روايات

رواية واحترق العشق الفصل الرابع 4 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية واحترق العشق الفصل الرابع 4 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية واحترق العشق الجزء الرابع

رواية واحترق العشق البارت الرابع

رواية واحترق العشق الحلقة الرابعة

بعد وقت من اللهو مالت يمنى برأسها على ساعد عِماد تتثائب لكن تقاوم ذلك مازالت تود الإسمتاع باللعب مع والدها لاحظ عماد ذلك وتبسم لها بحنان يضمها قائلًا:
مش كفايه لعب كده ووردة بابي الحلوه تنام عشان تصحى مفرفشه.
أومأت رأسها مازالت تقاوح… تبسم عماد على مقاوحتها تلك الصغيرة تُشبهه ليس فقط بالملامح أيضًا بالصفات وأهمها المقاومة للنهايه، وهذا ما حدث بالماضي حين لم يُصدق أن سميرة ستتزوج بآخر ربما ما كان عليه أن يذهب الى عُرسها ويؤكد إحتراق قلبهُ…
“كان عُرسًا ذو صيت عالي بالبلده، العريس هو إبن أحد أغنياء البلده المجاورة لهم، والده ذو باع بتجارة المواشي، وهذه ولده الوحيد، رأى ذاك السفه والبذخ الذى كان بالعُرس من بعض المدعوين اللذين كانوا يتباهون بتوزيع النقوط، بآلاف الجنيهات،والعملات الذهبيه، إنتهى العُرس وبقي شئ واحد فقط هو دخول العروس الى ذاك المنزل الكبير، كان دخولًا يصحبه إحتفالًا خاص، تُذبح المواشي أسفل قدميها بمشهد مُقزز، حتى العريس تركها وذهب يتباهي بأنه ذو قلب جسور عكس حقيقته المُخزيه، بنفس الوقت كانت سميرة تُخفي وجهها أسفل وشاحً أبيض شفاف، عينيها مُغيمه بالدموع، دموع الآلم والعجز، دموع قلبها الذى زاد آنينه بعد أن علمت بالصدفه، أن عماد قد عاد من الغُربة بفجر اليوم، دموع حسرة قلبها الذى يحترق، لم تشعر بتلك المظاهر عقلها وقلبها شاردين، فكرت بالفرار لكن حتى هذا كان صعبً، بالأمس عُقد قرانها، أصبحت زوجته قانونًا، تشعر كآنها بدوامة، بالصدفه رفعت وجهها، وليتها ما فعلت ذلك، تلاقت عينيها من مآساة حياتها،عماد يقف قريب منها،من حلمت به يشاركها هذه اللحظه فى حياتها، يقف ينظر لها عيناه تُشع لومً، إنسابت دموع عينيها قهرًا، دون تفكير تقدمت نحوهُ،أرادت أن تُلقي بنفسها بين يديه وتخبرهُ انها عاشقه له بإستماته، لكن ذاك الآخر جذب يدها بقوه، بنفس الوقت الذى أستدار عماد بظهره لها، جذبها الآخر خلفه مُحترقة الوجدان بائسه يائسه…
دقائق كان يتجول فى البلده التى تغيرت ملامحها، كما تغير كل شئ فى حياته، عاد بقلب مُشتعل الى منزل والدته الصغير، من الجيد انه لم يتصادف معها لكانت رأت إنهزامهُ، دلف الى تلك الغرفه أخذ تلك العلبه المخمليه وسلسلة مفاتيح وصعد الى الدور الثاني بالمنزل فتح باب تلك الشقه، التى شبه جاهزه لإستقبال عروس، بها اثاث جديد دلف الى غرفة النوم مباشرةً، كان الفراش مجرد خشب فقط بلا مراتب، جلس عليه يكاد يبكي، وهو يتخيل أنها الآن بين يدي رجُل آخر، هو كان أحق بها، عشقًا أغرم بها دون نساء كان سهل عليه الإنجذاب نحو غيرها، والزواج من إحداهن من أجل الحصول على إقامه وتقنين وجوده بـ فرنسا لكن رفض ذلك، وهى بعد أن إنتظرت ما يقرب من سبع سنوات باعته بلحظه حين آتى لها فرصة أفضل منه، إنسابت دمعته فعلًا وهو يفتح تلك العلبة المخمليه، تهكم بقهر وهو ينظر الى ذاك الخاتمين، وجلمة تطن برأسه، دى الشبكه بتاعتك يا عماد، أم سميرة بعتتها مع مرات عمها… وقالت مفيش نصيب… بلاش تزعل نفسك ربنا دايمًا مش بيجيب غير الخير، يمكن كده أفضل ليكم، وبكره ربنا هيرزقك ببنت الحلال وتبتسم وتقول كنت غلطان.
كانت نظرة عيناه لوالدته أبلغ رد عن الحسره الذى يحملها بقلبه، بينما نطق لسانه بعكس ذلك قائلًا:
الموضوع ده إتقفل خلاص، وأنا دلوقتي بفكر فى مستقبلي وبس معنديش مكان للمشاعر.
كاذب مشاعره تحرق قلبه حرقًا ينصهر جسدهُ بالكامل ولا يفني، لهب إستقر بين ضلوعه وخيال يسوقه الى الهزيان من قسوة الإحتراق.
بينما بذاك المنزل الفخم، شقه كبيره بأثاث فخم ومميز، بمجرد أن دلفت إليها وخلفها كانت والدتها ومعها زوجة عمها، كذالك والدة العريس التى كانت سببً مباشر للقائها به، حين آتت الى منزلها من أجل تحفيف وجهها، وإلتقت بإبنها الوحيد التى لفت نظرهُ، وتتبعها ولا تعلم سببً لإصراره على الزواج منها بإستماته حتى بعد علمه أنها مخطوبه لم يهتم وأغرى عمها بالثراء وبعض الهدايا الفخمه، ليته طلب إحد بناته ما كان تردد بالقبول لكن هو أصر على سميرة، بعد قليل غادر الجميع من الشقه وظلت سميرة وحدها مع العريس، ذهبت نحو غرفة النوم، ساقيها بالكاد تستطيع السير بهن،جلست على طرف الفراش ونزعت طرحة العروس عن رأسها وضعتها جوارها، إنحنت تضع رأسها بين كفي يديها وصورة عماد تلوح أمامها بلوم، إنسابت دموعها، لم تشعر متى غفت فوق الفراش دون وعى منها الى حين شعرت بزمجرة إرتطام شئ فوق أرضية الغرفه، فتحت عينيها بفزع ونظرت أمامها، كانت بقايا إحد المزهريات مُتهشمه، لم تهتم بذلك، بل إرتجفت أوصالها حين رأت نسيم يترنح بجسده وهو يسير نحوها مثل المسطول، هو كان كذالك فعلًا، نهضت من فوق الفراش مُرتعبه من هيئته المُذريه بالنسبه لعريس بليلة زفافه، تيقنت أنه تحت تأثير عقار مُخدر، زاد الرعب فى قلبها من. نظرة عيناه وهو يقترب منها بتلقائيه تفادت تصادم جسده بها وإبتعدت قليلًا بجانب، بينما هو كآنه لا يراها وإرتمى بجسدهُ فوق الفراش غير آبهه بوجودها لوهله من يراه وهو مُمدد بظهره فوق الفراش يظن أنه فارق الحياة، شعرت برهبه تملكت منها وهى تقترب منه بخطوات بطيئة قربت يدها من أنفه، شعرت بأنفاسه تنهدت براحه، ورفعت ثوب زفافها وتوجهت نحو خزانة الملابس أخرجت لها غيارًا واخذته وغادرت الغرفه، توجهت الى غرفة النوم الأخري،وأغلقت بابها خلفها، وضعت الغيار فوق الفراش ونزعت ثوب العُرس التى تشعر به مثل الكفن فوق جسدها، إن كانت تتمني ذلك بالفعل.
ذكرى فاق منها على ذاك الصوت العالى المُنعث من التلفاز،نظر نحوه يشعر بآلم فى قلبه،كان صوت “زعروطة” نظر نحو سميرة التى كانت تجلس معهم بنفس الغرفه، فوق تلك الأريكه تُشاهد أحد الأفلام، للحظه تجهم وجهه شعر بالغضب وكاد يتحدث لكن سميرة أغلقت التلفار ونهضت تركت جهاز التحكُم الذى كان بيدها فوق الأريكه وتوجهت نحوه قائله:
يمنى بتنعس هاتها أنيمها على السرير.
حاول تلجيم غضبه وترك لها يُمنى التى بدأت تستسلم للغفيان…بمجرد ان حملتها منه،ذهبت بها نحو غرفة النوم الخاصه بهن،بينما عماد ظل قليلًا يحاول السيطرة على مشاعره الثائرة،ثم نهض وتوجه الى تلك الغرفه نظر نحو الفراش،سميرة تضم يمني بين يديها ونعست هى الأخري، ظل واقفًا للحظات يزفر نفسه يُفكر فى إيقاظ سميرة هو آتى مُشتاقًا لها، ولكن نهاية الليله كانت عكس رغبتهُ، إستسلم وخرج من الغرفه توجه ناحية الغرفه الأخرى، ألقى بجسدهُ فوق الفراش حاول النوم، رغم إرهاقه لكن ظل يشعر بالإشتياق الذى جلبهُ الليله لرؤية طفلته كذالك سميرة زوجته…يشعر بإحتراق فى جسده، لكن فجأه أغمض عينيه يتفادى ذاك الضوء الذى سطع وفتحهما مره أخرى.. نظر نحو باب الغرفه تبسم حين رأي سميرة، تنظر له بخجل قائله:
يمنى نعست ومش هتحس بغيابي عنها.
تبسم وهو يفتح ذراعيه بإشارة لها أن تقترب منه، بالفعل تبسمت بخجل وهى تتوسد صدره تُقبل جانب عُنقه،وهمست برقه ورجاء:
قول إنك لسه بتحبني يا عماد.
شعر بأنفاسها الرطبه على عُنفه أهدأت قليلًا من إحتراقه… لكن سُرعان إشتعل بداخله بركانً حين سمع همسها الناعم إزدرد ريقه، رأت حركة عروق عنقه، تبسمت قائله:
للدرجه دى الأعتراف ده عندك صعب.
نظر لها بعين تومض ببريق خاص لها فقط، لكن بداخلها تود سماع تلك الكلمه، إبتعدت عنه وتجنبت ناحية طرف الفراش بدلال منها وهمً أنها ستغادر لكن سُرعان ما جذبها لتسقُط فوق صدره، تبتسم عينيها بضي وهاج بعد أن سمعت إعترافه النابع من القلب:
بعشقك يا سميرتي.
خصها بتملُك،ينظر للمعة عينيها بعدإعترافه،إقتربت أكثر منه تلتحم به ضمها قويًا بتملك تختلط أنفاسهم…
لكن بلحظة تبدل ذاك الإحساس حين فتح عينيه وكان الظلام يحاوط الغرفه الا من ظل ضوء بالردهه خارج الغرفه،زفر نفسه بضجر،وقرر النهوض وذهب الى تلك الغرفه،نظر نحوهن كانت يمنى تجنبت قليلًا عن سميرة،لكن لم يستطع إيقاظها.. هنالك شئ يمنعه،زفر نفسه وخرج من الغرفه،بينما فتحت سميرة عينيها تتنهد بإرتياح للحظات توقعت أن يُقظها من أجل رغبته، هى تبغض هذا الشعور،ربما بعيدًا عن هنا تتحمله غصبً.
❈-❈-❈
بعد مرور عِدة أيام
بمنزل شعبان
وضعت آخر طبق بيدها فوق تلك المنضدة الأرضيه وقامت بالنداء:
يا هند يلا عشان تفطري ومتتأخريش على شُغل المصنع.
نظر لها بسخط ذاك الذى خرج من إحد الغرف قائلًا بإنزعاج:
أيه الدوشه دى عالصبح،، هى الدار دي مفيش حد بيشتغل غير السنيورة بنتك.
نظرت له بحُنق وإمتعضت بشفاها، تقول بنفاق:
إزاي إنت راجل الدار، ربنا يخليك لينا، وميحرمناش منك أبدًا.
نظر نحو الطعام بإمتعاض قائلًا:
فول وطعميه مفيش غيرهم، كل يوم نفطر مفيش غير حرق القلب ده.
نظرت له هند التى جاءت وجلست خلف تلك المنضده قائله بحقد:
ناس تفطر حرق قلب وناس تانيه تفطر على انواع أكل كلها مستورده،وياريته حاسس باللى حواليه… حظوظ.
نظر لها شعبان بسؤال:
قصدك مين.
جاوبته هانم التى جلست لجوارها قائله:.
هيكون قصدها مين، طبعًا “عماد”…هقول أيه طبعًا حُسنيه مأسيه قلبه، بالغِل والحقد.
هتفت هند بتوافق:.
فعلًا، من كام يوم كان هنا فى المحله وإشترى المصنع اللى بشتغل فيه، ولما وقفت قدامه قولت يمكن ميعرفش شكلِ، قولت له انا هند شعبان الجيار، حتى مكلفش نفسه يبص لى، وتجاهلني وكسفنى قدام البنات، مع إنى مكنش ليا غرض غير إنه بس يعرف أخته.
مصمصت هانم شفتيها بسخريه قائله:
وكنتِ منتظره منه أيه، إبن حُسنيه طول عمرها نفسها فى فرصه، وربنا عطاها من وسع…وخدها تعيش معاه فى مصر فى ڤيلا لوحدها.
أكملت هند:
معاها مراته وبنته كمان.
قاطعتهاهانم بنفي:
لاء أنا من كام يوم كنت مع مرات عم”سميرة”مراته وقالتلى إنه معيشها فى شقه كبيره ومنطقه راقيه،بعيد عن أمه.
إستغرب شعبان سائلًا:
والسبب أيه.
ردت هانم بتهكم وتجني:
حُسنيه طول عمرها شديد وقويه،يمكن مريحتش نفسها مع مراته وقال يوفر على نفسه تعب القلب،وفصل الإتنين عن بعض.
نظر شعبان لها بداخله لا يُصدق جواب هانم الكاذب والمُتجني على حُسنيه، ربما حقًا بينما عداء، لكن عماد هو محور حياتها ومن المستحيل أن تتسبب له بأي إزعاج، لكن ربما حديث هانم عن أن سميرة تقطن بمكان آخر بعيد عن حُسنيه، أوصله الى فكره سيفعلها ربما تآتى بثمار لاحقًا،لكن عليه الحصول على عنوان مسكنها أولًا.
❈-❈-❈
ڤيلا عماد
بمجرد أن فتحت لهن الخادمة هرولت يمنى الى الداخل تمرح بصوت عالِ
بنفس الوقت كان يترجل عماد آخر درجات السلم، بمجرد أن سمع صوت مرح يمنى نظر نحوها وشعر بإنشراح وجثي على ساقيه مُبتسمً وهو يستقبلها بين يديه بحنان، رفع بصره لأعلى نظر الى بسمة سميرة المُترددة وهتفت بتبرير مُردده:
طنط حسنيه إتصلت عليا و…
تبسم عماد وهو يستقيم واقفًا وسمع ترحيب حُسنيه بـ سميرة المُرتبكه تنظر ناحية عماد بترقب، بينما عماد إدعى الإنشغال بتقبيل وجنتي يمنى ولم يقول شئ رغم إنبساط قلبه برؤيتهن الإثنتين، لكن كان إهتمامه مُنصب على يمنى وسار بها نحو تلك الغرفه الخاصه بالسفره، وجلس وهى على ساقيه ثم دخلن حُسنيه ومعها سميرة التى تضع يدها على كتفها بترحيب، قائله:
أوعي تكوني فطرتي قبل ما تجي.
بحياء تبسمت، لكن أحرجتها يمنى قائله:
لاء مش كلنا مم قبل ما نجي.
تبسم عماد، بينما خجلت سميرة، شفقت حُسنيه عليها، من نظرة عينيها الى عماد، تود منه كلمة ترحيب بها لكن هو مُنشغل مع تلك المشاغبه التى رفضت تركه وظلت جالسه على ساقيه،يُطعمها،تغاضت سميرة عن عدم ترحيبه بها،وإندمجت فى الحديث مع حُسنيه حتى بعد إنتهاء الفطور،ظلت يمنى مُتعلقه بـ عماد الذى أخذها وذهب الى غرفة المكتب يُنهي بعض الأعمال،بينما سميرة كانت تجلس تتساير مع حُسنيه بأمور شتى،الى أن ذهب عماد إليهن وضع يمنى على الأرض قائلًا:
عندي شغل مهم لازم أروح المقر.
تشبثت يمنى به تود أن يأخدها معه.
ضحكت سميرة كذالك حسنيه،التى حملتها قائله:
تعالى أقعدي معايا أشبع منك شوية.
لكن لـ يمنى رغبه أخرى.
تبسم عماد وهو يُقبل وجنتيها قائلًا:
مش هغيب،ساعتين بالكتير وهرجع عشان نلعب سوا فى حمام السباحه.
بضجر إستسلمت يمنى.
❈-❈-❈
بـ مصنع الفيومى
مكتب نائب الإدارة “جالا”
تبسمت تلمع عينيها بظفر وهى تتجول بين تلك المواقع الإليكترونيه عبر حاسوبها الخاص، ترا تلك الصور الخاصه بها مع عماد، وبعض التكهنات من البعض أن هنالك شبه إرتباط قادم بينهم، ملست بأناملها المطليه بطلاء داكن على شاشة الحاسوب فوق وجه عماد رف قلبها بشعور لم تشعر به سابقًا، قابلت الادهى منه، لكن كآن له سِحر خاص به، هنالك جاذبية خاصه له، تلك النظارة التى تُخفي عيناه كآنها كوكب من الغموص بالنسبه لها، لا تفضل الأشياء الواضحه دائمًا ما يُثيرها الغموض، يجعلها تشعر بلذة المعرفه،تنهدت بتمني، هى ألقت بداية الخيط، بالتأكيد هو سيرا تلك الصور، وبالتأكيد سيكون له رد فعل عليه، ربما يُحدثها من أجل نفي ذاك الحديث الخالي من الصحه، وذلك فرصه جاءت، او بالأصح صنعتها كى تتقرب منه وتفك شفرة غموضه التى تُثيرها.
❈-❈-❈
فرنسا
مارسيليا
ورشه خاصه بتصنع الأثاث
خلف مكتب المدير كان يجلس يُنفث دخان إحد السجائر، ينهمك فى قراءة تلك الرسائل المُرسله له على حاسوبه الخاص،الى أن دلف عليه شابً يتحدث بالعاميه المصرية قائلًا:
عملت لك كوباية شاي كُشري مصري فى الخمسينه،مش فتله اللى مالوش طعم كمان معاه شوية كحك وبسكوت صناعه مصري أمى باعتهم مع واحد رجع لفرنسا من يومين،من بتوع فرح أختى .
ترك الحاسوب ونظر له مُبتسمً يقول:
كوباية الشاي جت فى وقتها “محمود”،دماغي مصدعه…وألف مبروك لأختك ربنا يهنيها هى وعريسها،أوعى تكون نسيت تبعت لها نقوط جوازها.
تبسم له محمود بود قائلًا:
لاء عيب،يعني إتكفلت بجهازها كله وهستخسر فيها النقوط، صاحبك يفهم فى الواجب.
تبسم له قائلًا:
عقبال فرحك يا محمود،وإن شاء الله هتكفل أنا بمصاريف الفرح كلها.
تبسم له محمود قائلًا:
كتر خيرك يا ريس،جمايلك عليا كتير،لولا إنك ساعدتنى وجبتني أشتغل هنا فى الورشه كان زمانى متشرد فى الشوارع،فضلك عليا مش هنساه عمري كله.
تبسم هانى قائلًا:
الفضل لله يا محمود انا مجرد سبب وسبق وقولتلك إحنا مصرين وفى غُربه ولازم نبقى جنب بعض.
تبسم محمود قائلًا:
ربنا يديك على قد نيتك الصافيه…
كوباية الشاي دى هتظبط دماغك،يلا بلاش أعطلك وأسيبك تكمل شغلك..وأروح انا كمان أكمل شغلي،عندنا فى الورشه طلبيات كتير.
اومأ له هانى مُبتسمً، محمود يُذكره بنفسه فى بداية غُربته هنا، أمسك كوب الشاي ومعه قطعة كعك ويستسيغ طعمهما بتلذوذ، وتذكر نفسه بأول يوم دلف الى هذه الورشه
كان فى منتصف العشرينات من عُمره، ضاق به الحال فى مصر والسفر الى الخارج هو مبتغاه، وقد ناله بعد رحلة عناء بين أمواج تتلاطم بحلم الأفضل لاحقًا، تقابل مع شخص مصري بعد ان عمل بأكثر من عمل جزئيًا فقط كان يستطيع تدبير اساسيات حياته من المأكل والمسكن الى أن عثر له ذاك الشخص على عمل ثابت ومناسب لإمكانياته الذى أخبره بها سابقًا أنه حين كان بمصر كان يعمل بورشة تصنيع أثاث ويُتقن ذاك العمل، جاء به الى هنا هذه الورشه التى كان يمتلكها فرنسيًا، كانت اللغه الفرنسيه شبه معدومه له فقط بضع كلمات…
كان صاحب الورشه كهلًا سمين بالنظر له تخطى الخامسه والخمسون أو أكثر، قدمه له وقد بدأ العمل بالورشه لفترة تحت إختبار ونظر صاحب الورشه الذى سُرعان ما حاز هانى على ثقته، لأمانته وإتقانه وتفانيه فى العمل،دبر له مسكن قريب من الورشه غرفه فوق سطح تلك البنايه الذى يسكن فيها،بإيجار كان يتشاركه مع شخص آخر،مرت الأيام الى ان دخلت تلك المرأة الجميله التى ترتدى زيًا عصريًا ضيق قصير وشبه عاري،بالنسبه لهم ذلك ليس لافتًا للنظر،لكن هى وجدت ما لفت نظرها،حين راته يعمل خلف طاولة خشب يقوم بسمكرتها،كان الطقس حارًا،وبسببه إستغنى عن سُترته العلويه،وظل بـ فانله بلا أكمام،برزت جسده الممشوق من أعلى،نظرت له بشهوانيه،هو عكس زوجها صاحب تلك الورشه،السمين،وليته سمين فقط بل بذراع واحد بعد أن قطع المنشار نصف إحد يديه،مقارنه هانى بها هو الفائز بكل الخِصال…لتمُر أيام،بعد أن كانت تنفر من المجئ الى تلك الورشه أصبحت شبه مداومه على المجئ والبقاء لاوقات طويله عينيها تفترس جسده حتى وهو يرتدي ثيابه الملوثه بغُبار وزيوت ودهانات،لكن كانت بالنسبه لها كآنها أفخم الثياب، شابً يافعًا ذو عنفوان بجسد مفتول،تنظر الى يديه الخشنه تشتهي أن تشعر بخشونتها فوق جلدها الناعم،حاولت لفت نظره،لكن هو كان لديه هدف واحد،بناء مستقبل لا يلتفت الى شئ ليس من حقه النظر له،كان صده لها بمثابة إثارة الجنون فى عقلها،وإزدادت رغبتها في قضاء وقتًا حميميًا معه تستلذ بخشونته ورجولته الطاغيه عكس زوجها،ولا يهمها حتى إن علم بذلك،هى تُعطيه كل الحريه مع النساء،لكن قابل هانى ذلك بالرفض بطُرق ذوقيه،ربما تسأم مع الوقت،لكن فى ظروف غامضه توفي زوجها.
قطع سيل تذكرهُ للماضي صدوح رنين هاتفه،نظر الى الشاشه وسُرعان ما تبسم وقام بالرد قائلًا:
صباح الخير يا عُمده،ولا خلاص الساعه عدت أتناشر الضهر يبقى مساء الخير.
تبسم عماد قائلًا:
لا ضهر ولا صبح،أنا بكلمك عشان المصنع بتاع المحله اللى إشتريته،فى أوراق لازم توقيعك عليها،كشريك.
تبسم هانى قائلًا:
يا عم سبق وقولتلك عندي ثقه عمياء فيك،والأوراق دى مش مهمه.
تبسم عماد قائلًا:
لاء حقي وحقك،قولى مش بتفكر فى أجازة تنزل لمصر قريب.
تنهد هانى قائلًا:
أنا راجع من أيام،يمكن بعد شهرين تلاته كده،أمى وانا فى مصر قالتلى نفسها تعمل عُمره وأنا معاها،وأنا بصراحه كمان نفسى أعمل عُمره يمكن تغسل شوية ذنوبي،وافقت وأهو هوضب ورق ليا وليها وهقابلها فى مكه وبعدها هنزل مصر لمدة شهر بحاله.
تبسم عماد قائلًا:
عُمرة مقبولة مقدمًا،كمان فى موضوع كنت عاوز أستشيرك فيه،دلوقتي مدير المصنع اللى إشترته،بصراحه صاحب المصنع شكر ليا فيه،صحيح انا معرفوش،بس صاحب المصنع قالي إنه شخص أمين وكمان حازم مع العمال،والمصنع فى المحله وصعب عليا إدارته من هنا،بفكر أحط المدير ده شهرين تحت الإختبار وأشوف نتايج عمله.
وافق هاني قرار عماد قائلًا:
تمام،وأنا كمان ده رأيي،رغم إن كان فى دماغي شخص تانى ينفع مدير للمصنع.
تسأل عماد بإستفسار:
ومين الشخص التاني ده.
بتردُد مرح أجابه هاني:
“شعبان الجبار”جوز عمتي…قصدى اللى كان جوزها سابقًا…
لم يُكمل هاني بقية حديثه حين سمع صوت إغلاق الهاتف…ضحك بسخريه مازال الماضي محفورًا بقساوته بين ضلوعهم التى مزقتها قسوة القدر باكرًا.
❈-❈-❈
بذاك المصنع بالمحلة
بعد الظهر بوقت
كان ساعة الراحه الخاصه بالعاملين بالمصنع، وقت الغداء بالنسبه لهم، كان هنالك فضاءً مُغطي بقطع معدنيه بخلف المصنع مثل مطعم صغير، بجلس البعض منهم فيه يتناولون وجبة الغداء الذى معظمهم قد جاء بها معه من منزله،جلست تشعر بإرهاق فوق إحد الآرائك جوار إحد زميلاتها، لكن شردت بعينيها وهى ترا ذاك الواقف بمكان قريب، يضع الهاتف فوق أذنه، لفت نظرها ضي ساعة يدهُ التى ضوت بعد إنعاس الشمس عليها، لمعت بعينيها فكره مثل ذاك اللمعان، نهضت من مكانها وإتخذت القرار، بالنهايه هذا المصنع مِلك لأخيها حتى وإن كان لا يعترف بذلك، تقربت من ذاك الشخص وحين أصبحت جواره إدعت أن قدمها إنزلقت،وكادت تقع أرضًا لولا رفعت يدها وتشبثت بمقدمة قميصه،بتلقائيه منه ساعدها الى ان إستقامت،تدعي الآلم ودموع التماسيح تلمع بعينيها قائله:
آسفه
إتكعبلت فى ديل الجونله،شكرًا أنك ساعدتني.
تفهم ذلك ورد عليها بدبلوماسية:
لاء مفيش مشكله أهم حاجه إنك بخير، روحي كملى غداكِ وقت الراحه خلاص قرب ينتهي.
قال هذا وغادر دون الإنتباه الى نظرات عينيها اللتان تُشعان غضبً من ذلك الاحمق الذى لو علم بهويتها ربما لكان حملها فوق رأسه، لكن سارت دماء والدتها الخبيثة بها وهى تضع هدفً لابد أن تصل إليه حتى إن تزوجت من رجل لديه إمرأة أخري، فلكل رجُل نُقطة ضعف وذكاء الأنثى هو استغلالها وتطويعها لمصلحتها… حتى إن تخلت عن كرامتها عليها الخروج من شرنقة الفقر.
❈-❈-❈
بـ ڤيلا عماد
عاد بقلب ملهوف ليس فقط على صغيرته، بل على سميرة مُتيمتهُ، لكن يُخفي ذلك خلف إصطناع البرود، تحجج بـ يمني التى وعدها بالعودة من أجل اللهو معها، بينما قلبه المُشتاق هو ما تحكم فيه…لكن حين عاد كانت يمنى بمزاج سئ هى للتو إستيقظت من غفوتها
كانت تحملها سميرة على كتفها وتسير بالحديقه الأماميه للـ الڤيلا،ذهب عماد نحوهما مباشرةً،لاحظ عبوس يمني…تسأل:
ليه زعلانه يا وردتي.
القت بنفسها عليه تود نيل دلاله هو الآخر،تبسمت سميرة قائله:
كانت نايمه ولسه صاحيه مقريفه كده.
تبسم عماد وهو يُقبل وجنتها قائلًا:
ايه رأيك نروح حمام السباحه نعوم شويه.
أومأت يمنى بموافقه.
تبسم عماد وهو يذهب بها نحو حمام السباحه، بينما قالت سميرة:
هروح أساعد طنط حُسنيه فى المطبخ.
أومأ لها مُبتسمً.
بعد وقت من اللهو بمياة حمام السباحه خرج عماد وهو يحمل يُمني، وجذب تلك المنشفه وقام بلفها على جسدها الصغير، لكن يمنى ارادت اللهو، حتى بتلك المنشفه حين أخبأت وجهها أسفلها كآنها تختفى بها.
تبسم عماد على مكرها، ودلف بها الى داخل الڤيلا تقابل مع سميرة التى رأت مكر يمنى التى تظن أنها مختفيه أسفل تلك المنشفه، تبسمت بمرح قائله:
فين يمنى.
جاوبها عماد بغمز:
مش عارف باينها إختفت.
لكن مكر الصغيره المرح جعلها ترفع المنشفه عن وجهها قائله:
أنا أهو يا مامي، وهختفي تاني عشان ناناه مش تشوفني.
ضحكت سميرة على فعلة صغيرتها الماكره التى عاودت إخفاء وجهها،كذالك عماد الذى ضحك بصفاء قلب.
كانت حُسنيه ترا ذاك المشهد من مكان قريب تدمعت عينيها،يقينها عماد عاشق لكن مُكابر،لكن الى متي ستظل تتخذ الصمت.
………
ليلًا
عاد عماد مره أخري للـ الڤيلا بعد ان غادر مساءً حتى لا يكون متواجد وقت مغادرة سميرة ويمني من الڤيلا ويشعر بفراغ قاتل… كان يشعر بإنهاك وجداني… ذهب مباشرةً الى غرفته،
فتح باب غرفته يتنهد بإرهاق أشعل ضوء الغرفه لكن تفاجئ بتلك النائمه فوق أريكه بالغرفه جسدها مُنكمش تثني ساقيه حتى يتلائم جسدها مع الآريكه،إقترب منها وقف قليلًا يتأكد أنها حقيقة ليست وهمً بسبب إشتياقه ظل نظر لها يتشرب بعينيه من ملامحها،لكن فجأة شعر بنغزه فى قلبه حين رأها تحاول مد ساقيها كى تفردهما لكن عاودت إنكماشهم وإنزاح ذاك الدثار عنها وسقط على الأرض،رفق قلبه وإتخذ قراره دون تفكير،وإنحني يتسلل بيديه أسفل جسدها وحملها من فوق تلك الآريكه، فتحت عينيها وتبسمت بتلقائيه هامسه:
يمنى صحيت.
تبسم على عقلها الذى لا يُفكر سوا بـ يمنى همس وهو يضعها فوق الفراش قائلًا بحنو:
نامي يا سميرة.
عاودت إغماض عينيها وفردت ساقيها براحه فوق الفراش،تعتقد أن هذا ليس سوا حِلمً تتمناه..تشعر بحنان عماد معها،بينما تبسم عماد وهو يتنهد هامسًا إسمها بتملك عاشق:
“سميرتي”.
ظل لدقائق مُتكئًا على أحد جانبيه ينظر لها بتأمُل للحظات بنظرات عاشق يتملك العشق بكل ذرة فى جسدهُ،فكر أن يتمدد لجوارها ويجذبها لحضنه يشعر بنبضات قلبها قريبه منه،لكن فجأة لاحت تلك الذكرى برأسه وهو يراها ذات يوم تسير بالطريق جوار من كان زوجها الأول
عاود لجمود وتبلُد مشاعرهُ ونهض من جوارها وهو على يقين إقتراب سميرة منه مثل الهلاك…لكن يغلبهُ قلبهُ الذى يآن بإشتياق دائم للشعور بأنفاسها،إقترب من شِفاها وضع قُبله رقيقه…
تنهدت بعد أن ترك شِفاها تبتسم، مازالت تشعر كآن تلك القُبله الرقيقه بحِلم،بينما تلك القُبلة كانت
«حقيقةً وليست حِلم».

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية واحترق العشق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى