنت عايزة اقابل بدر جوز قمر …. فيه كلام مهم لازم يعرفه .
تحمست ناهد واردفت بقبول _ بدر !! … تمام يا نسمة … خلاص نخلص محاضراتنا وهاخدك ليه .
اومأت نسمة تردف بقبول _ تمام يا ناهد .
هاتفت ناهد بدر واخبرته بما قالته نسمة وتحمس جداا لذلك وقرر انتظارهما فى المطعم .
&&&&&&
عند قمر التى تحسنت حالتها قليلاً منذ ان بدأت تصلي وقد انتابها شعوراً بالراحة .
وصلتها رسائل مجدداً
فمنذ ان قامت بتشغيل الهاتف ذلك اليوم وقد وصلت رسالة لخالد بأن هاتفها اصبح متاح وهو يحاول الوصول اليها بأي طريقة ولكنها قررت تجاهله … هناك صوت بداخلها اخبرها عدم الرد عليه وعدم فتح رسائله مجدداً .
تنهدت بضيق تفكر بعدما وسوسها شيطانها … اترى رسائله هذه المرة ام تكمل فى تجاهلها وقد تغلبت على وسواسها ونفضت رأسها مقررة عدم الرد او الانصات .
&&&&&
بعد ساعتين خرجتا الفتاتان من الجامعة واستقلتا سيارة آجرة توصلهما الى مطعم بدر .
وصلت السيارة وترجلتا منها الفتاتين ودخلتا المطعم تجلسان على احدى الطاولات الجانبية .
هاتفت ناهد بدر تخبره انهما بالخارج وبالفعل ذهب اليهما مرحباً وجلس يردف بترقب _ خير آنسة نسمة ! .. قال بدك تقابليني ؟! .
اومأت نسمة ونظرت لناهد بتوتر ثم اردفت _ بصراحة انا كنت مترددة يا استاذ بدر بس متحملتش اعرف ان فيه لعبة خبيثة بتحصل ضدك انت وقمر واسكت .
ضيق بدر عيناه مستفهماً ثم اردف بترقب _ لعبة خبيثة ! … وضحي لي شو بتقصدى ؟
تنهدت نسمة واردفت باعتراف _ بصراحة كاميليا يوم ما جتلك كذبت عليك … هى اتكلمت مع خالد الاول وهو قالها تقولك كدة … وكمان ادالها موبايل توصله لقمر لو شافتها … خالد انسان حقير واستغلالي وهو اللى كان بيخلي صاحبه يصوره مع قمر فى كل مكان يروحه … وهو اللى نزل الصور دى بعد ما عدلها طبعاً … الصورة الوحيدة اللى كاميليا صورتها هى اللى كانت يوم ماعرفت ان قمر رايحة تشوف مامت خالد زى مهو مفهمها … وبعتتها لعمى ياسر وبعتت معاها عنوان الفيلا … غير كدة كاميليا مصورتش اي صور زى ما خالد فهم قمر … خالد وشلته دى هوايتهم اصلاً .. انهم يوقعوا البنات وبالذات البنات الصعبة زى قمر … ده بيعتبروا تحدى بينهم وبين بعض … وقمر بالنسبة لخالد ماهى الا رقم قياسي كان عايز يوصله بأي طريقة … زيها زي بنات كتير غيرها وقعهم .
زهل بدر من ما يسمعه … نعم كان يعلم كل هذا ولكن ها هو الاعتراف والدليل القاطع الذى يريده جاء اليه دون ادنى مجهود منه وكأن الله يزيح من على عاتقه حمول الجبال … وقف على حاله واردف بنبرة جادة _ تعالي معي لو سمحتى … بدك تحكى هالحكى قدام قمر .
اومأت نسمة بتوتر وبالفعل غادر بدر والفتاتين واستقلوا سيارة آجرة جميعاً واتجهوا لمنزل بدر على الفور .
&&&&&&&&&&&&
فى مكانٍ ما فى القاهرة
تجلس تلك السيدة على فراشها مستندة بظهرها على وسادة وتسعل بشدة وهى تحاول القيام ولكنها مرهقة بقوة … تفكر منذ عدة ايام فى ما تنوى فعله فالقرار ليس بهيناً ابداً ولكنها مجبرة تشعر بالموت على مشارفه ولابد من تنفيذ ما تنوى فعله .
التقطت هاتفها من فوق الكومود ونظرت للامام تفكر وتردف لذاتها بأرهاق وأسف _ سامحيني بنتى ريحانة … بدك تعزريني حبيبة قلبي … رح اخلف وعدى معك هاي المرة … بس لازم ساوى هيك لانو حاسة انه قرب موعدى وانا ما فيني اتركك هون لحالك ياعمرى .
تنهدت بعمق وتألم تشعر بالاختناق فى صدرها وقامت بالاتصال على احدهم فأجاب مردفاً _ اتفضل يا فندم معاك مطعم (البيت السورى ) .
حاولت السيدة التقاط انفاسها بصعوبة واردفت بترقب وألم _ بدى احكى مع بدر اذا بتريد .
اردف النادل بهدوء _ قصدك شيف بدر ! … هو لسة حالا ماشي … حضرتك مين ؟
اردفت السيدة بتعب واجهاد مردفة _ انا بنت بلده يا ابنى وجارته … بدى احكى معه ضرورى اذا بتريد … فيك تعطيني رقمه ؟! .
اومأ الشاب مردفاً _ تمام يا هانم … ثوانى من فضلك .
&&&&&&&
فى تلك الاثناء وصل بدر والفتاتان وصعدوا الدرج حيث شقة قمر .
وصل بدر وطرق الباب فاتجهت قمر لتفتح وكعادتها اردفت بحذر _ مين !.
اردف بدر مطمئناً _ انا يا قمر معايا ضيوف .
فتحت قمر بترقب تنظر له ثم حولت نظرها الى ناهد ثم رأت نسمة فأردفت بتعجب _ نسمة !
دلف بدر يزيح قمر بهدوء واردف مرحباً _ اتفضلوا يا صبايا .
دلفت ناهد وتبعتها نسمة تنظر الى قمر بتوتر مردفة _ ازيك يا قمر ؟
نظرت لها قمر بقلق ثم نظرت الى بدر الذى اومأ مطمئناً فأردفت _ كويسة … خير يا نسمة !
اردف بدر بهدوء _ قمر نسمة عندها كلام جاية تقولهولك … ياريت تهدى و تسمعيها .
طالعته بعمق ثم جلست وجلست نسمة وناهد اما بدر فرن هاتفه برقم غير مسجل فقام برفضه وجلس ايضاً يردف بترقب _ اتكلمى يا نسمة .
نظرت نسمة لقمر وبدأت تفرك يدها واردفت بتوتر _ قمر خالد مش زى مانتى مفكرة … خالد هو اللى وزع صورك ع الجروبات بعد ما عدلها كلها … وهو اللى كان ممشى واحد تبعه يصوركوا فى كل مكان بتبقوا فيه سوا … ومش انتى لوحدك اللى عمل معاها كدة … ولو عايزة اجبلك البنات اللى ضحك عليهم انا معنديش مانع … وعلى فكرة خالد وكاميليا اتفقوا سوا انهم يوقعوكى … وكان طالب منها تديلك موبايل لما تشوفك لانه عايز يوصلك بأي طريقة .
ضيقت قمر عيناها تستوعب ما تتفوه به هذه … نظرت لبدر بقلة فهم ثم نظرت لناهد واردفت مستفهمة _ كاميليا ! … وهى كاميليا هتشوفنى فين ؟
تنهد بدر بعمق واردف بترقب _ انا اللى طلبت اقابل كاميليا واتكلم معاها يا قمر … كنت مفكر انها هتقولي حقيقة الحق*ير ده… بس هى قالت اللى هو حفظهولها … علشان كدة محبتش اعرفك انى كلمتها .
هزت رأسها بقلة حيلة تردف بعدم فهم _ انا مش فاهمة حاجة … يعنى خالد كل ده كان بيضحك عليا ! … عايزين تقولوا كدة يعنى ؟! .
تنهدت نسمة واردفت بحزن لحالها _ مش انتى بس يا قمر … خالد عمل كدة مع كاميليا بس هى للاسف طوعته علشان كدة منزلش صورها … وعمل كدة مع بنات تانية كتير زي ما قولتلك وكلهم خافوا … خالد انسان مريض والمفروض يكون فى السجن مش برة لانه بيستغل البنات ومعاه اصحابه بيشجعوه على كدة وواخدين الامر تسلية ورهان …. انتى ربنا بيحبك يا قمر … ربنا نجدك منه بس هو مش متقبل فكرة ان جوزك ضربه وانه فشل يوصلك فعايز يعمل اي رد فعل … خلي بالك .
وقفت نسمة تزفر بارتياح واردفت _ بعد اذنكوا انا همشى علشان اتأخرت .
وقفت ناهد ايضاً تردف _ وانا كمان هروح علشان ماما .
وقف بدر يودعهما الا ان غادرتا بينما قمر فى حالة سكون تام … اتجه بدر يجلس امامها وظل ينتظر وهو يطالعها بصمت لدقائق عدة حتى حولت نظرها اليه واردفت باستنكار وصدمة _ معقووول !!! … معقووول انا عملت كل ده فى نفسي ؟! .
تنهد براحة وكأن هناك اثقال حديدية انزاحت من فوق صدره … أخييييراً فهمت … اردف بهدوء وتفهم _ هونى على حالك يا قمر … المهم انك بالأخير فهمتى واتعلمتى .
هزت رأسها وبدأت تبكى وتتحشرج مردفة بألم يمزق روحها _ مش ببلاش .. مش ببلاااااش ابدااا
اغمض عينه يتألم لتألمها ثم وقف يتجه اليها ثم دنى لمستواها واتكأ على ساقيه يطالعها بحنو ومد يده يتلمس وجنتها ويردف _ قمر مش بتخسر … قمر يا اما بتكسب يا اما بتتعلم … قمر هتفضل دايما منورة .
نظرت له بعمق وعيون لامعة وهى تهز رأسها بألم واستسلام مردفة _ لاااء … قمر انطفت خلاص … مبقاش عندها روح او حياة … قمر خسرت ابوها واخوها وسمعتها والدنيا كلها بسبب وهم كانت عايشة جواه .
هز رأسه يردف بدعم وقوة _ بالعكس … ياسر بيحبك جدااا ومستنى رجوعك … ونادر كمان بيحبك بس هو متهور شوي … وسمعتك من سمعتى وما حدا بيحكى عنها حرف .
نظرت له بعمق ثم اردفت بخوف ودموع _ وانت ؟ … انت شايفنى ازاي دلوقتى … بتكرهنى ؟! .
طالعها بعيون يتدفق منها العشق … ااااه لو تعلم كيف ينبض يساره لاجلها … اااه لو تعلم كم يعشقها ولا يريد سواها طيلة حياته .
سحب نفساً عالياً يغمض عيناه لثوانى ثم طالعها يردف بانفاس لاهثة كأنه يركض فى سباق خيول _ لاء يا قمر … انا بحبك … بحبك جدااا وشايفك دايما عالية ومنورة .
التوى فمها لا ارادياً وزاد بكاؤها من كلماته ثم فجأة ارتمت داخل احضانه تعانقه وتلف ذراعيها بقوة حول ظهره العريض .
اما هو فها هى فرصته التى انتظرها منذ ان دلفت بيته واصبحت حلاله .
سحبها الى صدره واغلق عليها ذراعيه يقف ويحملها ويجلس هو مكانها واضعاً اياها داخل صدره يعانقها كأنه لم يعرف للعناق سبيلاً يوماً … يشدد عليها كأنه يريدها هنا للابد … يدفن رأسه بين خصلاتها يسحب رائحتها الى صدره بعمق وعشق وهى كانت كالطفلة بين ذراعيه … كان بحاجة الى ضمها اكثر منها … كان بجاحة ملحة الى هذا العناق الذى اعاد اليه الحياة والنور .
اما هى فشعرت بأمان العالم يحتويها … شعرت وكأنها وجدت موطنها الذى فقدته منذ زمن … اهتدت اخيراً لطريقها المزهر الذى ضالته …استكانت بصمت تام وكذلك هو الا من انفاسهما وضربات قلبها العنيفة … ظلا على حالتهما تلك لدقائق قبل ان يرن هاتف بدر مجدداً ويخرجهما من لحظتهما .
ابتعدت قمر مجبرة تخفض رأسها خجلاً ثم قامت من بين قبضته ببطء وجلست على الاريكة المجاورة … اما هو فحاول تهدأة قلبه ومشاعره التى تدفقت بقوة الى خلاياه كتدفق الدم تجبره على اعادتها الى مكانها .
تنفس بعمق واخرج هاتفه بعد ان حاول جاهداً التحكم فى ذاته وفى الحالة والمشاعر التى تملكته … وجده نفس الرقم فتعجب ووقف يبتعد قليلاً ويفتح الخط ويجيب مردفاً بأنفاس لاهثة _ الو !.
اردفت السيدة بصوت متعب وترقب _ الو ! … بَدِر ؟!
تعجب من نطق اسمه بهذه الطريقة وانقبض قلبه مردفاً بترقب _ مين معي ؟
اردفت السيدة بهدوء _ انا امك حليمة يا بدر … بتتذكرني ؟!… انا جارتكم بسوريا ؟!
انسحب قلبه لارجله ونظر لقمر بذهول ثم اردف بعد ثوانى من استيعابه _ امى حليمة ! .. طبعا بتذكرك … انتى عايشة ؟ .
تنهدت حليمة بعمق واردفت _ ايه حبيبي … ايه الله كتبلنا عمر … ربك لما بيريد يا بدر … بس انا بحكى معك منشان شى تانى يا عمرى .
تعجب بدر متسائلاً واردف بترقب وسعادة _ اتفضلي امى حليمة … قولي شو ما بدك … قوليلي مكانك وانا باجى لعندك … انا مو مصدق حالى انى عم اسمع صوتك هلا .
تنهدت حليمة واردفت بتردد _ حبيبي اللى بدى اخبرك اياه مانو سهل بنوب … ما بعرف شو رح يكون رد فعلك بس انا لازم اخبرك يا ابنى … لانى حاسة حالي على مشارف الموت ابنى … حاسة انى رح قابل وجه كريم .
ارتعش جسد بدر وتنبهت حواسه وهو يطالع قمر التى تنظر له بتساؤل بينما اردف بخوف وترقب _ خير يا امى … قوليلي ؟
صمتت حليمة لثوانى لا تعلم كيف ستقول هذا الخبر له ولكنها مجبرة … اردفت بعد قليل بصوت متألم مختنق _ مرتك ريحانة يا بدر … ريحانة ما ماتت هديك اليوم … هى معى هون بالقاهرة .
شُلت اطراف ذلك المسكين الذى في لمح البصر انسحب بعقله من مكانه الى ما قبل ١٠ سنوات حتى وصل الى منزله بسوريا ومر بجميع ذكرياته مع اهله … جسده يقف يتطلع على قمر بذهول بينما عقله سافر عبر الزمن … برودة شديدة استحوذت على اطرافه فوقفت قمر تتجه اليه وتتملس كف يده بصدمة وهى تردف بخوف _ بدر ! .. مالك فيك ايه ؟!
لم يتحرك به انشاً واحداً بل ظل كالجماد مكانه يستوعب ما تفوهت به تلك السيدة .
اردفت حليمة عبر الهاتف عندما لم يأتيها رده _ بعرف انك مصدوم يا بدر … بس هاي الحقيقة … ما بيصير احكيلك تفاصيل ع الهاتف … رح اقولك العنوان وانت بتجي لهون ووقتها بتعرف شو صار بالضبط …
اغلقت السيدة بعدما املته العنوان لتتركه فى صدمته بينما هو يقف يحاول الاستيعاب ولكن لا جدوى … اردفت قمر مجدداً بنبرة قوية وهى تهزه بقلق _ بدر متخوفنيش … مين اللى كلمك وقالك ايه ؟!
انتبه لها أخيراً ونظر له بضياع وتشتت ثم اردف بأحرف متقطعة _ م رت ى !! … مرتى لساتها عايشة !!
تجمدت قمر هى الاخرى وفرغ فاههما مردفة بعدم فهم _ مرتك مين ! .. بدر انت بتقول ايه ؟
هز رأسه يردف مجدداً ذاهلاً بصدمة _ مرتى لسة عايشة … ريحانة ما ماتت هديك اليوم ؟!
اردفت قمر بصدمة استنكار _ ازاى يعنى … ده اكيد مكالمة مفبركة … انت ازاي صدقت حاجة زى دى اصلا ؟!
نظر لها بقوة وعيون مشتتة واردف يومئ بتأكيد _ بس هاد صوت امى حليمة عن جد … انا بتذكره منيح .
ضيقت عيناها ونظرت له بضياع وألم نغز قلبها فجأة مردفة _ يعنى ايه ؟!
نظر لها بعيون ضائعة لدقائق ثم اردف وهو يتحرك بخطى متخبطة _ انا لازم اسافر القاهرة حالا يا قمر … اقفلي على حالك منيح .
قالها واتجه لغرفته يحضر اغراضه ثم غادر بعدها دون اضافة حرف بينما هى وقفت تتطلع على اثره مردفة باستنكار _ مراته ! .. عايشة ! … بعد السنين دى كلها ؟! … طب ازااااي ! … لاااا . اكيد مش حقيقي .
اتجهت بقلبٍ حزين مشتت تغلق الباب وقد قررت انتظار بدر لتفهم منه الحقيقة كاملة .
اما بدر فأخرج سيارته من جراچها واستقلها وبدأ يقود بسرعة فى طريقه الى القاهرة ليتأكد من هذا الخبر الذى نزل عليه كالصاعقة .
&&&&&&&
عند خالد الوزير الذى ما زال يحاول الوصول الي قمر ولكنها قررت تجاهله وعدم الاجابة على اتصالاته او حتى رسائله .
نظر للامام بغضب وغل واردف متوعداً _ تمام يا قمر … يبقى انتى كدة جبتى أخرك معايا … انا بقى هوريكي الوش الحقيقي لخالد الوزير .
قام بالاتصال على احد اصدقاء السوء واردف _ بقولك ايه … الصور اللى عندك لقمر … هبعتلك شوية صور لموديل اجنبية وانت بقى ظبتهم لي … عايزهم يبانوا انها قمر … محدش ابدا يصدق انهم متركبين … تمام … وانا هجبلك المصلحة بتاعتك بليل .
اردف الأخر بحماس _ تمام جدااا … اهم حاجة المصلحة … سلام بقى علشات الحق اضبط الدنيا .
اغلق معه وقام بارسال صور قمر السيلفي التى كانت ترسلها له منذ زمن عبر الهاتف الخاص به .
ضحك بخبث يردف بتوعد _ مترديش براحتك خالص يا ست قمر … انا هخليكي تردى غصب عنك .
&&&&&&&
فى شقة نادر
يجلس مع زوجته يطالعها بترقب ثم اردف متسائلاً _ مالك يا مي … انتى تعبانة ولا ايه ؟!
نظرت له مى بارهاق واردفت _ لاء يا حبيبي كويسة … بس شكلي واخدة دور برد فى معدتى .
تنهد يردف _ طيب مانا قولتلك تعالي نروح لدكتور وانتى مرضتيش ! .
تنهدت تردف بتوتر _ متقلقش يا نادر … انا هعمل كوباية نعناع وهبقى زى الفل … بس قولي مافيش اخبار عن قمر ؟!
تهجمت ملامحه واردف بغضب _ بتجيبي السيرة دى ليه دلوقتى !.
اردفت كي تلهيه عن حالتها _ ابدا يا نادر بسأل عنها عادى … انت ناسي انها اخت جوزى بردو مهما كان … وبعدين انا كنت عايزة اصاحبها واقرب منها بس هى اللى محبتنيش .
زفر بضيق واردف _ فكك منها خالص يا مي … اهى بعدت عننا ولا لينا دعوة بيها ولا ليها دعوة بينا … انا معنديش اخت اسمها قمر … ولو بتحبيني بصحيح متجبيش السيرة دى تانى يا بنت الناس … سامعة .
اومأت بقلق بينما وقف هو يتناول اغراضه ويغادر اما هى فتناولت هاتفها لتهاتف والدتها التى اجابت مردفة بترقب _ ازيك يا مي .
اردفت مى بملامح منكمشة _ ازيك يا ماما … بتعملي ايه ؟
اردفت فردوس بتأفأف _ ابداا … عمالة اقلب من قناة لقناة اسلي نفسي بأي حاجة بس مافيش .
اردفت مى بترقب _ طيب قومى البسي وتعالي نتغدا سوا … علشان تعملي البيت انتى لانى مش قادرة .
تنهدت فردوس واردفت وهى تقف _ طيب اقفلي يالا هلبس واجيلك … سلام .
&&&&&&&&
فى المطعم تعجب ياسر من تأخير بدر فقام بالاتصال به ولكنه وجد هاتفه مغلقاً .
نادا على النادل واردف _ مروان … هو بدر مقالش هو راجع امتى ؟!
اتجه اليه النادل واردف _ لاء يا شيف ياسر … بس فيه واحدة سورية اتصلت وسألت عليه وطلبت رقمه وانا اديتهولها .
تعجب ياسر واردف _ سورية ! … مقالتش هي مين او تقربله ايه ؟!
هز النادل رأسه مردفاً _ لاء يا شيف ياسر .
اومأ ياسر مردفاً _ تمام … شوف شغلك انت .
غادر النادل بينما قرر ياسر الانتظار قليلاً حتى يعود بدر ويخبره بمغزى الامر .
&&&&&&&&
مساءاً وصل بدر الى القاهرة بعد رحلة تشتت ومعاناة … طوال الطريق يفكر هل حقاً ما زالت زوجته وابنه عمه على قيد الحياة … اذاً لماذا اخفت عنه !! … لماذا تم ابلاغه ان الجميع ماتوا !! … اسئلة كثيرة لم يجد لها اجابة فقرر الانتظار حتى يصل .
اخرج هاتفه ثم قام بتشغيله بعد ان اغلقه عمداً حتى لا يفسر امراً لم يتأكد منه بعد .
هاتف السيدة حليمة التى اجابت بترقب وصوت متألم _ بدر ! … شو يا ابنى اجيت ؟!
اردف بدر بصوت مشتت _ انا ف القاهرة … قوليلي العنوان بالضبط لانى ما كنت مركز وقت حاكيتي معي .
اردفت السيدة بصوت متقطع لاهث _ تمام يا ابنى … العنوان ******* … تعي واطلع وانا ناطرتك .
اغلق معها وحاولت هى القيام بصعوبة من على الفراش حتى نجحت … خطت للخارج تردف بترقب وصوت متعب وهى تتمسك بخصرها _ ريحانة !!!… حبيبتى وينك ؟!
اتت ريحانة تزحف ارضاً مبتورة القدمين … نعم فقد خسرت ساقيها تحت انقاض منزلها الذى انهار فوقهم … خسرت ساقيها لتعيش طيلة السنوات العشر فى الم الفقد والعجز والمعاناة ..
نظرت لحليمة بوجه بشوش واردفت بطيبة _ اؤمريني امي ؟! .. بدك منى اي شى ! .
جلست حليمة على المقعد تتنفس بعمق ونظرت لها مردفة بأسف _ بدك تسامحيني يا بنتى … سامحيني انا خالفت وعدى ألك ..
اتسعت عين ريحانة واردفت بصدمة وترقب وهى تضرب بكفها على صدرها _ شو قصدك امى !!! … شو سويتي ؟! … لا تقولي حكيتي بدر ؟!
اومأت حليمة بصمت ودموع فتصنمت ريحانة وجحظت عيناها لا تستوعب ما حدث
اما بدر فبدأ يسأل المارة ويقود ويسأل ويقود حتى وصل امام المبنى الذى اخبرته عنه حليمة .
نظر له بجسد مرتعش لا يستطيع تمالك حاله وقد قرر الصعود لينهى الامر .
وصل الى الطابق المنشود وقام برن الجرس ..
نظرت حليمة الى ريحانة بعجز وأسف بينما الأخرى نظرت للباب الذى بصعوبة بالغة اتجهت حليمة تفتحه وهى لا تصدق انها سترى زوجها بعد كل تلك السنوات بعدما ظنها ماتت مع من خسروا حياتهم بعد ان طالتهم يد الخ*سة والند*الة وهدمت بيوتهم فوق رؤوسهم … سترى زوجها وابن عمها التى تخلت عنه عمداً بعد ان خسرت ساقيها …

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية خسوف)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى