روايات

رواية حورية بين يدي شيطان الفصل السادس 6 بقلم رحمة سيد

رواية حورية بين يدي شيطان الفصل السادس 6 بقلم رحمة سيد

رواية حورية بين يدي شيطان الجزء السادس

رواية حورية بين يدي شيطان البارت السادس

حورية بين يدي شيطان
حورية بين يدي شيطان

رواية حورية بين يدي شيطان الحلقة السادسة

” خيرًا تفعـل… خيرًا تجد…!! فلو كان خيرًا تفعل شرًا تجد لأصبحت الدنيا مجرد غابـة تركض فيها الذئاب لفعل الشـر كأحدى الوسائل للهجوم والدفاع ” ….
حدث كل شيء بسرعـة.. عاصي أنتشل حور من أعلى والدته وصوت زمجرته الخشنة كزئير أسد يهاجم فريستـه…!!
لتصيح فيه حينها حور بسرعة :
-اتركني والدتك لا تستطع التنفس
نظر لوالدته بلهفة ليتحقق من صحة كلام “حور”… فوجد وجهها أحمر يختنق وتصدر حشرجة خفيقة وهي تحاول التنفس والحديث…
ساعدها لتنهض وهو يسألها بلهفة :
-هل أخذتي دوائك يا أمي؟
اومأت برأسها مؤكدة في نفس اللحظة التي نطقت بها حور بجدية :
-أنا اعطيتها إيـاه…
حمل عاصي والدته بهدوء ليضعها على الاريكة فبدأت تلتقط أنفاسها رويدًا رويدًا… حينها عاد الشعور بالألم لحور التي إنكمشت ملامحهـا وهي تمسك بطنها لتغادر متجهة لغرفتها مرة اخرى….!
دلفت الغرفة لتغلق الباب بهدوء ثم امسكت بدوائها لتأخذ مسكـن قوي… زفرت بصوت مسموع ولا تدري لمَ شعرت أنها سارت خطوة أمامية في الطريق المظلم بينها وبين والدة عاصي..!
تناولت ملابسها واتجهت للمرحاض لتأخذ حمامًا ينعش خلاياهـا المشدودة بتوتر واضح..
مـر بعض الوقت وخرجت هي من المرحاض ترتدي الروب لتتوجه نحو مرآتهـا تجلس امامها وتبدأ بتمشيط خصلاتها المبللة…..
نظرت للمرآة التي تعكس صورتهـا المغموسة بكآبة واضحة… ومن وسط مشاحناتها النفسية الداخلية صدر سؤالاً أنار الكثير داخلها ولكنها لم تجد له ردًا حازمًا يطفئ ما اُنير….
” لمَ هي ضعيفة هكذا امامهم ؟! “…..
اغمضت عيناهـا تتذكر ما حدث بدءًا من زواجهـا… كان تحملها لكل تلك القسوة عهدًا وفرمانًا قطعته بلا تردد.. ولكن عندما يصل الامر لقتله جنينه…. فليحترق ذلك الفرمان في الجحيم !!
زحف التوتر لثناياها تلقائيًا عندما فتح عاصي الباب بهدوء وهو يدلف… ولكنها أسقطت قناعًا من التصلب ليغطي ملامحهـا التي استوطنتها القلق…..
اكملت تمشيط شعرها دون ان تعيره انتبـاه.. ليجلس هو امامهـا مزدردًا ريقه بتوتر وهو يقول :
-شكرًا لانكِ انقذتي والدتي
مطت شفتاها ببرود دون ان تنظر له :
-لا داعي للشكـر.. لم افعل سوى ما هو واجب عليّ لان اهلي ربوني على هذا
رغمًا عنه غمغم بسخرية :
-اووه واضح أن اهلك مصدر كل المبادئ !
تجاهلت جملته و إلتفتت له تحدق بعينـاه الهادئة لتقابل عيناها البنية الممتلأة بالغضب الناري وهي تهمس من بين اسنانها :
-ولكن ما لا افهمه لمَ أنت سيء الظن دائمًا بي هكذا ؟!!!
عادت تمشط شعرها وتابعت بحنق طفولي واضح :
-وانا التي كانت تعتقد أنك ستشكرني بحرارة على معروفي.. واحدة غيري لكانت تركت والدتك كأنتقام لكرامتها المهدورة وانت لن تدري أنها تجاهلتها بعمد اساسًا…..
اغمض عيناه يتنهد تنهيدة عميقة تحمل الكثير والكثيـر.. وكيف يثق بها من الاساس وهي شقيقة القتلة ؟!!!
الثقـة تتبخـر عندها لتصبح مجرد هواء لا قيمة له..!
فجأة فتح عيناه على تأوهها المكتوم وهي تمسك بطنها ليسألها بتوتر :
-هل انتِ بخير ؟؟
اومأت دون رد ولكن ملامحهـا كانت رسمة بريشة عميقة للألم فنهض هو على الفور يساعدها لتسير نحو الفراش… بدأ الدوار يهاجمهـا وأنفاسهـا تثقل شيء فشيء.. وفجأة سقطت على عاصي الذي تفاجئ بسقوطهـا ليسقط على الفراش وهي فوقه.. تسلطت عيناها تلقائيًا على عينـاه الرمادية التي احتلتها غيوم داكنة لم تستطع تحليلهـا…. يداه أشتدت تلقائيًا على خصرهـا النحيـل الذي يتراقص بمخيلته دومًا فيعذب ارادته التي تكاد تكون معدومة للابتعاد عنهـا….!!
بدأت تتنفس بصعوبـة وصدرها يعلو ويهبط… تحاول استجمـاع شتات نفسهـا… ولكن قبل ان تصل لمبتغاها كان هو يحقق تلك الرغبة المُلحة داخله لتذوق طعم شفتاهـا… وبمجرد أن لامست شفتاه شفتاهـا شعرت هي وكأن سخونة لاهبة تفجرت في جسدهـا… وفراشات تدغدغ معدتهـا…. صحيح أنها لم تبادله قبلته ولكن تحرك شفتاه بتناغم على شفتاها كان اكثر من كفيـل بأن يفقدهـا شعورها بالدنيـا وما فيهـا…….
بينما هو الرغبة داخله تستوحش اكثر فأكثـر.. ولم يستطع كبح زمام عاطفته التي تفجرت فجأة بجوع سافـر…..!!
وعندما امتدت يداه لأسفل الروب ببطء… بدأ عقلها يستعيد رشده فهبت بسرعة تبعد يده وهي تهمس بحروف مشتتة كحالها تمامًا :
-لا… لن يحدث.. اتركني يا عاصي !
كلماتها اللاسعة كانت كصفعة تعيده لوعيـه.. فأنتشل نفسه بصعوبة من فوقهـا يجبر نفسه الأبية على تركهـا وعدم اكمال ما بدأه…..
وبمجرد أن ابتعد استعاد لهجته القاسية وهو يخبرها :
-اساسًا انا لم أكن لأفعلهـا… لا تنسين مَن أنتِ وما هو وضعنـا… انا لا أتلهف للأقتراب من شقيقة القتلة !!
جزت على أسنانهـا بعنف وهي تهمس بنفس النبرة القاسية :
-وشقيقة القتلة تشمئز من لمساتك يا سيد عاصي
وفجأة تأوهت متألمة عندما جذبها له يلوي ذراعها خلف ظهرهـا… وانفاسه الهادرة تلفح أذنها ورقبتها وهو يتشدق بغضب :
-ظهرت مخالب القطة اذًا… ولكن حذاري يا قطة أن تفقديني أعصابي حينها لا ادري ما هو رد فعلي
ثم رماها على الفراش بعنف وهو ينهض مغادرًا تلك الغرفة التي أظهرت ضعفه امامها مرة اخرى……..!
*****
كانت “أسيـل” في الفندق تعد اشياءها لتغادر كما أتفقت هي و علي بعد ما حدث… زفرت بعمق وهي تعود بذاكرتها ليوم اتصال عاصي بهـا……
فلاش بـاك##
أجابت على اتصاله على الفور بملامح مشرقـة تنضح فرحًا وهي تردد :
-عاصي.. اشتقت لك يا أخي
سمعت صوته الغاضب وهو يقول :
-لذلك لا تريدين المجيء لهنا مع زوجك يا أسيل ؟!!!
بدأ التوتر يزحف شيءً فشيء لساحة ملامحه.. فسألته بصوت بدا متوترًا :
-زوجي !!!! هل هو مَن أخبرك ؟
رد على الفور :
-نعم هو.. وفعليًا انا غاضب منكِ
سألته بسرعة :
-ماذا اخبرك يا عاصي ؟
سمعت تنفسه الهادئ وهو يخبرها بهدوء :
-أخبرني أنكم تشاجرتم وهو يود المجيء لهنا معكِ حتى تحل تلك المشاكـل ولكنك ترفضين مرددة أنكِ لا تريدين ادخال أي شخص في مشاكلكم بل وتركتي منزله لتقيمي في فندق بمفردك !!!! أي هراءات تلك يا أسيل ؟؟ منذ متى وأنتِ متسرعة ومتهورة لهذه الدرجة ؟!!!
حاولت إيجاد حجة مناسبة فلم تجد سوى ان تقول بصدق :
-حدثت اشياء كثيرة.. كثيرة جدًا يا عاصي أنت لا تعلمها، وليست مجرد شجار كما اخبرك.. ما حدث اكبر من ذلك، لذلك أنا اود ان اظل بمفردي فترة قليلة وحينها سأتي إليكم ولكن بمفردي ايضًا يا عاصي
بدا صوته حادًا وهو يأمرها بحزم :
-اخبريني اذن يا أسيل
هزت رأسها نافية وكأنه يراها :
-لا استطيع على الهاتف.. اعدك سأحكي كل شيء ما إن أتي إليكم
-سأتي أنا اذن.. اخبريني اسم الفندق
هتفت هي بلهفة مرتعدة :
-لا لا… ارجوك يا عاصي لا تضغط عليّ.. أنا سأتي بأرادتي ولكني اود الاختلاء بنفسي قليلاً… ارجوك
جاءها صوته الاجش مترددًا :
-حسنًا سأتركك لانك لستي طفلة.. ولكن ما اسم الفندق حتى اكون مطمئن عليكِ….
ترددت كثيرًا وهي تفكـر… ستخبره بأسم الفندق وتقنع علي بالمغادرة !! حتى تستطع اقناع علي بعدم فضح سر ثامر وحينها ستعود لأهلها على الفور….
نطقت اخيرًا بهدوء ؛
-فندق “……” وانا اعدك خلال اسبوع ستجدني امامك ولكن لا اريد ان يقترب مني ثامر مرة اخرى ولا تقلق انا لن اغادر بغداد الا عندما أتي إليكم
تنهد موافقًا على مضض :
-حسنًا… انتبهي على نفسك واجيبي على هاتفك عندما اتصل بكِ
-حاضر يا اخي.. مع السلامة
-الى اللقاء
أغلقت الهاتف وهي تتنهد بصوت عالي لا تصدق انها بدأت تكذب على شقيقهـا هكذا !!! ….
دلف علي في تلك اللحظة لتنهض هي مرددة على الفور :
-ثامر اخبر عاصي أنني تركت المنزل واقيم في فندق بمفردي وعاصي اتصل بي فأخبرته باسم الفندق حتى يكون مطمئن
حينها صرخ فيها عاصي بانفعال واضح :
-هل أنتِ غبية !!؟ عاصي اذا اتصل به هذا الحقير مرة اخرى لن يتردد في المجيء هنا بنفسه ليحل المشكلة
لم تستطع منع نفسها من الضحك ساخرة :
-هل تخشى أخي لهذه الدرجة ؟!!!
حينها وبحركة مباغتة جذبها من ذراعها يضغط عليه بعنف وهو يهدر فيها بغل مكبوت :
-انا لا اخشى سوى مَن خلقني يا أسيل، ومسألة مواجهتى لأخيكِ مسألة وقت لا اكثر… انا انتظر الوقت المناسب وحينها سترين مَن يخشى مَن !!
ولا تدري لمَ شعرت بالرعب يغدق مشاعرها بلا توقف كأمطار باردة تكاد تفقدها احساسهـا…. فهمست تلقائيًا بسؤال مستنكر :
-هل ستفضح سر ثامر يا علي ؟؟؟ هل ستخبرهم أنه عاجز جنسيًا وأنني ظللت عذراء طيلة السنتـان !!؟
اغمض عينـاه يحاول السيطرة على الوحوش التي تنهش سيطرته على ذاته… ليردف بعدها غير مصدقًا :
-لا اصدق كيف تحملتيه حتى تلك اللحظة بل ومازلتي تخشين فضيحته !!! أي عشق أبله ذاك الذي تكنيه له ؟!!
رفعت رأسها وهي تجيب بشموخ يليق بها :
-عندما صبرت اثناء زواجي كان بسبب عشقي له وبسبب قناعتي انه شيء خارج عن ارادته.. ولانني تربيت على الاصول لا استطع فضح زوجي على امل انه سيُشفي في يوم.. ولكن مر الوقت وبدأ ينفعل ويضربني عندما يفشل في الاقتراب مني حينهـا رفضت أن يقترب مني مرة اخرى… فأنتهى الامر بـ أنه يحاول النجاح مع عاهرة ربما يستطع وينتهي عجزه.. فمن رأيه أن الخطأ بي أنا… أن أنا مَن لا استطع اغراؤه أنني لستُ انثى كاملة !!!
ولم تلاحظ الدموع التي تكونت كالسحب بعينـاها الزرقاء وهي تتذكـر ما عانته تحت مسمى انها أصيلة !!….
كتمت شهقاتها التي تود الانفجار وهي تتابع :
-ولكن الان انا لا اود فضحه ليس بسبب عشقي له بل لان مَن ستره الله لا استطع انا فضحه
امسك وجههـا بين يداه برفق يقترب منها وعينـاه تنبض بعشقًا لم يستطع دفنه بين أطياف الماضي.. ليهمس بصوت أجش ثقيل بعاطفته :
-ولكن أنـا… أنا يا أسيل لا استطيع الصبر ولا استطيع الصمت.. أنتِ الان ملكًا لي…. وما هو ملكًا لي لا اتنازل عنه.. بل يصبح قلبًا وقالبًا لي !
أغمضت عينـاها وهي تتنفس ببطء فلفحت انفاسها وجهه فكانت تلك القشة التي قسمت ظهر البعيـر…. ليقترب منها ببطء مسلطًا انظاره على شفتاها المكتنزة التي ترتعش بعض الشيء…. لتبتعد هي على الفور مغمغمة بجدية :
-انا لم أنس أنك علي الذي قتل شقيقي، لذلك لا تتعامل معي وكأننا دفننا ذلك الماضي !!
كز على أسنانه بغيظ واضح ثم استدار وهو يخبرها بجمود :
-حضري ملابسك وحقيبتك وانا سأذهب لأخبر صاحب العمل بمغادرتي ثم أتي لنغادر ذلك الفندق… لا تعتقدي لوهلة أنني سأتركك تذهبين لأهلك بكل بساطة يا أسيل
وبالفعل غادر لتجلس على الفراش متنهدة بتصميم :
-وانا لن اغادر قبل ان اتأكد أنك لن تفضح ثامر يا علي، لأنني انا مَن تسببت بفضحه امامك
بــاك###
ظلت أسيل تزفر بضيق وهي تفكر… هي لا تكره علي ولكنها ايضًا لا تستطع تقبله… لا تستطع بلع تلك الغصة المريرة التي تستقر بحلقها كلما تذكرت انه قاتل شقيقهـا….!!
…………………………………
بعد فترة وعندما كان علي عائد من عمله تجاه الفندق… وصل في الطابق الذي به الغرفـة وكان هائدًا حتى رأى باب الغرفة مفتوح قليلاً…
بدأت نبضات هادرة عنيفة تضرب بصدره وهو يتساءل كيف فتحت أسيل الباب ؟!!!
تقدم بسرعة وكاد يدلف ولكنه توقف متجمدًا مكانه وهو يرى أسيل تقف مع ثامر وهو يمسك وجهها بين يداه ويهمس بشيء لم يسمعه وأسيل كقطة وديعة تستجيب لمَ يقـول…..!!
وانتهى أي ذرة لصبره وهو يرى ذلك الحقير يحتضنهـا…. ليندفع تجاههم بغضب ناري مجنون بينما أسيل تشهق برعب وهي تحدق بهيئته التي كانت لا تنذر بالخير ابدًا……
وإن كان داخله شيء يمنعه أن ينتقم من أسيل ليؤلم شقيقها كما كان يخطط… فهذا الشيء قُتل في تلك اللحظة امام ذلك المشهـد……………!
*****
رمت “ريم” الهاتف من يدها بنفاذ صبـر… كالعادة عندما تتصل بـصديقتها الوحيدة حور تجيبها تلك السيدة اللعينة
” الهاتف المطلوب مغلق او غير متاح ” !
لا تدري كيف يتعامل والد حور بشكل طبيعي وكأن ابنته لم تتزوج من أكثر واحد يكرهها في هذا الكون…!!!!
ابتسمت سخرية وهي تحدث نفسها… وهل هذا بشيء جديد في حياة ابراهيم الجبوري المشحونة بالجمود والقسوة كالهواء الذي يتنفسه…!!
كذلك والدتها التي لا تهتم بها كثيرًا… هم فعليًا وعاء ووجد غطاءه !!!!
ضمت جسدها لها وهي تتذكـر ما فعله بها ظافـر… ورغمًا عنها إرتعشت بعنف…. لقد سلبهـا اعز ما تملك ليتركهـا في فراشها ويغادر وكأنه لم يفعل شيء… فتستفيق هي على صدمة أوجعتها حد الجنون وأصابتها في صميم كيانهـا…..!!
ألف آآه اختنقت داخلهـا لا تستطع الخروج او الاستقرار في اعماقهـا…. يا الهي الالم لا يحتمـل.. حقًا يفوق قدراتها على التحمـل فتكاد تسقط هزيلة من نزيف روحها الذي لا يحاول أي شخص مداواته….!!!
دلفت والدتها للغرفة بهدوء حاملة لها صينية الطعام كالعادة….
لتقول بعدم رضا لحالة ابنتها تلك :
-إلى متى ستظلين هكذا يا ابنتي؟؟؟ ألم أخبرك أن عمك إبراهيم تحدث مع ظافر وجعله يقتنع بعدم حدوث الطلاق الان منعًا للفضائح !!!
حينها لم تتحمل فكان كلام والدتها كالشوكة التي فجرت كرة صبرها… لتزمجر بانفعال محترق :
-لمَ تُشعريني أنه يتكرم عليّ ليسترني ؟!!! أليس هو مَن فعلها دون ارادتي عندما فقدت الوعي… ولكني اتساءل بحسرة هل اخبرتي ابراهيم الجبوري بما فعله اللعين ظافر بي ؟؟؟!
أطرقت والدتها رأسها ارضًا بخزي… هي لا تضمن عواقب إخبارها لأبراهيم فربما يقتله وتحدث الفضيحة بحق….!! فأكتفت بأخباره انهم تشاجـرا وظافر يود تطليقهـا…
بدأت ريم تدعك رأسها بصمت وهي تهمس مستنكرة دون ان تنظر لها :
-ولمَ لم تنكري علاقتي بـ أطياف امام ظافر !! لمَ لم تخبريه أنني قطعت علاقتي بها منذ زمن وأنني لا اعلم ما الذي كانت تفعله بمنزلنا ذلك اليوم ؟!!!!
حينها رفعت والدتها رأسها وهي تسألها بصلابة :
-انا التي يجب أن تسألك لمَ اخبرتيه انكِ اتفقتي مع اطياف عليه ؟!!!!!
ارتعشت شفتا ريم بضعف غريب عليها ثم ردت هامسة :
-عندما اخبرتيني انه كان سبب رئيسي في موت والدي.. اعتقدت انني اثأر منه بما فعلته… ولكنني لم اكن ادري انني سأدفع ثمن كذبي غاليًا.. غاليًا جدًا
ربتت على كتفهـا برقة وهي تقول بحزم امومي :
-وثأرتي بالفعل يا ابنتي.. والان يجب أن تعودي ريم القوية التي أعرفها.. يجب أن تنسي ما فعله ذلك الحقيـر.. حتى أنكِ يجب ان تعتبري ان ما حدث حدث ليلة الزفـاف…. على أي حال لن يعلم اي شخص بما حدث !!
ابتسمت ريم بسخرية مريرة… لتستطرد والدتها بتردد :
-والان عمك ابراهيم يريد… آآ يريدك أن تذهبين لظافر وتدعيه بنفسك للعشاء غدًا عندنا
اتسعت حدقتاها برفض واضح وهي تردف :
-انا !!!! انا اذهب له ؟؟ هل فقدتي عقلك يا امي لتطلبي مني هذا الطلب !!؟
امسكت كفها الصغير بين يداها وخرج صوتها مبحوحًا وهي ترجوها :
-ارجوكِ يا ريم.. هل تريدين الفضيحة لي في هذا العمر ولكِ ؟؟؟! اتوسل اليكِ يا ابنتي ضحي لاخر مرة من اجلي !
حينها تنهدت ريم وهي تومئ موافقة على مضض…!
……………………………….
وصلت امام منزل ظافر وهي ترفع رأسها… تنهدت بعمق… تحاول تثبيت بوصلة مشاعرها على الجمود فلا تُظهر انهيارها الداخلي له….!!
طرقت الباب عدة مرات منتظرة أن يفتح… وبالفعل فُتح الباب ولكن وجدت أطياف مَن تفتحه،،، وتلقائيًا همست مستنكرة :
-أنتِ !!
حينها ظهر ظافر من خلفهـا بهدوءه المعتـاد.. ولكن هذه المرة نظراته تحمـل بغضًا واضحًا… صلابة ثقيلة على روحها المُرهقة !!!
وهي الاخرى لم تكن نظراتها هادئة بريئة بل كانت كالأمواج التي تتعارك في عرض البحـر معلنة هجومًا كاسحًا في أي لحظة….!
قطع ذلك الصمت صوته الساخر وهو يؤكد ببرود :
-نعم هي… ويجب أن تعتادي على تواجدها هنا بعد ذلك لأنه سيصبح منزلها.. !
بدأت انفاسها تثقل وهي تسأله بصوت يكاد يسمع :
-ماذا تقصد ؟؟؟
اقترب من أطياف التي لم تخفي ابتسامتها لتنساب يداه حول خصرها ببطء وهو يتمتم بخشونة لريم :
-اقصد أن اطياف ستذهب الان لتجلب عمار وسأذهب لأجلب انا المأذون لأرد أطياف لعصمتي
ثم إلتوت شفتاه بابتسامة قاسية وهو يردف :
-وطبعًا الفضل لكِ… اشكرك جدًا !!!!!
ظلت تعود للخلف ببطء… دمرهـا…. سلبهـا أعز شيء… لوث احلامهـا الوردية البريئة بالطمس الاسود والان يتزوج حتى قبل ان يُقيمـا زفافهما !!…….
سارت بسرعة تهبط السلالم دون أن تنطق بحرف.. فلم يستطع هو ألا يلحق بهـا…..
كانت خطواتها سريعة وهي تسير في الشارع شاردة دون ان تنظر للسيارات…. وفجأة كانت تقترب منها سيارة ما بسرعة وتطلق ابواقها ولكن ريم كانت في عالم آخـر لا تسمع فيه أي شيء………
فصرخ ظافر وهو يركض تجاهها بجنون :
-ريييييييييييم !!!!!!!!!
*****
بعد أيام اخرى……
كانت “حور” بغرفتهـا ترتدي فستانها الذهبي الذي أختارته بعناية لترتديه في خطبة زوجهـا….!!
خطبة زوجها الذي تعشقه..!
خطبة كانت بمثابـة قربـان عشق…. وكم هي ممنونة لأن تلك الخطبة عائلية لا يحضرها سوى بعض الاصدقاء والاقربـاء….!!
نظرت للمرآة تلقي نظرة أخيرة على فستانها الذي يصل للكعبين.. ضيق عند الخصر ولكنه واسع فيما بعد.. لفت حجابهـا الصغير برقـة أبرزت ملامحها الطفولية الرقيقة ووضعت بعض مساحيق التجميل الخفيقة……
بما أن الخدم سيرتدون ملابس جيدة وجديدة فلترتدي هي ايضًا…. ولكن بطريقة افضل واحلى !!
ستحضر تلك الخطبة بالرغم من أنها متيقنة أنها ستذبح روحهـا كل دقيقة تمر… ولكن لا مانع من بعض الالم كعلاج لوبـاء عشقه في دماءها……!
حاولت إغلاق فستانها اكثر من مرة ولكن في كل مرة تفشـل… تأففت وهي تسير نحو الباب لمناداة فاطمة ولكن تفاجأت بعاصي الذي دلف بحلته الرسمية التي اعطته مظهرًا رجوليًا جذابًا…. فسألها هو على الفور مذهولاً :
-هل ستحضرين الخطبة ؟!!!
اومأت بثقة جادة هادئة :
-نعم ولمَ لا ؟؟
لم يجد ما يقوله فصمت… ودلف ليجلب ما اراده من الغرفة… حينها سمع حشرجة حور الخشنة وهي تهمس بتردد :
-هل يمكنك أن…. آآ أن تغلق لي الفستان ؟
لم يحارب تلك الابتسامة الناعمة التي ظهرت على ثغره ليومئ لها مؤكدًا فاستدارت هي ببطء ليمد هو يده يغلق تلك الازرار ببطء…. كانت مقتربة منه جدًا… يكاد يكون ملتصق بها من الخلف.. يصله عطرها بوضوح فيكاد يُخضع خلاياه لتأثيـره…. كانت يداه تلقائيًا تُبطئ وكأنه لا يريدها أن تبتعد.. بينما هي تغلق عيناها ممسكة بيداها معًا وكأنها تمد نفسها بالقوة حتى لا تنهار بين يداه… وعندما شعرت به توقف كادت تبتعد ولكنه امسكها من خصرها فارتعشت بعنف وكأن كهرباء مستها خاصةً في ذلك الوضـع…. لتسمع همهمته الخشنة عند اذنهـا :
-ماشاء الله تبدين كالبدر جمالك ساحر !….
هل يتهيأ لها أن عاصي يغازلها ام هذه حقيقة ؟!!!…. لا تعلم ولكن على أي يجب ان تبدو واثقة مغرورة وهي تخبره :
-شكرا لأطرائك اللطيف سيد عاصي ولكني أعلم ذلك جيدًا
هز رأسه نافيًا بغيظ ليغادر بهدوء… يشعر أنه بدأ يفتقد حور الاخرى التي كانت هشة لينة بين يداه…!!
واخيرًا بدأ الحفل الصغيـر وكانت حور تقف في احد الاركان تشاهد بصمت… شاردة واجمة رغمًا عنهـا….. كانت تقف قرب المطبخ فوجدت من يسحبها بسرعة نحو ركن فارغ… وقبل أن تصرخ كان يضع يداه الرجولية على فاهها هامسًا بابتسامة سمجة :
-اهدئي ارجوكِ انا لا اريد أذيتك !!
سألته بأنفاس لاهثة وهي تعود للخلف :
-مَن أنت وماذا تريد ؟؟؟
رد بكل هدوء وبساطة :
-أنا صديق ريهام وادعى عادل.. اردت التعرف عليكِ ولكن لم أفلح وسط ذلك الحشد …. من تكونين ؟؟؟
تلعثمت وهي تحاول الرد :
-انا… آآ انا…. حور !
جذبهـا من خصرها بحركة مفاجأة ادهشتها ليهمس ملامسًا اذنهـا بطريقة جعلت بدنها يقشعـر :
-هل تعلمين أنكِ أجمل نساء هذا الحفل يا حور ؟؟!!!
حاولت التملص من بين ذراعاه ولكن للمرة التي لا تذكر عددها كان القدر يعاندها فجاء عاصي في تلك اللحظات لينادي بصوت هادر باسمها حينما رآهم بهذا الوضع :
-حـــور !!!!!!
وحور كادت أن تفقد وعيها فعليًا في تلك اللحظات متمنية أن تنشق الارض وتبتلعها الان حتى تتفادى جنونه وعدم ثقته بها………!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حورية بين يدي شيطان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى