روايات

رواية خسوف الفصل الثلاثون 30 بقلم آية العربي

رواية خسوف الفصل الثلاثون 30 بقلم آية العربي

رواية خسوف الجزء الثلاثون

رواية خسوف البارت الثلاثون

رواية خسوف الحلقة الثلاثون

&&&&&&&&&&&
يجلس بدر في الغرفة التى تم احتجازه بها مطأطأ الرأسِ بملامح حزينة … يفكر في غاليته الصغيرة وابنة عمه ..
مؤكد ان قمره قد علمت بالامر … ترى ما حالتها الآن !! … مؤكد تحتاج لعناقه .
تنهد بضيق ثم رفع نظره يتطلع للامام وهو يتذكر حديثها ليلة امس  … اكانت تشعر به !!
استغفر واردف بعمق _ لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين .
&&&&&&&
وصلت السيارة امام منزل هذا الشاب وترجلت قمر مسرعة تتجه للباب وتطرقه بقوة فأسرع اليها نادر يردف _ قمر براحة مش كدة .
نظرت لشقيقها بأنفاس لاهثة بينما ترجل ياسر ووقفوا ينتظرون فلم يأتيهم رد .
اسرعت تطرق مرة ثانية بقوة اكبر خرج على اثرها احد الجيران مردفاً بترقب _ خير يا جماعة فيه ايه !!
اردفت قمر بلهفة _ بنسأل على علي يا حاج هو فين !
اردف الرجل بتمهل _ انتوا مين !
اردف ياسر بهدوء _ انا صاحب المطعم اللى بيشتغل فيه يا حاج وكنا جايين نعزيه فى والدته .
اومأ الرجل واردف _ ايوة بس العزا مش هنا يا باشا … والدته من الشرقية واندفنت هناك وهو هناك دلوقتى .
نظر ياسر لقمر التى تطلعت على والدها بضيق واردفت متسائلة _ طيب تعرف عنوانه هناك يا حاج !
نظر لهما الرجل قليلاً ثم اردف بهدوء _ طيب ثوانى هكتبهولكم في ورقة .
دون لهم الرجل عنوان الشاب وتناولته منه قمر التى استقلت السيارة مع والدها وشقيقها مردفة _ نادر وصل بابا ع البيت و اطلع بينا ع الشرقية .
نظر لها والدها بتعجب مردفاً _ يابنتى احنا نص الليل … هنروح فين الوقتى … الصباح رباح يالا نروح والصبح بدرى هروح انا واخوكى .
نظرت لوالدها باختناق وقد سقطت عبراتها مجدداً معلنة عن ضعفها وقهرها في غيابه مردفة _ بابا انا لو روحت هتخنق … مش هعرف اعد ف البيت من غير بدر … انا حالا هسافر حتى لو لوحدى … بس مش هرتاح غير لما بدر يخرج واعرف اللى حصل ده حصل ازاى .
تنهد والدها يطالعها بحنو ثم نظر لنادر واردف _ خلاص يا نادر اطلع يابنى ع العنوان .
اومأ نادر وقاد في طريقه الى محافظة الشرقية لرؤية هذا الشاب ولمعرفة حقيقة الامر .
بعد حوالي ساعتين او اقل
وصل نادر في عاصمة المحافظة وبدأ يسأل بعض المارة عن العنوان المدون فأخبروه انه تابع لقرية متطرفة من محافظة الشرقية .
اكملوا سيرهم الى تلك القرية البعيدة وقمر في حالة صمت وشرود تام تنظر من نافذة السيارة وعيناها مسلطة على الخارج ولكنها لا ترى ولا تسمع غير صورته وصوته .
استعادت في ذلك الوقت كل افعاله معها … فكرت في اول نبضة قلبٍ لها كانت عندما تخطت سن السابعة عشر ورأته بعينٍ جديدة …  كان وقتها في حالة يثرى لها … بدأت تقترب منه لتكتشف ما به سامحة لنفسها بأنه صديق والدها حتى لو كان يصغره سناً … بدأت تستعمل طرقها العفوية والممازحة وتستعين بدلالها كي تحاول التخفيف عنه عندما علمت من والدها حكايته كاملة لا تعلم لما ارادت اخراجه من حزنه !.
ارادت ان تخرجه من كهف احزانه المظلم  … لمحت في عينه بريق غريب عندما يطالعها ففرحت وتأملت وزادت من قربها منه ولكن تبدل حاله واصبح يتعامل معها بجمود … اصبح يبتعد ويتجنبها حتى تلك النظرة لم يعد يطالعها بها … تألمت وظنته يراها فظة وغير محبوبة … فأنجرفت لسبيلٌ آخر لكى تؤكد له انه مخطئ … تمردت وخدعت نفسها بسبيل حبٍ كاذب لكى ترى مجدداً ما رأته في عينه ولكن كانت هى ضحية هذا السبيل الخطأ .
ليأتى القدر ويضعها امامه في تحدى قوى … وقتها كانت تستطيع الرفض … كانت تستطيع اقناع والدها بأي طريقة … ولكنها قبلت بزواجه منها … قبلت لتثبت له انها محبوبة … وافقت لتحركه وتحرك مشاعره تجاهها … تمردت في بيته … اهانته بكلامات ثقيلة … ادعت الهروب والضجر وكان يتعامل ببرود يزيد من جنونها … انهكها هذا الحب … زادها عمراً فوق عمرها الصغير … ولكنها ان فحرت الارض بايديها وان شقت الصحراء وعبرت الافق بحثاً عن مثله فلن تجد … لن تجد حباً وحناناً مثلما وجدته عنده … لن تجد تفهماً واحتواءاً مثلما فعل معها … عندما يعانقها تكتفى به برجال العالم اجمع … حتى في خصامه حنون … حتى في غضبه رؤوف … حتى في عنفه مُراعى … لذلك لن تغفو ويحرم عليها النوم الا اذا لقت عيناه وارتمت بين احضانه .
زفرت بعمق ثم التفتت تنظر لنادر بعيون لامعة وتردف بضيق _ لسة كتير يا نادر !.
طالعها نادر بحنو ورأفة يردف _ هانت يا حبيبتى … هونى على نفسك يا قمر … بدر هيطلع متقلقيش .
اومأت له بهدوء ثم نظرت لوالدها فوجدته ينام مستنداً على الكرسي الخلفى فتنهدت ولفت نظرها لوضعها تفكر مجدداً فيه .
&&&&&&&&&&
فى شقة ريحانة التى كادت ان تنام بعدما غادرتا ام محمد وسيدرا من عندها  متعجبة فاليوم لم يمر عليها بدر وقمر كعادتهما مساءاً … هل حدث مكروه !
تنهدت تلتقط هاتفها ثم قررت الاتصال على قمر … رن هاتف قمر لثوانى ففتح الخط واردفت بصوت هادى _ ازيك يا ريحانة .
زفرت ريحانة واردفت بترقب _ قمر حبيبتى … انتوا بخير !!! … لانو ما نزلتوا اليوم المسا لعندى ف قلقت !.
تنهدت قمر بعمق لا تعلم كيف تخبرها … اردفت بهدوء وتروى _ بخير يا حبيبتى اطمنى … حصل مشكلة صغيرة في المطعم وبدر وبابا ونادر مقدروش يروحوا … وانا روحتلهم لانى قلقت ..
ضيقت عيناها متسائلة عبر الهاتف بقلق _  ان شالله خير … شو صار ! .
تحمحمت قمر واردفت بكذب حتى لا تقلقها _ خير متقلقيش … تقريبا حد من المنافسين مقدم بلاغ ضد بابا وبنحاول نعرف مين … ارتاحى ان شاء الله بكرة الصبح كل حاجة تتحل .
تنهدت ريحانة تردف بهدوء _ تمام حبيبتى … الله معهن وييسر امورهن … سلمى ع بدر … وابقى طمنيني شو صار معكم .
اومأت مردفة بهدوء _ حاضر هطمنك ..
كادت ان تغلق ولكنها اردفت متذكرة _ ريحانة !
اجابتها ريحانة تردف _ ايه قمر فيه شي !
اردفت قمر بحزن على حبيبها _ بيقولك بدر اقفلي على نفسك كويس ولو احتجتى اي حاجة رني .
اردفت ريحانة بترقب _ تمام حبيبتى تسلموا.
اغلقت معها وشردت تفكر هل تخفى عنها شئٍ … هل تهاتف بدر لتطمئن اكثر !!! … ولكن ماذا اذ كان الامر مثلما اخبرتها قمر حينها ستكون في موقف محرج .
زفرت ووقفت مستندة على العصا ثم اتجهت الى باب شقتها تغلقه جيداً ثم عادت الى فراشها وفكت الاطراف وتمددت تلتقط اللاب توب الخاص بها وبدأت تتصفحه وتندمج بعدها في مواقع التفصيل .
&&&&&&&
بعد وقتٍ ليس بالقليل وصل نادر تلك القرية التى يبدو عليها السكون فالوقت اصبح فجراً والهدوء يعم المكان .
توقف نادر جانباً ونظر لشقيقته التى انتابها السكون يردف _ قمر … الناس هنا كلهم ناموا اكيد … مش هنعرف ندخل بيوت حد دلوقتى … يعنى نستنى هنا كام ساعة كدا لما النهار يطلع .
نظرت لشقيقها بتردد ثم التفتت تنظر لوالدها النائم فعادت تومئ بهدوء مردفة بضيق _ ماشي يا نادر … نام شوية وارتاح وانا هصحيك اول ما النهار يطلع .
اردف نادر بحنو وحب _ لاء يا حبيبتى نامى انتِ وانا هفضل صاحى ولو بابا صحى هنام .
هزت رأسها تردف باختناق _ صدقنى يا نادر لو هعرف انام كنت نمت … نام انت شوية وانا هنادى عليك .
نظر لشقيقته بحنو وحزن على حالتها ثم اومأ وفرد الكرسي الخاص به يرجعه للخلف قليلاً ثم تسطح عليه وبالفعل تنهد بعمق وسمح لنفسه ان يغفو قليلاً نظراً لتعبه طوال اليوم .
بينما هى فتحت حقيبتها واخرجت هاتفها تفتحه وتتجه للاستديو الخاص به ليظهر البوم صور بدر كاملة بجميع حالاته وملامح وجهُ الوسيم .
سقطت عبرة من عيناها على الهاتف وهى تتحسس ملامحه باصابعها تفكر في حالته الان بقلبٍ مقهور وتردف بثقة وقوة هامسة _ اول واخر يوم هتبعد عن حضنى يا بدر .
تنهدت تزفر بعمق ثم اكملت تقليب في صوره وهى تضحك ان رأت ابتسامته وتغمز بعيناها ان رأت غمزته وتنكمش ملامحها مثله تماماً وكأنهما روحٍ واحدة وانقسمت شطرين .
&&&&&&&
في الغرفة المغلقة التى يحتجز بها بدر الذى يردد دعاء سيدنا يونس عليه السلام ( لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين )  … يفكر  فيها … كل ما يشغله حالتها الآن … ماذا تفعل واين تجلس وكيف حالها !!!.
&&&&&&&&
بعد وقتٍ طويل تشبحت السماء بالشروق وبدأت الشمس تسدل خيوطها .
كانت هى مستيقظة حيث ظلت تتلو ايات الله عبر الهاتف في المصحف الالكترونى .
انتهت وصدقت ثم حركت رقبتها متألمة ولفت نظرها الى شقيقها تردف _ نادر … قوم يالا .
فتح نادر عينه وكذلك ياسر الذى سمعها يتطلع حوله بترقب مردفاً _ الواحد كان تعباااان جداً … احنا وصلنا !
تملل نادر واردف بنعاس _ ايوة يا بابا وصلنا قبل الفجر بس قولنا نريح شوية لان اهل القرية كلهم كانوا نايمين .
نظر لقمر واردف باهتمام _ قمر نمتى ! .
نظرت لهما بترقب ثم اومأت تردف كاذبة _ ايوة غفيت شوية … يالا يا نادر ننزل نسأل عن بيت الشاب ده .
ترجلوا جميعاً من السيارة واغلقها نادر وبالفعل بدأ نادر يسأل اهل القرية فادلوه عن منزل عائلة تلك السيدة المتوفاه .
خطوا اليه ولم يكن بعيداً كثيراً .
توقفوا امامه واردف ياسر بترقب _ باين عليهم ناس على اد حالهم … شايفين المكان عامل ازاي !
كان منزل بسيط جداً يشبه الكوخ في بنائه بينما تقدمت قمر وطرقت بابه تنتظر ..
فتح الباب وخرج رجلٌ تجاوز الستين يردف بملامح قاتمة _ خير ! … انتوا مين !
نظرت له قمر بخوف بينما تقدم نادر وياسر واردف _ احنا كنا جايين نقابل علي يا حاج ونعزيه فى والدته .
نظر لهم الرجل بترقب ثم اردف بجمود _ منجلكوش في حاجة وحشة … انتوا تعرفوا علي نفسه ولا اختى ! .
اردف ياسر بهدوء _ نعرف علي يا حاج … على بيشتغل معايا في المطعم .
اومأ الرجل بهدوء ثم اردف يشير على احدى المقاعد الخشبية المتهالكة والموجودة خارج المنزل _ طيب اتفضلوا هنا لما اصحيه .
جلسوا سوياً ينتظرونه الا ان ايقظه خاله وخرج بعد دقائق يطالعهما بتوتر لاحظته قمر جيداً بينما وقف ياسر يردف بحنو _ البقاء لله يابنى .
اومأ يبادله مردفاً وهو يتطلع على قمر التى تنظر له بعيون ثاقبة _ والدوام لله يا شيف ياسر … تسلم .
وقف نادر ايضاً ينعيه بينما اكتفت قمر بايماءة بسيطة وجلسوا جميعاً وكذلك جاء الخال يجلس بجوارهم يردف بجدية _ نورتونا يا جماعة .
اردف ياسر بهدوء _ تسلم يا حاج .
تحمحم ياسر ونظر لابنته التى تحسه على الحديث ثم نظر لعلى واردف _ بصراحة يا بنى احنا كنا عايزين نسألك عن حاجة كدة !
توترت ملامح الشاب ونظر لخاله بترقب ثم عاد بنظره اليهم يردف _ معلش انا مش قادر اتكلم دلوقتى … عن اذنكوا .
وقف ليتحرك فوقفت قمر على حالها تردف بقوة _ مش ملاحظ ان شيف بدر مجاش يعزى معانا !
التفت يطالعها بتوتر بينما وقف ياسر يردف لابنته بهدوء _ اهدى يا قمر ميصحش كدة ..
تنهد ياسر ونظر لعلى يردف بهدوء _ اسمع يابنى … شيف بدر اتقبض عليه امبارح بسبب أكل مسموم وناس كتير بلغت … والمطعم متشمع لما يحققوا.
نظرت لوالدها بحزن ثم عادت بنظرها الى علي واردفت بقوة وهى تقترب منه _ حطيت ايه ف الاكل اللى هو طبخه ؟
نظر لها بخوف وعاد للوراء يردف بانكار _ اكل ايه !! … انتِ باين عليكي مش طبيعية .
اومأت عدة مرات تردف وهى تقترب منه مندفعة فاسرع نادر يحميها بينما هى حاولت التملل من بين يد شقيقها مردفة بقوة وشراسة _ ايوة فعلاً معاك حق … انطق حطيتله ايه ف الاكل !! … انطق انا عارفة ان انت اللى عملتها .
اردف هو بغضب وحدة _ وانا هعمل كدة ليه !! … انا بيني وبينه ايه اصلا ولا اعرفه منين … امشوا من هنا وسيبونى في حالي .
اردفت وهى بين يد شقيقها بقوة واصرار وقهر  _ لا انت اللى عملت كدة … عملت كدة بناءاً على تعليمات عيلة الوزير علشان خاطر شوية فلوس … انا متأكدة من اللى بقوله .
تمعن الآخر في لقب تلك العائلة بينما اردف بغضب وجسد منتفض _ قلت محطتش حااااجة انتوا جايين ترموا بلاكوا عليا .
وقف خاله فجأة ثم قام بصفعه بقوة وسط ذهولهم جميعاً واردف بغضب _ اومال جبت الفلوس اللى قولتلي عليها ع التليفون ازاي ومنين !!
جحظت عين على وهو ينظر لخاله بخوف بينما هدأت قمر تطالعهما بتعمن فتابع خاله ينظر لياسر _ انت اديته مبلغ العملية يا استاذ ! .
هز ياسر رأسه واردف _ لاء انا وصلته اجرته بس ولو كان طلب وفي استطاعتى مكنتش هتأخر … بس انا معطيتهوش فلوس زيادة .
عاد الخال بنظره الى علي واردف بغضب _ يبقى جبت المبلغ ده منين يا ابن اختى ! … مش انت كلمتنى اول انبارح وقولت انك اتصرفت في مبلغ العملية وهتروح الصبح تعملهالها لولا ان الحق خد حقه !.
كان على يطالع خاله بصمتٍ تام فاردف خاله صارخاً بغضب _ ما تنطق يا علي !.
نكس على رأسه ارضاً بخجل فتابع الخال بحزن _ الحمد لله ان اختى ماتت قبل ما تعملها عملية بفلوس حرام … ساعتها كانت هتتعذب طول عمرها … منك لله … منك لله يا علي .
بكى الشاب بقهر وظهر الحزن عليه واردف _ انا عملت كدة علشانها … انا مكنتش عايز أأذى حد … بس هى كانت محتاجة العملية بسرعة وانا كنت قليل الحيلة .
اتسعت عين قمر كذلك ياسر ونادر بينما تسائلت هى بترقب _ يعنى فعلا عيلة الوزير هى اللى دفعلتك تعمل كدة … صح !
هز رأسه يردف ببكاء وحزن _ لاء … انا معرفش مين دول … انا اللى قالي اعمل كدة واحد اسمه مدحت … كان متجوز واحدة قريبتكم والشيف بدر ضربه ووقفله وهو كان عايز ينتقم منه ويقفل المطعم .
اتعست عين قمر بصدمة وكذلك ياسر الذى اردف بذهول _ مدحت !!! … يخربيته .
بينما اردف نادر وهو في نفس الحالة _ جوز بثينة !!!
تنفست قمر بقوة واردفت _ يبقى هتيجي معانا وتقول كل اللى حصل وازاي حطيت السم في الاكل وتعترف ان مدحت هو اللى قالك تعمل كدة .
رفع علي نظره اليها بقلق وخوف بينما اردف الخال بتصميم _ طبعا يا بنتى … علي هيحكى الحق وهيطلع البرئ علشان امه تبقى راضية عنه .
نظر الشاب لخاله بترقب فبادله خاله نظره قوية جعلته ينكس رأسه ويردف _ هاجى معاكوا وهقول اللى حصل .
تنفست بعمق وارتياح وبالفعل بعد دقائق انطلقوا جميعهم بسيارة ياسر تجلس قمر في الامام بجوار نادر وفي الخلف يجلس الخال وعلي وياسر .
&&&&&&&&
فى قسم الشرطة
يجلس بدر واضعاً رأسه بين كفيه … ارهقه التفكير بها وب كيف سيتم حل هذا الامر !!! .
زفر بضيق ووقف يخطو ببطء وارهاق ثم تقدم من الباب وطرقه فجاء اليه الشرطى يردف بقوة _ خير !
اردف بدر بثبات _ بدى احكى مع المحامى تبعي و وكيل النيابة … ما بصير هيك !
اردف الشرطى بقوة _ لسة وكيل النيابة مجاش … استنى شوية .
تنهد بضيق وعاد مجلسه يفكر ويفكر
&&&&&&&
بعد ساعات وصلت سيارة ياسر امام مركز الشرطة المحتجز به بدر … كان قد هاتف ياسر المحامى واتى ايضاً .
ترجلوا جميعاً بينما اردفت قمر لنادر قبل ان ينزل _ نادر لو سمحت روحنى .
تعجب واردف متسائلاً _ مش هتستنى بدر !
هزت رأسها تردف بارهاق _ لاء هروح استناه ف البيت .
اومأ لها بتفهم وبالفعل قاد الى منزلها  بعدما اخبر والده برغبتها في العودة .
اما ياسر فدلف مع على والخال والتقوا بالمحامى الذى ادخلهم الى غرفة التحقيق بعد قليل واعترف الشاب انه قام بوضع المادة السامة في اللبن المخصص لعمل الكبة اللبنية دون ان ينتبه احداً وبعيداً عن مرمى كاميرات المراقبة قاصداً ايذاء بدر مثلماً ارشده مدحت .
وصلت قمر منزلها وترجلت تودع شقيقها وصعدت فوجدت ريحانة في مشغلها تباشر عملها .
طرقت بابها فاتجهت ريحانة تفتح ونظرت لها مبتسمة بادلتها قمر بارهاق لاحظته ريحانة فاردفت _ اهلين قمر … شو بكِ يا عمرى وجك مرهق كتير … وينه بدر ! .
اردفت قمر مطمأنة _ متقلقيش يا ريحانة شوية وجاي والمشكلة الحمد لله اتحلت … انتِ كويسة ! .
اومأت ريحانة مطمأنة تردف بهدوء _ منيحة حبيبتى … اطلعى انتِ ارتاحى باينتك تعبانة كتير .
اومأت لها قمر فهى حقاً مرهقة ثم ودعتها وصعدت شقتها … دلفت واغلقت الباب وتطلعت على المكان من حولها .
تنفست بضيق ثم خطت لغرفتهما وتناولت من خزانتها فستان هادئ اللون والتفصيل واتجهت للمرحاض الملحق لتأخذ حماماً دافئاً قبل ان يهل بدرها .
&&&&&&&&
مساءاً
تم اصدار قرار بالقاء القبض على مدحت كما تم اطلاق سراح بدر بعد هذا الاعتراف الذى تعجب هو له لقد ظن ان هذا تلاعب من عائلة الوزير ولم يحسب لمدحت هذا حساب .
اصطحبه ياسر بعد يوم شاق الى منزله بينما يجلس بدر بشرود يفكر في الامر فأردف متسائلاً _ وانت كيف عرفت بكل هالشى اخى ياسر !!
تنهد ياسر ثم نظر له واردف بتروى _ مش انا يا بدر … بالعكس دانا مشكتش فيه خالص وقولت ده عيل غلبان وامه تعبانة … بس اللى فهمته من اول ما شافته هى قمر … قمر بنتى طلعت بتحبك اوووى يا بدر … بتحبك لدرجة انها عملت امبارح حاجات مقدرتش لا انا ولا نادر نعملها .
نبض قلبه بصخب والتفت يتطلع على ياسر مردفاً بأنفاس متسارعة _ شو صار اخى احكى لي .
اومأ ياسر وبدأ يقص على بدر ما حدث منذ ليلة امس وحتى اليوم وما فعلته ابنته لتثبت براءة زوجها … بينما يستمع له بدر بذهول وعشقٍ ملأ الروح والجسد والقلب وفاض .
انتهى ياسر من اخبار بدر والتقط هاتفه يهاتف قمر بأنه يصطحب بدر الى المنزل .
بينما كانت هى اعدت طعام مسبق واتجهت هى الى المرحاض مسرعة عندما علمت بقربهما وقامت بملئ حوض الاستحمام بالمياة الدافئة واضعة داخلة سائل الاستحمام المنعش .
ثم خطت للخارج ومنه الى الشرفة تنتظره .
بعد دقائق معدودة جاءت سيارة ياسر وترجل منها هو يودع ياسر امام انظارها الذى تطالعه بقلبٍ متسارعٍ عاشق .
التفتت عائدة وركضت للخارج … فتحت الباب وانتظرت قليلاً تتحكم في مشاعرها حيث سمعته يطرق باب ريحانة فهدأت حتى يطمئنها  .
فتحت له ريحانة تردف بتروى _ بدِر … كيفك !!! … ان شاء الله اتحسنت اموركن !
ضيق عيناه يطالعها بترقب فتابعت _ قمر قالتلي انو صار معكن شى شغلة بالمطعم ! … وكنتوا مشغولين شوي .
اومأ لها بتفهم وتسائل بعيون مرهقة _ الحمد لله مرئت ع خير … انتِ كيفك ! .. امورك تمام !
اومأت تبتسم مردفة _ ايه تمام طول ما انتو تمام … اطلع انت لترتاح ونحكى بعدين .
اومأ لها واردف بحنو _ تصبحى على خير .
استمعت هذه التى تقف بالاعلى الى اغلاق الباب الخاص بريحانة فركضت تنزل الدرج باشتياق … سمع خطواتها اثناء صعوده فرفع نظره اليها وقبل ان يستوعب ارتمت في حضنهِ تعانقه وتتعلق به كالطفلة الصغيرة تتنفسه بقوة بينما هو احكم قبضته عليها ودفن وجههُ بين خصلاتها يغمض عينه بقوة ويربط على ظهرها بحنو .
تنهد بارتياح وصعد الدرج وهى معلقة بيه حتى وصل ودلف شقته بها يغلق الباب خلفه .
اتجه بها يجلس على الاريكة وهى بداخله لن تتزحزح وهو بالاساس لا يريد تركها .
بعد دقائق من عناقهما وتهدأة انفاسهما اخرجت رأسها تتطلع على ملامحه جميعها وكأنها تتأكد من ان لم يصيبه اذى … استقرت على عيناه وكذلك هو فمالت تقبله وتبادر هي بقبلة ناعمة متمهلة عصفت به وبادلها بحب واشتياق ولهفة لدقيقة قبل ان يبتعدا زافران … ظلا يتطلعان لبعضهما بصمتٍ فالحديث الآن ضيفٍ غير مرغوب فيه .
بعد دقائق لا يعلما عددها ترجلت من حضنهِ واردفت وهى تمد يدها _ تعالى معايا .
اطاعها وتمسك بكفها الصغير ووقف على حاله بارهاق فخطت به الى غرفتهما ومنه الى المرحاض حيث تم تجهيزه .
وقف امامها يطالعها بعشق وترقب فبدأت تجرده من ثيابه المرهقة كعيونه وهو مستسلم تماماً كطفلٍ صغيرٍ امام امهِ .
سحبته بيدها الى حوض الاستحمام واجلسته بداخله فاغمض عينه تاركاً لها تفعل به كما تريد وبالفعل اتجهت تحضر ليفة الاستحمام وجلست على حافة الحوض وبدأت توزعها على جسده بحنو وحب .
انتهت ووقفت تردف بعيون لامعة _ هجبلك هدوم واجي .
طالعها بعشق وصمت واومأ بينما هى اتجهت للخارج تحضر له ملابس مناسبة وعادت اليه كان هو قد اغتسل وخرج يجفف جسده فناولته ملابسه وبدأ يرتديها تحت انظارها .
سحبته مجددا.ً للخارج ومنه الى فراشه تجلسه مردفة بحنو _ هروح اجبلك بقى تاكل .
كادت تتحرك فمسك معصمها يوقفها ويطالعها بعمق مردفاً بتعب واشتياق وعشق _ بدى اناااام .
نظرت له بتمعن واومأت باستسلام فسحبها لعنده يتمدد ويأخذها بين ضلوعه محاوطاً اياها بجسده لينام بسكينة وراحة وهى بينه تزفر بعمق واطمئنان في وجوده وقد غفا اثنانهما سريعاً بعدما جفاهما النوم منذ ليلة امس .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية خسوف)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى