روايات

رواية خسوف الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم آية العربي

رواية خسوف الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم آية العربي

رواية خسوف الجزء التاسع والعشرون

رواية خسوف البارت التاسع والعشرون

رواية خسوف الحلقة التاسعة والعشرون

من يستند على امرأة تحبه ،،، لا يسقط ابدااا .
&&&&&&&&&&
في اليوم التالي عادت ام محمد من عند ريحانة هي وسيدرا تجلس بشرود .
طرق بابها فإتجهت تفتح فإذا ب محمود يدلف يلقى السلام فرحبت به ودلفا سوياً .
جلست امامه وجلس هو الآخر يطالعها بترقب مردفاً _ ايه الاخبار يا ام محمد !
فهمت مقصده فأردفت تتطلع على الصغيرة بحنو _ حبيبة عمتو … روحى العبي مع شيماء جوا .
اومأت سيدرا بطاعة وبالفعل ركضت للداخل بينما نظرت ام محمد لشقيقها بتعمن واردفت _ خلاص يا محمود انفصلوا .
انتعش داخله واردف بملامح منفرجة _ بجد … يعنى كدة اقدر اتكلم !
هزت رأسها تردف باستنكار _ لاء ميصحش الوقتى استنى شوية … دى لسة امبارح … بس انا عايزة اقولك حاجة .
ضيق عيناه بترقب وتمعن يردف _ خير يا ام محمد قولي !.
تنهد بعمق تردف _ لو فيه نصيب وهى قبلت بيك … ممكن تيجي يوم وتزعلها ! … او تحسسها بالعجز ! .
التوى داخله واردف بجدية وثقة _ مع ان انتِ عرفانى كويس بس مش هزعل منك … انتِ شايفة ان دى اخلاقي ! …. انا اتجوزت انسانة مش مؤهلة تكون زوجة ولا ام وبرغم كدة رعيت ربنا فيها واحترمتها واكرمتها بس هى شافت ده ضعف ومشيت وسابتنى انا وبنتى علشان تروح تعيش زى ما هى حابة …
مش انا الراجل اللى اتعامل مع الست على انها جسد وبس … كتير نساء بجسد كامل وكله انوثة بس مافيش عندهم وفاء ولا تضحية للي بيحبوهم … انا عايز ست في حياتى تعوضنى عن الجزء اللى افتقده … محتاج ست تدعمنى وتوقفنى ع الطريق الصح … محتاج حبيبة حضنها وقلبها يساعونى وقت ما اكون بتألم … واخيراً محتاج ام لبنتى تبقى حنينة معاها علطول وتعاملها قدامى ومن ورايا بما يرضى الله .
تنهد بعمق يردف بترقب _ وكل ده انتِ بنفسك اكدتي لي انه موجود عن ريحانة … يبقى ازاي ازعلها او احسسها بعجزها ده اذا كانت عاجزة اصلا !!!
نظرت لشقيقها بفخر ومدت يدها تربت على ساقه مردفة براحة _ كدة بقى اقدر ادعى انها تكون من نصيبك وانا مطمنة … ربنا يوفق بين قلوبكم يارب … متزعلش منى … بس لانها غالية عندى .
اومأ بتفهم يردف _ اطمنى يا ام محمد … بس ربنا يقرب البعيد .
&&&&&&&&
مساءاً في شقة بدر
تقف قمر امام فراشها ترتدى مأزرها بعدما اخذت حماماً منعشاً برائحة زهرة التوليب .
تتطلع على هذه الأقمصة الملقية باهمال فوق التخت بحيرة لا تعلم ماذا ترتدى اليوم … تريد ارتداء شيئاً مميزاً وجديداً فاليوم مؤكد سيأتى من عمل شاق وتريد ان تكافئه وتستمتع معه بتلك المشاعر التى يجعلها تعيشها بسعادة .
فتح الباب وولج بدر الى الداخل ينادى بصوت حماسي وحب _ قمر !
خرجت اليه تبتسم بحب ثم اتجهت تعانقه مردفة بدلال وحنو _ حمدالله ع السلامة … وحشتنى اوى .
اعتصرها بيديه القوية الحنونة وهو يستنشق رائحتها اللذيذة ثم قبل عنقها بحب ورغبة مردفاً بصوت متحشرج _ شو هالحلا كله يا قمر زمانى !… وانتِ كمان اشتقتلك كتير وما صحلي اركز بالطبخ لهيك قلت بجي لعندك.
ابتعدت عنه تبتسم له بحب ثم مسكت كفه تسحبه معها الى غرفته كطفلٍ صغير مردفة بدلال _ طب تعالى بقى اختارلي انت علشان انا مش عارفة .
صار معها ودلفا سوياً الغرفة ولكن اتسعت عينه من الفوضى التى احدثتها على فراشه مردفاً بترقب _ شو هاد قمر !! … ليش مبعثرة كل هدول .
تأفأفت بضجر طفولي واردفت بنبرة ساحرة _ مهو انا مش عارفة البس انهى واحد فيهم … احتارت يا بدر ! … يالا اختار لي انت واحد مناسب .
تطلع عليها بعشق وابتسم يقترب من هذه القمصان المثيرة ويتلمسهم بيده ويتطلع عليهم بترقب ثم خطى اليها يلف ذراعيه حول جسدها مردفاً بخبث وترقب _ ليش تعذبي حالك قمرى … ما اله لزوم لهالأواعي بنوب … ضلى هيك بهالروب .
غضت شفتيها تلكزه في صدره مردفة بدلال انثوى وصوت هز قلبه وبعثره _ بقيت منحرف يا بدور … وانا اللى كنت فاكراك عاقل .
امال عليها برأسه يهمس بجانب اذنيها بعشق ومشاعر من نوع خاص _ كيف فيني اكون عاقل وانتى زوجتى !
قهقهت بضحكة رنانة بدلال جعلته يقبلها ليغلق فمها هذا بينما ذراعيه حملاها يتجه بها الى فراشه الذى نزع من عليه تلك الألبسة يلقيها ارضاً ليستطيعا استراق وقتاً سعيداً من الزمن الذى عذب روحهما لأشهرٍ وايام .
&&&&&&&&&
في منزل الشاب على التى بدأت والدته تسعل بقوة وعيناها زابلة … اسرع هو يحضر دواؤها ويناولها اياه مردفاً بضجر _ افتحى بؤك ياما .
تناولت والدته الدواء بارهاق وتعب تغلق عيناها مجدداً فوقف هو يطالعها بضيق وحزن بينما رن هاتفه فالتقطه وخرج من غرفتها يجيب بترقب _ ايوة يا مدحت باشا ! …. خير !
اردف الاخر بغضب وحدة _ خير ايه ياغبي ! … انت صدقت نفسك يالا … انت منفذتش ليه لحد دلوقتى !..
اردف علي بضيق _ ياعم اصبر عليا … قلتلك عينهم عليا ومبيخلوش حد ييجي جنب الاكل خالص … خصوصاً شيف بدر ..
اردف مدحت بغل _ مش شغلى … اتصرف احسنلك … دور على اي حاجة واعملها … المهم اللى اسمه بدر ده يتحبس ويتربى ويضرب زى ما عمل معايا … حط الازازة في اي حاجة بيستعملها من غير ما حد يلاحظ ولا من شاف ولا من درى … ومتقلقش مش هيشكوا فيك … يعنى انت ف السليم المهم تبعد عن الكاميرات خالص … وتلحق تعالج امك .
قالها مدحت بخبث فأردف علي بتشتت _ ماشي … هحاول بكرة .
اردف مدحت بغضب _ متحاولش … نفذ بكرة .
&&&&&&&&&&
في اليوم التالي
فى المطعم بعدما قرر بدر العودة لمنزله .
اردف ياسر بترقب _ بدر !.
طالعه بدر بترقب فتابع _ كنت عايز اجى معاك نتكلم مع قمر في موضوع الست سلوى … ولا انت ايه رأيك !
اومأ بدر مشجعاً _ ايه أخى ع راسي … رح شغل الموتور وانت الحقنى .
اومأ ياسر بينما ولج بدر للخارج يتجه لدراجته البخارية ويخرج هاتفه وهو يلتفت خلفه ثم قام بالاتصال على قمر بترقب .
اجابت مردفة بحب _ اتأخرت ليه يا بدورى !.
تنهد يجيب بعشق _ هلا جاي قمر بس آخى ياسر جاي معى … لهيك ما تلبسي هالشغلات تبعك … اتركيها لحتى يفل .
ابتسمت وتعجبت تردف بترقب _ بابا جاي !!! … دلوقتى !!! …. بدر هو فيه حاجة !!
تنهد بدر واردف وهو يرى ياسر يقترب _ ما تعتلى هم هلا بنيجي وبتعرفي … سلام حياتى .
اغلق معها واستقل موتوره وياسر خلفه ثم قاد متجهاً الى منزله .
ترجل بعد حوالى ربع ساعة امام منزله وسبقه ياسر ثم ادخل دراجته مخزنها وصعدا الدرج سوياً الى شقته .
طرق بابها ففتحت هى لهما تبتسم بهدوء وترتدى بيجامة بيتية لذيذة مردفة وهى تفسح لهما الجمال _ اهلا وسهلا اتفضلوا … اتفضل يا بابا .
دلفوا جميعاً الى الصالة وعانقها ياسر بحنو ثم جلس يطالعها بتوتر مردفاً _ ازيك يا قمر ! … عاملة ايه ؟!.
نظرت لبدر بقلق ثم نظرت لوالدها واومأت مردفة وهى تجلس امامه _ كويسة يا بابا … فيه ايه بقى طمنونى !!
نظر ياسر لبدر ليساعده بينما اردف الآخر بتروى _ اخى ياسر بدو يحكى معك بشغلة قمر … اسمعى منه حبيبتى للاخير وقوليله رأيك بهدوء .
اومأت تنظر لوالدها مجدداً مردفة تحسه على الحديث _ اتفضل يا بابا قول !!.. بس قولي الاول تشرب ايه !
تسائلت وهى تقف فمنعها ياسر يردف بترقب _ لاء يا حبيبتى مش هشرب اي حاجة اعدى بس .
جلست مجدداً تطالعه بترقب فظهر عليه التوتر مما جعلها تتسائل مجدداً بقلق _ قول يا بابا فيه اييييه !!!
تنهد ياسر واردف بترقب _ انا نويت اتجوز يا قمر !
اتسعت عيناها وتوقف قلبها للحظة قبل ان تردف بعدم استيعاب _ تتجوز !!! … على ماما !!!!
صُدم ياسر ونظر الى بدر بذهول فتنهد بدر وعلم ان امرها اصعب مما اعتقد مردفاً بتروى وهدوء _ يا قمر يا حبيبتى … ياسر ارمل من وقت كنتى صغيرة ! … إِمك الله يرحمها اتوفت من وقت طويل … وهو بدو ونيس لحياته … بدو حدا يخفف عنه وحدته اللى عم يحس فيها
التمعت عيناها بالدموع وهى تطالع بدر بصدمة واردفت بقهر وضعف _ ايوة بس هو بيحبها !! … هو قال عمره ما هيحب غيرها !! … هو كان دايماً بيحكيلي عن قصتهم سوا !… ازاي هيتجوز !
نغزه قلبه لدموعها التى تضعفه وتنهد بضيق ينظر لياسر الذى ينكس رأسه ارضاً بصمت فتابع بدر بصعوبة _ هاي ابسط حقوقه قمرى ! … ما فينا نكون انانيين حبيبتى … انتى اتجوزتى ونادر كمان مشغول بحياته وهو محتاج رفيئة معه !.
نظرت لبدر بتعجب وخوف انقبض على اثره قلبها ثم نظرت لوالدها بترقب وعمق وتسائلت _ مين هى يا بابا !
رفع ياسر رأسه ينظر لعيناها بصمت ثم نظر لبدر ايضاً ليساعده فيبدو ان صدمتها وكلامها الجم لسانه بينما اردف بدر بترقب _ بدو يتجوز الست سلوى امها لناهد … بس هى لساتها ما بتعرف … هو اجى ليحكى معك بالاول وبدو تكونى رضيانة .
اغمضت عيناها بحزن لثوانى ثم فتحتهما ثانية تنظر لياسر بعمق مردفة _ اعمل اللى يريحك يا بابا .
قالتها ووقفت مردفة وهى تحاول كبت دموعها _ عن اذنكوا .
اسرعت الى الغرفة تحتمى بها لتطلق العنان لدموعها وهى تغلق الباب خلفها بينما نظر ياسر لبدر بحزن واردف _ شوفت يا بدر ! … اللى كنت عامل حسابه حصل … قمر زعلت ومتقبلتش .
وقف بدر يربت على كتفه مردفاً بهدوء _ روق اخى ياسر … مرئت ع خير … هلا قمر بتروق وانا رح احاكيها ورح تتقبل ما تعتل هم .
تنهد ياسر واومأ وهو يقف مردفاً _ ماشي يا بدر … انا همشي انا بقى .
اوقفه معترضاً يردف _ لاء مافي طلعة … ضل نام هون ! .
اردف ياسر بهدوء _ لاء يا بدر … انا مش هرتاح غير في سريري … خلى بالك انت من قمر واتكلم معاها وفهمها وجهة نظرى …. يالا تصبح على خير .
غادر ياسر واغلق بدر الباب ثم اتجه فوراً الي غرفته ليراها … نائمة على الفراش تواليه ظهرها فتنهد واتجه لمرحاضه يغتسل سريعاً ويبدل ثياب عمله ثم عاد وتمدد جوارها يعانق جسدها الصغير بحب ويلف ذراعه حول خصرها مردفاً بقلب عاشق _ قمرى ! .
تمتمت بصوت متحشرج فتأكد من بكاؤها يغمض عينه بألم مردفاً برجاء _ لا تبكى يا عمرى … اطلعى فيني !
زفرت بعمق تحاول تهدأة قلبها المتألم ثم تململت تلتفت لتقابله بعيناها التى تحجبها عنه فرفع وجهها اليه بيده يردف بحنو ولهفة _ لشو قمر !!! … لشو كل هالبكى !!! … مو انا معك عطول وما رح اتركك بنوب !! … ليه ما بتتركي ياسر يعيش حياته الباقية براحة بال ! .
تنهدت باختناق تطالعه لثوانى بشرود ثم اردفت بقلبٍ مهموم _ بدر !
ضيق عيناه يحسها على الاكمال بترقب فتابعت بقهر _ هو انا لو مت ممكن انت تتجوز غيري وتحبها ! … ممكن تكون مع غيري حتى لو بعد سنين زي ما حصل بينك وبين ريحانة ! .
صدمة كتلك الصدمات الكهربائية التى تنعش القلب بعد توقفه اصابته وهو يطالعها بعمق للحظات … لثوانى … لدقيقة قبل ان يعانقها بقوة واضعاً رأسها عند يساره الذى نغزه من نطقها لتلك الكلمات المؤلمة ..
اردف بلهفة وعذاب وقد ظهرت في عينه غيمة دموع اعتصرها فسقطت على صدغه _ ما تحكى هالحكى مرة تانية … بعمرك ما تعديه قدامى … بحياتك كلها ما تذكرى هالكلمة … عم تفهمى عليّ .
مدت ذراعيها تعانقه هى الآخرى وتومئ بصمت داخله وظلا هكذا لدقائق حتى سمع انتظام انفاسها فعلم انها نامت … ابتعد بهدوء وحذر قليلاً يطالعها بعمق … يفكر والافكار الشيطانية مرعبة تتلاعب بقلبه وعقله فعاد يعتصرها ويتنهد باختناق وعذاب … لا الامر تلك المرة مدمى ومميت حتى في خياله ..
لم يستطع تهدأة النار التى اشتعلت في صدره فدفن وجهُ في خصلاتها ثم سمح لنفسه بالهرب ف النوم معها .
&&&&&&&&
صباحاً في اليوم التالى
استيقظت قمر تتملل بين يديه … فتحت عيناها فوجدت عيناه مسلطة عليها ولا يبدو على وجهِ النعاس ..
تعجبت واردفت متسائلة بصوت متحشرج _ بدر … انت صاحى من بدرى !
طالعها قليلاً بصمت وشرود ثم عاد يعانقها ويغلق عيناه متنهداً بعذاب ثم اردف _ هلأ فئِت حبيبتى .
اخرجها يطالعها بعيون متفحصة ويردف بحنو _ انتِ كيف صرتى هلأ ! ..
تذكرت تومئ ثم ابتسمت بهدوء واردفت _ كويسة يا بدر … انا يمكن بالغت في رد فعلي امبارح … بس انا كدة دايماً باخد الامور على قلبي … يمكن فعلا بابا من حقه يكمل حياته مع ونيس …. خصوصاً طنط سلوى انا بعزها جداً وعارفة انها هى كمان شافت كتير ..
نظرت له بعمق تتابع _ انا مش انانية يا بدر … بس انا فكرت بطريقة تانية … خوفت لميبقاش ليا ذكرى جواك .
اغمض عينه مجدداً يهز رأسه ويحاول ان لا تخونه عبرات الرجال القاهرة … زفر بعمق واختناق يردف _ اسمعيني قمرى … هلأ كل الرجال اطباعن مو متل بعضها …. ظروفهن مختلفة … وطريقة حبهن ما بتشبه بعضها … بس تعرفي شو رح ئلّك شغلة …
تنهد بعممق يتابع بعيون عميقة عاشقة _ هلأ اذا زلمة ضل عايش عمره بكهف مظلم ما بيعرف وبعمره ما شاف النور وفجأة هالكهف انهدم عليه وصار تحت انقاضه سنين … وفجأة لقى ايد عم تتمد وتسحبه للنور … وعى ع حاله ووقف ع إجريه وملا هالضوء كل خلية فيه … بفكرك هالضوء بينطفى !!! … بيختفى من قلبه !!! … لاااا بنوب … رح يعيش هالزلمة ورح يموت بس هالنور ما بقى يطلع من شرايينه … فهمتى عليا .
التمعت عيناها بقوة تومئ وعانقته بحب وقلبٍ متراقصٍ بسعادة فبادلها بعمق يغلق عينه وقلبه وذراعيه عليها ويردف بهمس وعشق _ انتِ نوري قمر … انتِ نور حياتى اللى ما بينطفي .
&&&&&&&
في اليوم التالي في المطعم يقف ثلاثتهم يعدون الاطعمة وفجأة اقتحمت الشرطة المكان متسائلة عن اصحابه .
خرج بدر وياسر ونادر يطالعوهم بترقب بينما اردف ياسر بتساؤل _خير يا فندم !
نظر لهم الضابط بترقب ثم اردف _ معلش يا شيف ياسر بس ليلة امبارح وصلنا كذا بلاغ بحالات تسمم في المستشفى العام والحمد لله الحالات اتلحقت بس لما اخدنا اقوالهم كلهم اكدوا على ان آخر وجبة اكلوها كانت من هنا وهى عبارة عن (الكِبّة اللبنية ) ممكن نعرف مين المسؤول عنها .
تقدم بدر ونظر بثقة مردفا _ انا يللي بساويها … بس مستحيل يصير هالشي … هالغلطة مرفوضة بنوب وانا عم اشتغل هون ضلنى اكتر من عشر سنين ما صار معى هيك شي !
اردف الضابط بترقب _ انا فاهم ده كويس يا شيف بدر وعارف سمعة المكان كويس بس للاسف مضطرين ناخدك معانا لان فيه بلاغات … واكيد تقدر تدلي باقوالك وتحكى كل اللى حصل .
اردف ياسر بقلق _ ييجي معاك ازاي بس … بدر عمره ما غلط في شغله وغلطة زى دي مرفوضه عنده … ودايما حريص على نظافة اطباقه .
اردف الضابط بقلة حيلة _ للاسف مقدرش اعمله حاجة … وكمان ممنوع الطبخ فى المطعم لحد ما يتم التحقيق ونعرف ايه اللى حصل بالضبط …واكيد هناخد في عين الاعتبار سمعتكم الطيبة وسيرتكم المهنية طول السنين دي … لان واضح جدا ان دى حادثة مدبرة … بس دلوقتى لازم شيف بدر ييجي معانا .
نظر بدر لياسر يومئ مطمئناً ثم نظر للضابط يردف بثبات _ اتفضل حضرة الضابط انا تحت امرك .
لف نظره قبل ان يتحرك يتطلع لعين نادر بعمق مردفاً بصوت هامس _ قمر .
اومأ نادر مطمئناً بصدمة بينما اردف ياسر بحزن _ انا جاي معاك .
غادروا سوياً بينما تم تشميع المطبخ بالشمع الاحمر امام انظار نادر المصدوم والعمال الآخرون .
&&&&&&&&&
في تلك الاثناء عادت قمر من جامعتها مع ناهد وفي طريقها سحبت شهيقاً قوية تشعر بصدرها مكتوم وكأن هناك ثقل عليه .
نظرت لها ناهد بترقب واردفت _ مالك.يا قمر !
نظرت لناهد بترقب واردفت _ اتخنقت فجأة يا ناهد … قلبي واجعنى … انا هتصل على بدر .
اخرجت هاتفها وقامت بالاتصال على بدر الذى رن هاتفه فأخرجه ينظر للشرطى مردفاً بترقب _ فيني رد على هالمكالمة اذا بتسمح !
اومأ له الشرطي ففتح الخط واردف بترقب وهمس _ قمرى !
زفرت بارتياح واردفت بلهفة _ بدر ! … انت كويس ؟! .
اغمض عينه ،،، هل شعرتي بي يا صغيرتي ! ،،، تنهد واردف بترقب _ ايه
كتير منيح بس هلا عندى شغل … بحكى معك وقت بخلص .
اومأت بتفهم مردفة بحب _ تمام يا حبيبي … متتأخرش عليا .
اغلقت معه بينما هو اغلق هاتفه ونظر للشرطى الذى اردف _ ياريت تقفل موبايلك خالص .
اومأ بتفهم واغلق هاتفه بينما ياسر يسير خلفه بسيارته وقد هاتف المحامى عبدالله ليأتى .
&&&&&&&
بعد ساعات من التحقيق في الامر وعدم وجود اي حدث غريب حتى ان كاميرات المطعم تم تفريغها ولم تظهر شيئاً
تم حبس بدر على زمة التحقيق في الامر برغم محاولات ياسر والمحامى في اخراجه ولكن باءت محاولاتهما فاشلة نظراً لعدم سحب البلاغات من الزبائن المضرورين .
غادر ياسر القسم وهاتف نادر ليقابله ويذهب لقمر كي يبلغها بهذا الخبر الصعب .
&&&&&&&
مساءاً تقف قمر امام مرآتها تتجهز لاستقبال بدر بحب برغم قلقها منذ ان هاتفته ولكنها تطمئن ذاتها بمكالمته لها .
دق بابها معلناً عن وصول احدهم .
تعجبت والتوى قلبها بشعور الضيق وارتدت مأزر فوق لباسها وخطت تنظر من العين السحرية فانقبض قلبها حينما رأت والدها وشقيقها فأسرعت تفتح الباب بملامح مرعوبة مردفة بلهفة _ فين بدر !!
دلف والدها يهدأها وتبعه نادر بينما اردف ياسر بترقب _ اهدى يا قمر بدر زي الفل .
هزت رأسها متتالية تطالعه بشك مردفة بصوت مهزوز مرعب _ هو فين !
نظر ياسر لنادر بينما اردف الآخر بحذر _ بدر اتقبض عليه يا قمر .
تصلب جسدها وهى تطالع شقيقها بصمتٍ تام وكأنها لم تسمع فتنهد نادر يطالع والده بحذر بينما هى اردفت بقوة وقلبٍ عنيف _ لييه …عمل اييييه !… وازااااي تسيبووووه !
اردف ياسر يهدأها _ اهدى يا قمر … واعدى علشان نعرف نفهمك الموضوع ..
جلست على المقعد بقوة متألمة وبرغم ذلك لم يظهر عليها اي ألم مردفة بحدة _ اعدت يا بابا … فهمنى !
اردف ياسر بتروى _ فيه كذا حالة امبارح جالها تسمم والمستشفى عملت بلاغ لان التقرير يبثبت ان كلهم اكلوا نفس الشئ وفي نفس المكان وطبعا الاكلة كانت من عندنا وكانت ( كبة لبنية ) وده كان الطبق الرئيسي امبارح وبدر هو اللى طابخها بايده … لقينا البوليس جه الصبح شمعوا المطعم واخدوه وانا مسبتوش وروحت معاه وهو حكى كل اللى حصل وطبعا الشرطة فرغت الكاميرت الخاصة بالمطبخ والمطعم كلها بس للأسف مافيش اي حاجة غريبة ظهرت .
فرغ فاهها وضيقت عيناها بتساؤل وحدة مردفة _ يعنى ايه !! ولما هو مافيش حاجة ظهرت قبضوا عليه ليه !!! … هما مش عارفين هو مين !! .. ده مافيش ءأمن منه ف الدنيا … ازاااي اصلا يفكروا فيه كدة !!
وقفت تضغط على عقلها بكفيها بقوة مردفة بقهر وألم ينهش صدرها _ كنت حاسة … قلبي حاسس ان حصل حاجة … بس كذبت احساسي لما كلمنى ..
نظرت لشقيقها واردفت بقوة _ انا عايزة اعرف ازاي ده حصل !! … فيه حاجة غلط … فيه حد حط حاجة ف الاكل …حد قاصد يأذيه .
اردف نادر بتعجب _ مين بس يا قمر اللى هيعمل كدة الناس اللى معانا شغالين من سنين وكلهم ناس ثقة وخبرة وعمر ما حد فيهم قرب على اكل بدر وكلهم بيحبوه .
اردفت هى بترقب _ الشاب اللى اشتغل قريب ! … هو ده .
اردف ياسر مدافعاً _ لاء يا بنتى … ده شاب غلبان وامه اتوفت النهاردة ولولا اللى حصل كنا كلنا روحنا نعزيه .
نظرت لوالدها بقوة واردفت بتصميم _ مهو اكيد فيه حد حط حاجة في اكل بدر … والواد ده هو اللى عملها .
تنهد ياسر بضيق ثم اردف _طيب اهدى يا قمر وهنلاقي حل …ولو حد عمل كدة هنوصله … متقلقيش احنا مش هنسيب بدر .
نظرت لوالدها وقد سقطت عبراتها الحبيسة كالشلالات وهى تردف بوجع وقهر _ اهدى ازاااي … اهدى ازاااي يا بابا … انت جاي تقولي ان حتة من روحى قاعد دلوقتى في مكان مقفول بين اربع حيطان بعيد عني وعايزنى اهدى !!! …. اهدوا انتوا انا مش ههدى ولا هرتاح غير لما يخرج .
تنهد والدها بعمق وحزن على حالتها ثم اردف بترقب _ انا عارف يا حبيبتى ومقدر حالتك … والصبح هاخدك ونروحله تطمنى عليه .
هزت رأسها بعنف تردف بصرامة _ مش هروح طبعا يا بابا … بدر عمره ما يحب انى اشوفه كدة … انا هستناه هو اللى يدخل عليا زى عادته .
ظلت تفكر لدقيقة بصمت بينما نظرت لشقيقها واردفت بقوة _ نادر انا هدخل اغير هدومى ونخرج انا وانت … لازم نروح للواد ده بيته … مش انت عارف بيته ؟! .
هز نادر رأسه بلا بينما اردف ياسر بترقب _ انا عارف بيته بس يابنتى بقولك امه اتوفت النهاردة ميصحش … ده غير ان الوقت اتأخر .
نظرت لوالدها بعمق واردفت بقوة واصرار _ متقلقش يا بابا … انا هروح اعزي .
اسرعت تتجه لغرفتها تحت انظارهما المندهشة بينما جلسا ينتظرانها فخرجت هى بعد دقائق ترتدى ملابسها وحجابها وتنظر لهما مردفة بقوة وحزن وقلبٍ منفطر على روح فؤادها _ يالا نمشي .
اطاعاها وخرجوا جميعاً ومنه للأسفل واستقلا سيارة ياسر الذى قاد الى وجهته .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية خسوف)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!