رواية خادمة القصر الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم اسماعيل موسى
رواية خادمة القصر الجزء الثامن والثلاثون
رواية خادمة القصر البارت الثامن والثلاثون
رواية خادمة القصر الحلقة الثامنة والثلاثون
ثقبت الأعيره الناريه سيارة الترحيلات، وقتلت سائق الشاحنه والعسكرى المرافق له، اخترقت صندوق الشاحنه ومزقت جسد ماجى ونرجس، امتلأت السياره بالدماء التى اغرقت الأرض المترتبه، اشتبكت قوات الحراسه مع المهاجمين واجبرتهم على الأنسحاب، وكان ادم أيضآ يطلق الرصاص من مسدسه المرخص، عندما انفتح صندوق السياره كانت نرجس وماجى ممددتين على أرضية السياره جثه هامده.
وصلت قولت الدعم وتحول المكان لخليه من الجند والقيادات
اتكاء ادم على سيارته واشعل لفافة تبغ وأطلق عدت أنفاس غاضبه، الدليل الوحيد قتل.
داخل مركز القريه اعترفت نرجس وماجى بتلقيهم أوامر القتل من محسن الهنداوى، لكن تلك الأقوال لم تسجل فى محضر رسمى، الضابط الكبير امر مدحت معاون الشرطه بارسال المجرمتين للقاهره
تنهد ادم، دائمآ هناك، موظف كبير، قيادى كبير، ضابط كبير، شخص كبير
بصق ادم على الأرض، ركب سيارته وانطلق نحو القاهره، كان البدراوى فى انتظاره، لاستلام جثة تلا ابنته بعد سنين من وفاتها، كانت أول مره يلتقيان فيها بعد طول غياب، اندفع البدراوى فى حضن أدم وهو يجهش بالبكاء، تلا يا ادم، انها هنا حاضره امامى اكاد اشم رائحتها، وحد الله يا عمى، ادعو لها بالمغفره
البدراوى، البنتين المجرمتين لازم ياخدو اعدام
ادم / للأسف مش هيحصل
البدراوى / ازاى بتقول كده
آدم / لأنهم ماتو، قتلو فى حادث مدبر
البدراوى / قلبى ارتاح لما سمعت الخبر
آدم / لكن انا مرتحتش، المجرم الرئيسى قدر يهرب
البدراوى / مجرم مين يا ادم؟
آدم! محسن الهنداوى، ماجى اعترفت انه اتفق معاها تتخلص من تلا
البدراوى / مش معقول انت ازاى بتقول كده!؟ انا بعتبره محسن زى ابنى، وريثى الوحيد بعد ما فقدت تلا
آدم / انا بقولك الحقيقه يا عمى
البدراوى / الكلام ده مثبت فى محضر رسمى؟؟
آدم / للأسف لا، الموضوع كبير، ومفيش أدله على محسن الهنداوى
البدراوى / ادم، ابنى!؟ انا عارف العداء إلى كان بينك وبين الهنداوي لان تلا اخترتك انت
لكن متنساش ان محسن الهندواى كان شريك فى تجهيزات العرس وكان فرحان عشانك، متخلينيش اندم انى وافقت على خطوبتك من بنتى، انا بسببك اخترت عداوة الدنيا كلها، انت عارف كده كويس، لكن توصل لرجم الناس بالتهم من غير أدله انا مش هسمحلك بكده!
بدرت من ادم نظره حانقه ولم يكن قادر على كتم غضبه، كان ادم يعتبر ان البدراوى شريك فى موت ابنته ويتحمل المسؤليه أيضآ، بعدما اختار الزواج من امرأه أخرى والتى للصدفه كانت والدة محسن الهندواى الد اعدائه
آدم / بسخريه لازم تعتبره ابنك طبعا، مش والدته مراتك؟
وكان لازم تكتبله جزء كبير من تركتك، رغم ان بنتك تلا كانت لسه حيه
مخطرش فى بالك ان ده ممكن يأثر على نفسيتها؟
البدراوى / اها قول كده بقا، قول انك كنت طمعان فى فلوسى، مصانعى وشركاتى، عزبى واطيانى وسلسلة المحلات الشهيره إلى بملكها
آدم بغيظ / كل إلى همك الفلوس،، الفلوس إلى هتخليك تتستر على قاتل بنتك الحقيقى؟
البدراوى / ابعد من هنا، انا مش عايز اشوفك ولا اسمع صوتك مره تانيه
مش كفايه بنتى ماتت بسببك؟ لو كانت اتجوزت محسن الهندواى كان زمانها لسه حيه
آدم / انا بقلك الحقيقه، ورحمة امى ما هسيب محسن حتى آخر يوم فى عمرى
البدراوى بتهديد، امشى من هنا، ارجع للبهايم والحمير إلى انت اخترت تعيش وسطهم
لو شفتك هنا تانى حتى صدفه هسلمك للشرطه.
آدم / انت تعرف ان محسن الهنداوى بعت البنتين دول عشان يخلصو منى؟ مكفهش كل حاجه اخدها عايز يستولى على القصر وارضى كمان، عايز يقتلنى زى ما قتل تلا
البدراوى / امشى يا ادم، امشى وبلاش تلعب مع الكبار واحمد ربنا انى حزين على بنتى
انا لحد دلوقتى مقدر انك كنت خطيبها وادار ظهره لادم معلن انتهاء الكلام.
تم نقل تلا لمقابر عائلة البدراوى ودفن ما تبقى منها، زرع ادم ورده فوق مقبرتها وانتحب مثلما لم ينتحب من قبل
للتو هاجمته كل الذكريات الجميله رفقة تلا، تذكر كل ضحكه، كل مزحه، كل مقلب وكل نزاع دار بينهم
حضرته الكلمات كأنها قيلت للتو وظل جوار قبرها حتى غابت الشمس
ودع ديلا وانطلق بسيارته نحو القصر
لاشئ يدفعه للبقاء بعد تلا، لا شيء على الأطلاق، لكن شيء داخله كان لم يهداء بعد، قطرة ماء فى وعاء على نار تغلى
محسن الهندواى.
________________
قاد ادم سيارته نحو القصر، كان نبضه يخفق بشدة، يقول ان الامور دخلت فى الجد ومضى مسرعآ فى الطريق
كانت الاشعه الباهته الهزيله تختفى فى ظلال المساء، كل شيء فى الحقول وتحت البيوت الداكنه، وعلى الطريق المليء بالتراب والوحل والذباب يهتز وينبض بأراده حياة جديده وهو يشيع اخر شعاع للنهار.
سكن ادم قليلآ ونظرته ممتده إلى الحقول الشاسعه الخضراء، وسرت الرياح الفاتره بوشوشتها بين اعواد الذره وحمرة الأصيل تسكب الوانها الشاحبه.
عرج على منزل محمود النزاوى، أوقف سيارته ودخل المنزل الطينى المدخن، طلب من النزاوى يد ابنته ديلا
النزاوى / انت عايز تتجوز بنتى يا بيه؟
آدم / ايوه يا عمى انا يشرفنى اطلب ايد بنتك للجواز وياريت كتب الكتاب يكون دلوقتى لو معندكش مانع
النزاوى / برهبه وفرحه، الشرف ليا انا با باشا والله البت ديلا طيبه وتستحق كل خير
آدم / انا هدفع كل طلباتك
النزاوى، طلبات ايه يا ادم باشا، احنا كل هنا داخل القريه نتمنى نخدمك مش نناسبك
زغرتى يا مره وصرخ فى زوجته المبلمه التى تقف على ضلفة الباب
أطلقت المرأه زغروته طويله تشبه نغمة ناى عتيق، يا الف مرحبه، يادى الهنا ياولاد، ادم بيه هيتجوز بنتى؟
نهض ادم وقبل يد المرأه المقشفه المتشققه من أعمال العزاقه والحفر فى الحقل
انا عايزه اعترف بحاجه يابيه، قدام الراجل المخرف ده، وكأنها امام قاضى محكمه رحل كل خوفها وقالت الحقيقه التى كانت تكتمها
قالت المرأه بفخر، انا الى هربت ديلا وكدبت على الحج، كان عايز يجوزها للمجرم محمود الجنانى
صرخ النزاوى، اول مره تعملى حاجه عدله فى حياتك، انا مسامحك عشان خاطر الباشا
حضرت ديلا لمنزل والدها، كان على المأذون ان يسمع موافقتها على الزواج بنفسها، مضى كل شيء بسرعه
ورافق ادم زوجته داخل السياره نحو القصر وسط تصفيق اهل القريه على الطريق الذين التفو حول السياره
________________
ترجل ادم من السياره وسبق ديلا ناحيت باب القصر
ديلا / استنى رايح فين؟ مش تاخد بايدى زى إلى بشوفه فى الأفلام والمسلسلات
آدم بسخريه / بلاش تفاهه! ايه المعنى ان اتنين هيقضو حياتهم كلها مع بعض، يمسكو ايديهم من اول لحظه؟
هذه اللمحات الممله اخترعها شخص مغيب يفتقد للآمان
ديلا / لكن انا عايزاك تمسك ايدى وتحضنى واحنا داخلين القصر قدام كل الخدم مليش دعوه، هزعل!!
رمقها ادم بعصبيه، تعالى هنا بسرعه
ركضت ديلا ووقفت امام ادم بعيون متسربله وخد ناضج شبعه مغمضه، عايز فنجان قهوه بسرعه
ديلا بتحدى انا مش خدامتك!
قبض ادم على شحمة اذن ديلا وفركها، خليى ايامك تعدى معايا
ولم يكن من ديلا إلا أن ركضت نحو المطبخ بوجه عابس وقلب يتنطط من الفرحه
وضعت ديلا القهوه امام ادم، التقف ادم القهوه ورشفها بلذه وهو يشعل لفافة تبغ
ديلا / وهى جالسه على المقعد جوار ادم تقضم اظافرها
ها هنعمل ايه دلوقتى؟!
آدم / بلا مبلاهه ولا حاجه
ديلا / نعم؟ بتقول ايه، مش احنا فرحنا الليله؟
آدم / يعنى ايه فرحنا الليله؟ ايه اللالفاظ السوقيه دي؟ انا غير مهتم على الأطلاق بهذة المنطقيات الرسميه
حدق ادم بوجه ديلا وفكر /. غريبه؟ كانت تلك العينان الجميلتان تغوصان فى داخله منذ زمن طويل
نهضت ديلا مأخوذه بشوق ولهفه، جذبت ادم وانهضته، نزعت لفافة التبغ من فمه، ولامست بخدها خده، كان ايمأه مذهله، دافئه، أوقفت نبضه قلبه للحظات، ثم ركضت نحو غرفتها.
امتص ادم ما تبقى من لفافة التبغ بهدوء وسلام، ثم نادى على ديلا انا عايز اخد حمام، حضريلى الهدوم
ديلا / لوحدك؟
آدم /جذبها نحوه وصفعها على خدها بحنان، اذا اقتربتى منى هعمل جريمه
تلك اللحظه ظهرت القطه ميمى فى الرواق كان تنظر إليهم بدهشه
انتبهت ديلا / تركت يد ادم وركضت نحو ميمى، ازيك يا ميمى انا كنت خايفه عليكى، انتى كنتى مختفيه فين!؟
اخر مره شفتك كنا عن الست إلى فى البيت القديم
لم ترد الهره، ارعشت شاربها بسخريه
ديلا / انتى زعلانه منى ليه؟ انا نفذت كل اوامرك؟
هزت الهره زيلها بلا مبلاه
ديلا / ردى علي من فضلك
آدم / انتى اتجننتى!؟ عايزه قطه ترد عليكى؟
ديلا بعيون دامعه، ارجوكى ردى على يا ميمى، عايزه اسمع صوتك مره تانيه
قفزت الهره من حضن ديلا ودخلت المطبخ، امر ادم الخدم ان يضعو اللبن للهره ميمى
وكانت ديلا منكمشه على نفسها جالسه على المقعد تبكى
هى مس عايزه ترد عليه ليه يا ادم؟
ادم! / القطط مش بتتكلم يا ديلا
ديلا؟ والمصحف كانت بتتكلم معايا زيك بالظبط، وساعدتنى كتير اووى، هى إلى انقذتنى من الموت
شعر ادم ان ديلا تقول الحقيقه وتذكر عندما كان فى غرفته وصورة تلا حبيبته عندما خرجت من فمها
وفكر لابد أن روح تلا كانت تسكن الهره، وشعر بحزن عميق لان روح تلا لم تتحدث اليه واختارت ديلا
آدم / امسحى هدومك وخدى شاور، ميمى هتفضل عايشه معانا لكن مش هتتكلم تانى، إلى حصل كان شيء خارق للعاده ولن يعود مره اخرى
تجملت ديلا، كانت حسناء وانيقه داخل فستانها الجديد وكان ادم لازال جالس على مقعده يطالع روايه جديده اسمها، أميرة القصر المجهوله لكاتب مغمور لم يسمع عنه من قبل اسمه اسماعيل موسى ، وكان فى حاله من الشرود يقلب الصفحات باهتمام عندما خرجت ديلا
تصورى؟ قال ادم ، الروايه دى بتتحدث عن المستذئبين والنمورين وداخلها قصة حب مستحيله
ديلا بلا اهتمام، نحت الروايه على جنب، قبضت على يد ادم وجذبته نحو السلم بالعافيه
آدم انتى بتعملى ايه!؟ إلى بتفكرى فيه دا لا يمكن يحصل
انا ضد االلمس، ضد الحب، ضد العواطف
واصلت ديلا جذبه ودفعته داخل الغرفه، سيبك من الكلام إلى متفلسف ده، انا زهقت منك ومن الروايات ومن كلامك المعقرب إلى مش بعرف أفهمه، ثم دفعته نحو السرير
همس ادم بتعملى ايه؟
انا ادم الفهرجى !
ديلا! / بلا فهرجى بلا نيله، انت جوزى، مش عايزاك تفكر فى حاجه تانيه
اخرج ادم لفافة تبغ وهم باشعالها، سحبت ديلا السيجاره من فم ادم واطفأت نور الغرفه
آدم المضجع على السرير، على ما اتذكر انتى بتخافى من الضلمه؟
ديلا /ازاى اخاف وانت جنبى
كقمر فضى يلتمع وسط الظلام، ترتسم ابتسامه على شفتيها جلست ديلا جوار ادم
آدم /عندما كان هايدن يؤلف الموسيقى كان يحرص دوما على ان يكون فى زيه الرسمى، نحن مجرد أمواج صغيره نادرآ ما تبلغ رمل الشاطيء
قبلته ديلا بعمق ورويه وحنان ، برقت عينى ادم كطفل يستمتع بمذاق كعكه ساخنه خرجت لتوها من الفرن
همست ديلا، بمرور الوقت ننسى الأشياء، تذكرنى انا فقط، أنسى فلسفتك، كتبك وعالمك اللعين، انه وفى تلك اللحظه انت من حقى
حل السكون داخل القصر، اختفت كل أصوات العالم، تألقت النجوم وتجمع عبير كل ورود حدائق الكون داخل الغرفه واختلجت الأجساد المنهكه من طول الرحله
انتهت
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية خادمة القصر)
لقراءة الجزء الثاني من الرواية اضغط على : (رواية خادمة القصر الجزء الثاني)
تم
تم
فين باقى الرواية
تم