روايات

رواية حواديت الطب الشرعي الفصل الأول 1 بقلم حبيبة ياسر

رواية حواديت الطب الشرعي الفصل الأول 1 بقلم حبيبة ياسر

رواية حواديت الطب الشرعي الجزء الأول

رواية حواديت الطب الشرعي البارت الأول

رواية حواديت الطب الشرعي
رواية حواديت الطب الشرعي

رواية حواديت الطب الشرعي الحلقة الأولى

_يعني إيه بتكلمي الجُثث بليل؟
ضحكت وقولت:
_دة الحل الوحيد للإستمتاع بالنسبة لواحدة اوضتها جنب المشرحة
_مبتخافيش؟
كُنت هجاوب على سؤال أخويا الصُغير لكن قاطعني صوت موبايلي بيرن، استغربت جدًا ان حد يتصل عليا الفجر، الجثث مش هتطير يعني!
بصيت في الموبايل، كان رقم وكيل النيابة الجديد، كنت مسجلاه من فترة لانُه كان بياخد تقارير بعض الحالات ومن وقتها متعاملناش مع بعض أوي، وطالما اتصل في وقت زي دة يبقى أكيد الموضوع مُهم.
_خير يافندم؟
_تعرفي تيجي المستشفى دلوقتي يادُكتور؟
كان صوتُه متوتر، بينهج، كان كلُه توسُّل، اتخضيت جدًا وسألت:
_في ايه يافندم؟
_متقلقيش متقلقيش، في جُثة لسة واصلة المشرحة ومحتاجين تقرير الوفاة ضروري
أتنفست بهدوء بعد ما كان نفسي بيزيد، غمضت عيني وقولت:
_هبعت لحضرتك رقم دكتور شريف تقدر تتواصـ..
قاطعني بصوت كلُه تردد:
_لـ.. لأ أحنا محتاجينك أنتِ، أقصد يعني أنا اتعاملت معاكي قبل كدة وعارف انك هتساعدينا في الحالة دي
سكت ثانيتين فقال:
_انا عارف ان الوقت متأخر، بس أنا ممكن أبعتلك عربية تاخدك
_مفيش لزوم يافندم، عشر دقايق وهكون عند حضرتك
بعد ما نفسُه كان بيتزايد ومش منتظم، بدأ يهدى واحدة واحدة، بلع ريقُه وأتطمن بعد ما اتأكد اني هشتغل في الحالة دي لوحدي
الموضوع مُقلق جدًا، انا مُدركة دة فعلًا
معرفش ايه اللي خلّاني اوافق غير ان الموضوع غامض وانا محتاجة أعرف ليه كل التوتر دة؟ وليه وكيل النيابة هو اللي جايب الحالة ومهتم بيها اوي كدة! وليه اختارني انا بالذات علشان اشرحّها برغم انه مصاحب نص الدكاترة عندنا في المستشفى!
خدت العربية ومشيت بأعلى سُرعة، بيدور في بالي افكار غريبة، ويمكن دي اول مرة اتوتر وانا داخلة أشرّح حالة، معرفش دة بسبب الغموض ولا بسبب ان الوقت متأخر وانا مش متعودة انزل المستشفى بليل، خاصةً بعد الحوادث اللي بسمع عنها من زمايلي في شفتات بليل
_فين ملف الحالة؟
_مفيش ملف
بصيتلُه بهدوء وقولت:
_تقدر حضرتك تحكيلي ايه اللي حصل؟
قعد على المكتب، عيونُه سرحت شوية كإن المشهد قُدامُه بيتكرر، قال وصوتُه متردد والحروف بتخرج بالعافية:
_احنا وصلنا بلاغ من ست، بتقول ان في شخص بيراقبها بقالُه فترة، لما سألناها هي فين قالت انها قاعدة على البحر، ومش معاها حد ابدًا، طلبنا انها تصور الشخص اللي بيراقبها، لكن هي قالت انه بيقرب عليها واحدة واحدة وخايفة تعمل حاجة يتهجم عليها، وفجأة الخط قطع، خدت كل رجالتي وروحت للمكان اللي وصفتهولنا، لكن ملقيناش حد ابدًا، الشط كان فاضي والوقت متأخر جدًا، بدأوا الرجالة يدوروا على أي أثر، وبالفعل
نظرُه ثبت في الأرض وقال وهو بيبلع غصة:
_بعدنا شوية عن الموقع اللي الست بعتتهولنا، وشوفت أبشع مشهد، الست كانت نايمة على الأرض وفي شخص شكلُه مُرعب، غريب، قاعد فوقها وبينهش في أعضاءها و.. وبياكُلها!
غمضت عيني بألم، وأثر الكلام بدأت أتوتر معاه، كمّل كلامُه وقال:
_كلنا حاوطناهُم من كل حتة، لكن هو مهتمش لدة وفضل مكمّل في وليمتُه، الرجالة حاولوا يخوفوه، على الأقل يبعدوه عن الست، لكن بصّلهم بعيون جاحظة بهدوء، كإنُه مش فاهم ايه اللي بيحصل، قرّبوا عليه أكتر وضربوا نار في الهوا، وأثر صوت الطلقات اتخض، ونط على حد من رجالتي، لكن بستر ربنا الراجل قدر ينفد منُه، وكلهم جريوا على العربيات، أنا كنت واقف مصدوم من اللي بيحصل ومن اللي بشوفُه، لغاية ما جه حد شدني من ورا وركبني العربية، كنا هنتحرك لكن المشهد بيتكرر قدام عيوني كل شوية، وصورة الست وهي مرمية سايحة في دمها مراحتش من بالي، اول ما العربية عدت من جنبُه طلعت المسدس وبدون تفكير ضربت عليه
عيني وسعت فقال:
_أتأكدنا انُه مات، والرجالة خدوه وجيبناه على هنا، انا محتاج أعرف ايه حكاية الراجل دة، الراجل دة غريب جدا كإنه مجنون او مختل عقليًا
سألت:
_في حاجة تانية عايز تحكيها؟
بصلي ثانيتين بتردد، وبعدين قال:
_لأ لأ هو دة كل حاجة
أكيد خوفت، واتوترت، لكن فضولي كان كافي اني ادخل المشرحة وأشوف الحالة، اول ما كشفت عنها وشوفت الهيئة حسيت ان في حاجة غلط في الحالة
اغلب الحالات اللي بتيجي المشرحة بتكون غرق، لكن حتى حالات القتل بالطلقات بتكون طبيعية، شكل الطلقات في الجسم بيكون طبيعي ومألوف بالنسبالي، إلا الطلقات دي، كان شكلها غريب، انا حسيت ان في حاجة غلط، وأكيد وكيل النيابة واللي بالمُناسبة إسمُه مُراد، أكيد مكملش للآخر، الـbody language بتاعتُه بتقول إنه اكيد شاف حاجة او عرف حاجة عن الشخص دة، معرفش ليه مقالش، او يمكن انا فسرت توترُه غلط وهو فعلا مخضوض من المشهد مش اكتر، لكن انا متأكدة ان الوضع مش طبيعي.
بدأت شغل في الحالة، ولإني مش هعرف أشتغل وفي دم في الحالة طبيعي كخطوة أولى في التشريح هو اني أمتص الدم كله من الجسم، لكن اللي لاحظتُه ان مفيش ولا نقطة دم بتخرج من جسم الشخص، حتى الطلقات مفيهاش دم، كل الدم اللي كان على جسمُه كان دم الست اللي كان بياكل لحمها، فضلت اعمل تشيك على الأجهزة يمكن دة عطل فيها، لكن لأ هو فعلًا مفيش في جسمُه ولا نقطة دم!
مكانش قدامي حل غير اني افتح جسمُه واشوف، واللي متأكدة منُه هو إني لو فتحت هشوف حاجة غريبة، الموضوع كله غريب وواثقة ان السر جوا تكوينُه
مسكت المشرط وبدأت أفتح من تحت الرقبة لغاية تحت البطن على شكل حرف Y
وكانت المُفاجآة اللي انا مستنياها واللي كان مخبيها عليا “مُراد”..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حواديت الطب الشرعي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى