رواية خبايا القلوب الفصل الحادي عشر 11 بقلم أسماء محمد
رواية خبايا القلوب الجزء الحادي عشر
رواية خبايا القلوب البارت الحادي عشر
رواية خبايا القلوب الحلقة الحادية عشر
في القاهرة المعزية
كانت نادية عائدة بصحبة ولدها إيهاب و شقيقتها نرجس (والدة سحر) جلس الجميع في منزل نرجس
نرجس : بقولك يا أم إيهاب عاوزه أتكلم معاكي في موضوع كدا
نادية : عنيا بس ادي إيهاب دواه وينام وأجيلك
نرجس : ماشي يا حبيبتي ،براحتك البيت بيتك
نادية : تسلمي يا بت أبوي
أدخلت نادية إيهاب في غرفته التي إعتاد أن يقطنها حينما يزور القاهرة في الماضي ولشئ ما بداخل عقله شعر بشئ مألوف هنا كأنه كان هنا في الماضي القريب
إقتربت نادية منه ببسمة وناولته جرعته وجلست بجانبه
ربتت علي كتفه بهدوء : مالك يا ضي عين أمك أول مرة أشوفك سرحان اكده من سنين طويلة
نظر لها إيهاب بتشوش ولم ينطق تناول دوائه
نادية : مالك يا حبيبي معتردش عليا ليه ؟ إني أمك يا حبيبي
إيهاب يتكلم بصعوبة كعادته : إحنا… هتأخر ؟
نادية ابتسمت : الصبح يشجشج بس وهنطلع طوالي علي جنا
يلا يا حبيبي افرد جسمك عشان هنعاود الصبح طوالي
فرد جسده وفردت والدته غطاءا ليقيه من البرد وخرجت بعد أن اطمأنت عليه
نرجس : إيهاب نام ؟
نادية : إيوة ، يا ضنايا حساه غريب جوي حتي ده طول اليوم عيسرح منينا ودي أول مرة من سنين طويلة دا إني كنت نسيت الموضوع ده إني خايفة يكون الواد فيه حاجه المرادي هروح فيها
ربتت نرجس علي كتفها بحب : حبيبتي إيهاب مجاش مصر من ييجي آكتر من ١٠ سنين يعني من وقت الحادثة إياها فطبيعي يكون حاسس بحاجة زي كدا
نادية : الحادثة ؟ الحادثة إللي شجلبت حياته وخلاته منبوذ وسط الناس وضيعت ١٠ سنين من حياته منها لله
نرجس : اهدي يا نادية ده مش وقت انهيار عشان ابنك وبعدين إللي بتحسبني عليها دي أهلها هما إللي بيحسبنوا علينا منة ماتت من آكتر من ١٠ سنين في الحادثة
نادية : الله يرحمها أو يسامحها بسبب الحادثة ولدي بجا إنسان تآني الكل عيجول عليه مجنون بيتعامل كانه لسه طفل جسمه بيكبر جسم راجل كبير وعجله بيصغر عجل عيل اصغير
نرجس : بلاش نقلب في القديم زي ما قلنا عدي ١٠ سنين
نادية : هي ماتت وهو بيتعذب في أثار الحادثة
نادية : خلينا نغير الموضوع ده جوليلي كتي عايزاني في إيه ؟
اقتربت نرجس من نادية : عاوزة أعرف إيه حكاية مرات ابنك دي ؟
نادية بتعجب : مرت ولدي ؟ مالها ؟ شوفتي منها حاجة عفشة لاسمح الله ؟
نرجس : كل ما اشوفها بحس إني مش مرتاحالها ،احكيلي أنا أختك يا نادية هي عاملة معاكي إيه ؟
نادية : البت زينة جوي ، وزي العجينة وياي هعوز إيه تآني ؟
نرجس بخبث : أمال سحر بتقول إنها ألعبانية ومش سهلة وبتبلف الكل
نادية : به عتسمي محبة الكل ليها إنها عتسحرلهم جرالك إيه اومال يا بت أبوي ؟
نرجس بتأفف : إسمعي يا نادية متفهميش كلامي من سكة تآنية أنا قصدي ليه متمسكة بيها ليه من أول ما عرفتي إنها مكنتش عاوزة ابنك خرجتيها برا حياتكم
نظرت نادية لنرجس : به به ،وهو آنتي عرفتي كيف إنها مريداش ولدي ؟
توارت نرجس ففهمت نادية : أكده فهمت بتك عتنجلك حياتنا علي المشاع جدامك آنتي وجوزك وعيالك فهمت صوح أكده يا نرجس ؟
نرجس بتودد : متفهميش بنتي غلط ولا خوفي عليكي غلط آنتي أختي واحبلك الخير ولو كنت مش واثقة في حبك لينا أنا وبنتي مكنتش أديتها لواحد مبيحبهاش لكن آنتي وعديها هتبقي جنبها وتساعديها
نادية : وده بيحصل إني واجفة جارها وعجلعها عن الكل اسأليها المفروض مرت ولدي أفضل عندي بس دي حتي مرت ولدي بتخدمها
وقفت نرجس بغضب : بس دا كله قبل ما تعرف إن جوزها وسلفتها دي كان بينهم حب وغرام
تنهدت نادية فما كانت تحاول أن تخفيه ويظل سرا يخرج كسراب ولن ينتظر حتي يعرفه الجميع وستكون حكايتهم علي المشاع
نرجس : يعني المفروض عرفتي واحدة مش عايزة ابنك بلاها حكاية الغصب وكنت دورتيله علي بنت تآنية والف مين هتوافق آنتو مش أي حد
نادية : إلا دي
وقفت هي الاخرى بغضب : إسمعي يا نرجس إني هجولك اشمعنا اجاوبك بس آنتي وبتك تبعدولي عنها واصل لأني مش هستغني عن مرت إيهاب ،إيهاب ضنايا أغلي حاجة الدنيا ادتهالي يعني آنتي عارفة كويس إن إني سيطرت علي محمود بعد موت الشغالة دي إللي هي حمات بتك وزي ما الكل كان عارف إني مكتش بخلف أو ربنا ما ارادش أخلف في البداية خفت محمود يلوف علي واحدة أو يجيبلي ضرة وتحط راسها برأسي عشان أكده جوزته خدامتي بس أعمل إيه خير أعمل الجي شر عضت يدي إللي اتمدتلها وحبها وخلفتله العيل أتمسك بيها آكتر وبعد ما كان هتحبى وتخلف وتدينا العيل وتاخد جرشين لاه عملها ست ورفض وحط راسها براسي
وفضلت إني بناري واتجوز تآني لما عرف إن مرته التانية عندها فتحة في الجلب جبلي عزيزة وخلفت هي التانية والنار زادت جوايا آكتر لحد ما حملت في إيهاب ساعتها بس مفرجش معايا محمود ولا الخدامة كل إللي فرج هو ولدي وبس وعشت عشانه بجيت ادوس علي الكل عشان خاطره وماتت ام طه ورجعلي محمود بس مبجاش يطيج ولد الخدامة لإنه كان السبب في موت أمه زي ما عيجول الحمل والولادة كانوا خطر عليها ،حبه ل فاطمة خلاه يكره الواد إللي كان يتمناه من الدنيا واتجوز عشانه بس مراية الحب عامية والواد بعد ما كان بتنطط عشانه بجي يعامله كيف الأغراب ويشغله عنده كيف الخدام جصره ولدي لإنه جه بعد شوجة سنين بجي أهم حاجة في حياتي وعشان أكده معيفرجش معايا حد وبعد إللي حصله من ١٠ سنين حبه تتضاعف جوايا
قاطعتها نرجس : أنا عارفة كل ده ، وعارفة كل الاحداث دي ،آنتي خرجتي عن موضوعنا الأساسي ليه متمسكة الأجنبية دي ؟
نادية : في الأول معادتش أجنبية بجيت منينا يعني أكيد الكل عارف الحكاية دي إنها بتنطق مصراوي زيك كدا واحسن وحفظت العادات والتقاليد بصي يا بت أبوي كل إنسان وله ماضي زينا كده تمام ،وهي ماضيها كان مع طه منجدرش نحسبها ،إللي نحاسبها عليه المستجبل إللي هيحصل لسه وده بناءا علي الحياة دي وتجاليدنا والواحد معينساش ماضيه بسهولة ،عارفة إني ممكن حررها من ولدي في أي لحظة بس لو كان طلبه هو ،إيهاب هو إللي اختارها
نرجس : وده بيعرف يختار ؟
نادية : حاسبي علي ملافظك يا بت أبوي
نرجس : حقك عليا أنا قصدي
نادية : ولا جصدك ولا مجصدكيش جفلي علي السيرة دي ،خلينا ندخل ننام الصبح هنعاود الصعيد محدش يعرف إحنا فين ؟فاهمة ؟ زمان الكل جلجان يلا تصبحي علي خير
نرجس : وإنتي من أهل الخير
دخلت نادية بتنام بجانب ولدها اما نرجس فكانت تجوب الصالة ذهابا وايابا دخلت غرفتها كان زوجها نائم وفي الغرفة الاخرى بناتها
خرجت للبلكونة وأخرجت هاتفها وطلبت سحر
: ماما! خير ؟
نرجس : عاملة إيه ؟
: آهي أيام وخلاص
: مالك يا بت فيكي إيه ؟ قوليلي الأول جوزك عندك ؟
سحر : كان معايا من شوية بس خلع
نظرت نرجس في ساعتها : خلع راح فين ؟ وفي الوقت ده ؟
سحر بغيظ : ست الحسن جولييت هانم إللي عايشة لسه في قصة روميو وجولييت قال إيه وقعت من طولها ونقلوها علي لمستشفي ولحد دلوقتي محدش رجع
نرجس : مالها دي ؟
سحر : هيكون مالها؟ أنا هعرف منين يا ماما ،أنا قاعدة هموت بغيظي هنا بين أربع حيطان
نرجس : بعد الشر عليكي يا قلب أمك إن شالله هي وعيلتها
سحر : ياريت تغور من غير راجعة ،دا أنا يماما مصدقت طه يفضل معايا ويتكلم معايا كمان وفي الاخر يتفزع قال إيه علي صوتها ويقوم ينزل جري ولا كإن فيه كلبة معاه
نرجس بغيظ : الموضوع كدا شكله محتاج تكنيك بس أمتي الامتحانات تخلص بس وهجيلك
سحر : ياريت يا ماما حكم أنا خلاص اتخنقت
نرجس : لا إحنا في البداية معملناش حاجة لسة خليكي هادية عشان نضحك إحنا في الاخر
سحر : هحاول أيوة هحاول
سحر : خالتي لسة عندك ؟
نرجس : هتيجي الصبح ،خالتك حكايتها حكاية محدش يعتمد عليها في حاجه خالص
سحر : ليه يا ماما ؟ يعني مش هنقدر ندخلها معانا في الخطة ؟
نرجس :لا أبوس أيدك وإلا أول واحدة هتلاقيها بترمينا برا الحسابات وبرا حياتهم خالص ويمكن تخسرك طه خالتك من حبها إيهاب مخلية عاطفتها متحكمة فيها ومتعرفيش هددتني إزاي ؟
سحر بغضب وغيظ : وقالتلك ايه ؟احكيلي ايه إللي حصل بالظبط
نرجس : طيب إستني أتأكد من أمان الجو
إيهاب : وحشتيني جوي يا منتي
كسى وجه منة حمرة الخجل : وإنت كمان
إيهاب : أي بجي؟
نظرت له منة بإستفسار : إيه ؟
إيهاب : مش هتديني معاد أتكلم فيه مع عيلتك ؟
منة : مقولتك يا إيهاب سيب الموضوع دلوقتي
إيهاب بتإفف : آنتي بتهربي مني ليه ؟إني جاد في حديتي واعرف الاصول ومعحبش نخرج كتير أكده واعرضك للكلام
ابتسمت منة بحب : مصدقاك يا إيهاب بس صدقني أنا كمان بحبك وعاوزاك بس صعب دلوقتي
إيهاب : إيه إللي صعبه ؟ أني مش اصغير عندي ١٨ سنة وراجل كد الدنيا جدامك أهو
منة : إني عارفة بس
قاطعها إيهاب : مبسش لازم ناخد جرار يا بت الناس
إني مش جليل إني خويا الكبير طالب في كلية الطب البيطري وأخوي التاني طالب في كلية الشرطة هنستني إيه عاد ؟
منة : يا حبيبي حتي لو كنت ايه ؟ أنا مش ببص إنت إيه ؟ أنا بحبك إنت
ابتسم إيهاب بحب : صوح؟
إيهاب : طب مستنين أيه ؟
منة : أبويا رافض أي كلام في المواضيع دي لحد ما أخد البكالوريا مش كدا ولا إيه ؟ إحنا لسه ثانوية عامة السنة دي نعدي منها علي خير إن شاء الله وبعدها نتكلم براحتنا في اللي تحبه
ابتسم إيهاب : إذا كان أكده نستحملوا شوية وماله
نظرت له منة نظرة مطولة فتعجب ضاحكا : أول مرة بتبصيلي عينك في عنيا
منة : حسة إنك هتوحشني
إيهاب بحب : يا وعدي يا وعدي إيه الكلام الجميل ده ،خلاص بصيلي براحتك المهم اركبي يلا أوصلك
منة : ملوش لزوم هركب أي مواصلة إنت عارف إني ساكنة في م منطقة شعبية
إيهاب : هنزلك بعيد وبعدين أي حد يجيب سيرتك اخزجله عينه عمتا يا ستي هنزلك أول الحسين ،وبعدين مش عايز تردد إني رايح أزور الحسين يعني مش مخصوص ارتحتي أكده ؟
ابتسمت : طيب
وفي ملف علي الطريق اقتربت شاحنة كبيرة صدمت السيارة بقوة ويلتف الناس حولهم يحاولون إخراجهم قبل احتراق السيارة
ولكن هل تلك الحادثة فقط كانت السبب في معاناة إيهاب عشر سنوات ؟ أم أن ما زالت هناك حلقة أخرى كانت القاضي لعقل إيهاب ؟
فزع وهو ينادي من بين نومه : لا منة ؟آنتي فين ؟
انتفضت نادية من نومها وتجلس بجانب ولدها وتهدئه حتي نام ثانية لتفكر هي : معجول يكون ده سبب سرحانه إن الاماكن دي مألوفه له ؟ لا أول ما الفجر يأذن هنعاود الصعيد لازم الدكتور يعرف دا كله يمكن يلاجي حل ويجول ده سببه إيه ؟ ربنا يحفظك ليا يا ضنايا
أما في قنا في المستشفى
يطرق طه باب عيادة الطبيب : ادخل
طه : سلام عليكم يا دكتور
الطبيب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أتفضل يا ولدي
طه : أسف علي الازعاج بس جاي اطمن علي مرت أخوي حاسس إنك مجولتش تفاصيل
الطبيب : هي دلوقتي كويسة الحمد لله بس زي ما قلت لازم تفضل هنا علي الاقل ٣ أيام هي ضعيفة جدا
طه : طيب جلي بأمانة هي عندها إيه؟
الطبيب : بصراحة أنا ومرضيتش أقول ادام أهلكم برا إنها محاولة إجهاض بس الحمد لله لحقنا الطفل بس مش بس كدا زي ما تكون مقاطعه الاكل عندها أنيميا حادة جدا دا غير نقص فيتامينات وعشان كدا علقنلها محاليل وسيطرنا علي النزيف بس لأنها لسه ضعيفة هتفضل معانا شوية
طه بصدمة : كل ده ؟
الطبيب : مكنتش عايز أقول بس لازم علي الاقل حد يكون عارف عشان يكون علي دراية بإللي بيحصل وهيحصل
طه : شكرا يا دكتور ، ينفع يعني ندخلها ؟
الطبيب : مش هتستفيدو حاجة دخولكم ليها لأنها نايمة ومش هتصحي قبل بكرا ياريت تروح إللي برا وإنت كمان يعني ملوش لزوم إحنا موجودين وهي نايمة وأنا سايب ممرضة نبطشية هتفضل معاها
طه : عن اذنك يا دكتور
خرج طه واقترب من أقرب مقعد واسند رأسه للحائط ولم يتحمل إن يكبت دموعه أكثر وانهار علي حب عمره التي ضاعت من يده بل وضاعت للأبد
ولكن هل بيده شئ يفعله ؟ أم سيقف ويختار دور الجبان المتفرج كالعادة ؟
في الفصل القادم
مي بصدمة : معتز
توترت كثيرا من رؤيته واخذت تتلفت يمينا ويسارا
تعجب منها ولكنه من فرحته نسي كل شئ وما أتي لأجلخه ووقف يتأملها بعد كل تلك السنوات لماذا تجاهل كل تلك الصفات من أجل حب أعمي ؟
معتز بفرحة : مي ؟ وحشتيني
وفي نفس الوقت
جنة : ماما ؟
جحظت عيناها بصدمة ونظر معتز للصوت بتعجب
إبتلعت مي غصة حلقها واستدارت لتجد جنة مع وعد
وعد : صممت تيجي معايا مقدرتش أقولها لا
وعد اتصدمت : معتز علم الدين ؟
نظرت لاختها ثم لجنة وقد علمت ما تفكر به لاختها الان ولعنت غبائها
ترى ما الذي سيحدث ؟
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية خبايا القلوب)