روايات

رواية حور عيني الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم آلاء حسن

موقع كتابك في سطور

رواية حور عيني الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم آلاء حسن

رواية حور عيني البارت الخامس والعشرون

رواية حور عيني الجزء الخامس والعشرون

حور عيني
حور عيني

رواية حور عيني الحلقة الخامسة والعشرون

يا من إليك غرام قلبي ينتمي .. إني زرعت هواك حباً في دمي
أنت المحبة والمودة والهوى…. أنت الدواء لخاطري يا بلسمي
و يعرف العشاق قصة لوعتي… لتساقطوا صرعى لفرط تتيُمي
إني اتخذتك في الحياة وسيلتي…. يا ري روحي في الغرام وأعظُمي
فضع يسارك في يميني واجتذب…. كفي بحبٍ في هواك ومعصمي
تجلس ويضع رأسه علي ساقاها تمسك كتاب في يدها تقرأه وبيدها الاخري تمسد
شعره………توقفت حين همس لها : حور .
اجابته بأبتسامه ونظرت له : نعم ي حمزه .
-امسك يدها وقبل باطنها:
انا خايف ….خايف تبعدي عني واكون وحدي من تاني .
– مسحت علي وجهه بلطف : بس انا مش هسيبك ي حمزه ,انا بحبك .
-نهض واحتضانها وبشده وهمس لها : انا اسف …انا بحبك .
-امتي هتقولي انا بحبك بس .
ابعدها عن احضانه وتأمل وجهها : لما تسامحني ….يله نمشي .
لم تفهم ما يقصد ولم تسأله ….
عادت من ذكراها معه …ودموعها تتساقط …نظرت الي الاسفل قليلا” …
شهقت مما رأت و ردد لسانها اسمه ….فهو يقف في حديقه القصر متواري قليلا”
عن الانظار …ربما حين رأها تحرك من مكانه لتراه ….دقائق عديده كان يتبادلا
النظر …تراجعت للخلف عده خطوات واغلقت شرفتها ..اتجهت الي الفراش
واراحت جسدها و همست : عمري ما هسامحك انت سرقت حياتي .
اما هو ..حين انهي حديثه مع نجوي …ورحل حين صعد سيارته اراح رأسه للخلف
كلماتها تتردد في رأسها …ولاول مره يشعر بالذنب علي ما فعله , لاول مره يشعر
انه ظالم ….حين حرمت حور من توديع والدتها رغم عنه …تذكر كيف كانت تقرأ
المحاضره امام عينيه …فكيف يحرمها من ذلك رغم عنه تذكر كيف ضربها واهانها
رغم عنه تذكر كيف ترجته ليعودوا الي موطنهم …ظل يؤنب نفسه
غير مهتم لمرور الوقت , غير مهتم …..الا بما فعها بحقها وحين فتح عيونه
كان الظلام ساد المكان حوله , احس بضيق في صدره خرج من سيارته وبدأ
يستنشق هواء ويتطلع الي الامام نظر الي شرفات القصر بدون قصد ,حتي رأها تقف
رغم عنه قدماه تقدمت نحوها ظل ينظر اليها …حتي رأته ….ثم رحلت .
ظل واقفا” ينظر الي شرفتها لعلها تعود مره اخري …لكن لا أثرلها .
رحل واتجه الي سيارته ليذهب الي بيت والده ….ترجل من سيارته ونظر الي
هذا البيت ,….رغم بساطته الا انه احب اليه من كافه القصور التي مكث فيها
حتي انه احب اليه من منزلهم علي الشاطئ ,صعد درجات السلم …فتح باب المنزل
ودخله …بدأ يتأمل كل ما تراه عيونه ….اغلق الباب خلفه و بدأ يسير في ارجاء
المنزل ….بدأ يسمع صوت والده ينادي عليه ..بدأ يري والده جالسا” علي طاوله
الطعام ينتظره …بدأ يري والده وهو يبكي فرحا” يوم التحاقه بكليه الطب
بدأ يتذكر عقابه وتوبيخه له …صرامته وحنانه معه ,سار الي غرفه والده ودخلها
اراح جسده علي فراشه …بدأ يتذكر مرضه ورحيله ….وعده ان يبقي بخير.
ضم نفسه و نام في وضع الجنين الذي يفتقر الحنان ….بدأ يبكي بصوت عالي
وينادي علي والده : انا تعبان انا تعبان ي بابا , انا مش كويس …..ليه سبتني ي بابا
…وحدي انا وحدي , انا مش قادر مش قادر .
حقاً أحببتك يا أبي أكثر من الكثير بكثير
.. ألف كلمة وكلمة لا تزال عالقة في حنجرتي كالغصة لم أخبرك عنها قبل رحيلك، أولها أحبك أبي وأشتاقك كثيراً. رغم صعوبات الحياة، ورغم مشاغلها يا أبي فاسمك لا يفارق شفتي، يا ليت الدنيا تعود بي إلى أيامك، وإلى حنانك، وإلى عطفك، يا ليتني استيقظ في الصباح وأسمع صوتك الحنون الذي تناديني به، يا ليتني احتضنك وأشم رائحتك العطرة التي افتقدها بشدة، يا ليتني ويا ليتني ما فقدتك، وما رأيت يوماً كيوم هجرتك، أشتاق لك بكل ما وراء الكلمة من لوعة فراقك وألم فقدك أشتاق لك أبي، لا أحد مثلك؛ فبعض الجمال يشبهك لكنك كنت ولا زلت الأجمل ودمت كذلك في قلبي، أبي لم أفكر يوماً أني سأخضع للبكاء أو أني سأنجرح بسهوله، أو أني سأضعف، فمن يوم ذهابك وأنا أحتاج إليك، ولا أملك لغة للتعبير عن حزني عدى البكاء فقد أضعفتني، وكسرت قوتي وشموخي، وجعلتني أخضع للبكاء طول حياتي، وجرحتني جرحاً لا دواء له، فقد يهزني أي شيء، وأي أحد يفارق والده أبكي حزناً عليه لأني أدركت ما هو الفراق، فقد أتعبني الشوق، وذبحني الفراق، فقد فقدت وفارقت، ولكن ليس كفراقك فهو فراق يعجز الفصحاء والشعراء والكتاب أن يعبروا عنه، فكل شيء يُعوض إلا فراقك فهو لا يتعوض، وهو فراق لا ينتهي فسيضل يقهرني هذا الفراق طول حياتي، فكأنه ينتقم مني دون أن أفعل شيئاً، فأنا ضحية للفراق الذي لا علاج له، فهو كسرني وأتعبني وعذبني.
صباحا” نهضت حور عازمت اولا علي زياره قبر والدتها وبالتأكيد كان والدها
معها …تحدثت كثيرا” امام قبرها وعدها ابيها بزيارتها مرارا”…احست هي بذلك انها ادات ولو قليل من واجبها …والان جاء دور والدها فلابد عليها ان تكمل دراستها وتكون طبيبه كما اراد تحدثت معه بشأن ذلك دعمها وللغايه كما انه رفع ثقتها وطموحها …وصلوا الي القصر وفور ما دخلوا استقبالهم مازن سعيدا”ومتحمسا” .
مازن : صباح الخير ي عمي , مش هتصدق ايه اللي حصل .
نظر لها واكمل : المحكمه بعتت ده .
اقبل عليها ممسكا” في يده ظرف مده لها , ليأخذه والدها ويبدأ في فتحه قرأ طلب
المحكمه …اختصارا ” ان حمزه طلق ابنته …لم يخفي مازن سعادته بذلك فهو يمني نفسه بالمزيد والمزيد ….., لكن هي اخذت من والدها الاوراق و بدأت تقرأ في صمت ….ارتعشت يدها وبدأت تتساقط دموعها ثم ركضت من امامهم لاحقها والدها لكن مازن منعه وامسك يده : سبها ي عمي , وانا …انا بجدد طلبي وعايز اتجوز حور .
– انت مجنون ي بني ,بنتي لسه منفصله عن جوزها وعايز تتجوزها .
-بحبها …بحبها وانت عارف .
– صاح به : مش هرضيك علي حساب بنتي انت فاهم .
دفعه قليلا ” وذهب ليواسي ابنته , وجد مازن والده يقف علي قرب منهم , لم يبالي مازن واراد الرحيل .ليتوقف حين سمع والده يتحدث بصرامه وصوت عالي : انا مش موافق انك تتجوز حور .
-التفت اليه وبثبات : ليه …ايه اللي جد ,انا بحبها .
اقبل عليه وامسكه من ذراعه : ازاي هتتجوزها …انت الحفيد الاكبر والوريث لعائله الصاوي .
-تعجب منه وواردف : مش فاهم ايه المشكله , هي حور صالح الصاوي .
-صاح به والده: ازاي تتجوز واحده كانت مع غيرك .
امتلأت عيونه بالحقد والقسوه : انا حر .
-لا مش حر انت ابني .
-علشان انا ابنك افهم ,افهم ان بحبها ومهما تقول مش هينقص من مكانتها عندي
حور بنت اخوك خليك فاكر.
تركه ورحل …
توالت الايام , فور ما علم حازم بطلاق حمزه وحور لامه وبشده حتي خاله وبخه
علي ذلك …لكن اخبرهم انه سوف يكون بخير ….والان يجلس حمزه برفقه اخيه ايوب وحازم ….في قصر الجد يمزحون معا” ويتسامرون , وبالطبع نجوي كانت
معهم لكن بعيده ..
اراح حمزه جسده علي العشب الاخضر …جاء اخيه وسكب عليه ماء وركض
لينهض ورائه …تخبأ ايوب خلف حازم وبدأ الثلاثه يتمازحون سويا”, وعلي يراقبهم من بعيد سعيدا” بما يحدث .
بدون قصد ذكر ايوب حور وما تفعله معه في القصر , ليستمع اليه حمزه وبدقه
وكان حازم يراقبه , علم حمزه من ايوب انها عادت لتكمل دراسه الطب بدعم من ابيها صالح وجميع الاسره ….لم يخفي نظره الندم في عيونه ….تركهم ايوب لفعل شئ ما . وظل حمزه صامتا” و يتطلع الي الامام حتي قاطع صمته حازم : ندمان
انك طلقتها .
ابتسم بألم : ندمان اكتر اني كنت مؤذي وغبي …هي اكتر واحده بحبها وظلمتها جامد .
امسك يده : بس انت مش كويس ي حمزه .
اغمض عيونه : كفايه انها كويسه , انا موافق اضحي علشان تكون سعيده مع صالح .
-بس ي حمزه ….
قاطعهم نداء زوجه علي لتناول العشاء لينهض حمزه وهو يخبره بأن يأتي خلفه .
لكن حازم لم ينهض فهو يشعر بحيره في امر حمزه , فكيف يتركها بعد ما حدث وتمسكه بها ولفتره طويله ! كيف يتركها هو يعشق هذه الفتاه ! هل ضحي بسعادته ام ماذا حدث! نهض ليسأله هو يعلم انه ليس بخير …فقط يشعر بذلك .
اقترب منه ليلتفت له حمزه وكأنه يعلم ثم همس له : الحب يخليك تضحي وانت مكتفي و راضي ….
غمز له متجاهلا” كافه الالم الذي يغزو قلبه من فراق والده وتركه لحور ومن جلده لذاته .
كانت تجلس امام الطبيب معها والدها وعليا . نظر لهم الطبيب وبدأ يفحصها بحرص شديد , ثم بدأ ينظر الي الفحوصات التي امامه ثم تحدث بمنتهي العمليه
مختصرا” ان ألم رأسها والاغماء الذي جاءها من فرط المجهود الذي بذلته
واوضح لهم انها ليس بإمكانها ان ترهق نفسها في الدراسه نظرا” لسوء وضعها وما تعانيه من أثار فقدان ذاكرتها والذي كان سببه اصابه حادثه .رحلوا من عياده الطبيب صامتين تماما “..انها بالفعل متعبه وبشده وتعاني من الم حاد في رأسها
لا يحتمل من بدأ دراستها …وكأن الاقدار تمعنها , وقفت السياره امام باب القصر
لتترجل هي اولا” وتخبرهم برغبتها في البقاء وحيده …بدي علي ابيها الخوف من اتخاذها قرر بالاستمرار في دراستها …فهو شاهد علي صراخها من الالم و علي اغماءها بين يده لمرات عده…مسح بيده علي وجهه مستاء فلم حظ ابنته هكذا
عزم علي ان يمنعها اذا صممت . كانت تسير بخطوات بطيئه في الحديقه
انزلت رأسها …واكملت سيرها حتي اصطدمت بشخص ما …
رفعت رأسها لتراه مبتسم : مازن .
-عامله ايه دلوقتي احسن .
ابتعدت عنه قليلا” : انا كويسه شكرا” ….وانت.
كان يتأمل عيونها كالسابق بكل حب ….لكن هي تبدو حزينه , امسك يدها
لتبكي تعلم انه مازال يحبها : انا لسه بحبك …انا لسه عايزك .
اغمضت عيونها واجابته: مش هينفع ي مازن .
شدد علي يدها لتكمل : مش هينفع اخدعك ي مازن ,مش هقدر .
تركت يده رغم امساكه : انسي ي ابن عمي , وبص حواليك كويس هتعرف …هتعرف انها بتحبك اكتر .
-……
-اوعدني ي ابن عمي تكون جنبي اخ , علشان ان محتاجك انت وماجد وعليا .
رحلت وتركته ….اقتربت منه عليا تبكي و وضعت يدها علي كتفه ليهم بأحتضانها
…احتضانها بشده و بدأ يبكي : ضمني ي عليا ضمني .
لفت ذراعها حول جسده وشددت علي احتضانه لتزيح عنه حبه الضائع …لتدوي قلبه الذي جرح ….كان يتابعهم ماجد من شرفته ولم يرد ان يتدخل فقط يتمني للجميع سعاده مع من يحب مؤمن ان الحب يدوي القلوب …مؤمن بحب عليا لاخيه.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حور عيني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى