روايات

رواية حور عيني الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم آلاء حسن

رواية حور عيني الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم آلاء حسن

رواية حور عيني البارت الثالث والعشرون

رواية حور عيني الجزء الثالث والعشرون

حور عيني
حور عيني

رواية حور عيني الحلقة الثالثة والعشرون

حين التقينا والدموع تساقطت كقلادةٍ منها تناثر ماسُها وتكلمَت وشفاهاً كانت ترتجف فلمست شيئاً كان يسكن نفسَها فمسحت دمعاً كان يجري مسرعا قالت: بربك دع دموعي وشأنها سألتها: ماذا جرى يا حُلوتي؟ فأجهشتْ تبكي وتنظرُ حولها فسألت نفسي ما أصَابها يا تُرى ماذا بدمعها قد يكونُ وما بها؟ قامت فقالت: يا حبيبي إنني يعزّ بُعدي عن ديارك كلّها فسكتّ أكتمُ فى ضلوعي مرارةً قد ذقتها من نار شوق حنينها وقلت يكفي يا حبيبتي ارحمي نفسي التي ما عدتُ أحملُ ويلها فودّعتني بليلٍ بات يقتلني فليس عندي من يحلّ مكانها وتمنّيتُ لو سالت بقربها دمعتي لترى حبيباً يبكي يوم رحيلها لكن دمعتي تجمّدت في مُقلتي ولمّا أدارت وجهها، سالت بعدها فكتمتُ نبضي وأعدمتُ قلبي فلمن أبقى في الحياةِ أعيشها؟
كان يتابع ويشرف علي العديد من الحالات المرضيه , كان اداءه مبهر وللغايه خلال الاعوام الماضيه , اثني علي مجهوده العديد والعديد من الافراد
من مرضي او افراد من الطاقم الطبي ….انتهي واتجه الي غرفه مكتبه
سريعا” متجاهل جميع نظرات وهمسات الغزل نحوه فهو لا يري سواها , ولم يحب غيرها ولن يفعل . جلس علي مكتبه فتح احد ادراجه واخرج علبه
فتحها ليري قلاده جميله تأخذ شكل قلب صغير كتب عليه من احد جوانبه اسمهم, فتح القلب الصغير وجد صوره لها واخري له . فاليوم ذكري زواجهم …..اغلق القلاده ووضعها مره اخري في علبتها ثم خلع معطفه الطبي ولبس معطفه الاخر ومازال ممسكا” في يده بهديه زواجهم .
نهض من مكانه واتجه سريعا” للخارج فلا يريد ان يضيع وقته وهو بعيد عنها. اتخذ عده خطوات ليخرج من المشفي بأكملها , اتجه الي سيارته
صعدها وحين بدأ تشغيلها …رن هاتفه التقطه من معطفه ووجدها هي المتصله , رد عليها متحمسا” وصوته يملأ السعاده : حور انا خلاص
جاي اهو ..
-………….
تعجب لعدم سماعه صوتها : حور انتي سمعاني ..حور ردي علي .
وصل اليه صوت بكائها صاح بصوته : في ايه …حور ردي علي .
تحدثت اليه وهي تبكي وتصرخ :……انت …..انت واحد محتال وغشاش ,……..انا انا عرفت كل حاجه وهرجع هرجع لاهلي .
اغلقت في وجهه ,مازال يضع هاتفه علي أذنه …..يستوعب ما تقول , كان يعلم بمجئ هذا اليوم …..كان يعلم , تسارعت ضربات قلبه وبشده , كان يعلم ….ادار محرك سيارته وانطلق سريعا” الي منزلهم ….اوقف سيارته
سريعا” حتي انها اصدرت صوتا”قويا”. انجه مسرعا” الي منزلهم ….وجد الباب الخارجي مفتوح ….دخل منزلهم ظل يبحث عنها لم يجدها ….اخذ ينادي عليها كما كان تعود خلال الاربع الاعوام السابقه لكن لا تستجيب له .
وجد نفسه وحيدأ مره اخري ……وجد نفسه وحيدا” من دونها .
جلس علي فراش نومهم حين وجد منامتها الحريريه التقاطها ضمها سريعا ”
اليه قربها من فمه ليستنشق عطرها , قربها من عينيه ليتخيلها امامها ….
دقائق مرت عليه وعاد فيها الي وعيه , ابعد منامتها ونهض …..اتخذ عده خطوات للخارج تتطلع الي منزلهم بملامح بارده ….تتطلع الي كافه ارجاء المنزل …..هنا كانت تقرأ له قصه او روايه ,هنا كانت تجلس بجواره وترعاه او تمسد له شعره ,وهنا ……………, اه ه ه ه متألمه خرجت من اعماق قلبه حين تتطلع الي الشرفه فكم استكانت في احضانه هنا …..
اغمض عيونه لتتحرر دموعه كيف تتركه ! كيف تترك منزلهم ! هل هان
عليها ان يبقي وحيدا” ! هل هانت عليها ايامهم سويا” ! هل هان عليها …..
لما ….لما هذا القسوه منها هو لا يستحق ذلك ! ما ذنبه اذا احبها ! ما ذنبه
ليعيش بدون والده ! ماذنبه في رحيل والده ! والان …..حور رحلت .
تقسو عليا بلا ذنب اتيت به…. وما تبرمت لكن خاننى النغم…
اعاده شجنا باح الانين به …… فهل يلام محب حاله عدم..
حسبى من الحب انى بالوفاء له….. امشى واحمل جرحا ليس يلتئم..
وما شكوت لانى ان ظلمت فكم …. قبلى من الناس فى شرع الهوى ظلموا
ابكى واضحك والحالات واحدة…. اطوى عليها فؤادا شفه الالم
فإن رأيت دموعى وهى ضاحكة… فالدمع من زحمة الالام يبتسم
وفى الجوانح خفاق متى عصفت… به الشجون تلوى وهى مضطرم
فأظلم كما شئت لا ارجوك مرحمة…. إنا الى الله يوم الحشر نحتكم
كانت تجلس علي احد مقاعد الميناء , تنهمر الدموع من عينيها ….ترتجف شفتاها من الخوف ….تقبض بيدها علي تذكره رحليها بالباخره …..لتعود الي موطنها …كانت تبكي وتنظر ارضا” تعلم انها لحظات وسوف ترحل الباخره …..نهضت من مكانها عازمه علي ركوبها ….كانت تسير بلا هواده
كطفله تائهه ….كانت تنظر في الوجوه التي تتعجب من وجود فتاه جميله مثلها تبكي…..خافت منهم ومن ان تفقد طريقها ….كانت تعتمد عليه في كل شئ ….لا تبتعد عنه بالاساس الا بأذنه …..واثناء تفقدها للوجوه حولها …..
رأت ماجد ….ماجد ابن عمها يقف ويبدو انه يستعد للرحيل .ركضت اتجاهه وارتمت في احضانه مردده اسمه ……صدم مما حدث وابعد هذه الفتاه التي
تعانقه ….امسكت بذراعه جيدا” تأمل وجهها انها …. فتاه البارحه ..التي ظنها
ابنه عمه …… والان هي تبكي امامه وتتواجد هنا في هذا الوقت .
-اعتلت الصدمه وجهه : حور انتي ……حور .
اخذها في احضانه لتبكي وتتمسك به اكثر ….كم مر علي رحليها من ايام و سنين ,
ابعدها مره اخري : ايه اللي حصل وكنتي فاين …
-اجابته وهي تصرخ : خدني معاك رجعني لماما ….رجعني لاهلي ي ماجد رجعني عايزه اشوف بابا ….وعليا رجعني لاهلي .
-اجابها سريعا”: طيب اهدي ….اهدي يله .
اخذها من يدها الي الباخره …وصلوا الي غرفته ….مازالت علي حالها ….تبكي وتصرخ بالعوده الي اهلها فقط تتطمئن لوجود ابن عمها …….
مرت ساعات عديده …..لم تنام فيها …فقط تضع يدها علي رأسها وتبكي ….
تتطلعت الي ابن عمها …..الذي نام جالسا” علي المقعد , رأت نافذه زجاجيه
نهضت واتجهت اليها ….سارت تتطلع منها وتنهدت براحه تشعر انه موطنها …
تشعر بوجودهم هنا ….قلبها يؤلمها وبشده علي فارقهم طوال اعوام عديده .
اغمضت عيونها …..لتروادها ذكري مشابهه ….تذكرت كل شئ … كانت نافذه مشابهه …..تتذكر حديثهم وصراخها عليه……تتذكر اختطافها …ضربه لها ….
تتذكر إسائته لها ونعتها بالخائنه ….تتذكر ….توسلاتها اليه بالعوده ….
تتذكر سقوطها … تتذكر كل شئ .
صرخت حين وضع ماجد يده علي كتفها , هدأت ….فحمزه ليس هنا ….
-اهدي ده انا ماجد ,اهدي ….احنا وصلنا …جهزي نفسك .
ترجلوا من الباخره ….وانهي هو كافه الاجراءات اللازمه …..والان ها هو يقود
سيارته وهي بجانبه ……صف سيارته جانبا” …..وتتطلع اليها ….هي لم تنتبه
كانت تسند رأسها علي زجاج النافذه وتبكي .
-حور عامله ايه دلوقتي احسن .
-لا انا مش احسن ,بس رجعني لاهلي .
-طيب هرجعك ,بس انا عايزه اعرف ايه اللي حصل معاكي , انتي غايبه بقالك اربع سنين مش كام يوم …اكمل بصرامه :كنتي فاين ي حور .
-كنت فاقده الذاكره ,……. وكنت مع حمزه .
وقبل ان يتحدث قاطعته :انا هقولك علي كل حاجه ….
قصت عليه جميع ما حدث معها , وما فعله حمزه بصوت متألم يملأه الرجاء ان يصدق حديثها , مازالت دموعها تأبي ان تترك عيونها ….
انتهي كلامها واعتلا وجه الصدمه …..اربع اعوام كامله …..غابت عنهم
….خدعها هذا المريض ….
امسك ذراعها بقسوه واردف : انتي غبيه صدقتي كلامه ….مش ممكن تكوني بالغباء وسذاجه ديه …….
صرخت وبكت …..رأف علي حالها ……فترك ذراعها …..
-ازاي ي حور …ازاي اربع سنين …..انا مش عارف اقولك ايه عايز اخنقك مش قادر ي بنت عمي طب ازاي صدقتيه . و
-صرخت في وجهه :كنت لوحدي كنت خايفه …..رجعني لاهلي ي ماجد رجعني لبابا.
ادار محرك سيارته وانطلق ……لم تتوقف عن البكاء الا حين لمحت اسوار القصر ….واخيرا” عادت الي اهلها …..توقفت سيارته امام باب القصر …
ترجلت من السياره وبخطوات متلهفه سارت وكان خلفها ماجد فتحت لهم خادمه ….بدأت تتطلع في ارجاء القصر لم يتغير شئ ….بدأت تعود كافه
ذكرياتها هنا …..طفولتها …..والدها ….والدتها …عليا ومازن ماجد …ايوب الصغير … و هو ….حمزه .
بدأت تسير حتي وصلت الي غرفه مكتب والدها ….ومازالت ذكرياتها معه تتردد في رأسها ….وجدت باب الغرفه مفتوح لتدخل …..فور ما رأت والدها
بكت ونادت عليه ….كان يجلس علي كرسيه المفضل يقرأ شيئا” ما .. نادت عليه مره اخري ليلتفت لها ….في لحظه واحده كانت تركض وترتمي في احضانه كلاهما يبكي….علي فراقهم لاعوام , ابعدها من احضانه ومسح دموعها المنهمره لتقبل هي يده مرات ومرات عده …..قاطعهم دخول عليا والتي اخبرها ماجد برجوع حور …توافد جميع العائله من اعمامها و ازواجهم …تعجبت نجوي من رحيلها لكن لا تستطيع ان تسألها عنه الان.
تناقصت فرحتها ……فهي لا تري والدتها …..سألت عليا والتي كانت تمسك يدها منذ ان رأيتها لتتغير تعابير وجهها وتهرب منها ….سألت والدها هو الاخر .
صمت ونظر لها ….ثم اخبرها انها ماتت منذ عامين …..وبالتاكيد لم يخبرها
انها ماتت حزنا” علي فراقها ….لكنها صرخت وانهارت علي فقدانها ليتحضنها ويذهب بها الي غرفتها لتستريح بمساعده عليا …..
الجميع كان سعيدا” بعوده الاميره الغائبه ….ولم يتطرق احد لازعاجها
بأي سؤال …..لكن .
زف خبر عودتها لمازن ….حبيبها السابق , لم يكذب ماجد حين تحدث عن تحول اخيه الي النسخه الاقسي فيهم …و لم يعد يبالي بأحد ….لكن رغم عنه نبض قلبه فرحا” لانها عادت…..ترك كل شئ كالسابق وعاد الي القصر لرؤيتها …. لكن ماجد قص عليه جميع ما حدث معها ليزداد حقده وكرهه لحمزه ,…..والان يجتمع رجال عائله الصاوي بعدما قص عليهم ماجد ما اخبرته بها , حتي انهم تمكنوا من معرفه حقيقه توثيق زواجهم في المحكمه
كما تأكدوا من فقدانها للذاكره …تأكدوا من كل شئ بسبب نفوذهم واموالهم تمكنوا من ذلك لكن ….وصل اليهم خبر عوده حمزه حامد الي البلده تري كيف سوف يتعاملون معه فالان …..حور تكون زوجه ولمده اربع اعوام اذا طالب برجوعها معه في المحكمه لن يتمكنوا من الرفض….صالح يعلم جيدا” انه خصم صعب ..قوي وللغايه …لكن تردد في ذهنه لم خضعت له لاعوام عديده ! ألهذا الدرجه ابنته ساذجه ! ام ان حور تحبه !
-لا مش بحبه ….انا بعشقه ي عليا .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حور عيني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى