روايات

رواية حواديت الطب الشرعي الفصل الثاني 2 بقلم حبيبة ياسر

رواية حواديت الطب الشرعي الفصل الثاني 2 بقلم حبيبة ياسر

رواية حواديت الطب الشرعي الجزء الثاني

رواية حواديت الطب الشرعي البارت الثاني

رواية حواديت الطب الشرعي
رواية حواديت الطب الشرعي

رواية حواديت الطب الشرعي الحلقة الثانية

_أتعيّن وكيل نيابة جديد! ليه؟
_أصل مُراد توفَى من اسبوع، الله يرحمُه كان طيب..
لحظة! دة نفس اللي اتقال وقتها..
الكلام نزل عليا زي النار!
بعد اللي عيشتُه في الأحداث الآخيرة، خاصةً اللي حصل معايا في الليلة دي، خلّاني متلغبطة ومتوترة دايمًا
_مش ناوية تحكي بقى إيه اللي جرالك؟
بصيتلها بهدوء، كُنت هتكلم لكن قاطعنا دخول عم حسن الفرّاش، ساب جواب على مكتبي وخرج
بصيت للجواب ورجعت لـ “مرام” تاني، رجعت كررت سؤالها، حاولت أغير الموضوع فاتجهت للجواب وفتحتُه علشان أقرأ
وأول حاجة عيني جت عليها اسم الشخص اللي باعت الجواب.. “مُراد”، وبمُجرد ما شوفت إسمُه، أحداث الليلة اللي جت فيها الجُثة عدت عليا كلها زي الشريط، قعدت على الكُرسي بصدمة ودموعي بدأت تنزل غصب عني
جريت عليا مرام علشان تلحقني، بدأت تهديني وتمسح دموعي، اتنفست بالراحة وحاولت أجمع كلام، قولتلها:
_مش هينفع أحكيلك، لو حكيت انا ممكن اتأذِي زيُه
سألت باستغراب:
_تحكي ايه وتتأذي من مين؟
بصيتلها بتردد، لكن قررت اني أحكيلها، لأني خايفة مصيري يبقى مجهول زي موت مُراد اللي محدش عارف سببُه
_إيه اللي شوفتيه في الجُثة؟ وايه السر اللي خباه عنك مُراد؟
مسحت دموعي وقولت:
_السر اللي كان مخبيه، هو إن الشخص دة لما قتلوه وطلبوا الإسعاف علشان يجيبُه المُستشفى، الرجالة اللي شالتُه قالت إنُه خفيف جدًا، وزنُه مش لايق على شكلُه، حرفيًا كإنهم شايلين ريشة!
والدكتور اللي كان معاهم قال انُه احتمال يكون الراجل دة مفيهوش أعضاء، وانُه نزف كل الدم اللي في جسمُه لدرجة إنه بقى مُفرّغ من جوا..
غمضت عيوني بألم:
_وهو دة اللي أنا شوفتُه في الجُثة، كانت بدون أعضاء
١٦/٩/٢٠٢٤
_مُراد أنت بتهزر!
بصلي بصدمة ورجع بص للجُثة المفتوحة قدامُه، باين عليه إنه مخضوض لكن انا كُنت بكدب نفسي علشان مش عايزة اصدق اللي انا شايفاه، يعني ايه جُثة كانت عايشة من ساعة بالظبط، مفيهاش اعضاء! حتى الدم مش موجود!
غمض عينُه وقال بتوتر:
_كُنت مُتأكد
بصيتلُه باستغراب، فحكالي كُل اللي حصل بعد ما الراجل مات، ولما سألتُه ليه خبّى عني كانت إجابتُه:
_مكُنتش عايز أأثر على حُكمك، أنا كُنت متأكد إن في حاجة غلط، بس مكنتش عايز أصدقها ولا اصدق الدكتور
كُنت في حالة متمناهاش لألد اعدائي، تايهة بين اني اكمل تشريح أو أوقف وأمشي، لكن حالة مُراد كانت صعبة، وكمان الفضول مكانش سايبني في حالي، رجعت اوجه نظري على الجُثة بهدوء، إتهيألي انها بتتحرك! لحظة هي باصالي ازاي!
كانت عيون الجُثة خارجة لبرة بشكل يرعب، جاحظة ومبحلقَة فيا
قرّبت علشان أقفل عيونُه، لكن قبل ما اتحرك أي خطوة الإضاءة بدأت ترعش بشكل مرعب، الباب أتقفل فجأة ومع صوت الباب صرخت انا ومُراد بأعلى صوت!
لكن مكانش في حد بينجدنا، كإن محدش سامعنا أصلًا!
حاولت أتمالك أعصابي وأجرب أقرب مرة تانية، لكن المرة دي النور قطع خالص، جريت على كشاف وفتحتُه، حسيت ان الجثة كانت بتتحرك حركة ملحوظة، انا فعلًا شوفتها
دي مش أول مرة اشوف جثة بتتحرك، دايمًا بيتهيألي حاجات زي كدة، وبرغم اني عارفة ان المرة دي مش تهيئات، إلا اني كدبت نفسي، ورجعت أمسك المشرط علشان أكمل تشريح، لازم أفهم إيه حكاية الجُثة دي
قربت عليها، إيد فيها كشاف وإيد فيها المشرط، وورايا مُراد بيحاول يهدي نفسُه من التوتر بتاعُه
أول ما وقفت قدام السرير، حسيت بحاجة غريبة، قبضة قلب مش طبيعية، في حاجة جوايا بتقولي أجري متكمليش
لكن انا عاندت، بصيت لعيون الجثة اللي متثبتة عليا، بلعت ريقي بخوف، لكن مهتمتش، وحطيت المشرط على رقبة الجُثة، وفي اللحظة دي..
الجُثة فعلًا اتحركت!
مسكت إيدي بقوة، المشرط وقع من ايدي، كانت بتضغط على ايدي جامد
وانا كنت بصرُخ، لكن مش من الألم، انا بصرُخ من رهبة الموقف!
يعني إيه جثة مفيهاش اعضاء ولا دم ماسكة ايدي بالقوة دي!
طب دة لو حلم هيخلص امتى؟
في اللحظة دي سمعت الراجل بيتمتم بكلام مش مفهوم، كنت خايفة جدا، مسك المشرط وحطُه على رقبتي، الكشاف وقع في الأرض أتطفى، وبقِت المشرحة ضلمة كَاحلة!
بصيت على مُراد اللي كُنت بحاول استنجد بيه، لقيت عينُه اتحولت لعيون الجُثة، لحظة دة.. دة بيقول نفس الكلام اللي بيقولُه الراجل!
انهارت من العياط، جسمي بدأ يرتعش واعصابي فكّت، وقبل ما يُغمى عليا سمعت الراجل بيقول:
_لو أتكلمت هتتأذي، أبعد عن طريقي وإلا هاخد روحها.
٢٦/٩/٢٠٢٤
_وايه اللي حصل بعدها؟
_فوقت تاني يوم لقيتني في بيتنا، كإن مفيش حاجة حصلت، جريت على المستشفى، سألت واحد واحد بس محدش يعرف حاجة عن اللي حصل، دخلت اوضة المشرحة، مكانش في اي دليل يثبت ان كان في جثة هنا أصلا! لكن انا شوفت المشرط اللي كان محطوط على رقبتي مرمي تحت السرير، كمان الكشاف اللي اتكسر في الأرض موجود، كل دي دلايل لكن مفيش منها فايدة، لإن محدش كان موجود معايا..
سألِتني بهدوء:
_مراد؟
جاوبتها وانا دموعي بتزيد:
_دورت عليه كتير اوي، روحتله على مكتبُه، دورت على عنوان بيتُه، أرقام موبايلُه، لكن مفيش فايدة، كإن ملوش أثر، لغاية ما جيبتيلي خبر وفاتُه
سرحت ثانيتين لكن فجأة أفتكرت الجواب اللي وصلني منُه، بصينا لبعض فجأة بترقُب أنا ومرام، حسيت ان كل حاجة دلوقتي متوقفة على الجواب دة، كإن فيه التفسير لكل اللي بيحصل، فتحتُه وبدأت اقرأ.. الكلام كان صعب إني أستحملُه، كان الكلام المكتوب تاني أكبر صدمة في حياتي بعد صدمة الجثة..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حواديت الطب الشرعي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى