رواية حي البنفسج الفصل الثالث عشر 13 بقلم نور بشير
رواية حي البنفسج الجزء الثالث عشر
رواية حي البنفسج البارت الثالث عشر
رواية حي البنفسج الحلقة الثالثة عشر
” ١٣ رمضان “.
تابع اليوم الخامس:
وفى تلك الأثناء كان ” الحاج عمران ” يسير برفقه ” الحاج عسران ” فى أذقة الحى يـُحـيـون الأهل والأصدقاء بصدر رحب ومحبة خالصة إلى أن وصلوا إلى حيث العم ” هلال ” وهو يقف يـُـأرجـح الأطفال على أرجحته الخاصة التى هى بالنسبة له ولعائلته بأكملها مصدر دخلهم.
” الحاج عمران ” وهو يوجه حديثه إلى ” هلال ” الذى يـُـعـطـى له ظهره يـُـأرجـح الصغار.
– إيه يا راجل واقف كده ليه ولا أكنك فى الدنيا…؟!
” هلال ” وهو يستدير بجسده له وإذا به تفاجأ بوجود ” عسران ” فهتف بلهفة وفرحة عارمة بوجوده.
– ” عسران ” عاش من شافك يا راجل..
ايوه كده خلى الحتة تنور من تانى..
” عسران ” بإشتياق.
– وحشتنى أوى يا ” هلال ” يا أخويا..
واللّٰه..
واللّٰه اللى يعز ويذل أنا حاسس وكأن الروح ردت فيا من ساعة ما نزلت وسطكم من تانى..
ثم أضاف وهو يربت على ذراع ” عمران ” و ” عمر ” بإمتنان.
– البركة فى ” عمران ” هو اللى أصر على نزولى و ” عمر ” اللّٰه يجبره هو اللى محتاس معانا من الصبح فى الشارع والكرسى..
” عمران ” بسعادة.
– يبقا هنفطر سوا كلنا النهارده على المائدة إحتفالاً بنزول ” عسران ” وسطنا من جديد..
وأعمل حسابك أنك هتيجى أنت والجماعة يوم الجمعة تفطروا معانا عشان عقيقة الواد أبن ” حمزة ” عقبال عندكم..
” هلال ” بألفة وسعادة.
– ألف مبروك يا ” عمران ” ويارب دايماً متجمعين فى الفرح..
” عمران ” بسعادة.
– اللّٰه يبارك فيك يا ” هلال ” عقبال بتك أن شاء اللّٰه..
” هلال ” بنبرة منكسره.
– كله على اللّٰه يا حاج..
كله على اللّٰه..
” عمران ” بقلق من نبرته.
– مالك يا ” هلال ” فيك إيه يا راجل مالك مش ده ” هلال ” اللى فات عاشيه يسحرنا…؟
” هلال ” بحزن.
– البت ” صباح ” بتى روحت أمبارح لقيت جوزها عديم النخوة والمروءه مغضبها قال إيه عشان حامل فى بت وهو نفسه فى الواد والبت على وش ولادة قدامها أيام وتولد ومش عارف أعمل إيه…؟
” عسران ” بتساؤل.
– وهى عندها عيال تانين..
” هلال ” بحسره.
– عندها بنتين واحده خمس سنين والتانية سنتين وأديها أهى هتجيب الثالثة وأنا مش عارف أعمل إيه ولا أتصرف أزاى مع جوزها…؟
” عمران ” برزانة.
– بالهداوة يا ” هلال” يا أخويا على نفسك وأن شاء اللّٰه ربنا هيصلح الحال ويرجع جوزها لرشده ويجى يراضيها..
ثم تابع بحيرة وغرابة من ذلك الأمر.
– أنا مش عارف هو لسه فى ناس بتفكر فى الواد والبت لحد دلوقتى..
” عسران ” بحسره.
– لا حول ولا قوة إلا باللّٰه..
ده فى ناس مش لقيا ضفرهم، ده أنا عندى الواد ” فتوح ” ومراته هيتجنوا على عيل صغير زى ما يكون، وده بيتبطر على نعمة ربنا له..
أستغفر اللّٰه العظيم وأتوب إليه..
” عمران ” وهو يضرب بيديه ببعضهم البعض فى عُـجـابـه.
– يا حول اللّٰه يارب، محدش عجبه حاله…!
هى الدنيا أتقلت بركتها ولا الناس مبقاش فيها خير…؟!
فى حد يرمى ضناه برضو…؟!
” هلال ” بقلة حيلة.
– دماغى هتوج منى يا ” عمران ” مش عارف أعمل إيه ولا أجيب مصاريف الولادة منين…؟
” عمران ” برزانة وحكمة.
– اللى خلقك ما ينساك يا ” هلال ” هتدبر يا راجل متقلقش..
” هلال ” بحسره.
– يا ” عمران ” ده أنا مصدقت جوزت البت وخلصت من همها ويادوب اللى جاى بيعيشنى أنا والولية اليوم بيومه ودلوقتى بقا فى ورايا أربع بوقاق مفتوحين والخامس جاى فى السكة..
قولى أجيب المصاريف دى كلها منين…؟
ده كفاية مصاريف الولادة لوحدها…؟
” عسران ” بحزن على حالته.
– متشيلش هم بكرا يا ” هلال “..
ما أنت كنت شايل هم أمبارح وأول وأهو عدى وبكرا كمان هيعدى بس أرميها على اللّٰه وربك هيدبرها..
” هلال ” وهو يهز رأسه بقلة حيلة.
– ونعم باللّٰه..
” عمران ” بحب.
– خلاص يا ” هلال” هنفطر سوا النهارده عالمائدة ويوم الجمعة أنت والجماعة كلهم عندى أن شاء اللّٰه..
” هلال ” بأبتسامة صافية.
– ده أنا أجيلك برموش عنيا يا ” عمران “..
مـبـروك يا حبيبى..
” عمران ” بأبتسامة من القلب.
– اللّٰه يبارك فيك يا أخويا..
وقبل آذان المغرب لما يقرب العشر دقائق بداخل منزل ” عزيزة ” بالطابق الأول حيث تجتمع جميع النساء ويجلس ذاك ” البدر ” وإلى جواره ” سليم ” يحاولون تصليح الدراجة الخاصة بـِـ ” ريم ” والفتيات جميعاً يقومون بوضع الطعام أعلى طاولة السفرة بمساعدة تلك ” الصفية ” والجدة جالسة تقوم بوضع التمر بداخل الأكواب حتى يـُـأذن للمغرب.
” عزيزة ” بتساؤل وغرابة وهى توجه حديثها إلى حفيدها ذلك ” السليم “.
– أوماااال مراتك فين يا أبنى ده المغرب هيأذن أهو وبعدين منزلتش ليه تقعد مع أخواتك وتساعدهم أوعوا تكونوا متخاصمين يا واد ده أحنا فى أيام مفترجه..
” سليم ” متنحنحاً بحرج متلجلجاً فى نبرته.
– لا يا تيتة مفيش حاجة بس هى…! وما كاد أن يكمل حديثه حتى تفاجأ بها وهى تدلف من باب الشقة وإبتسامتها الملطفة تعلو ثغرها وهى تردد بنبرة تجاهد فى أن تجعلها لطيفة بعض الشئ.
– مساء الخير يا جماعة..
” الجدة ” وهى تمسم شفاها بتهكم.
– مسم، مساء النور يا بنتى..
إيه منزلتيش من بدرى ليه دى المغرب هتأذن يا حبيبتشى…؟
” فريدة ” وهى تعبث فى خصلاتها بثقة.
– معلش يا تيتة أصل مامى كانت بتكلمنى..
ثم أضافت بنبرة غير مكترثه.
– تحبى أساعدك فى حاجة أو فى حاجة عوزانى أعملها…؟!
” عزيزة ” بتهكم ونبرة ذات مغزى.
– أذنى للمغرب يا حبيبتشى..
فضحك الجميع على تلك المزحه المقصوده من ” الجدة ” مما جعل ” فريدة ” تشعر بالغيظ الشديد والحرج فى آنٍ واحد وأبتسم ” سليم ” بدوره على أثر نبرة جدته وحديثها فهو يعلم أنها لا تقصد إهانتها ولكنها تشعر بالسؤم من تصرفاتها تلك ولذلك استطردت كلمتها بكل عفوية، فحاول مدارت إبتسامته ومن ثم هتف موجهاً حديثه إلى ” ريم ” وهو يعدل من وضعيه الدراجة بين يديه متجاهلاً نظرات ” فريدة ” الحارقة الموجهه له ولهم جميعاً.
– أتفضلى يا ” ريم ” هانم..
العجلة رجعت زيرو أهى..
ثم أستكمل حديثه وهو يوجهه إلى جدته بلطف.
– أنا هنزل عالمائدة يا تيتة عاوزه حاجة…؟
” الجدة ” بحب.
– عايزاك سالم يا نن عين ستك أنت..
وإستمر الفطور بعد ذلك بين ضحكات ومزحات الفتيات مع ” صفية ” تارة ومع ” الجدة ” تارة أخرى تحت نظرات ” فريدة ” المشمئزه مما يحدث حولها ومن تلك ” الصفية ” التى يبدو عليها البساطة فى الحديث والملابس أيضاً..
وبعد الفطور إجتمع الجميع حول الجدة يتناولون القطايف والكنافة ويحتسون الشاى والخروب والتمر هندى فى جو أسرى محبب.
” صفية ” بسعادة.
– أما الأكل كان جميل بشكل يا خالتى تسلم إيدك..
” عزيزة ” بمحبة.
– أن شاء اللّٰه تسلمى يا حبيبت خالتك، بألف صحا وهنا على بدنك..
” صبا ” بحماس.
– أحنا نروح نصلى التراويح سوا النهارده إيه رائيك يا ” أبلة صفية “…؟
” صفية ” بنبرة محبة يملؤها الحنان.
– واللّٰه يا ” صبا ” أنا نفسى أوى أصلى التراويح فى الجامع بقالى كتير أوى منزلتش الجامع وبكسل عشان مش بلاقى حد ينزل معايا..
” زينب ” بحماس.
– خلاص أحنا فيها يا ” أبلة صفية ” أحنا نأكل القطايف وننزل عالجامع جرى..
” صفية ” وهى ترتشف بشفتيها الشاى.
– خلاص نشرب الشاى وننزل..
ثم تابعت وهى توجه حديثها إلى ” فرحه ” وهى تعطى لها علبة من القطيفة ذو اللون الأحمر مردده بحب.
– أمسكى يا ” فرحه ” دى هدية المولود يا حبيبتى..
” فرحه ” وهى تأخذ من بين يديها تلك العلبة فاتحه إياها بحب.
– اللّٰه يا أبلة ده جميل أوى بصى يا تيتة الخاتم جميل أزاى…؟! قالتها وهى تعطى لجدتها تلك العلبة لترى الخاتم الذى جلبته ” صفية ” خصيصاً على شرف المولود.
” عزيزة ” وهى تنظر إلى الخاتم بداخل العلبة.
– اللّٰه بس يا أختى مالوش لازمه التكلفة..
ليه كلفتى نفسك كده…؟
” صفية ” بحب وود حقيقى.
– يا خالتى ولا تكلفة ولا حاجة ده مش مقامكم واللّٰه ولا مقام إسم النبى حارسة وصاينه..
” عزيزة ” بنبرة محبة.
– أن شاء اللّٰه تعيشى يا حبيبتشى بس برضو المعيشة بقت غالية ومحدش دلوقتى بيهادى بالدهب يا ” صفية “..
” صفية ” بوداد.
– يا خالتى هو أحنا عندنا كام ” فرحه ” وكام ” زين ” دى الدنيا كلها قليلة عليهم..
” عزيزة ” وهى تربت على كتفها بحنان أمومى خالص.
– أصيلة يا ” صفية ” يا بتى عقبال عوضك أن شاء اللّٰه وبكرا تشوفى خالتك ” عزيزة ” هتعملك إيه..
” صفية ” بنبرة يكسوها الحزن.
– أدعيلى والنبى يا خالتى..
نفسى..
نفسى أوى..
” عزيزة ” بحكمة.
– قريب..
قريب أوى وبكرا تقولى خالتى ” عزيزة ” قالت…؟
أوعى يا بت يا هبلة تفكرى أن ربك بعد كل ده مش هيطعمك ويراضيكى تبقى هبلة لو فكرتى كده..
ده كفاية مـُـرعيتك لعمك ” الحاج عسران ” ومراضيتك له دى لوحدها عند ربنا كبيرة..
يا بتى أرمى حاملك على ربنا وثقى فيه واللى معاه ربنا عمره ما ينضام أبداً..
” صفية ” بثقة فى ربها.
– ونعم باللّٰه الواحد الرزاق..
” فريدة ” بتهكم.
– معتقدش أنه هينفعلك خلفة فى العمر ده..
دى لسه تيتة قايله ليا من كام يوم أن الخلفة فى التلاتينات بتكون متعبة أوى وحضرتك شكلك كبير مش صغير فمعتقدش أنه هينفع تخلفى فى حالتك دى..
فشعر الجميع وكأن وعاء من الماء البارد قد سكب سكباً أعلى رؤسهم وتجمعت العبرات بداخل أعين ” صفية ” فهتفت الجدة بحدة.
– تفى من بقك..
إيه الكلام اللى أنتى بتقوليه ده…؟!
يا بنتى ده الكلام بيداق زى الأكل..
” مجيدة ” بغضب من حديث زوجه أبنها المحرج والمخجل للغاية.
– أخس عليكى يا ” فريدة ” دى كلام يتقال يا بنتى…؟
بقا ينفع نقول الكلام ده وأحنا معانا رب إسمه رب المعجزات..
وهو أنتى مش مؤمنة يا بنتى ولا سمعتيش عن قصة سيدنا ” زكريا ” ومراته ولا حتى ستنا ” سارة ” مرات سيدنا ” إبراهيم “..
” دنانير ” برزانة على عكس طبيعتها.
وبعدين ” صفية ” مهياش كبيرة للدرجة دى يا ” فريدة “..
” صفية ” لسه فى نص التلاتينات يعنى لسه العمر قدامها طويل واللى محصلش النهارده يحصل بكرا وياما ناس فى سنها وأكبر منها خلفوا وأكبر مثال قدامك هو أنا أهو داخله عالخمسين وهجيب العيل السادس يعنى مفيش مستحيل قصاد حكمة ربنا ومشيئته..
” عزيزة ” بنبرة متهكمه بها بعض من السخرية.
– ما تتشطرى أنتى يا حبيبتشى وتجبيلنا حتة عيل بدل ما تدخلى فى التلاتينات وتبقى عاملة زى اللى واقفه عالسلم ولا اللى تحت شافها ولا الفوق نضرها..
” فريدة ” بغيظ شديد.
– وهو أنا قولت إيه عشان تنصبه ليا محاكمه زى كده هو مش ده كان كلام حضرتك معايا يا تيتة من كام يوم ولا أنا غلطانة..
وبعدين موضوع الخلفة ده موضوع خاص بينى وبين جوزى مش مسموح لحد أنه يتكلم فيه ولا حتى حضرتك يا تيتة لأن ده موضوع بين الراجل ومراته خصوصيات يعنى..
وهنا جائها صوت ” سليم ” الذى جعل أوصالها ترتعد بقوة ومن شدة خوفها وقساوة نبرته، فهو قد جاء ليجلب بساط الصلاة الخاصة به حتى يُلحق صلاة التراويح بالمسجد وأستمع إلى حديثها منذ البداية وإهانتها لـِـ ” صفية ” بداخل منزلهم الذى يعرف عنه الكرم منذ قديم الأزل.
– فرررررريدة..
على فوووووق..
يلااااااااا..
” فريدة ” بذعر من هيئته وحرج شديد من موقفها هذا.
– أناااا..
” سليم ” بحدة ونبرة لا تقبل النقاش.
– قولت على فووووق..
يلااااااا..
فركضت ” فريدة ” بحرج شديد إلى حيث شقتها ومن ثم تابع ” سليم ” بحرج شديد إلى ” صفية ” التى لاتزال عبراتها متجمعه تشكل حاجز زجاجى فى أعيونها.
– أنا أسف أوى يا ست ” صفية ” على اللى مراتى قالته هى مش بتدرك كلامها غير بعد الموقف ما ينتهى أنا أسف حقيقى نيابةٍ عنها وعن الموقف اللى حصل..
” صفية ” بإبتسامة مهزوزة.
– ولا يهمك يا بشمهندس محصلش حاجة..
ثم تابعت وهى تغير مجرى الحديث موجهه إياه إلى الفتيات جميعاً.
– يلاااا بيناااا يا بناااات عشان نلحق التراويح..
وبالفعل قامت الفتيات بالتجهز وذهبوا بعد ذلك إلى حيث ” مسجد البنفسج ” فى المصلى الخاص بالنساء ليؤدوا صلاة العشاء والتراويح مستمتعون بأجواء رمضان التى إشتاقوا إليها كثيراً وكثيراً..
وبالأعلى حيث الطابق الخاص بـِـ ” سليم ” حيث يدلف إلى داخل شقته مردداً بحدة بعدما دخل إلى غرفة نومه حيث تجلس زوجته.
– أهلاً..
أهلاً بالهانم اللى بترمى كلام زى الطوب من غير ما تراعى مشاعر الناس..
إيه مقدرتيش أنها ست زيك زيها وأنك ممكن تتحطى فى نفس موقفها ده ساعتها هتسمحى لحد يقولك نص كلمة من اللى أنتى قولتيهم دول..
نسيتى أنتى أضايقتى قد إيه لما تيتة فتحتك بكل عفوية منها فى موضوع الخلفة..
نسيتى أنتى حسيتى بإيه كست..
أنا يوم عن يوم بتصدم فيكى يا ” فريدة “..
فين مراتى البنت اللى قابلتها من سنتين وحبيتها من كل قلبى..
فين البنت اللى كانت بتحب وتقدر وتحترم اللى حواليها..
ثم أضاف بغضب أكبر.
– أحنا بيتنا ده عمر ما حد دخله وإتهان فيه..
بيتنا ده ياااماااا شهد على المحبة والتصافى وعمره فيوم ما أتسبب فى جرح حد أو إهانته بقصد أو بدون قصد حتى..
أنتى النهارده صدمتينى فيكى صدمة عمرى يا ” فريدة “..
حقيقى يا خساااارة..
يا خسارة وألف خساااارة..
” فريدة ” ببكاء وخجل من فعلتها تلك.
– صدقنى يا ” سليم ” أنا مش عارفة أنا عملت كده أزاى…؟!
بس اللى أنا واثقة منه أن جدتك حاولت تقلل منى وتجرح كبريايى وكرامتى وأنت معملتش حاجة وأنا اللى كنت نزله عشان أراضيك ومخليش الزعل يكبر بينااا..
بس جدتك أحرجتنى وضحكت كل الموجودين عليا وأنت متكلمتش ولا دافعت عنى بنص كلمة واحدة لدرجة أنى بقيت قاعدة بغلى ومحستش بنفسى بقول إيه ولا بعمل إيه..
إيه كنت عايزنى أتفرج على كرامتى اللى بتتبعتر وأقف أتفرج..
” سليم ” بسخرية.
– لا تقومى تجرحى ناس ملهاش أى ذنب ولا دخل فى الموضوع أصلاً، وتهينى بنى آدمه جوه بيتنا اللى معروف عنه الكرم والضيافة والمجدعة..
أنتى كسفتينى قدام نفسى لأنى رهنت عليكى يا ” فريدة ” وراهنت على علاقتنا قدامهم كلهم..
وكسفتينى قدام أهلى وأهل حتتى اللى شايفينى دلوقتى مش راجل ولا عارف أسيطر على تصرفات مراتى..
” فريدة ” ببكاء.
– صدقنى يا ” سليم ” مكانش قصدى واللّٰه..
مش عارفة الكلام ده طلع منى أزاى…؟
أرجوك متزعلش منى بليز…!
” سليم ” بهدوء.
– لو عيزانى مزعلش فعلاً وترجعى تانى ” فريدة ” البنت اللى حبتها وسبت الدنيا كلها عاشنها لازم تنزلى وتعتذرى للست ” صفية “..
أنتى عارفة يعنى إيه حد يتهان فى بيتنا…؟
عارفة يعنى إيه تهينى حد فوجود جدتى وكبار البيت ويتضطروا يصلحوا من وراكى وتحطيهم فى موقف زى ده..
” فريدة ” برفض تام.
– أنا إستحالة هقبل بكده يا ” سليم “..
إستحالة كرامتى تسحملى أنى أعتذر للى إسمها ” صفية ” دى، إستحالة أعتذر لحد أصلاً..
” سليم ” بغضب ولهجة حازمة.
– وأنا إستحالة أقبل على رجولتى أنها تتبعتر على أيد الست الوحيدة اللى شاركت أمى وستى قلبى..
صدقينى يا ” فريدة ” متختبريش صبرى لأن صبرى لو نفذ مش هعرف حتى أبص فى وشك…! قالها ومن ثم رمقها بنظرات ثاقبة، حارقة ومن ثم تابع بغضب مكتوم.
– أنا رايح أصلى يمكن لما أقف بين أيدين ربنا أهدى شوية من ناحيتك وياريت لو تروحى تتوضى وتصلى أنتى كمان يمكن السواد اللى جواكى يقل شوية وتقدرى تعملى ولو حاجة واحدة صح من ساعة ما رجعنا هنا…! قالها ومن ثم رحل إلى الخارج ذاهباً إلى المسجد حتى يؤدى صلاته تاركاً إياها تبكى بحرقه على حديثه القاسى معها ولأول مرة منذ أن تعرفت عليه ووقعت بعشقه، تبكى بكاء لم تُـبـكـيـه بحياتها قط، ومن ثم مسحت عبراتها ورددت بصلابة.
– أوعى تضعفى يا ” فريدة ” أنتى ولا مرة كنتى ضعيفة..
أوعى تقبلى أن كرامتك تتهان ولو على رقبتك..
أنا ” فريدة نصار ” وهفضل طول عمرى ” فريدة نصار ” اللى رأسها فوق..
ثم مسحت عبراتها بقوة وإتجهت إلى المرحاض لتغتسل حتى تـُـهـدء من حالتها وتساعد نفسها ولو قليلاً على الإسترخاء والإنفصال عن هراء اليوم بأكمله..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
الرواية كاملة اضغط على : (رواية حي البنفسج)