روايات

رواية خسوف الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم آية العربي

رواية خسوف الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم آية العربي

رواية خسوف الجزء الثالث والعشرون

رواية خسوف البارت الثالث والعشرون

رواية خسوف الحلقة الثالثة والعشرون

عاد بدر مساءاً بملامح حزينة بعدما قضى حوالي ساعتين يفكر في حديثها … يفكر في معاملتها له هذا الاسبوع … كم كانت حنونة مُراعية حتى لريحانة … تذكر افعالها وعرضها لفكرة الاطراف وتقديم المساعدة المالية بكل رضا ودون مقابل .
فتح باب شقته ودلف يتنهد بعمق … جال المكان بأنظاره يبحث عنها … استقر بنظره على غرفتها المغلقة … لعن الباب هذا … لما عليه ان يحجبها عنه !!! اولم يعلم هذا الباب الملعون ان قلبه لن يهدأ او يطمئن الا برؤيتها !!! لما لا يرأف هذا الجماد بحاله ! .
خطى عدة خطوات حتى توقف امامه … سحب شهيقاً يهدئ به لوّعة صدرهِ … مد يده يطرق الباب بهدوء وينادى بنبرة مشتتة _ قمر !
لم يأتيه رد فأدار مقبض الباب بحذر ولكنه وجده موصود من الداخل تعالت انفاسه ووضع جبهته على الباب يردف بصوت معذب _ قمر بلا ما نوجع بعض ! … افتحى هالباب …. لا تضغطى علي !! … بفهم بشو عم تفكرى … وبعرف انه ما إلك ذنب بكل يللي عم يصير … بس خلينا نحكى .
اما تلك التى راته من شرفتها عندما عاد فقد ظلت واقفة تنتظره بقلق وقلبٍ منقبض على حالته فما زالت ساقه متعبة .
ركضت مسرعة عندما اغلق باب شقته وقامت هى الآخرى بأغلاق باب غرفتها ثم وقفت خلفه بترقب وها هي تستند بجبهتها عليه هى الآخرى تنهمر من عيناها دموعاً حارقة وهي تستمع الى صوته بعذاب .
زفر بضيق وفك زه الاول يشعر بقبضة حول رقبته تخنقه … قرر تركها متجهاً الى غرفته … استمعت الى خطواته العائدة وكادت ان تفتح بابها لولا الجزء العنيد فيها اجبرها على اكمال ما تنوى فعله .
عاد لغرفته ودلف مرحاضه ليغتسل ويؤدى فرضه وينام بعدها لتكون هذه اول ليلة خصام بينهما .
&&&&&&&&&&
فى الصباح استيقظ بدر بتكاسل تماطأ وترجل من فراشه متجهاً الى المرحاض ليستعد للذهاب لعمله الذى تركه منذ اسبوع .
ولج للخارج من غرفته قاصداً غرفتها ولكنه تفاجأ بها تقف ف المطبخ تعد الفطور فأنشرح صدره ونظر لها باشتياق بادلته بابتسامة باهتة تجاهد لاظهارها مردفة _ صباح الخير .
تعمق في ملامحها وطريقتها الهادئة … تنهد بعمق ثم تقدم منها يطالعها بحنين مردفاً _ كيفك قمر ! .
حاولت جاهدة ان تبدو طبيعية واردفت وهى تضع قطرات العسل في صحنهِ بالمعلقة الخشبية _ كويسة يا بدر … يالا علشان نفطر وننزل ع المطعم .
جلس على طاولة الطعام يطالعها بترقب وحنو مردفاً _ مافي داعى تجي قمر … ضلى هون انا صرت منيح .
اردفت بلهفة _ لاء يا بدر هاجى معاك واشوف بنفسي .
هدأت قليلاً تطالعه مردفة بتحمحم _ احم … علشان بردو عايزة اطمن على بابا .
اومأ بهدوء وجلسا الاثنان يتناولان فطورهما سوياً بهدوء غير معتاد لا يُعجب بدر حتى انه كاد ان يتحدث ولكنها ادعت انشغالها بأمورٍ اخرى كي تبتر اي حديث .
انتها ونزلا سوياً وتوقف بدر امام شقة ريحانة يطالع قمر بترقب فوجدها ساكنة تعبث بحقيبتها او هكذا ادعت .
طرق بابها وانتظر دقيقة ففتحت ريحانة تطالعهما بحزن خصوصاً قمر التى تشعر تجاهها بعذاب الضمير خاصةً بعدما رأت ملامحها الباهتة .
اردف بدر بترقب _ صباح الخير ريحانة … بدك منى شى … اليوم رح ارجع ع المطعم .
اومأت تردف بابتسامة هادئة _ اتيسر ابن عمى الله معك .
اومأ ونظر لقمر يردف بترقب _ رح اطلع الموتور من المخزن .
اردفت قمر معارضة بتوتر _ بلاش الموتور يا بدر خلينا نروح بالعربية .
تنهد يطالعها بعمق وتعجب .
اومأ يزفر بضيق ونزل وتركهما تقفان سوياً وكانت ريحانة تريد هذا الامر بشدة حيث اردفت بحزن _ قمر ! … انتِ زعلانة منى !!!
نظرت لها قمر بتعمن قليلاً ثم ابتسمت تدنو منها قليلاً وتتمسك بكفيها مردفة بهدوء وحنو _ ريحانة متحمليش نفسك فوق طاقتها … ولا تحسى انك ظلمانى خالص انتِ ابعد ما يكون انك تظلمى حد … انتِ انسانة جميلة … متزعليش نفسك واللى بيني وبين بدر امور تانية تماماً بعيدة عن موضوعك معاه .
هدأت ريحانة قليلاً واستكانت روحها واردفت بحنو _ لكان وينا البسمة اللى ع وجك ! … هاي مانا قمر اللى بعرفها !.
ابتسمت لها قمر بهدوء واردفت بعدما انبهها بدر _ انا هنزل علشان بدر …وانتِ اتجدعنى ووريني همتك ف التفصيلات اللى صممتيها .
اومأت لها ريحانة بسعادة بينما الآخرى اسرعت تنزل الدرج ومنه الى الخارج حيث استقلت سيارة بدر الذى يطالعها بترقب بينما هى مثلت انشغالها بربط حزام الامان الخاص بها وهى تعلم ان عينه مسلطة عليها ولكنها تجاهلته .
اما هو بدأ يقود الى وجهته بنفسٍ ثقيلة وكأنه يحمل فوق صدرهُ صخراً بسبب هدوءها هذا .
&&&&&&&&&
فى المطعم يقفا نادر وياسر كعادتهما يعدان الاطعمة بينما رن هاتف نادر برقم غير مسجل .
اخرج هاتفه يطالعه بضجر فتسائل والده _ مين يابنى اللى عمال يرن عليك ده !
زفر بضيق واردف _ هيكون مين يا بابا … اكيد هى مي … مهى مبطلتش اتصالات من وقت ما طلقتها … انا بجد تعبت … احسن حاجة اعملها اغير شريحتى .
تنهد ياسر يطالعه بعمق ثم اردف بهدوء _ لو هترتاح كدة غيرها يابنى … لان هى مش هتسيبك … وشوية كدة هتلاقيها جتلك هنا .
نظر لوالده بعيون غاضبة واردف _ متقدرش تيجي هنا … هى عارفة انا ممكن اعمل فيها ايه … وبعدين مانا دفعتلها المؤخر كله على داير مليم … تحمد ربنا وتروح تشوف حالها بعيد عنى بقى .
رن هاتف ياسر بنفس الرقم فتعجب ونظر لابنه مردفاً _ ده رقم غريب بردو ! … معقول تكون هي !
تنهد نادر يطالع والده بترقب بينما اجاب ياسر يردف _ الو !
اردفت هى على الجهة الاخرى بلهفة _ ايوة يا عمى … انا مي … وحيات قمر عندك يا عمى تخلى نادر يكلمنى … انا خلاص مش هعمل كدة تانى دي كانت وزة شيطان ومش هتتكرر … قوله يسامحنى يا عمى وانا هرجع واعيش خدامة تحت رجليه .
تناول نادر الهاتف من والده واردف بغضب اعمى _ انتِ ايه يا بنى ادمة انتِ … مش قولنا خلصنا ! … خلى عندك شوية كرامة بقى وحلى عنى … انا كرهت اليوم اللى عرفتك فيه ..
اردفت هى بلهفة وبكاء _ حقك عليا يا نادر … امى هي السبب هى اللى ضحكت عليا علشان اجبلك العيل اللى كان نفسك فيه .
اردف بصراخ متجاهلاً المكان والعيون التى تطالعه _ عايزة تجبيلي عيل ابن حراااام !!! … احمدى ربنا انى سبتك ومبلغتش عنك بعد اللى عملتيه ده … بس لو فكرتى تتصلي عليا او على ابويا تانى متلوميش غير نفسك .
اغلق الخط بوجهها ومال يستند على حافة الطاولة ويتنفس بقوة صدره يعلو ويهبط بعنف … اتجه ياسر الذى اردف للعمال _ يالا كل واحد يشوف شغله .
فضّ تجمعهم وربت على كتف ابنه يردف بتروى _ اهدى يابنى … اهدى حصل خير … يمكن ربنا نجاك منها علشان يعوضك باللي احسن منها .
&&&&&&&&&
اما عند مي التى بدأت تصرخ وتنتحب بشدة فأسرعت فردوس اليها لتحاول تهدأتها مردفة _ خلاص بقى يا مي اهدى … هيرجع يا عبيطة بس هو واخد على خاطره شوية من اللى حصل … انا مش عارفة بس ايه عرفه اننا هناك ..
صرخت مي بها تردف بحدة _ خلاص بقى بطلي كلامك ده … انتِ السبب في كل اللى انا فيه … انتِ اللى وصلتيني لكدة … دخلتيني في سكة الاعمال والدجاليين لما ادمرت واطلقت .
اردفت فردوس بحدة مماثلة تعنفها _ بقى كدة ! … بقى كدة يابنت بطنى دي اخرتها لامك اللى ياما عملت علشانك ! … دانا خليته زى الخاتم في اصباعك وبقى يعملك اللى انتِ عيزاه … اوعى تفكرى يا حلوة انك عملتى كدة بشطارتك لاااا … دي سكة الاعمال والدجاليين اللى مش عاجبينك هى اللى عملت كدة … قولي بس انتِ اللى غبية وجبانة لو كنتى سمعتى كلامى من اول كان زمانك في حتة تانية .
نظرت لها باستنكار مردفة _ يعنى ايه !! … يعنى انتِ كنتى عملالي عمل مع نادر !
ضحكت فردوس بتهكم تردف _ ايوة طبعا وده مش عمل ده حجاب يخليه تحت امرك … مانا كنت عاملة واحد لابوكى قولي بس هو اللى راجل سو مطمرش فيه خير .
نظرت لها بصدمة وذهول وهى تهز رأسها لتتأكد ان والدتها اضاعت مستقبلها بتلك الخرافات التى لا تنفع بل تضر وتخرب حياة من اتبعها .
&&&&&&&&&
وصل بدر بسيارته في الشارع الخلفى للمطعم … اردف بحنو وترقب _ انزلي قمر وانا بصف السيارة وبلحقك .
اومأت وترجلت من السيارة ثم خطت تقف جانباً تنتظره بينما هو صف السيارة وترجل منها متجهاً اليها يردف بترقب _ ليه ما دخلتى !
تنهد تطالعه مردفة بهدوء _ مستنياك .
ابتسم بحنو ودلفا معاً للداخل يلقى بدر السلام على ياسر ونادر فأسرع ياسر اليهما يسلم عليهما بترحاب ويعانق ابنته .
كذلك تقدم نادر من بدر يردف بترحاب _ حمدالله ع السلامة يا بدر … نورت مكانك .
اومأ بدر يبتسم بهدوء مردفاً _ تسلم نادر .
تطلع نادر على قمر التى تقف بجانب بدر تنظر ارضاً فأردف بقلبٍ حن واشتاق اليها _ ازيك يا قمر !.
رفعت نظرها اليه تطالعه بعمق ودهشة فرأت عيونه الباهتة وملامحه الحزينة فرق قلبها لاجله واسرعت تعانقه فجأة دون سابق انذار وكم كانت هى بحاجة ملحة هذا العناق … كم تحتاج الى مأوى يفهم ويترجم داخلها دون ان تتفوه بحرف .
تعجبوا جميعاً بينما بدر نغزه قلبه بشعور الغيرة والتملك ولكنه حكم عقله قليلاً وهدأ يسعد لاجلهما .
اما ياسر الذى انشرح فؤاده بسعادة بلغت عنان السماء وهو يرى حال ذريته ونادر وكأنه كان متلهفاً لهذا العناق حيث احكم قبضته عليها وظل معلقاً بها يعانقها باشتياق وحنين واخوة لوثتها النفوس المريضة وها هى تعود لمجدها .
ظلا على حالتهما تلك لدقائق وقمر تبكى بفرحة وحنين والم وانكسار اما هذا العاشق الذي حركه قلبه وكاد ان يخطى مردفاً بهمس وغيرة عندما طال عناقهما _ بيكفي هيك .
ولكنه توقف عندما ابتعدت قمر عن شقيقها وتطالعه بدموع و نادر يضم وجهها بكفيه ويزيل قطرات الدموع بابهامه مردفاً بحنو _ وحشتيني يا مرمر … وحشتيني اوى .
ابتسمت بسعادة على لقبها الذى كان يناديها به في السابق واردفت مبتسمة _ وانت كمان وحشتنى اوى يا نادر .
تنهد بارتياح وسعادة بينما تقدم بدر منهما واردف بحنو _ خلصنا بقى بيكفي بكى … وانتِ قمري يالا اعدى هون بتكون اجرك عم توجعك .
طالعته بعمق وحب ثم التفتت تطالع نادر بسعادة وكذلك والدها … نزلت عبراتها مجدداً وهى ترى عائلتها تلتف حولها … والدها الذى مدها بكمية دلال تكفى العالم وتفيض … شقيقها الذى غاب عنها وعاد لتوه بحنانه وحبه … قلبها وروحها الذى اعطاها وببزخ كل شئٍ كانت تفتقده .
تفكر وتفكر … يالها من محظوظة … نعم حرمت من امٍ وحنانها وصحبتها وعناقها ولكن في نهاية الامر جاء العوض على هيئة بدر .
اردف ياسر بسعادة _ يالا يالا يالا كله يشوف شغله احنا هنكسل ولا ايه … وانتِ يا قمرى … تعالى اعدى هنا .
اتجهت تجلس بجوارهم بينما اسرع بدر يبدل ثيابه بالروب الابيض الخاص به ويغسل يده بالمعقم ليبدأ الطهى الذى غاب عنه منذ اسبوع حيث اشتاق له .
بينما هى جلست تطالعه كعادتها بحب … بعذاب … بتنهيدة ملوّعة .
&&&&&&&&
فى منزل ام محمد
حيث حضر ابنها ليساعدها فى جمع الاغراض وكذلك فعلت شيماء ابنتها .
جاءت السيارة لتنقل اغراضهما وجاء معها شقيقها محمود الذى صعد يطرق بابها ليبدأ بحمل الاغراض معهما ونقلهما للاسفل .
بعد حوالي ساعة انتهوا من تنزيل الاعراض بمساعة الشياليين ايضاً وتجهزت ام محمد تستعد للمغادرة ولكنها اتجهت تطرق باب ريحانة .
فتحت ريحانة تطالعها بعيون لامعة مردفة بحزن _ خلص خالتى … بدك تروحى !
دنت الجارة تعانقها بحنو مردفة بدموع _ مش هسيبك يا حبيبتى … هجيلك كل يوم اعد معاكى وهكلمك في التليفون … خدى بالك من نفسك يا حبيبتى .
اومأت لها ريحانة بينما ابتعدت ام محمد تطالعها بحنو ولكن قاطعهما صعود محمود شقيقها يردف بعجلة _ يالا يا ام محمد .
ولكنه توقف عندما نظر ورآها للمرة الثانية … نبض قلبه لا ارادياً للمرة الثانية لرؤيتها فأومأ لها برأسه يحييها بينما هى تعجبت لامره .
اما الجارة فأردفت بسعادة _ ده اخويا محمود يا ريحانة ابو سدرة .
ثم تطلعت على شقيقها واردفت _ ودى ريحانة يا محمود حبيبتى واختى الصغيرة .
اردفت ريحانة باحترام وهدوء _ اهلاً وسهلاً يا استاذ محمود .
ابتسم محمود بهدوء ونفض الافكار من رأسه … لعن نفسه وتذكر انها زوجة صاحب البيت مردفاً بهدوء قبل ان يعود ادراجه _ اهلاً بحضرتك .
نزل الدرج يلعن حظه وقلبه الذى نبض لملاك ليست خالية بينما ودعت شقيقته ريحانة وغادرت هى الآخرى معه ومع اولادها ..
&&&&&&&&&
في منزل سلوى
تتجمعن حول مائدة الطعام فأردفت بثينة بترقب _ ناهد الجامعة هتبدأ بكرة !
اومأت ناهد تردف وهى تتناول قطعة خبز _ ايوة يا بوسي … هروح مع قمر … هى كلمتنى نبقى نمشي سوا .
اومأت بثينة تردف بترقب _ حلو اوى ان قمر هترجع الجامعة … تعرفي ان قمر محظوظة بوجود شخص زى بدر في حياتها .
اومأت ناهد تردف بتأكيد _ قمر برغم ان عمى ياسر ونادر بيحبوها جدا وكل طلابتها كانت مجابة بس اتحرمت من اللى عندنا يا بثينة … اتحرمت من الاحتواء … بعد موت بابا الله يرحمه بالرغم من انه مات واحنا مش صغيرين اوى بس ماما احتوتنا انا وانتِ وكانت صديقتنا وشاركتنا حياتها وخلتنا نواجه معاها اي مشكلة علشان نقدر فيما بعد نعتمد على نفسنا … انما قمر اتحرمت من كل ده بسبب خوف عمى ياسر عليها ودلعه ليها … قمر راحت لاسوء شخصية علشان خاطر اعتقدت ان هو ده اللى هيحتويها فعلاً … بس لان ربنا بيحبها وعارف قلبها وشايفه بعتلها بدر …
قمر الأول كانت بتحاول تاخد ومش عارفة تعطى لان اصلاً كانت محتاجة حاجات كتيييير … انما قمر دلوقتى هتبدأ تعطى كل اللى حواليها حب … لان بدر بيحبها بجد … وهو كمان كان محتاج جدااا قمر الشقية في حياته … بدر مثال حى للزوج الصالح اللى ربنا قال عليه … بس للاسف اغلب الازواج حالياً ميعرفوش من كلام ربنا غير مثنى وثلاث ورباع واضربوهن وبس .
اومأت بثينة تردف بعيون لامعة _ معاكى حق يا ناهد … هو انا بصراحة مستغربة تقبل قمر للوضع اللى جه فجأة ده وزوجة بدر الى رجعت من الموت بعد السنين دى كلها … بس لما عرفت اللى حصلها صعبت عليا اوى … للاسف زيها كتير الحرب دمرت حياتهم … بصراحة الله يكون في عون قمر … بس يارب بدر ميظلمش حد منهم … احنا حوالينا اشباه رجال ظالمة اوى … وللاسف بيبقوا فاكرين نفسهم رجالة بحق وهما ذكور بتستقوى على مخلوقات اضعف منهم علشان يثبتوا قوتهم .
ربتت سلوى التى تتابع بصمت على كف ابنتها تردف بحنو وحزن _ متزعليش على زوج سئ … يمكن ده اختبار من ربنا … بس خلى عندك يقين انه هيعوضك … واهو لو على مدحت هنبعد عنه خالص … ويكفى اننا طلعنا منه بآسر … لاجله تكرم الف عين .
قالتها وهو تدنو من حفيدها تقبله بحنو والصغير يهلل فرحاً ..
نظرت بثينة لصغيرها بسعادة ودموع واردفت بعزم وشموخ _ معاكى حق يا ماما … الحمد لله انى هخلص منه في اسرع وقت … برغم ان سكوته ده قالقنى .
تنهدت سلوى بقلق ولكنها نظرت لابنتها مطمئنة تردف _ سبيها على الله ياحبيبتى .
&&&&&&&&
فى المطعم
كانت قمر تقفز كل عشرة دقائق تسحب بدر من معصمه وتجلسه بالاجبار ليتسريح عشر دقائق اخريات والآخر يطيعها بسعادة برغم انه لم يستطع اكمال عمله براحة ولكنه يعلم ان هذه التصرفات نابعة من خوفها عليه لذلك يستقبلها بحب .
اما نادر الذي يقف يقهقه على شقيقته المجنونة بينما ياسر يطالعها بتعجب مردفاً بضجر _ لااااا … ده مش طريقة شغل دي … ما تركزى يا بنتى مهو كويس اهو … انتِ هتنطي له كل ثانية ! … هو لو تعب هيعد لوحده .
تطلعت على والدها تردف بترقب وقلق _ يا بابا جرحه ممكن لا قدر الله ينزف تانى … وقتها بقى هتنفعنى في ايه الكبة السورى والكنافة النابلسية !!!!
نظر ياسر باستنكار لبدر الذى يبتسم بسعادة مردفاً _ فرحان اوى سعادتك !!! … طب لما هو كدة جيت ليه كنت ارتاح ف البيت وسيبنا نعرف نشوف شغلنا .
اومأ بدر يردف بحب وحنو وهو يطالعها _ روقي قمر الزمان انا منيح ما تعتلى همي .
نظرت له بحب ثم اخفضت بصرها لتقطع حديث العيون ولتفصل بين هذا الأمر وامر طلاق ريحانة فهى لن تتخذ منه موقف على حساب صحته بالتأكيد .
تنهدت تجلس بضجر وتردف _ خلاص يا بابا هسكت اهو … بس على فكرة انتوا كدة هتخلونى اروح الجامعة وانا قلقانة عليه … كدة انتوا مش هتاخدوا بالكوا منه وممكن كمان انت وابنك تضغطوا عليه ف الشغل .
طالعها والدها باستنكار لثوانى ثم نظر لبدر واردف بضجر وطريقة حانقة _ خد الهبلة دى روحها وابقى ارجع لوحدك .
انفجرت قمر تقهقه عاليا بضحكة رنانة نابعة من اعماق صدرها على هيئة والدها مما جعلهم جميعاً يضحكون عليها وكذلك بدر الذى كان يطالعها بعشق وعذاب .
&&&&&&&&
مساءاً عاد بدر مع قمر الى منزله
صعدا الدرج وتوقفا امام شقة ريحانة يردف بترقب _ انطرى قمر لحتى نطمن ع ريحانة .
نظرت له بعمق … تود الانتظار حقاً ولكن اجبرت نفسها على قول _ طيب هطلع انا اغير لحد ما تيجي .
غادرت تصعد امام انظاره المتنهدة بعمق بينما هو طرق الباب وفتح يدلف وينادى على ريحانة التى خرجت من غرفتها تطالعه بعيون مرهقة وهدوء _ اهلين بدر كيفك !
تطلع عليها بترقب ثم اتجه يجلس ويردف _ انا تمام … بس انتِ فيكي شي !!
تنهدت بعمق تخطى بكرسيها حتى توقفت جانبه واردفت بابتسامة هادئة _ لا انا تمام بس ضليت طول اليوم افصل موديلات وما حسيت ع حالي .
اومأ بتفهم ثم اردف بترقب _ يبدو انك كتير متحمسة لهالموضوع ريحانة !
اومأت تردف بحماس _ ايييه يا بدر كتيير متحمسة .
تنهد ثم اردف بترقب _ وانا رح ابلج من بكرة ان شاء الله … بس ما رح يكون هون بالشقة … رح افتحلك شقة الخالة ام محمد لحتى تكونى براحتك … ورح اجيب الماكينات من حدا بعرفه ما تعتلي هم .
نظرت له بذهول وامتنان تردف شاكرة _ هيك كتير ابن عمى … عند جد كتير .
اردف بحنو وترقب _ مافي شى بيكتر عليكِ ريحانة … قوليلي اذا بدك شغلة تانية !
هزت رأسها تردف بامتنان _ تسلم من كل شر … بس اذا بتسمح بدي اجى معك لحتى اختار الماكينات … لانه انا بدى ماكينات من نوع خاص .
اومأ يردف وهو يقف _ ايه تكرم عيونك … بتيجي معى وبتختارى شو ما بدك .
اومأت بسعادة فها هي تقترب من تحقيق حلمها الذى لطالما حلمت به وهذا بفضل الله ثم بدر .
اما هو فأردف متسائلاً يقف قبل ان يغادر _ اذا احتاجتى اي شى دقي لي .
اومأت له تردف بهدوء _ باقي شي اخير بدر وما ح ارتاح الا اذا بتساوي لي اياه !
تنهد ونظر لها بعمق يعلم جيداً طلبها .. تسائل بتشتت وخوف _ جاوبيني ريحانة بالاول … هالطلب سببه قمر !!!
تتطلعت عليه قليلاً ثم اردفت بتروى _ اعُد بدِر .
جلس مجدداً يترقب حديثها فتابعت _ هلا اذا هالشى صار وانت معى … وما كنت اختفيت عن حياتك ١٠ سنين … بتعتئد انى كنت رح اضل زوجتك !!
اردفت بتأكيد وشهامة _ وانتِ بتعتئدي انى كنت رح اطلقك !
اومأت بتأكيد تردف _ ايه بدِر … ما كنت ح ارتاح لحتى انفصل عنك واتركك تكفى حياتك براحة … بتعرف شو السبب !!! … لانى انا ما في اخد وما اعطى … بيكفي انو كنت رح تضل معى وانا ما بجيب ولاد … انما بعد هالابتلاء ما فيّ بدر … مافيني اخد منك اهتمام ورعاية وحنان وتقبل وما اعطيك شى بالمقابل … رح اتوجع لانو رح اكون قصرت بحقوقك اللى اي زلمة بدو ياها وابسطها ان يكون ألك ولد … افهم عليا هاي طبيعتى … انت ضحيت كرمالي وكرمال العيلة كتير وهلا دورى … اخرج قمر برا حسابتنا … وصدقنى هاي رغبتى وهاد قرارى … فكر فيه منيح وردلي خبر … وانا رح اضلى بنت عمك لاخر العمر .
اقترب منها قليلاً ثم مد يده يتمسك بكفيها بحزن مردفاً _ وانا عند قولي ريحانة …. انا ما فيّ اتركك هلا … وما كنت هأترك قبل .
وقف يتجه للباب فأردفت بترقب وثبات وجدية _ وما فيك تجبرنى ع وضع ما بدى ياه بدِر ..
التفت يطالعها بعيون مشتتة ضائعة ثم قرر الصعود بعقلٍ مشوش وصراع بين الواجب والضمير والقلب .
اما هى فتنهدت بعمق تغلق عيناها بحزن على ما وصل اليه الوضع … فثلاثتهم بين ليلة وضحاها محيّت السعادة من عيونهم وغلف الحزن ملامحهم .
تركها وصعد للأعلى يفتح باب شقته ثم دلف واغلق خلفه وعيناه تبحث عنها .
زفر براحة وهو يري غرفتها مضيئة وبابها الملعون هذا مفتوح .
خطى باتجاهها بقلبٍ ينبض بعنف حتى دلفها ولكنه تعجب من خلوها .
وُلج خارجاً ليبحث عنها ولكن لم ينتظر كثيراً حيث خرجت لتوها من المرحاض الخارجى تجفف يدها فى منشفة وترتدى منامة طفولية … رفعت نظرها اليه تطالعه بترقب فلمحت الحزن في عيناه … رق قلبها له واردفت بتوتر وقلق _ انت كويس !.
تمعن في ملامحها بعيون معذّبة واردف بتساؤل _ كيف شايفتيني !
تحمحمت واردفت بتوتر ومراوغة _ يمكن تعبت فى الشغل النهادرة !!
اتجه اليها حتى توقف امامها … نزل بنظره لعيناها يردف بحب وحنين _ مافي شى بهالدنيا بيتعبنى وبيشتتنى متل بعدك عنى .
سحبت شهيقاً قوياً تهدئ به لوعة صدرها واخفضت بصرها لا تقوى على النظر اليه بينما هو اصبح في حالة آخرى واستحوذت عليه مشاعر الحب من قربها .
مد يده يرفع وجهها الخافض اليه وتوحدت انظارهما وتحدثت العيون تبوح بمشاعر كليهما فسمح لنفسه ان يميل ويتذوق شهدها باشتياق وحب …يقبلها بحنو وتعمق وهى بين يده ساكنة .
ظل هكذا يعانقها ويقبلها مبتعداً بعقله عن العالم وما فيه بينما هى نبهها عقلها المهموم فانكمش قلبها بشعور مؤلم مخالف وخائن لهذه المشاعر فلم تجد سبيل الا دمعة حارقة نزلت من عيناها المغلقة على وجنتها وصولاً الى شفاهِها ملامسة لشفاه هذا المحلق مما جعله يستيقظ ليسقط على ارض الواقع مبتعداً عنها وهو يفتح عيناه يطالعها بصدمة عندما توالت العبرات من عيناها المغلقة يردف بذهول وروحٍ معذبة _ قمر انتِ عم تبكي !!
فتحت عيناها تطالعه بعمق والدموع تحيطهما فحاولت تجفيفهما بكفيها واردفت بصوت متحشرج متألم وهى تخفض رأسها _ معلش يا بدر انا لازم انام بدرى علشان بكرة اول يوم ف الجامعة .
مرت من امامه بخطوات سريعة تتجه لغرفتها تحت انظاره المصدومة والمتألمة … اغمض عينه بقوة يزفر بإختناق وهو يقول بهمس _ ليه عم تعذبيني وتعذبي حالك … ليه عم تضغطى علي وانتِ بتعرفي انه غصب عنى … اااه يا اااالله .
قالها بتنهيدة عميقة ثم نظر لغرفتها التى اغلقتها عليها ثم اجبر قدميه على التحرك لغرفته ليتجه لمرحاضه بأنفاس ثقيلة معذبة .
&&&&&&&&&
مر اسبوع على الاحداث
انشغلت فيه قمر بالجامعة والدراسة او هكذا ادعت لتتجنب بدر متعمدة بعد هذا اليوم بحجة انشغالها في مراجعة محاضراتها مما جعله يعطى لها بعد الهدنة حتى لا يكون سبباً في تشتتها وليوفر لها النجاح والتفوق .
اما هو اجبر نفسه على الانشغال بمشروع ريحانة حتى يهدئ افكاره بها … فاستدعى العمال الذين قاموا بتوضيب الشقة المجاورة وتجهيزها لتصبح مشغل حياكة واصطحب ريحانة معه لشراء الماكينات كما تريدهم تماماً .
اما حياته طوال الاسبوع فأصبحت معتمة مملة تضعف روحه وفؤاده … هو بحاجة ملحّة اللى ضمها الى قلبه … يحتاج اليها بقوة تجعل منه شخصٍ تائه ليس بدر المعهود … تأكد ان بُعدها عنه جريمة يحاسب عليها قانون عشقه … حتماً سيأتى موعد العقاب … حينها لن يكون هيناً ليناً معها ابداً ..
فى شقة ريحانة تجلس على كرسيها تردف بسعادة لبدر الذى يجلس امامها شارداً _ بدِر ! … ما بعرف كيف بدى اتشكرك … صار الحلم حقيقة واكتر .
تنهد يطالعها بعيون ضائعة ويردف بحنو _ هاد لانه انتِ نيتك خير وبتستاهلى كل خير ريحانة .
تنهدت تبتسم له ثم اردفت بترقب وجدية _ بما انه خلص مشروعى هلا فينا نحكى بدر ! .
اعتدل يطالعها بترقب متسائلاً _ بشو بدنا نحكى ! .
اردفت بتصميم _ هلأ فيك تطلقنى … عن جد بدر انا بدى هالشى يتم بأسرع وئِت .
طالعها بصمت لدقائق … لف نظره عنها يردف بهدوء _ رح اساويلك شو ما بدك ريحانة … بس مو هلا .
زفرت بضيق تتابع متسائلة _ لكان امتى بدِر !! … امتى رح ترتاح وتريحنى من هالتعب !!
سحب شهيقاً قوياً بعمق يهدئ به لوعة قلبه وعذابه ثم اردف بشهامته المعهودة _ وقت تركبي هالاطراف وتبعدى عن هالكرسي … وقت تمارسي حياتك متلنا فيني اساوى شو ما بدك ريحانة … وما تقلقي ما ضل كتير … انا عم اتواصل مع طبيب مختص ورح نشوف الانسب لحالتك ونساويه .
انتابها القلق واردفت _ ما ألو داعى بدِر … عن جد انا هيك كتييير منيحة … ما بقى تعتل همى … هالأطراف كتيير غالية وانا ما بقبل هالشى .
وقف على حاله يردف بصرامة _ ريحي لي حالك انتِ وما تشغلى بالك بهالامور … انا بعرف كيف ادبر حالي … بس هلا تتركي لي فكرة الطلاق .. وما بقى تحكى فيها من هلا لوقتها .
اومأت بضيق بينما هو اردف يتطلع في ساعته قبل ان يغادر _ بدى اروح اجيبا لقمر لانه ناهد رفيقتها ما راحت اليوم …
غادر بعدها يستقل دراجته البخارية ويقود متجهاً الى جامعتها بينما في تلك الاثناء كانت هى قد استقلت سيارة آجرى لتنقلها الى البيت .
وصلت قمر ومرت على ريحانة في طريقها متمنية لها التوفيق في هذا المشروع بينما الآخرى اخبرتها بذهاب بدر اليها فهاتفته انها عادت بنفسها مما جعله يغضب ويعود اليها
صعدت شقتها بعد ذلك لتبدل ثيابها وتجلس تراجع محاضرتها بعقلٍ شارد كعادتها مؤخراً حيث تبدل حالها تماماً من الشغب والتمرد الى الهدوء التام او الحزن الخفي والصمت الذى يقبض على صدرها لعدم اخبارها اي شخصٍ ما يحدث معها .
رن جرس بابها يعلن عن وصول احدهم .
تعجبت ف بدر يمتلك مفتاحاً … خطت بترقب تتطلع من العين السحرية على الطارق ثم اتسعت عيناها بسعادة وهى تسرع بفتح باب الشقة وتعانق هذا الذى يبادلها بحنو واشتياق مردفاً _ وحشتيني يا مرمر .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية خسوف)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!