رواية حياتي الجديدة الفصل الثامن 8 بقلم ميرال مراد
رواية حياتي الجديدة الجزء الثامن
رواية حياتي الجديدة البارت الثامن
رواية حياتي الجديدة الحلقة الثامنة
” أنا ممكن عادي جدا اقرب منك غصب عنك… بس حظك إني مش كده… مش بحب ازعلك مني… بس في نفس الوقت مش هوافق بشرطك ده….
‘ يعني هتعمل ايه ؟
قرب مني و بصلي في عيوني بعصبية
” يعني خلافاتنا هتفضل موجودة و مش هتخلص… أما حوار إنك تشرطي عليا إني لازم اصالحهم عشان يا princess سيلين تسمحيلي أني اقربلك و اخد حقي الشرعي منك… ف ستين ألف دا*هية يا سيلين !!
اخد سيف الجاكت بتاعه و طلع بره !
بعد شهر………
‘ يعني متعرفش حاجة عنه أو هو فين دلوقتي ؟
* دورت عليه في كل مكان بنروحه سوا و كل مكان بيروحه لوحده… مش موجود برضو…
‘ هيكون راح فين بس !
* مش عارف والله…
‘ طب أبلغ البوليس ليكون حصلتله حاجة وحشة لقدر الله !
* لا متبلغيش… هو كويس اكيد… برن عليه مش بيرد و ساعات بيكنسل عليا… يعني هو كويس طالما تليفونه متقفلش لحد دلوقتي… بس مش عارف هو فين… أول مرة يختفي بالشكل ده… أي نعم هو لما يزعل بيختفي حوالي 3 أو 4 أيام بالكتير أوي… بس ده مختفي بقاله شهر كامل و محدش فينا يعرف طريقه… هو ايه اللي حصل خلاه يختفي بالشكل ده ؟
‘ عشان قولتله لازم يصالح أهله…
* يوووه يا سيلين… سيف مش بيحب حد يتدخل في حوار أهله ده…
‘ يعني هيفضل مقاطع أهله كل المدة دي ؟
* هقولك على حاجة… أنا صاحب سيف و نعرف بعض من أيام اعدادي… لما عرفت حوار أهله ده… اتعاطفت معاهم زيك كده و حاولت اقنعه يصالحهم… تعرفي سيف عمل ايه معايا ؟
‘ عمل ايه ؟
* فضل مقاطعني 3 شهور كاملين… مكنش بيكلمني كلمة وحدة حتى… كان لما يشوفني في الشارع بالصدفة… كان بيلف و يمشي من الشارع التاني… و رجعنا اتصالحنا أنا و هو بطلوع الروح حرفيا… و قالي لو عايزنا نرجع صحاب زي الأول… يبقى توعدني إنك مش هتجيب سيرة أهلي تاني ولا هتحاول تقنعني إني اصالحهم… و عشان انا بحب سيف وعدته و من ساعتها محاولتش اتدخل في الحوار ده ولا اجيب سيرتهم قدامه حتى… الكلام ده من 6 سنين… اللي عايز اوصلهولك يا سيلين… لو عايزة سيف ميبعدش عنك… يبقى تنسي حوار أهله ده زي ما هو ناسيهم…
‘ يعني هيفضل منشف دماغه و مقاطعهم ؟
* سيف دماغه ناشفة كده… هنعمل ايه يعني… سبيه براحته احسن… لو هو كان عايز يصالحهم… كان صالحهم من زمان أوي… مش هيستني حد يقوله صالحهم… بس هو مش عايز… هنعمل ايه يعني…
‘ تمام… لو عرفت حاجة عنه… اتصل عليا
* حاضر يا سيلين
قفلت التليفون… روحت نمت على السرير… كنت زعلانة أوي… سيف عنده استعداد تام يسيبني لوحدي كل الوقت ده عشان قولتله يصالحهم… أنا مش عيزاه يكمل بقية عمره و هو ناقص حنان كده… كلنا بنغلط و المهم انهم عرفوا غلطهم… مفروض يبدأ معاهم من جديد حتى… بس ده منشف دماغه زي الحجر بالظبط… دموعي نزلت من عيوني… وحشني اوي… طب ليه الغيبة دي عني… حتى متصلش عليا مرة وحدة أو بيرد على مكالماتي… تقريبا عملي بلوك اصلا… لان لما بتصل عليه بيديني مشغول في الحال… و صاحبه قالي إن تليفونه بيرن عادي و بيكنسل عليه كمان… ده معناه انه عملي بلوك فعلا !!
حاولت أنام… كنت بتقلب على السرير و مش عارفة أنام… بنام بصعوبة من أول ما مشي… كنت بحب أوي بيته ده و بعرف انام بسهولة هنا… بس أول ما مشي… البيت اتحول كأنه مقب*رة… و مفهوش روح !! فضلت اعيط و اتكلم مع نفسي لغاية ما عيوني قفلت لوحدها…
فجأة صحيت على صوت الباب و هو بيتقفل… قومت من على السرير… لسه هخرج لقيت سيف دخل الأوضة !! فرحت اوي و مكنتش مصدقة أنه اخيرا جه… أول ما دخل مبصليش حتى و فتح الدولاب اخد منه هدوم… و خرج بره الأوضة… روحت وراه و وقفته
‘ سييف !
مسكت ايده و كنت بصاله بإشتياق و الدموع جوه عيوني…
‘ وحشتني !!
بَص على ايدي اللي ماسكة ايده و بعد كده بص بعيد و قالي
” عايزة ايه ؟
‘ بقولك وحشتني !!
سحب ايده من ايدي و قال
” و المفروض اعمل ايه ؟
‘ سيف أنا….
دخل الحمام و قفل الباب… اتفاجئت من تصرفه… و اتفاجئت من اللامبلاه اللي فيه و هو بيكلمني… كأنه مش حاسس إن بقاله شهر بره البيت و بعيد عني… سمعت صوت الدُش اشتغل… عرفت أنه بيستحمى… رجعت في الأوضة قعدت مستنياه يخرج…
خرج و كان بينشف شعره بالفوطة… لما خلص حط الفوطة مكانها
‘ سيف… متبقاش ساكت كده… قول أي حاجة…
” اقول ايه ؟
‘ تمام أنا غلطت و مش هجيب سيرتهم تاني…
” اها و بعدين ؟
‘ بعدين ايه يا سيف ؟
” سيلين… متتخيليش إني هعدي حركة ليلة فرحنا دي بالساهل و اقولك خلاص حصل خير و اخدك في حضني…
‘ يعني ايه ؟
” انتي فرضتي عليا شرط هو إني لازم اصالحهم عشان اعيش حياتي الطبيعية معاكي… أنا موافقتش على شرطك ده… يبقى مستنية مني ايه بالظبط ؟
‘ سيف خلاص و انسى كل ده…
ضحك و قال
” مشكلتي إني مش بنسى… والله لو بنسى كنت هبقى في حتة تانية خااالص…
قرب مني و قال وهو باصص في عيوني
” تعرفي… لو كنتي شرطتي عليا اي حاجة تانية… كنت هوافق فورا… بس طالما بتدخليهم في حياتي بالعافية… يبقى تنسي نهائيا ارجع سيف اللي انتي تعرفيه… سيلين… أنا طلبت قبل ما نتجوز تنسيهم زي ما أنا ناسيهم… و انتي عملتي ايه ؟ جيتي بكل بجا*حة و قولتي مش هسمحلك تل*مسني غير لما تصالحهم… مفروض اخاف يعني ؟
‘ سيف ارجوك خلاص اقفل على الموضوع ده…
” مش هقفل يا سيلين… مش هقفل والله…
‘ هتمشي تاني و تسيبني لوحدي ؟
” تصبحي على خير
اخد مخدة و طلع على الصالة… روحت وراه
‘ كمان مش هتنام على السرير ؟
” قولت اسيبك تنامي براحتك… بعدين يا سيلين أنا مين عشان أنام جمبك أساسا ؟
‘ أنت جوزي…
” على الورق… أنا جوزك على الورق و بس يا سيلين…
‘ و ده معناه ايه ؟
” معناه إنك تخليكي في حالك و ملكيش دعوة… تمام ؟
‘ سيف ايه اللي أنت بتقوله ده… بعدين كنت فين الشهر اللي فات ؟
” ملكيش دعوة بيا قولتلك… شكلك فاضية و عايزة ترغي… بس أنا مش فايق و عايز انام… يلا امشي و اقفلي نور الصالة في طريقك…
نام على الكنبة عادي… كنت هتجنن… سيف اتغير… مبقاش سيف اللي اعرفه… كلامه زعلني بشكل كبير… قفلت نور الصالة و روحت على الأوضة و نمت
تاني يوم………..
صحيت قبل سيف… عرفت إني هرجع سيف اللي اعرفه غير بطريقتي… قررت إني ابقا باردة زيه… و اي كلام هيقوله هستحمله لغاية ما تلين دماغه… غسلت وشي و فتحت الدولاب… لبست أكتر بيجامة بيحبها سيف… و فردت شعري… روحت عنده على الصالة… قعدت جمبه على الكنبة… قربت منه و بدأت ألمس على شعره بحنية… فجأة اتحرك… فتح نص عينه لقيني جمبه… اتعدل و قال
” فيه ايه ؟
‘ مفيش حاجة… هي حاجة غلط ألمس على شعر جوزي ؟
نام تاني و غطى وشه بالبطانية و قال
” روحي نامي يا سيلين…
‘ انام ايه… الساعة داخلة على 11 الصبح…
” يا ستي أنا عايز انام…
شديت البطانية من عليه و قولت
‘ لا مش هسيبك تنام… بطل كسل و قوم
” اقوم اعمل ايه يعني ؟
‘ نفطر سوا…
” مش عايز… سيبي البطانية و سبيني في حالي…
‘ يوووه يا سيف متبقاش بارد…
” ايوة أنا بارد… سيبي البطانية يلااا
‘ لا….
” قولتلك سيبي البطانية و امشي…
شدها مني جامد لغاية ما اخدها و رجع اتغطى و نام !!
‘ اوووف أنا زهقت بجد يا سيف… يعني تختفي شهر كامل كل ده قاعد بعيد عني… حتى لما رجعت برضو قاعد بعيد عني… طب قول عايز ايه و اعملهولك ؟
” عايزك تسكتي و تسبيني في حالي… أنا مصدع و عايز انام…
‘ كل ده بسبب إني قولتلك صالح أهلك ؟ أنا عندي حق في كده على فكرة… لأني بحبك… و طالما بحبك يبقى مش هوافق إن جزء من قلبك يكون مك*سور بسببهم… عشان كده طلبت منك تصالحهم… معملتش حاجة غلط ل كل ده يعني…
قام و قال بعصبية
” سيلين انتي عارفة كويس إني بكر*هم… ف مستحيل اسامحهم… و متتعبيش نفسك للدرجة دي… لأني مستحيل اسامحهم…
‘ يعني أنت اختفيت شهر كامل بسبب كده… بعدت عني من أول ليلة لينا مع بعض و…..
قطع كلامي و زعق
” أنا كنت معاكي زي الفُل في ليلتها… انتي اللي خلتيني اعمل كده… عيزاني لما تقولي كده اعمل ايه يعني ؟ انتي بتلوي ايدي على كده ؟ ولا يفرق معايا يا سيلين… تعرفي ليه ؟ لأني مش ماشي بكاس البير*ة ليل نهار في الكبا*ريه… و همو*ت عليكي يعني…
دموعي نزلوا و قولت
‘ أنت سبتني… عارف يعني ايه سبتني و مكنتش عارفة طريقك… و كل دقيقة اتصل على صاحبك عشان اسأله عليك و على مكانك… كأني وحدة غريبة مش مراتك… لو أنا غلطت… يبقى أنت غلطت أكتر مني لما سبتني… لو أنا مكانك مكنتش هسيبك أبدا… 30 ليلة نمتهم و أنت بعيد عني… و مكنتش عارفة اوصلك… كنت عيزاك تحضني و ملقتكش جمبي… كل ده ليه… كل ده عشان عيزاك تبقى كويس بدل الصراع اللي أنت عايش بيه ده !
” أنا مش اشتكيتلك يا سيلين… و لا جيت اعيط عشان تصالحيني عليهم… بعدين أنا مش عايش في صراع… هو اللي بيصارعوا في حاجة مستحيلة…
قرب مني و قال و هو باصص في عيوني
” أنا سيبتك ال 30 ليلة دول عشان تحسي بس بربع اللي أنا حسيته… أنا نمت لوحدي 22 سنة… عارفة يعني العدد ده ؟ عدي بنفسك كام ليلة على مدار السنين دي… كنت بحتاج حد جمبي منهم يطبطب عليا بس… يبقى حنين عليا… بس ملقتش حد منهم… يبقى ليه اصالحهم اصلا ؟ هم بعدوا عني بمزاجهم… و أنا مقاطعهم بمزاجي… و بعد الشرط اللي شرطيه عليا ده و اتدخلتي برضو… حبيت اوريكي حبة صغيرين من احساس الوحدة اللي أنا عيشت فيه طول عمري… ف سيبتك لوحدك شوية… و حطيتك في نفس الموقف اللي أنا اتحطيت فيه زمان… هااا قوليلي… كان ايه احساسك بعد كل وعد وعدته ليكي و بعدها سيبتك في أول ليلة ؟ احساس وحش صح ؟… اتكلمي يا سيلين… مالك ساكتة ليه ؟
مش عارفة اتكلم… سيف بيطلع كل الوحش اللي جواه فيا أنا… عمري ما تخيلت أنه يعمل كده فيا… دموعي بينزلوا زي الشلال قدامه و مش عارفة انطق بحرف واحد… سيف بصلي و شافني و أنا بعيط… فضل باصصلي شوية لغاية ما دموعه ظهرت في عيونه…
” قولتلك قبل كده متفتحيش معايا موضوعهم ده… انتي برضو نشفتي دماغك و عملتي عكس اللي قولته… سيلين… مفيش حاجة هتجمعني بأهلي غير لما ند*فن سوا في مقا*بر العيلة… غير كده لا… ف متحاوليش لانك انتي اللي هتتعبي في الآخر… ( مسح دموعي بإيده… و دموعه نزلت من عيونه و قال وهو بعيط ) المجرو*ح من أهله لا يُشفى يا سيلين… ياريت تفهميني…
لسه هيمشي روحت مسكت ايده و قولت
‘ سيف لا متمشيش…
” عايز ابقا لوحدي شوية…
دخل البلكونة و قفل الباب عليه… كنت هدخل وراه… بس اتراجعت… قولت يمكن عايز يبقى لوحده و مش عايزني… لأنه لو كان محتاجني كان قال بلسانه…
عدت أيام كتير… كنا بنتكلم مع بعض كلام يتعد على الصوابع… مش عارف هو ليه مختصرني كده… أو يمكن مش عايز يفتح مجال للكلام عشان مفتحش معاه نفس الموضوع… زي ما قال مصطفى… قالي لو مش عايزة سيف يبعد عنك انسي أهله زي ما هو ناسيهم… و سيف عنده حق… لو كان عايزهم في حياته مكنش هيعمل كل ده… مش هيستنى لغاية ما اقوله أنا يعني… فيه حواجز بقت ما بينا كتير… كأننا اغراب في بيت واحد… سيف مهم جدا بالنسبالي و مش هبعد عنه مهما عمل… و قررت إني مدخلش تاني زي ما طلب مني… ابوه و امه مهما يرنوا عليا مش برد… أنا مش عايزة اخسر سيف لأي سبب…
عدت الإجازة و رجعت الدراسة… سيف رجع يروح الجامعة… كنت بحاول على اد ما اقدر اعوض سيف حتى لو بشوية صغيرين من الحنية اللي اتحرم منها… ماما الله يرحمها كان بتعمل شوية حاجات بتخليني احبها أكتر و أكتر… فأنا بدأت كده مع سيف… يمكن الجر*ح اللي قي قلبه يبرد شوية… كنت بعمله لانش بوكس فيه كل انواع السندويتشات اللي بيحبها… في الأول كان بيرفض ياخده… بس ألحيت عليه و مرة على مرة بقا ياخده معاه… كنت ببعتله على الواتس رسايل بطمن فيها عليه دايما وهو بره… و كنت بخليه يحكيلي يومه بالتفصيل الممل و اسمعه للأخر و اتحاور معاه… كنت بخلص شغلي في الشركة و اعدي على الجامعة استناه يخلص محاضراته عشان نروح سوا… مكنتش بستناه من بره… كنت بدخل القاعة و اقعد على آخر بنش وراء… و احط ايدي على خدي و اقعد اتفرج عليه وهو بيشرح… و افتكر أيام ما كنت طالبة عنده… أو افتكر أول مرة شوفته في الجامعة !!
* سيلين… مامتك عاملة ايه على الغدا ؟
‘ مش عارفة… بس تقريبا فراخ لان سمعتها بتفاصل مع الراجل بتاع الفراخ…
* خلاص هاجي اتغدى عندكم..
‘ تعالي… تنوري طبعا…
* صح نسيت اقولك…
‘ على ايه ؟
* دكتور ماجد تعب و بطل تدريس و ساب الجامعة…
‘ ألف سلامة عليه… بس احسن برضو ده كان هيشلني بإمتحانته… تحسيه مش عايزنا ننجح… ربنا يشفيه… على كده محاضرات يوم الأحد و الاتنين و الأربع بقت فاضية !! كويس خلاص أنا هروح أنام و…..
* استوووب عندك يا بنتي… قبل ما تسرحي بخيالك و تفكري في تحقيق احلامك… أحب اقولك أنه جاي دكتور مكانه…
‘ يوووه… يا هدير كنتي سبتيني افرح شوية… لحظة بس… أكيد الدكتور ده جاي من الأسبوع الجاي… يعني محاضرة الأربع بتاعت النهاردة فاضية… كويس أنا هلم كُتبي و هرو…
* استني بس… الدكتور الجديد جاي النهاردة 😂🤷🏼♀️
‘ يا بت انتي والله انتي نكدية… بس سبيني افرح شوية…
* أنا مالي يا سيلين… هو اللي جاي النهاردة…
‘ اوووف… يعني مش هعرف اهرب من اي محاضرة النهاردة ؟
* لا…
‘ غوري انتي و اخبارك دي… يلا يا ختي ندخل نكمل يومنا الحلو ده…
* يلا بينا
دخلنا القاعة… فرشت الكتب و الاقلام بتاعتي… بس ملقتش الكشكول اللي بكتب في المحاضرات
* بتدوري على ايه يا سيلين ؟
‘ الكشكول السلك اللي بكتب فيه مش موجود
* نستيه في البيت ؟
‘ لا طبعا… جبته معايا و كتبت فيه محاضرة الصبح… اكيد نسيته بره عند الشجرة اللي بنقعد تحتها دايما…
* طب تعالي نجيبه سوا…
‘ لا… أنا هروح اجيبه بسرعة… اقعدي انتي خلي بالك على الشنطة و التليفون… و لو جه الدكتور الجديد قوليله إن انا في الحمام…
* ماشي… متتأخريش…
جريت بره… خرجت على جنينة الجامعة… روحت عن الشجرة اللي بنقعد تحتها… ملقتش الكشكول بتاعي !!
‘ طب راح فين الكشكول !!
‘ ياربي… حرام… ده أنا كاتبة فيه محاضرات الترم كلها… و الروسومات اللي جواه… لا مش معقول… لازم الاقيه… مش هلحق منا للامتحانات اكتب كل ده تاني !!
” بتدوري على ده ؟؟
سمعت صوته ورايا… إلتفتله… لقيت كشكولي في ايده… فرحت أوي… كان شاب كده و قمر و لابس سويت شيرت اسود على بنطلون اسود و بوت رجالي اسود و حاطط برفان خلاني ادوخ من جمل ريحته… عليه ابتسامة لطيفة أوي… قرب مني و قال
” سيلين مؤمن محمد… اسمك ده صح ؟
‘ اه اسمي…
” آله القمر عند اليونان ؟
‘ اللي هو على ايه ؟
” ده معنى اسمك…
‘ أول مرة اعرف معناه…
كان بيقلب جوه الكشكول و بيقول
” لقيت كشكولك هنا جمب الشجرة دي… الصراحة شكل الكشكول من بره و طريقة كتابتك لاسمك على الغلاف… شدتني إن أنا افتحه… في مقوله بتقول… متحكمش على الكتاب من غلافه… قولت لا مش هاخد على الشكل اللي من بره ده… و فتحته… و الصراحة كان لازم احكم على الغلاف من بره… لأني اذهلت حرفيا… انتي منظمة المحاضرات احسن من الدكاترة نفسهم !! و كمان خطك حلو اوي و مرتب…
‘ اشكرك… كنت بدور عليه عشان عيزاه… عليا محاضرة دلوقتي و الدكتور اللي جاي واحد جديد… فأنا مش عايزة اتأخر ليتعصب عليا… خصوصا سمعت انه اصعب من دكتور ماجد بكتير…
” و أنا برضو عرفت أنه عصبي اوي…
‘ طب ممكن الكشكول عشان متأخرش ؟
” اه طبعا اتفضلي…
اخدت منه الكشكول و قولت
‘ اشكرك جدا لانك لقيته
” العفو
مشيت و لقيته ماشي ورايا
‘ أنت رايح القاعة رقم 3 ؟
” اه
‘ ليه ؟
” ما أنا عليا محاضرة برضو…
‘ يبقى أنت جديد معانا ؟!
” اه أنا جديد…
‘ تعالى… نورت
مشينا سوا و كنت مبسوطة… ايه الشاب الذوق أوي ده… يا بركة دعاكي يا ماما… بصي لقيت واحد زي اللي انتي عيزاه بالظبط… ايه القمر ده يا ناس !!
دخلنا القاعة… قعدت جمب صحبتي… فضلت ابص عليه و هو داخل… بس لحظة… ده مقعدش في بنش بتاع الشباب ليه… يلهوي ده قعد على مكتب الدكتور الجديد… لما يجي هيتنفخ… ايه ده… ده مسك قلم السبورة… و لبس النضارة و قال بصوت عالي
” شباب خلاص… اهدوا… اعرفكم بنفسي… أنا الدكتور سيف… الدكتور الجديد اللي هيتابع معاكم المعادة بدل دكتور ماجد…( مسك كشف الحضور و كمل ) قبل ما ابدأ و اعرفكم بنظامي ناخد الحضور
بدأ ينادي الأسماء اللي حاضرين… قولت في سري
‘ ده أنا أمي داعية عليا والله… بقا ده دكتور برضو ؟ مش باين عليه ابدا لسه صغير… و أنا اتكلمت معاه و قعدت اعاكس فيه في سري… يارب ما يكون لاحظ ابتسامتي و احنا داخلين القاعة…
” سيلين مؤمن محمد !!
قومت اتفزعت و قولت و أنا ببلع ريقي
‘ نعم يا دكتور ؟
” مفيش حاجة… باخد الحضور بس… اتفضلي اقعدي…
قعدت و أنا باصة للأرض و مصدومة… أما هو كان بيضحك…
عقلي افتكر اليوم ده بكل تفاصيله… مين كان يتخيل إن أنا و سيف نتجوز… أنا ذات نفسي عمري ما توقعت كده… حلو اوي لما قدر ربنا فجأة و منكش مخططينله…
خلص سيف المحاضرة… شاورلي اجيله بره… روحت وراه و خرجنا من الجامعة… رجعنا البيت على المغرب… حضرت العشاء و اكلنا على العشاء كده… سيف كان قاعد على السفرة ساكت و بياكل من غير نفس
‘ هو الأكل وحش او ناقص حاجة ؟
من غير ما يبصلي قال
” لا… بالعكس حلو و مظبوط
‘ طيب عايز حاجة معينة اجبهالك ؟
” لا مش عايز… اخلص بس الطبق اللي قدامي…
اخد معلقة و بدأ ياكل من الرز… لاحظت أنه بطل أكل و بيقلب المعلقة جوه الطبق و خلاص و سرحان…
‘ سيف… هو احنا هنفضل كده لغاية امتى ؟
فاق من سرحانه و قال
” يعني ايه ؟
‘ يعني هل هنعيش طول عمرنا تحت سقف واحد و احنا سطحيين كده… إنت مش عارف ايه جوايا و أنا مش عارفة ايه جواك… و عيونا بتهرب من بعض دايما… لغاية امتى هنفضل كده ؟
ساب المعلقة و قال
” مش عارف…
‘ سيف… انسى الماضي بتاعك… أنت مش هتبقى كويس من جوه و من بره غير لما تنسى… انسى يا سيف !
ضحك بسخرية و قال
” انسى 22 سنة عشتهم كأني يتيم… انسى إني عيشت وحيد من غير حد و هم عايشين ؟ انسى ازاي ده كله
‘ أنا معاك اهو و مش هسيبك…
” بس هم ساعات بيصعبوا عليكي… ساعات قلبك بيميل ليهم هم… كأنك مش عارفة ان ده بيضايقني…
‘ والله بطلت اكلمهم يا سيف…
” طيب
‘ أنا بتكلم بجد يا سيف…
” و أنا قولتلك طيب يا سيلين…
‘ طب حاول تنسى على الأقل…
” مقدرش انسى حياتي اللي عشتها لوحدي… مقدرش !!
بص بعيد و فضل ساكت… مسكت ايده و قولت
‘ سيف بطل تبص للسلبيات اللي في حياتك… بُص للإيجابيات اللي عملتها من غيرهم… أنت بقيت ناجح و سافرت بره و اتعينت دكتور جامعي… ده أنا لما بمشي معاك في الشارع… كذا حد بيجي يسلم عليك و يقولك أنت كنت استاذي و بسببك حبيت المذاكرة… دي لوحدها كفيلة إنها تنسيت أي حاجة وحشة مريت بيها…
” بس محدش بيحبني…
‘ غلط… غلط يا سيف…فيه ناس كتير بتحبك… زمايلك في الجامعة… مصطفى… و أنا يا سيف… أنا بحبك اوى يا سيف… و لو كله كر*هك فأنا أول وحدة بحبك و هفضل احبك…
سحب ايده من ايدي بهدوء و قال
” كملي أكلك يا سيلين… تصبحي على خير
قام من على السفرة… دخل الحمام… غسل ايده و دخل الأوضة… نفسي اتقفلت و مقدرتش اكمل أكل لوحدي… شيلت الطباق و غسلتهم… روحت الأوضة لقيت سيف نايم على السرير… لما شافني قام و قال
” تعالي نامي…
‘ و أنت هتنام فين ؟
” هنام في الصالة
‘ سيف لا… نام أنت هنا
” و انتي هتنامي فين ؟
‘ انام في الصالة
” لا… تعالي نامي على سريرك…
‘ ده قبل ما يكون سريري هو سريرك… أنت مُرهق شوية… نام أنت النهاردة عليه… مجتش على يوم يعني لو نمته في الصالة…
” متأكدة ؟
‘ اه متأكدة… يلا نام…
نام على السرير… طلعت لحاف و غطيته و اخدت بيجامة من الدولاب و خرجت… دخلت الحمام اخدت دُش و طلعت… رجعت الأوضة اخد مشط اسرح بيه شعري… لقيته نام… فرحت أنه بطل تفكير و راح في النوم… خرجت بره و قعدت اسرح شعري…
كنت بفكر فيه… سيف بيمر بفترة صعبة أوي… حاسس إن الكل ممكن يبعد عنه بدون سبب… و لأنه اتعود يبقى لوحده… مستغرب من حنيتي عليه… من بره يبان إن سيف مفيش اقوى منه و حياته سعيدة… لكن من جوه فيه ك*سر كبير جوه قلبه و لحد الآن مسيطر عليه… كل مرة بيفكر و يقول طب هم سابوني ليه و جايين دلوقتي يعملوا ايه لما كبرت من غيرهم و اتعودت انهم دايما بُعاد عني… ده الكلام اللي على طول سيف بيقولهولي بلسانه… ساعات بسمعه بيهرتل و يقول نفس الكلام ده و هو نايم !!
ربطت شعري بالتوكة… دخلت الأوضة على طراطيف صوابعي احط المشط مكانه… حطيته على الترابيزة… روحت افتح الدولاب اطلع بطانية اتغطى بيها… اخدت البطانية و قفلت الدولاب بالراحة… لسه هخرج… سمعت صوت… ده صوت سيف… ده بيعيط !!
وقفت مكاني متحركتش… اه ده فعلا صوته… طب بيعيط ليه ؟ كان مغمض عيونه و بيعيط بصوت خفيف عشان مسمعهوش… اترددت اقعد معاه ولا لا… قولت ممكن حابب يبقى لوحده… مشيت بس برضو وقفت عند الباب و قولت لنفسي… كل مرة بقول الجملة دي… كل مرة لما يزعل بسيبه يهدى لوحده… طالما أنا بسيبه وقت زعله لوحده… يبقى ايه فايدتي معاه… ايه زاد في حياته لما اتجوزني و أنا كل مرة بقول ده عايز يبقى لوحده يبقى اسيبه لوحده ؟؟
رميت البطانية على الكرسي… قعدت على طرف السرير… نمت جمبه… مكنش حاسس اني جمبه و مديني ضهره… قربت منه و حضنته أوي و قولت بصوت هادي
‘ سيف… أنا بحبك… ارجوك بطل عياط… هعيط أنا كمان !!
مبطلش عياط بالعكس ده عياطه زاد… كأن دموعه دي مسجونة جوه عيونه بقالها سنين… و لما جاب آخره بقت بتنزل دموعه زي الشلال من عيونه… حضنته أكتر و طبطبت عليه… بدأ يهدى شوية… مسك ايدي حطها على قلبه… فضلنا ساكتين مش بنتكلم… إلتفت ليا و وشه بقا في وشي… عيونه احمرت أوي كان باصصلي و ساكت… مسحت دموعه بإيدي… مسك ايدي و با*سها… لمست على شعره برقة… ابتسم شوية… عيونا كانت في عيون بعض… ساكتين خالص… بس عيونا هي اللي بتتكلم… نظراتنا لبعض جواها كلام كتير ملهةش آخر… حط ايده على شفايفي… قرب مني و با*سني بحنية… اندمجت معاه أوي… شدني لصدره و حضني
” بحبك يا سلاسل
ضحكت و قولت
‘ سلاسل ؟!
” اه سلاسل
‘ و ده بمناسبة ايه ؟
” مفيش…مش عارف… عجبني الاسم ده ف هقولهولك
‘ أي حاجة منك جميلة… يكفيني بس إنك تبقى بخير دايما…
” تعرفي… دي أول مرة اعيط فيها و الاقي حد بيشدني لحضنه و بيطبطب عليا… كنت دايما متعود اعيط آخر الليل و مبطلش عياط غير لما انام تلقائيا… أول مرة احس دلوقتي يعني ايه يبقى فيه شخص جمبي و بيخاف على زعلي… أنا بحبك… و آسف لأني بعدت عنك كتير… و بشكرك لوجودك جمبي..
‘ هفضل دايما جمبك… مش هسيبك ابدا يا سيف… و لما تكون زعلان… حضني مفتوحلك في أي وقت… حتى لو مقدرناش نحل المشكلة… تعالى نعيط سوا… المهم تنسى خالص إنك وحيد… أنا معاك ( مسكت ايده و كملت ) و ايدي في ايدك دايما و مش هسيبها…
لمس بإيده على خدي و قال
” و أنا مش هسيبك… و هفضل لازق دايما جمبك… بس ممكن طلب ؟
‘ اها… قول
اتعدل و قال
” في حاجة نفسي حد يعملهالي من زمان اوي… نفسي اجرب الشعور ده لما حد يعملي كده
‘ يعمل ايه ؟
سند رأسه على رجلي و قال
” أنا بحب الحركة دي أوي
ابتسمت و بدأت العب في شعره و هو بقا يرغي… قعدنا طول الليل نتكلم كلام ملهوش آخر… عرفت اد ايه إن سيف متفاعل بس كان محتاج اللي يسمعه… و ختمنا الليلة لما اتفرجنا على فيلم تركي و اكلنا فيشار سوا…
تاني يوم……..
صحيت لقيت نفسي في حضنه… محاوطني بإيديه الاتنين كأنه خايف إني امشي… مرضيتش اتحرك عشان ميصحاش… فضلت افكر في حاجة اعملهاله… اجبله هدية ولا نخرج بره نقضي اليوم مع بعض… سرحت و انا بفكر في كده… مفوقتش غير لما لقيته اتحرك با*سني في خدي و دفن رأسه في رقبتي و كمل نوم…
‘ سيف ؟
” هاا ؟
‘ بقولك… تيجي نخرج مع بعض النهاردة ؟
” فكرة حلوة… ماشي على المغرب كده نخرج نسهر بره…
‘ طب نروح مثلا ؟
حضني أكتر و قال
” دي مفاجأة… مش هقولك دلوقتي…
‘ اممم… كده هتخليني اشيط زي الكبريت عشان اعرف…
” مش هقولك…
‘ أنت بارد
بيشم شعري و يقول
” و انتي قمر… بجد قمر…
‘ بس بتكسف…
ضحك و فضل حاضني… سمعت تليفوني بيرن تحت المخدة… اخدته و لقيت رقم مش متسجل بيرن… بس أنا اعرف صاحب الرقم ده… لسه هكنسل عليه راح سيف خطف التليفون من ايدي و قام… بص على الرقم و قالي
” أنا عارف الرقم ده كويس… تاني يا سيلين ؟؟
‘ والله هم رنوا فجأة… معرفش ليه بجد…
” متعرفيش ليه ؟ اومال بيرنوا يتطمنوا عليكي مثلا ؟
‘ بجد معرفش يا سيف… قولتلك إني مش بكلمهم من فترة…
” واضح أوي… سيلين… قولتلك قبل كده… عايزة تبقي معايا يبقى تنسيهم… مش عايزة تنسيهم يبقى تسبيني… بس شكلك مفهمتش و هم كمان مش فاهمين !!
‘ طب هات التليفون يا سيف…
رمى التليفون على الأرض بعصبية… التليفون اتك*سر جامد… لبس سيف الجاكت و قال
” الحوار ده زاد عن حده… مش هخليكي تبقي في صفهم مهما عملوا… أنا هروح افهمهم بنفسي !!
خرج و لسه هخرج وراه… قفل باب الأوضة… سمعت صوت المفتاح و هو بيقفل عليا من بره… خبطت على الباب و قولت
‘ سيف… افتح الباب !
” مفيش خروج يا سيلين… و مش هسيبهم يغسلوا دماغك بحنيتهم المصطعنة… هروحلهم و اوريهم كويس حدودهم معايا… و مش هسمحلك تتدخلي المرة دي… حتى لو فيها مو*تي !!
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حياتي الجديدة)