رواية خسوف الفصل الثامن والثلاثون 38 (حلقة خاصة) بقلم آية العربي
رواية خسوف الجزء الثامن والثلاثون
رواية خسوف البارت الثامن والثلاثون
رواية خسوف الحلقة الثامنة والثلاثون
حلقة خاصة عن ثنائيات رواية 🌑🌙خسوف 🌙🌑
بقلم آية العربي
قراءة ممتعة
من اليوم انتهت تلك المرحلة البائسة المشتتة من حياتي وبدأت مرحلة جديدة، مرحلة سأبدأها معك من بداية سطر جديد ، انت عنوانها ،وانت اولى حروفها وكلماتها،انت العنوان الاساسي لها ، وتاريخ ميلادي سيكون يوم التحام ارواحنا سويةً ، اليوم اصبحت لك بكل ما أملك قلباً وقالباً وعقلاً و روحاً هائمة في عالمك الوردي ، عالم صنع يديك انت ،وحدك فقط من يستحق ان اكون له وبين يديه ويتربع على عرش قلبي ويسكن خلايا جسدي ،ويمتلك روحي ….
اليوم فقط اعلن مولدي من جديد للحياة ، حياة ان اكسجينها ونورها وضيائها ، حياة احيت نبضات قلبي من جديد وحررت قيوده وحطمتها …
اليوم بحبك عرفت معنى الاكتمال فبك اكتملت ،لم اعد اريد من الحياة سوى ان أبقى اسيرة قلبك وروحك❤️❤️❤️❤️❤️
من كلمات العضوة الجميلة @amal radwan
&&&&&&&&&
قبل زفاف ناهد بيومان
في شقة نادر صباحاً
يقف بحماس مع العمال الذين اتو لتغيير الاثاث القديم بأثاث جديد بينما ف الاسفل تقف بثينة مع سلوى وناهد يتابعن الرجال وهم يحملون الاغراض ويصعدون .
اردفت سلوى بسعادة وهى تتطلع على ابنتها _ مبروك يا بوسي … الف مبروك يا حبيبتى … نادر مختارلك حاجات جميلة اوى .
ابتسمت بثينة واردفت _ فعلا يا ماما مع انه سألنى وقلتله مافيش داعى كان كفاية اوضة النوم الاساسية بس .
ربتت سلوى على كتفها تردف بحنو _ لانه بيحبك يا بوسي … نادر ما صدق لقاكى يا حبيبتى واتعلق بيكي زى الطفل … واللى مطمنى انه بيحب آسر اوى .
اومأت بثينة بسعادة وتنهدت بشرود تفكر في القادم معه بينما رن هاتف ناهد فنظرت له فكان ذلك زياد فابتسمت وتسحبت للداخل لتجيب عليه .
&&&&&&&&
فى شقة ريحانة .
استيقظت على صوت هادئ يوقظها بحب … فتحت عيناها تتطلع فوجدته يبتسم لها مردفاً _ صباح العسل يا كسلانة هانم … ايه النوم ده … دا انتِ طلع نومك تقيل جداً .
اتسعت عيناها واردفت بدفاع _ لااا محمود انا نومى مو تقيل ! .
ضيق عيناه يطالعها بحب واردف مشاكساً _ ازاي ده … انا بقالي ساعة بحاوب اصحيكي .
تعجبت تطالعه باستنكار وملامح جميلة فمال يقبل وجنتيها ويبتسم غامزاً لها فأردفت بتساؤل _ كنت عم تمزح مو هيك !
اومأ لها واردف بحب _ اكيد بمزح … انا بمجرد ما ناديت عليكي بصوت هادى قلقتى … تعرفي لو جربتى تصحيني وانا راجع تعبان من شغلى … هتندمى اننا وافقتى عليا .
تعجبت واردفت متسائلة _ ليه عم تحكى هيك !
اعتدل يستند بجزعه مردفاً _ لان نومى تقيل جدا ومش بصحى بسهولة .
ابتسمت له ثم تطلعت على ملامحه قليلاً واردفت بترقب _ بتحمل محمود … بلاقي مئة طريقة لحتى افيئك … ما بمل بنوب .
ضيق عيناه يطالعها بدهشة وسعادة … هي تنطق كلمات غزل ! … لا يصدق … تنهد بقوة ثم اردف بخوف _ يعنى عمرك ما هتملي منى ! … هتفضلي جنبي دايماً !
طالعته بعمق لثوانى ثم اومأت بثقة تردف _ مين بيترك الانسان يللي حسسه بالحب ! … مين بتتخلى عن رجال متلك محمود … لا بقدر اتركك ولا بقدر اتركها لسيدرا بنوب .
زفر بارتياح ثم سحبها اليه يعانقها بحب وراحة بينما هى بادلته بسعادة واردفت وهى تبتعد _ هلأ رح افوت احضر الفطور قبل ما سيدرا تفيق … بخجل اذا شافتنى هون .
تنهد محمود واردف بتروى وهو يطالعها _ لامتى ريحانة ! … بقالك اسبوع بتقومى قبل سيدرا وتخرجى كأننا بنعمل شئ غلط … سيدرا لازم تفهم انك هنا مامتها وزوجتى علشان تتعود … خليني اتكلم معاها وانا متأكد انها هتفرح .
نظرت له بقلق قليلاً تفكر ف الامر بينما قاطعهما طرقات على باب الغرفة وتبعه نداء سيدرا مردفة _ بابا ! … ماما عندك ! … انا ملقتهاش في اوضتها .
اتسعت عين ريحانة بخجل وخوف بينما ابتسم لها محمود يردف بهدوء _ اطمنى هى نفسها توقعت انك هنا .
ترجل واتجه يفتح لابنته التى دلفت تطالعه بترقب ثم نظرت للفراش فوجدت ريحانة تطالعها بقلق … نظرت لهما الطفلة لثوانى بصمت ثم اتجهت الى ريحانة واردفت متسائلة _ ماما ! … انتِ كنتِ نايمة هنا !
نظرت ريحانة لمحمود الذى عاد يتطلع على ابنته بحب واردف _ ايوة يا حبيبتى … ماما من هنا ورايح هتنام هنا جنب بابا … مش انتِ كنتِ عايزة كدة ! ..
اومأت الطفلة بفرحة واردفت _ عمتو كمان قالت ان انا ممكن يكون عندى اخ او اخت يناموا جنبي ف الاوضة
نظر محمود لريحانة التى الجمتها الصدمة وتجمعت غيمة من الدموع فى مقليتها فتنهد محمود يتطلع على صغيرته مردفاً بترقب _ طيب يا حبيبتى … روحى ع الحمام اغسلي اسنانك ووشك وانا هقوم انا وماما نحضر الفطار .
اومأت الصغيرة ثم صعدت على الفراش تقبل ريحانة في وجنتها وترجلت تغادر بينما الاخرى نظرت لمحمود بحزن واردفت _ مافيني احققلها هالطلب محمود … مافيني وانت بتعرف .
اتجه يتسحب رأسها بيده ويضعه على صدره مردفاً بحب _ خلينا منفكرش فى الموضوع ده دلوقتى … انتِ عارفة ان الطب دلوقتى غير زمان واحنا هنعمل اللى علينا والباقي على ربنا .
تنهدت بعمق وشردت تفكر وهى تستكين على يساره النابض هل يمكن تحقيق هذا الحلم ! … هل يمكن ان يكافئها الله بهذا العوض بعد تلك السنوات !!
&&&&&&&&&
اتى يوم زفاف ناهد وزياد
تجلس ريحانة على مقدمة فراشها تطالع سيدرا بحب وسعادة وهى تهندم لها ذلك الفستان التى صنعته لها خصيصاً عن طريق ماكينة الخياطة التى اتت بها الى منزلها .
اردفت وهى تبتسم لها _ ايه رأيك حبيبتى !
دارت الصغيرة بسعادة حول فستانها واردفت باعجاب _ حلو اوى يا ماما … يالا علشان نروح .
اومأت لها وتوقفت تستند على اطرافها وتنظر لمرآتها في ذلك الفستان الهادئ رمادى اللون وحجابه من نفس اللون وقد كانت جميلة بحق سحرت عين ذلك الذى دلف للغرفة يطالعها بحب واعجاب وخطى يتجه اليها ويقف خلفها ويعانق خصرها مردفاً _ معقول القمر ده كله ملكى انا ! … دا انا اسعد راجل ف الدنيا .
ابتسمت بخجل بينما اردفت الصغيرة وهى تلف حول نفسها _ وانا يا بابا ! … ايه رأيك في فستانى !
ابتعدت يتطلع على ابنته بحب واعجاب مردفاً وهو يدنو منها ويعانقها _ اجمل اميرة في الدنيا .
ابتسمت الطفلة بسعادة لمدح والدها لها بينما خطوا جميعاً للخارج ومنه للاسفل حيث استعدت ام محمد للذهاب معهما ايضاً في سيارة محمود .
&&&&&&&
فى القاعة كان الحفل رائع صمم بالاشتراك مع زياد ونادر الذى اصر على مشاركته نظراً لانه كتب كتاب مشترك بينهما .
كانت فقراته خفيفة الظل على قلوب الحاضرين وكانت السعادة من نصيب الجميع دون استثناء خصوصاً كلاً من زياد وناهد ونادر وبثينة التى كانت سعادتهم مضاعفة .
انتهى الحفل وعاد الجميع الى دياره بينما غادرت ناهد مع زياد بعدما ودعت الجميع بدموع .
استقل زياد سيارته وبدأ يقود وهى تجاوره تبكى فأردف بحب وحنو _ خلاص يا نونا يا حبيبتى … بلاش بقى تبكى وتزعليني … كدة هفكر انك مش حابة تيجي معايا .
هزت رأسها تردف بصوت متحشرج وخجل _ لاء يا زياد مش كدة خالص … بس اصل ماما وبثينة هيوحشونى .
مد يده يلتقط كفها ويقبله بحب ثم اردف بتروى _ صدقيني مش هيلحقوا يوحشوكى لان وقت ما تحبي هجيبك ليهم او هما ييجولنا … المهم اشوف ابتسامتك دايماً ..
كففت دموعها وابتسمت تطالعه بحب مردفة _ انا بحبك اووى .
نظر لها بعمق ثم اردف مشاكساً _ لاء يا نونا متقوليش الكلام ده هنا استنى لما نروح .
اخفضت رأسها وابتسمت بخجل بينما هو تنهد بعمق وقاد مسرعاً الى منزل الزوجية الذى اعده بأبهى صوره ليليق باستقبال حوريته .
&&&&&&&
عادت عائلة ياسر وصعدوا جميعاً بينما اردفت بثينة بتوتر _ ماما هاتى آسر .
اعترضت سلوى وهى تحمل الصغير مردفة _ لاء آسر هينام معايا يا بثينة … اطلعى انتِ يالا مع جوزك .
نظرت لوالدتها بتوتر فأومأت لها تطمئنها بينما اردف نادر بتروى _ تصبحوا على خير .
تمسك بكف بثينة ونظر لها بحب يردف _ يالا !
تنهدت بعمق تومئ بتوتر ونظرت لوالدتها ثم دنت تقبل صغيرها النائم على كتف سلوى وصعدت مع نادر للاعلى .
فتح نادر باب شقته وادخلها ودلف يغلق خلفه ثم التفت يطالعها بحب مردفاً _ نورتى بيتك .
ابتسمت واردفت بتوتر _ شكرا يا نادر .
تنهد وتمسك بكفها يسحبها بهدوء للداخل ويردف بترقب _ تعالى اوريكي المفاجأة اللى عملتهالك .
اتجها معاً الى غرفة النوم ودلف يشعل ضوءها فظهرت الورود المعلقة وبالونات الهيليوم في كل مكان بينما كتب على الفراش بورود حمراء حرفان ال B و N داخل قلبٍ احمر .
نظر لها واردف متسائلاً _ ايه رأيك !
كانت تطالع المكان باعجاب ثم نظرت له واردفت بتوتر _ حلوة اوووى .
توقف امامها وطالعها بعيون عميقة يردف بترقب _ بثينة !… انا عايز ابدأ معاكى صح … وخايف تكون مشاعرى نحيتك من طرف واحد … وعايز اسمع منك كلمة تطمنى … انتِ فعلاً وافقتى نتجوز علشان آسر بس !.
تنهدت تطالعه بترقب ثم اخفضت بصرها ارضاً واردفت بتوتر وهى تفرك كفيها _ اكيد انا اتغيرت واتعلمت ومش هرتبط بأنسان مافيش جوايا ليه اي مشاعر يا نادر .
انفرجت ملامحه بسعادة وطالعها بصمت ثم مد كفيه يتمسك برأسها ودنى يطبع قبلة ناعمة على شفتيها فأرتعشت بين يده وزادت نبضاتها بتوتر فابتعدت عنها يفتح عينه ويطالعها بصمت قليلاً ثم اردف بترقب _ تعالى الاول نتعشى مع بعض وبعدين نصلى سوا .
اومأت له بصمت واتجهت معه للخارج مجدداً
&&&&&&&&&
بعد خمسة اشهر كان خلالهم محمود اكثر من مرة يصطحب ريحانة الى طبيب مختص ومعروف في المدينة بناءاً على رغبتها والذى طمأنه كثيراً على حالتها وظون لها بعض الادوية التى من الممكن ان تعطى رد فعل ايجابي وان لم يكن فسيضطرا للحقن ولكن احتمال الانجاب لديها كانت نسبته جيدة .
في شقة ريحانة تقف تعد الطعام وهى تشعر بالتعب والارهاق التى لا تعلم لهما سبب .
اتت سيدرا الصغيرة تطالعها بترقب مردفة _ ماما بتعملي ايه .
التفتت تنظر لسيدرا ولكن مع حركة رأسها اصبحت الرؤية مهزوزة فوضعت كفها على جبينها تتمسك به وتستند على القطعة الرخامية بحذر حتى لا تسقط فأسرعت الصغيرة تردف بخوف _ ماما انتِ تعبانة !
تنهد بقوة ثم نظرت لها واردفت _ حبيبتى ما تقلقي … بس فيكي تنادى لعمتو !
اومأت سيدرا واسرعت تركض للخارج لتنادى عمتها وبالفعل اتت ام محمد مسرعة ودلفت تتجه الى ريحانة التى جلست على الاريكة فتعب .
جلست ام محمد بجوارها تردف بلهفة _ مالك يا ريحانة اسم الله عليكي !
نظرت للخالة بترقب واردفت _ ما بعرف خالتى … حاسة راسي عم تدور متل الطابة … ومانى طايقته للاكل .
ترقبت ام محمد بذهول واردفت بفرحة _ وايه تانى !.
نظرت لها بتعجب متسائلة _ شو ايه تانى !! … خالتى عم قولك كتير تعبانة !
ابتعلت ام محمد لعابها واردفت متسائلة _ طيب قوليلي … يعنى العادة بتاعتك .. معادها امتى !!
تعجبت ريحانة واردفت بتوتر وتعب _ شو ! … عادى خالتى تقريباً مرء معادها بس هتيجي … لشو هالأسئلة !
ثم اتسعت عيناها وهى تطالع الخالة بذهول وتحرك رأسها مردفة _ لااا مو معقووول … عن جد خالتى !! … بتعتئدى انه صار هالحلم !
نظرت لها الخالة بترقب عليها ان تتأكد اولاً … اردفت بتروى _ طيب قومى البسي هاخدك وننزل المستشفي نطمن مالك … وهاتى موبايلك لما اتصل على محمود يحصلنا .
هزت رأسها وحاولت الوقوف تردف _ لاا خالتى ما رح اطلع لمحل … بخاف يخيب ظنى … يلاها منشان الله
اردفت الخالة باصرار _ قووومى بس … قومى يا ريحانة لازم نطمن .
تنهد ريحانة واطاعتها وبالفعل وقفت تستند على عصاها واتجهت تبدل ثيابها بينما هاتفت ام محمد شقيقها واخبرته بالوضع وان عليه اللحاق بهما ف الحال .
استقلتا الاثنان سيارة اجرة وغادرتا بعدما ترك سيدرا في امانة شيماء واتجهتا فوراً الى المشفى حيث لحقهما محمود واتجه يتمسك بريحانة بقلق وحب مردفاً _ مالك يا حبيبتى ايه اللى حصل ! … بقالك كام يوم وشك اصفر يا ريحانة وبردو مصممة انك كويسة !
اومأت تطمئنه وهى تستند عليه _ لا تعتل هم محمود … ما في شى بيخوف هاي شقفة دوخة بلكى انيميا او شي ضغط .
تنهد ودلفوا جميعاً الى المشفى وبالفعل بعد حوالي نصف ساعة تم فحصها وتم اجراء تحليل دم لها الذى اثبت انها حامل بالاسبوع السادس .
اخبرهم الطبيب بالنتيجة التى ذهل لها الجميع بينما محمود اسرع يعانق اخته بسعادة ودهشة اما تلك الممتدة على الفراش تستريح اصبحت تهز رأسها بعدم تصديق وتردف بذهول _ لااا … اكيد مخربطين … اكيد هالتحاليل مو لألي .
اتجه اليها محمود يجلس امامها ويطالعها بسعادة مفرطة ويضحك مردفاً _ لاء مضبوطة يا ريحانتى … قلتلك سبيها على الله … انا كنت حاسس ان ربنا هيراضيني وهيراضيكي … مبرووك يا حبيبتى .
كانت تستمع له وما زالت لا تعى الامر بينما سقطت عبراتها ونظرت للخالة التى تومئ لها مؤكدة ثم عادت بنظرها الى محمود تردف بذهول وسعادة وبكاء _ عن جد محمود !! … انا حامل !!! … عن جد عم تحكوا !!!
اومأ لها وتناول كفها يقبله عدة مرات يردف بحب وحنو _ حامل يا قلبي … ايوة حامل وحلمك وحلمى وحلم سيدرا هيتحقق يا احلى حاجة حصلت في عمرى .
بكت بقوة وسقطت عبرات السعادة والشكر والرضا وانقبض حلقها من شدة البكاء بينما محمود يضحك بسعادة ويعانق رأسها بحب اما الخالة فكانت تطالعهما بسعادة ودموع ايضاً .
&&&&&&&&
بعد شهر آخر
فى شقة بدر تتمدد قمر التى اصبحت على وشك الولاده فوق فراشها بضجر تردف لهذا الذى يتمدد بجوارها وعلى وشك النعاس _ بدر ! … انا زهقت .
اردف وهو مغمض العينين _ من شو قمرى !
اعتدلت تستند على جزعها واردفت بضيق _ حاسة انى بقيت اد الفيلة … ايه رأيك لو نقوم ننزل نتمشى شوية !
اتسعت عينه والتفت يطالعها باستنكار مردفاً _ شو !! نتمشى هلأ !!
تنهدت بضيق فالوقت اصبح متأخراً حقاً … شردت قليلاً ثم اردفت _ طب ايه رأيك لو اقوم ارقص شوية !
قالتها بترقب وحماس ولكنه اردف محذراً وهو يطالعها _ ما بصير قمر وانتِ بهيك وضع .
تأفأفت بضيق تردف بتمرد وهو تعتدل للجلوس _ يوووه يا بدر … كل شوية ما بيصير ما بيصير لما بجد اتخنقت … هو انا حامل ولا منفية !
