روايات

رواية حورية بين يدي شيطان الفصل الحادي عشر 11 بقلم رحمة سيد

موقع كتابك في سطور

رواية حورية بين يدي شيطان الفصل الحادي عشر 11 بقلم رحمة سيد

رواية حورية بين يدي شيطان الجزء الحادي عشر

رواية حورية بين يدي شيطان البارت الحادي عشر

حورية بين يدي شيطان
حورية بين يدي شيطان

رواية حورية بين يدي شيطان الحلقة الحادية عشر

كانت دموعهـا كجريـان الأمطار على نهر من الكبت والألام.. كان ساكنًا فحركها هجوم الامطار….!
ظلت دموعها تهبط بصمت بينما هو يحدق بها بشراسـة ولكنه لم يتحرك إنشًا واحدًا.. بدا وكأنه يقنـع نفسه ويحاول عكس تيار فطرته ليأذيها !!!!…
اقترب منها حتى اصبح قريبًا جدًا فظنت أنه سيضربها حتمًا… فأغمض هو عينـاه والغل يتوحش داخله شيءً فشيء ليخرج صوته أجش جامدًا وهو يخبرها :
-للمرة الاخيرة أقول لكِ أخبريني حور… أنا لا أريد اذيتك لا تجبرينني على ذلك !
ظلت تهز رأسها نافية بهيستريـة… يضعها بين فكـي كالمخالب القاسية من تخطيط القدر المُهلك !!!
رفعت عيناها له بنظرة راجية وهي تهمس :
-عاصي ارجوك أفهمني.. أنت تحاول حماية شقيقتك، هل تريد مني أن أرمي شقيقي في النيران ؟؟
كلماتها كانت كلكمة لذلك الثبـات الذي يحـاول بثه داخله…. ليمسكها من ذراعاها يضغط عليهما وهو يهزها بعنف :
-وهنا تكمن المصيبة يا حور،،، أنكِ لا تستعبين حتى الان أنني أنا وعائلتي في وضع المجني عليه وليس الجاني.. إن شقيقاكِ قتلا شقيقاي ورغم ذلك أنا لم أمس أي شخص من عائلتك بسوء…. بغض البصر عن معاملتي السيئة الجارحة معك والتي تعد شيء هين جدًا امام قتل الارواح المتعمد.. القتل الذي لا يغفره الله والقانون فيه فمن أكون انا لأسامح بتلك السهولة ؟ !!!!
والكارثة كانت بالنسبة لحور أنها تدرك كل ذلك…. تدرك الألم الذي ينبض داخله مستوطنًا ما تبقى من إنسانيته لتصبح شظايا فتتها الألم….
ولكن فطرتها الانثوية تغلب عقلهـا فتجعلها تندب حظها وضعفها وتضحيتها تلك….!!!
فتحت عيناها مرة اخرى لتجده ينهض مبتعدًا عنها وهو يهز رأسه وكأنه على وشك الجنون..!!
نهضت ببطء تنظر له لتجده فجأة يمسك برأسه ويهتز نوعًا ما وكأنه على وشك أن يفقد وعيه !!! …
ركضت حور بفزع نحوه تسأله :
-عاصي ما بك ؟؟
ولكنه نفض يداها عنه باشمئزاز صارخًا :
-ابتعدي لا تحاولين حتى لمسي !!
حينها بدات تشير له بيداها متمتمة :
-ارجوك اهدأ.. سأفعل ما تريد ولكن اهدأ لا تنفعل أكثر عاصي
-اتصلي به الان
قالها وهو يمد يده لها بهاتفه لتأخذه هي بيد تحمل رعشة واضحة لتطلب رقم علي الذي أملاه عليها ولكن وجدته مغلق…. فحدقت بعاصي بسرعة وهي تتشدق بــ :
-هاتفه مغلق الان..
اقترب من الفراش ببطء مغمضًا عينـاه لأول مرة يهاجمه ذلك الدوار…. وتلقائيًا ركضت هي تجاهه تحتضنه بفزع وكأنها تخشى شبح فقدانه الذي يلوح لها :
-ارجوك لا تفعل هذا.. لا تُخيفيني عاصي…. انا لا استطع تخيل تلك الدنيا بدونك !!!
نطق بصوت واهن بعض الشيء ولكنه مازال محتفظ بخشونته :
-ابتعدي حور… لا تدعين العشق رجاءًا.. مَن يعشق يشعر بمعشوقه يا زوجتي العزيزة… اما أنتِ تُشعريني أحيانًا انني ظالم متجبر سادي اعشق العنف والمعاملة الجارحة اعشق الاهانة واعشق انقلاب حياتي هكذا !! أ آآ
ولكن في اللحظة التالية وجدت نفسهـا تكتم باقي حروفه بشفتاهـا…. لا تدري من أين اقتحمتها الجرأة فأقحمتها في دائرة اخرى دون نهاية !!….
شعرت برجفته الخفيفة ورفضه الواضح عندما قطعت القبلة وابتعدت عنه.. ظلت مقتربة منه تسمع أنفاسه السريعة الخشنـة… لتهمس بصوت مبحوح امام وجهه :
-أنت روحي عاصي.. هل يوجد مَن لا يشعر بروحه ؟؟! لو لم اكن اشعر بك لما تحملت تلك الحياة ولو ساعة واحدة… اقسم انني لم اكن لأهتم بعشيرة او غيرها !! ولكنني ابرر لك دائمًا بجراحك الغائرة
وبحركة مباغتة كان يجذبهـا من خصرهـا ليجعلها تتمدد على الفراش وهو فوقهـا…. أنفاسه تضرب عنقها الذي يتوق للمساته ومشاعره مهتاجة تتصارع مع فوران عقله في تلك اللحظات…
ليطبع قبلة عميقة على جانب ثغرهـا الذي يفجر بحور من الشوق والرغبة داخله ثم ردد بصوت هائج من فرط العاطفة :
-وبرري لي شوقي لإلتهامك الان لأني احتاج ذلك المبرر جدًا….!!!!
وفي اللحظة التالية لم تستطع النطق امام هجومه الشغوف عليها وهو يلتهم شفتاها في قبلة عميقة شغوفة محملة بالرغبة والعاطفة القوية التي هزت كيان كلاهمـا ويداه تعرف طريقها لجسدها المشتاق………!
*****
إنتبهت ريم على الفور لـظافر الذي كان كمن تلبسه شيطان يرفض الخروج منه الا بعد ارتكاب ابشع الجرائم…!!
فنهضت على الفور وهي تنطق بحروف متفرقة كالشرق والغرب :
-انتهى حديثنا يمكنكم المغادرة حتى لا نعطلكم اكثر !!
سار عاصي يلتهم خطوات سريعة متهورة نحو ريم ليقبض على ذراعها بعنف وهو يصيح في الجميع :
-ليس لدينـا بنات للزواج يا سيدة
ثم سحب ريم خلفه ليصعد بها نحو الأعلى بخطى مجنونة أشعرت ريم بفاجعة ما حدث فبدأت تتحدث بصوت خافت :
-ظافر رجاءًا انتظر لأشرح لك
ولكنه لم ينطق بحرف واحد… الغضب الذي بداخله مَحى الأبجدية داخله فبدا كرجل محترق بدائي في عالم العشق والغيرة….!!
وصل بها للغرفة وأغلق الباب خلفهم بالمفتاح ليضعه في جيب سرواله… عادت ريم للخلف بسرعة حتى اصبحت ملتصقة بالحائط وكأنها تحتمي به.. بدأ ظافر هو الاخر يقترب منها حتى اصبح على بُعد خطوة واحدة واخيرًا انفجر طوفان جنونه الهيسيتري وهو يصرخ مزمجرًا فيها :
-كيف تجلسين مع رجل يطلبك للزواج وأنتِ متزوجة ؟؟ كيف؟؟؟ اجيبي ؟!!
ظلت تهز رأسها نافية بلهفة :
-ولكني لم أقابله لأنني موافقة بل…. آآ…
قاطعها وهو يقترب منها فهزت رأسها نافية وهي تشير له بيدها كالأطفال تمامًا :
-ابتعد… لا تقترب ابتعد وإلا…..
رفع حاجبه الأيسر ساخرًا :
-وإلا ماذا ؟؟؟
كادت تبكي فعليًا وهي تهمس بنبرة بريئة كطفلة مرتعدة :
-سأبكي…
رغمًا عنه ابتسم وكاد ينفجر ضاحكًا ولكنه تماسك بصعوبة على براءتها التي تطلق افواجًا من العشق الدفين داخله متناغمًا مع لحن براءتهـا فيشكلا أعزوفة رائعة من العشق المتكامل….!!
اقترب منها اكثر فاكثر حتى اصبح شبه ملتصقًا بها يبعد خصلاتها بطرف إصبعه عن وجهها الناعم وهو يهمس :
-لمَ لا تقدرين تلك الغيرة التي تحرق احشائي ريم ؟؟ أنا اغااااار وبجنون
ثم رفع وجهها فجأة بقوة وهو يهدر فيها بعنف فاحت منه الغيرة :
-أنتِ لي ولن تكوني لسواي… أنتِ ملكِ ريم ولا يحل لكِ الجلوس حتى مع رجل غريب !!
كانت ريم تومئ موافقة عدة مرات بسرعة.. ليرفـع حاجباه بمكر وهو يغمغم :
-ولكنني سأعاقبك بالتأكيد
ثم رسم الخشونة مغموسة بالشراسة على خلفية ملامحه الخشنة… لتتابـع ريم بلهفة :
-سأخبرك بشيء مهم تذكرته يجب أن اخبرك به ولا تعاقبني
وبالرغم من أنه متيقن أنها تحاول إلهاءه عن عقابه الذي سيتلذذ به حتمًا… إلا انه ابتسم وكأنه يجاري ابنته البلهاء وقال :
-أخبريني صغيرتي
ابتلعت ريقها وهي تستطرد بوهن :
-أنا لم أتفق ابدًا مع أطياف.. حتى أنني لا ادري ما الذي كانت تفعله عندنا ذاك اليوم !! ولكن عندما قلت ما قلته حينها ظننت أنني أرد لك الصفعة
زفـر ظافر بعمق أكثر من مرة… ليقترب اكثر حتى بدأت انفاسها تضطرب وهي تحدق به بتوتر لتشعر بكهرباء تضرب جسدهـا عندما لثم رقبتها البيضاء بعمق وهو يردد دافنًا وجهه عند رقبتها :
-أعلم… ولكنني ادركتٌ ذلك متأخرًا….
ولم يقوى على الابتعـاد… يشعر بوحوش داخله تطالبه بها… تطالب امتلاكهـا تتهافت شوقًا لصك ملكيته على كل إنش بهـا….!!
اصبحت القبلة عدة قبلات متطلبة حارة على رقبتها وكتفها تكاد تذيبهـا… ويداه تحيط خصرها بتملك حتى لا تهرب منه فيُشبع جوعه المضني لها…..
كان يود التوقف… يود الابتعاد ولكنه كان طلب صعب المنـال خاصةً عندما لامست شفتاه شفتاها المكتنزة فنفذت كل ذرة كانت تحثه على التوقف……
سحبها له اكثر يلصقها به وهي كانت منصهرة بين يداه لا تستطع سوى الاستجابة….
إلى أن لاح سؤال بعقلها فجأة فحاولت الابتعاد وهي تردد لاهثة :
-ظافر…. هل لك علاقة بموت والدي فعلاً؟؟؟؟
استطاعت انتشاله من حالة الشجن والتعمق التي كان يغرق بها ببساطة بسؤالها الجامد…. فكان رده هو الاخر لا يقل تأثيرًا عليها :
-نعم…. كان لي علاقة يا ريم !!!
******
بعد يومـان…..
دلفت “حور” إلى الغرفة بهدوء قاتـل… منذ اخر مرة كل الذي تعلمه أن علي هاتفه مغلق حتى تلك اللحظة… فشعرت أنها فرصة اخرى من القدر لفض ذلك الاشتبـاك الدموي الذي كان على وشك الحدوث…
جالت بنظرها في إنحاء الغرفة لتجد عاصي مازال نائمًا… عقدت حاجباها بقلق وهي تقترب منه هامسة بصوت متوجس :
-عاصي…
ولكن لم تجد رد… جلست على طرف الفراش جواره لتشهق بخوف حقيقي عندما وجدت جسده ينتفض بشكل ملحوظ… فمدت يدها تلقائيًا ترفع عنه الغطاء لتجد وجهه متعرق بكثرة وهو ينتفض ويردد عدة كلمات بهيستيرية جعلت تيقن أنه مُصاب بـ حمى !!!
مدت يدها تتحس وجهه بفزع وهي تهمس :
-عاصي… عاصي هل تسمعني ؟!!!
ولكنه بدا وكأنه في عالم آخـر… يغمغم ببضع كلمات ويزداد تعرقـه… اقتربت بلهفة حانية تطبع قبلة امومية رقيقة على جبينه لو كان متيقظًا لكان ردها لها عدة قبلات متلهفة يلتهم فيها ثغرهـا…..!!
كادت تنهض بسرعة لتجلب له طبيب او ما شابه ذلك ولكنه امسك يداها بضعف وهو يغمغم بشيء غير مفهوم تمامًا….
فاقتربت حور من فمه لتسمع واردفت :
-ماذا تقول اخبرني حبيبي ؟؟
سمعت صوته الواهن الذي جمدها مكانها وهي تحاول استيعاب تلك التعويذة التي اُلقيت على مسامعها :
-أنا أعشقك… أنتِ… أنا… حور… أنا أموت عليكِ حد الهوس حبيبتي !
………………………………..
وفي الخارج عندما كان هاتف عاصي يرن باسم علي ظنًا منه أنها حور لان عاصي ارسل له رسالة بأسم حور….
امسكت والدة عاصي الهاتف لتغلق الاتصال ثم بدأت تكتب له رسالة مختصرة ولكن نتائجها تعلن بداية حرب لم تنتهي بعد
” لا يمكنني الحديث… ولكن مهما حدث لا تأتي ولا تجيب على اتصالاتي الفترة القادمة يا علي……. حور ” !!!!!!!
تنهدت وهي تحدق بالرسالة قبل ان تضغط ارسال ثم رمت نظرة مترددة نحو الغرفة وهي تهمس بصوت متوتر بعض الشيء :
-اعتذر حور ولكن لا يمكنني ان اسمح لأبني أن يقابل ذلك القاتل علي ليصبح قاتل مثله !!!!!!!
******
ظلت “حور” طوال الليل تفعل له “كمادات” لتنخفض حرارته… ترعـاه بقلبها الملهوف قبل يداها.. تقبل جبينه كل لحظة وكأنها تتأكد أنه جوارهـا…. وأن هاجس الخوف مجرد ذبذبات لا يمدها الواقـع بدعمه..!!!
بدأ عاصي يفتح عيناه رويدًا رويدًا وهو يحرك يداه بتلقائية لتصطدم يده بخصلات ناعمة… فتح عيناه بسرعة ليجد حور تنام على جانب الفراش وتضع يداها اسفل وجهها وكأنها كانت تراقبه ولكنها غفت ولم تشعر….!!
للحظة ماجت عينـاه بالشفقة منصهرة وسط لفائف عشق متناثـرة… ليمد إصبعه برقة يبعد خصلاتها عن عينـاهـا…. يبدو أنه ظلت طوال الليل جواره !
قالها لنفسه وهو يقترب بعقل مُغيب ليرفع رأسها ببطء ويضعها على صدره فتصبح نائمة على صدره…..
أنفاسها كانت تداعب رقبته فتجعله يود احتضانهـا… يود زرعها بين احضانه ولا يُخرجها ابدًا……
وبالفعل لف يداه حول خصرها برقة حتى لا يوقظها ثم ضمهـا له بحنان ينعم بذلك الاحساس الذي يُنعش خلايـاه….
ظل يتحسس رأسها بحنان كطفلة صغيرة وهو يهمس بصوت حمل شجن واضح :
-آآه من قرب أهلكني… ومن بُعد أحرقني !!
بدأت حور تفتح عيناها رويدًا رويدًا وما إن شعر بها هو حتى دفعها ولكن برفق نوعًا ما ليردف وكأنه غاضب :
-ماذا تفعلين هنا ؟؟
للحظات امتلكها التوتر فبدأت ترد بتلعثم :
-كـ آآ… أنت كنت مريض !
كان ينظر لها بصمت… وكأنه يستجدي ملامحها الطفولية لتسحب حروف الشكر من بين شفتاه،،، ثم همس بالفعل :
-شكرًا… وقريبًا سأرد لكِ معروفك هذا
رفعت حاجبها مستنكرة بشدة :
-ولكنه لم يكن معروفًا يا عاصي.. لقد كان واجب عليّ لانك زوجي ورفيق دربي !
منحنى الحديث بدأ يأخذ مجرى اخـر لا يريده… لذلك نهض ببطء وهو يزفر متمتمًا بملل :
-لا تبدأين تلك الاسطوانة رجاءًا…
لملمت خصلاتها المبعثرة وهي تخبره بتردد :
-والدتك أتت اطمئنت عليك واخبرتني أن أسيل اتصلت وطمأنتها انها بخير.. ومعنى أنها استطاعت الاتصال انها بخير بالفعل، ولكنها لم تستطع انتظارك حتى تخبرك بنفسها لانها غادرت صباح باكر
ثم نهضت هي الاخـرى عندما وجدته يقابل كلامها بالصمت البارد…تنهدت بصمت… بدأت تعتاد على قانون الشد والجذب ذاك….. مرة يلين ومرة يعود أقسى من الاول…!!
وفجأة وجدته يسحبهـا من يداها له لتصبح بين احضانه… وقبل ان تنطق كان يستند عليها بيداه وكأنه مُتعب ويستطرد بصوت أجش :
-ستعاونيني لأخذ حمامًا باردًا.. الدوار مازال يداهمني !!
لمجرد الفكرة استوطن الاحمرار وجهها الصغيـر لتهز رأسها نافية بصوت مبحوح :
-لا… ماذا تقول !! بالطبع لا
جذبها من خصرها ببطء وهو يسيـر… يحدق بعيناها التي تهتز بعنف لامعة ببريق يعلمه جيدًا…. ليهمس بصوت كسحـر يخضعها له :
-نعم…
رمشت ببلاهة هامسة :
-ماذا ؟!!!
عاد يكرر بنفس النبرة :
-نعم… قوليها
همست كالبلهاء :
-نعم
اصبحوا امام المرحاض فخلع التيشرت برشاقة وبحركة سريعة لتبتلع ريقها بتوتر وهي تشيح بنظرها عنه… فوجدته يقترب اكثر لاثمًا وجنتها بعمق وهو يردد بعبث :
-لا تقلقي سأستحم بأدبي !
حينها لم تستطع سوى ان تطلق ضحكة صغيرة خافتة على ذكر سيرة “الأدب” ثم تبعته بخجل كاد يحرقها بينما هو يستمع لنداء قلبه قليلاً ثم سيعاود الخضوع لعقله ايضًا بعد قليل بالتأكيد……. !
*****
كانت أسيل تقف خلف باب الغرفة التي يحبسها بها علي منذ أن اختطفها ذاك اليوم… نعم اختطفها وماذا يُسمى ما فعل غير ذلك !!!….
سمعت صوت خطواته القريبة فعلمت أنه وصل… امسكت المزهريـة التي كانت موضوعة ووقفت خلف الباب استعدادًا لما ستفعله الان….
لازالت تتذكر عندما اعطاها هاتفها لدقائق تتصل بهم بشقيقها فقط ثم عاد يأخذه منها…!!
وربما هذا ما زادها اصرار على الهروب.. على الفكاك من بين قبضتـا ذلك القاتل بأي طريقة كانت…….
وبالفعل فُتح الباب وعلي ينادي باسمها بقلق :
-اسيل
وفي اللحظة التالية كانت تضربه على رأسه بالمزهرية بقوة جعلته يسقط ارضًا وهو ممسك برأسه يتأوه بألم واضح وسرعان ما كان ينزف….
لوهله ألمهـا قلبه غارزًا ذلك المشهد بمخيلتها الحمقاء التي أمرتها أن تفعل تلك الفعلة الشنيعة….. ولكنها نفضت اللوم عن قلبها بأصرار على الهرب وبالفعل سحبت حقيبتها التي حضرتها واخذت المفتاح ولم يكن هناك وقت للبحث عن هاتفها فخرجت مسرعة متجاهلة أنين علي الذي يهمس بأسمها قبل ان يغيب عن الوعي…….
خرجت من ذلك الفندق الصغير وهي لا تعلم حتى أين هي… ظلت تركض وتركض مبتعدة عن الفندق… تركض ولا تفكر سوى بالهرب فقط….
لا تعلم ما ينتظرها بعد الهرب ذلك وماهو اسوء منه… !!!!!!
ظلت تركض إلى ان وجدت من يسحبها له بعنف ويكتم شهقتها قبل ان تصرخ و…….
*****
دلفت والدة ريهام إلى الغرفة بهدوء لتجد ابنتها تلقي الهاتف بغضب على الفراش.. فجلست على طرف الفراش وهي تردد بحنق :
-مازال لا يجيب على هاتفه ايضًا ؟؟؟!!
اومأت مؤكدة ثم انفجرت تصرخ مزمجرة بعصبية مفرطة :
-منذ خطبتنا وهو يتجاهلني من الاساس.. يجيب على اتصالي مرة ويتجاهله ألف مرة.. لا يتصل بي ولو مرة واحدة… لا يعزمني على عشاء في الخارج كأي اثنان تمت خطبتهم
مطت والدتها شفتاها بأسف وهي تردف :
-والدك يعتقد أن علاقتكمـا جيدة.. لذلك لم ينهيها !!
إحتدت نظرات ريهام وهي تحذر والدتها بجدية تامة :
-ولن يعلم.. لن تنتهي خطبتي بـ عاصي يا أمي،،،، عاصي دخل عقلي ولن يخرج منه !!!!
ضيقت الاخرى عيناها وهي تسألها متوجسة :
-يعني ؟؟؟ ماذا ستفعلين الان!!؟
رفعت ريهام رأسها وهي تنظر للاشيء…. وداخلها شيء يردد بصوت جمهوري سيطر على زمام العقل والروح
” عاصي لها… اصبح لها وانتهى الامر “!!!
لم تنظر لوالدتها وهي تتابـع بشرود :
-بالتأكيد زوجته هي سبب ذلك الجفاء
ثم نظرت لها بهدوء متشدقة بـ :
-انا سأتصرف.. اتركيني الان يا امي رجاءًا
هزت والدتها رأسها بقلة حيلة ثم نهضت بالفعل لتغادر فأمسكت ريهام بهاتفها تتصل برقم ما ثم وضعت الهاتف على اذنها منتظرة الرد.. دقيقة وجاءها الرد بصوت رجولي اجش :
-مرحبًا
ردت بابتسامة غريبة :
-مرحبًا حسين.. احتاجك بشيء مهم
سألها الطرف الاخر :
-بالتأكيد ريهام.. انا بالخدمة دائمًا
-سأخبرك ولكنه شيء في غاية السرية وايضًا لا يحتاج تردد… هل ستستطع ام أرى شخصًا اخر ؟!!!!
-لا تقلقي.. اخبريني
اخفضت صوتها ثم بدأت تسرد له ما تفكر به رويدًا رويدًا وبحروف متقنة وعقل ماكر متيقظ مدبر…..
******

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حورية بين يدي شيطان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى