روايات

رواية حورية بين أنياب شيطان الفصل السابع 7 بقلم خديجة السيد

موقع كتابك في سطور

رواية حورية بين أنياب شيطان الفصل السابع 7 بقلم خديجة السيد

رواية حورية بين أنياب شيطان الجزء السابع

رواية حورية بين أنياب شيطان البارت السابع

حورية بين أنياب شيطان
حورية بين أنياب شيطان

رواية حورية بين أنياب شيطان الحلقة السابعة

في الماضي- الرجوع قبل سابق.

كان يقف قاسم بالخارج في جنينه القصر يحاول تصفيه ذهنه حتي جاء خلف منه جمال ربت علي كتفه الأيمن والتفت له قاسم يعقد حاجبيه ثم ابتسم جمال قائلا” ما تزعلش مني يا قاسم انا عارف كنت شديد عليك بس ده والله من زعلي عليك وعلي إللي حصل لك ما توقعتش تعمل حاجه زي كده .. ما تزعلش مني عشان اتنرفزت وتعصبت عليك جامد”

أخذ قاسم نفس عميقاً وهو يقول بهدوء” من غير ما تقولي يا جمال انا عارف كويس انت تقصد ايه وانت معاك حق بس زي ما قلتلك ما فيش حاجه في ايدينا نعملها في الوقت الحالي “

هز رأسه بضيق وقال بعدم رضا” ربنا يقدم اللي فيه الخير”

صمت قليلًا قاسم وعاد يقول متنهدا بصوت مخنوق” انا هدخل جوه عاوز مني حاجه”

هز جمال رأسه برفض وتحرك قاسم إلي الداخل حتي مرت فترة قصيرة و ظل جمال بالخارج يفكر في حل إليه لكن لم يجد حتي نهض بدون فائدة ليدخل آلي الداخل ليقف مكانه فجاه مدهشاً عندما سمع أصوات صراخ تأتي من جانب قصر عصام الصريطي في البدايه تجاهل الامر وتحرك حتى يدلف لكن توقف مره ثانيه عندك سمع صوت صراخ فتاه قلق بشده وتحرك باستغراب بخطوات بسيطة الي نحوه قصر عصام و وقف يسمع ما يدور حتي أنصدم بشده عندما وجد حوريه بداخل القصر و يستمع الى حديثها الصادم الذي أصابه بصاعقه.

في الداخل عند مكتب قاسم دلف جمال دون حديث وجلس أمامه وكان قاسم يمسك بيده كتاب مندمج به ثم رفع رأسه الي ذلك الشارد الذي ارتمي علي المقعد بوجه شاحب اللون ليغلق الكتاب و يضعه جانباً و هو يقول بتساؤل ” مالك يا جمال في حاجه حصلت انت كويس”

تمعن جمال النظر إليه قليلاً الي ملامح وجهه ليضيق عينه و هو يقول بغضب مكتوم” انا عرفت من البنت اللي انت اغتصبتها يا قاسم؟.”

لينظر إلي هيئته بعدم تصديق و هو يعقد حاجبيه بحدة بوجه جامد لا يدل علي اي مشاعر كالجليد هامس” هي مين؟ وعرفت ازاي؟”

في المستقبل -الرجوع الي الوقت الحالي.

**
الرجوع الى فيلا عتمان زاهي.

أغرقت دموعها وجهها وهي تتحدث بصوت ميؤوس منه وتصيح بكره وحقد”خليني المره دي بقى اتحاسب على حاجه عملتها وتستاهل المخاطره”

اقتربت ميسون بخطوات سريعة تقف أمامها علي بعد مسافه قصيره وهي تصيح بقسوة” نزلي المسدس يا بنت انتي، اتجننتي ولا ايه عاوزه تموتي ابويا بعد إللي عمله معاكي انتي وامك ده جزاؤء عاوزه تقتلي بعد ما وقف جنبكم”

ابتسمت جومانه بسخرية وهتفت بتهكم” سيبوها يا جماعه دي بتهدد ولا هتعمل حاجه دي جبانه بتعمل بس الحبتين دول عشان تداري على مصيبتها “

هز عتمان رأسها بنفي بهسترية قائلاً بصوت عالي”اخرسي خالص انتي كمان ماتستفزهاش عشان ما تعملهاش بجد”

ضغطت جومانه على شفتيها بضيق وغيظ من أسلوب جدها معها أمام الجميع فهو لأول مرة في حياته يصيح عليها بغضب هكذا لكنه الأن في وضع حرج.

كان عتمان ينظر إليها بخوف شديد و فزع يلمس قلبه ليشير حازم بكلتا يديه الي الجميع من داخل الفيلا بالهدوء ثم لـ يرفع يده بتحذير لها أن لا تفعلها بينما كانت بدريه تبكي بصمت تشعر أن قلبها سيخلع من قفصها الصدري وهي تري حورية مازالت ترفع المسدس بوجهه جدها عتمان و تود قتلة، رفع عتمان رأسه ينظر إليها بقلق و هو يقول بلهفة” اياكي يا حورية نزلي المسدس يا حبيبتي ده مش حل، نزلي المسدس وانا خلاص مش هعمل لك حاجه”

لكن حورية لم تهتم بما يقولون إنما هي تغمض عينها سعيدة بأنها ستتخلص منه ومن سجن تحكماته المحتجزة به منذ سنوات طويلة و لا تريد الاستماع إلي أي شئ فتحت عينيها بأنفاس مسلوبة و حددت المسدس باتجاه راسه بضعف وقبل أن تضغط على الزنات لتجد شقيقها ساجد الصغير يخرج من غرفته وتقدم منهما بتعجب وهو يفرك عينه ونظر إلى الجميع بقلق شديد وهنا قد وعت حوريه علي نفسها وعلي ما تريد أن تفعلة.

كان مزال قلب عتمان يدق بـجنون ينتظر أن تفعلها وتقتله لكن تفاجئ بها أغمضت عينها بقوة و هي تلقي المسدس بالأرض.

تنفس الجميع الصعد براحه كبيره وفي غضن لحظات سمع الجميع صوت صفعة قوية سقطت علي وجهها حورية مما ادي الي سقوطها بالارض بعنف، شهق الجميع من فعلت عتمان الذي سحب المسدس سريعه من علي الأرض ،وقد بدأت بالبكاء حوريه بصمت وابتعدت عنهم خطوتين بصعوبة و أوصالها ترتعد و شجاعتها وهي تقف أمامه تلاشت تماماً لتنظر إليه تجده اقترب منها وأمسك فكها و صرخ عتمان بحدة و هو يعقد حاجبيه بغضب قائلاً بنبرة قوية” بقي عايزه تموتيني يا زباله ماشي يا حورية انا اللي هاخذ روحك بايدي “

حاول حازم و بدريه التدخل لكن وهو يتنفس بهدوء فقد عاني من حرب اعصاب أتلفت خلايا جسده كلما تذكر مشهد رفعها المسدس بوجه ليهمس بصوت تحذيري” مش عاوز منك حد يتدخل وبنت الكلب دي ما حدش هيربيها غيري “

رفعها من علي الأرض بعنف وهو يجذبها للخارج يصك علي أسنانه بغضب و هو يقول بحدة” هتفضلي هنا مرميه ذي الكلاب لحد ما اشوف اتصرف معاكي ازاي”

ظلت حورية ساكنه تركز علي نقطة في الفراغ ودموعها تغزو صفحة وجهها بغزارة ولم تهتم به يفعله فيها أو بمعنى آخر قد ياست من المقاومه والدفاع عن نفسها دون جدوى حتي استسلمت لمصيرها القادم مهما كان أسواء.

القي بها داخل مخزن قديم ،قليل ما يدخله احد يوجد تحت الفيلا بعد أن ادخلها أغلق الباب عليها بالمفتاح جيد، ثم ألتفت خلفه ليجد الجميع يراقب ما يفعله فيها، فيهم كانت نظراته باشفاق ومنهم من يراقب بشماتة.

ليتنفس عتمان بغضب حين نظر إليهما بتحذير من صوت زمجرته العالية قائلا”لو حد منكم بس قرب من الاوضه دي وفكر يفتحلها هيشوف مني اسوء ما يكون فــاهـمـيــن”

**
بداخل قصر قاسم السيوفي، انتفض جميع الحراس والخدم بالخارج وهما يسمعون أصوات صراخ قادمة نحوه غرفه المكتب لكن لم يتجرا و يتحرك احد الى الداخل وظلوا ينظرون الى بعض بقلق شديد ودهشة وبالتحديد داخل غرفته ليقدم نحو المزهرية الكبيرة الموجودة بالردهة ليمسك بها و بكل قوته يلقيها علي الارض لتصبح فتات لينظر الي أثرها وهو يتنفس بغضب و صدره يعلو و يهبط بقوة.

قد شعر الآن بالعجز لفعل أي شئ بعد الذي سمعه من جمال ازداد قلبه يدق بجنون حتي تأوة بألم مكتوم حين شعر بجحيم من الألم يخترق داخل صدره وجحيم آخر قادم سوف يحرق الجميع بناره بدأ يتنفس بأنفاسه اللاهثة و وجهه الشاحب كـ الموتي، كان يتنفس بغضب هذا واضح من صوت زمجرته العالية بـشراسة وصدره الذي يعلو و يهبط بـجنون.

غصة مريرة بقلبه دائما ما كان اختياراته سليمة لما هذه المرة لما كل هذا الألم لما يحدث معه ذلك، اغمض عينه لتنهمر دمعة وحيدة قد انزلقت من بين اهدابه ليصرخ بصوت عاليه قائلا” لــيـــــه لــيـــــه”

وقف أمام المراه ينظر إلي هيئته و هو يعقد حاجبيه بوجه جامد يمسك بزجاجة عطره المفضلة ليضغط عليها لتنكسر بين يده وقد جرحت يده وهو يشعر بالبرودة تحتل جسده حتي اقتحم جمال غرفته اخيرا وصرخ بـ اسمه بخوف شديد قائلاً” اهدى بقى يا قاسم ما تخلينيش اندم اني حكيتلك اللي سمعته وشوفته “

نظرت إليه بغضب هو يصرخ بجنون و يده تنزف بغزارة “هو انت كمان كنت عاوز تسيبني على عمايا وما اعرفش المصيبه دي، أنا غــبــي غــبــي ما لقيتش غير دي ما لقتش غير مرات اخويا واعمل معاها كده غــبــي”

امسك جمال بيده حين أقترب منه رغم اعتراضه الشديد علي ذلك إلا أنه أجبره علي السير معه حتي اجلسه علي الفراش ليجلس جواره و يمسك بيده رغم الألم الشديد الذي يشعر بيه لكنه لم يهتم بذلك شارد الذهن فقط في تلك الكارثة وتركه يفعل ما يريد ليمسك جمال بعلبة الاسعافات الاوليه بجواره و بدأ في تنظيف جرحه ولف ضمادة نظيفة حول يده تأمل وجهه بأعين متفحصة قائلا بعطف عليه” العصبيه اللي انت فيها دي مش حل اهدي وخلينا نعرف نفكر هنتصرف ازاي، البنت حالتها صعبه أوي يا قاسم كلهم واقفين ضدها حتى اهلها وما حدش مصدق كلامها اصلا فاكرينها بتقول كده وخلاص عشان تداري على واحد بتحبه ده كمان متهمنها انها قتلت جوزها عشان عشقها وما حدش قادر يصدقها انها اغتصبت والطفل اللي في بطنها ده يبقى ابن اللي اغتصبها “

هو فقط اطلق تلك الكلمة بهدوء ولكن كان أثرها على قاسم دها يشبه الألم الناجم من سكين حاد مغروز بالقلب مسنون مدبب ،كانت عيناه جاحظة وكأنه ما زال في طورالاستيعاب لتلك الكلمة البسيطة في نطقها إلا أنها صعبة الاستقبال علي قلبه.

نهض بسرعه ونظرت إليه بعدم استعياب وبضعف و هو يهمس بألم ” بطنها هي حامل كمان اوعي تقولي ان العيل ده ابني انا اياك تنطقها يا جمال، اكدب عليا و قولي اللي انا بفكر في ده صح هاه مش ابني صح ؟!”

نظر إليه بضيق و هو يقول بحدة “مش هقدر اكدب عليك يا قاسم ولا اخاف اكثر من كده ،ايوه حامل منك امال هم عارفوا ازاي لما اكتشفوا ان جاد قبل ما يموت ما لمسهاش اصلا، وكلهم معتقدين دلوقت انها كانت بتخونه”

سقط علي المقعد و بكلتا يديه يمسح وجهه ملامح واهن وهز رأسه بنفي بهسترية بوجه شاحب اللون ليرتجف شفتيه و هو يهمس بصعوبة “الامور عماله تتعقد وانا لازم اتصرف”

نهض قاسم يهتم بالرحيل ليمسك جمال ذراعيه ينظر إليه بتمعن و هو يقول بغضب”
استنى بس رايح فين هم اخذوها ومشوا هي مش موجوده في القصر وما اعرفش رايحين بيها فين “

نظر إليه بحده ليصرخ هو بغضب و اعتراض
و هو يصك علي أسنانه بغضب قائلاً بانفعال”
سيبني يا جمال انا لازم الاقي حل واتصرف بسرعة ما ينفعش اسكت و اسيبها تواجه كل ده لوحدها كفايه اللي فات ..سيبني وخليني الاقي حل للمصيبه دي “

**
في منتصف الليل، تحركت بخطوات متثاقلة خرجت من غرفتها بعد أن تأكدت أن الجميع ذهب الى النوم ونظرت حولها بحذر شديد و تراقب ولا تعرف كيف جاءتها هذه الشجاعه وهبطت الي السلالم بخطوات بسيطة و خفيفه حتى لا يشعر احد بها حتي خرجت الي الخارج وذهبت إلى طريق المخزن الذي توجد فيه حوريه و ظهر بين يدها مفك حديد ووضعته في قفل الباب و ظلت تحاول أن تكسر قفل الباب وبعد معاناه نجحت في ذلك بالفعل وانفتح الباب.

نظرت حولها بخوف شديد وحمدت ربها علي أن لم يشعر بها أحد وقامت وهي تتنهد بتوتر بالدخول إلى ابنتها ولكن مع أول خطوة في المخزن تصنمت مكانها من هول ما رأت،كانت حوريه تجلس في جانب زواياه وجسدها ما يرتعش بشدة وجبينها متعرق وعيناها مفتوحة علي مصراعيها يغمرها الفزع كأنها تصارع الموت ودموعها تنهمر بغزارة.

شهقت بدريه بقوة وقلبها يخفق بخوف عليها خاصة حينما ارتعش جسدها بطريقة مخيفة وبدأت تهزي بكلمات غير مفهومة، اقتربت حاوطتها بكلتا زراعيها وهتفت بقلق وعيناها حاجظة” حوريه مالك بس يا بنتي فيكي ايه
رد عليا يا قلب امك.. انا هنا جنبك ومش هاسيبك ثاني”

رفعت رأسها للأعلي وعيناها امتلأت بالدموع وبدات تهزي بكلمات غيري مرتبه ” انا ما عملتش حاجه.. ماليش ذنب في اللي حصل.. والله ما اعرف هو مين.. اللي عمل فيا كده.. ما اعرفش مين ابو وما شفتوش”

مسحت دموعها بهدوء مصتنع وهتفت بجدية”
ما تخافيش يا حبيبتي ما حدش هياذيك ثاني طول ما انا جنبك بصلي بسرعه وركزي معايا لازم تخرجي وتهربي من هنا قبل ما جدك ياجي”

تعالت شهقات حوريه بقوة تعقد حاجبيها باستغراب خاصة مما تفوهه بيه والدتها، جحظت مقلتيها بصدمة من حديثها ونظرت إليها ودموعها مازالت تنهمر بغزارة وبعدم تصديق مرددة ” اهرب”

نظرت بدريه في وجهها وهتفت بقوة رغم ما يؤلمها”ايوه يا حبيبتي ما فيش حل غير كده انا ما اعرفش و مش مطمنه اول ما النهار يطلع هيعملوا فيكي ايه يلا يا حبيبتي ما فيش وقت قبل ما حد يشوفك”

التفتت لها برأسها تنظر لها بصمت دون تعابير لوجهها ثم هتفت بغضه”مش هاهرب لو عملت كده مش هيلاقي حد غيرك يطلع غله فيه زي العاده، مش هقدر اعمل كده مش هاهرب وتشيلي انتي الليله مكاني”

اقتربت بدريه منها وتجذبها ناحيتها لتقف بغضب وهي تدفعه بيديها رغم الألم الذي تشعر بها داخلها لكنها تريد حمايتها بأي شكل” قومي معايا وما لكيش دعوه انا عارفه اتصرف اديكي لسه قائله حاجه مش جديده عليا وبعدين مفكره حتى لو ما هربتيش مش هيعمل لي حاجه، وانا في الحالتين بموت وانا شايفكي كده ومش قادره اعمل لك حاجه، قومي يلا واسمعي كلامي ما فيش حل غير كده “

ازدرقت ريقها بصعوبة فقد جف حلقها ثم زفرت أنفاسها بعنف وقالت وهي تبعد يدها قائله بتردد” طب هاروح فين ولمين احنا ما لناش حد اروحله “

هزت رأسها بنفي وهي تحاول تحبس دموعها أمسكتها بدريه من ذراعها تساعدها من الرحيل وهتفت وعيناها تملأها سحابة من الدموع “ما اعرفش المهم لازم ما تفضليش هنا افضلي اجري وما تقفيش ولا تبصي وراءكٍ، خذي الفلوس دي اللي قدرت اجمعها من وراء جدك ،وجبتلك هدوم عشان تغيري لبس السجن ده عشان ما حدش يشك فيكي “

أقترب بدريه منها تساعدها لكي تبدل ثيابها وبعد معاناة بسبب ذراعيها الملفوف بالجبس الذي كانت تريد أن تسالها بقلق عن الحادثة لكن الوقت لم يكن في صالحه للتساؤلات وعندما انتهت.

احتضنتها بقوه شديدة وهي لا تعرف هل سوف تراها مره ثانيه ام لا ثم ابتعدت عنها بصعوبة شديدة وابتسمت في وجهها وامرتها بالرحيل بسرعه نظرت حورية إليها بتردد ثم التفتت لتركض للخارج دون توقف كما قالت لها.

جثت بدريه بركبتيها علي الأرض لترقد أرضًا وبكت بحرقة وظلت مكانها تنتظر مصيرها في الصباح عندما يفوق الجميع ولم يجد حوريه بالتاكيد لم يمر عتمان فعلتها علي خير اطلاقا! ثم رفعت رأسها للسماء وضمت يدها داعية ربها برجاء” يارب احفظها لي “

**
استقل قاسم سيارة و وانطلق بسرعه الفهد لا يعرف اين سيذهب لكن مثل الذي يسابق الريح كي يصل إليها ،كان يضرب علي مقود السيارة بغضب وقلبه يخفق بشدة مما سمعه
لا يصدق كيف استطاع اغتصاب زوجته شقيقه الراحل ليلة زفافها لم يتوقع ذلك مطلقاً وان تكون حوريه هي الفتاه نفسها المجهوله الذي أخذ عذريتها و ذهب هارب تركها توجه مصيرها المهلك بمفردها كانت الصدمة ألجمت جسده جعلته كالصنم عاجز عن التصرف، شد علي شعره بعنف وغضب من نفسه حتي لاحظ شيئا هناك جعله انزوي بسيارته جانبًا يتابع طريقة نحو ذلك الشئ.

**
عندما تأخذ منك روحك عنوة تُصبح كالأسد الجريح الذي يصارع الحياة لذلك فعليك المثابرة حتي النجاة مهما وجهت ورأيت أصعب اللحظات لكن عليك النجاه و المحاربة دون توقف.

كانت تسرع هي راكضة بـلهفة و بجنون و هي تتلفت خلفها برعب أن تجد أحد من عائلتها خلفها ويمسك بها لتشعر فجاه بتعب شديد أسفل معدتها وقد خففت قدمها في الركض بصعوبه لكن حاولت تتخلص وتتجاهل الألم حتي تخرج الي أول الطريق وتتاكد من نجدها واصلت الركض مره ثانيه سريعا لكن لم تقدر ولم يساعدها من الألم إلحاد الذي يخترق جسدها بالكامل من الالام النفسي والجسدي حتى اضطرت تقف جانب لهثت من شدة التعب وهي تشعر بألام لا تطاق لتتنفس بقوه ودموعها تنهمر بغزاره

شعرت باختناق انفاسها بداخلها و هي تزيد من سرعتها لتسير بخطوات بطيئه بصعوبه ونبضات قلبها تعلو وتعلو حتى كاد قلبها ان يتوقف عن النبض من شده الإرهاق.

حتي توقفت تسند علي جذع شجره و أغمضت عينها بضعف شديد وتعب حتي كادت أن تنزلق رأسها وتسقط ارض لتجد من يعاونها عن الوقوف و يسحبها بهدوء لتنسد عليه ثم ابتسمت براحه كبيره و وقفت وهي تبتسم بوهن قائلة بامتنان ” شكراً جدآ”

ثم رفعت رأسها لتنظر إليه الي ذلك الشخص الذي ساعدها لتشكره مرة أخري لكن ما أن رأته حتي تصلب جسدها ليزداد رعبها و انفاسها بدأت تبطيء برعب وشعور داخلها بقرب مغادرتها من الحياة، ابتعدت للخلف بخطوات ثقيله و ارتجفت أوصالها و هو تري يقف أمامها يساعدها لتبعد يده عنها بعنف سريعا وتركض وهي تصرخ تريد الهروب منه.

لكنه اسرع إليها وسحبها الي أحضانه وكتم أنفاسها بيده بقوه ثم رفع رأسه ينظر إلي حالتها تلك المصدومة و وجهها احمر من شدة الخوف ليقول قاسم بهدوء ” اهدي ما تخافيش انا جايه اساعدك”

هزت رأسها بنفي عددا مرات و هي تبكي ألم فقد اعتقدت أنه سوف يرجعها الي منزل جدها عتمان مره ثانيه او الي قصر عصام الصريطي وفي الحالتين الموت افضل اليها بكثير، لتشعر فجاه بدوران حاد يعتصر رأسها ثم أغمضت عينها حوريه وسقطت مغشيا عليها لكن لحقها بسرعه قاسم و أنحني يحملها بخفه بين ذراعيه واتجاه بها نحو سيارته.

**
في اليوم التالي، في قصر عصام الصريطي نزل جواد علي الدرج بخفة حتي وصل الي الصالون ليجد ناريمان تجلس أعلي الطاولة بمفردها وتسكب فندق القهوة الساخن إليها عقد حاجبيه باستغراب وتقدم يجلس جانبها قائلا”صباح الخير امال بابا فين”

نظرت إليه بطرف عينها بهدوء وهي تتابع سكب القهوة الساخن قائله” راح الشغل من بدري قال رواء حاجات كثير متكونه عليه بقيلها مده لازم يلحق يخلصها بسرعه.. المهم اقعد افطر أنت وبعد كده تعالي معايا عشان توصلني بيت عتمان”

ضايق جواد عينه بدهشة وقال بضيق” نعم و انتي عايزه تروحي ليهم ثاني ليه مش خلاص وديتلهم حوريه والموضوع خلص عاوزه منهم ايه ثاني “

تمعنت النظر إليه قليلاً بملامح وجهها بضيق و هي تقول بغضب “اولا الموضوع مخلص ده لسه هيبتدي .. ثانيا وده الاهم انا لسه ما جبتش حقي منها “

عقد حاجبيه بعدم فهم وهو يقول بحنق” امال انتي عملتي ايه امبارح وانتي مفكره اهلها هيسكتوا بعد اللي انتي قلتيه وانها حامل في طفل مش ابن جاد الله يرحمه ده مش بعيد يكونوا قتلوها أصلا “

لتتحدث ناريمان دون النظر إليه بعدم مبالاه” تؤ اكيد امها هتلحقها هي واللي هناك يعني لسه فيها نفس وبتعافر “

تنهد جواد علي مضض هاتف بجدية” انا مش فاهمك بصراحه انتي عايزه توصلي لي ايه بالضبط انا فكرت لما انتي خلاص وديتي هناك شيلتي ايدك من الموضوع وسبتيهم يعملوا فيها اللي هم عاوزين”

لتتحدث ناريمان هادراً بعنف وقسوة” قلتلك عاوزه انتقم عشان كده وديتها هناك تاخذ نصيبها من اللي يعملوا فيها، وبعد كده ترجع ليا و اعمل فيها ما بدالي.. أنا في الاول كنت عايزه انتقم منها عشان ابني اللي قتلته وحرمتني منه انما دلوقتي عايز انتقم منها كمان على شرف ابني اللي ضيعته.. اتفضل يلا قومي البسي زي ما قلتلك عشان تيجي معايا”

هز جواد رأسه بضيق و نهض ليرحل حتى يرتدي ثيابه مثل ما قالت له، بينما لتحك ناريمان ارنبة انفها بإبهامه تفكر وترتب كيف سيكون الانتقام بشكل صحيح من ذلك الفتاه حوريه لتري ما يجب عليها فعله معها حتي تنال منها بدرس قاسي.

**
بعد سبع ساعات متواصلة، تململت وصدرت صوت حوريه التي بدأت ان تستفيق من غيبوبتها المؤقتة التفتت حولها برأسها تنظر بصمت دون تعابير لوجهها ثم أمسكت رأسها بألم وهي تستفيق كان الصداع ينخر في رأسها مثل الشنيور،تأوهت بألم وهي تنهض وجسدها يترنح قليلًا من اثر ما تناولته من عنف من الجميع وأيضا النوم لساعات طويلة، بدأت تستعيد استقامتها ومازالت ممسكة برأسها ونظرت حولها لتجد نفسها محتجزة بين أربعة جدران في مكان ما بداخل غرفه بسيطة لتتذكر بعد ذكر ما رأته قبل أن يغشيا عليها
وهتفت بصوت عالي وهي تتجه نحو الباب”
حد يفتح الباب يا اللي هنا”

ازدرقت ريقها بصعوبة لتصمت عندما استمعت الي صوت فتح الباب دلف قاسم يحمل بين يده صينيه فوق منها سندوتشات وكوب حليب دافي وبعض الادويه لها ثم اغلق الباب خلفه سريعاً رغم خوفها الشديد منه إلا أنها تماسكت حتي تواجهت إليه و بشراسة” انت جبتني هنا ليه عاوز مني ايه انت كمان.. مش كفايه اللي عمله فيا اهلك”

وضع قاسم الطعام فوق الطاولة وهتف بهدوء”انا ماليش دعوه بحد ومش عاوز منك حاجه غير أنك تاخدي الادويه عشان صحتك وتاكلي “

جزت علي أسنانها بشراسة وهتفت بغضب وصوت كالهلاك”انا عاوزه امشي من هنا حالا”

ليحدث قاسم بصوت هادئه مرددا” مش هينفع تخطي خطوه واحده بره الاوضه دي ولا تمشي من هنا، استريحي وبعدين هنتكلم زي ما انتي عاوزه عنذ اذنك”

بدات دموعها تهبط كالشلال علي وجنتيها وهي تراه يرحل لتقترب منه ودفعته بكلتا يديها بقوة وهي تشهر سبابتها في وجهه وتصرخ بغضب” خد هنا هو ايه اللي تديني اوامر وتمشي والمطلوب مني انفذ كلام حضرتك، انا بقول لك عاوزه امشي من هنا سامع مش عاوزه اقعد في مكان معاك ما بتفهمش “

صمت قليلًا ثم اقترب قاسم منها ببطئ ومع كل خطوة ينتفض قلب حوريه معها من الرعب الذي تشعر به الآن وهي تتراجع للخلف بقلق منه، حتي وقف أمامها في سكون عجيب يحظي به ومرت ثواني وقال بغيظ مكتوم
“لا بفهم وانا قلتلك كلي اكلك وبعد كده هنتكلم “

كان جسدها يرتجف و اتسعت عينها تنظر إليه و تصرخ بصوت عالي” مش عاوزه منك حاجه بقول لك سيبني امشي انت جايبني هنا عشان توديني ليهم صح ولا هما شويه وهيجوا دلوقتي عشان ياخذوني، عاوزين تعمله في ايه ثاني”

عقد ما بين حاجبيه ليقول بدهشة”هم مين دول “

ارتفعت شهقاتها بنحيب وهي تصرخ به بحدة “هيكون من غيرهم أهلك ناريمان هانم و جوزها وابنها جواد، بس يا ترى المره دي هتعملوا في ايه ولا توديني فين عند جدي تاني ولا بتفكروا لي في مصيبه ثانيه “

وقف أمامها يتأمل ملامح وجهها ببطئ و تروي وهي تكاد أن تفقد الوعي من شدة خوفها
حتي غضب وبشدة احتدت ملامحه و هو يصك علي أسنانه بحده” افتكر ان اني أنا سبق وقلتلك ما ليش اي علاقه بيهم .. حوريه اهدي وما تخافيش ما حدش هياذيك طول ما انتي هنا يلا لازم تاكلي عشان تاخذي الادويه”

نظرت إلى الطعام بشك وابتلعت ريقها بصعوبة وهي تهمس بارتجاف ” انت حاطط ايه في الاكل ومصر ان انا اكله كده يتبروا لي إيه المره دي ..انت عاوز مني ايه بالضبط”

اغمض عينه وزفر قاسم بضيق شديد وقال”
قلتلك مش عاوز منك حاجه غير أنك تبقي كويسه وبخير”

ابتسمت بسخرية وهتفت بتهكم وعيناها تملأها سحابة من الدموع” وانت هتعوزني كويسه وبخير ليه انت كذاب انت جايبني هنا عشان تنتقم مني”

ضغط على يده بعنف مكتوم منها و قد اشتعلت عينه بغضب ليتقدم نحوها هاتف”
هنتقم منك ليه اللي بيني وبينك عشان انتقم منك وما تخافيش ما فيش حاجه في الاكل لو عاوز اعمل لك حاجه انتي قدامي اهو ما فيش حاجه هتمنعني هاستنى ليه احطلك حاجه في الاكل “

لتصرخ به بحدة تحاول أن تداري خوفها الشديد منه”عشان عاوز تنتقم مني لاخوك عشان قتلته بس والله العظيم ما كنت اقصد هو اللي كان عاوز يموتني الاول بس ما حدش عايز يصدقني ،سيبوني في حالي بقى”

عقد حاجبيه بدهشة من حديثها ولم يفهم جيدا ما تقوله لكنه تنهد بضيق شديد وهو يراه خوفها منه و دموعها ليقول بصوت مخنوق”انا مش عاوزه ائذيكي يا حوريه خليكي واثقه من كده “

تنفست حوريه بحدة و صدرها يعلو و يهبط بقوة ثم ابتلعت ريقها و هي تقول بصوت عالي “انت بالذات اخر واحد ممكن اثق فيه اثق فيك باماره ايه اعرفك منين كفايه انك من طرف اكثر ناس بقيت بكرههم في حياتي دول مش بيعملوا حاجه في الدنيا غير أنهم يؤذوني .. سيبني امشي ما لكش دعوه بيا أو لو عاوز تنتقم مني ريحني واقتلني هتكون قدمتلي خدمه العمر”

صدم من حديثها وقد امتعض وجهه بألم شديد ليضغط علي يده يكتم حزنه عليها وتانيب ضميره يشعر أن السبب في أوصلها لتلك الحاله التفت بسرعه قائلا” انا هارجع كمان شويه تكوني خلصتي اكلك وما تنسيش تاخدي الادويه هتفيدك “

خرج من الغرفة وقد استمعت اليه وهو يغلق الباب عليها لتضع يدها علي وجهها و تشرع في البكاء من جديد في حيرة من أمرها لا تعلم ماذا يريد منها ولماذا اخذها الى هنا لكن فكره واحده فقط تدور في عقلها أن سوف يسلمها الي ناريمان مره ثانيه بالتأكد، لذلك عليها الهروب منه باسرع وقت.

**
في فيلا عتمان زاهي تقف بدريه أمام ذلك الجالس بغضب شديد منذ ذلك الخبر الذي وقع علي مسامعه وهو في هياجه وثورته، عندما فتح باب المخزن في الصباح وتفاجئ بـ بدريه تجلس بدل ابنتها حوريه الذي بحث عنها كثيرا وكثيرا ولم يجدها حتي هتفت بدريه بكل هدوء أنها هي من ساعدتها على الهروب ظهر الغضب جليًا على وجه وهو ينظر لها في شراهة وعصبية حتي تحرك نحوها باقصي سرعة وهو يصفعها بقوة ويصرخ بها بغضب و كره شديد” انطقي يا بدريه هربتي بنتك فين انطقي هموتك في يدي.. حوريه فين “

فزع حازم وانتفض من مكانه وتحرك نحوه وهو ينادي عليه ويحاول أن يوقفه عن ضربها قائلا” ما يصحش كده يا جده ما ينفعش اللي بتعمله ده”

كادت أن تسقط بدريه من شده الصفعه لكنها تمسكت واغمضت عينيها بألم حاد يعتصر وجنتيها وحاولت أن تتماسك لما هو قادم. بينما صك علي أسنانه بغضب شديد جحيمي يحرق الاخضر و اليابس وهو يصيح” امال عاوزني اعمل ايه و الهانم هربت بنتها وبكل برود قاعده مكانها وبتقول لي ريح نفسك مش هتلاقيها في الفيلا كله هي مشيت، انت عارف لو البنت دي لو فضلت هربانه كده وهي حامل احنا مصيرنا هيكون ايه ده غير الفضيحه اللي هتفضل ملازمنا طول العمر”

تنهد حازم بضيق شديد وقال بقلق” طنط بدريه انتي فعلا غلطتي لما فكرتي تهربي حوريه وانتي اصلا ما تعرفيش حد توديها لي حد ثقه ده غير البوليس اللي بيدور عليها دلوقت، كده هي مش في امان، ارجوك لو تعرفي مكانها قولي لنا وانا اضمنلك محدش هيتعرض لها ثاني “

ظلت بدريه صامته حتي أبعد حفيده بحده واقترب امام وجهها و هو يقول بعصبية ” انت لسه هتتحايل عليها اوعي كده .. بنتك راحت فين يا بدريه ما هو انا مش هاسيبك غير لما اعرف مكانها”

لتنظر إليه بأعين حمراء مثل الدماء و تشير برأسها إليه و هي تقول ببرود” قلتلك ما اعرفش انا هربتها قلتلها أجري و ما تقفيش وما تبصيش وراءكي ولا ترجعي هنا”

ليهمس عتمان من بين أسنانه بنبرة حادة”
ايوه يعني هي زمانها فين دلوقت هربتها امتى و الساعه كام “

هزت رأسها برفض وهدوء تهتف” مش فاكره حتى لو فاكره مش هقول لك انت بالذات وانا عارفه متاكده انك هتاذي بنتي “

جهل عتمان عن عدم المبالاة الذي تتحدث بيها وهتف بسخرية” ده ايه القوه و البجاحه اللي نازله عليكي مره واحده دي ده انتي كنتي بتترعبي بس لما كنت ابصلك خلاص ما بقاش يفرق معاكي حاجه ومش خايفه مني ولا يهمك حد “

نظرت بدريه إليه والدموع التمعت في عينيها وهي تقول بحزن” ما حدش يهمني في الدنيا دي كلها غير اولادي لما كنت زمان بسكت وارضى فا ده مش خوف منك لا ده كان عشان احمي اولادي وعاوزهم بيتربوا وسط عيله بس للاسف ما لقيتش العيله اللي تستاهل اولادي يكون موجودين وسطهم عشان كده هربتها بايدي وانا مش عارفه هيكون مصيرها فين “

جز علي أسنانه واقترب منها بقسوة شديدة و هو يضغط علي فكها بلا رحمة بين أصابعه لتصرخ هي بألم ليدنو إلي مستوي طولها و ينظر إلي وجهها ليهمس بشراسة” غلطتي غلطه عمرك يا بدريه لما فكرتي تعمليها و تهربي بنتك عشان انتي بالطريقه دي انتي اللي هتدفعي ثمن اللي عملته بنتك واللي أنتي اللي عملتيه كمان، فاستلمي بقى اللي جايلك فتحتي جحيمك على نفسك يا بدريه”

اغمضت بدريه عيناها بقوة وخوف شديد فليس أمامها مفر للهروب من قبضته لتتقبل مصيرها رغم عنها بقله حيله ،بينما قبل أن يفعل شيئ عتمان تقدمت الخادمه بخطوات مترددة و وقفت تقول وهي تخفض رأسها بصوت منخفض” اسفه يا عتمان بيه بس مدام ناريمان بره ومصممة تقابل حضرتك دلوقت”

**
في الخارج يجلس قاسم علي مقعد خشبي صغير بداخل أحد منزله الذي يمتلكه ضمن باقي المنازل والشركات، كان يسترجع من ذاكرته كل ما يحدث معه لاول مرة يشعر بالضعف والخوف علي أحد هي التي أخرجت عتمته و إزاحة راحته وتكريس حياته في سبيل حمايتها فقط، يشعر بالعجز وكانت صفعة قوية بالنسبة له ما يحدث، اغمض عين بحزن فقد ارتكب اكبر خطيئه في حق نفسه قبل غيره أضاع حياه فتاه بريئه ليس لها ذنب فقدت أعز ما تملك بسبب عدم مسئولية هو وفي النهاية هي من دفعت الثمن و مازالت تدفع ذنب ليس ذنبها اغمض عينه و هو يرجع رأسه الي الخلف

لا يعرف ماذا يفعل يتحدث معها بالحقيقه لعله يرتاح و ينول منها العقاب مهما كان! لكن بالتأكيد لم تاخذ الموضوع بصدر رحب وسوف تثور أكثر وتطلب الرحيل، شعوره بألم يحتاج صدره من التفكير دون فائده، في حين أستمع الي صوت هاتفه يطرق أجاب ليقول جمال بحدة” انت فين يا قاسم؟. يا ابني انا قالب عليك الدنيا هنا، بطل تختفي فجاه من غير ما تقول لي بتروح فين انا خايف تعمل حاجه في نفسك “

تنفس قاسم بحدة و صدرها يعلو و يهبط بقوة و هو يجيب عليه” ما تخافش يا جمال انا كويس انا في بيت المعادي ومعايا حوريه”

اتسعت عينا جمال بصدمه وقال بعدم تصديق”
بجد وجبتها منين دي وقابلتها ازاي ورضيت تيجي معاك بسهولة.. هو انت قلت لها حاجه ولا ايه “

رفع قاسم يده و فرك سبابته بابهامه قائلاً بضيق “اكيد لا، و لو قلتلها ما كانتش هترضى اكيد وهي اصلا حتى دلوقت مش راضيه تفضل معايا.. انا وانا طالعه على الطريق لقيتها بتجري شكلها كانت هربانه من حاجه ولا ايه مش عارف بس حالتها كانت صعبه جدا واغمى عليها ما عرفتش اتصرف ازاي و فكرت في البدايه اجيبها القصر بس لقيته اكثر مكان مكشوف وسهل يوصلوا لها، عشان كده فكرتك اجيبها هنا “

ليتنهد جمال وهو يقول بجدية” لا أنت اتصرفت صح ما ينفعش طبعا تجيبها هنا، حتى امبارح فضلت واقف في الجنينه اراقب اللي هيحصل لقيت ناريمان و جواد راجعين لوحدهم وهي مش معهم استغربت وخفت
لا يكون عمله فيها حاجه “

هز رأسه برزت أسنانه و هو يقول بصوت جامد” لا هي هنا معايا زي ما قلتلك، بس تفتكر هي كانت بتجري وهربانه منهم ولا ايه؟.”

**
بعد مرور ساعة، فتح قاسم باب الغرفة الموجودة بها وأغلق الباب خلفه ليجد حوريه تجلس علي الفراش و تضم نفسها بين ذراعيها و كأنها تحمي نفسها بنفسها وجهت بصرها نحو الذي دلفت الي الداخل تراجعت هي عن الفراش وهي تمسح دموعها بسرعة واقفة حتي تخرج من الغرفة و لكنة وقف أمامها يمنع إياها من الخروج لتنظر إليه بغضب شديد و هي تشير الي الباب قائلة بحدة ” ابعد عن طريقي و افتحي الباب فورا انا عاوزه امشي من هنا”

تجاهل حديثها ونظر علي الفراش ليجد مزال الطعام كما هو ولم تتناول منه شيئا ليقول بهدوء” لسه برده مش عاوزه تاكلي قلتلك ما تخافيش مش حطيتلك حاجه في الاكل عشان تصدقي يا ستي اهو “

أبتعد بعيد عنها بهدوء واقترب من الطعام وأخذ يأكل منه بضع لقمات ثم ارتشق قليله من كوب الحليب حتى تتاكد بأنه لا يوجد به شيء ضار ،كانت تتابع ما يفعله بعدم اهتمام بينما ألتفت إليها ونظر إلى ذراعيها المكسور وعقد حاجبيه باستغراب قائلا متسائلا ” انتي مين عمل كده في ذراعك وكسره “

نظرت إليه بسخرية من اهتمامه المصتنع وقالت ببرود” حاجه ما تخصكش “

تضايق من أسلوبها البغيض معه لكنه تجاهل ذلك و قائلا باهتمام”طب لو وجعك هو أو جسمك ممكن اجيبلك الدكتور يكشف عليه “

أرجعت نظراتها بعيد عنه علي مضض هاتفه ببرود” برده حاجه ما تخصكش “

جز علي أسنانه بغضب مكتوم و هو يقول بغضب نابع من داخله “طب مش هتاكلي وتاخذي الادويه”

هزت رأسها بيأس وضيق هاتفه بحده ” ما لكش دعوه بي هو انت ايه يا اخي قاعد فاضي ما وراكش حاجه غيري ما تخلي عندك دم وتسيبني في حالي “

استمع اليها جيداً ليغمض عينه بشدة و هو يمرر يده علي وجهه يكتم غضبه منها قائلاً بصوت خشن أجش” لا مشغول فعلا بس مشغول معاكي وهفضل هنا ومش هامشي غير لما تاكلي يلا قربي وكلي”

تطلعت فيه باشتمزاء وقرف وهي تقول بعصبية” قلتلك ما لكش دعوه بيا ما تبعد عني وتسيبني بقى في حالي ده انت بارد وحيوان”

زمجر بشراسة غاضباً من عنادها الشديد و وقحتها معه ثم اقترب منها ضغط علي يدها و هو يدفعها بكتفها حتي سقطت علي الفراش خلفها بقوة و استند هو بركبته علي الفراش و مال بجسده نحوها يرفع يديه بحده نحوه وجنتيها لكنه توقف حين وجدها أغمضت عينها بقوة و دموعها تسقطت كالشلال علي وجنتيها بخوف شديد وجسدها يرتجف بعنف

قبض على يده بعنف مكتوم و أنزلها جانبه بينما هي مازالت تغمض عينيها في انتظار ان يضربها لكنه تطلع فيها و لاحظ كم آثار الضرب علي وجهها بالتحديد حمرا حول ملامحها و ايضا رقبتها و ذراعيها الآخر يظهر فيها كدمات زرقاء و ذراعيها الآخر ملفوف بالجبس، وكل ذلك من عنف فوزية العو التي كانت بداخل السجن و بعدها ناريمان و بعدما جدها عتمان الذي هربت منه بالاخير

هز قاسم رأسه بضيق شديد وتهكم كل هذا حدث معها من الألم وما زالت تعاند وتقاوم للهروب، فتحت عينيها حوريه ببطء وقلق لتجده قد ابتعدت عنها ليقول بخشونة” طب تمام”

تسآلت حوريه وقليها يخفق بقلق بين ضلوعها
بلهفة” إيه هتسيبني امشي”

هز قاسم رأسه بلا مبالاه ليتحرك للخروج قائلا
“لا هطلع بره لحد ما تخلصي اكل براحتك “

مسحت دمعاتها بباطن كفها بغيظ منه ثم صاحت له قائلة وعيونها حمراء مثل الدم” يا أخي ربنا ياخذك انت طلعتلي منين ما قلت لك مش عاوزه منك حاجه ولا عاوزه اطفح .. وادي الاكل بتاعك اهو”

نفضت الطعام بكل ما تحمله من غضب من علي الفراش وهي لازالت تبكي ليقع علي الأرض حتي تحطم كوب الحليب أسفل قدميها الحافيتين وانتشرت شظايا زجاج حول قدمها لتصرخ هي بألم شديد،انصدم هو من فعلتها حتي برزت وجنتيه من شدة ضغطه من الغضب منها لكنه عندما صرخت بألم تقدم منها قاسم بلهفة ليرفع هو قدمها عن الأرض و يري قدمها المغطاه بالدماء أسرع ليحملها بين يديه
ويضعها فوق الفراش وهي تبكي بشدة لا يعرف هي تبكي من ألم قدمها ولا من سيئا آخر.

ليتنهد قاسم وتركها و يذهب الي المرحاض و يأتي بعلبة الاسعافات الاوليه و يجلس جوارها علي الفراش امسك بقدمها رغماً عنها و حاول تعقيم جرح قدمها حاولت أبعاد قدمها و لكنها تأوهت بألم ليشدد من قبضته علي قدمها و هو يقول بتحذير ” بطلي عند شويه واسكتي ما بقاش في حته في جسمك سليم ولسه بتقوحي اهدي شويه”

دفعته عنها بقوة و لكنه لم يتزحزح بل شدد علي قدمها لتهمس هي ببكاء حاد” وأنت مالك ما لكش دعوه بي انا مش ضعيفه كله بسببك انت واهلك سيبني امشي من سكات وانت
ترتاح مني “

نظر إليها بغضب و هو يميل برأسه باتجاه وجهها و هو يقول باستخفاف”هو انتي فاكره نفسك لو طلعتي بره يبقى امان ليكي هتعرفي تهربي وتنقذي نفسك لوحدك طب لو عرفت هتهربي من مين ولا مين؟. من اهلك ولا من ناريمان ولا من البوليس اللي زمانه قالب عليكي الدنيا “

التزمت الصمت قليلا ولم تعرف تجيب عليه فهو محق من..من عليها الهروب والجميع بالخارج يتمناه موتها بأبشع طريقة لكنها هزت رأسها بعند وابتلعت حوريه ريقها و هي تقول بصوت عالي “برده حاجه ما تخصكش دي مشكلتي وانا ادرى ازاي احلها “

مسح وجهه بعنف مكتوم وقال بنفاذ صبر”
وبعدين بقي في العند ده “

مست حوريه بصوت ضعيف تتوسل إليه” بالله عليك سيبني امشي كفايه اللي أنا في و جرالي”

لينظر إليها بأعين تطلق شرارات غاضبة ليتحدث قاسم هادراً بعنف “برده ما فيش فايده انا مش فاهم ازاي مش شايفه الخطر اللي انتي فيه ومصممه تخرجي بره ليهم “

نظرت إليه بعيونها الصغيرة كحبات اللؤلؤ الصغير اللامعة وقالت بصوت مخنوق وسط بكائها بمرارة” عشان اماني مش معاك انت “

نظر إليها قاسم عددا لحظات ثم أغمض عينيه بضيق شديد ثم فتح عينيه ببرود واكمل تعقيم جرح قدمها بحزم ولف ضمادة نظيفة حول قدمها وتجاهل ثرثرتها المستمرة وخرج دون حديث، نظرت إليه وهو يخرج بضعف ثم تراجعت للخلف لتتسطح حوريه علي الفراش و هي تبكي بشدة وصوت شهقاتها عالي بحدة يمزق داخلها.
___________________________________

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حورية بين أنياب شيطان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى