رواية حورية البحر الفصل الثاني 2 بقلم Lehcen Tetouani
رواية حورية البحر الجزء الثاني
رواية حورية البحر البارت الثاني
رواية حورية البحر الحلقة الثانية
…… بينما كانت عائشة أمام كوخها تقشر السمك الذي إصطاده أبوها في الفجر وإذا بها تسمع غناءا جميلا وسمعه كل أهل القرية كانت الرياح تحمل لهم الصوت بوضوح
قالت عائشة في نفسها : هذه سوسنة حورية البحر قد جاءت للقائي عندما إقتربت من الشاطئ رأت صدفة جميلة على صخرة أخذتها وزاد حبها للحورية لقد وعدتها بهدية وصدقت في وعدها لما رأتها سلمت عليها وقبلتها وقالت: تعالي معي إلى القرية سأشوي سمكا وستأكلين معي
لم وصلت أمام الكوخ تعجب منها الصيادون فالحوريات كلما يقتربن من الشاطئ ويفضلن الجلوس على الصخور
قالوا لها : سنحفر حوضا ونملئه بماء البحر لكي لا يجف جسمك وأنت ضيفتنا فعائشة إبنة سيد القرية وهو شيخ ذو مروءة وعقل
أحضرت البنات دفا ونايا وقلن لها هيّا واصلي الغناء ونحن سنعزف لك جلست وسط حوضها الذي ملؤوه لها ماءا وأكملت الغناء :
طرب أهل القرية وأصبحوا يعملون بجد : قشرت النساء كل السمك وأصلح الرجال كل الشباك وسدوا كل شقوق وثقوب المراكب وعندما رجع الشّيخ عبد الله أبو عائشة وسيد القبيلة
رأى البهجة ظاهرة على القوم وعندما سأل عن ما حصل قيل له :إن أحد بنات البحر جاءت إلى القرية وغنت لهم أعذب الأغاني ولقد إنصرفت الآن
لما وصل الشيخ إلى كوخه رحبت به إبنته وقدمت له الطعام قال لها : هل صحيح ما يروى أن لك صديقة من بنات الماء ؟ هذا لم يحدث منذ زمن بعيد لسوء أخلاق الناس .
أجابته عائشة وفي عينيها دمعة كبيرة :منذ موت أمي لم أحس يوما بطعم السعادة واليوم إبتهجت جداّ فالحورية لطيفة وتعاملني كأختها وقد أحظرت لي هدية وأرته الصدفة
لما فتحها إنعقد حاجباه من الدهشة فلم ير لؤلؤة بهذا الحجم و الجمال قال لها : سأبيعها وأوزع ثمنها على القبيلة فأكثرهم فقراء وهم يصطادون فقط ما يكفيهم وعلاقتهم مع البحر مبنية على التعقل ولأنهم يحترمونه يلقي لهم من حين لآخر حوتا ضخما يأكلون منه ويبيعون لحمه وزيته ويكسبون .
لماّ ذهب إلى كبير الصاغة في المدينة قال له :هذه اللؤلؤة نادرة واسمها الجوهرة البيضاء ولا توجد إلا في مملكة البحر وفي حياتي كلها شاهدت واحدة رمت بها الأمواج على الشاطئ بعد عاصفة قوية السلطان وحده من يقدر على دفع ثمنها وهي تساوي مبلغا ضخما من المال.
بكى الشيخ عبد الله وقال :أشكرك يا رب على نعمتك مضى علي دهر لم أر إبنتي سعيدة كاليوم سنصلح من شأن القبيلة بهذا المال وسنشتري طعاما و لباسا
غدا صباحا ذهب إلى قصر السلطان وطلب مقابلته دهش الشيخ عبد الله لمظاهر البذخ وكثرة الرخام و المرمر والنقوش البديعة على الحيطان،
وقال في نفسه: تبذر و يجوع شعبك والله لولا الحاجة لما بعتك الجوهرة البيضاء لتزيد في شرك قطع عليه التفكير الحاجب الذي أذن بالدخول
سلم الشّيخ على السلطان أيوب وقال له : لقد حملت إلى سيدي درة نفيسة لا تليق إلا بالملوك وإن شاء إشتراها
أجاب السلطان: إريني إياها
عندما أخرجها الشيخ إنبعث منها نور يخطف الأبصار علت وجه أيوب الدهشة وقال بفرح : إنها الجوهرة البيضاء ولا أملك مثلها في خزائني سأشتريها منك
إلتفت السلطان إلى وزيره ميمون وهو يهودي عالم بالجواهر وسأله كم أعطي الشيخ ثمنا لها؟
أجابه يكفيه عشرة آلاف درهم فهي تساوي أضعاف هذا المبلغ
بعد قليل جاء الخازن وسلمه المال فخرج الشيخ وهو لا يصدّق نفسه ومر في طريقه على كبير الصاغة فحدثه بالأمر فقال له: لقد إحتال عليك الوزير فهو جشع
لكن السلطان يقربه لأنه يعرف كيف يملأ خزائنه بالمال إذا وجدت لؤلؤة أخرى فأنا أزيدك ألفي درهم على الثمن الذي بعتها به فأومأ له الشيخ عبد الله بالقبول
وأصبح يبيعه كلّ الأصداف التي تحملها سوسنة وبعد مدة ابلغ جواسيس ميمون في السوق أنّ العديد من لآلئ الجوهرة البيضاء ظهرت عند سيد قبائل الشاطئ وهو يبيعها لكبير الصاغة
قال الوزير في نفسه : سأقبض على ذلك الشيخ اللئيم وأعذبه لأعرف منه كيف وصلت هذه اللآلئ إليه فأنا وقومي من اليهود أحق بهذا المال سنستولي على الحكم ونبني معبدا كبيرا و سيكثر عددنا ونصبح سادة هذه الأرض
في أحد الأيام كان الرجل يمشي في السوق وفجأة إقترب من إثنان من شرطة السلطان وقالوا له : إن الوزير يريد رؤيتك أجاب : إن كان ذلك بخصوص الجواهر أعلموه أني حر في بضاعتي أبيعها لمن أريد وهم بالإنصراف
لكن الشرطيين قالا له ستأتي معنا رغم عنك وأمسك أحدهم برقبته وهمس له إن لم تجئ معنا فلن تر إبنتك عائشة بعد الآن هل تفهم هذا أيها الوغد؟
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حورية البحر)