روايات

رواية حورية بين أنياب شيطان الفصل الخامس 5 بقلم خديجة السيد

موقع كتابك في سطور

رواية حورية بين أنياب شيطان الفصل الخامس 5 بقلم خديجة السيد

رواية حورية بين أنياب شيطان الجزء الخامس

رواية حورية بين أنياب شيطان البارت الخامس

حورية بين أنياب شيطان
حورية بين أنياب شيطان

رواية حورية بين أنياب شيطان الحلقة الخامسة

في فيلا عتمان زاهي كانت بدريه بداخل غرفتها مغمض العين فى نوم عميق وبجانبها ساجد أبنها ولم تستيقظ منه حتى الان ليصرخ عتمان بصراخ شديده ميقظا الجميع ليهرعوا الى الاسفل يركضون علي السلالم بذعر هتفت ميسون بقلق شديد” في ايه يا بابا بتصرخ ليه كده “

اقتربت منه جومانه بوجه قالق متسائلة” مالك يا جدو في إيه”

خرج حازم من غرفه يركض اليه بدهشة وقلق” حصل ايه يا جدو انت كويس ،في ايه يا جماعه ايه اللي حصل حد يفهمني”

استمر الجميع يتسائل بقلق شديد عما حدث بينما كان عتمان يتطلع بوجه محتقن الي بدريه الذي شحب وجهها من نظرات عتمان له واستغربت لماذا يتطلع فيها هكذا ليقول اخيرا بصوت حاد” ما تردي انتي يا هانم بدالي وعرفيهم ايه اللي حصل ولا بنتك ما قالتلكيش على المصيبه اللي كانت بترتب ليها وعملتها امبارح “

عقدت حاجبيها والدتها وهي تقول بحيره وتوتر”حوريه بنتي مالها هي كويسه “

زفر عتمان بحدة يحاول التحكم بأعصابه قليلا فصاح بغضب وزمجر بقوة” بنتك حاطه راسنا في الطين وفضحتنا وسط ناس و اهي دلوقت مرميه في السجن واحنا اللي هنشيل قرفها ومصيبتها فوق دماغنا طول عمرنا “

تقدم منه حازم متسائلا بصوت ملجلج وعيناه مثبتة عليه وجبينه يتعرق بقلق مرددا” حوريه مالها يا جده هي عملت ايه”

جف حلقها من الرعب التي سببه لها نبرة صوته المخيفة لتقول بصوت مرتجف” انا مش فاهمه حاجه مالها بنتي ايه اللي حصل لها “

ضاقت جومانه عيناها بفضول وانصدمت بعدم استعياب حين استمعت الي كلمات جدها بشراسة وهو يجز علي اسنانه بحده”بنتك المحترمه قتلت جوزها؟”

**
كان ذلك الصوت العذاب للشيخ منبعث من داخل القصر وهو يتلو آيات قرآنية يتردد عبر المكبرات الصوتية فهو يتلو القرآن منذ ساعات وسط صالة الاستقبال المملوء بالناس الكثير في العزاء.

وفـي عزاء الرجال كأن بينهما عصام وابنه جواد يأخذون العزاء و كان جواد كاتم وخزة الألم في صدره علي فقدان شقيقه وكان عصام الصريطي يبكي بصمت بينما عكس ناريمان والدته اخذت تشهق ببكاء شديد حاره بلا توقف لقد بكت كثيرا منذ ان سقط أبنها ميتا ودفن, بكت حتى لم يعد لديها ما يكفي من الطاقة لمزيد من البكاء وبعدها أدركت بأن البكاء لن ينفعها لابد أن تريح قلبها بالانتقام.

فانتهي الأمر في لحظات بموت ابنها جاد وقد تحطم قلب ناريمان كانت مازالت تحت تأثير الصدمة ثم انحنت برأسها تجهش في البكاء ولم تستطع التمسك.

رفعت ناريمان رأسها لتنظر إلي أبنها الذي جاء جانبها وتأملته بعينين خاليتين من التعبير وهو يقول بصوت مخنوق” كفايه عياط يا ماما وأدعو له بالرحمه احسن العياط مش هيرجع اللي راح”

توقفت عن البكاء ناريمان بصعوبة وهتفت بجمود” انا عاوزه حق أبني يا جواد سامع عاوزه الواطيه اللي قتلت جاد وحرقه قلبي عليه تيجيلي راكعه تحت رجلي، ما تسيبش حق اخوك سامع”

خانته دموعه هنا ولم يقدر علي المقاومة وهو يقول”حاضر يا ماما كل اللي انتي عاوزاه هعمله بس احكي لي الأول اللي حصل بالظبط عشان أفهم، هو صحيح جاد كان معه واحده زي ما قالت حوريه في التحقيق “

هزت رأسها بنفي وعبراتها تهبط بغزارة ثم هتفت بجفاء” ما فيش حاجه زي كده حصلت وما تصدقش حاجه زي كده على اخوك، انا كنت جاي انا و الخادمه نزور اخوك ذي ما قولتلك وسمعنا صوت خناقهم مع بعض زي اي اثنين بيتخانقوا عادي بس الهانم استغلت ضعف اخوك ليها عشان بيحبها وقلته”

صمت جواد بشك ولم يصدق الحديث بينما هو يعرف جاد جيدا أنه زير نساء ومن الممكن ان كان يوجد فتاه بالمنزل بالفعل لكن الذي لا يفهمه كيف استطاعت حوريه أن تقتله من اين اتت بهذه الجراه، بدا التفكير العميق بعينيه البنيتين قبل أن يقول ” و اللي يخليها تعمل حاجه زي كده ايه السبب الخناقة اللي وصلها تعمل حاجه زي كده”

رفعت عينها الحمراء وقالت بدون تفكير ” هي ما كانتش بتحب اخوك وكانت مغصوبه علي الجواز من الأول وانا سمعتها قبل ما اخبط عليهم انها بتسومه لا يطلقها لا أما يكتب لها القصر باسمها وجزء من الشركه كمان، انا ما كنتش مرتاحه من البدايه للبنت دي من ساعه لما اتجوزته وهي شكلها داخلة على طمع اخوك الله يرحمه قبل ما يموت في مره لمح لي على حاجه زي كده”

كان هذه الحديث بالفعل لم يحدث لكن من المستحيل أن تقول ناريمان أن ابنها كان معه فتاه ليله في منزلة وتبطل سمعت اولادها ثم شعرت بغصة ألم تخنقها لتقول بتهديد” بنت الكلب قتلت اخوك بدمي بارد حرقه قلبي وقلبك عليه، والله ما هاسيبها غير وانا موريها اضعاف ألمي علي ابني”

اختفاء جواد من أمامها لتظهر علي ملامحها شر وحقد وهي تتذكر ما حدث قبل يومين.

بداخل مكتب المحامي بعد موت جاد مباشره
قال المحامي الخاص بالعائله قائلا “لو الكلام اللي حضرتك بتقولي صح و استاذ جاد كان معه واحده ومراته شافتها وهو بيخونها .. يبقي كده موقفنا هيكون ضعيف و ممكن الحكم يبقى حاجه بسيطه او احتمال محامي شاطر يمسك القضيه وتطلع من السجن عشان في دافع لـ القتل”

صممت ثواني وفتحت عيناها بصدمة ناريمان بعصبية قائلة” مين دي اللي تخرج انت بتقولي ايه انت اتجننت ده انا اموتها قبل ما تخطي خطوه واحده بره السجن”

هز رأسه المحامي وقال بقله حيله” بس ده القانون يا مدام ناريمان “

تنهدت ناريمان بألم وهي تسمح دموعها بحزن قائله”قانونك أنت مش قانوني أنا.. انا ما حدش في الدنيا دي كلها هيعرف ياخذ حاجه منى واسكت فمبالك أبني “

ثم نظرت لعيناه بأمر قائله” اسمعني كويس لازم ما حدش يعرف إني أبني كان معاه واحده في البيت مش هتستحمل حد يجيب سيرته بكلمه وحشه والبنت دي هتتسجن بدل ما اخليك ترقد جنب أبني في المدفن “

هز رأسه بيأس منها ثم زفرت بقوة وهي تقول لتقول بحده” وحسك عينك عصام ولا جواد يعرفوا حاجه عن الموضوع ده لحد ما الحكم يتم والبنت دي تتعدم”

في المستقبل عوده الى الوقت الحالي.

هتفت ناريمان وعيناها تضخ شرارات الكره والانتقام”ارتاح يا حبيبي هجيبلك حق قريب اوي “

علي الجانب الآخر توقفت سيارة أمام القصر ثم هبط منها قاسم بخطوات بسيطة وركض أحد رجال الأمن الخاص به حتي يحمل الحقيبة عنه واتجاه قاسم ليدخل القصر لكنه توقف مكانه ونظر نحوه صوان العزاء باستغراب في حين اقترب منه جمال ورحب بيه قائلا” حمد لله على سلامتك يا قاسم “

هز رأسه بهدوء وقال متسائلا باهتمام” الله يسلمك هو في ايه هناك”

ثم تطلع فيه وهو ينظر لجمال الذي انتبه حواسه له مرددا” مش عارف اقول لك ايه بس الباقيه في حياتك جاد تعيش انت “

شخص عيناه بصدمة وازداد ضربات قلبه حتي لا يعرف الشعور الذي من المفترض أن يشعر به تجاه لكن حقا صدمه كبيره، نظر إليه جمال لم يعرف كيف يواسيه علي ما يشعر به فضّل الصمت قليلا عن التحدث عن ذلك وقال بهدوء” اطلع غير هدومك وتعالي نعزي ده برده واجب”

**
بداخل أحد ممرات السجون كانوا العساكر يقفون بالخارج بحزم بينما بداخل أحد غرفه السجن ،كانت ترتعـش بقوه وهي جالسة بين سيدات الحجز كانت حوريه جالسة فوق ارض السجن تخفي وجهها بين قدميها التي كانت تضمهم الي صدرها بقوة وهي تبكي بصمت فقد كانت تشعر بان كل ما حدث منذ قليل ليس الا كابوساً و سوف تستيقظ منه بأي لحظة اخذت تنتحب بقوة عند تذكرها اتهامات الجميع إليها وصراخ ناريمان بحرقه وبكائها وحزنها علي أبنها فقد أصبحت قاتله بالفعل لكن لم تقصد ذلك بالفعل رغم كرهه إليه و زوجها بيه عنوه و عذابها الي لم تفكر اطلاقا في القتل.

شعرت بارتجاف شفتيها والدموع تحرق مقتلهما وقد نشرت سياط قسوة الألم داخلها كيف يمكن أن تكون الحياه قاسيآ بهذا الطريقة عليها كأنت ساذجة وحمقاء بالفعل عندما فكرت بأنه تتشاجر مع جاد مثل المجنونه وتريد أن تفضحه، كأن الافضل إليها تطلب الطلاق منه بهدوء اريح من كل هذا العذاب لكن ليس للإنسان أن يعلم الغيب غير الله عز وجل،حتي هي لا تعرف ماذا حدث لها وتلك الهستريه التي اصابتها بجنون حينها.

اغمضت عيناها بالم حاد يعتصر قلبها ودموعها تهبط بغزارة علي وجنتيها وتعالي صوت نحيبها بقوة أشفقت حتي علي نفسها وعلي حالتها المزدرية ،فتاة في مقتبل عمرها ذلك تدخل في صراع مع كل هذا العذاب بمفردها وجسدها الهزيل لم تكن بقوتها لمحاربت كل هذه الصراعات، لكن يا تري ماذا سوف تخبي لها الأيام أكثر من ذلك.

ليدخل العسكري فجاه ويهتف بصوت عالي “حوريه اسامه ،تعالى عندك زياره”

خرجت حوريه من افكارها عندما دخلت غرفه مكتب المامور رفعت عينيها ببطء وضعف لتتفاجا به والدتها أمامها عينيها مليئه بالدموع وابتسمت وسط حزنها وهي تفتح ذراعيها تستقبل تلك الذي ركضت الي أحضانها تبكي بشده،وكان معها عتمان زاهي الذي كان يجلس بجمود حتي نهض الضابط ليقول بتفهم” انا هطلع بره يا عتمان بيه عقبال ما تخلصوا كلام معاها عنذ اذنكم”

كانت بدريه تضم ابنتها إلي صدرها وتنظر لها وهي تبكي بشدة في أحضانها وهي تؤنب نفسها السبب الرئيسي في ذلك كيف تركتها من البدايه داخل ذلك الدومه جرحتها عندما قبلت بالصمت وهي تراها طول الوقت تتعذب بصمت، وكان عتمان ينظر لها بعمق ومقلتيه تفترس كل إنش في وجهها ثم قال”ايه اللي خلاكي تقتلي جوزك، ايه لقيتي نفسك مش عارفه تخلصي منه ازاي قولتي تقتليه؟”

خرجت من أحضان والدتها تهز رأسها برفض علي حديثة همست بفيض من الضعف والحزن” انا ما قتلتوش يا جدو انا مش مجرمه يا ماما اوعي تصدقوا حاجه زي كده عليا ،والله العظيم ما كان نيتي ولا كنت عاوزه اقتله”

هز رأسه بعدم تصديق وهمس بفحيح والشر يتطاير من فوهته” المفروض احنا تصدق الكلام ده أمه ذات نفسها شفتك بعينها وطلبت ليكي البوليس كان لازم اعرف من اول انك مش قد المسؤوليه دي اخرتها تحط راسنا في الطين، اديكي هتقضي طول حياتك كلها في الحبس ده إذا متعدمتيش اللي استفدتيه بقى من اللي انتي عملتيه”

اغمضت عيناها ثواني وتنفست بعمق تستجمع قواها المنصهرة ثم فتحتها مرة أخري وقالت ” انا لو كنت عاوزه اقتل كنت عملت كده من قبل ما اتجوزه او لو كنت شايفه القتل سهل كده عليا واقدر اعمله كنت على الاقل قتلت كل واحد ظلمني من البدايه “

عقد حاجبيه عتمان وابتسم ساخراً وقال بصرامة” مين بقى يا بنت بدريه اللي عايزه تقتلي ثاني انا مش كده، تعمليها ما هي اللي تقتل مره المره تعملها عاشر”

كانت تنظر له وهي تبكي بصمت واضح علي وجهها ولم تجيب، ليقول بصوت قاسية”من اللحظه دي تنسي انك ليكي اهل احنا اتبرينا منك خلاص يلا يا بدريه قومي وسيبيها هي اللي اختارت طريقها تتحمل النتائج بقى”

**
وصلت تالا عند مكتب قاسم واخبرت السكرتاريه عن تريد الدخول إليه ومن ثم سمحت لها السكرتاريه بالولوج بعد أن اخبرت قاسم، دخلت تالا إليه بابتسامه واسعة وهي تهتف” رغم اني زعلانه منك عشان اخر مره واحنا مع بعض ما جئتش زي ما كنت مستنياكي بس ما قدرتش امنع نفسي وما اجيش أخبارك ايه”

بمجرد رؤيته قاسم إليها نهض بخطوات سريعة وقال صوت محتد هادر” وانت بنت حلال عشان لما كنتش جيتي كنت هاجيلك”

التمعت عيناها بسعاده ثم هتف بصوت صارم”
هو سؤال واحد ومن الاحسن ليكي تجاوبي بصراحه البرشام اللي انتي اتديهلي يوم فرح جاد كان ايه؟”

انصدمت تالا بقلق مرددة بابتسامه مصتنع”
هيكون ايه يعني ما انا قلتلك برشام صداع
انت بتسال ليه؟.”

سرعان ما تحول لغضب مميت و اقترب منها ومع كل خطوة يقع قلب تلك تالا من الخوف
جف وجهها من الرعب التي سببه لها بسبب نبرة صوتها المخيفة ثم استطرد قاسم كلماته بشراسة وهمس بنبرة لا تنذر بالخير بعدما غرز أظافره بلحمه “عشان انتي كذابه وانا اخذت حاجه ثانيه غير برشام الصداع ولازم اعرف، انطقي دلوقتي اديتيني ايه “

تألمت تالا وقالت بخوف ” اه اه ايدي يا قاسم سيبني ما انا قلتلك كان برشام صداع وانا هديك ايه يعني “

تركها بحده ودار قاسم حول نفسه بحدة وثورته لم تهدأ بعد، مسح علي رأسه يحاول ان يهدأ حتي يفكر بعقلانية،ثم التفت اليها مره ثانيه قائلا” برده مصممه تكذبي انطقي بقوللك اديتيني ايه، بلاش تشوفي وشي الثاني مش لصالح ليكي انا لحد دلوقت بكلمك بهدوء اللي انا اخذت منك في اليوم ده كان ايه “

صمتت لحظه باضطراب تحاول تفكر في حل لم تتوقع رده فعل هذه، لتقول بتوتر شديد”
هو تقريبا ممكن اكون اتبدل معايا بي برشام ثاني بس مش عارفه ايه هو “

زفر قاسم في ضيق ومسح علي وجهه بقوة وتنفس بحدة ثم قال بهدوء مصطنع” ايوه ايه هو البرشام الثاني ده بقى “

تراجعت للخلف بارتباك وهي تقول بملوغه
“ما انا قلتلك تقريبا مش اكيد ومش فاكره اديتك ايه الصراحه “

سحبها مره ثانيه بعنف وهو في قمة غضبه وزمجر بعصبية” لا يا روح امك انا مش بهزر معاكي، انتي مش هتخرجي من الشركه على رجليك لما اعرف انا اخذت ايه ..انــــطـــقــي”

**
بعد مرور أسبوع بداخل مكتب المامور،كانت حوريه تستمع لحديث الضابط والي اتهامه إليها ومقلتيها تتجمع فيها العبرات ولكنها تحبسها بداخلها حتي صاح الضابط بحده”ما تنطقي بقي يا بت قتلتي جوزك ليه”

قد فاض بهذا المسكين الذي ينفطر فؤادها من العذاب والحزن ثم نظرت له قائله بيأس” ما أنا عماله بقولك الحقيقي بس حضرتك مش عاوز تصدقني، هو اللي كان عاوز يقتلني عشان كنت هفضحه عشان شوفته بيخوني مع واحده في بيتي وغصب عني جيت ابعد السكينه جت فيه”

عقد الضابط حاجبيه بغموض ثم تسآل بفضول نبت بحِسه الشرطي” طب هفترض أن كلامك صح هي فين البنت اللي كانت مع جوزك قبل ما يموت”

فرت دمعة من عيناها المنكسرة ثم صمتت بضعف وبياس الذي أصبح رفيقها بالحياه منذ الآن لتقول” ما اعرفش راحت فين انا فجاه لقيتها اختفت انا كنت في حاله ذهول لما جاد وقع قدامي غرقان في دمه”

تنهدت حوريه بتعب شديد ثم بدأت تقص عليه ما حدث في هذه الليلة ثم انتهت من حديثها وجديد نظرت إليه وتمتمت وشفتيها ترتجف من البكاء” هو ده كل اللي اعرفة و إللي حصل، لكن انا والله العظيم ما كانت في نيته اقتله، طب بلاش حتى تسال طنط ناريمان انا لمحت ان كان جايه معاها خدامه، شفتها قبل كده في القصر لما كنت معزومه عندهم اكيد هي كمان مش هتكدب”

زفر الضابط بضيق وهو يهز رأسه و ينظر إليها قائلا بجدية” بس ده مش نفس الكلام اللي قالته الخدامة اللي كانت جايه مع مدام ناريمان يوم الحادثه، هي قالت إنها سمعتك وانتي بتهددي جوزك بالقتيل لاما يكتبلك القصر والشركه باسمك لاما تقتليه لو رفض.. و اتخنقتوا مع بعض وقتلتي، حوريه موقفك ضعيف في القضيه فريحي نفسك وقولي لي الحقيقه عشان اعرف اساعدك”

نهضت حوريه فجاه وأدمعت عينيها بيأس وحزن شديد، وجحظت مقلتىيها من الصدمه والانهيار “كـدب والله العظيـم مـش ده اللـي حـصل أنا ما عملتش حاجه والله مظلومه ما تصدقش الكلام ده حضرتك انا معملتش حاجه ولله العظيم كنت بادافع عن نفسي”

**
ترجلت ناريمان من سيارتها وتوجهت لمكتب المحامي وشياطين الغضب تترقص أمام عيناها ونيران شره لو خرجت من مقلتيها لأحرقت اليابس فقد مر الشهرين و الوضع كما هو ولم يتم الحكم علي حوريه وكل مره يتم تأجيل الحكم، بدأ ينفذ صبرها وهي تنتظر بفارغ الصبر الحكم الاخير.

بداخل مكتب المحامي صاحت ناريمان بغضب “انا مش فاهمه ليه لحد دلوقتي متحكمش عليها ليه مش كل الادله ضدها”

ليرد المحامي وقال بهدوء” يا ناريمان هانم دي قضيه قتل مش من السهل يتحكم فيها غير ان المتهمه رافضه تعترف بالحقيقه ومصممه انها ما قتلتش المرحوم جاد وكانت بتدافع عن نفسها وهو اللي حاول في البدايه يقتلها، بس ما تقلقش من كل بصماتها علي سكينه وما فيش ولا شاهد على كلامها”

جزت علي أسنانها بوجه محتقن ثم هتفت بجديه” تمام طب انا عاوزه اقابلها، شوف طريقه عايزه اشوفها واشمت فيها قبل ما يتحكم عليها”

**
في فيلا عتمان زاهي، كان الخدم يضع الطعام أعلي الطاولة بينما اندفعت فجأه بدريه التي تقف أمام عتمان وهي تبكي من شدة الخوف علي أبنتها تحاول تقبيل يده ليبعدها عتمان بعنف وقسوة قائلا”بتعملي ايه يا مجنونه “

أعاد نظره اليه تبكي بضعف وأعين زائغة تغمغم بنبرة متحشرجة من أثر البكاء” ابوس ايدك يا عتمان بيه اديني فلوس اروح اقوم بيها محامي لي حـورية البنت هتتعدم وهي والله العظيم بتحلف انها ما عملتش حاجه وانا مصدقه بنتي ما تعملش كده، بلاش احنا كمان نيجي عليها خلينا نساعدها”

زفر عتمان بحدة واكمل بغضب وهو يجز علي اسنانه” ابعدي عني انا ناقصك انتي وبنتك قتله القتله و صدقتي على طول اكيد بتكدب، هي من الاول ما كانتش عاوزه تتجوز وانا شكيت اكثر فيها لما جاءتلك قبل ما تكمل شهر من جوازها هنا، والظاهر انها ما لقيتش حد غير انها تقتله”

هزت رأسها برفض بشهقات مرتفعة تشعر بالعجز وهتفت بخوف وهي تنظر لـ عتمان الذي ينظر لها بقسوه ممزوجه بسخريه “حرام عليك انا بنتي ما تعملش كده انا عارفاها كويس خلينا نقوم محامي ليها يخفف حتي الحكم عليها”

طرقت جومانه علي طاوله الطعام بعنف وصاحت بغضب والدموع حبيسه في عينيها” تستاهل انتي عاوزها تهرب من عملتها وما تتعاقبش بنتك دي تستاهل الحرق مش اعدام كان ذنبه إيه جاد عشان تعمل في كده، ما لهوش ذنب كان احس ليها تبعد عنه وتسيبه مش تقتله”

نهض حازم بسرعة من علي كرسيه وقال بحزم” جومانه اسكتي خالص واطلعي على اوضتك”

نظرت جومانه الي شقيقها بغيظ شديد ونهضت الي غرفتها بخطوات غاضبه، بينما اقترب حازم من بدريه الذي تبكي وربت علي كتفها بحنان قائلا” جدي طنط بدريه معاها حق تخاف على بنتها وبعدين احنا لازم فعلا نشوف لها محامي قضيتها مش سهله، مش كفايه مانعنا من الزياره عنها”

قال بعدم مبالاة وقسوة”وانتم فاكرين المحامي هيعمل لها حاجه دي قضيه قتل كبيرها يخليلك الحكم 25 سنه مؤبد يعني تموت احسن وبعدين قلتلكم قبل كده مش عاوز اسمع سيرتها في البيت ده ثاني خلاص انسوها “

شهقت بدريه بقوة وانخلع قلبها رعبًا علي ابنتها ليرحل عتمان ببرود ونظرت علي الارض بشرود ثم هتف حازم بهدوء” ما تقلقيش يا طنط انا هاتصرفها وأشوف لها محامي “

ابتسمت بدريه بأمل وكأنها وجدت طوق النجاة لي ابنتها من الغرق مسحت دموعها وهتفت بنبرة حزينة راجية” ما تسبش بنت عمتك يا حازم خليك معاها يا ابني مش كلنا هنتخلى عنها كده و نسيبها لوحدها تواجه مصيرها “

**
بمكتب المامور دلفت حوريه عندما طلب منها العسكري ان تاتي الى المكتب فيوجد زياره اليها أعتقدت أنه احد من عائلتها بالتاكيد، لكن عندما دلفت انتفضت واقفه بذعر عندما رأت والدته جاد أمامها شعرت بالدماء تنسحب من عروقها فور رؤيتها أمامها لتنظر ناريمان إليها بغموض فقد كانت تجلس على المقعد تضع قدم فوق قدم ولا يوجد احد غيرها بالغرفه.

ساد الصمت قليلا وهي تحدق في تفاصيل وجهها الشاحب و قبل أن تلتقط أنفاسها نهضت بخطوات سريعة وقد ارتسمت الغضب فوق ملامح وجهها فقد كانت كالبركان المشتعل مما بث الرعب بداخل حوريه لكنها صرخت بألم عندما اندفعت نحوها وقبضت يدها علي شعرها تجذب خصلات شعرها بقوة حتي ارجعت رأسها الي الخلف صائحه “بقي حته عـيله وسـخ** زيـك تقـتل ابني وتحـرق قلبي عـليـه”

اخذت حوريه تحاول مقاومتها والافلات من بين قبضتها بذعر لكن كانت ناريمان رافضه أن تتركها بل قد شددت من قبضتها حول شعرها تجذبها بعنف اكثر كلما تذكرت ابنها جاد وهو راقد بالارض فاقد الوعي غارق بدماء.

مما جعل حوريه تصرخ بألم صاحت ناريمان وهي تقترب وجهها منها تنظر اليها بعينين تلتمع بوحشية مما جعلها تخفض عينيها في ذعر قائله” قتلتي ابني ليه ،عشان الفلوس ياشيخه ملعون ابو الفلوس اللي تخليكي تقتلتي”

هزت رأسها برفض وهمست حوريه بصوت مرتجف وقد اخذت ضربات قلبها تزداد من شده الخوف فلاول مره تري غضبها كأنت تراها دائما هادئه لكنها الآن لم توصفة” و..و.والله العظيم ما انا ماليش ذنب في حاجه هو اللي كان عاوز يقتلني في الاول وانا غصبا عنه كنت ببعد السكينه جاءت في قلبه ما اعرفش ايه اللي حصل لي فجاه اتملكني غضب جامد لما شفته مع واحده في شقتـ “

لكنها لم تتركها لتكمل باقي جملتها قابضه علي كفها بصفعه قويه” احترمي نفسك ابني طول عمره يعرف ربنا ومحترم وعمره ما عرف واحده غيرك بطلي كذب”

اخذت حوريه تردد كلماتها ترن باذنها مما جعل الدماء تفور بعروقها وصاحت” انا ما كنتش عاوزه اقتله هو اللي كأن عاوز يقتلني انا كنت بدافع عن نفسي، حرام عليكي سيبيني”

فقدت ناريمان السيطرة علي أعصابها فور سماعه كلماتها (اقتله) تلك احكمت قبضتها فوق عنقها تعتصرها بشده وهودي تصيح بغضب شديد” اديكي اعترفتي يعني انتي اللي قتلتي وحرمتيني منه”

صرخت حوريه بألم شديد وهي تبكي بشده بينما دخل الضابط متفاجاء الي المكتب بخطوات سريعه متعثرة عندما رآه ناريمان تضرب حوريه بعنف وقسوة أقترب سريعا ” ناريمان هانم ما ينفعش اللي انتي بتعمليه ده، انتي كده هتضيعي نفسك أبعدي عنها”

لم يستطع الضابط لوحده أبعاد ناريمان لينادي عسكري من الخارج يساعده فـي جذب ناريمان بعيداً عن حوريه بصعوبة ،وابتعدت ناريمان عنها و صدرها كان يعلو وينخفض بعنف مكافحاً لالتقاط أنفاسها بحدة وكانت عينيها مسلطة عليها بغضب دفين.

حاولت حوريه الهروب من أمامها لكنها قد دخلت عرين الأسد بلا رجعة ثم وضعت كفها على فمها تكتم شهقات بكائها بمرارة وضعف.

**
في قصر قاسم السيوفي، هتف جمال بصوت شارد”مش مصدق لحد دلوقتي اللي حصل معقول البنت دي تقتل جاد جوزها كان باين عليها كويسه وبنت ناس يا ترى ايه اللي وصلها لكده “

كان يجلس جانبه قاسم ليقول بنبرة عميقه”
بلاش تتخدع في اي حد يا جمال وما تتخذش في وش البراءه اللي بيرسموه ما فيش حد كويس خالص احنا كلنا بشر مش ملائكه”

أنتبه إليه جمال وهتف متسائلا باهتمام” زعلان على اخوك يا قاسم”

صمتت لحظه باضطراب يحاول فهم ما بداخله ليقول بنبرة شارده” هتصدقني لو قلتلك انا مش عارف انا حاسس بايه لحد دلوقتي، مش عارف اترجم اللي جوايا ولا قادر اصدق اني مش هشوفه ثاني خلاص ولا هقابله ويقعد يرخم عليا وانا اتعصب واضربه زي كل مره، بس احنا ما كانش بينا غير كره وبس ودلوقتي مش هقدر اقول حاجه غير الله يرحمه “

هز رأسه جمال بتفهم ثم نظر له قائلاً بجدية” ربنا يرحمه، مش ناوي تقولي بقي مالك و ايه اللي خالك تسافر فجاه كده وتبعد”

اغمض عينه وزفر قاسم بعمق وقال بصوت مخنوق” بعدين يا جمال انت شايفنا فيه ولا فين”

جز علي أسنانه بحده وقال بضيق” قاسم انا مش قادر ارتاح من ساعه لما كلمتك اخر مره وانت هناك صوتك ما كانش يطمئن وما كنتش بنام وميت فكره عماله تيجي في دماغي واسال نفسي يا ترى ايه اللي حصل”

ليقول هو بصوت كالهلاك” سيبني دلوقتي مش قادر اتكلم ولا اقول حاجه ..سيبني لحد ما اجيلك من نفسي واقوللك انت عارف انا ما ليش غيرك يعني هاجيلك هاجيلك “

**
في قصر عصام الصريطي،دخلت ناريمان الي داخل المطبخ لتجد الخادمه تقف امام الموقد تهتم بالطعام لتسير ناريمان بخفة من خلفها تقترب حتي شعرت بيها سلمى لتقول متسائله باهتمام “عاوزه حاجه يا مدام ناريمان “

صمتت لحظه ثم ابتسمت لها ابتسامه مخيفه قائله بحده” اخبار ابوكي ايه مرتاح بشغله بسواقه عربيه عصام انا عارفه انه كان مرمي على القهوه مش لاقي شغلانه لولا جوزي عصام صعب عليه وشغله”

تركت ما بيدها ونظرات إليها بإحراج وابتلعت ريقها بتوتر وقالت ” الحمد لله يا ست ناريمان ده جميل هفضل شايله فوق راسي انكم شغلتوا ابويا “

هزت راسها ببرود ثم استدرجت حديثها قائلة بقصد” واخوكي كمان عامل ايه في شغله الجديد في شركه عصام انا عارفه انه خطب خلاص و بيجاهز شقته بفلوس الشغل مع عصام مش كده “

هزت سلمى رأسها قائله بتنهيد” الحمد لله خيرك سابق إنتي وعصام بيه ده احنا عايشين في خيركم انا واهلي “

هتفت ناريمان بقسوه وصاحت” طب كويس انك عارفه انك لولايه كنت زمانك بتشحتي انتي و أهلك”

اخفضت رأسها الفتاه بإحراج وقالت بحزن” طب وليه الكلام ده كله انا عملت حاجه زعلتك مني، حتى حضرتك لما طلبتي مني اشهد على مدام حوريه اني سمعتها وهي بتهدد جوزها وقتلته ما ترددتش لحظه و وافقت.. يبقى ايه لازمه الكلام ده عملت ايه يضايقك مني يا ست هانم”

تطلعت فيه بشر وهي تقول وحذر” لا لسه بس لو ما سمعتيش كلامي للآخر هطردك بره القصر انتي وعائلتك كلها، المحكمه طلبت شهادتك واللي هتقوليه وقتها هيكون اهم من شهادتك اللي فاتت.. وانا مش لازم اظهر في الصوره كلها عشان كده لازم انتي اللي تشهدي بكل حاجه كأنك سبقتني وشفتيها.. وكل حاجه وليها مقابل “

أغمضت عينيها بقله حيله ونظرت إليها متفهمه لتقول” عاوزيني أقوللهم ايه في المحكمه بكره يا ست ناريمان”

**
انتهت ليالي عديده ظالمة وانفلج خيوط النهار من وسط عتمة الليل تنير الدنيا بنور الشمس الساطعة ليجعل النهار فيه الحركة والألفة بين الجميع، قد مرت ثلاث شهور وها هي داخل السجون استهلاكت كل جهودها في هذه الشهور بين الأقسام وهي علي كلمه واحده “مظلومه” فـ لا تصدق ما حدث حتي الآن فـي ليله وضحاها أصبحت قاتله والجميع لا يصدقها حتي اهلها انقطعت زيارتهم ما عدا حازم ووالدتها الذي كان ياتون بالسر خلف عتمان بالتاكيد حتي عين حازم لها محامي كما وعدها.

حتي اخيرا جاء موعد الحكم النهائي كانت تقف حوريه و يظهر علي ملامحها شحوب شديد رغم صغر عمرها ولكن المجهود والحزن جعلوا ملامحها اكبر من عمرها.

اخذت دموعها تتساقط وهي تقف خلف القضبان حتي عيناها التي تحولت من الأزرق للأحمر بسبب البكاء تحركت مقلتيها لتثبت عينيها على تلك البقعه التى تعج بالناس من متهمين وذويهم ومحامين وعساكر وحاجب ينادى على القضايا كل حسب دوره ،تراقب العابرين بصمت رهيب تود الحديث تود الصراخ وتحاول لكن محاولاتك تذهب سدى فكل ماتفعله هباءًا تشعر أن حنجرتك امتلأت بالخدوش من الصياح لكن لاصوت مجرد عجز فقط تشعر بيه يسير في كامل جسدها

لتنظر فجاءه إلي ناريمان الذي كانت تطلع عليها باستحقار وحقد ثم حركت عيناها إلي عتمان الذي تطلع فيها بقسوة ،ضغطت علي شفتها بألم فـماذا سوف تنتظر منهم أن يكون رد فعلهم بعد ما حدث لها وما أوقعت نفسها فيه مؤلم جدا لها ما يحدث.

ثم رفعت عينيها إلي والدتها بحزن الذي كانت تبكي بحرقه عليها ترى الضباب يغطي الناس يعدون بسرعة شردت فى مستقبلها المجهول طفت هواجسها للظهور ارتعبت من فكرة عقوبتها وبقائها فى السجن لمده اطول فقد ارهقت فى الأشهر الماضيه بما فيه الكفايه كانت تتمنى من اسرتها الكثير لكن ليس كل مايتمناه المرء يدركه فهي الان هنا بسبب اسرتها من البداية، لقد ضاع مستقبلها في غمضه عين، حتى عتمان جدها تركها تواجه مصيرها بمفردها كأنها هامش فماذا تنتظر منه بعد أن تخلى عنها لكنها عادت الى رشدها وهي تستمع الى حاجب المحكمه ينادى على قضيتها.

زادت ضربات قلبها هلعا، حسنا هي ليست شجاعه هي جبانه جدا وبما يكفي ,لقد ذاقت ماذاقت لاتود أن تضيع أكثر من ذلك أيضا رغم كل ما حدث كان رغم عنها لكن هي من فعلت ذلك بنفسها وقتلت وأصبحت مجرمة في نظر الجميع.

بتأكيد كأن يوجد حلول اخرى لكن ماقررت أن تستسلم إذا حدث ما حدث تود أن أو تحضر نفس السكينه لتطلب من أحد يقتلها وترتاح أو تفعلها هي فاسبق وفعلتها قبل سابق، لا لن تستطيع فعلها مره ثانيه هي لم تكون قاصده أولا مره من الأساس،حتى لو رأيت في حياتها مارأيت فإن روحها ضعيفه.

أطرقت برأسها محاوله عدم تصديق ذلك الوضع الذي فيه هي الآن تتسارع مع الأيام أو تمشي الهوينا وفجاه وجدت نفسها هنأ متي حدث كل هذا ودموعها تتدفق من اعينها ،فمن يراها يجزم بانها ضحيه وليست متهمه لكن القاضى لا يحكم بما تقع عليه عينه بل بالادله والاثباتات والشواهد ثم شرع المحامي الخاص به ناريمان بقول مرافعه النيابه المتمثله الذى كان يتولى أمر المرافعه وهو يطلب من القاضي باقصي عقوبه.

ابتسمت حوريه بمرارة و بروح زهق ممزقة واغمضت عينيها تنتظر مصيرها مهما كان، حتي سمعت القاضيه يقول بخشونة” حكمت المحكمه عـلي حوريه أسامه عتمان بـ احاله أوراقها الى المفتي”

نهضت بدريه بعدم تصديق وصرخت بانهيار” لااااااااا بنتي”

ابتسمت براحه ناريمان بسعادة غامرة و جدها عتمان تطلع فيها بسخرية وشماته ورحل بينما هي صمت ساد بينها وبين نفسها تتركز في مكانها لاتتزحزح واقفه بروح خاوية ثم تشخص عينيها بصدمة جعلتها لم تقوي علي الوقوف اكثر من ذلك فسقطت علي ركبيتها بقلب يرتجف بشدة حتي فقدت الوعي مغشيا.

**
بعد مرور ساعتين، فتحت حوريه عينيها وهي تشهق بعنف أسرعت الممرضة إليها وهي تقول باهتمام” أنتي كويسه حاسه بايه دلوقت”

للحظات صمتت وقبل ان تستوعب ما حولها تمنت لو أنها قد استيقظت لتوها من كابوس مريع وكل ما حدث سابقا كان كابوس ام حلم لا اكثر إلا أن الألم الشديد الذي شعرت بها في كل جزء من جسدها جعلها تدرك بأن ما حدث لم يكن حلما لقد كان واقعا واقعا لابد أن تكمل فيه مهما كان الأمر، مرت نظرت إليها بصعوبة شديدة وإرهاق لتقول متسائله بعد أحست بيدها مقيده بـ كلبشات فـ الفراش “انـا فـين ؟.”

ابتسمت الممرضه ببشاشه وقالت” حمد لله على سلامتك انتي في مستشفى السجن اغمي عليكي وجبواكي هنا بعد النطق بالحكم الظاهر ما قدرتيش تستحمل الصدمه شدي حيلك”

عندما نظرت حولها إلى الغرفة البيضاء التي تشغلها وعرفت بأنها ترقد في أحد مستشفيات السجن قامت الممرضة بفحصها لتقول بنبرة بيأس” يعني لسه فيا نفس و ما موتيش”

تاكدت الممرضة من صحتها والمحلوله يضع جيد وهي تقول بعتاب “بعد الشر عليكي ما تقوليش كده ربنا في قضاء رحمه ولو مظلومه فعلا هيقف جنبك وبراءتك هتظهر بس انتي أرمي حمولك عليه “

لتنهار حوريه فى بكاء مرير وهى تقول بصوت منخفض”يارب هو عارف انا مليش غيره دلوقت”

تقدمت منها الممرضة وهي تخاطبها قائله باهتمام “جسمك ضعيف خالص ومحتاجه تغذيه لازم تهتمي بصحتك اكثر من كده شويه، وبالمناسبه عندي ليكي خبر هيفرحك شويه “

جحظت مقلتىيها من الضعف وقالت بيأس “ما بقتش في حاجه بتفرحني الايام دي خلاص “

تجاهلت حديثها قائلة بإبتسامة هادئه مرددة” مبروك انتي حامل في شهرين وثلاث اسابيع.”

___________________________________

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حورية بين أنياب شيطان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى