رواية حورية بين يدي شيطان الفصل الثامن عشر 18 بقلم رحمة سيد
رواية حورية بين يدي شيطان الجزء الثامن عشر
رواية حورية بين يدي شيطان البارت الثامن عشر
رواية حورية بين يدي شيطان الحلقة الثامنة عشر
كان “عاصي” أمام غرفة الطوارئ بالمستشفى.. ينتظر والقلق يستوطن كل خلية حية بخلايـاه…. والندم يشوبه مدمرًا ثباته الشعوري !!……
يتمنى لو لم يفعل… يتمنى لو كان تركها معه وعاملها بجفاء كما كان….. يتمنى ويتمنى فتصبح الامنيـات على قيد خيوط العقل ليس إلا…!!!
انتبه للطبيب الذي خرج يمسح وجهه بأرهاق فسأله عاصي بلهفة لم يستطع اخفاءها :
-ماذا حدث لها ؟؟ إنها المرة الثانية التي تُصاب بنزيف فيها!!
هز الطبيب رأسه بأسف وهو يخبره :
-اعتذر سيد عاصي ولكن للاسف فقدنا الجنين.. عوض الله عليكما
ثم ربت على كتفه عدة مرات وهو يتخطاه بهدوء…. وكم كانت ثقيلة كلماته على ذلك القلب الذي يستجدي تخفيف ضغط ضربات القدر عليه….!؟
نظر بأعين زائغة لوالدته التي طالعته بأشفاق مرددة بهمس :
-قدر الله وماشاء فعل…
شعر بنصل حاد ينغرز بصدره كلما زاد ادراك الحقيقة داخل ثنايا عقله…. هو فقد طفله…. فقد النبتة المزروعة لتُحيي عشق محكوم عليه بالموت….. فقد طفله من المرأة التي عشقها دون ارادته….. فقد طفله من حوريته !!!!!…..
سار دون أن ينطق بحرف للغرفة… وهنا نطق ابراهيم بنبرة جافة :
-لا افهم ما كل هذه الدراما.. كيف يصبح الحال إن كان طفل عمره سنوات وليس اسابيع ؟!!!!!!
وهنا لم يستطع علي أن يتمالك نفسه أكثـر… فانقض عليه يصرخ فيه مزمجرًا بجنون ولكن دون أن يمسه :
-من ماذا انت مخلوق!!! أليس لديك لا شعور ولا احساس ؟؟ ألا تشعر ببعض الشفقة على تلك المسكينة؟؟؟ لا ادري ماذا فعلنا ليكن شخص مثلك والدنا
رفـع ابراهيم يده ودون تردد كان يصفعه بعنف غير مبالي بالحشد الذي تجمع على صراخ علي !!!!….
شهقات مختلفة صدرت عن الجميع واولهم أسيل التي لم تتوقع أن يهين أب رجل مثل علي وامام الجميع بهذه الطريقة !!….
بينما علي كان يحترق داخليًا…. بدا وكأن النيران تتصاعد من بين عيناه التي احتدت فبدا الشيطان ساكنًا فيها وعروقه التي كادت تخترق جسده……!!!
خاصةً مع صراخ ابراهيم المنفعل وكأنه على حق :
-اصمت ايها اللعين.. كيف تجرؤ ان تصرخ على والدك بهذه الطريقة ؟!! ولكن العيب ليس منك بل من التي لم تستطع تربيتك كالرجال
وهنا تدخلت أسيل بسرعة وهي تسحب علي من ذراعه متمتمة بصوت خافت :
-علي ارجوك تعالى معي ارجوووك
وبالفعل سار معها دون نطق كلمة لتنظر والدة اسيل للجميع وهي تصيح بضيق واضح :
-انتهى الفيلم هيا من فضلكم كل شخص يعود كما كان !!!
………………………………………
سارت أسيل مع علي بصمت حتى دلفا إلى المصعد ليهبطـا للدور الارضي…. وبمجرد أن اُغلق الباب عليهما اقتربت أسيل من علي حتى وقفت على طرف أصابعها وامسكت وجهه بيداها ثم طبعت قبلة عميقة على وجنته التي صفعه والده عليها……
في البداية تجمد علي مكانه وعقله يحاول ترجمة لمساتها التي تلهب مشاعره كالعـادة… خاصةً وهمسها الذي كان كترنيمـة تثير داخله شتى المشاعر التي تجعله يود الانقضاض عليها تخترق اذنيه :
-انا أعشقك علي……
كلمة واحدة كانت كفيلة ان تُطلق سراح الشياطين التي اختُزنت داخله لتحل محلها عاطفة مهتاجة وعشق موقد يحتاج للهيب الشعور بها لتكتمل البراكين اشتعالاً…..!!
كادت تبتعد ولكن يداه كانت الاسرع لتحيط خصرها ببطء وهو يُقربها منه اكثر ويده قبضت على خصرها بينما الاخرى تزيح الخصلة التي ظهرت من اسفل حجابها الصغير وهو يهمس بصوت أجش :
-عيدي ما قلتيه الان أسيل
كان يتحدث بهدوء وهو يضغط على الزر الذي يُعطل المصعد…. لتبتلع اسيل ريقها بتوتر وهي ترى تأثير كلمتها الصغيرة يزداد عن المتوقع…
بللت شفتاها بتوتر ثم همست بتلعثم :
-لقد قلت…. آآ قلت أني….. أني أعشقك علي
أغمض عيناه وهو يستمتع بطرب الكلمة على مسامعه.. أصبح ملتصق بها وأنفه تلتقط رائحتها التي يعشقها فأردفت اسيل بصوت يكاد يسمع :
-علي نحن بالمصعد !!
هز رأسه بلامُبالاه وهو يأمرها بهدوء تام :
-عيديها مرة اخرى
رمته بنظرة شك ولكن زفرت بتوتر وراحت تكرر :
-أعشقك علي.. اعشقك وبجنون ولا اريد سواك
دفن وجهه عند رقبتها يملأ رئتيه بعبقها الذي يسكره وهو يهمس بأنفاس سريعة :
-همسك ذاك يجعلني اود فعل اشياء وجودنا بالمصعد يمنعني من فعلها
ضربته على كتفه بحرج واضح :
-علي
امسك يداها الاثنان بيد واحدة وهو يقترب من شفتاها بحركة خاطفة متمتمًا بصوت خشن من فرط عاطفته :
-تبًا لعلي واليوم الذي وُلد به
والتهم باقي حروفها المعترضـة ليُسكت اعتراضها بطريقته… شفتاه تتناغم تلقائيًا مع رنين شفتاه بينما هي كالمسحورة لم تستطع سوى ان تستكين بين يداه… مرت دقائق وهو لا يريد ترك شفتاها وشهدها إلى أن دفعته أسيل هامسة من وسط لهاثها :
-يكفي علي ستفضحنا
اومأ عدة مرات مؤكدًا وهو يمسك يدها ويعتدل في وقفته :
-نعم معكِ حق يجب أن نذهب لغرقة الحديقة ونُشهدها على ملحمة عشق من نوع آخر…
قال اخر كلماته وهو يغمزها بطرف عيناه بمكر لتغزو الحمرة وجهها الصغير،،،،فعضت على شفتاها بتلقائية ثم تابعت :
-أنت قليل الادب وبلا حياء ايضًا
تلاعب بحاجبيه وهو يردد بعبث بينما يقترب منها ببطء وكأنه على وشك تذوق شفتاها مرة اخرى :
-اعلم حبيبتي ولكن الشوق يحرقني وانتِ لا تشعرين….
وبحركة مفاجئة كانت تضغط على الزر ليعمل المصعد مرة اخرى فابتسمت بانتصار طفولي….
ليبادلها هو الابتسامة ولكنها غامضة تناسب الافكار التي تتأرجح بعقله وقد وجد انسب حل ليمنع عاصي من محاولة طلاقه هو واسيل………..
******
بدأت “أطياف” تفتح عينـاها ببطء وهي تحك رأسها بتلقائية متألمة من الصداع الذي يكاد يفتك بها… بمجرد أن تفرق جفناها اخترق عيناها الضوء فعقدت حاجباها وهي تنهض ببطء… ولكن بمجرد أن نهضت شهقت بعنف وهي تدرك أن الذي بجوارها ليس ظافر بل رجل آخر تراه لأول مره……..!!!!
ارتجف جسدها بخوف وهي تحاول ان تتذكر الذي حدث فبدأت بعض المقتطفات تأتي بذاكرتها كنوع من اشفاق القدر عليها…..
فلاش بــاك##
مال بها ظافر نحو الفراش وهو فوقها يقبلها نعم ولكنه يشعر أنه سيتقيء وهو يقبلها ولكن للضرورة احكام…!
نهض عنها بسرعة وهو يغمغم بصوت ماكر خبيث بدا لها عبث متوقع فقط :
-انتظري لا اريد أن تنتهي تلك الليلة بهذه السرعة
ابتسمت أطياف باتسـاع وهي تومئ مؤكدة :
-وانا ايضًا
غمزها ظافر بمكر ثم سار متجهًا نحو المطبخ وهو يردد لها بحزم :
-انتظريني هنا سأتي لكِ بمشروب سينال اعجابك
اومأت موافقة بلهفة وبالفعل بدأ ظافر يسكب بعض من الخمر ولكنه وضع به “منوم” وابتسامة شيطانية تحتل ثغره.. انتهى ثم سار عائدًا لها….
اقترب وهو يمد يده لها قائلاً بخشونة :
-تفضلي على شرف عودتنا لبعض
ومن حسن حظ ظافر أن تلك البلهاء لم تشك به ولو للحظة….!!!
بل شربته كله بحماس والرغبة والانتصار المعتوه يظللا عيناها فلم تعد ترى الواقـع….!
اقترب منها ظافر مرة اخرى يعطيها شعور أنه سيقترب منها ولكن ما هي الا دقائق معدودة وبدأت اطياف تغفو في نوم عميق ليخلع عنها ظافر كل ملابسها ويضعها في الفراش ويغطيها بأحكام ثم امسك هاتفه يتصل بأحدهم وهو يهتف بهدوء :
-هيا اصعد بسرعة
وبالفعل صعد ذلك الرجل الذي أجره ظافر ليحتل مكان ظافر ويغادر ظافر وعمار بسرعة ليكمل مخططه……!
باك###
هبت اطياف منتصبة لتغادر الفراش بسرعة ولكن خاب ظنها عندما فُتح الباب فجأة على مصرعيه وتدلف الشرطة وخلفهم ظافر الذي شهق بصدمة مصطنعة وهو يصيح كأي رجل شرقي :
-ايتها الخائنة ال**** ماذا فعلتي يا حقيرة
اتسعت حدقتاها بفزع وهي تقول بسرعة :
-ظافر لقد كنا آآ…..
هز رأسه وهو يقترب من الرجل الاخر وكأنه على وشك قتله:
-نعم كنا متفقان أن اتي لأخذك للمنزل الذي كنت انوي الاقامة فيه معك ومع طفلي
ثم بدأ يضرب الرجل ليمسكه الشرطي بسرعة وهو يردف بجدية :
-اهدئ سيد ظافر نحن ادرى بالتعامل معهم
ثم اشار لباقي العساكر نحو اطياف التي كانت تلف جسدها بغطاء الفراش:
-خذوها
وهنا ظلت اطياف تصيح بجنون
“لم افعل شيء لم افعل”….
حينها اقترب ظافر من الضابط ليخبره بنبرة رسمية:
-لا اريد اي فضائح يا حضرة الضابط انت تعلم هذه قضية زنا
اومأ مؤكدًا له وسار بسرعة ومعه ذلك الرجل ليُكتم صوت اطياف بالفعل وتغادر الشرطة بهدوء كما اتوا فجلس ظافر يتنهد بعمق وهو يشعر بالثقل خف عن كاحله…. فلم يكن هناك حل آخر ليتخلص من تلك الكارثة نهائيًا ويضمن أن حضانة عمار ستكون له….!
بعد فترة من الشرود انتبه على صوت الباب يُطرق فنهض بهدوء ليفتح فتفاجئ بـ ريم التي كانت غريبة فسألها مستنكرًا :
-ريم ! ماذا تفعلين هنا ومابكِ ؟؟
حاولت استجماع شجاعتها وهي تخبره :
-انا اتيت لأخبرك انني رفعت قضية خُلع يا ظافر لأنني أحببتُ شخص وسأتزوجه !!!!…..
*****
واخيرًا بدأت حور تستعيد وعيهـا رويدًا رويدًا لتجد عاصي يجلس جوارها كما هو منذ أن دخل منتظرًا استيقاظهـا….ولكن تلقائيًا أشاحت بوجهها عنه وهي تنهض ببطء متأوهة ثم قالت :
-ماذا تفعل جواري
لم ينطق سوى بكلمة واحدة هادئة :
-انتظر زوجتي ان تستعيد وعيها
حينها صرخت فيه بانفعال حاد :
-لم اعد زوجتك لا تنسى انك طلقتني
تنهد عاصي تنهيدة عميقة تحمل في طياتها الكثير والكثيـر… ثم حاول امساك وجهها وهو يرد بحنان :
-أعدتك لعمصتي حور.. أنتِ ستظلين زوجتي لحين موت احدنا !!!
ولكنها نفضت يداه عنها بسرعة لتشهق متذكرة وهي تسأله بنبرة متوجسة :
-هل حدث لطفلي شيء ؟؟!!!
اغمض عاصي عيناه عند ذكر تلك السيرة التي تُهلك روحه… لتزمجر حور بجنون :
-لا تصمت هكذا اجبني هل حدث لطفلي شيء ؟؟؟!!!
ثم بدأت تهز رأسها نافية ليمسك عاصي يداها وهو يستطرد بنبرة تفوح ألمًا يعاوده وكأن شقيقه قُتل للتو :
-حور أنتِ مؤمنة بقضاء الله وآآ……..
ولكنها قاطعته عندما نفضت يداه عنها باشمئزاز وبدأت تصيح بنبرة عالية لو كانت صاحت بها منذ فترة لكان صفعها بلا تردد ولكنه لأول مرة لا يفعل بل يتمنى أن تصرخ وتصرخ لتطرد أشباح الألم من داخلها…..!!
إلى أن هدأ صياحها فبدأت تبكي بصوت منخفض حينها جذبها عاصي لأحضانه رغم ارادتها لتتلوى روحه ألمًا عندما سمعها تهمس بحروف متقطعة :
-أردت ذلك الطفل عاصي… اردته ولم ارد سواه واعتقدت أنه الشيء الجيد الوحيد الذي خرجت به من ذلك الزواج ولا انكر احببته لأنه منك أنت…….
حينها بدأ عاصي يُقبل رقبتها بعمق وهو يضمها له اكثر متمتمًا بصوت خشن يضخ حنانًا وعشقًا دفينًا :
-اعدك حور أنني سأملأ تلك الدنيا أطفالاً منكِ أنتِ فقط حتى تصرخين أنكِ اكتفيتي ومع ذلك لن أكتفي وسأجعلك حامل مرة اخرى واخرى واخرى
بدأت حور تبكي بأحضانه رغم أن وعده ذاك لو كان بوقت اخر لكان جعلها تلحق في السماء…….
ظلا هكذا حتى ابتعدت عنه حور وهي تدفعه مرددة بصوت مبحوح :
-أين اخي.. اريد علي
هز رأسه نافيًا بحزم وهو يشير نحو الباب المغلق :
-انظري اغلقت الباب بالمفتاح.. لن يساعدك اي شخص غيري.. حتى ملابسك انا مَن سيساعدك لتبدلينها !!!
تأففت حور بضجر :
-عاصي ارجوك اغرب عن وجههي
هز رأسه نافيًا ببرود فلم تستطع سوى ان تخضع له بيأس فلم يعد لديها طاقة ابدا لتلك المناورة…..
وكلما لامست يداه جسدها وهو يساعدها حاولت اسكات تلك القشعريرة الباردة التي تُصيبها…وفجأة وجدته يحتضنها من الخلف ويدفن وجهه عند رقبتها لتصفعها انفاسه وهو يقول بصوت رجولي خشن :
-اقسم لك بالله أنني لم اشعر انني اعشق ذلك الطفل الا الان…. !
تنهدت حور ولم تجيب بل قررت تجاهله واسكات تلك المشاعر الصاخبة داخلها…..لحين اشعار اخر…….!!
******
بعد ساعات…….
كان نفس الشخص “القاتل” ينظر على الباب الذي أغلقه شقيقه للتو ثم نهض بسرعة ليدفع الشرفة بذكاء ثم بدأ يتسلق ليهبط منها وبمجرد أن هبط بدأ يركض بسرعة نحو الشارع الرئيسي ومن استقل سيارة اجرة وهو يخبره بعنوان منزل عاصي الشهاوي بلهفة…..
هو لا يدرك انه في خطا الجحيم بالنسبة لمسار حياته وخطا اخرى ستصك صفحة جديدة في مسار حياة اخرى…….!!!!!
وصل فهبط من السيارة بسرعة وهو يعطي السائق الاموال التي اخذها من شقيقه بصعوبة ليدلف للبوابة فقابله الحارس يسأله بحذر :
-من انت وماذا تريد ؟؟
رد بجدية حادة :
-اريد السيد عاصي بامر هام جدًا
نظر له الحارس بشك ثم اومأ له وهو يسير للداخل بهدوء:
-انتظرني هنا سأبلغه
اومأ موافقا ليسير الحارس بسرعة وبالفعل خلال دقائق كان عاصي يتقدم منه بشموخه وحديته المعتادة فبدأ هو يشعر بالتوتر يغزو كيانه كله و…………
*****
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حورية بين يدي شيطان)