رواية حورية الفصل السادس 6 بقلم ميان مالك
رواية حورية الجزء السادس
رواية حورية البارت السادس
رواية حورية الحلقة السادسة
حسناً كشف الليل عن وجوده بخيوط ضئيلة في تلك السماء الواسعه
وقمر مبهج ينظر للناس في مدينة العشاق _باريس_
ظلت حورية فترة طويلة جالسة في الشارع تبكي وهي لا تعلم ماذا تفعل، لكن وبعد فترة قررت أخيراً أنها لن تظل تبكي في كل مرة يضعها القدر في مأذق
وتحركت إلى أين لا تعلم !
متى ستتوقف لا تعلم أيضاً !
تمشي بهدوء تنظر حولها تكتشف الشوارع التي تنظر لها وكأنها أول مرة تراها بها، تمشي في شوارع وتخرج من الأخرى تتأمل قليلاً في هيئتها تنظر للسماء التي أظلمت تماماً ولمعت نجومها في بهجة ونور القمر الذي يتحرك مع حورية أينما ذهبت وكأنه يبحث معها عن ذلك الشارع التي لا تعرف أسمه ولا تتذكر هيئته
ومن هنا إلى هناك تدور في حلقة مفرغة، أنهكها التعب لكنها لم تستسلم، ظلت تؤنب نفسها كثيراً على فعلتها الحمقاء
تشعر بأن جميع الشوارع تشبه بعضها ياللغباء
(طب ولله سقفه، سقفة كبيرة لأكبر غبية في باريس، يعني أنا مش بس جريت بلا هدف زي المجانين، لا ده أنا كمان نسيت الشوارع إلى دخلت فيها، كل ما أفتكر الموقف بحس أني وقتها كنت شايلة دماغي وحطا جزمة قديمة)
وقفت تستريح قليلاً وهي تحاول قدر الإمكان أن تعتصر ذاكرة السمكة خاصتها لتتذكر أي شئ مميز بأي شارع
شعرت بيد توضع على كتفها، ألتفتت سريعاً لتجد يوسف أمامها ويبدو عليه التعب
نظرت له وبكل تلقائية قالت :
“أصبر يا يوسف وده وقتك عايزه أفتكر أسم الشارع إلى …..”
صمتت فجأة وألتفتت مرة أخرى تتأكد من وجوده، وما أن تأكدت صرخت بحماس وقفزت بين ذراعيه متعلقة برقبته
صدم من ردة فعلها وظل ثوان معدودة يحاول أستوعاب فعلتها، وما هي ألا ثوان وضمها هو الأخر إلى صدره بقوة، وأخيراً وجدها، وبين قلبه الذي يتراقص فرحاً بعودتها، وعقله الذي يريد أن يصرخ بوجهها على أفعالها الحمقاء والغير محسوبة بالمرة
وبين ذاك وذاك أختار أن يضمها إلى صدرة ويترك الصراخ في وقتٍ لاحق
ثوان …أو دقائق لا يعلم ..لكن أضاء بداخله نور أحمر تليه الكثير من الأنوار
قلبه يدق ولأول مرة منذ زمن !!، هو يعرف تلك الدقة جيداً ويعرف ما سيحدث بعدها
وجد نفسه تلقائياً يبتعد عنها وكأنه صُعق بماس كهربي، ظل ينظر لها بطريقة غريبة وهو يتنفس بصعوبة بلا سبب
قابلت حورية ذلك بأبتسامة حماسية وهي تقول بأرهاق :
“أنت متعرفش أنا قعدت ألف قد إيه في الشوارع، كنت فاكره أني مش هعرف ألاقيك ….أو يعني ألاقيكم تاني، بس أنا طلعت شاطرة أهو ولقيتك”
كان بداخله ألآف الأحاديث كان يريد أن يقولها، لكن عقله توقف فجأة، لذا أمسكها يدها وحركها معه إلى لمنزل دون أي كلام أو حتى دون رد على ما تتفاوه به، لم يفعل أي شئ سوى أنه بعث برسالة نصية إلا لورا لتتوقف عن البحث عن حورية وتذهب للمنزل
___________
مر يومان، غريبان، لم ترى فيهم يوسف لأول مرة
الجميع لا يفهم ما يحدث، وبعد تلك الموجة الحماسية التي كانت تضرب المنزل بأكمله، سكن سكونٌ غريبٌ
لكن رحمة هي الوحيدة التي تفهم نسبياً ما يحدث وهو تذكر يوسف لحبيبته المتوفاه مرة أخرى، فهي عاشت تلك الفترة البائسة معه بعد وفاة لارا
وبطريقة ما الأمر له علاقة بحورية لأنه يتجنب مقابلتها نهائياً، والمسكينة لا يمر ساعة دون أن تدق عليه تريد محادثته
(عارفين الحمار المتهور أنا ده، وهتعرفو بعدين السبب، لكن الأهم أن التفسير الوحيد للتعلق الغريب بيوسف أني حبيت وجوده وعايزاه معايا في كُل حاجة، يمكن مش بس كصديق، أنا طمعت وبقيت عايزه قلبه كمان، الطمع وحش عارفة، لكني مقدرتش أنكر لغبطة قلبي ومشاعري، يمكن زمان كان عادي عشان زمان كنت حسا أني مش من حقي أي حاجه، أنما في الوقت ده الوضع أختلف !)
48 ساعة هو الوقت الذي ستبقى فيهم لورا في نيويورك لتصوير 5 مشاهد هامة من الفيلم التي تعمل عليه
أما يوسف ففجأة وبلا أي مقدمات أستيقظ الجميع ولم يجدوه بالمنزل !، وقالت رحمة أن لديه عمل طارق وإنه تحتم عليه الذهاب دون وداع أحد، وأكتشاف حورية لأول مرة أن يوسف درس الطب ومهنته الأساسية طبيب، فهي كانت تعتقد أنه لديه صالة الألعاب الرياضية فقط
وللصدفة الغير لطيفة بالمرة، جاء عمل هام لرحمة خارج المدينة لعدة أيام ولا تعلم متى ستعود مما سيتحتم على حورية البقاء بالمنزل وحدها لعدة أيام، في البداية صاحت حورية بأنها تخاف البقاء وحدها، لكن لا يوجد حلول أخرى فهي يجب أن تعتمد على نفسها في الأيام القادمة، ولا يمكنها الذهاب مع لورا حتى لا يحدث ما حدث سابقاً
أستيقظت حورية صباح يومٌ جديد، ولأول مرة هي وحدها في ذلك المنزل، فكرت بأي شئ تفعله فقررت إعداد إفطار خفيف في البداية فهي لا تتمكن من التفكير على معدة فارغة
أعددت الإفطار على أنغام أحدى الأغاني العربية الفصحى التي تحبها برغم من عدم فهمها لبعض كلماتها
وبعدما أنهت طعامها تحركت في أرجاء المنزل وهي تضع يدها في خصرها تفكر ماذا تفعل ياتُرى
توقفت قليلاً، لما لا تأخذ جولة في المنطقة التي تسكن بها، وهذه المره ستعتمد على نفسها تماماً دون لورا، أو يوسف
تأكدت من أن شحن هاتفها مكتمل، وأرتدت ملابسها وخرجت بعدما أخذت نسخة المفاتيح الخاصة بها التي أعطتها لها رحمة قبل أن تسافر مباشراً
حفظت مكان المنزل على خرائط جوجل على هاتفها وتحركت بحرية بعدما أصبحت جيده جداُ في التعامل مع الهاتف وهذا كله بفضل يوسف
يوسف النذل الذي لا تعرف أي شئ، وفضولها يتأكلها لمعرفة ما به، ليس فضولها فقط …وقلبها أيضاً، لا تعلم ماذا يحدث لها في كل مرة تحاول التفكير به !
(في البداية كان بالنسبالي أنا يوسف يحبني، أنا يوسف ممكن يبص لي أصلا، وخصوصاً بعد ما عرفت أنه درس في كلية قمة زي كلية طب، وأنا بنت ثانوية، إيه مش صحيح، هتقولولي مينفعش تاخدي بالألقاب والمناصب ياحورية، بس أنا مش لوحدي إلى بفكر بالطريقة دي، دي مشكلة مجتمع بحالة مش واحد واتنين)
من شارع إلى أخر حتى أكتشفت شئ أخر عن نفسها، أنها تميل للبيوت القديمة وتراها أماكن هادئة وجميلة لدرجة أنها أخرجت هاتفها تصور كل ما يعجبها، والشوارع الضيقة التي تمكن الشخص من رؤية كل ما بها، ليس مثل الشوارع الكبيرة التي تكتشف شئ جديد أو متجر جديد بها كلما ذهبت له بسبب كُبر الشارع الذي يجعلك غير مُلم بكل التفاصيل التي حولك
وتلك كانت البداية والنهاية
“ألو يوسف ألحقني أنا توهت”
وفي الحقيقة هي لم تكن تائهة أو أي شئ بل كانت تريد رؤيته، تريد الأستماع إلى صوته، أي شئ منه
والمفاجأة كانت رده :
“حورية أتصرفي بنفسك، أنا مش فاضي”
وأغلق الخط !، الصدمة لم تكن بالرد الصدمة كانت بصاحب الرد، كان هو نفس الشخص صاحب أول يد داعمة لها في حياتها، والذي كان سيصبح حبها الأول تقريباً
وبرغم من تأكدها أن يوسف لا يريدها بأي طريقة في حياته، لكنها كانت تبحث له عن مبرر أي مبرر يغفر له كلامه الأحمق
جلست على أقرب رصيف قابلها وبعدما كان المرح يملؤها، أصبحت تبكي وهي تضع يدها على قلبها بشفقة على حالها، أتلك التي تدعى صفعة القدر !
(كنت فاكرة وقتها أن ربنا بيعاقبني زي ما كنت فاكرة زمان، أن كل حاجة وحشة بتحصل لي في حياتي كانت عقاب من ربنا، ممكن نغير المعنى ده مش عقاب ده إبتلاء، ربنا كان ليه حكمة وقتها أنه يخليني أسمع الكلام ده، نسبة أن مفيش حاجة بتحصل صدفة، وكل حاجة بتحصل لسبب)
يده الممدودة وتنهداته العالية وصوته الهادئ :
“يلا أروحك”
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حورية)