رواية حي البنفسج الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم نور بشير
رواية حي البنفسج الجزء الثاني والعشرون
رواية حي البنفسج البارت الثاني والعشرون
رواية حي البنفسج الحلقة الثانية والعشرون
” ٢٢ رمضان “.
اليوم العشرون:
وبعد مرور ٤ أيام فى منزل ” عزيزة ” حيث يجتمع الجميع حول الجدة فى تمام الساعة الثانية عشر ظهراً وهى تقوم بتمليه ” يونس ” متطلبات كعك العيد حتى تقوم بإعداده ففى ذلك إدخال للسعادة والفرحة على قلب الكبار قبل الصغار وهى تردد بتفكير.
– عايزين صفيح سمن كبير و ٣٠ كيلو دقيق..
ومتنسوش يا عيال عايزين ريحة الورد والموز ومحلب وينسون وسمسم..
” عمران ” بحكمة ورزانة.
– يا ولية أتقى اللّٰه أنتى عاملة وليمة..
٣٠ كيلو دقيق ليه حرااااام ده تبزير..
” عزيزة ” بإبتسامة ذات مغزى.
– يا أخويا خلى العيال تفرح وتنبسط..
يووووه يا حاج هو العيد كل يوم يا أخويااا وبعدين أحنا بنوزع وبنعمل لينا ولحبايبنا ما أحنا حبايبنا يااماااا ربنا يديمنا..
” عمران ” بغضب.
– يا ” عزيزة ” أتقى اللّٰه ده كميات كبيرة أوى ولا أكنك هتفتحى فرن، وبعدين ما أطباق الكحك رايحة جاية من الشقة دى للشقة دى ومن الجارة دى للجارة دى واللى بتبعتيه بيترد واللى بيبعتوه بيترد وهلوما جرا..
” عزيزة ” بتهكم.
– يووووه يا حاج مش عادة يا أخويا ربنا ما يقطعها أبداً..
” عمران ” بحكمة.
– يا حاجة أن المبذرين كانوا إخوان الشياطين..
” عزيزة ” بغضب مكتوم.
– طب بااااس باااس متفسرش فى وشى..
هو أحنا اللى هنبات فيه هنصبح فيه يا حاج..
ما أحنا كل سنة بنعمل الكميات دى وبتتوزع عالحبايب..
” عمران ” بسخرية.
– وكل سنة برضو بقول الكلمتين دول وبقول أن ده حرام وإفترى ومحدش بيسمعلى..
يا ولية حرام المعيشة بقت صعبة والأسعار بقت نار أنتى عارفة شوال الدقيق واقف علينا أحنا التجار بكام..
واللّٰه ده حرام وربك هيحاسبنا..
” عزيزة ” بلامبالاه.
– يا أخويا ده رمضان بيجى كل سنة مرة خلينا نفرح ونفرح العيال..
” عمران ” بسخرية.
– هتفرحوا العيال بالكحك ولا بهدوم العيد يا ولية..
ده أنتم النسوان تموتوا فى البعزقه..
” عزيزة ” بمرح.
– مسم يا أخويا ده ثلث للمرق، وثلث للحلق، وثلث للخرق..
وهو خسارة فينا يعنى يا حاج..
” سليم ” بتلطيف للأجواء.
– مفيش أى حاجة فى الدنيا خسارة فيكى يا تيتة بس جدى مش قصده اللى فى دماغك، هو كل اللى قصده أن المعيشة بقت غالية والأسعار أترفعت جامد و ١٠ كيلو زى الـ ٣٠ كيلو كله هيكفى بالغرض وهتعم الفرحة برضو..
” عزيزة ” بقلة حيلة.
– يا حبيبى أحنا كتير ربنا يزيد ويبارك وحبايبنا أكتر ولازم طبق الكحك والبسكويت يلف على كل شقة فى الشارع دى عادة اللّٰه لا يقطعها..
” عمران ” بغضب مكتوم.
– نقول تور يقولوا أحلبوه..
أعملى اللى يريحك يا حاجة..
وهنا جاء ” عمر ” من الخارج صائحاً بهلع وخوف شديد.
– ألحق يا جدى..
ألحق بسرعة..
” عمران ” بهلع وهو يهب فى جلسته بخوف شديد.
– فى إيه يا واد سايبت مفصلى أنطق..
” عمر ” وهو يلهث بشدة.
– ألحق يا جدو ” جدى عسران ” تعبان أوى وخالتى ” صفية ” شغالة عياط وصويت والحى كله عندهم فى الشقة..
” عمران ” بهلع وهو يسحب عصاه راكضاً بتمهل على قدر حركته وسنه وهو يركض بإتجاه منزل ” فتوح ” والخوف والقلق يتسلسل إلى قلبه حتى كاد أن يسلبه أنفاسه.
– يا ستااااار يا ستاااار..
أسترها يااارب، وهات العواقب سليمة..
أجرى هات الضكتور من عالناصية يا واد وحصلنى على بيت عمك ” فتوح ” أوام..
وبمنزل ” فتوح ” حيث يجلس ” عسران ” على فراشه يلتقط أنفاسه بصعوبة بالغة و ” فتوح ” يجلس خلف ظهره فاركاً بيديه قفصه الصدرى بلطف والقلق يتملكه من حالة والده التى هو عليها الآن.
– أشهد أن لا إله إلا اللّٰه وأشهد أن محمداً رسول اللّٰه..
مالك يا أباااا متوجعش قلبى عليك اللّٰه يسترك..
” صفية ” وهى تبكى وتقبل يديه بألم.
– والنبى يا أباااا ما تعمل فيا كده..
كفاية أبوس إيدك متخلعش قلبى عليك..
وهنا دلف ” عمران ” بين الحشود من الناس وهو ينطق بهلع ولايزال يلتقط أنفاسه بصعوبة بالغة.
– إيه يا ” عسران “…؟
إيه يا أخويا فيك إيه إسم اللّٰه عليك…؟ قالها وهو يزيح ” فتوح ” جالساً فى مكانة أخذاً موضعه وهو يفرك فى قفصه الصدرى بحنان وتلهف شديد.
” عسران ” بلهاث ونبرة متقطعه.
– خلى بالك..، خلى بالك من ” فتوح ” يا حاج..
وخلى بالك من ” صفية ” دى بت غلبانة وملهاش حد، أعتبرها بنتك يا أخويا زى ” ثريا ” وحاجى عليها، وأبقى أحكى لعيال ” فتوح ” لو أراد المولى عنى وعن صدقتنا وقولهم جدكم كان نفسه يشوفكم أوى بس أمر اللّٰه نفد..
” عمران ” محاولاً تمالك أعصابه وهو يفرك بيديه صدره بلطف.
– متقولش كده يا ” عسران ” يا أخويا أنت هتعيش وهتفرح بيهم وبعيال عيالهم كمان..
متتكلمش الضكتور هيجى دلوقتى وهيطمنا عليك بس سايق عليك النبى لتسكت وما تتعب نفسك..
” عسران ” وهو ينظر إلى الأعلى مسبلاً بعيناه وكأنه ينظر إلى شيئاً ما أعلى سقف الغرفة وهو يمد يديه للأعلى وكأنه يعطيها لأحدهم.
– خلاص يا ” عمران ” الحبايب كلهم مستنينى أهووو وبيمدوا ليا أيدهم..
” عمران ” وعيناه مرغرغه بالدموع.
– أبعدوا..
أبعدووا مالكوش دعوة بيه ده هو اللى فاضلى..
أبعدوا وسبوه فى حاله عشان خاطر ربنا..
” عسران ” بتقطع وتلك الرغوة البيضاء تخرج من فمه وكأن هناك شيئاً عالقاً بحنجرته مصدراً لتلك الأصوات الغريبة التى تشبه لمفارقه الروح للجسد.
– أوعدنى يا ” عمران “..
” عمران ” بدموع تأبى الهطول.
– أوعدك يا أخويا بس متتكلمش سايق عليك النبى..
وهنا دلف ” عمر ” بصحبه ” الطبيب ” ولحقت به ” الحاجة عزيزة ” برفقه ” سليم ” و ” يونس ” منصدمين وبشدة مما رأوا عليه إثنانهم ” عمران ” و ” عسران ” الذى ينازع حتى يترك الحياة وما عليها.
” عسران ” وهو ينظر إلى الأعلى مشيراً بيديه إلى الأعلى مردداً لإسم زوجته رحمة اللّٰه عليها و” الطبيب ” يقول بعمله الذى لم يشعر بوجوده قط.
– تعالى يا ” عطيات “..
قربى كمان يا أختى..
ثم رفع سبابته اليمنى إلى الأعلى وردد بنبرة متحشرجة وعيناه أصبحت متغربه تماماً.
– أشهد أن لا إله إلا اللّٰه وأشهد أن محمداً رسول اللّٰه…! وما أن أنهى جملته حتى سقطت يداه إلى جواره وأنقطعت أنفاسه وعيناه لاتزال منفتحه ناظره إلى الأعلى فى وضع التغريب.
” الطبيب ” بعملية ونبرة بها بعض الأسف.
– البقاء للّٰه يا جماعة..
شدوا حيلكم..
فوقع الخبر على الجميع كوقوع الصاعقة تماماً وهوى ” فتوح ” على أقرب مقعد يبكى بكاء لم يبكيه بحياته قط إلا حين فقد والدته و” سليم” يقترب منه واضعاً يديه أعلى كتفه فى محاولة منه لبثه الدعم فى ذلك الموقف العصيب.
– شد حيلك يا ” فتوح “..
كلنا أموات ولاد أموات وما دايم إلا وجه اللّٰه..
” فتوح ” ببكاء محاولاً التماسك بصعوبة بالغة.
– ونعم باللّٰه..
” عمران ” ببكاء وهو يردد بتألم رافعاً يديه مغمضاً بأنامله أعينه بكسره.
– لا حول ولاقوة إلا باللّٰه.
للّٰه ما أعطى وللّٰه ما أخذ ولا نقول إلا ما يرضى اللّٰه..
إنا للّٰه وإنا إليه راجعون..
ثم أضاف وهو يحتضنه معتصراً عيناه بألم.
– يا أمير..
يا أميررررر يا طيب يا جدع..
يا عشرتك الطيبة يا أخوياااا..
يا عشرتك الهنية يا حااااااج هتفوتنى لمين من بعدك يا غالى..
متتأخرش عليا يا أخويا..، متتأخرش عليا..
هستناك تجيلى قريب زى ما جتلك الحاجة عطيات يا حاج هستناك يا غالى..
” يونس ” وهو يقترب من جده بحزن.
– اللّٰه يرحمه يا جدى..
متعملش كده فى نفسك عشان خاطرى..
سيبه يا جدو، سيبه حرام الميت له حرمه…!
” صفية ” بصريخ وعويل.
– يا لهووووووووووتى..
يا خراااااااب بيتك يا ” صفية “..
يا خراااابك يا ” صفية “..
يا واد عمود البيت مين هده..
حمال الهموم عننا وحده..
يابيتنا العالى وقع كله..
لما طلعوا سبع الرجال منه..
ويا بيتنا العالى وقع وإنداس..
لما طلعوا الغالى وأعز الناس..
خلّى الكبير على دكته نايم..
داحنا الفرع وهو الأساس..
” عزيزة ” وهى تجذبها إلى أحضانها تبكوُ وبشدة على بكائها.
– يا بنتى حرام عليكى اللى بتعمليه ده أدعيله بالرحمة مش كده..
أدعيله يا حبيبتى ده ميت فى أيام مفترجه ربنا يجعلها من نصيبه يارب..
” صفية ” ببكاء.
– ضهرى أنكسر يا خالتى، ضهرى أنكسر ومش هتقوملى قومه من بعده..
ده أبويا..
أبوياااا اللى وعيت عالدنيا لقيته يا خلق..
أبويا اللى شوفت الحنية منه وذقهانى بإيديه الأتنين..
هلاقى مين من بعدك يوأنسنى يا غالى..
هلاقى مين من بعدك يأنسنى يا حبيبى..
آااااااله يا خااالتى آاااه..
وفى المساء بعد إنقضاء العزاء فى منزل ” الحاج عمران ” تدلف ” عزيزة ” إلى حيث غرفتهم الذى منذ إنتهاء مراسم العزاء وهو حبيسها ولم يتذوق للطعام مذاق منذ أن تسحر أمس، فدلفت إليه بصحون الطعام وهى تردد بحزن على حالته التى هو عليها منذ ذلك الخبر المشئوم.
– وبعدهالك يا حاج كلنا رايحين يا أخويا، ويبخته شاف عمله قصاد منه ولقا اللى يوصلوا يعالم بينا..
ده كفاية أنه مشى فى أيام مفترجه زى دى ربنا يجعلها من نصيبه يارب..
” عمران ” لا رد ولكنه يجلس والعتمة تحيط به فيما عدا ذلك الضوء المنبعث من تلك الأباجورة التى تقبع على الكومود بجانبه.
” عزيزة ” بنبرة يملؤها الحنان.
– يا أخويا حرام عليك نفسك ده أنت مدوقتش الذاد من أمبارح وهتقع من طولك يا راجل..
” عمران ” بدموع.
– كان بيودعنا يا ” عزيزة “..
كان بيودعنا وبيودع أهل الحارة كلهم وأحنا مش عارفين..
ثم أضاف بمرارة.
– أخدنى من أيدى وأخدنا الواد عمر وفوتنا على كل دكانة فى الحارة حتة حتة يسلم على اللى فيها وعلى أهلها وكأنه كان بيودعهم وأحنا مش داريانين بحاجة..
كان هو الكتف والضهر والصديق يا ” عزيزة ” كان هو ونسى وسرى وصحبتى الحلوة فى الدنيا..
” عزيزة ” ببكاء على حالته.
– يا أخويا متعملش كده فى نفسك ما يعزش على اللى خلقه أنت راجل مؤمن باللّٰه وبقضاءه وقدره..
” عمران ” بحزن.
– ونعم باللّٰه..
ونعم باللّٰه يا ” عزيزة “..
” عزيزة ” بلطف.
– خد يا أخويا، خد حلفتك برحمة الغالى لتدوق الذاد..
كُل يا أخويا ومتوجعش قلبى عليك أنت كمان..
” عمران ” بحزن وهو يبعد يديها بلطف.
– مش دلوقتى يا ” عزيزة ” ماليش نفس واللّٰه..
” عزيزة ” وهى تعاود بالطعام إلى فمه من جديد.
– يوووه يا حاج متكسفش أيدى يا أخويا ده أنا حلفتك برحمة الغالى…! فأطاعها ” عمران ” على مضض وتناول القليل فقط الذى سيعيشه ويعطيه الطاقة ليواصل صيامه من جديد.
وبالأعلى حيث الطابق الخاص بـِ ” سليم ” يدلف إلى شقته بعدما أنتهى العزاء ومن ثم أستمع إلى ضحكات زوجته الرنانة الأتية من غرفة النوم فأقترب منها مستمعاً إليها وهى تتحدث عبر الهاتف مع صديقتها مردداً من بين ضحكاتها التى تحاول إمتلاكها بصعوبة.
– مش قادره يا ” ماهى ” هموت من كتر الضحك..
واللّٰه وحشنى كلامك وضحكك جداً…! ثم لمحت ” سليم ” يدلف إلى داخل الغرفة فتابعت لصديقتها بنبرة لطيفة.
– معلش يا ” ميمى ” هكلمك تانى يا روحى قريب ولازم نتقابل أكيد بما أنى رجعت مصر..
” ماهى ” بود: تمام يا حبيبتى See You Soon ومتنسيش تسلميلى على ” سليم “..
” فريدة ” بود.
– يوصل يا روحى See You Soon…! وما أن أغلقت الخط حتى هتفت بحب.
– إيه يا روحى خلصت الـ Condolences اللى كنت فيه..
” سليم ” بإقتضاب.
– ايوه لسه مخلص دلوقتى..
ثم تابع بتساؤل.
– أنتى ليه منزلتيش مع أمى وخالتى تعزوا زى باقى البنات ما عملوا..
” فريدة ” بغرور.
– إيه يا حبيبى أنت هتقارنى بولاد خالتك فى جملة واحدة ولا إيه…؟!
أنا ” فريدة نصار ” يا ” سليم “..
أنا ” ديدا ” حبيبتك يا بيبى…! قالتها وهى تضع يديها أعلى عنقه محيطه إياها بحب وإشتياق حقيقى.
” سليم ” وهو يزيل يديها من على عنقه وهو لايزال على موقفه.
– ومالهم بنات خالتى يا ” فريدة ” مش عجبينك فى إيه ولا مش قد المقام…؟!
” فريدة ” بعدما أحست بأنها ستقع بمأذق جديد فى علاقتها بـِ ” سليم ” وهذا هى لا تريده فى تلك اللحظة.
– أكيد طبعاً مش ده قصدى يا حبيبى..
أنا قصدى أن أنا مراتك حبيبتك وطنط تبقا مامتك والبنات ولاد خالتك فأنا أكيد عمرى ما هكون فى مقارنة معاهم ولا أنت إيه رائيك يا حبيبى..
” سليم ” مضيقاً عيناه بنبرة ذات مغزى.
– وده سؤال ولا إجابة يا ” فريدة “…؟!
” فريدة ” بغنج.
– فى إيه يا بيبى مالك كده النهارده مش فى المود وبتنشن على أى حاجة..
” سليم ” وهو ينظر لها من الأعلى للأسفل بثقوب.
– وهو أنتى شايفة أنى فى حالة نفسية تسمح لكلامك واللى أنتى بتعمليه ده..
” فريدة ” بعدم إكتراث.
– وهو أنت إيه اللى مأثر على حالتك النفسية يا ” سيمو ” حبيبى اللى مات مات خلاص أنسى ده مش من باقى عيلتك عشان تزعل للدرجة دى..
” سليم ” بنبرة ذات مغزى وهو يردد بحدة.
– مش من باقى عيلتى..
ثوانى يا ” فريدة ” عشان فى كارثة بتحصل هنا..
هى فعلاً كارثة تخيلى لما حد عزيز يموت ليا ومراتى تقولى مش من باقى عيلتك أنك تزعل للدرجة دى والكارثة الأكبر أنها عايزه تساوى حزنى على حد من عيلتى بحد غريب..
ثم أضاف بإشمئزاز.
– أنا بقول إيه بس ولا بتكلم مع مين أنسى أنتى يا ” فريدة ” تصبحى على خير..
” فريدة ” بغضب.
– هو فى إيه يا ” سليم ” أنت عايز تعمل مشكلة وخلاص..
وبعدين هو كل ما أتكلم معاك تسبنى وتروح تنام..
أنا عايزه أتكلم يا ” سليم ” ودلوقتى..
” سليم ” بغضب وحدة.
– عايزه تتكلمى يا ” فريدة ” صح..
ثم تابع وهو ينظر إليها بثقوب وصدره يعلو ويهبط من فرط غضبه.
– طب أسمعى بقا..
أنتى بنى آدمه أنانية معدومة المشاعر والإحساس..
بنى آدمه نمبر وان فى حياتها هو نفسها وبس ومش مهم أى حد تانى بيفكر فى إيه ولا حتى حاسس بإيه..
أنتى بنى آدمه أنانية يا ” فريدة ” معندكيش لا قلب ولا رحمة عايزه تسمعى أكتر من كده ولا كفاية عليكى كده النهارده..
” فريدة ” بتهكم وسخرية.
– للدرجة دى يا ” سليم ” أنا وحشة فى نظرك كده..
للدرجة دى مبقتش تحبنى لدرجة أنك شايفنى بالسواد ده كله اللى أنت بتتكلم بيه..
” سليم ” بغضب وهو يهز رأسه بعدم تصديق.
– مفيش فايدة.
واللّٰه ما فى فايدة..
تصبحى على خير يا ” فريدة “…! قالها ومن ثم رحل إلى حيث غرفة الأطفال ليمكث بداخلها تاركاً ” فريدة ” تستشيط من شدة غيظها.
” فريدة ” بغضب ونيران حارقة.
– بقا كده يا ” سليم ” ماشى أنا مش قعدالك فيها…! وما أن همت بجمع أغراضها حتى تذكرت أمر والدها وأنه لن يقبل بأمر عودتها إليه وهى على خطأ فضلاً عن تنفيذ خطتها التى أملتها عليها والدتها وأعتزمت على تنفيذها حتى تشفى نيرانها من تلك ” الصبا ” التى هى بمثابة حائط السد الذى يقف عائق أمامها وأمام أعين زوجها على الخصوص منذ عودتهم من الخارج.
ثم تابعت بإصرار.
– أنا هقعد يا ” سليم ” على قلبك وهفرجك وهفرج زفته الطين دى مين هى ” فريدة نصار “..
لازم أديها درس وأكسر مناخيرها اللى زى هرم خوفو وأوريها أزاى تبص على حاجة فى أيد ستها وتاج رأسها..
فأضافت بنبرة مستحلفه ذات مغزى.
– يا أنا يا أنتى يا ” صبا “..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
الرواية كاملة اضغط على : (رواية حي البنفسج)