اعتدل في جلسته يتطلع عليها بحنو مردفاً _ عم خاف عليكي قمرى … هلأ انتِ بالشهر الاخير وممكن بأي وقت تولدى .
نظرت له قليلاً ثم حاولت استعطافه واردفت بدلال _ طيب هقوم ارقص شوية صغيرين !.
تنهد بعمق يطالعها بترقب ثم اردف _ ما بيصير .
ترجلت من فراشها تردف بتمرد وهى تتجه لمشغل الاغانى _ لا بيصير يا بدر … وهرقص شوية يمكن اخس حبة لانى كدة هتخنق بجد .
اشعلت اغنية مناسبة ووقفت تنظر له وتتراقص بحاجباها لتثير حنقه بينما هو هز رأسه عليها بقلة حيلة واستند ليتابعها بترقب .
بدأت تميل بشكلٍ مضحك بتلك البطنِ التى تشبه الكرة والتى تتحرك معها وهو يكتم ضحكاته حتى لا تغضب بينما كادت ان تنحنى ولكن فجأة توقفت تنظر له بعيون متسعة وفاهٍ مفتوح وقد وضعت كفها على خصرها فتعجب وترجل من فراشه يتجه اليها بقلق مردفاً وهو يتفحصها _ قمر ! .. شو صار … عم يوجعك شي !!.
نظرت له وقد انكمشت ملامحها ثم فجأة اطلقت صرخة مدوية بالقرب من اذنه تسببت في صرعه مردفة _ ااااااه … بدر الحقناااااي .
انتفض يطالعها بصدمة لثوانى فتابعت بصراخ وهو تتلوى _ بقووولك اااالحقنى يا اااخى شكلى هوووولد .
اتجه سريعاً يسندها ويردف بقلق وخوف وعتاب _ شو صار … روقي حبيبتى … روقي … قلتلك ما بيصير ترقصي قمر .
كورت قبضتها تلكمه على كتفه مردفة بغضب وصراخ وألم يلوى اسفل معدتها _ ااااااه … وانا يعنى كنت برقص لنفسااااي … حرااام عليييك خدنى ع المستشفى بسررررعة .
اجلسها على مقدمة الفراش واسرع يركض لخزانته واخرج منها ملابس تناسبهما ثم عاد يلبسها تلك العباءة سريعاً تحت صرخاتها التى ارعشت جسده ووترته ثم ارتدى سريعاً وتناول اغراضه ومفاتيح سيارتها وحملها للخارج وهى لم تكف لحظة عن الصراخ .
وصل للاسفل بها واوقفها فى مدخل منزله يردف بخوف وحب _ روقي حبيبتى … رح اطلع السيارة واجى .
اسرع للمحزن يفتحه ويخرج منه السيارة سريعاً ثم عاد اليها يحسها على المشى الى ان ادخلها السيارة واتجه يستقل مكانه وقاد مسرعاً الى اقرب مشفى وهى تصرخ وألم الميلاد ينهش فيها تحت انظاره المفزوعة عليها وهو يردف بتوتر _ خلص قمر … منشان خاطرى رووقي رح نوصل هلأ ع المشفى ..
نظرت له من وسط تألمها ورأت الخوف فى عينه فحاولت ان تهدأ ولكن ألمها كان فوق المحتمل وجسدها اصبح متعرق بالكامل تحت انظاره .
وصل المشفى بعد دقائق معدودة وترجل مسرعاً يتجه اليها ثم فتح الباب وحملها ودلف فلحقن به الممرضات متسائلات وهما يتطلعن عليه باعجاب _ خير يا استاذ مالها .
كاد ان يجيب ولكنها صرخت بهن وهى بين يده مردفة بألم وغيظ _ بولاااااد ياختى هكووون ماااالي .
اسرعن معه الى ان ادخلوها غرفة العمليات ومددها على الفراش يردف بقلق _ وينووو الطبيب بسرررعة .
اسرعت ممرضة تنادى الطبيب وتخبره ان هناك عملية ولادة طارئة وعليه ان يأتى ف الحال .
وبالفعل جاء الطبيب ينظر لتلك التى تصرخ ويجاورها زوجها يتمسك بكفها بقلق وتوتر .
دلف واردف مسرعاً _ اهدى يا مدام … اهدى لما اكشف عليكي الاول واعرف دى ولادة ولا طلق مبكر .
حاولت بصعوبة تهدأة حالها وبالفعل قام الطبيب بفحصها واكد الفحص انها حالة ولادة فأردف يتطلع على المساعدة _ حالة ولادة جهزى الحالة وعقميها واعطيها ابرة (سنتوسينون ) .
ثم نظر لبدر واردف بعملية _ وحضرتك اتفضل برا .
تمسكت بكفه بقوة واردفت وهى تئن بألم _ لاء مش هيخرج .
نظر لها الطبيب واردف بتروى _ مينفعش طبعا يا مدام لازم يخرج علشان نعرف نشوف شغلنا ..
نظرت له وهى تهز رأسها ان لا يتركها فنظر هو للطبيب واردف بتوتر _ اذا بتريد حضرة الطبيب اتركى معها وما رح تحس علي بنوب .
نظر الطبيب للمساعدة التى تهز رأسها بأنه غير مسموح فأردفت قمر التى نزلت عبراتها من شدة الألم _ لو خرج هقوم امشي ومش هولد .
تنهد الطبيب ونظر للمساعدة مجدداً يردف _ خليه معاها وجهزيها وانا هتعقم واجى .
بعد ربع ساعة استطاع فيهما بدر ان يهاتف ياسر ويخبره بولادة قمر قبل ان تبدأ الحقنة المحفزة للطلق فى اعطاء مفعولها وتزداد صرخات قمر وبكاؤها تحت انظار بدر الذى لم يستطع التحمل اكثر من ذلك فبكا من اجلها وهو يدنو منها ويهمس بكلمات مطمئنة ولكن ألمها كان حاد فلم تسمع كلماته بينما يداها تقبض بقوة على يده فرفع رأسه يردف بغضب وحدة _ نادوه لهالطبيب لحتى يخلصهااا بقى .
بعد قليل جاء الطبيب الذى يطالعه بدر بغضب وقد استعدت ليباشر عمله وجلس مكانه فطالعه بدر بغضب واردف بجمود _ انت شو رح تسااااوى !
تنهد الطبيب واستغفر ثم طالعه واردف _ انا عارف اللى هيحصل علشان كدة قلتلك استنى برا … انا بشوف شغلى يا استاذ والمدام بتولد وانا هولدها ولو مش عاجب حضرتك ممكن تاخدها وتروح تولدها في مكان تانى .
شددت قمر على كف بدر فعاد ببصره اليها فأردفت بألم حاد وصراخ _ قووووله يخلصنى هموووت .
نغزه قلبه والتوى بشدة ونظر للطبيب بعيون لامعة واردف بقوة _ شوف شغلك حضرة الطبيب .
تنهد الطبيب وبدأ يباشر عمله ويلقى عليها بعض التعليمات التى كانت تتبعها وتنفذها بألم حاد بينما بدر كان يصب انظاره على وجهها المتعرق ويجفف لها بمنشفة اعطته اياها المساعدة ويردف كلمات مطمئنة الا ان سقطت رأس الطفل وصدح بكاؤه في المكان فزفرت قمر بقوة وارتياح وهى تتطلع على عين بدر الذى يستمع الى ذلك الصوت ومن شدة ذهوله خاف ان يلتفت ويرى بينما هى رفعت نظرها ورأسها للاعلى قليلاً كى تراه وتطمئن وتقر عيناها به .
رأته فابتسمت ثم عادت تستكين وتغمض عيناها بينما وقف الطبيب يتجه اليه ويردف وهو يحمل الصغير _ مش عايز تشوف ابنك !
التفت بدر اليه يطالع تلك القطعة الصغيرة التى تلتف في قطعة قماش بيضاء … نظر له بذهول وانتابه مشاعر لاول مرة يشعر بها ولم يستطع تفسيرها وسؤال واحد يتردد داخله … هل هذا ابنى !!!
مد يده يلتقطه بحذر وهدوء من يد الطبيب الذى ابتسم وربت على كتفه بينما الاخر يطالع صغيره وهو بين يده بذهول وقد سقطت عبراته وضحك بسعادة ثم دنى يقبل جبينه واتجه الى حبيبته واردف بجانب اذنها بدهشة _ قمر اطلعى !! … اطلعى على هالصبي كيف بيشبه القمر !
التفتت قمر تفتح عيناها بارهاق وتطالع طفلها بدموع السعادة ثم قربه بدر من فمها فقبلت رأسه وهى تعتصر عيناها بقوة ثم اردفت وهى تطالع بدر _ شبهك يا بدر .
ابتسم لها بسعادة وعاد ينظر لصغيره ويتحقق ملامحه ثم دنى من اذنه يهمس له الاذان بصوتِ هادئ الا ان انتهى وقبل جبينه مجدداً فاتجهت المساعدة تنظر له بترقب واردفت _ ممكن اخده اغيرله !
تنهد بعمق لا يود تركه منذ تلك اللحظة ولكنه مجبر … ناوله اياها واتجهت هى تجهزه بينما هو مال على قمر وقبل جبهتها بحب وعمق مردفاً _ حمدالله ع السلامة يا عمرى انتِ … شو بدك تسميه هالصبي !
ابتسمت بسعادة واردفت بارهاق _ شهاب بدر الشامى .
انتهت الحلقة الخاصة من رواية 🌑🌙خسوف 🌙🌑
مشهد رومانسي
يقف بدر في مطعمه بجسد يهتز إثر تحضيره لتلك الأطعمة بمهارته المعهودة
يجاوره ياسر يعد هو الآخر الحساء وعلى بُعد إنشات منهما يقف نادر يجهز الأطباق بشكلٍ أنيق ليقدمها .
فقد أصبح مطعمهم أشهر مطعم في مدينة المنصورة وباتت له أفرع عدة في كل مكان يديره أناسٌ آخرون ولكن يبقى هذا هو الفرع الأساسي الذي يتوافد عليه الكثيرون والكثيرات ليروا الشيف بدر السوري المعروف عبر السوشيال ميديا بفيديوهاته التعليمية والتحفيزية للشباب .
جاء النادل يردف بترقب :
– شيف بدر ،، فيه ناس عايزينك برا ؟
تعجب بدر وهو يرفع عينه إليه ،، برغم عمره الذي تعدى الأربعون إلا أنه ما زال يحتفظ بوسامته المعهودة التى تجعله محط أعجاب للكثيرات مما يجد صعوبة في جمح تلك المهرة الشقية التى يعشقها .
تحدث بتساؤل ويداه تعمل دون توقف :
– خير إن شاءلله ،، مين هدول يا أحمد ؟
أردف النادل بترقب وإبتسامة خبيثة :
– معرفش يا شيف بدر بس هى واحدة ست حلوة أوى ومعاها راجل باين أخوها .
سعل ياسر فجأة وهو يلتفت يطالع بدر الذي يستغفر سراً ثم ضحك وتحدث بمرح :
– الله يكون في عونك يا بدر ،،، ربنا يستر ويعديها على خير .
نظر لياسر بتهكم وتحدث بهمــ.س وهو يميل عليه حتى لا يسمعه أحد :
– منين بدو ييجي الخير أخى ياسر ؟ ،،، مو لحتى تبطل بنتك هالأمور المجنونة تبعها .
أيضاً مال عليه ياسر يردف بهمــ.س وتبرم :
– مهو لو إنت تسكت ومتحكيش اللى بيحصل معاك هى مش هتعرف ،،، إنما إنت اللى بتجيبه لنفسك وبتقر بكل حاجة .
شرد فيها وتضخم قلبه بالعشق الذي لم يقل أبداً حتى بعد كل تلك السنوات بل يزيد شغفاً بتلك المجنونة التى لونت حياته ،، زفر بقوة وقال بتأثر :
– ما بقدر أخى ،،، أول ما بدخل ع البيت وبشوف عيونها ما بعرف أخبي شي ،، بحكى كل شى ،، هاي بنتك شكلها سحرتلي .
إنتبه على نداء النادل مجدداً يردف متسائلاً :
– ها يا شيف بدر أقولهم إيه ؟ ،،، هتخرج تشوفهم ولا أبلغهم إنك مشغول .
تنهد بدر بقوة ،، هو لم يعتاد أن يُخجِل أحدهم لذلك تحدث بهدوء :
-لا يا إبني هلا جاي معك .
أتجه ليغسل يديه ثم خطى للخارج مع النادل إلى مكان طاولتهما فوجد سيدة تخطت الثلاثون من عمرها يبدو عليها الأناقة والرقي وبرغم ذلك لم تكف عن التطلع عليه بإعجاب ،، زفر بضيق ونظر للذي معها ،، مؤكد ليس زو جها .
اتجه إليهما وتحدث بهدوء ورزانة مرحباً :
-أهلين وسهلين نورتوا مطعمنا المتواضع .
أردفت السيدة بلهفة وسعادة وهى تقف وتمد يــ.دها :
– أهلاً يا شيف بدر ،،، أنا ليليان من إسكندرية وجيت مخصوص مع أحمد أخويا علشان أتعرف عليك شخصياً ،، أنا متابعة كل فيديوهاتك وبحب طريقتك جداً جداً في الطبخ ،، بس الصور ظلمتك بصراحة .
شعر بالضيق ،، الآن مضطر على تبادلها السلام ،، لذلك تنهد ومد يده يبادلها سريعاً ثم سحب يده وأردف وهو يطالع شقيقها الذي يجلس يتابع بسعادة ما يحدث وكأنها تلك ليست شقيقته وإنما عرض تليفزيونى وتحدث بجدية :
– هاد شي بيشرفنى أكيد ،، وحضوركن من إسكندرية لهون ع راسي ،، إطلبوا شو ما بدكن ونحن بنساويه في الحال .
إبتسمت ونظرت له بعيون لامعة ثم نظرت لشقيقها تتحدث مؤكدة :
– مش قولتلك يا احمد ،، شيف بدر في منتهى الذوق .
أبتسم بهدوء والتفت ليشير للنادل ليأتى ويأخذ طلبهما وليغادر هو من هنا ولكنه وجد من تقف تشبك ذراعيها وتطالعه بعيون ردارية وقد أتت لتراه وقد رأت ما رأته وانتهى الأمر .
تحمحم وعلم أن هناك حربٍ شرسة ستقام لذلك عاود النظر أمامه ولكن تلك المرة تجاهل تماماً السيدة بل تحدث لشقيقها قائلاً :
– بعد أذنكن بدى أفوت على المطبخ وأحمد معكن راح ياخد طلبكن .
تحرك بإتجاه تلك الواقفة وابتسم لها بصمتٍ تام ثم مد يده يتمــ.سك بكفها ويسحبها معه للداخل قبل أن يحدث ما لا يحمد عقباه .
دلفا المطبخ ورآها ياسر فتشهد بينما ضحك نادر على ملامح وجه والده وبدر وعلم ما سيحدث .
تحدث بدر أخيراً يطالعها بعشق متسائلاً :
-أهلين حبي ؟ ،،، ما قولتى إنك جاية هون ؟
ضيقت عينيها تطالعه ثم مدت يدها تتناول كفه الأيمن وعادت تنظر لعينه مردفة بهدوء مقلق :
– شوف إزاي ؟ ،،، أبقى قاعدة ف البيت فجأة أحس إن فيه حاجة غريبة هتحصل ،،، روحت قايلة قومى يا بت يا قمر روحى اطمني على بدورة وشوفي إحساسك صح ولا لاء ؟ ،،، أقوم أجي واقفشك ماسك أيد واحدة ،، شوووفت ؟
كتم غيظه من علو صوتها حينما نطقت كلمتها الأخيرة وقال ضاغطاً على أسنانه :
– لا تعلى صوتك قمر ،،، شو هاي اقفشك؟ ،، بلا ولدنة بقى ما بيصير هالحكى .
اغتاظت من طريقته ثم سحبته معها إلى حوض الإغتسال وفتحت صنبور المياة ثم قامت بأخذ سائل معقم لغسيل الأيدي وقامت بغسل يده بقوة وتدليكها وسط ذهوله وضحكات نادر على شقيقته التى لن تكبر وتتعقل أبداً بينما ياسر يسعل من شده كتمانه لقهقهاته .
انتهت واتجهت تجففها بقوة بالمنشفة المعلقة وكأنها تنزع أثر التصق بيده وليس فقط سلام لم يتعدى اللحظة .
تركته ونظرت له بملامح حزينة ،، ماذا تفعل؟ ،،، تعلم أن الأمر ربما يظهر للبعض طبيعي ولكن هى تغار ،، ماذا تفعل هي تحترق بمجرد نظرة أحداهن عليه ؟ ،، تحبه وتعشقه وتغار ؟ ،، تثق به أكثر من ثقتها بنفسها ومع ذلك تغار .
لمح الحزن الذي ظهر في عينيها فتنهد وكالعادة يستسلم لأفعالها ويستقبلها بحب ،، هز رأسه ومال يقبل مقدمة رأسها من فوق حجابها ثم تحدث بحب وتروى :
– هدول ناس جايين من أسكندرية لهون قمر وقالوا بدهن يشوفونى هى وخيها وبدهن يتعرفوا عليا ،، كيف فيني اكسفهن ؟
تحدث النادل من خلفه ببلاهة قائلاً بعدما دلف ليضع الأطباق الفارغة وسمعه :
– لا يا شيف بدر هى بس اللى قالت عايزة تشوفك أخوها محترم متكلمش .
لعنه بدر سراً ونظر له بغيظ فتحمحم النادل وأردف قبل أن يخرج :
– أحم ،، طيب هي طالبة اتنين كبة سوري من إيدك .
قالها وخرج على الفور ووقفت قمر تتنفس بقوة لتهدئ مشاعر الأنثى الثائرة بها والتى توحى لها بالانتقام من تلك التى تتجمل وتأتى من بلد بعيدة لتتعرف على رجل متزوج ولتراه فقط .
بعد ربع ساعة هدأت الأجواء ووقف بدر يجهز صحنين من الكبة لتلك الطاولة .
إنتهى وكاد أن ينادى على النادل لياخذهما ولكن وجد من تقف أمامه فجأة وتبتسم له ،، كادت تلتصق به وهى تبتسم ،،، تعجب من أمرها فهى كانت تجلس في أحد الأركان تتابعه إلى أن ينتهى ولم يلاحظ إقترابها المفاجئ منه .
نظرت له بأبتسامة يعلمها جيداً ثم تساءلت بوداعة زائفة :
– خلصت يا روحي ؟ ،، عملتلها الكبة اللى هي عايزاها ؟
ضيق عينيه يستشعر ما تنوى ثم تحدث محذراً ببطء شديد :
– قمر ؟ ،، بلا ولدنة ،،، خلص بيكفي ،، قولتلك هدول ضيوف مطعمنا شو صارلك ؟ ،،، هلأ فوتى اقعدى ورح أخلص هلأ وبنروح سوا .
أثناء حديثه لها وشروده في ملامحها أستغلت ذلك وأظهرت عبوة الشطة الهندية التى كانت تخبأها خلف ظــ.هرها ثم قامت بوضع بعضها على الطبقين وهى تحافظ على أبتسامتها أمامه حتى تشغل عينه وعقله ونجحت في ذلك .
انتهت وهادت تخبأها وتبتسم له مردفة بوداعة :
– حاضر يا حبيبي .
عادت أدراجها وهى تبتسم بإنتصار بينما بدر كان قد نادا على أحمد الذي أتى وأخذ الطلب وأتجه خارجاً ليضع الطلب على تلك الطاولة .
ما هى إلا دقائق وعاد النادل يردف بتوتر :
– شيف بدر ألحق ،، المدام أياها عمالة تكح جامد وبتقول إن الكبة مولعة .
تناول كوب حليب على الفور وقبل أن يندفع للخارج رمق تلك التى توترت من فعلتها بنظرة غاضبة وتركها واتجه ليري ماذا فعلت فهو كان يشعر أن إقترابها المفاجئ هذا يحمل في طياته الكثير .
وصل للطاولة وحاول تهدأة الوضع معتذراً يردف بحرج وهو يرى تلك السيدة تسعل يردف بأسف وهو يناول الحليب لها :
– بعتذر منكن كتير هاي غلطة منى ،،، إتفضلي إشربي من هاد رح تخف الحرارة .
تناولت منه الكوب وارتشفت القليل وبالفعل بدأت تهدأ حرارة جوفها فقال شقيقها بتهكم :
– دي غلطة غريبة أوى أنها تحصل في مكان زي ده ،، ومن شيف معروف زيك .
أغمض بدر عينه بغضب فهذا ما كان يخشاه خصوصاً امام بعض الزبائن ، بينما تحدثت تلك التى تطالعه بإعجاب واضح مبررة :
– خلاص يا أحمد حصل خير ،، شيف بدر أعتذر ،، الغلط منى أنا كان لازم أنبه ع الجرسون إن الطلب ميبقاش سبايسي .
تمعنت في عين بدر وابتسمت مردفة :
– حصل خير يا شيف بدر ،،، وأهو ده خلانى أشوفك مرة تانية قبل ما أمشي .
تنهد يردف بجدية وثبات :
– شرفتونا يا فندم ،، واتمنى تقبلوا إعتذارى مرة تانية ،، وهلأ رح أدوقكن من البقلاوة تبعنا لحتى تكونوا مرضيين .
أومأت ونظرت لشقيقها الذي ظهر على ملامحه الضيق ولكنه زفر وأومأ بصمت فعاد بدر إلى مطبخ المطعم بغضب يتجه لتلك التى رأت من النافذة الزجاجية ما حدث وزادت غيرتها خصوصاً بعدما رأت نظرات تلك الخبيثة التى تعلمها جيداً .
وقف أمامها وأردف بغضب معنفها بصوت عالي متذكراً كلام هذا الأبله :
– شو هاد قمر ؟ ،،، أحكيلي إنتى طفلة شي ؟ ،،، كيف فيكي تكونى بهالعقل ؟ ،،، قولتلك أنا بلا ولدنة وما أهتميتي لحكيي ؟ ،، بدك سمعتى تخرب يعنى ؟ ،،، بدك الناس تحكى عن مطعمنا كلام عاطل ؟ ،، كل هاد بسبب هالغيرة اللى ما إلها داعى بنوووب ؟ ،،، أكبري بقى ،، إكبري شوي .
كانت تقف قبالته وهى على وشك البكاء ،،، ليتها لم تأتى ،،، فأكثر ما يخنقها هو خصامهما سوياً ،،، تعترف أنها أخطأت ولكن هذه المرأة تستحق ،، تأتى من بلد أخري لتثنى بأعجابها برجلٍ متزوج ولديه طفلان ولم تراعي أي من العادات والأصول حتى ؟ ،، ومطلوب منها أن ترى وتسمع وتصمت ؟ ،،، أي عدلٍ هذا .
لمح دموعها التى تأبى التحرر ودائماً دموعها هي نقطة ضعفه ،، كاد أن يطيب خاطرها أو يلين ولكنه تراجع ولف جسده عنها يزفر بقوة .
أتى ياسر بعدما تعكرت الأجواء وأردف بحنو ليلطفها وهو يتجه يحتوى إبنته بين كتفيه :
– خلاص يا بدر بقى متكبرش الموضوع ،،، عدت على خير ،، قمر غلطانة طبعاً بس ليكو بيت مينفعش هنا .
تململت هي من بين يد والدها وتحدث بنبرة يعلمها جيداً ،،، نبرة منكسرة وهى تقول :
– تمام يا بدر أنا أسفة ،، وهخرج حالاً أعتذرلهم .
إندفعت قبل أن يمنعها ،،، تعمدت ذلك ،، لترى رد فعله وأن كانت تبالغ أم لا .
وصلت إليهما ولم تنظر لتلك التى تعجبت منها بينما نظرت لهذا الأبله المدعو شقيقها والذي يطالعها بترقب وتحدثت بهدوء معتذرة :
– أنا أسفة على الأكل السبايسي اللى وصلكم دي غلطة منى أنا شيف بدر مش مسئول عنها .
طالعها هذا الرجل بإعجاب ،،، ملامحها كما هى جميلة إن لم تزداد إشراقاً وبريقاً وعيونها الذهبية تأثر من يتعمق فيها ،،، إبتسم لها ووقف يمد يده متسائلاً بتودد :
– ولا يهمك حصل خير بس إنتِ مين ؟ .
ظهر هذا الذي أطبق على يده الممدودة بقوة وهو يردف بغضب ضاغطاً على أسنانه :
– هاي بتكون زو جتى ،،، وما بتسلم على حدا بنوب .
ترك يده ولف ذراعه حول كتف قمر التى إستردت جزء من راحتها الآن وهى تراه في تلك الحالة التى تعلمها جيداً .
نظر لعينيها بتعمق ومغزى يردف :
– يالا حبيبتى .
لف نظره لهما وتحدث بثبات :
– مرة تانية نورتونا ،، وأحمد معكن رح ياخد طلباتكن .
تحرك وسحبها معه إلى باب الخروج الخلفي ليغادرا على الفور ،، فهو رآى نظرات هذا الأبله لها عندما كانت تتحدث ،،، ولم يكتفى بالنظرات بل يمد يده ايضاً ،، هل هو لهذا الدرجة لا يتهم ليده ؟،، تمالك نفسه بالقوة حتى لا يخطئ ولذلك سحبها وغادر .
إتجه يحضر موتوره وأستقله بمهارة وجسد يحتفظ بلياقته ثم تحرك إليها وهى تقف عند باب المطعم ثم نظر لها وتحدث بترقب :
– يالا قمر .
زفرت وصعدت خلفه لتتدلى قدميها في أتجاه واحد ثم تحرك بها فجأة ليحصل على تلك الحركة التى لطالمها يعشقها وتشعره بالسعادة والحماية وهى تلف يديها حول خصره وتعانقه واضعة رأسها على ظهره بحب .
قاد بها في شوارع المنصورة بينما هى مغمضة العينين تستمتع بقربه وتسلمه زمام أمورها بثقة وسعادة .
يفكر طوال طريقه ماذا يفعل معها ،،، في كل مرة يحاسبها على غيرتها وأفعالها يجد نفسه في موقف يثبت أنه أشد غيرة وعشق منها ،، يعلم انها تبالغ ولكن لما هو الآخر يتصرف مثلها ،، هل تلك عدوى محببة إلى قلبه ام لعنة ستظل تلاحقه دوماً والأدهى أنه يتقبلها برحابة صــ.در .
وصلا أمام منزلهما ،، نزلت وترجل هو ثم اتجه يفتح الباب المعدنى للجراچ وادخل به موتوره ثم أغلقه وصعدا سوياً حتى وصلا إلى شقتهما .
فتح ودلفا سوياً وأغلقه ثم بحث بعينه عن صغاره ثم تساءل بترقب :
– وينن شهاب ونجمة ؟ .
زفرت بعد أن خلعت نعليها جانباً واتجهت تجلس على الأريكة وهى تفك حجابها وتضعه بجوارها مردفة بهدوء :
– عند ريحانة ،،، إنت عارف من وقت ما النونو الجديد جه وهما متعلقين بيه جداً ،، كلمتنى وقالتلي ابعتهم لها ،، علشان كدة قولت بلاش اقعد لوحدى وجيت أشوفك .
قالت الأخيرة بعتاب فاتجه يجلس بحوارها ثم لف جسده ليقابها ويتعمق في ملامحا بعشق وشغف ثم تحدث وهو يلتقط كفها بين راحته :
– وأنا كتير ببيقى فرحان وقت بشوفك قمر ،، كتير بحبك تيجي لعندى ع الشغل ،، بس اليوم اللى صار ما بيصح قمر ،،، يبصير تحطى في أطباقهن شطة هندي ؟ ،، بدك تموتيهن ؟
هزت رأسها تتحدث بعقلانية لم تكن عليها منذ قليل :
– لاء أكيد مش عاوزة كدة يا بدر ،، أنا يهمنى إن سيرتك وسمعتك الطيبة تفضل في السما وافتخر بيك قدام الدنيا كلها .
زفرت ثم تابعت بشراسة :
– بس فيه كام وحدة كدة بيبقوا عايزين الحرق ،، وبما أنى حرام لو حرقتها كلها قولت أحرق زورها كفاية يمكن تحس .
طالعها بدهشة لثوانى ثم إبتسم عليها وهو يهز رأسه بقلة حيلة منها ثم مد يده يسحبها أليه ويعانقها بحب ويقبل مقدمة رأسها زافراً براحة ،،، توغلت إلى أنفه رائحة خصلاتها المميزة فاستنشقها بقوة وتساءل بترقب :
– هلأ إنتِ حاطة سيرم ؟ .
تمتمت وهى على وضعها بين ذراعيه فأردف بخبث وترقب :
– ريحته كتير حلوة ،، مو هاد يللي كان باللوز ؟
هزت رأسها وهى مغمضة ومستمتعة بقربه وتحدثت بهمس :
– لا يا بدر ده بالألوفيرا .
أردف بخبث وهو ينزع بحنو مشبك خصلاتها اللامع فندلعت كالشلال ناعم على ظهرها :
– هلأ بنشوف .
مد يده فارجاً عن أصابعه لتعمل عمل المشط وهو يمشك شعرها البنى اللامع الذي يشبه جمال عينيها ،،، فرده على ظهرها بحب ثم قرب إحدى خصلاته إلى أنفه يغمض عينه ويشتمها بقوة ثم تحدث بقلبٍ نابضٍ بصخب :
– إيه معك حق ،، هاد مو لوز .
ابتسمت باستمتاع وعيونها مغلقة تعلم جيداً ماذا يفعل بينما اليد التى كانت تقرب تلك الخصلات إليه أصبحت تزيحها ليكشف عن عنقها الناعم كبشرة طفلٍ حديث الولادة .
تنهد بقوة ثم مال يلثم عنقها بشــ.فتيه وأنفاسه الدافئة تلفحها فتجعل جسدها يتجاوب معه بشعور لذيذ محبب إلى قلبها .
تاه بين ثنايا عنقها وهو يقبلها ويقضمها بتمهل وعشق ثم تحرك إلى وجهها يقبل وجنتها فأنفها وهما في حالة أشبه بالسكر دون شرب أي منكر فقط مشاعر متدفقة من كليهما .
وصل لشفتيها آخيراً فتناولهما في قبلة عشقٍ لم ينتهى ،، يقبلها وكأنه يفعلها لأول مرة ،، إستباحت يده حقها الشرعى في جسدها وهو يمررها عليه بحنو واستباحت يداها العبث في خصلاته ورقبته وكم أعجبته حركاتها .
إبتعد عنها بمسافة تسمح بمرور الهواء ثم تحدث بتخذر أمام شفتيها :
– بحبك قمر .
إبتسمت وقربت وجهها تقبله قبلة سريعة آسرته ثم تحدث بتحشرج :
– وأنا كمان بحبك أوى يا بدر .
وقف ثم دنى يحملها بين ذراعيه متجهاً بها إلى غرفتهما ووكر سعادتهما ليمر هذا اليوم أيضاً عليهما بسعادة ومتعة لن يعكرها او يشوبها شائب ،، فإن كانت هى مجنونته فهو متفهمها .
إن كانت هي صغيرته فهو آمانها وطمأنينتها من أي حزن
إن كانت أفعالها مشاغبة فهو يستقبلها بحب وسعادة حتى لو أخفى ذلك .
يعشق كل شئ بها ،، تلك التى لونت حياته المظلمة وأنارتها ،، تلك التى إحتلت قلبه وشيدته ورممته بعد أن هدمه الحزن والزمن والفراق .
تلك الغالية أم طفليه وشريكة حياته وزوجه المصون ونور عيونه .
أما هو فالنسبة لها يعد رجل حياتها ،، الآمان والسند والتفاهم والتأنى
رآى منها الكثير وتحمل وتعامل بما لم يتعامل معها أحد
تقبل نوبات جنونها بكل ترحاب وتفهم
عاملها كمن يعامل إبنته الغالية قبل أن يعاملها كزوجة
لذلك فهى تعشقه عشقاً لن يكون إلا له .
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية خسوف)