رواية حي البنفسج الفصل السادس 6 بقلم نور بشير
رواية حي البنفسج الجزء السادس
رواية حي البنفسج البارت السادس
رواية حي البنفسج الحلقة السادسة
” ٦ رمضان “
تابع اليوم الثانى:
عودةٍ إلى منزل ” آل عمران ” وتحديداً بداخل شقة ” عزيزة ” بالطابق الأول حيث يجتمع جميع النساء بها وعلى رأسهم الحاجة ” عزيزة ” وذلك ” البدر ” يجلس يتابع أجواء المنزل بخمول شديد..
” عزيزة ” وهى تقطع الخضروات بذلك السكين الحاد موجهه حديثها إلى ” مجيدة ” التى تستمع إليها بإهتمام شديد.
– وهى السنيورة مرات أبنك مش هتنزل تشارك مع العيال دى فى شغل المطبخ..
” مجيدة ” بسخرية وهى تضحك بمرح.
– معلش يا خالتى أصل على أيديها نقش الحنة ومش هتقدر تشارك معاهم فى الطبيخ ههههههه..
” عزيزة ” بتهكم.
– وأنتى فشتك عايمة كده ليه يا أختى لتكونى فرحانة بعمله إبنك المقندله اللى عملها..
” مجيدة ” بإستنكار.
– واللّٰه أبداً يا خالتى أنا بس حسيت الجو متنشن فقولت آألش عشان نفك شوية..
” عزيزة ” بحزم.
– فكوا ركبك يا بعيدة..
يعنى أنا قعدة عماله أهرى وأنكت فى نفسى وأنتى بتهزريلى..
” بدر ” وهو يحاول إمتلاك نفسه من الضحك.
– خالتى مش قصدها كده يا تيتة حضرتك فهمتى غلط..
هى شافيتك بس متضايقة من اللى عملوا ” سليم ” فحبت تلطف الجو شوية..
” عزيزة ” بحزم.
– أسكت أنت يا مايل يا أبن المايلة محدش طلب رائيك..
” بدر ” بتبرطم.
– وهو كل ما أتكلم كلمة تهزقونى ليه…؟!
” عزيزة ” بحزم.
– عشان أنت اللى بتجيب لنفسك التهزيق.
ده إيه يا أختى الهم ده إلا ما فيكم حد عدل ولا يفتح النفس..
فدلفت ” دنانير ” بتلك اللحظة وهى تحمل بيديها الكثير من الحقائب الخاصة بالخضروات التى قد ذهبت إلى المتجر” السوق ” لشرائها كما طلبت خالتها.
” دنانير ” وهى تلهث بإنهاك.
– آااااه..
مش قادره آااااه..
” عزيزة ” بقلق.
– مالك يا بنتى فى إيه…؟!
” دنانير ” بلهاث.
– مش قادره يا خالتى الجو حر أوى والسوق زحمة وأتفرهدت من الصيام لحد ما ريقى نشف..
” مجيدة ” بقلق.
– يا كبدى يا أختى..
أجبلك كوباية مايه طيب..
” عزيزة ” بحزم.
– جرا إيه يا ولية أنتى أتجنيتى هتشربيها فى نهار رمضان..
ثم تابعت وهى توجه حديثها إلى ” دنانير ” بنفس نبرتها السابقة.
– وأنتى يا أختى أجمدى شوية مش كده أومال هتسيبى للبت ” ريم ” الصغيرة إيه لما أنتى الكبيرة خرعة كده..
” دنانير ” بإنهاك شديد.
– معلش يا خالتى أصل تعبانة شوية..
” عزيزة ” بنبرة قلقة.
– طب ومقولتيش ليه يا بنتى كانت ” مجيدة ” راحت مكانك ولا نشيع حد من البنات يجيب كل اللى عايزينه من السوق.
” دنانير ” وهى تضع يديها أعلى جبهتها فاركه إياها بألم فالصداع يكاد يفتك برأسها.
– أهو اللى حصل يا خالتى.
ثم تابعت وهى تهم بالذهاب باتجاه المطبخ.
أما أقوم أعمل الرقاق لأحسن فاضل أقل من ساعة ونص عالمغرب..
” عزيزة ” وهى تمسكها من يديها بحنان موقفه إياها.
– لا خشى ريحى جتتك أنتى شوية عبال ما المغرب يأذن..
” دنانير ” بغرابة.
– طب والرقاق يا خالتى…؟!
” عزيزة ” بحب وأبتسامة صافية.
– هعمله أنا ياشملولة..
– بااااس يا خالتى…! وما كادت أن تكمل حديثها حتى قاطعتها خالتها بحزم.
– ما بسش أنتى تدخلى تريحى قولنا وأنا اللى هعمل الرُقاق زى زمان ولا نسيتى يا غالية..
” دنانير ” بحب.
– وأنا أقدر أنسى برضو أحلى وألذ رقاق فى الدنيا..
وهو فى حد أصلاً يعرف يعمل رقاق زيك يا خالتى..
” عزيزة ” بحب.
– آاااه فى يا شملولة.
أنتى…!
أومال أنا ليه بسيبك أنتى بالذات اللى تعمليه..
” دنانير ” بسعادة بالغة.
– يسلملى عمرك يا خالتى يارب..
وبمجرد ما أن دلفت ” دنانير ” إلى الداخل حتى دلف كل من ” سليم ” وإلى جواره زوجته ” فريدة “..
” سليم ” بسعادة.
– السلام عليكم..
الجميع بأبتسامة صافية: وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته.
” سليم ” بحب وهو ينحنى يقبل يد جدته بتهذب.
– أزيك يا تيتة…؟
هتصدقينى لو قولتلك أنى كنت عايز الليل يعدى بسرعة عشان أنزلك أوام وأقعد اليوم كله معاكى.
” عزيزة ” بنبرة ذات مغزى.
– يا واد يا بكاش.
وعشان كده أول ما وصلت أمبارح جريت على فوق على طول من غير حتى ما تشرب كوباية مايه ولا تقعد معانا شوية..
” سليم ” بحب.
– متزعليش يا تيتة واللّٰه أنا مقدرش على زعلك بس كنت أمبارح راجع مقتول من كتر التعب..
حضرتك متعرفيش قعدة الطيارة متعبة أزاى وخصوصاً أننا قضينا صيامنا كله فيها..
” عزيزة ” بأبتسامة صافية.
– ولا يهمك يا ضى العين المهم أنى شوفتك ومليت عيونى منك..
ثم تابعت وهى تبتسم لزوجته مردده بنبرة ذات مغزى.
– ولا أنتى رائيك إيه يا عروستنا…؟!
” فريدة ” بأبتسامة مجاملة.
– اللى حضرتك تشوفيه يا طنط..
” عزيزة ” بنبرة ذات مغزى.
– متيجى تقعدى فى ريحى هنا يا بدارة خلينى أخدك فى حضنى يا أختى ده أنتى مرات الغالى..
” فريدة ” وهى تذهب للجلوس إلى جوارها.
– عيونى يا طنط حاضر.
” عزيزة ” بأبتسامة.
– يا أختى حضرلك الخير كله ياااارب بس والنبى بلاش طنط وبنط دى قوليلى يا ستى ولا يا تيتة زى ما العيال كلها بتقولى..
” فريدة ” بأبتسامة مجاملة لم تصل إلى عيناها.
– حاضر يا تيتة..
” عزيزة ” وهى تداعب بأناملها خصلات الأخرى وملابسها بتفحص.
– يا أختى أسم اللّٰه عليكى حلوة وطعمة وجميلة…! وأضافت بعد ذلك وهى توجه حديثها إلى حفيدها بحب.
– يا أخويا جايبها منين دى ولا من أنهى حتة..
” سليم” متنحنحاً بحرج.
– أحححم أححم شوفتى يا تيتة جميلة أزاى…؟!
” بدر ” وهو يحاول كتم ضحكاته.
– أكيد يا تيتة جايبها من الإمارات مش كاسبها فى كيس شيبسى..
فركله ” سليم ” بحدة فى قدمه مما جعله يصدر تأوهاً خافتاً وتابعت الجدة بمرح.
– يوووه كاتك إيه يا واد يا ” بدر ” نستنى…! وما أن أنهت جُملتها تلك حتى مدت يديها بين ملابسها لتخرج من بينهم شيئاً ما وبعد ذلك هتفت بحب وهى توجه حديثها إلى تلك التى تشمئز من كل ما يحدث حولها.
– أمسكى يا بدارة ده نقوطك يا حبيبتى وعقبال نقوط عوضك قادر يا كريم…! قالتها وهى تمد لها يديها بحفنة من الأموال فنظرت ” فريدة ” إلى يديها بإشمئزاز مما تفعله ومن ثم نقلت أبصارها تجاه زوجها الذى أبتسم لها فى رحابه يشجعها على أخذ الأموال من يد جدته.
” فريدة ” بأبتسامة مجاملة بارده.
– ميرسى يا تيتة متشكره جداً لذوق حضرتك.
” عزيزة ” بأبتسامة صافية.
– وأنتى عندك كام سنة بقا يا جميلة…؟
فشعرت ” فريدة ” بالغرابة من سؤالها هذا ولكنها جاوبت عليه بعدما وجدت زوجها يُشجعها على ذلك.
– عندى ٢٩ سنة يا تيتة..
” عزيزة ” بعفوية.
– طب ما تلحقى يا أختشى تجبيلك حتة عيل أصل الواحدة مننا أول ما بتدخل فى التلاتين الجتة بتتقل ومش بتلحق تصد أيشى عالراجل وأيشى عالبيت وأيشى عاللحمة الحمرة اللى فى أيديها..
فشعرت ” فريدة ” بالغيظ الشديد مما تتفوه به تلك الشمطاء وشعر كذلك ” سليم ” هو الآخر فتنحنح بحرج.
– أححححم أحححم إيه يا تيتة الكلام ده مش وقته خالص.
” عزيزة ” بأبتسامة محببه ونية صافية.
– صحيح يا واد عندك حق قومى يا حبيبتشى مع أخواتك جوه فى أوضة الطبيخ ساعديهم..
يلااااا يلاااا قومى وفكى كده ده أنتى بين أهلك وناسك..
ثم تابعت وهى تهتف بأسم حفيدتها بنبرة عالية بعض الشئ.
– بت يااا صباااا يااا صبااا
” صبا ” من الداخل بنبرة عالية بعض الشئ حتى تستطيع الجدة الإستماع لها.
– ايوووه يا تيتة حاضر جاية أهو..
” عزيزة ” بحب.
– على أقل من مهلك يا نور العين..
ثم أضافت وهى توجه حديثها إلى ” فريدة ” بعفوية.
– البت ” صبا ” دى حتة كده من قلبى هى يا أختى اللى شيلانى ومريحانى وعمرها ما تنت ليا كلمة.
وأنتى كمان هتحبيها أوى وهترتحالها كمان..
فأبتسمت لها ” فريدة ” أبتسامة بارده ومن ثم حضرت تلك ” الصبا ” التى تبغضها كثيراً ولا تطيق حتى لسماع إسمُها ينطق أمامها.
” صبا ” وهى تمسح يديها بتلك المنشفة بعدما أنصدمت بوجود محبوبها برفقه زوجته ومن ثم عدلت من وضعيه وشاح رأسها وخصلاتها المفروده أسفله بحب فهى غير محجبه ولكنها تضع ذلك الوشاح حتى لا تتأثر خصلاتها بروائح الطهوُ.
– ايوه يا تيتة حضرتك ندهتيلى..
” عزيزة ” بحنان وهى تسحبها من يديها واضعة قبلها أعلى وجنتها بحنان.
– تعالى يا قلب ستك أنتى من جوه عشان أعرفك على مرات الغالى وتاخديها أوضة الطبيخ معاكى عشان متسبهاش لوحدها.
” صبا ” بأبتسامة خالية من أى كراهية أو بغض.
– أهلاً بيكى يا ” فريدة ” نورتى بيتك..
” فريدة ” بغرور.
– أهلاً يا …
آااه سورى أسمك إيه معلش..
” صبا ” بنفس نبرتها السابقة.
– ” صبا “..
أسمى ” صبا “..
” فريدة ” بغرور.
– أممم أهلاً..
” سليم” محاولاً أن يقلل من حدة الموقف وهو يوجه حديثه إلى ” صبا ” بأبتسامة صافية خاطفة.
– تسلم إيدك يا ” صبا ” الشقة ذوقها تحفة أوى وباين فيها المجهود ولا إيه يا ” فريدة “..
” فريدة ” وهى على نفس النبرة.
– أممم مش بطالة..
” صبا ” بأبتسامة مكسوره قد شعرت بها ” عزيزة ” جيداً.
– ألف مبروك يا بشمهندس ومبسوطة جداً أنها عجبتك..
” سليم” بأبتسامة قد سلبت أنفاسها.
– أنا اللى مبسوط جداً بيكى و واثق أنك هتكونى حاجة كبيرة أوى بشغلك ده مش أنتى برضو بتشتغلى..
فنطقت ” عزيزة ” سريعاً بحب.
– أوماااال دى ” صبا ” بشمهندزسه قد الدنيا وبتعمل تماثيل بأيديها أنما إيه أخر قلاطه دى ديك النهار عاملتلى حتة تمثال تشوفه تقول نسخة منى..
” سليم ” بتساؤل وبنفس أبتسامته السابقة المهلكة بالنسبة لها.
– إيه ده أنتى دارسه ” نحت ” ولا ” ديكور “..
” صبا ” وهى تحاول غض بصرها متمتمه بينها وبين حالها.
– اللهم أن صايمه..
ثم نطقت وهى توجه حديثها إلى ” سليم ” بأبتسامة هادئة.
– لا درست ” ديكور ” ولأن شغفى بالنحت عاملى هوس أخدت كورسيز كتير وأشتغلت على نفسى لحد ما أتقنته بجانب شغلى ودراستى ومن الوقت للتانى كده بحاول أديله جزء من وقتى غير أنى بقاوم أفكار جدو عن أن النحت والتماثيل حرام.
” سليم ” بفخر وتقدير.
– هايل بجد أستمرى.
بس جدو ليه شايف أن النحت والتماثيل حرام..
” صبا ” بجدية وهى تحاول أن تظهر على طبيعتها.
– جدو شايف أن التماثيل حرام وأنها شرك وميجوزش للمسلم أن ينحت تماثيل..
لكن أنا شايفة أنه فن وطلاما أنه مش معمول بقصد العبادة فمش حرام أما لو كان بقصد العبادة فهو ده الحرام وفى الأول والأخر التماثيل دى أنا محتفظه بيها لنفسى ومش بوريها لحد أبداً..
” سليم ” بإعجاب بأفكارها.
– أنا متفق جداً مع وجهة نظرك بس برضو لازم إفتاء فى الموضوع ده ولازم كمان تورينى شغلك ده لأنى بحب أوى الحاجات دى..
فأبتسمت له ” صبا ” دون أن ترد ومن ثم هتفت ” عزيزة ” بحباً لها.
– يلااا يا ست العرايس خدى عروستنا الحلوة فرجيها على بتنا وطلعيها البلكونة خليها تشوف حلاوة حتتنا وبعدين أدخلوا بلو البلح سوا ودخلى دقية البامية الفرن بالطاجن بتاعها.
” صبا ” بحب.
– عنيا يا تيتة بس بعد إذنك أنا هفرج العروسة عالبيت والبلكونة وبعدين هدخل المطبخ لوحدى لأنها لسه راجعة وأكيد تعبانة من السفر وبعد المسافة.
” سليم ” متنحنحاً.
– أححححم لا سبيلى أنا ” فريدة ” أفرجها عالبيت وأدخلى أعملى البامية لأحسن أنا وحشنى أوى طاجن البامية بتاع تيتة..
” عزيزة ” بحب.
– معذور ما أنت مدوقتش طاجن البامية اللى من أيد ” صبا ” هتأكل صوابعك وراه..
فأبتسم لها ” سليم ” وتابع وهو يهم بالوقوف.
– لا ده أنا أدوق بنفسى وأحكم..
وعبال ما ” صبا ” تخلص هكون أنا فرجت ” فريدة ” عالبيت..
فأبتسمت ” صبا ” بوجع وهى تردد بنبرة تحاول جعلها طبيعية بعض الشئ.
– طب عن إذنكم هروح أخلص الأكل أنا..
” عزيزة ” بحب.
– روحى يا ست البنات..
تحبى أساعدك فى حاجة..
” صبا ” وهى تذهب باتجاه المطبخ.
– لا تيتة تسلمى خليكى مرتاحة أنتى..
وبالفعل دلفت ” صبا ” إلى داخل المطبخ وهى تمسح عبراتها التى قد خانتها وهطلت بغزارة فأسرعت ماسحه إياه قبل أن يراها أحداً من أهل المنزل ويبدء فى إستجوابها.
وبالخارج أخذ ” سليم ” بيد زوجته ليعرفها على المنزل بعد أن أستئذن من جدته وبدء فى تعريفها على كل أنش به والحى بأكمله من شرفة الغرفة الخاصة بـِ ” عمران وعزيزة “
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
الرواية كاملة اضغط على : (رواية حي البنفسج)