رواية حي البنفسج الفصل الثاني 2 بقلم نور بشير
رواية حي البنفسج الجزء الثاني
رواية حي البنفسج البارت الثاني
رواية حي البنفسج الحلقة الثانية
” ٢ رمضان ”
تابع اليوم الأول:
” دنانير ” بعد أن دلفت إلى غرفة الجدة التى تقبع بداخلها ” فرحه “.
– معلش يا ضنايا أستحملى..
هانت خلاص كلها دقايق و ” أم ذكى ” توصل..
” فرحه ” ببكاء وصراخ.
– آاااااااه..
مش قادره يا ماما بمووووت..
والنبى بلاش ” أم ذكى ” مش عوزاها..
” عزيزة ” وهى تدلف إلى غرفتها وتهم بالجلوس إلى جوار حفيدتها ساحبه الغطاء متمدده أسفله بحذر.
– معلش يا حبيبتى أستحملى شوية كمان ” أم ذكى ” على وصول..
وبعدين لسه الطلق محماش يا بنتى أستهدى باللّٰه كده..
” فرحه ” بصراخ.
– آاااااااه بموووووت يا ستى مش قادره آااااه..
فأقتربت منها ” عزيزة ” هامسه لها بأذنها مستفهمه منها على شيئاً ما، فأجابتها ” فرحه ” وهى تهمس لها فى أذنيها بتألم كلمات لم تستطع والدتها الإستماع إلى أى حرف منها.
وما أن أنهت حديثها حتى هتفت الجدة بهدوء.
– لاااااا ده أنتى لسه بدرى عليكى يا قلب ستك..
أحنا نقوم نشوف ورانا إيه عبال ما ربنا يفرجها..
” دنانير ” بتألم على حال صغيرتها.
– يا خالتى ما نوديها المستشفى أضمن..
” عزيزة ” بأصرار.
– ما تجمدى يا بنتى مش كده الله ده ” أم ذكى ” أيدها تتلف فى حرير ولا أجدعها ضكتور..
وبعدين دى هى اللى مولدانى فى عيالى كلهم..
” دنانير ” بتبرطم.
– ما ده اللى مخوفنى..
” عزيزة ” بفضول.
– أنتى بتبرطمى تقولى إيه سمعينى..
” فرحه ” بصريخ.
حرااااام عليكم مش قادره آااااااه..
والنبى يا تيتة بلاش ” أم ذكى ” دى بخاف منها..
” دنانير ” بقلة حيلة.
– متخافيش يا قلب أمك ما هى اللى مولداكى المرة الأولى..
يعنى أنتى جربتيها قبل كده..
” فرحه ” وهى تتلوى فى فراشها.
– ما ده اللى مخوفنى آااااااااه..
” عزيزة ” وهى تربت على خصلاتها ماسحه قطرات العرق المتصببه من جبينها بغزارة.
– أهدى يا بنتى..
ليه كل ده…؟
أنتى تعرفى أنا ولدت أبوكى فى رمضان برضو زيك كده بس تعرفى ولا طلعلى نفس..
ساعتها كنت قعدة جمب حماتى اللّٰه يبشبش الطوبه اللى تحت رأسها بخبز تحت فى الفرن ومرة واحدة لقيت أبوكى بين رجليا روحت مده أيدى لفاه فى جلبيتى وكملت خبيز تانى..
” فرحه ” بعدما أشتد الألم عليها.
– آااااااه مش قادره.
أندهولى ” أم ذكى ” بسرعة والنبى آااااااه..
وبالأعلى وتحديداً بالدور الرابع حيث شقة ” بدر “..
تدلف ” زينب” إلى حيث غرفة نومها بعدما قامت بفتح الباب وهى تصيح بغضب من تصرفات زوجها.
– بدرررر
يااااا بدرررر
” بدر ” لا رد ولكنه يغط فى نوماً عميق مصدراً أصواتاً عالية من خياشيمه دلاله على أستغراقه الشديد بالنوم..
فأغتاظت ” زينب ” كثيراً مما دفعها إلى الربت على ذراعه وهى تردد بغضب.
– أنت قوم..
أنت يا بنى آدم جدى الحاج ” عمران ” عايزك تحت وعمى ” توفيق ” كل شوية يبعتلك..
” بدر ” وهو يتمتم دون وعى أثناء تململه.
– عايزه إيه يا رأس الغراب أنتى..
ما تسبينى أنام شوية كمان..
” زينب ” بغضب مكتوم.
– أصحى يا ” بدر ” وفوق كده، ده النهارده أول الأيام المباركه يا أخى..
قوم أتوضى وصلى وأنزل أفرش للمائدة مع عم ” إسحاق ” الله يهديك..
” بدر ” وهو يدفعها بعيداً عنه حتى تصمت ويعاود للنوم من جديد.
– شايفة الباب ده…! قالها وهو يشير بسبابته إلى حيث باب الغرفة ومن ثم تابع بحنق.
– أطلعى منه ومتورنيش وشك غير عالفطار وسبينى أنام الكام ساعة اللى فاضلين دول..
يلاااا اللّٰه يسهلك..
” زينب ” بحدة.
– واللّٰه أن ما قومت دلوقتى ونزلت للرجالة تحت لهنزل أقول لجدى وأنت عارف جدى هيعمل إيه كويس..
” بدر ” وهو يهم بالجلوس من نومته.
– أنا لو صحيت وطلعت بره الأوضة دى هفطر وأنا أصلاً خرمان على سجارة وكوباية شاى فذوقى اليوم معايا اللّٰه لا يسيئك وأطلعى وشدى الباب وراكى..
ثم تابع وكأنه تذكر شيئاً للتو.
– أقولك على حاجة اللى يسألك عنى قوليله ” بدر ” مات…! وما أن أنهى جملته حتى سحب الشرشف مغطياً به جسده بأكمله دون أن يكترث بتلك المسكينة زوجته أو موقفها أمام عائلته.
فهمست ” زينب ” بغضب مكتوم وغيظ شديد.
– نام يا أخويا..
أنت حيلتك حاجة غير النوم..
أموت وأعرف بتجيب النوم ده كله منين…! وما أن أنهت جُملتها حتى أصدرت تأوهاً مفاجىءٍ على أثر أصتدام تلك الوسادة بوجهها التى قد دفعها بها زوجها للتو حتى يُصمتها تماماً ليستطيع تكمله نومه بهدوء تام كالسابق بعيداً عن ثرثارتها تلك التى لا فائدة منها بالنسبة له مردداً بحنق.
– أطلعى بقاااا..
وبعد مرور ساعتين يجتمع الجميع حول المائدة ينتظرون صوت المؤذن حتى يبدءوان فى تناول التمر أو ما يُسمى بِ ” الخوشاف ” كما هو سنة نبوية معتدون عليها منذ آلاف السنين وفى الخلفية يستمعون إلى صوت أذاعة القرآن الكريم وصوت الشيخ ” عبدالباسط ” مرتلاً لبعضاً من آيات الذكر الحكيم حتى يحين موعد الآذان..
وحتى الآن لاتزال ” أم ذكى ” بالداخل تعمل على مساعده تلك المسكينة ” فرحه ” لميلاد طفلها فتصرخ وتصرخ من الحين للأخر مما أثار الذعر فى نفوس الجميع بالخارج ولكنهم معتدون على تلك الأصوات منذ زمن فجميع نساء العائلة قد تم توليدهم من قبل على أيدى تلك التى تُدعى بـُ ” أم ذكى ” فى مشهد مشابه تماماً لذلك الذى هم عليه الآن..
وبمجرد ما أن قام المؤذن بالتأذين حتى بدء الجميع فى يقول
دعاء الإفطار وكل منهم يُمسك بكوب ” الخوشاف ” الخاص به مرددين فى صوتٍ واحداً..
” اللهم لك صومت وعلى رزقك أفطرت ذهب الظمأ وأبتلت العروق وثبت الأجر إن شاء اللّٰه “..
وفى تلك الأثناء أستمع الجميع إلى صوت صرخه مدوية أفزعت الجميع مما دفعتهم لترك الطعام فى خوف وذعر على أبنتهم بالداخل وما لبثوا أن أستمعوا بعد ذلك إلى ” عزيزة ” القابعة بالداخل إلى جوار حفيدتها و ” دنانير ” و ” مجيدة ” مزغرطون بسعادة عارمة يتبعها الجميع بالخارج مهنئون بعضهم فى حبور وفرحة حقيقية.
وبمجرد ما أن ذهب الجميع باتجاه الغرفة حتى أنفتح الباب وأطلت منه ” أم ذكى ” مردده بحماس.
– مبروك يا جماعة.
” فرحه ” ربنا نتعها بالسلامة وجابت واد زى البدر.
” عمران ” بمزاح وهو ينظر إلى ” بدر ” بنبرة ذات مغزى.
– هو مش كفاية علينا ” بدر ” واحد هنصد علي الأتنين أزاى..
” يونس ” بمرح.
– عندك حق واللّٰه يا جدى.
كفاية سماجه وتقل دم لحد كده هههههه..
” بدر ” وهو يهندم من تلابيبه بغرور مصتنع.
– وهو فى فخفة دم ” بدر البدور ولد الحاج عمران “..
” عمران ” بتوبيخ.
– ياريتها كانت جابت منك دستة يا أخى..
” حمزة ” بتلهف متجاهلاً حديث الجميع.
– و ” فرحه “..
” فرحه ” عاملة إيه…؟
ينفع أدخل لها..
” أم ذكى ” بسعادة.
– إلا ينفع طبعاً أتفضلوا..
ويتربى فى عزك يا حاج.
” عمران ” وهو يخرج من جارب جلبابه حفنه من الأموال ليعطيها لـِ ” أم ذكى ” كحلوى للمولود الجديد.
– تعيشى يا ” أم ذكى ” يا وش السعد..
” أم ذكى ” بحبور وهى تأخذ منه الأموال مخبئه إياها بين ملابسها فى سعادة.
– تسلم وتعيش يا سيد الناس وتفرح بولاد ولادهم كمان..
وبمجرد ما أن دلف الجميع إلى الداخل حتى أستمرت التهنئة والمُباركات فيما بينهم وإلى ” فرحه ” على وجه التحديد بعد أن أطمئنوا على وضعها ومن ثم ردد ” كريم ” بحب.
– حمدالله على سلامتك يا فرحه الحارة كلها..
” فرحه ” بإنهاك.
– الله يسلمك يا بابا من كل شر..
فأقتربت ” عزيزة ” من ” عمران “حامله بين يديها الصغير مردده بسعادة وهى تعطيه له.
– أمسك يا حج سمى وكبر يا أخويا..
ومن ثم تابعت وهى تنظر إلى وجه الصغير أثناء أعطائها الصغير له.
من أيد لأيد تكبر وتزيد..
” عمران ” وهو يأخذ من بين يديها الصغير وعيونه دامعه سعيدة.
– بسم اللّٰه ما شاء اللّٰه، اللّٰه أكبر اللّٰه أكبر..
ثم تابع مقرباً وجهه من أذن الصغير مؤذناً له فى حب وما أن أنهى حتى ردد داعياً للمولى عز وجل وهو ينظر إلى وجه الصغير بسعادة.
– “اللهم أنبته نباتاً حسناً، وأجعله قرة عين لوالديه وأحفظه، وبارك لهم فيه وأجعله من أهل الصلاح والتقوى”
فردد الجميع متمتمين: أمين..
ومن ثم نظر إلى حفيدة مردداً بسعادة وهو يعطى له صغيره.
– مبروك يا ” حمزة ” يتربى فى عزك يا حبيبى..
” حمزة ” وهو يقبل الصغير من جبهته بحنان.
– اللّٰه يبارك فى حضرتك يا جدى ويطول لينا فى عمرك..
” عمران ” بحب.
– تعيش يا حبيبى..
هاااا قولى نويت تسميه إيه..
– ” يزن ” يا جدى إن شاء اللّٰه…! أردف بها ” حمزة ” بحماس وأبتسامة عريضة كشفت عن أسنانه بسعادة منقطعه النظير.
” عمران ” بسخرية.
– إيه يا أبنى الإسم المايع ده.
ده ولا منه ” يزيد ” ولا منه ” زين “.
مش كفاية علينا ” يونان “..
كتكم نيلة أساميكم مايعة زى زمانكم ما أهو مايع..
” حمزة ” بحب.
– ههههه ” يولان ” يا جدى ” يولان ..
خلاص الإسم اللى حضرتك تختاره أحنا موافقين عليه..
” الحاج عمران ” موجهاً حديثه إلى فرحه بسعادة.
– إيه رائيكم فى ” زين ” أهو إسم حلو ولا منه جديد ولا قديم وأهو برضو مبعدناش كتير عن الإسم اللى أنتم مختارينه.
” فرحه ” بإبتسامة منهكه.
– الإسم جميل فعلاً يا جدى وعجبنى أوى.
” حمزة ” بسعادة وهو يضع قبله حانية على جبين صغيره.
– فعلاً يا جدى الإسم حلو جداً..
وأنا بكرا هروح أسجله بالإسم اللى حضرتك أخترته..
” عمران ” بحب.
– تسلم يا حبيبى..
” بدر ” بمرح وهو يحمل الصغير.
– بسم اللّٰه ما شاء اللّٰه.
ده فوله وأتقسمت نصين منى..
” عمران ” بتهكم.
– لا يا شيخ..
ثم تابع وهو يأخذ منه الصغير معطياً إياه إلى ” عزيزة ” هاتفاً وهو يدفعه فى صدره بلطف.
– طب يلا يا دهول عشان نلحق الصلى..
ثم أكمل حديثه وهو يهم بالإنصراف.
– يلاااا يا ولاد عشان نلحق نصلى المغرب لأحسن المغرب غريبة والتراويح عالأبواب أهى..
فتابع وهو يوجهه حديثه إلى ” حمزة ” الجالس إلى جوار زوجته يقبل جبهتها بحنان حاملاً الصغير بين يديه.
– يلا يا سى حمزة مش وقت نحنحه..
العشا هتأذن..
فأطاعه الجميع وأنصرفوا لتأديه صلاتهم كما أمرها الجد منذ لحظات فتلك هى عادتهم برمضان منذ أن خُلقه ولا يجرؤ أحد من أفراد العائلة على أن يغير أى عادة به..
– يلا يا أختى أنتى وهى كل واحدة تروح تشوف وراها إيه..
ثم تابعت وهى توجه حديثها إلى ” مجيدة ” بحزم.
– وأنتى يا أختى قومى أعملى الموغات عشان البت تلاقى لبن ترضع بيه النبى حارسه وصاينه وخدى فى إيدك الشماليل دول يلموا الأكل من عالسفرة ويغسلوا المواعين ويعلقوا عالشاى..
” صبا ” بهدوء ورزانة.
– بس أنا هنزل المخبز يا تيتة أقف فى عبال ما بابا وجدى يرجعوا وهحتاج كمان ” زينة ” و ” زينب ” يقفوا يناولوا الناس الكنافة والقطايف معايا..
” الجدة ” بتفهم.
– خلاص أنزلى أنتى و ” زينة ” و ” مجيدة و أمك ” والمقروضة ” دهب ” هيفضلوا هنا كل واحدة فيهم تعملها حاجة..
” صبا ” بحماس وهى تقبل جدتها.
– تسلمى يا تيتة يا قمر أنتى..
” عزيز ” بأبتسامة صافية محبة.
– والنبى ما فى قمر غيرك يا ست العرايس..
وتابعت وكأنها قد تذكرت شيئاً للتو.
– صحيح يا بنات على سيرة القمر حد يناولنى كوباية ” قمر الدين “..
” دنانير ” بصوتاً عالِ وهى تسكب العصير لها فى الخارج.
– عيونى يا خالتى..
ومن ثم أستطردت وهى تدلف من باب الغرفة معطيه لها الكوب بحب.
– أتفضلى يا خالتى..
بألف هنا وشفا على قلبك..
” عزيزة ” بحب أمومى خالص.
– أن شاء الله تتهنى يا غالية يا بنت الغالية..
وبالأسفل وتحديداً بداخل ” المخبز ” الخاص بـِ ” عمران وكريم ” حيث تقف ” صبا ” مع كل من ” زينه شقيقتها ” و ” زينب ” يعمل كل منهم على ساق وقدم بكل حب وسعادة وبهجة فهم يستمتعون كثيراً بأجواء رمضان وعمل الكنافة والقطايف وبيعها إلى الناس..
” صبا ” وهى تقوم بفرش العجين الخاص بالكنافة أعلى المخبز.
– أوزنى كيلو قطايف للحاجة يا ” زينة “..
” زينة ” بتذمر.
– أنا مش عارفة علينا بإيه المرار ده كله…؟
مكانش جنية ولا أتنين اللى بيطلعولنا فى الأخر عالوقفة الهباب دى..
” صبا ” بعتاب.
– أخس عليكى يا ” زينة ” الجنية ولا الأتنين دول هما اللى فاتحين بيتنا وهما اللى جوزوكى وجوزه أختك متنسيش..
” زينة ” بسخرية.
– طب بذمتك هو فى فنانة تشكيلية زيك تقف تبيع كنافة وقطايف فى الشارع كده قصاد اللى رايح واللى جاى..
” صبا ” بلوم.
– أهو الكنافة والقطايف وفرشه رمضان دى هى اللى عملت منى بنى آدمه وهى اللى بتصرف على تعليم ” دهب ” و ” ريم “..
” زينة ” بسخرية.
– يا أختى متتحمقيش أوى كده مكانوش كلمتين قولتهم..
” صبا ” بحزم.
– طب أشتغلى يا أختى وأنتى ساكته ومشى الناس اللى واقفة دى..
فأقتربت ” زينب ” من ” صبا ” وهتفت بمرح.
– يا واد يا أبو عباية سمرا أنت..
حلاوتك يا ” سمسومه ” وأنتى متبهدله بالعجينة كده هههههه..
” صبا ” بمرح.
– وحياتك العباية دى لسه جديدة شرياها عشان لما رمضان وشاريه واحدة كمان لصلاة التراويح بس شكلها كده هقضيها مع الدقيق والخميرة هههههه..
” زينب ” وهى توكزها فى كتفها بمرح.
– والعباية هتأكل من عليكى حتة فينك يا سى ” سليم ” تيجى وتشوف الكنافة بالقشطة وطعامتها هههههه..
” صبا ” وهى تقذفها بذرات ” الطحين ” بكسوف.
– ما تلمى نفسك يا بت أنتى أحنا فى رمضان بلاش ميوعة..
” زينب ” بإستهبال.
– يوووووه وأنا قولت حاجة يا بنتى هههههه..
إلا صحيح مفيش أخبار عنه…؟
” صبا ” بحزن.
– وحياتك ولا أعرف عنه حاجة من عشر سنين.
هو أساساً مش بيكلم حد غير خالتى وعمى ومن الوقت للتانى جدى..
” زينب ” بتساؤل.
– طب وهو هيطول يعنى أكتر من كده ده كده بقاله كتير أوى بعيد عن أهله وعيلته..
” صبا ” بحزن ونبرة يملؤها الشجن.
– والنبى يا أختى ما أعرف محدش أساساً بيجيب سيرته ولا بيفتح كلام عنه قدامى..
” زينب ” بغرابه.
– يوووووه وده ليه بقا أن شاء الله.
هو مش المفروض جدك كان قارى فتحتكم قبل ما يسافر والمفروض يرجع عشان يتمم جوازكم ده أنتى كده هتخللى جمبه يا بنتى وبعدين ليه محاولش يكلمك ولا مرة من ساعة ما سافرمش غريبة دى…؟
” صبا ” بحزن وألم.
– صدقينى مش عارفة..
أنتى عارفة أنا أيامها كنت لسه فى أعدادى وكنت صغيرة أوى وهو سافر على طول..
أنا أساساً حاسه أنه نسانى ما أهو مش معقول كل الغيبة دى وميفتكرنيش برسالة واحدة حتى..
” زينب ” بتفكير.
– طب ليه عمى ” كريم ” ميفتحش مع جدى ولا عمى ” عامر ” الموضوع تانى ويسألهم بدل ما أنتى قعدة على أسمه السنين دى كلها..
” صبا ” بقوتها المعتادة.
– أنا إستحالة هقبل على كرامتى أن بابا يفاتح حد فيهم فى الموضوع ده..
يا تيجى منه هو يا بلاش أنا مش قليلة يا ” زينب ” عشان أرضى بواحد بايعنى مش شارينى..
وأنا اللى يبعنى بالرخيص ومخدهوش لو ببلاش يا ” زينب “..
” زينب ” بهدوء وحزن على حالة صديقتها ورفيقها دربها.
– بس أنتى بتحبيه من صغرك يا ” صبا “..
ده من وأحنا فى المدرسة مكانش عندك سيرة غيره وعن حبك له اللى كان بيكبر معاكى يوم ورا يوم..
” صبا ” بقوة.
– الحب اللى يقل من صاحبه بلاها منه أريح..
المهم سيبك من الحوار ده لأحسن ” زينة ” تاخد بالها وركزى فى القطايف لتتحرق…! وما أن أنهت حديثها حتى عاد الجميع لإستكمال عمله بهمة ونشاط من جديد..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
الرواية كاملة اضغط على : (رواية حي البنفسج)