رواية حي البنفسج الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم نور بشير
رواية حي البنفسج الجزء الرابع والعشرون
رواية حي البنفسج البارت الرابع والعشرون
رواية حي البنفسج الحلقة الرابعة والعشرون
” ٢٤ رمضان “.
اليوم الأربعة وعشرون:
فى منزل ” آل عمران ” حيث يجلس الجد فى غرفة الإستقبال يستمع إلى حديث ” الشيخ محمد متولى الشعراوى ” وهو يتحدث فى خطبته عن الرضا بالقضاء والقدر كلماتٍ لامست جدران قلبه وراقت لحالته التى هو عليها منذ رحيل رفيق دربه، وعلى الجانب الآخر يجلس كل من ” عامر ” و ” توفيق ” يتصفحان كل منهم هاتفه المحمول وباقى النساء يعملون على قدم وساق حتى يستطيعون إنجاز عملهم قبل آذان المغرب و ” عمران ” يجلس مستمعاً إلى ” الشيخ الشعراوى ” وهو يردد بطريقته اليسرى القريبة من القلب.
– يجب أن نتربى جميعاً فى أن القضاء إذا نزل نسلم به أول مرحلة فيه لا يرفع قضاء حتى يرضى به.
محدش هيلوى إيد ربنا..
مش هترضى هيفضل البلاء، لذلك الذين يعيشون فى البلاء طويلاً هم السبب لأنهم لم يرضوا..
ولو رضوا لرفع اللّٰه البلاء.
وضرب الشيخ محمد متولى الشعراوى مثلاً قائلاً: ” لو دخلت على إبنك ووجدته يلعب كوتشينة فضربته (قلم) لو إستسلم ورضى تطبطب عليه ولو تنح تضربه تانى، إذاً اللّٰه يقول من رضى بقدرى أعطيته على قدره “.
فتمتم ” عمران ” بحسره وهو يستند على عصاه الأبانوس فى وضع الإنحناء.
– ما شاء اللّٰه كان وما لم يشأ لم يكن ولا حول ولا قوة إلا باللّٰه العلي العظيم..
ربنا يرحمك يا ” عسران ” يا أخويا متعظمش على اللى خلقك..
ربنا يرحمك وينور قبرك يا حبيبى ويجمعنا على خير بأذن المولى..
وهنا جاء كل من ” عمر ” بصحبه ” دهب ” جالسين إلى جوار ” الحاج عمران ” ولكن شعر الجد بالغرابة من جمعتهم سوياً فنطق بنبرة ذات مغزى وهو يوجه حديثه إليهم.
– خير يارب..
إيه اللى لم تنتون على تنتن..
” دهب ” بإبتسامة محبة وهى تحاول إستماله فؤاد جدها نحوهم.
– كل خير يا حجوج أنت يا قمر..
” عمر ” بنبرة مرحه.
– حضرتك عمرك شوفت من ورانا إلا كل خير…؟!
” عمران ” بسخرية من حديثهم.
– يا لطيف يارب، أسترها يا كريم..
ثم تابع وهو يوجه حديثه إلى ” عمر ” بنبرة ذات مغزى.
– شهل وقول عايز إيه، ومتعمليش ديك على اللى فقساك عشان أنا فاهم الحركات دى كويس..
” عمر ” بإبتسامة مرحه.
– تعيش وتفقسنى يا حاج..
” عمران ” بتهكم.
– طب شهل يا أخويا وأطرش اللى عندك..
” عمر ” بنبرة مهزوزة.
– بصراحة يا جدى أنا كنت عايز أطلب من حضرتك طلب..
” دهب ” وهى توكزه بخفة وفقدان صبر من مقدمته تلك.
– ما تشهل يا عم وخلصنا ما جدى فقسك خلاص..
” عمر ” بغضب.
– بس بقاااا متوترنيش أكتر ما أنا متوتر..
أقولك قومى من جمبى وسبينى أتكلم مع جدى على رواقة…! قالها وهو يميطها من جانبه بلطف وأداء به حس فكاهى.
” عمران ” بغضب.
– أحنا هنقضيها لعب عيال ولا إيه أنا دماغى مش فايقه ليكم..
” عمر ” بتهذب.
– خلاص يا جدى هتكلم واللّٰه أهو..
” عمران ” بتهكم.
– أشجينى يا أخويا..
” عمر ” بنبرة مهزوزة، متوتره.
– أنا كنت بقول يعنى إيه رأى حضرتك لو نغير نشاطنا..
” عمران ” بعدم فهم.
– نغير إيه عدم اللامؤاخذة..
” دهب ” بهدوء مميت.
نشااااطناااا يا جدى، نشاااطناااا..
” عمران ” بسخرية وإستهزاء.
– نغير نشاطنا يعنى نعمل إيه نلبس شورت أنا وعمك وكاسكيته ونطلع نجرى عالكورنيش ولا نقلب الفرن لحلبة مصارعة..
” عمر ” بإبتسامة مرحه.
– اللّٰه ينور عليك يا جدو واللّٰه، حضرتك قربت أهو للفكرة..
” عزيزة ” بغضب وهى تقوم بتقطيع الفاصولياء الخضراء إلى قطع صغيرة.
– يا نهار أبوك مقندل..
أنت أتهبلت يا واد ولا إيه ولا بتتمقلت على سيدك..
أخس عليكم عيال قليلة رباية..
” دهب ” بلهفة.
– واللّٰه يا ستى أنا ما أتكلمت ده هو اللى أتكلم..
” توفيق ” بغضب.
– بس يا واد منك ليها بلاش قلة أدب مع سيدكم..
” عامر ” بحدة.
– نشاط إيه ده اللى أنت عايز تغيره يا ” عمر ” ده المثل بيقول أدى العيش لخبازه ولو كل نصه، وجدك دى صنعته ولقمة عيشة هو وعمك لما هيقفلها هيعيشوا منين يا أبن ” مجيدة “…؟
” عمران ” بحدة.
– أستنانى أنت يا ” عامر ” شوية..
وعايزنا نغير نشاطنا نفتح إيه يا فلحوس على أخر الزمن..
” عمر ” بنبرة متحمسه.
– نفتح بلاى ستشن يا جدى..
نقفل الفرن ونفتح مكانه بلاى ستشن وأنا عندى واحد صاحبى يقدر يجيب لينا كام حتة جهاز ونشغله بيه وكل المطلوب من حضرتك حق توضيبه بس وأنا هقول لأبويا يشترى الأجهزة..
” عمران ” بغضب وهو يشعر بأن الدماء تكاد تغلوُ بداخل أوردته.
– أستغفرك ربى وأتوب إليك، اللهم أنى صايم..
ورحمة أبويا فى تربته لو ما غورت من قدامى دلوقتى لهنزل بعصايتى دى على دماغك وعلى دماغ اللى خلفوك عشان أرجعك لصوابك تانى..
ثم تابع بعدم تصديق.
– إيه ياربى المصايب اللى عماله تور على نفوخى دى..
ده أنتم لو عايزنى أتجلط مش هتعملوا فيا كده يا عيال عيالى..
” دهب ” بنبرة بريئة، صادقة.
– واللّٰه يا جدى أنا قولتله بلاش جدو هيتعصب ومش هيوافك قالى مالكيش فيه أنتى..
” عمر ” بغضب من حديثها.
– أنتى بتسلمينى يا ” دهب ” طب وحيات أمى لهوريكى..
” عمران ” بغضب.
– ما تقوم تاخدها قلمين يا ولااا ما أنا طربوش قاعد ومش مالى عنيكم..
” عمر ” بتهذب وهو يضع وجهه بالأرض.
– قطع لسان اللى يقول عليك كده يا جدى، حضرتك الخير والبركة..
” عمران ” بسخرية.
– بركة..
وهى فين البركة دى يا سى ” عمر ” ما أنتم خلاص عايزين تقضوا على اللى فاضل منها..
” عامر ” بغضب.
– أنت يا أبنى مبتفهمش..
ده أنتم مخلينى عالحديدة دى حتى الحديدة بعتها عشان خاطركم وخاطر علامكم..
وسيدك وعمك اللّٰه يعينهم، وعمك بالذات شيلته تقيله بلاش قلة حيا وكلام مالهوش لازمه..
” عمر ” بتهذب.
– يا بابا صدقنى حوار البلاى ستشن ده مربح وهيكسبنا..
أنت عارف الساعة بكام، عارف لما يكون عندنا على الأقل ٣ أجهزة هيبقا مكسبهم كام فى اليوم..
” عمران ” بغضب وحدة.
– اللّٰه الغنى عن ده مكسب..
من خرج من كاره أتقل مقداره، والكار ده مش كارنا ولا عمرى أبداً هنزل من قيمتى لحاجة أنا مفهمش فيها..
وبعدين يا أخويا ما تروح تقول لأبوك الكلام ده ماهو عنده دكانته وأنتم حرين فيها وكلكم عارفين أن الفرن بعد ما أتكل أنا هيكون من نصيب عمك وبناته ولا أنت عايز تجور على حقهم على حياة عينى..
” عامر ” بلهفة.
– بعد الشر عنك يا حاج ربنا يديك الصحة ويطول فى عمرك يارب..
” عمران ” بحدة ونفاذ صبر.
– لكل أجلاً كتاب يا ” عامر ” ربى أبنك وقوله بلاش لعب عيال، ولا وقفته على طرابيزه البينج مع شوية الصيع بتوعه لحستله دماغه خلاص ونسته مذكرته والهم اللى وراه..
” عمر ” بتهذب.
– يا جدى طب نجيب حتة واحدة وجرب بنفسك وشوف المكسب بعينك..
” عمران ” بغضب.
– باااااس بلاش حديت ماسخ بلا قلة قيمة، الكلام خُلص خلاص..
قال بيشتيشن قال..
ثم عاود الحديث إليه مجدداً.
– قوم..
قوم وأنت عامل زى البغل كده روح جيب حطب لعمك وخد معاك واحد ولا أتنين من الصيع صحابك عشان يشيلوا معاك وأعمل حاجة مفيدة فى عيشتك بدل القعدة عالطرابيزة اللى سيحت مخك أكتر ماهو سايح..
كأتك الهم فورت دمى…! قالها وهو يزيله من أمامه بطرف عصاه هابطاً إلى الأسفل حيث المخبز ليدير أشغاله بصحبه ولده ” كريم” الذى يعمل بالمخبز منذ الصباح.
” عامر ” بغضب وهو يوكز ولده فى كتفه بخفة.
– بقا فى حد يقول اللى أنت قولته ده يا بجم..
بلاى ستشن إيه وزفت إيه على عينك وعين اللى خلفك اللى أنت عايز تفتحه..
روح أنتبه لمذاكرتك يا أخويا بدل أولى كلية اللى أنت لابد فيها بقالك سنتين كاتك الهم..
بس هقول إيه أنا ربنا خايب أملى فى عيالى..
” عزيزة ” بلطف محاولة السيطرة على الموقف.
– ما خلاص بقا يا ” عامر ” مكانوش كلمتين الواد قالهم عشان تنصبه له النصبة دى..
أنزل يا أبنى أنزل روح هات الحطب زى ما سيدك قالك ومتتأخرش عليه عشان يرضى عنك يا حبيبى…! قالتها وهى تقترب منه رابته على كتفه بحنان، فأطاعها ” عمر ” على الفور وهبط ليفعل ما أمرته به جدته للتو.
وفى المساء يجلس ” الحاج عمران ” على المقهى إلى جوار ” فتوح ” مردداً بحزن على حاله أبن صديقه المرحوم.
– وبعدهالك يا ” فتوح ” يا أبنى هتفضل عالحالة دى لأمته أبوك داخل عالعشر تيام أهو يا حبيبى ده الإنسان جاى من النسيان، أنسى وهيف على روحك..
أنا عارف أنه أبوك وروحك وضى عنيك وميتنساش أبداً ولو كان هيتنسى كنت أنا نسيت أبويا وأمى اللّٰه يرحمهم بس الموت ده هو الحاجة الوحيدة اللى بتتولد كبيرة ومع الأيام بتصغر..
” فتوح ” بحسره.
– مش قادر يا حاج صدقنى..
كل ما أدخل من باب الشقة وأشوف كرسيه فاضى بحس بسكينة بتتغرز فى قلبى..
أنا من يوم ما وعيت عالدنيا دى وأنا أيدى فى أيده وضهرى فى ضهره عمرنا ما أتفرقنا عن بعض أبداً، حتى لما رقد وجا أقعد معايا ومع ” صفية ” قولت فى عقل بالى الولية لسه عروسة جديدة أزاى هتستحمل رقده أبويا وقعدته معانا حتى لو كان هو اللى مربيها الواحد مننا أصله مهما كان تقيل..
بس لقيتها مرحبه بأبويا جداً وشيلاه من عالأرض شيل ومعوضها حرمنها من الخلفة..
عديت الأيام والسنين تمر وأبويا ده عامله حوايا وشايله فوق رأسى شيل سوا أنا ولا مراتى..
واللّٰه يا حاج وماليك عليا حلفان أنا لو كنت أطول أشيله وأقف بيه زنهار طول العمر بس يفضل كنت هعمل كده..
وبعد كل ده عايزنى أنسى..
أنسى أزاى بس يا حاج…؟ أزاى…؟
” عمران ” وهو يربت على كتفه بحنان محاولاً بثه الدعم.
– يا أبنى أنت راجل مؤمن بقضاء اللّٰه وقدره ومينفعش كلامك ده..
أستغفر ربك يا حبيبى وأحتسبه عند اللّٰه وأدعيله بالرحمة والثبات..
أوعى تفكر أنك هتنساه حتماً ولابد يا أبنى لااااا أنا مقولتش كده..
النسيان عمره ما هيلغى ذكرياتك مع أبوك الحاج اللّٰه يرحمه ولا هينسيك وجعك بس أهووو هيخليك تستمر فى الدنيا دى تلطش فيها شوية وتلطش فيك شويتين بس هتعيش..
هتعيش وجواك شوية ألم بيزورك من اليوم للتانى بس الإسم أنك عايش..
ومراتك ربك هيجبرها وهيطعمها وهيطعمك وهتقول عمك ” الحاج عمران ” قال..
ثم أضاف وهو يرتشف من كوب الشاى خاصته.
– أنا النهارده كنت قاعد فى البيت وسمعت مولانا ” الشيخ الشعراوى ” بيقول فى خطبته.
– إن البلاء والقضاء لا يرفع ولا يرد إلا إذا رضيت به فأرضى بالمكتوب يا حبيبى و أستودعه عند وضائع الرحمن..
ده جانى فى المنام يا حبيبى أمبارح وكأنه جاى يطمنى عليه ووشه منور زى البدر فى ليلة تمامه ولأبس أبيض فى أبيض وواقف على سطح البيت عندكم وعاملين ننادى عليه وهو يا حبيبى مش راضى ينزل ومبسوط أوى..
أدعيله يا ابنى ده فى خير واللّٰه وخير كبير أوى كمان..
ربنا يرزقنا حسن الخاتمة يارب..
” فتوح ” بحزن.
– ربنا يرحمه ويغفرله وينور قبره يارب..
طمنتنى يا حاج اللهى يطمن قلبك يارب وتعيش..
” عمران ” وهو يربت على ساقه بحنان.
– تسلم يا أبن الغالى..
تسلم وتعيش..
وبالأعلى بعد مرور عدة ساعات قبل آذان الفجر لما يقرب النصف ساعة تجلس ” صبا ” فى غرفة الأرائك حيث ” الكنب العربى ” كما يقال باللغة الدارجة، تقوم بنحت التمثال الخاص بـ ” نصار ” بحب شديد وهى تدندن بنبرتها العذبة الجميلة تلك الغنية المفضلة لديها للشحرورة ” صباح ” والجميع يجلس حيث غرفة الإستقبال يتناولون الغلة أو ما يُـسـمـى بــِــ ” البليلة “، فكان ” سليم ” يذهب باتجاه غرفة المطبخ ليجلب بعض من الماء أو تلك هى الحجة التى يبرر بها بحثه عن ” صبا ” التى لم يلاحظ وجودها منذ الفطور فهى لم تجلس لتتناول السحور معهم ومنذ أن تناولت فطورها وهى مختفيه عن الأنظار تماماً مما أثار فى نفسه القلق واللهفة والإشتياق إليها فإنبعث يبحث عنها فى كل أنش بالمنزل دون أن يلاحظه أحد وما كاد أن يدلف إلى المطبخ ليراها متعللٍ بجلب الماء حتى تسلل إلى أذانه صوت يشبه الكروان تلك الطائر ذو الصوت العذب وهو يدندن بمحبه تلك الكلمات..
كلمات الأغنية 👇
لو تشرق أو تغرب.
مهما تبعد راح تقرب راح تجرب نارى بيا.
يا جميل تصعب عليا.
لو تخلي التلج يغلى.
راح تصرخ منها قبلى واللى هينجّيك عينيا.
يا جميل تصعب عليا.
أنت خايف من رموشى يجرحوك.
مابيجرحوشى دول حبايبك يا حبيبى.
و لا خايف حبي ياخذك بحر تغرق فيه لوحدك.
لا دنا معاك يا حبيبى.
فوقف يستمع إلى ذلك الصوت الذى لمس قلبه لمساً وما كاد أن يدلف إلى حيث غرفة المعيشة حتى قابلته ” زينب ” وهى تخرج من غرفة المطبخ حامله بيديها كوباً من الغلة ” البليلة ” فأبتسمت بود وهى تردد بتهذب.
– خير يا بشمهندس عاوز حاجة أجبهالك من المطبخ..
” سليم ” بتشويش.
– هااااا..
آااااه، لاااا، لاااااا ده أنا كنت داخل البلكونة..
” زينب ” بعدما لاحظت تشويشه.
– أنت كويس يا بشمهندس..
” سليم ” متمالكاً لحالته.
– آاااه، آااااه أنا تمام الحمدللّٰه.
ثم تابع بتساؤل ونبرة مستفهمه.
– هو مين اللى صوته حلو أوى كده وبيغنى عندنا ما شاء اللّٰه..
” زينب ” بإبتسامة ذات مغزى.
– دى ” صبا “..
هى بتحب تدخل الأوضة هنا ساعة الفجرية وتفضل تغنى مع نفسها كده وهى بتنحت لحد ما تخلص، دى عادتها من سنين..
” سليم ” ونظرات الحب تقطر من أعينه بشكلاً ملحوظ وهو يتمتم دون وعى.
– أممممم..
ما شاء اللّٰه، تجنن..
” زينب ” بإبتسامة ذات مغزى مما جعل ” سليم ” يشعر بالحرج مما تفوه به دون وعى منه بوجودها.
– أمسك يا بشمهندس أدى الكوباية دى لـِـ ” صبا ” بالمرة بما أنك داخل البلكونة..
” سليم ” وهو يأخذ منها الكوب بحرج شديد ولكنه متحمساً وبشدة ليراها بتلك اللحظة.
– أوكية، مفيش مشكلة هاتيها..
وبمجرد ما أن أخذ الكوب منها ودلف إلى الداخل حتى وقف متسمراً من روعة ما رأى..
فها هى تقف بخصلاته التى قامت بربطها بشكلاً عشوائياً وخصلاتها متناثره بكل عفوية على وجهها فى شكلاً جاذباً خاطفاً للأنظار وهى تقوم بنحت كل أنش بأناملاها المليئة بالنعومة والرقة ويداها ملطخة بذلك الصلصال المستخدم خصيصاً فى نحت هذا النوع من التماثيل وهى لاتزال تدندن بكل حب ودلال.
ولا أقولك طب بحبك.
غصب عنك راح تحب.
ذنبك أيه ؟ ذنبك بحبك.
هو بعد الحب ذنب.
وعلشانه أموت أنا.
فاقت من إندماجها وإنسجامها الشديد هذا على صوت نبرته الدافئة المليئة بالحب وهو يردد وعيونه مصوبه عليها بشكل لا يمكنه معه أن يزيل أعينه عنها.
– قولتلك أنتى مختلفة..
مختلفة بشكل ما شفتهوش ولا شوفته قبل كده..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
الرواية كاملة اضغط على : (رواية حي البنفسج)