رواية حورية بين أنياب شيطان الفصل التاسع 9 بقلم خديجة السيد
رواية حورية بين أنياب شيطان الجزء التاسع
رواية حورية بين أنياب شيطان البارت التاسع
رواية حورية بين أنياب شيطان الحلقة التاسعة
استنكرت الجملة في البدايه لكنها ثواني معدودة وقد فهمت من الثاني المقصود ومن غيره طفلها، تطلعت اليه بخوف حقيقي وهي تراه عينه تلمع وهو يجثي علي ركبتيه أمامها يهتف ببعض العبرات المطمئنة، أطاعته بصمت وهي تنهر نفسها علي تهيأتها ربت علي كتفها بهدوء ،واستقام الآخر بوقفته ما إن إنتهي من شد زينات المسدس حتي قبض علي مقبض الباب بقوة يجز علي أسنانه بغضب وعيناه مثبتة أمامه تلمع بشرارة الوعيد لما هو قادم.
أما بالخارج كان هناك راجلين مُسلحين وقاموا بضرب النيران وهما يفتحون ابواب الغرف و يفتشون عليهما لكنهم لم يجدوا احد حتى وصل الدور علي الغرفه الذي يوجد بها حوريه وقاسم، شعر قاسم بخطواتهم ليشد علي المقبض بغضب وهو يمسك المسدس في يده بينما وضعت حوريه يدها على فمها وهي مازالت تحت الفراش و انجرت دموعها متالمة بخوف شديد.
حتي استمعت الي صوت طلقات ناريه تضرب على المقبض و انفتح الباب بقوة صرخت هي بذعر وظلت مكانها تحت الفراش كما قال لها قاسم، لكن الملثمين قد سمعوا صوت صراخها ليركضون نحوها وبدات عيناها تزرف الدمع رعبًا منهم وهي لا تعرف ماذا يريدون منها.
لكن اسرع قاسم الذي كان خلف الباب يختال الأرض بخطواته و جذب رجل منهم نحوه بغل ولكمه ليقع بحدة علي الارض و اصبح الدماء تسيل من أنفه ليرفع الآخر السلاح حتي يضرب قاسم لكن قاسم لم يعطي الفرصه اقترب منه سريعه وانحني ليمسك بيده يلويها له عكس اتجاهها بقوة حتي استمع الي صوت طرقعات عظامه بقوة ليعلم أنه قد كسر ذراعه
ليقول الآخر الساقط علي الأرض أمام مثل الجثة وسط صراخ زميله العالي المستنجد و يبدو علي وجهه الارتعاب الشديد و ابتلع ريقه بخوف قائلا” سيبه احنا مش عاوزينك انت احنا عاوزين البنت سيبهالنا وهنمشي علي طول”
اتسعت عينا حوريه بذعر شديد وهي تسمع حديثه وترك قاسم الشخص يسقط أرض يتألم بشده ويصرخ من ألم ذراعيه و ذهب إلي الأخري هو يركله بقدمه عدة مرات و الآخر يصرخ بألم شديد، حتي توقف قاسم يلهث وينظر إلى الاثنين الساقطون بالارض بغضب شديد وهم يتالمون من الالم
ثم تحرك بسرعه وأنزل علي ركبته و امسك بيد حوريه و هو يجذبها بخفه ومن تحت الفراش ونهض يجذبها معه وسط اعتراضها ببعض الكلمات الغير مفهومة لكنه سحبها خلفه سريعه مبتعداً عن ذلك المكان باكملة فهو يعرف انه اصبح هنا ليس امان بعد الآن.
**
في قصر عصام الصريطي، كانت ناريمان تسير بداخل الصالون بخطوات غاضبة و بأعين تقدح شراراً،و هي تتنفس بغضب و انفاس مسموعة و صدرها يعلو و يهبط بقوة من شده الانفعال.
هز رأسه عصام بضيق قائلا بحده” ما خلاص بقى يا ناريمان هتقعدي تاكلي في نفسك كده كتير، مش عملتي اللي في دماغك برده وبعتي ناس تجيبها رغم ان انا كنت رافض “
تنفست ناريمان بهدوء وبرقت عينها التي خطت بالاحمر و زاد سوادها سواداً وهي تصيح بقسوة” ويا ريته جاء بفايده ما هم راحوا زي رجعوا اهو مضروبين زي البيه اللي جنبك ولا عرفوا يعملوا حاجه وراجعين بخيبتهم “
عقد جواد حاجبيه بحدة والم وهو يمسك قطنه مطهره يجفف جروحة ثم نظر نحو الدته التي تلقي عليه كلماتها الغاضبه ليقول” الله وانا مالي يا ماما ماهي كانت قدامي وانا مسكتها وفضلت متبت فيها و كنت هاجيبها لك هنا لولا الزفت قاسم اللي ظهر لي فجاه ما اعرفش منين وضربني واخذها مني بالعافيه .. ده ما قالش حاجه حتى فجاه دخل عليا وضربني ولقيته بعدها يشدها وماشي… و سيبني مرمي في الارض، ورغم كده اتصلت بيكي وقلتلك وانتي زعقتيلي وقلتلي قوم وامشي وراهم من غير ما يحسوا بيك واعرف مكانهم.. وعملت زي ما انتي قلتلي وعرفتلك مكانها وبلغتك اعمل لك ايه اكثر من كده “
توقفت تهز جسدها و هي تقول بعصبية و عروق رقبتها قد برزت ” انا مش فارق معايا في كل ده الا حاجه واحده بس، اللي بين قاسم وبين حوريه عشان يفضل متمسك بيها ويحميها مننا.. مش عاوز حد يقربلها أنت وضربك و اخذها منك ولما بعتله رجال يجيبوها برده ضربهم عشانها”
نظر إليها جواد بتعجب و هو يقول بخفوت” انا برده مستغرب واخر حاجه كنت اتوقعها الاثنين مع بعض”
ضاقت عينيها متحدث بشك” هما في سابق معرفه كانت ما بينهم ولا ايه “
هز رأسه جواد برفض قائلا بجدية” لا خالص ولا كان يعرفها واول مره يشوفها لما خرجت مع جاد قبل ما يموت وشافهم قاسم بالصدفه وما كانش حتي بيديها اي اهتمام بعد كده لما يشوفها في اي مكان معنا يبقى ليه دلوقت بيعمل كده “
صكت ناريمان علي أسنانها بغضب شديد و هي تقول بحقد” قاسم ده لازم يطلع في كل مشاكلنا ويعكنن علينا مش بعيد يكون بيحميها عشان موتت اخوك، طبعا تلاقي فرحان دلوقت ومبسوط وشمتان فينا، مش عارفه أمتي هخلص منه، من ساعه ما دخل حياتنا وهي ادمرت بسببه”
ساد الهدوء والصمت قليلاً حتي سمعت ناريمان هاتفها يرن و ابتسمت بسخرية و أجابت،ليتحدث عتمان بهدوء و هو عبر الهاتف متسائلا باهتمام” عرفتي حاجه عن حوريه عمال احاول مع امها انها تعترف هربتها فين ومش راضيه تقول وشكلها فعلا ما تعرفش حاجه”
لتقول ناريمان بتهكم وغضب” عاوز تعرف بنت ابنك المصونه فين دلوقت حاضر، بس ما ترجعش تزعل لما اقول عليك كبرت وخرفت ومش عارف تربي حفيدتك اللي ادايره على حل شعرها كل شويه مع راجل شكل”
جز علي أسنانه قائلاً بضيق” قصري في كلامك وقولي هي فين يا ناريمان”
صمتت ثواني معدودة وبعدها و هي تقول بصوت خافت كالفحيح” الهانم حفيدتك هربانه مع قاسم السيوفي.. شوفي أنت بقي اللي بينهم عشان حفيدتك تهرب معه “
**
انطلق قاسم بسيارته يشق بها الطريق بسرعة وعقله لا يتوقف عن التفكير أن سيذهب الان في عتمة الليل هكذا وهي معه فكر أن يتصل به جمال ليجد لهم مكان لكن في هذا الوقت لم يجد مكان جيداً لهما، إلا الاماكن الذي تخصه هو بعد ما حدث منذ قليل لم يثق في هذه الاماكن ليذهب اليها فبالتاكيد سيعرفون مكانهم بسهوله لذلك يريد ان يختبئ في مكان لا يعلمون عنه شيئا، تنهد يضرب رأسه بخفة وهو يعقد حاجبيه بانزعاج فكل ما يحدث بسبب هروبها منه و وجدها جواد و بالطبع هو من اخبار والدته!. لكن يعرف أنها لن تثق فيه بسهوله ومعها كل الحق ليؤنب نفسه هو السبب فيما حدث لها الآن وما هو قادم بسبب فعلته الشنيعه تجاها.
كانت جانبه حوريه لتضع يدها علي وجنتيها وتنظر من خارج الزجاج ودموعها تنسدل بصمت نظر إليها قاسم بطرف عينه وهو يسوق ولاحظ دموعها تنساب لا يعرف تبكي من العجز او من الندم،بعد فترة انزوي بسيارته جانبًا قائلا بعد تفكير” احنا مش هينفع نروح في اي حته دلوقتي بالليل غير اننا نشوف لنا فندق ناخذ فيه اوضه”
شخصت عيناها حوريه بقوة وانبتهت له فأردفت بصدمة وقلق”لا طبعا مش هينفع “
ضرب علي المقود بحدة وعيناه تجوب الطريق قائلا” حوريه كفايه جدل انا مش هاخذ رايك احنا ما قدامناش حل غيره وبعدين انا من رايي تسكتي خالص لان بسببك عرفوا مكاننا”
أغرورقت عيناها الدموع وابتلعت ريقها تقول بتوتر” وانا مالي”
ابتسم قاسم بخفوت وسخرية وهو يقول بعضب” مالك ازاي مش انتي برضه اللي ضربتيني وهربتي وجواد شافك ومسكك ولوله لحقتك على اخر لحظه كان زمانك دلوقتي معاهم ثاني ويعالم هيعملوا فيكي ايه المره دي.. اكيد بعد ما سبناه اتصل بيهم هو اللي قال لهم أنك معايا”
مسحت دموعها بهدوء وهتفت بتصميم”
تمام متضايق قوي كده من اللي حصل وانك اتورط معايا سيبني، ما حدش اجبرك على اللي انت بتعمله “
أومأ قاسم بهدوء وهتف بضيق” فعلا ما حدش بيجبرني على حاجه وانا بساعدك عشان انا عاوز كده يلا انزلي قادمي”
هبط قاسم و ذهبت يفتح الباب الي حوريه التي ظلت لحظات مترددة في النزول حتي جز علي أسنانه بغضب قائلاً” حوريه يلا انزلي مش هفضل مستني كثير “
وجدتها تبتلع لعابها بتوتر وعلي وجهها معالم الخوف وهمست بنبرة مرتجفة”طب استنى تعالي نشوف اي مكان غير الفندق مش هينفع عشـ. “
أقترب منها قاسم بضيق شديد وعيناه مثبتة عليها تكاد نظراته تحرقها وهو واقف ليجذبها دون أن يستمع باقي الحديث منها وذهبوا داخل فندق أقل من العادي وكان يقصد ذلك قاسم حتي يصعب الوصول إليهما وغير ذلك يعلم ان حوريه ليس لديها بطاقه ومطلوبه من قبل الشرطه، لكن سوف يحاول حل طلب بطاقه حوريه بالاموال.
**
بعد فترة وجيزة، انخلع قلب حوريه بعنف عندما خطت خطواتها داخل غرفة الفندق واغلق قاسم الباب عليهم و ذهب بتعب شديد يجلس على الأريكة وهو يمسح علي وجهه من شدة الارهاق، ليرفع راسه إليها قائلا” ايه هتفضلي واقفه كثير ما تقعدي “
انتبهت حورية إليه وهي تشعر قلبها يخفق بقوة من الخوف” هو ازاي صاحب الفندق وافق يديلك الاوضه وانا معيش بطاقه، وليه ما حجزتليش اوضه لوحدي”
هز رأسه بعدم مبالاه وهي يجيب عليها”
ما رضيش بسهوله اكيد وقلتلة أن البطاقه ضاعت منك معكيش اي اوراق اثبات اما احنا الاثنين في اوضه واحده ليه عشان انا قلتله ان احنا متجوزين!. “
اتسعت عينا حوريه بدهشة وقالت بغضب” افندم وانت ازاي تقول له حاجه زي كده”
زفر قاسم بضيق وقال بنفاذ صبر وهو يتجه نحو المرحاض” كنت مضطر اعمل كده خلاص ليلة و هتعدي انا هروح أغسل وشي عشان افوق شويه”
ثم دلف قاسم إلي المرحاض بحده ولم يعطها فرصة للتحدث أو للاعتراض أما حورية فقد استشاط غضبًا من حركته واستسلمت للأمر لتتحرك بخطوات ببطء وقلبها يكاد القلق يأكله من التوجد هنا بداخل فندق مع شخص غريب،
ثم شردت بملامحها المرعبة وهي تتذكر أحداث اغتصبها التي كانت بداخل فندق أيضا ليلة زفافها مجرد التذكر قشعر بدنها لذلك كانت مصره على ان لا تدخل اي فندق مره ثانيه ما زالت لا تستطيع النسيان ولا التخطي ذلك الحادث فرت دمعة هاربة من عينيها من الألم الذي يخترق قلبها.
خرج قاسم من المرحاض وهو يجفف شعره قائلا متسائلا” لو محتاجه الحمام اتفضلي”
صمتت حورية ولم تجيب وكانت ما تفكر به هو الحادث وتفاصيل اغتصابها التي مازالت صدي صوتها المستغيث يتردد في أذنيها كالطبل، أغمضت عينيها بقوة تحاول عدم التفكير في ذلك، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.. فتحت عينيها علي مصرعيها عندما شعرت بـ قاسم يرتب علي كتفها برفق وهي ينده باسمها عدد مرات بقلق” حوريه مالك انتي كويسة”
انتفضت من آثار لمسته ونهضت بسرعه تبعد يده عنها بعنف وقالت بصوت مرتبك” انا كويسه ما تلمسنيش قلتلك قبل كده مالكش دعوه بي”
أبتعد عنها قاسم بخطوات بسيطة قائلا بضيق”
اسف ما كانش قصدي بس عمال انده عليكي ما بترديش كنت مضطر المسك.. شكلك تعبانه انا هطلب اكل لينا “
كادت أن تتحدث وتعترض ليشير قاسم بيده إليها بانزعاج قائلا بتحذير” من غير اعتراض احنا مش ناقصين حالتك تسوا واحنا في الوضع ده مش هنعرف نتصرف وكمان نسينا الادويه اللي كتبهالك الدكتور هناك هبعت اجيب غيرها وبرده هتاخذيها”
بعد فترة قصيرة كانوا يجلسون بجانب بعض بالفندق يأكلون بهدوء حتي لاحظ قاسم توقف حوريه عن الطعام فجاه وهي تنظر حولها بارتباك وتوتر تنهد قاسم وهو يجلس جوارها و أمسك هو بصحن الحساء و مد يده نحو فمها بالملعقة أنتبهت إليه هي تعقد ما بين حاجبيها بتعجب و هي تنظر إليه بعدم فهم من أنه يفعل ذلك، لتنقل بصرها بينه و بين الطعام و هي تبتلع ريقها بتوتر ليشير بعينه الي بطنها و هو يقول” شايفك سرحانه ومش مركزه ولا ولا مهتمه بالاكل .. افتحي بوقه عشان ابنك و عشان صحتك”
هزت رأسها بانزعاج من كلمه طفلها ليمد يده مرة أخري بالطعام و هو يقول بخفوت” حوريه
لازم تأكلي و تاخدي علاجك انا لسه قائل لك مش ناقصين يحصل لك حاجه”
تنهدت حوريه وهزت راسها بإيجابية موافقة و هي تشعر بالقلق والتوتر مزال يغمر روحها لكن ليس عليها سوي ان تتحمل حتي يأتي الصباح
و ترحل لتفتح فمها تستقبل الطعام من يده
ابتسم قاسم بحنان وهو يراها تأكل من يده بالفعل ومد يده بالطعام مره ثانيه إليها و هو يتأملها و هي تأكل تغمض عينها لينظر علي بطنها و كأنه يستشعر صغيره باهتمامة بي و بوالدته.
فتحت فمها وهي تستقبل منة الطعام مره ثانيه وهي مغمض العينين شارده.. ليشرد هو الآخر في ملامحها الجاذبة رغم التعب الشديد الذي بها لكنها مازالت جميله و رقيقه، لتسقط خصله من شعرها متمرده انتبه قاسم لها ليرفع يده دون وعي و يضعها خلف أذنها ومسد علي خصلات شعرها بحنان، فتحت عينيها حوريه وانتفضت تبعد يده بعنف شديد
تحولت ابتسامته الي حزينة و هو يعلم خوفها جيدا انتهي الطعام و وضعه جانباً ونهضت هي بسرعة الي الفراش تضم قدمها الي حضنها ونهض هو الآخر خلفها و أمسك بالدواء الموضوع علي الطاولة جانب الفراش و يمسك بكأس الماء الموضوع جواره و يمد يده لها لتأخذ دواءها نظرت إليه ثم اخذته منه باستسلام.
وبعدها ذهب و تسطح هو علي الأريكة و هو يقول بهدوء” انا هنام هنا وبكره ان شاء الله هنمشي لو احتاجتي حاجه ما تتردتيش تصحيني “
لكن حورية لم تجيب وظلت مكانها تشعر بالقلق لتغمض عينيها حتي تذهب في النوم لعلها تتوقف عن افكارها السيئه وتنام، وعندما أغلق قاسم الأنوار صرخت بقوه” لااااااااا “
أشعل النور بسرعه واقترب منها بلهفة متسائلا بقلق”في ايه مالك انتي كويسه “
بلعت حوريه لعابها بقلق ثم هتفت بنبرة حاولت أن تكون طبيعية” ممكن ما تطفيش النور لو سمحت مش بحب انام في الظلمه”
تنهد قاسم بضيق وقال” يعني انتي صرخت عشان كده يا شيخه خضتيني.. بس انا ما بعرفش انام في النور “
لتقول بصوت عالي تكاد احبالها الصوتية أن تتمزق من قوة نبرتها” وانا مش عاوزه ظـلمـه تــانــي مــش عـــاوزه”
إنتفض قاسم علي أثر صراخها واتسعت عينا قاسم بدهشة وقلق” اهدي يا حورية في ايه بس مالك ايه اللي حصل لكل ده .. كل ده عشان عاوزه اسيب النور “
سحبت نفسها للخلف حتي وصلت للجدار الفراش وقد ضمت ركبتيها لصدرها واضعة رأسها عليهما تثبت نظراتها عليه وقد هربت عبراتها من مقلتيها” انا مش عاوزه ظلمه ولا عاوزه ابات في فندق ثاني من وقت اللي حصل مش عــاوزة.. من وقت ما جئنا هنا وانا عمال افتكر كل حاجه الامطار.. واصوات الرعد ..و الظلمه.. و آآآ اغتصابي”
صمت لتتحول ملامحه الغاضبة الي أخري قلق مذعورة علي تلك الصغيره التي تكورت علي نفسها تبكي بضعف والألم يحاوط جسدها من كل حدب،كانت عيناه جاحظة فكيف يمكنه ببساطة أن يقتل روحها بذلك الهدوء ويتركها تصارع بين الموت بمفردها، شعر بدمعه كادت أن تفر من عينه لكنه اشاح وجهه متألم عليها وهو يستمع كلامها المؤلمه.
تأملت الغرفه لبرهه من الوقت وعقلها يتزاحم بالأفكار برعب وهي تضغط روحها المتألمة” مش قادره انام في الجو ده ولا استحمل حاسه اول ما اغمض عيني هلاقي داخل عليا وبيعمل نفس اللي عمله فيا”
ابتلع قاسم ريقه بصعوبة بالغة وشعر بالاستحقار من نفسه بشدة ثم تمتم بنبرة يملؤها العجز والندم” وما قلتليش ليه قبل ما نطلع الفندق”
نظرت إليه بعتاب فهي في الاسفل كانت ستقول له ولكن هو لم يعطيها الفرصه، أغمض عينيه بضيق شديد من نفسه و انفاسه هادرة كانة كان يتسارع مع أحد وكان يفعل مجهود كبير، فتح عيناه يهتف ببعض العبرات المطمئنة” متخافيش أنا جنبك محدش هيقدر يأذيكِ طول ما أنا موجود.. ما فيش حاجه هتحصل من اللي انتي خايفه منها تاني”
صمتت ولم تجيب وكانت دموعها مازالت تتساقط بغزارة تنفس بعمق هاتف بهدوء زائف” هو انا بصراحه صعب نمشي من هنا في الوقت ده ونشوف مكان ثاني الوقت اتاخر قوي”
لاحظ أنه كلماته جعلت الرعب يتغلل أوصالها
ليقول قاسم بسرعه” بس ما تخافيش انا عندي حل افضل هاسيب النور زي ما انتي عاوزه وهفضل صاحي جنبك عشان تتاكدي ان ما فيش حاجه هتحصلك”
نظرت إليه بأمل ومسحت دموعها لينهض و ليمد يده إليها يحثها علي النوم لكي تتسطح علي الفراش ترددت في بادئ الأمر لكن مع نظراته المشجعة لها وإبتسماته الصافية، همست بخفوت وعبراتها تهبط بضعف” هتفضل صاحي جنبي بجد ومش هتنام”
إبتسم الأخر وهز رأسه بنفي قائلا”وعد مني مش هتغمض لي عين غير لما اطمئن عليكي انك نمتي الاول.. ومش هطفي النور كمان ما تقلقيش”
شعرت قفز قلبها بأمل يكاد يعانق السماء عندما إستمعت كلماته التي دغدغت جوراحها بقوة ثم ابتلعت ريقها بصعوبة ثم بتردد وحذر مدّت يدها إليه ومددت جسدها براحة ليدثرها بالغطاء عليها وهي تشعر باضطراب أنفاسها ثم لتغمض عينها تريد النوم لينحني قاسم يجلس بالارض جانبها، لتفتح هي عينها ببطء لتتأكد هل بالفعل مزال يجلس ام ذهب للنوم و لتشعر به جانبها لتنظر إليه و تجده يبتسم قائلاً بهدوء “تصبحي علي خير “
هزت رأسها بإيجابية ثم أغمضت عينها بقوة مره ثانيه و قد مر ساعة وهو مزال يجلس جانبها أسفل الفراش حتي يحميها من خوفها و تركها لتنعم بالنوم براحه وكان كل ذلك الوقت يضع يده تحت وجنته و يتأمل وجهها الغافي قليلاً حتي ابتسم دون شعور منه هو ينظر إليها بعمق.
وفجاه أنتبه لنفسه ليحيد بنظره بعيدا عنها حتى لا تقع عيناه عليها مره ثانيه بضيق شديد من نفسه الا انه فشل اكثر من مره بتوتر ليشعر بالغضب يستولي عليه وهو يتأمل سكونها، ثم فاق من شروده حين أستمع الي صوت هاتفه يرن وحين أجاب ليقول جمال هادرا بقلق شديد”الو يا قاسم اخبارك ايه انت كويس ايه اللي حصل ده انا جيتلك لقيت البيت بالشكل ده اتخضيت “
هتف بضيق شديد و اختناق”ما تقلقيش يا جمال احنا كويسين”
ليبدأ قاسم يقص عليه ما حدث بتفاصيل بهدوء ليجيب جمال و هو يتنهد بأسي”يعني انت دلوقت قاعد في الفندق انت وهي، بس كده مش امان عليكم ممكن يعرفوا مكانكم بسهوله، و اكيد صاحب الفندق اخذ منك البطاقه صح و بياناتك”
أجاب و هو يتنهد بضيق لـ يأخذ نفساً عميقاً ثم يزفره علي مهل و هو يقول بجدية” عارف كل ده يا جمال احنا بس هنقضي اليوم النهارده مؤقتا عشان الوقت اتاخر وثاني يوم الصبح هنمشي على طول، بس عاوزك تشوف لي مكان بسرعه يكون امان بعيد عن العيون”
هز رأسه جمال بتفهم و هو يقول بهدوء ”
تمام يا قاسم بكره الصبح هتلاقي المكان موجود، المهم اللي اسمها تالا دي كل شويه تيجي لي الشركه وتسال عليك عاوزه تقابلك بتقول عاوزك في موضوع الشغل كان بينكم”
ليتنهد بضيق شديد قاسم وهو يتحرك في الغرفه ويصيح بصوت غاضب دون ادراك منه”
هي عايزه إيه دي كمان هو انا ناقصها “
فتحت عينيها حوريه ببطء وخمول علي صوته العالي وهي تتقلب بالفراش بانزعاج حتي جسدها تصلب و هي تستمع إليه يقول بعصبية قائلا” مش كفايه اللي عملته هي فاكراني ناسي، انا بس ساكت الايام دي عليها عشان اللي فيه واللي حصل انما بعد كده والله ما هسيبها غير لما اجيب حقي منها وادمرها زي ما عملت فيا و دي اقل حاجه اعملها فيها”
شهقت حوريه بصوت خافض بخوف شديد بمفاجأة وذهول واعتقدت أنه يتحدث عنها هي وأنه سوف يدمرها كما قال،و من الواضح أن الأمر يكن كما فهمت و توقعت من البداية بل إن الكارثة التي وقعت بها ليست بهينة وقاسم بالفعل يريد منها الانتقام.
**
في الصباح اليوم التالي، كانت خيوط الشمس تتخلل من بين ستائر غرفه الفندق تتوجه ناحيته وتزعجه في منامته حتي استيقظ بانزعاج يوضع يده اعلي عيناه تجحت عنه الشمس ومن ثم عندما بدأ يعتاد علي إضاءة الغرفة لكن ألم ظهره الحاد كان أقوي دافع للاستيقاظ وفتح قاسم عينه وتنهد ناظر حوله الي الغرفة وهو مزال ينام علي الأرض وقام بتكاسل في النهوض وهو يعقد حاجبيه من الألم يخترق ظهره ونظر إلى الفراش بإرهاق وجده فارغ وحوريه ليس عليه؟.
استغرب بشده والتفت خلفه ينظر علي الأريكة وجد التخت فارغ هو أيضا دهش من اختفائها وشعر بقلق ليتحرك وهو يبحث عنها في المرحاض طرق الباب عددا مرات بحذر حتي فتحه وعندما لم يجدها أيضا دب الرعب في اوصاله ليعرف أنها استغلت نومة وتركته ورحلت مره ثانيه وعند هذه النقطة أسرع يفتح باب الغرفة وهرول للاسفل يبحث عنها في كل مكان!.
كانت حوريه في ذلك الاثنا تبحث عن مخرج لها لتهرب منه، لتجدة فجاه بهتت تلك الواقفة بعيد يبحث حوله يمين ويسار بلهفة لتبتلع ريقها بتوتر و هي وتركض بعيد عنه في الاتجاه الاخر حتي وصلت إلي غرفه المرحاض وفتحت الباب ودلفت تختبئ هنا قليلا حتى يرحل، لكن لم تلاحظ تلك الافتة التي مكتوب بالخارج
“ممنوع الدخول الان يوجد صيانه بالداخل “
اغلقت الباب بإحكام خلفها وتنهدت براحه قليلا
وعندما ألتفت خلفها لتجد من جعل من جسدها يتجمد و أطرافها أصبحت باردة كـ الثلج كان هناك عامل بالداخل بمفرده وعندما وجدها دلفت ترك ما بيده و هو يتطلع إليها بخبث و يمشط نظراته المقزز الي جسدها حول ما ترتدي من ملابس مريحة ترسم تفاصيل جسدها بعناية و تجعلها كتلة إثارة لا تقاوم وخصلات شعرها الطويل التي انسدلت علي وجهها بشكل قاطع للانفاس، تقدم منها مثل الفهد قد حصل للتو علي فريسته بعد جوع!.
رجعت للخلف بزعر وخوف عندما رأته يقترب منها ألتفتت سريعه حتي تفتح الباب لترحل
ليحاوط خصرها و يقربها منه ملتصقة به و حاوطها بيد يثبتها رغم اعتراضها و تلويها ليسحبها الى الداخل بعيد عن الباب وجاءت لتصرخ تستغيث بأحد لكن كان هو الاسرع وكمم فمها بيده الأخري وكاد ان يقبلها
لكن إستجمعت قوتها وشجاعتها بلحظه ودفعت جسدها للخلف بقوه حتي تحررت من بين يديه لتركض نحو الباب تفتحه لكن أمسك الأخري بها مره ثانيه مقتربًا منها لا يفصل بينهما شئ أمسكها بقوة نتيجه لحركتها الزائدة تريد الخلاص منه باي شكل، نظرت إليه وابتسامة مجنونه تزين وجهه ،إنسدلت دموع حوريه بضعف لا تعلم ما أصابها لتبدأ تتذكر طيف ذكريات اغتصابها واغمضت عينيها برفض واعتراض وعبراتها تهبط بضعف لا تريد ان يحدث معها ذلك مره ثانيه، فصعب الروح تقتل مرتين.
أفاقت من غيبوبتها القصيرة تصرخ بذعر لتتعالي صراخاتها أكثر تهز رأسها بعنف تحاول الهروب من ما يحدث لها، لكن الأخر غير مهتم ليخلع قميصه ويتقدم منها.. حتي وجد نفسه ملقي بالارض يتلوي من الألم رفعت حوريه عيناها قليلا المملئه بالدموع وابتسمت بأمل عندما وجدت حاميها يقف كالأسد يلوي ظهره لها وهي خلفه يحميها وجدت كحائط بشري يسد عنها الطريق و قد اصبحت غير مرئية بالمرة.
وفي لحظات اندفع قاسم يسدد له الضربات المبرحة في كل مكان في جسده، واستمر يلكمه بكل ما اوتي من قوة له حتي تشوه وجهه أثر لكماته القوية الغاضبة وإنفجرت الدماء من وجهه كالبركان لكنه لم يكتفي قاسم من ذلك و أمسك الاخر رقبته يجذبه بعنف نحوه و هو يقبض عليه بغضب شديد يخنق به تأوة الآخر بألم شديد حتي كاد أن يموت.
اعتدلت حوريه بجزعها الاعلي ونهضت بسرعه تبعدة عنه وهو أشد شراسة لتصرخ به هادراً” خلاص سيبه هيموت.. ابعد عنه خلاص.. قاااااسم بلاش”
كأن و لم يعد يري اي شئ أمامه سوا ذلك الحقير فهو كان يمر بالخارج واستمع صوت استغاثه منها ليدلف يتفاجئ به يحاول يغتصبها رغم اعتراضها الشديد وبعدها لم يشعر بنفسه إلي وهو يندفع اليه يضربه بكل قوه، ليتوقف فجاه حين سمعها تهتف بإسمه لاول مره وانتبه الي نفسه ليتركه اخيرا يسقط أرضاً ونظر إليها وهو يتنفس بالغضب الشديد
لتشهق هي بألم شديد داخلها و الدموع تتلألأ و هي علي وشك البكاء بصعوبة، لكنها تمنع نفسها بصعوبة أن تبكي أمامه ثم شعرت به يتقدم خطوة لتعود هي الي الخلف و هي تتنفس بصعوبة بالغة و اختناق يكاد يفتك بها
وهو مزال يتقدم منها اخيرا حتي لا تجد فرصة للعودة الي الخلف ليمسك بيده ذراعيها برفق و هو يهمس باهتمام ” انتي كويسه”
نظرت إليه وهنا لم تستطيع الكتمان تضع يدها علي وجهها و تبكي بقوة و عنف من اعماق قلبها المنهك بالحزن فقد كانت ستغتصب مره ثانيه لتختنق وهي تجهش ببكاء حاد
تطلع إليها بخوف حقيقي و عيناه التي تلمع بالقلق مسد علي كتفها بحنان حتي كاد أن يجذبها الي أحضانه حتي يطمنها، لكن سرعان ما جحظت حوريه عيناها بصدمة وهي تصرخ بإسمه بخشونة أن يحذر وهي تراقب الطعنة الموجهه إليه فقد آفاق ذلك الآخر وتقدم وعلي محياة بسمة خبيثة وهو يقترب منهم بشر يحمل سكينه حاد كاد أن يلتفت قاسم بدهشة لتفاجئ بتلك الطعنة بكتفه بقوة تتبعها سيل من الدماء اترعب الأخر ليفر هاربًا من المكان بأكمله يحاول النجاة بنفسه، فصرخت حورية عاليًا برعب شديد تستنجد بأي أحد بينما توقفت أنظارها نحو قاسم بصدمة تراقب جسده يميل جهتها ليقع بين أحضانها.
سقطت حورية أرضاً وهو باحضانها ولم تستطع التوازن اكثر من ذلك من ثقل جسده وامسكت به بقوة قبل أن يفقد إتزانه لتسنده هي بسرعة فحاوط خصره بيدها يتكأ عليها وقلبها يقرع بقوة عندما وجت بعض الدماء بيدها لتصرخ بقوه” لااا قااااسم .. قاسم ردي عليا سامعني أنت كويس”
رأته يمسك كتفه يتأوه بضعف واغمض عينه بوهن،راقبت عدم إتزانه بقلق شديد لتهتف في سرعة بين بكائها بمرارة” قااااسم رد عليا عشان خاطري ما تسيبني.. قاااااااسم”
أمسك رأسه يجيبها بضعف” آآه اهدي انا كويس ما تخافيش”
لينظر لعيناها مباشرة ليجد فيها دموع برجاء لتطلع إليه لبرهه فلمح تهتف بضعف وسط شهقات بكائها تمزق داخلها و داخله” انا مش اتصرف قولي اعمل ايه.. قاسم طب اتحمل شويه عشان خاطري لحد ما اطلب حد يساعدك من بره”
ليمسك يدها يهتف بحنوِ بألم قائلا بوهن ” لاا
جمال اتصلي بجمال يا حوريه من تليفوني هتلاقيها اخر نمره… آآآه و قوليله يجي آآآه”
لتنظر إليه بفزع شديد لتجده فاقدًا للوعي هزت رأسها بعدم تصديق إجهشت في بكاء عنيف بحزن وألمًا تصرخ بقوة” قـااااااااااسـم”
**
بداخل فيلا عائلة عتمان زاهي، كان هو يجلس علي الأريكة و هو يتنهد بضيق شديد و اختناق منذ أن أغلق الهاتف مع ناريمان وأخبرته أن حورية الان هاربه مع قاسم السيوفي الذي كان شقيق المرحوم جاد بالتبني وهو على ذلك الحاله، لا يعرف اين سـتصل وتنتهي افعال حفيده حورية من جنونها فكل يوم في تزايد من مشاكل بسببها، قتلت زوجها وحملت في طفل لا يعرف من والده حتى الان و وانتهى بها الامر هاربها مع رجل غريب عنها، زمجر بعنف و هو يركل ما يوجد اعلي الطاولة و هو يتنفس بقوة و صدره يعلو و يهبط بشدة ليصرخ بأسم والدتها بدرية التي أتت علي الفور بفزع من صوت صراخه الحاد و تقدمت ميسون إلي الداخل و هي تقول بقلق” في اية يا بابا بتزعق لية “
تطلع إلي بدريه التي تقف خلفها بتوتر و هو ينظر إليها بحدة حتي تقدم نحوها وقف يلوح بيده و هو يصرخ بها بحدة” في اني انا مش ناوي اخلص من مشاكل الزفته حورية.. مش دي بنتك حبيبتك اللي هربتيها اهي بنتك فضحتنا دلوقت و رايحه تتصرمح مع الرجاله
اتسعت عينا بدريه بصدمه و بعدم فهم حين
نطق عتمان بأحد الألفاظ البذيئة يصف بها هي و ابنتها حتي اكمل هو بصراخ عالي و عصبية شديدة” ناريمان لسة قافل معايا دلوقتي وقالتلي انها عرفت مكانها وطلعت هربانه مع قاسم السيوفي اللي متبنينه بنتك ما لقيتش غير ده اللي ما نعرفش اي حاجه عنه ولا أهله مين وتهرب معاة “
لتشهق بدريه بذهول واستنكار و هي تنظر إليه بصدمة والتفتت ميسون إليها تصيح بقسوة وغضب” هي البنت دي ايه شيطانه، عاوزه تجيب اجلنا واحد وراء الثاني بسبب عمايلها، هنقعد نشيل وراءها قرفها لحد امتى هي دي تربيتك يا ست بدريه”
مسح عتمان وجهه بعنف و هو يقول بغضب و هو يشهر سبابته بوجه بدريه و يقول بوعيد” اقسم بالله بنتك دي لو لقيتها المره دي ما هاسيبها غير وهي جثة عشان اللي زي دي حلال فيها الموت وكفايه فضايح لحد كده”
هزت بدريه رأسها بعدم تصديق وصدمة وهبطت دموعها وهي تقول” لا مستحيل حوريه تعمل كده اكيد في حاجه غلط انا بنتي مش كده”
جزت ميسون علي أسنانها بضيق تصيح بحده”انتي لسه هتدفعي عنها بدل ما تروحي بنفسك تقتليها وتلمي شرفك اللي بنتك مرمغته في التراب، وبعدين مستنيه منها ايه ثاني الهانم حامل ومش من جوزها مصدومين من عمايلها ليه ما هي اللي تعمل كده تعمل اكثر”
نظرت بدريه نحوها و صرخت بها بنبرة حاد “حسبي على كلامك يا ميسون انا بنتي متربيه كويس واللي في بطنها ده جي نتيجه اغتصاب يعني مش برضاها وانا مصدقه بنتي ما تعملش كده”
احمرت عينيه بغضب شديد واقترب أزاح ميسون من أمامها و هو يقول بشر “اقسم بالله هقتلك يا بدريه لو ما مشتيش من قدامي دلوقت.. بتدافع علي مين هو انتي مصدقه الهبل اللي عماله تقوله عشان تداري على فضيحتها .. غوووووري”
نظرت بدريه الي الاثنين وهي تقضم شفتيها من صرختها المكتومة بيدها بخوف شديد علي ابنتها الصغيرة ثم تحركت بخطوات متثاقلة لترحل، بينما اشتد عتمان غضب وهو ينظر إليها يتنهد بضيق لـ يأخذ نفساً مرددا” الله يسامحك يا اسامه ويرحمك هي دي اللي وقفت قصادي عشانها”
**
في منزل بعيد وسط الأشجار بداخل كوخ كان قاسم متسطح علي الفراش دون حركه عاري الصدر و كتفه ملفوف بشاش ابيض، و جانب الفراش كانت حورية تجلس بالاسفل بالغرفة بها وتضع رأسها علي الفراش تنكمش علي نفسها بقوة وتغمض عينيها بتعب وإرهاق فهي ظلت يقارب اكتر من ساعات ساهرة جانبه حتي تطمن عليه بعد أن اصاب بسببها عندما حاول ينقذها من ذلك الراجل، كادت أن تضيع مره ثانيه لولا جاء هو بالوقت المناسب.
فبعد أن فقد الوعي قاسم وسقط داخل أحضانها ظلت تصرخ باستغاثه واتصلت بي جمال كما قال لها وجاء علي الفور بقلق شديد
و وصل جمال الي المكان الذي أرسلته له حوريه و ساعدهم و نقل قاسم وحورية الي ذلك المنزل بعيد عن الانظار وبعدها طلب اليه طبيب يكشف عليه وقال ان الجرح سطحه ولا يحتاج لكل ذلك القلق.
فتح قاسم عيناه فجاه بحده و تقسم صدره بغضب و هو يستيقظ من النوم وجهه غارقاً بالعرق كان يراها في نومه وكان يحلم بما حدث وتفاصيل محاولة اغتصابها، لينظر حوله بلهفة شديدة حتي تنهد براحة غريبة احتاجت صدره حين طمئن نفسه انها بخير أمامه، تنفس بعمق وتعب وهو ينظر إليها وهي كانت تجلس أسفل الفراش جواره نائمه تطلع فيها و هو يزفر أنفاسه علي مهل و رفع يده يضعها علي رأسها بخفه وهتف باسمها لكنها لم تجيب من التعب.
ليرفع يده بتردد يريد ان يبعد خصلات شعرها بخفه عن وجهها الذي تزعجها لكنه يخشي الاقتراب وأن تستيقظ، تنهد و هو يتأملها بتروي و هدوء و هو يشعر بنفسه يهدئ رويداً رويداً و بتمهل كان يتأمل تفاصيل وجهها وعيونها المغلقة التي تزينها اهدابها الكثيفة وانفها الصغير الاحمر مع وجنتيها توقف و هو يتأملها ثم رفع سبابته وابعد خصلاتها عن وجهها بهدوء شديد.
لترفع رأسها لتجده هو ذاته يفتح عيناه لتنظر إليه بنعاس ثم أنتبهت الي نفسها و ابعدت يده عنها و هي تبتعد الي الخلف و نهضت سريعاً و هي تقول بقلق” انت صحيت اخيرا انت كويس كتفك بيوجعك”
اعتدل في جلسته وهمس بنبرة بخفوت”
وجع بسيط جمال اللي جابنا هنا “
أومأت بتفهم منتبهه فحمحمت بربكة طفيفة”
ايوه هو إللي جبنا هنا وبعد كده اتصل بالدكتور وكشف عليك وقال لنا ان جرحك بسيط.. هو بره علي فكره لسه ما مشيش “
هتف قاسم بصوت هادئه مرددا” طب اقعدي وبعدين اللي مقعدك كده تحت نايمه هنا ليه”
تنحنحت بتوتر وهي تشيح ببصرها عنه وهو يجلس أمامها عاري الصدر وصمتت قليلاً تبحث عن حجة و هي تنظر حولها بتوتر حتي نظرت إليه و هي تفرك أصابعها لتقول بسرعة” هاه كنت مستنياك تفوق “
اشاره إليها تجلس ترتاح وهو يتابع كل تفاصيل حركتها المتوترة ثم ليهز رأسه بايجاب و هو يقول بنبرة غامضة” تصدقي قبل ما افوق كنت بحلم بيكي، متهيالي كانت تفاصيل الحلم انك ماسكه فيا وعماله تصرخي بخوف وتقولي لي ما تسبنيش يا قاسم انا مش عارفه اتصرف من غيرك إزاي “
لتنظر إليه بذهول و أعين متسعة علي آخرها وفكها يكاد يسقط أرضاً من شدة الصدمة فهي لم تعتقد أن يكون سمعها وهو بذلك الحالة ومتذكر حديثها فهي رغم كانت تود الهروب منه لكن لا تعرف لماذا شعرت قرع قلبها خوفًا عندما رأته يصارع الموت وكانت لا تريده أن يذهب ويتركها ربما لأن الوحيد الذي يصدقها و يساعدها في الهروب من الجميع، مسحت علي رقبتها بيدها بارتباك وتوتر وهي تنظر بعيد لتقول بضيق شديد” يبقى حلم فعلا عشان انا ما قلتش كده خالص تلاقيها تهيئات بتيجيلك”
ضايق عينه ينظر إلى وجهها وطريقتها التي تتحدث بها و هو يستمع ما تسرد باستماع تثير ضحكه ليبتسم قائلا” بجد يعني أنتي
ما كنتيش خايفه عليا ده انا كان ممكن اموت بسببك لو السكينه كانت جات في قلبي”
تمتمت بلهفة وبتوتر وجسدها يرتعش من الارتباك”بعد الشر عليك.. اكيد كنت خايفه يحصل لك حاجه بسببي الحمد لله انك بخير وفوقت مش عاوزه اشيل ذنب حد ثاني”
ثم بلعت حوريه ريقها بتلعثم ثم هتف بنبرة حاول أن تكون طبيعية” انما حكايه فضلت اصرخ واقول لك ما تسبنيش هي دي اللي تهيوات و محصلش”
نظر إليها قاسم بغيظ وقال حديثه بسخرية “بجد وكانت من ضمن التهيؤات برده انك كنتي عاوزه تهربي مني”
نظرت إليه بصعوبة و هي تهمس بارتجاف”
انا ما كنتش بهرب انت اللي فهمت غلط انا كنت بدور على الحمام عادي وبعد كده دخلت ولقيت الحيوان ده جوه “
هز رأسه قاسم بهدوء وهتف بضيق”بجد يعني انتي ما كنتيش عايزه تهربي مني تاني ..مش ناويه تبطلي يا حورية تهربي مني هتفضلي لحد امتى فكريني عدوك “
اغمضت عيناها بقوة وتوجس وهي تتذكر تفاصيل ذلك المكالمه بينه وبين جمال وهو يتحدث عن الانتقام منها، فتحت عينيها بحزن ونظرت إليه بملامح جامده من خادعه عليها المستمر وقالت بتهرب” انا قايمه اغسل وشي و اعمل لك حاجه تاكلها عشان تاخذ الدواء عن اذنك”
ابتسم قاسم بخفوت وسخرية عليها وصمت بيأس منها بينما هي كادت أن تنهض لكنها توقفت تنظر إليه بترتر وهي تفرك يدها في الجبس كأنها تريد التحدث بصعوبة، عقد حاجبيه باستغراب قائلا بجدية” عاوزه حاجه يا حوريه”
نهضت من مكانها عقب حديثه وتنحنحت بتوتر متأملة وجهه الجلية لتهتف بتردد وبإمتنان” اه هو آآ شكراً عشان انقذتني كان ممكن فعلا يحصلك حاجه بسببي متشكره أوي”
هز رأسه بهدوء مبتسم بهدوء يعقب” العفو
انا ما عملتش حاجه ده وجبي “
هزت رأسها بالايجابي وخرجت حورية من الغرفه نحو المطبخ لتجهز له وجبه خفيفه حتي يأخذ الأدوية بعدها وفي ذلك الأثناء قابلها جمال في طريقها إلي المطبخ وسألها باهتمام عن قاسم لترد بانه فاق واصبح بصحه جيده،ليذهب إليه علي الفور مبتسم براحه قائلا” حمد لله على سلامتك درعك عامل ايه دلوقتي”
أرجع قاسم ظهره للخلف وهتف بأعين ناعسة وهو يتفحص حورية عن بعد وهي تتحرك بالمطبخ بحريه أمامه بداخل المطبخ المطل علي الصاله بالخارج “الحمد لله كويس”
راقب جمال نظراته إليها ليبتسم يهتف قائلا”
فضلت سهرانه جنبك طول الليل وعماله تعيط وزعلانه علي اللي حصل لك بسببها قعد احاول معاها اقول لها ما لكيش ذنب بس فضلت محمله نفس ذنب اللي حصل لك وعقبت نفسها انها هتفضل جنبك لحد ما تصحى وتفوق وتطمن عليك “
جحظ بعيناه يتناقض تمامًا مع حديثه وأفعالها إليه بعدم تصديق وسرعان ما ابتسم قاسم بخفوت و تتمتم”شكراً يا جمال على مساعدتك”
نفي برأسه جمال مبتسم” ما فيش بينا شكر وانت عارف المهم انك تسترد صحتك وبعدها تشوف هتعمل ايه دلوقتي كله عارف انها معاك وهيبداوا يسالوا ويشكوا بتساعدها ليه “
رفع ذقنه يطالعه إليه بهدوء زائف ليقول وهو بيأس وضيق” عارف .. المهم هي تبطل هروب مني مش عارف هتفضل لحد امتى كده مش واثقه فيا ومتاكده ان انا هضرها “
أجاب جمال بنبرة جاد”ما تنتظرش منها حاجه غير كده في الوقت الحالي اللي شافته مش قليل يخليها ما تثقش في اي احد و بالذات انت”
كاد قاسم أن يتحدث لكنه وجد حورية تتقدم نحوهما تحمل بيدها صينيه الطعام و تسندها علي ذراعيها الملفوف بالجبس ودلفت لينهض جمال قائلا بهدوء” طب انا هقوم انا بره لحد ما تاكل وتاخذ الدواء “
تحرك جمال بخطوات الي الخارج لتقول حوريه بابتسامه رقيقة” انا عملت لحضرتك اكل وحطيته لك بره”
رفع قاسم رأسه وهو يتفحص ملامح ابتسامتها الجذابة الذي أول مرة يراها عن قرب، بينما نظر إليها جمال مبتسم بحنان قائلاً”بجد طب متشكر عشان فعلا كنت جعان عند اذنكم”
عندما خرج جمال بالخارج اقتربت حورية تضع صينيه الطعام فوق الطاولة جانب الفراش ثم سحبت قميصه و القيته بوجهه تأوه بألم وهو ينظر إليها بدهشة من فعلتها بينما هتفت هي بخشونة تهمس” ممكن تلبس القميص ما ينفعش المنظر اللي انت قاعد به قدامي ده انت مش لوحدك في البيت “
عقد حاجبيه قاسم وهتف بتهكم وغيظ” تروحي حدفاني بي ده انا كنت هموت بسببك يا شيخه.. اتفضلي تعالي ساعديني عشان البس بدل وشك إللي احمر ده “
احمرت وجنتيها بشده أكثر وهزت رأسها بلا فائدة ليخرج صوتها الرقيق حادًا” ما تلبسه من نفسك وبعدين انت هتزلني عشان ساعدتني كل شويه تقول لي كنت هموت عشانك.. كنت هموت عشانك”
لوي شفتيه باستخفاف وهو يقول باستفزاز”
امال تعرفي تعملي ايه تهربي مني وبس.. قربي يا حورية ساعديني البس وما تفكريش ان انا هعدي حكايه هروبك دي ولا صدقت كلامك
انك سيبتيني عشان تروحي الحمام مش تهربي”
جزت حوريه علي أسنانها بغضب وإنتفضت تنظر إليه بحدة وقد تخلت عن خجلها ورقتها لتصرخ بغيظ” ايوه يا قاسم كنت بهرب منك ارتحت كده، متهيالي بقى انت كمان تبطل لف ودوران وتخليك صريح معايا وتقول لي بتساعدني عشان عاوز مني ايه بالضبط ومن غير كذب عشان انا سمعتك امبارح باليله وقت ما كنا في الفندق”
ليرفع وجهه الجامد لها يطالعها بدهشة من كلماتها التي تبغضها قائلا بحده” هو ايه اللي سمعتيه؟.وبتتكلمي على ايه اصلا “
صرخت حوريه بألم وهي تغلي غضبًا منه فهي كانت بالفعل بدأت تثق فيه لتقول بهجوم شديد”ما قلتلك بطل لف ودوران انا سمعتك بالليل وانت بتتكلم مع حد وبتقولي أنت هتنتقم مني وعمرك ما هتسيبني غير لما تدمر حياتي،زي ما توقعت كل اللي انت بتعمله ده وراء حاجه وما عمرك ما هتساعدني كده لله في لله ولا هتقدر تنسى انا عملت ايه في أخوك ولا حتى هتصدق ان انا بريئه من كل ده”
كان قاسم صامت بتراقب ويستمع إلى حديثها وهجومها واتهامتها له ثم ابتسمت بسخرية مريرة وهتفت بتهكم وعيناه تملأها قهر من الدموع”لازم تعرف انا ما كنتش مصدقه اصلا من الاول ولا عمري هثق في حد بعد اللي انا شفته وبالذات انت يا قاسم”
هز رأسه بملامح جليديه جامده ثم اعتدل ونهض من أعلي الفراش بحده وتقدم نحوها يجذبها رغم عنها تحت صدمتها لا تعرف اين يأخذها وخرج للخارج،نهض جمال وترك الطعام باستغراب قائلا” مالك يا قاسم انت رايح فين اللي قومك وأنت تعبان “
هز قاسم رأسه برفض وهو يقول بجدية تامة”
خليت مكانك وهات مفتاح عربيتك “
عقد جمال حاجبيه بدهشة وقلق قائلا” ليه انت عاوز تروح فين قولي وانا اوصلك انت لسه تعبان “
امسكت حوريه بيد قاسم حتي تبعدها عنها و لكنه و كأن يده من فولاذ يقبض علي ذراعيها و لا يتركها أبداً لتتنهد بضيق شديد قائله تحذرة” اوعي ايدي انت ماسكني كده ليه انا مش عاوزه اروح معاك في حته سيبني”
جذبها بقوة أكبر إليه و هو قائلا باختناق ظهر بحديثه” اخرسي خالص.. وانت يا جمال هات المفتاح وخلص بعدين هقول لك “
رفع جمال مفتاح سيارته باستسلام له، وأخذ قاسم المفتاح منه وذهب للخارج بعد أن فتح باب المنزل وهو يجر إياها وسط اعتراضها و تلويها الشديد ليتركها اخيرا وسط الأشجار والهدوء، بينما هي سارت خطوات عرجاء بسبب الم قدمها تبتعد عنه وهي تغلي غضبًا”ما تبعد وسيبني واوعى ايدك عني انت ساحب وراك جاموسه مالك جررني كده ليه؟. انا مش عبدة عندك “
ابتسامة بطريقه مخيفه ثم اقترب منها حتي دنا منها وهمس بفحيح لعين” صح انتي مش عبده انتي انسانه وحره وتقدري تعملي كمان كل اللي انتي عاوزه في اي وقت ومحدش لي علاقه بيكي، حتى انا مش همنعك “
ابتلعت ريقها بتوتر وعدم فهم وصدح صوتها الرقيق مهتز تقول بعصبية” انت تقصد ايه بكلامك ده “
تنهد قاسم و هو يقول بصعوبة من بين اسنانه “قصدي ان انا من هنا ورايح مش همنعك ولا هقف قصادك حتي لو هربتي دلوقتي مش هجيبك بالغصب تاني، لا يا حوريه اعملي اللي انتي عاوزاه”
كان يقف جمال عند الباب يراقب ما يحدث باعين مصدومه من رد فعل قاسم فهو يعرف ان من المستحيل ان يتركها بعد ما حدث واصبحت حامل بطفله و كان السبب فيما حدث لها بعد ذلك، وان تركها تذهب سوف تصبح في خطر كبير!. لا يعرف ماذا يريد قاسم الوصول إليه من فعلته ذلك إذا هو لا يريدها ان ترحل لماذا يطلب منها الان الاختيار؟. وهو يعرف ان الاختيار بالتاكيد ليس لصالحه.
ليرى قاسم عيناها تحدق به بدهشة ثم إهتزت حدقتيه ثم جسده وهو يقول بحده” ايه مالك ما توقعتش مني اقولك كده صح، كنتي متوقعه حاجه ثانيه.. أني مثلا هفضل ادافع عن نفسي واتحايل عليكي انك متصدقيش الكلام اللي سمعتي وانه مش مكنش عليكي وأنه كان على واحده ثانيه رغم أن دي الحقيقه فعلا ..بس انا مش هقول كده عشان انتي اصلا كده او كده مش هتصدقيني “
كانت أنفاسها سريعة وهي تحدق به بذهول واستنكار بينما هو هتف بغضب مكتوم” يلا مش عاوزه تمشي اتفضلي امشي وما تخافيش مش همنعك ذي قلتلك ولا هاجي وراكٍ، خذ مفتاح العربيه أهو وامشي زي ما انتي عاوزه وابقي سيبي العربيه في اي حته بعد كده وانا هعرف اوصل لها …عشان ما ترجعيش تقولي بعد كده سبتك تمشي لوحدك وما عرفتيش تتصرفي ولا تروحي فين ولا تخرجي ازاي لوحدك بالطريقه دي.. اديني أهو بسهل عليكي الموضوع كمان”
نظرت إلي يده الممده بالفعل بالمفتاح بعدم تصديق، ثم سمع صوتها تقول بنبرة هادئ بطيئ” و ده من امتى “
كأنه تلبسته روحه العنيفة وقد اقتحمت الحمرة عينه وقلبه الذي يعتصر بقوة ليهب وهو يقف بحدة ليقول بصوت حازم وملامح وجهه صارمة” انتي معاكي حق مش هفضل طول الوقت عمال اغصب فيكي عشان احميكي واخليكي بالعافيه تثقي فيا ان انا عمري ما هاذيكى، عاوزه تفضلي معايا برضاكي اتفضلي جوه على البيت عاوزه تمشي برده اتفضلي ..لكن ما ينفعش تفضلي معايا طول الوقت وانتي مش قادره تثقي فيا وانا مش قادر من كثر القلق تسيبيني في اي لحظه تاني وما اقدرش احميكي”
ثم استرد قائلا وهي ينظر لها ثم احتد نبرته بجدية وقال بأنفاس هادرا” الطريق ده في بيتي من هنا لو رجعتي اوعدك هتلاقي مني حمايه لحد اخر نفس في عمري، و الطريق التاني في البوليس و ناريمان و جدك عتمان .. الاختيار بقى في ايديك دلوقتي اختاري عاوزه تروحي فين وتفضلي مع مين؟!. “
ساد الصمت قليلا وبعدها حوريه رأت قاسم ليبتعد عنها خطوة الي الخلف وينظر إليها و بؤبؤت عينه تتحرك بصمت عليها و علي ملامح وجهها ثم ألتفت وتحرك الي نحو المنزل تارك إياها تقرر الاختيار بكل راحة، ثم مالت حورية رأسها الي اليمين والي الشمال بحيره وتوتر شديد من قوة الإختيار، هل الاختيار صعب عليها للغاية هكذا هي كانت تعرف ماذا تريد من البدايه وتقرر لكن الآن! و هي تقف وسط الطريقين تائهه لا تعرف اين تذهب؟. لتنظر الي الاسفل بين يدها نحوه مفتاح السياره الذي وضعة قاسم في يديها و رحل، تطلعت فيه بأعين متسعة داخلها تتلألأ بروح خاوية هوادة لا تعرف تقررر! حتى بعد لحظات كثيره اخذت نفس عميق وقد قررت إلي أي طريق سوف تسير لتتحرك قدمها اخيرا نحوه؟؟.
___________________________________
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حورية بين أنياب شيطان)