رواية حور عيني الفصل السادس والعشرون 26 بقلم آلاء حسن
رواية حور عيني البارت السادس والعشرون
رواية حور عيني الجزء السادس والعشرون
رواية حور عيني الحلقة السادسة والعشرون
أتحدّى.. من إلى عينيكِ يا سيدتي قد سبقوني يحملونَ الشمسَ في راحاتهم وعقود الياسمين أتحدّى كلَّ من عاشرتهم من مجانين، ومفقودين في بحر الحنين أن يحبوكِ بأسلوبي ، وطيشي ، وجنوني أتحدّى.. كتب العشقِ ومخطوطاته منذ آلاف القرون أن تري فيها كتاباً واحداً فيهِ ، يا سيّدتي ، ما ذكروني أتحداكِ أنا.. أن تجدي وطناً مثل فمي وسريراً دافئاً مثل عيوني أتحداهم جميعاً أن يخطوا لكِ مكتوب هوى كمكاتيبِ غرامي أو يجيؤوكِ على كثرتهم بحروفٍ كحروفي وكلام كلامي.
مرت الشهور …شهور عديده تركت حور دراستها والتحقت بكليه الفنون الجميله
راغبه …بل وكانت تحصل علي درجات عليا في الجامعه حتي ان اساتذها يمدحون عملها ورقه اداءه الذي يصل الي القلوب وكم كان صالح معتزا” و داعما” لها , مازن ادرك حب عليا له , ادرك محاولتها ليطيب قلبه ,ادرك انها بجواره بخير.
رغم عنه بدأ يميل لرقه قلبها وان كان مازال باكرا” فهو يعلم ان سوف يبقي معاها .
اما هو ….حمزه اثبت مقوله “فاقد الشئ يعطيه ببذخ ” لانه كان شخص يعلم احساس الفقدان , حرم من حب ولذلك كان سند لكل من حوله ,كان يعطي الحب بدون مقابل , كان يعيش فقط لاجل الحب, حتي هي ارادها ان تعيش مع والدها لانه حرم من والده ,اشتد به المرض … من جلد ذاته واحساسه بالذنب , اشتد به المرض…خوفا” من ان يبقي وحيدا” ,اشتد به المرض ….بحبه لانسانه تركته بعد ان قدم لها الكثير , اشتد به المرض ….من عذاب الضمير , اشتد به المرض….
يجلس علي فراش في احدي العيادات المتخصصه وكان بجواره حازم وخاله علي
يخفف عنه ….لقد ساءت حالته وبشده ….ورغم ألمه كان يري ارهاق خاله ولذلك راعي كبر سنه وهمس لهم متألم : حازم .
اقترب منه مسرعا” وامسك يده : سمعك ي حمزه .
-بلل شفتيه واردف : انا كويس , خد خالي وخليه يرتاح .
-اجابه نافيا” :ازاي اسيبك بس …..
شدد علي يده : بلاش تتعبني ,امشي خالي تعبان .ونام مكانه من التعب .
نظر حازم الي والده انه بالفعل مرهق : طيب انا هوصله وهرجع تاني مش هسيبك
ابتسم له حمزه : عارف ,صحيه يله .
اغمض عيونه بألم ….نهض خاله ممسكا” بيد حازم نظر له واقترب منه ليقبل جبينه فتح حمزه عيونه ليبتسم له : سامحني ي حمزه.
امسك يده وشدد عليها ونظر له بعيون باكيه : انت دايما كنت ابني , و بحبك من يوم ما شالتك علي ايدي .
-تحدث معه بألم : وانا كمان بحبك …روح مع حازم انت تعبان .
اومأ له ليذهب مع حازم …وقبل خروج حازم من باب الغرفه ارداف : انا هرجع ي حمزه .
ودعه حمزه بعيونه المتألمه والتفت الي الجهه الاخري لينظر الي النافذه وهو يتألم وبشده ……
في قصر عائله الصاوي كان الجميع مجتمع في بهو االقصر …حتي رأوا ايوب يدخل عليهم مسرعا” ناده والده ليقف ويقترب منهم : نعم ي بابا .
-ايمن : انت ي بني فاينك ومالك بتجري ليه .
-ايوب :……كنت مع حمزه , هو تعبان اوي ي بابا حالته فعلا” صعبه .
نهضت من مكانها واقتربت منه سريعا” امسكت يد ايوب و هي مصدومه : حمزه
….حمزه تعبان ازاي .
-صاح بها ايوب : ايوه تعبان ارتاحتي هيموت , ابعدي بقا انا لازم اروحه تاني .
ترك يدها وذهب الي اعلي وخلفه والده , اما هي ….وقفت مصدومه تحرك رأسها نافيه …وتردد اسمه , اقتربت منها عليا : حور انتي كويسه .
-اخذت تبكي : حمزه تعبان وهيموت ….هسيبني .
انهت كلامها وصرخت امسكها صالح من يدها : بابا سبني انا عايزه اروح لحمزه
-صالح :لا مش هينفع ,اهدي وتعالي معايا .
عليا اردافت وهي تبكي عليها : خليها تروح ي عمي ,حور انت بتحبيه .
صرخت بهم : لا مش بحبه ي عليا ,انا بعشقه .
-صالح امسكها رغم عنها وبدأ يسير ليصعد بها الي الاعلي ….صعد بها درجات السلم مرغمه ….وعليا تبكي عليها وماجد يخبر عمه ان يرأف بها ….
نظر مازن الي والده الصامت …..و عزم ان لا يكون مثله ,تخطي درجات السلم سريعا” وامسك يده عمه وجعل حور خلفه ونظر له : انا اسف ي عمي .
نزل معاها درجات السلم سريعا” وهو يمسك بها جيدا” ….منع ماجد عمه من القدوم خلفهم …..ظل ممسك بيدها حتي جعلها تصعد سيارته اغلق الباب
وذهب سريعا” ليقود سيارته …كانت تبكي وتصرخ طوال الطريق لانها ظنت انه يبعدها عنه حتي صرخ بها : اسكتي بقا ..انا هوصلك لحمزه .
التقط هاتفه واجري اتصال علم مكانه ….
توقفت سيارته امام المشفي ليترجلا منها …بدأت تركض وهو خلفه …امسكها خوفا” عليها …كانت تسير وتبحث بعيونها عنه …واثناء ذلك توقفت حين اخبرها
مازن : اهو ..حمزه هنا ….
كان باب غرقته مفتوح وكان يجلس وحيدا” علي الفراش مغمض عيونه وبجواره اجهزه طبيه , تطلعت الي مازن ليشير لها بدخول : اخوكي دايما جنبك .
مَرِضَ الحبيبُ فَهَالَنِي ألمُ البعادِ
وفَوْقَه شغفٌ تناثرَ في دمي
قد كان بُعدكِ عنْ عيوني قاتلاً
ما بالُ ما أحياه إن تتألمي
يا واحةَ العشقِ الخصيبِ أنا هنا
لكن لي روحاً بحضنكِ ترتمي
قَدْ سَافَرَتْ عنِّي إليكِ وخَلَّفَتْ
شوقاً بحجمِ الكون يسكن أعظمي
فتدثري بالروح يا كلَّ المُنى
وثقي بأنكِ رغم بُعدكِ .. في دمي
سارت نحوه بخطوات بطيئه ….حتي اقتربت منه جلست بجواره …مازال يغمض
عيونه من الالم ….الالم الذي لا يشعر الا به….سمع صوت يناديه …حرك رأسه قليلا”…شعر بيد تلمس وجهه …فتح عيونه لتبكي هي ….حبيبها مريض وللغايه
…ما بال عيونه السوداء الصارمه …لم اصبحت هزيله …ضعيفه هكذا …
ظن انه يتخيل وجودها …ليهمس لخيالها : بحبك ….سامحني ….
تتساقطت دموعها عليه ….وبدأت ترتجف بشده همس لها مره اخري :يا ريتك كنتي
جنبي .
اقتربت منه اكثر وهي تبكي : انا جانبك…انا هنا ي حمزه,حور جنبك …مش هسيبك تاني .
اغمض عيونه وفتحها مره اخري بصعوبه لتنظر الي عيونه والذي اجتمع حولها لون اصفر لا تدري من اين جاء .
همس لها ودموعه تسقط من الالم : حور انت جنبي , انا …انا عايزك تسامحني.
رفعت يده سريعا” لفمها وبدأت تقبلها : حمزه انا بحبك …بحبك ي حمزه مسمحاك
انا عاشت معك اربع سنين حبتك ولسه بحبك .
بدأت تجعل يده تتحرك علي وجهها ليعلم بوجودها : حمزه انت مش وحدك , انا جنبك ,انت حبيبي .
تتطلع الي الامام …وابعد نظره عنها ….رأي ….رأي والده …..خلط عليه الامر …
لا يعرف من منهم الخيال ….رأي والده يبعد …لينادي عليه : ب بابا استني …
امسكت وجه لتعيد نظره اليها : حمزه …حمزه خليك هنا , انا بحبك …انا بحبك .
ضمت رأسه اليه واحتضانته كطفل صغير همس لها : انا هموت …هموت في حضنك .
صرخت بالا يتركها …ولكن اغمض عيونه ….لم يستطيع التحمل …ليس لديه طاقه
لم يفتح عيونه مره اخري ….لكن يسمع صوت والده ……
واخيرا” فتحها ….ليري ….أتذكرون الشاطئ الذي تخيله في الصغر ….انه هنا ..
يري امامه ….البحر الازرق الواسع ….نسمات الهواء يشعر بها ….رمال شاطئ البحر يشعر بها ….ولكن هناك من وضع يده علي كتفه من الخلف …التفت سريعا”
ليري والده يبتسم له ….وبعدها والدها اختفي . ولا اثرله ….
سمع صوتها تصرخ وتبكي ليعود مره اخري و يتابع صوتها …..
مازالت تصرخ عليه ومازن بجوارها وكل من حازم وايوب ….كانوا يراقبون
الطبيب وهو يفحصه ….حتي اخبرهم : اهدوا ي جماعه ده اغماء , هو دلوقتي احسن
اقتربت منه اولا لتمسك يده …وكذلك فعل ايوب , وقف حازم ينظر و يتأمل فما
حدث ! لقد جاء علي صراخ حور …ليركض ويستدعي الطبيب لكن سبقه مازن
ربت مازن علي كتفه و رحل ….رحل لتضمه عليا .
والان ….حمزه فقط نائم وجميعهم هنا ….حبيبته حور …حور عينه , اخيه ايوب
وصديقه حازم ….
قَدْ تَتَعانَق الأرواح و تمتزج ولهاً و هياماً
في لقاءاتٍ غراميةٍ قَبلَ أن تَتَلاقى الأجساد
أو تتهامس الألسنة بكلمات العشق
ليس للحب قاعدة ..
فالحبُ هو إستثاءٌ في كلِّ شيء
منذُ اللحظةِ الأولى وحتى نهاية العمر ..
ولا أقول حتى نهاية الحب
لأن الحب الصادق لا نهايةَ له
مرت اعوام …كانت تقف تعد عشاء فاخرا” رغم تعبها في شهور حملها الاخير
لكنها سعيده …فاليوم سوف يحضر الجميع عليا ومازن وابنهم الصغير , ماجد وخطيبته , حازم وزوجته , تتطلعت الي ابنها يزن والذي يلعب معه عمه ايوب
ثم نظرت الي والدها صالح والذي يبدو يتشاجر مع زوجها …حمزه .
نظر لها لكي تأتي وتنقذه من توبيخ ابيها …..لتضحك عليه وتتجه نحوهم ببطء لتستفزه اكثر , حتي سمعت والدها يصرخ عليه : قوم ي بني ادم , ساعد بنتي .
احتضانها والدها بحب واطمئن عليها ثم تركها ليذهب الي حفيده والذي احبه
اكثر منها ….لتقترب هي منه لتصالحه …وهو يستجيب لها .
ليلا” استقبل حمزه …الجميع بصدر رحب في منزل والده والذي قام بتجديده , وهو يحمل ابنه يزن …
قضوا اوقات سعيده للغايه سويا” وتركوا الحب ليداويهم …..جلست بالقرب
منه واراحت رأسها علي كتفه ,قبل جبينها بحب ….وتتطلع الي السماء
ليهمس : انا بخير ي بابا .
تمت بحمد الله
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حور عيني)