رواية حورية بين يدي شيطان الفصل الثاني عشر 12 بقلم رحمة سيد
رواية حورية بين يدي شيطان الجزء الثاني عشر
رواية حورية بين يدي شيطان البارت الثاني عشر
رواية حورية بين يدي شيطان الحلقة الثانية عشر
صباح يوم……
كانت حور تقف في الحديقة امام بعض الزهور والأشجار لترويهـا بابتسامة ناعمة ووجه ابيض متورد مبتسم للحيـاة التي أظهرت له جانبًا من التقبل !!…
وفجأة وجدت من يحيطها من الخلف ليمسك بـ رشاش الميـاه وهو شبه محتضنها من الخلف…. ثم ردد بصوت هادئ ولكن لاح به بعض المرح :
-لا تُمسك هكذا.. بل هكذا !!
عضت حور على شفتها السفلية بحـرج… قُربه منها بهذه الطريقة يُسبب حالة من الهذيـان لثنايا العقـل التي تحاول التدرج تحت حالة التصنم الاجبـاري…..
فحاولت اخراج صوتها الذي خرج متوترًا مبحوحًا :
-حـ… حسنًا أنا سأفعلها اتركها عاصي
هز رأسه نافيًا وهو مازال يحيطها من الخلف.. فتابـع بعبث دغدغ حواسها :
-لا.. الوضع جيد جدًا هنا
همست بحروف مشتتة كحالتها المثيرة للشفقة :
-عاصي !!!
تأوه عاصي بصوت مكتوم… يا الهي.. مجرد همسة منها تفعل به الافاعيـل… تجعله يود دفنها بين احضانه فلا يسمع صوتها الناعم هذا ولا يراها سواه…..!!
عاد لرشده وهو يحاول سحبها منه :
-اعطيني اياها انا سأسقيهم
هزت رأسها هي الاخرى بعناد :
-لا لا.. أنا مَن بدأت بها وانا مَن ستُنهيها اتركها
-قلتُ لكِ اتركيها وتخلي عن هذا العِند قليلاً…
ظل يحاول جذبها من بين يداها وهي تحاول الحفاظ عليهـا…. والمياه تتناثر عليهم نوعًا ما… ولكن عندما ازداد الشد والجذب بينهم ارتمى رشاش المياه لأعلى فغرقهم تمامًا بالمياه مما جعل حور تشهق من المفاجأة وملمس المياه على جسدها…..
وعاصي تجمد مكانه للحظة مبهوتًا يحدق بها وبه بأعين متسعة ثم وفي اللحظة التالية التي كانت خيط رفيع ينساب من بين جوانح عشقه المتخفي كان ينفجر ضاحكًا على مظهرهمـا لتشاركه حور الضحك بأريحية… كلاً منهما يتعامل بتلقائية في تلك اللحظات…. دون ان يفكر هو انها شقيقة القتلة… ودون ان تفكر هي انه مَن أهانهـا بكثرة في الفترة الماضية !!!!
بدأا يتوقفا عن الضحك تدريجيًا… فكادت حور أن تسير بهدوء ولكن قدماها اهتزت وسط الارض المبللة لتترنح في وقفتها ثم كادت تسقط صارخة بألم :
-ااااه… عاصي !!!
نطقها لأسمه كان بمنتهى التلقائية ورد فعله المتهافت للحاق بها كان تلقائي ايضًا…..
امسك بها ليحيط خصرها بحركة عفوية قبل أن تسقط… ليظل الاثنـان على حالتهم الساكنة…. والأعين تتلاقى في طريق مظلم أضاءه وميض العشق !!…
تحركت إصابع عاصي دون ارادة منه لتتحسس وجنة حور التي اغمضت عيناها بتلقائية تستمتع بملمس يداه على وجنتها….. لتسمع همسه الذي أطرب اذنها بعدها :
-أنتِ جميلة،،، جميلة جدًا حور !
حينهـا بدأت تفتح عيناها ببطء… لتطل عيناها البندقيـة الطفولية…. فأعادته رشده وهي تذكره لمَن تنتمي.. هب منتصبًا في وقفته ليبعدها عنه فتنحنحت هي الاخرى بحرج ثم هتفت :
-شكرًا لك
اومأ برأسه دون رد فكادت حور أن تسير ولكنه قاطعًا صارخًا بصوت مستنكر :
-انتظري.. هل ستدخلين هكذا ؟؟؟
قالها وهو يشير لملابسها التي اصبحت ملتصقة بها بسبب المياه…. فعقدت هي حاجباها بعدم فهم يليه همسها ببلاهه :
-نعم.. لماذا ؟!!
كز على أسنانه بغيظ واضح تفجر في اورته لمجرد تخيله ان رجل اخر يمكن ان يراها بهذا المنظر الذي جعله يكاد يحترق شوقًا لها…..!!
فاقترب منها بخطوة سريعة مما جعلها ترتد للخلف بقلق… ودون تردد كان يحملها بين ذراعاه كريشة خفيفة فشهقت هي معترضة برقة :
-ماذا تفعل عاصي اتركني !!!!
نفى بصوت حازم خشن :
-ليست زوجتي مَن تسير بملابس ملتصقة هكذا ويراها مَن يراها من الخدم
ورغمًا عنها ارتسمت ابتسامة تلقائية على ثغرها… ودقات قلبها تهتز بعنف مجنون…. يغار… عاصي يغار…!!!!
امنية ثانية من امنياتها تحققت… وكم أنت كريم يا الله !!
همستها لنفسها وهي تلف يداها حول رقبته.. وبصوت عذب رقيق تهمس دون ان تعير صدمته المرتعشة وتصلبه اهتمام :
-انا اعشقك عاصي…….
*****
حاولت أسيل أن تفتح عيناها ولكن شيء صلب كان يربط عيناها فيجعلها عير قادرة على تحريك جفناها حتى… منذ شعرت بمن يكبلها حينها ولم تشعر بأي شيء بعدها وفقدت الوعي !!…..
كادت تبكي وهي تهمس بصوت مبحوح :
-مَن أنت وأين انا ؟؟!
سمعت صوت رجولي خشن وأجش يأمرها :
-اصمتي.. سيأتي الان
وبالفعل صمتت.. تشعر بالرعب يتسلل لجميـع خلاياهت مسببًا لها حالة من الاضطراب والهرج والمرح الاجباري….!!!!
وبعد دقيقتان تقريبًا سمعت صوت باب يُفتح ثم يُغلق.. ابتلعت ريقها بتوتر وداخلها تدعو الله أن لا يكون ما جال بخاطرها صحيحًا….
وفجأة شعرت بملمس اصابع خشنة باتت تكره لمستها وهي تتحسس وجهها ثم صوته القذر يهتف بسماجة :
-نعم… انه انا.. زوجك العزيز يا أسولتي !
حينها زمجرت فيه بحدة كقطة شرسة :
-أنا لستُ زوجتك أيها اللعين أنا طليقتك !!
تأوهت بألم عندما جذبها من شعرها يضغط عليه بعنف وهو يصرخ بها في المقابل :
-بلا… أنتِ ستظلين زوجتي شأتي ام أبيتي
كادت دموعها تخونها لتهبط على وجنتها ولكنها تماسكت بصعوبة ورغم ذلك خرج صوتها صلبًا جامدًا وهي تسأله :
-ماذا تريد ثامر ولماذا اختطفتني ؟!!
رد عليها بكل جرأة وفجاجة :
-أريدكِ أنتِ أسيل… اما لماذا اختطفتك فلا يجب أن تسألين هذا السؤال لانه يُثير جنوني زوجتي العزيزة.. اختطفتك لانكِ ترفضين الحديث معي او حتى رؤيتي وذلك المعتوه يظن انه له كامل الحق فيكِ ليمنعني رؤيتك تمامًا
تلوت شفتاها بألم وهي تخبره :
-لمَ لا تريد أن تفهم يا ثامر ؟؟؟!!!! أنا تحملتك اكثر ما يمكن ان يتحمل بشر،،، وانتهت تلك القدرة على التحمل.. نحن انتهينا ثامر ارجوك افهم ذلك
زمجر فيها بجنون شياطين مُخيف تلبسه بلحظة :
-لا لم ننتهي… لم ولن ننتهي أسيل، أنتِ لي ولن اسمح لكِ أن تكوني غير ذلك
لم تترد وهي تصرخ به هي الاخرى :
-ستتركني وشأني شأت ام ابيت…!!!
وجدته يحيط وجهها بين يداه برفق.. ثم تابـع بمكـر رن بوضوح مصطدمًا بطبلة اذنها :
-ما رأيك أن نُعيد المحاولة ربما أنجح وتُغيرين رأيك..؟!
إتسعت حدقتاها ورددت مستنكرة،، مصدومة :
-نُعيد ماذا ؟؟؟؟
كانت شفتاه تنتقل على وجهها ببطء بدا لها مثير للاشمئزاز واستطرد بخبث :
-محاولة لمسك حبيبتي… المحاولة التي فشلت مسبقًا ربما استطع الان واكون شُفيت ؟!!!!!
هزت رأسها نافية بسرعة هيستيرية :
-بالطبع لا هل جُننت يا ثامر انا متزوجة الان ؟!!
بدا لها مجنون فعليًا وهو يردف بصوت غريب ولكنه شيطاني كفحيح افعى :
-لا يهمني،، سأنفذ ما اردته ربما انجح وتكونين الاولى أسيل………..!!
******
كانت ريم بغرفتها تضم ركبتاها لصدرهـا وتحدق بالأرضية بشرود تام… لازالت تتذكر ما حدث بوضوح.. حديث ظافر الذي كان واهي بالنسبة للاتهامات التي وُجهت إليه بعدهـا….
كلامه مازال يتردد بأذنيها للتو
” كان لي علاقة ولكن بغير عمد يا ريم.. أنا مَن تسببت أن يصعد والدك في السيارة التي مات بها لانها كانت سيارتي انا.. وأنا مَن خلقت العداوة بيني وبين الرجل الذي قتله ” !!!
ولكن كلما حاولت تصدقيه يعود كلام والدتها التي انفجرت فيها تصرخ
” لا تصدقيه انه كاذب يحاول التبرير امامك.. ولكنه لم يخبرني بذلك ابدًا قبل ان تعلمي أنتِ،،، انا اخاف عليكِ حبيبتي هو سيدمرك كما دمر والدك انا متأكده ” !!!!
ولكن “ريم” ليست متأكده من أي شيء… تصدق والدتها التي يجب ان يكون كلامها شيء مُسلم به…. ام تصدق التصرفات المغموسة بالحنان والحب التي اغدقها ظافر بها منذ أن وعت لتلك الدنيـا….؟!!!
تحتاج “حور” تحتاجها وبشدة في تلك المواقف… ولكن تحذير زوج والدتها وهو يأمرهم بعدم الذهاب لها حتى لا يثيرون المشاكل بين العائلتان منعها….!!
مسحت على رأسها اكثر من مرة وهي تتنهد بصوت مسموع… ثم نظرت لهاتفها وهو يرن للمرة التي لا تذكر عددهـا…. تأففت وهي تمسك به مرددة :
-ماذا يوجد يا ظافر حتى تتصل بي اكثر من 15 مرة ؟!!
سمعت صوته الهادئ وهو يخبرها :
-انتظرك اسفل البناية معك عشر دقائق لتصبحي امامي والا سأصعد انا وأحضرك رغمًا عنكِ
قال كلماته ثم اغلق الخط بكل بساطة وسلامة نفس… كزت ريم على أسنانها بحدة ثم نهضت لترتدي ملابسها وداخلها يتوعد له……
وبالفعل انتهت وهبطت له بسرعة لتجده ينتظرها في سيارته…. صعدت السيارة وهي تزمجر فيه بعصبية :
-ماذا يوجد هل قامت القيامة يا سيد ظافر ؟!!!
هز رأسه نافيًا ببرود :
-لا ولكنني أعددتُ لكِ شيء اردت أن ترينه الان
كادت تنطق بشيء اخر ولكنه اشار لها بيداه محذرًا وعيناه تقدح شرارة :
-يكفي الان ستعلمين ما إن نصل …
وبالفعل تذمرت بصمت وهي تمط شفتاها لتبتلع باقي حروفهـا وتصمت…..
وصلا المكان المجهول ليترجل ظافر اولاً ثم توجه ليجلب ريم بهدوء ويسيرا معًا للداخـل…. كان المكان واسع جدًا وخالي لا يوجد به سواهم !!!
وفجأة وجدت ريم نفسها تقف امام مساحة واسعة جدًا من الخضـار…. زهور واشجار تحيطها من كل جانب.. وفي الارض بالونات بعدد كبير جدًا يملأ الارض… كانت لوحة مرسومة بتخطيط فنان اودع فنه كله للعشق… لعشق تلك الصغيرة خصيصًا……!!
تلقائيًا امتلأت عينـا ريم بالدمـوع وهي تسير وسط البالونات… يحدث ما تمنت يومًا…. أن يعد لها حبيبها مفاجأة ويحضر لها البالونات… ولكنها لم تتوقع ان يتحقق الحلم ليجعل قلبها يخفق بتلك الطريقة !!!….
انخفضت ببطء تمسك بـ احدى البالونات لتجد مكتوب عليها
” أنـا…. ”
تركتها وهي تسير قليلاً لتمسك بالونة اخرى وجدت مكتوب عليها
” أسف… ”
تركتها ثم امسكت اخرى لتجد
” يا ريم ”
اتسعت ابتسامتها وهي تتحرك لتمسك اخرى فوجدت
” أنـا….”
فركضت تمسك الاخيرة بلهفة ووجدت
” أعشقك صغيرتي ” !!
استدارت لتحدق بظافر الذي كان يراقبها واضعًا يداه في جيب بنطاله… ودون تردد كانت تركض تجاهه وبكل الجرأة التي خُلقت داخلها من قلب ينبض بعنف ولاول مره…. وعينـان تضخ سعادة ووميض اُنير لاول مره كانت تقبله بشغف برئ طفولي…!!
في البداية تصنم هو بصدمة ولكن سرعان ما كان يلتهم شفتاها بلهفة وشغف وجنون اكبر… وكأن عاصفة ضربت بكلاهمـا….
لم يترك شفتاها الا عندما شعر بحاجتها للهواء.. وما إن ابتعد حتى همست هي بصوت لاهث :
-وانا اعشقك ظافر… اعشقك بجنوووون !!!!!
…………………………………
وفي الطرف الاخر كانت عينان تراقبهم بغل واضح وترقب أسد يود الانقضاض على فريسته ليقضي عليها تمامًا….
رمى سيجاره ارضًا وهو يردد بصوت اجش يحمل حقدًا دفينًا :
-عش سعيد قليلاً يا ظافر…. فالجحيم ينتظرك بعد قليل “…..
*****
في يوم اخر…..
الأيام تمر وعاصي لا يستطع الوصول لأسيل او علي اطلاقًا… واكتملت الكارثة عندما لم يستطع الوصول لثامر ايضًا…..!!
بدأ يشعر أن تيارت القدر تعارضه وبعنف… تعارضه بقوة بدأت تُشعره بالاختناق الحقيقي يقبض على صدره فتجعله يتلوى من مرارة العجز والألم…!!!!
كان جالسًا على الاريكة في المنزل يقلب في هاتفه بجنون عشوائي… ولسوء الحظ وجد تلك الرسالة فبدأ يقرأها مرة واثنان وثلاثة وكأنه غير مصدق
” لا استطيع الحديث ولكن لا تجيب على مكالماتي ولا تأتي ابدًا يا علي…. حور ” !
احمرت عيناه بطريقة مُخيفة وهو يضغط على الهاتف بين يداه بعنف حتى برزت عروقه بشدة…. في نفس اللحظات التي كانت حور تسير فيها باتجاهه بحسن نية وبابتسامة هادئة ارتسمت على ثغرها بمجرد ان رأته و…………….
******
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حورية بين يدي شيطان)