رواية حواء بين سلاسل القدر الفصل السادس والعشرون 26 بقلم لادو غنيم
رواية حواء بين سلاسل القدر البارت السادس والعشرون
رواية حواء بين سلاسل القدر الجزء السادس والعشرون
رواية حواء بين سلاسل القدر الحلقة السادسة والعشرون
#حواء_بين_سلاسل_القدر_26
#الكاتبه_لادو_غنيم
ــــــــــــــــــــــــــ☘️
أنتِ طالق
كـ الطلقة النارية أخترقت مسمعها فـتسعت مقلتيهَ بـدمعتان محترقتاً سقططَ’فـتراجعت للوراء تُناظرهُ بستيعاب:
لا متعملش كدا’أنتَ بتهزر’
تفادئ نظرها و نهضا متقدماً خـطواتاً للأمام قائلاً بجفاء لا يعلم كيف خاطبهُ:
لا مبهـزرش’؟
فـزعت من مجلسها و صارت إليه بـلهفه تلقنهُ ضرباتً بقبضتها على صدرهِ بصرخاتً باكيه:
لا أنتَ بتكدب أنتَ قولتلى أن عُمرك ما هتسبنى’ليه سبتنى موفتش بوعدك ليه’
أحكم قبضتاه على مرفقيها يُعاتبها بشحناتً مليئه بالشخط:
وعد إيه اللى أوفى بيه و قرف أيه’ أنتِ مستوعبه قولتيلى إيه’! كُنتِ معا راجل غيرى سلمتِ شرفى لكلب ينهش فيه’عايزانى أخدك فى حُضنى و طبطب عليكِ’بالله أنا لولا إنى ماسك نفسى كُنت قتلتك و مخدتش فيكى ساعة سجن’فـوقى أنا “جواد” مش أبوكِ
و لو أبوكِ كان بيقبل أن مراتهُ تبقى معا كل راجل شوية’فـ أنا مستعد أدبح نفسى قبل ما أقبل أن شرفى يبقى لعبة فى أيد كل راجل شوية
رغم ثقل العبارات على قلبها المجروح أثار طلاقهُما’إلا أنها أبت أن تظل عاهـره بـعيناه فـأطلقت الحقائق دفعة واحدة بـحركة رآسيه مزجتها بدموع الندم الرافض لـنظراتهِ القاتله لـشرفها:
و أنا مش “غوايش” عشان أقبل أنى أكون معا كل راجل شوية’ أنا كُنت بكدب عليك أنا مرحتش عند “ياسر” و الا أعرف مكانهُ أصلاً أنا قولتلك الكلام اللى قولتهُ عشان كُنت مضايقة من جوازك من “نهى” كُنت عاوزه أوجعك زى ما وجعتنى لما قولتلى أنك مش بتحبنى’؟
قطب جبهتهِ بـعدم تصديق بـقولاً:
كدابة الحرس بلغونى أنك خرجتى من القصر’
أنا فعلاً خرجت زى ما مرات أبويا قالتلى’
شعرا بـشيئاً غامض بتلك القصة فـحاولا الهدؤ قليلاً لـيعرف كل شئ:
“غوايش” و هى قالتلك كدا ليه و ليه روحتلها’
هـحكيلك’
بدأت تروى لهُ كل شئً دار بينهُما فـى تلك المقابلة’أخبرتهُ عن أتفاقهُما و أمر والدتها’فـضجرت الصرخات بـعقلهِ الذى طفح كيلهِ من تصرفاتها الـموحشه بـعدم الفهم’و’تقدم خطوه إليها ممسكاً بسعدها يبوح بـزمجره:
يعنى روحتى أتفقتى معا مرات أبوكِ عليا عشان تكسرونى مقابل أنها تقولك مكان أمك’
أومأت بـقسماً مليئ بـالندم:
قسماً بالله دا اللى حصل أنا مرحتش عند حد و الا شوفت “ياسر” و الا أعرف حاجة عنهُ من ساعة ما جينا مصر’و لو مش مصدقنى كمل اللى كُنت بتعملهُ معايا و أنتَ هتعرف إن محدش لمسنى أنا لسه عذراء يا “جواد” محدش لمسنى و محدش هيلمسنى غيرك عشان مش هأمن حد عليا غيرك’؟
تـراجع خطوتاً للوراء يـفرك جبهتهِ حانقاً من أفعالها التى تسبَبت بضمور قلبهِ:
المفروض دلوقتي بقى أفرح و أخدك بـالحضن و أقول لنفسى معلش صغيرة و مش عارفة بتعمل إيه’؟
لا مَتقولش كدا أنا عارفة أنى غلطانة و أستاهل أى حاجة تعملها’بس لأزم تـعرف أنى عملت كدا بسبب غيرتى عليك أنا بحبك حتى لو أنتَ شايف دا وهم’
زم فمهِ ببسمة ساخره:
بتحبينى’سلامات يا حب’حب إيه اللى خلاكى تتفقى عليا عشان تكسرينى و بالله بلاش كلام مستفز عشان أنا ماسك وساخة لسانى بالعافية’
تـقدمت إليهِ مستقره بـالوقوف أمامهِ مباشرتاً تخاطب خضرويتيهِ بـشمسها المحترقة من البكاء مُردده بـحزناً:
أيوه بحبك حُبى ليك عامل زى الدم بيجرى فى عروقى’ممكن تقولى هتعمل إيه لو حسيت أن الدم اللى معيشك جأت واحدة تشاركك فيه’هتحس أنك بتموت هتلاقى الدنيا بقت سودا فـى عنيك هتحس أن نص روحك بقت ميته’عقلك هيقف مش هتبقى عارف تفرق بين الصح و الغلط’و هو دا اللى حصلى كُنت مجروحة مش واعيه أنا بعمل إيه كل اللي كان فى دماغى أنى أحسسك بـالوجع اللى حسيتنى بيه’! أيوه أنا غلطانة و أستاهل الموت بس عشان خاطري بلاش يبقى موتى ببُعدك عنى’
رأه الضعف الممزوج بـالأنكسار ببصرها فـحاولا الهدوء ليخفف من ألم قلبهِ الذى طرق صدرهِ بـنبذة الحزن’ثمَ هتفَ بـرسمية:
أنتِ محبتنيش بجد عشان اللى بيحب مستحيل يأذى اللى بيحبهُ حتى لو كان فيه غضب الدنيا’أما بـقى بالنسبة لكلامى اللى بتقولى أنهُ وجعك و كان السبب فـى تصرفك’فـ أنتِ مفهمتيش كلامى لأنك لـو فهمتيه كُنتِ هـتعرفى أن حقيقة كلامى معاكى و صراحتى أكبر دليل على أنى عايزك و مش عايز غيرك
مـش كلمة بحبك هى الختم اللى هتأكدلك حُبى’_دى مجرد كلمة مصطلح الكل بيستخدمهُ عشان يعترف بـالحب’أنما الحب اللى بجد مش محتاج كلمة عشان يتعرف بيها’! الحب مواقف أفعال أحتواء خوف حنيه:فـى ناس بتعترف بكلمة و فى ناس بتعيش عمرها كله بتعترف بـافعال من غير ما تمل و لا تزهق’أنا لما قولتلك أنى متلغبط و مش متأكد من أحساسى كنت بقول كدا عشان مش عايز أظلمك معايا كُنت بحاول أفهمك أن الواحد لإزم يتأكد مليون فـالميه باللى حاسس بيه’
و بعدين أنا لو بكرهك أو مش عايزك إيه اللى هيخلينى أصحا فى نص الليل يوماتى عشان أصلى قيام الليل و أدعيلك أن ربنا يحفظك ليا إيه اللى هيخلينى دايماً خايف عليكِ و بحاول أعملك كل اللى نفسك فيه’أظن لو بكرهك مش هفكر فيكى بس أنتِ ماشاء الله ما بتفرقيش تفكيري حتى و أنا نايم’
أدركت ما تسببت بأهدارهِ من يداها فـذادت قرابه منهِ ببسمة مرتجفه بـسعادة أسقطط الدمع من بؤبؤها:
معنا كلامك أنك مش بس بتحبنى أنتَ بتعشقنى بس بتقاوح معا نفسك يا حضرة الظابط’
تبضَ قلبهِ شوقاً لعناقها ليخفف صرخات عقلهِ’لكنهُ تـجاهل كامل مشاعرهُ التى أصبحت ملوثه بـموقفها الأخير’فـ هتفَ بـرسمية جافه:
أفعالك و تصرفاتك بتخلينى أموت كل حاجة بحسها نحيتك’المرادى لما غضبتى منى كدبتى عليا كدبه قطمت ضهرى’يعالم بعد كدا لما أزعلك هـتعملى فيا إيه’تـصرفاتك كل مرة بتثبتلى أنك لسه طفلة مش عايزه تكبرى طفلة مش قادره تتحمل مسئولية أنها زوجه لأزم تستحمل و تعالج المواقف اللى بتمر بيها مش تعمل العكس”لـو كل واحدة جوزها زعلها أو أتخانق معاها أو أتعرض لحاجة خلتهُ يتصرف غصبن عنهُ’ عملت عملتك كان زمان كل البيوت خربانه و مفيش عمار’
أحتضنت وجنتهِ بـمرفقها تحتويه بـدفئ النبض الطارق بعروقها’تستسمحهِ بـدموع العين المرهقة من ذلك الفراق:
عندك حق فى كل كلمة قولتها’و ليك حق تزعل بس سامحنى المرادى و أوعدك أنى هخلى بالى بعد كدا و هتعلم أزى أبقى زوجة تليق بيك يا “جواد”
أنتِ غلطتى و الغفران مش هيبقى بـالسهوله اللى مُتخيلها يا “ريحانه” أحنا دلوقتي مطلقين و لمستك ليا متحرمة عند اللى خلقنى و خلقك’
نـزعَ يدها من عليه ثمَ قـال بذات الـبحه الجافه التى تذيد من تشقق قلبها:
من الحظة دى أى حاجة هتحصل بنا هتبقى “زنـ ـا”
فـمش عايز أي حركة غبية منك ياريت تراعى دينك’
و طول مانا معاكِ متقلعيش الطرحة و لا تلبسي حاجة عريانه’أنتِ متحرمة عليا من أول شعرك الحد ضفر رجلك فـبلاش بقى نغضب ربنا أكتر من كدا خليه يرضا عننا شوية يمكن يخف مصايب الأقدار عننا’أما بالنسبة لـموضوع طلاقنا فـمحدش هياخد خبر بيه لحد لما أكتب عليكِ رسمى بعد أنتهاء، مدة الشهرين’و بعدين بقى نبقى نشوف هنعمل إيه’؟
سألتهِ بستفسار أحتوتهِ بحزناً بغيض:
أنتَ هـطلقنى بجد رسمى بعد ما تتجوزنى يا “جواد’
ربنا يسهل’
عارضتهِ بـحنقاً ملئ بـالدمع:
يسهل’أنتَ عايز تسبنى بعد ما أعترفتلك بالحقيقة’إيه القسوه دى أنتَ إيه معندكش أحساس دا بدل ما طبطب عليا و تحاول تعلمنى’
هتفَ”جواد” بشخطً:
أنتِ أتخلقتى عشان تحرقى دمى و بس دا أكيد: ‘
و دينى يا” ريحانه “لـو مبطلتى تصرفاتك و أندفاعك دا هـسود العيشه على دماغك أنتِ إيه يابت مين فينا اللى مش، بيحس مين فينا اللى لسه دابح التانى مين فينا اللي فرط فى التانى مين فينا اللى أتفق ع التانى عشان يكسرهُ’مين فينا اللى مصمم على ضياع التانى’أنتِ إيه عقلك دا فيه إيه بـالظبط’
فيه” جواد”عرفت عقلى فيه إيه’؟
أخذَ نفساً عميق فـرغهِ بـالهواء ثمَ هتفَ بتحذير:
من الحظه دى رجلك متخطيش بره الأوضة ع لله تنزلى عند “غوايش” رجلك متخطيش بوابة القصر بالله لو كسرتِ كلمتى المرادى هتبقى الناهيه’أدينى نبهتك عشان مترجعيش تلومى غير نـفسك’
أنها حديثهِ و تجها للحمام ليغتسل’اما هـى فـتجهة للخزانة و أخرجت ثوباً و حجاب و بدلت ثيابها’و أعادة تـرتيب الفراش’فـخرجَ من الحمام مـرتدياً بنطالاً قطنى أسود و هيكول رومادى’و تـجها لخارج الغرفة دون النظر لها بتاتاً فـغزت الدموع مقلتيها بـحزنً خيم على ملامحها من جديد’
ـــــــــــــ”
♤♤♤♤♤
لا الهَ إلا أنت سبحانك إني كُنت من الظالمين🌿
“البدروم”
ضرب الباب بـقدمهِ بـقوة ففتحَ على مصرعيهِ فـوجدها تـقف بمنتصف الغرفة بـعين أرتجفت من هول طلتهِ الـمزدحمة بـالحنق:
أنتِ إيه وليه شيطانه الوساخه بتجرى فى دمك’مبتزهقيش من نفسك’
تراجعت للخلف بـستفسار تدعى الجهل:
يوه هـو أنا عملتلك حاجة و الا حتى بشوف حد’
بـقولك إيه أنا خلقى فى مناخيرى و العفريت بتتنطط قدامى’هاتِ من الأخر عشان مجبش أنا أخر عمرك و أخلص من قرفك’
تعثرت فوقعت علي شوال حطب قائلة بتلعثم:
طب قولى بس تقصد إيه عشان أقولك’
“ريحانه” و البلاوى اللى بتوقعيها فيها عايز أفهم ليه أم الكره دا ليه عايزه توسخيها و تخليها رخيصة في عنينا’خلتيها تكدب عليا و تلوث شرفها بالكلام و كل دا تحت بند أمها’
أنا مقولتش حاجة دي بتكدب عليك’
قبض على سعدها بـشراسة جعلتها تتألم تزمناً معا جذبهِ لها لتستقر أمامهِ:
يلعن أبو الكدب على اللى عملوه يا شيخة’أنتِ إيه يا مره معجونة بمية إبليس’أمك كانت بترضعك وساخه’
قولتلك معملتش حاجة متصدقش كل حاجة بتقول هولك الغندورة بتاعتك أنتَ متعرفهاش دى مياه من تحت تبن’
شدد من حصار ساعدها بـحنقاً ذائد:
ودينى لو عليا أدفنك تحت التبن عشان أخلص من قرفك’أنتِ عايزه منها إيه’عايزها تبقي زانية و حرامية و كدابة’و ملاوعة ورخيصة فى حاجة تانية عايزه تضفيها ع أوردر الوساخة و الا إستكفيتِ الحد كدا’! عمالة تلعبى بيها و تجبيها يمين و شمال على مزاجك’كل مرة بلعبة شكل الحد لما ربنا نجاها منك’و دلوقتى جاية تعيدى الحكاية من تانى بفيلم جديد’عايزاها تعمل مصايب تحت مسمى أمها العايشة’بس الحد هنا و خلصت الحكاية مكانك الشارع كفيل بانُه يلمك’!
جذبها بقسوة خلفهِ يسير بها للخارج وسط أقَويلها الصارخة:
مش هتخلص منى مهما عملت مش هتخلصها منى’ريحانه’بـقعة ملزوقة فيا مش هتخرج غير بالدم’ زمان قدرت أخلي أبوها يقتل أمها بدم بارد و قريب أوى هخلى الحكاية تتعاد بس المرادى بقتلك أنتَ ليها’ميبقاش شعرى دا على حرمه أن معيشتها فـى مرار’أنا اللى حرمتها من أمها لسنين بعد ماقدرت تفلت من الموت’بس ماقدرتش تفلت من أيدي و خلتها عايشة محرومة من الغندورة بتاعتك’ هـفضل حرمها منها لسنين محدش يعرف طريق أمها غيري’و زى ما حرقت قلبها عليها و هى عيلة هرجع أحرق قلبها عليها و هى كبيرة’أنتَ مهما عملت فيا مش هتعرف تحميها منى سامع مش هتـعرف’
صرخة مداويه أطلقتها جراء سقوطها على الأرض حينما القاها بقوة كما يُلقى العامل قمامة الطريق’: أصبحت خارج بوابة القصر فى الليل الكحيل بـظلاماً دامس تبصر بكراهية موحشه إستقبلها بنظرة إستثنائية جمعت أوصاف جميع مقتنيات الغضب و الحنق و فـجور الكلمات التى أطلقها ببحه أشد من هدؤ الهواء تحتويها لـهيب ضربات البرد القارص:
الضربة منك قصادها ألف ضربة منى’حاولى أنك تقربى منها أو حتى تفكرى تمسى شعره منها’
ودينى و ما أعبد هقلب حياتك جحيم لدرجة أنك هتخافى تنامى لاجيلك فى كوابيسك’يـلا غـورى من هنا أنا أديتك المرادى فرصة عشان تعيشى أنما المرة الجاية القبر هيبقى مستنيكى’
التفتَ للخلف يأمر حارسيه بـتحذير شاخطاً:
حسك عينك منك ليه الوليه دي تدخل البيت بالله لو رجليها خطت خطوة واحدة جوه هتبقوا مكانها بره’
هتفَ بستيماع:
أوامرك يا باشا’
صاره دون النظر للخلف تاركها تبصر بـكراهية ملغمة لكيانهم’
ــــــــــــــ”
سبحانك ربي غفرانك🌿
”
“بـغرفة غـنوه”
تـقف أمام “البارون” تستمع لهُ بعدما أخبرتهِ بحديثها معا “هشام”
معا إنى مكنتش مخطط للموضوع دا’بس كويس جه فى مصلحتنا’أتجوزيه على بركة الله و أهو تبقى عينى جوه بيتهُم’
إتسعت مقلتيها بـصدمة أطلقتها بقولاً:
نعم أتجوزهُ’؟ أزاى يعنى أنتَ ناسى إنى مراتك’
مـلس على شعرها بـمكراً ذو بـسمة تخدير يتقنها:
أنسا أزاى قلبى يا “غنوه” أنتَ هـتفضلى مـراتِ طبعاً’
أزاى هفضل مراتك و أنتَ عاوزنى أتجوز “هشام”
هـو حد يعرف إنك مراتِ’
مش فاهمة’
أفهمك يا قلبى’
جـلس على المقعد الاسفنجى و جعلها تجلس على فخذهِ يستبيح شرفها بـقولهِ الدنئ:
محدش يـعرف أنك مراتِ’فـمش هطلقك كل الحكاية إنك هـتروحى لـى “هشام” و تقوليلهُ أنك موافقة تتجوزيه بس بشرط يخدك تعيشى عندهم فى البيت على أساس أنُه أتجوزك بحجة أنك عايزه تشوفى معاملة أهلهُ و “جواد” ليكى’
إتسعَ بؤبؤها بـذهول القول:
عايزنى أعيش معاه فـى الحرام يا “بارون”؟
مين اللى قال كدا يا حبيبتي أنا واثق فيكى و عارف أنك مش هتخليه يلمسك’ففـين بقى الحرام’
إبتعدت عنهُ تـقف أمامهِ بـتصحيحاً لعقليتهِ:
طبعاً حرام أحنا كدا بنضحك على ربنا يا” بارون”
و بعدين دأنا هنام و أقوم و ادخل الحمام كل دا قدامهُ أيش ضمنك أنهُ ميحاولش معايا مش ممكن يضعف و يخلينا نرجع نعيد نفس الذنب تانى’
سندا بيداه على سندات المقعد ووقفا أمامها يناقشها بذات الدناءه:
أديكى قولتيها بنفسك غلطوا مره فـبلاش بقى اسلوب الشرف دا عليا’أحنا فى حرب يا “غنوه” و كل شيء متاح فى الحرب’
دمعت عيناها كـ الؤلؤ بتجريحً بـالقلب الذي شعراء بكم الترخيص لشخصها:
حتى الشرف مباح فى الحرب يا “بارون” للدرجادى الشرف و العرض بقوا رخاص’
أحتوى ذراعيها بـتوضيحً سام:
بلاش نكبر المواضيع الشرف و الأعراض كلام الناس التافها اللى عايشة على قولة الشرف أحله من الفلوس إنما أحنا ناس عمليين و عارفين كويس إيه القيمة الأكبر’و’بعدين أنا قولتلك أنا واثق فيكى يا قلبى’
زمت فمها ببسمة سخرية مزجتها بـتجفيف دموعها’
أعتمادك مبنى ع الوهم’لأن أنا مش واثقة من نفسى فـ زاري أنتَ واثق فيا’
عقد ذراعيهِ خـلف ظهرهِ متسائلاً بـبحة تبدلت للـجفاء:
يعنى إيه يا “غنوه”
يـعنى طلقنى الأول’و’اتـجوز “هشام” الحد لما العبة تخلص و أطلق منُه و بعدين نـرجع أنا و أنتَ لـبعض’
إتسع فمهِ بـشق بـسمة الإتفاق:
ماشى موافق عشان مـيرضنيش زعلك بـكرا هيتم الطلاق أنا أهم حاجة عندى رضاكى’
جذبها بـرفقاً لـتستقر بـعناقهِ التى شعرت
بـالشوك بهِ’
ـــــــــــــ”
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك🌿
”
“صباح اليوم الجديد بـغرفة جواد”
إستيقظت “ريحانه” فـوجدتهُ يـقف أمام المرأة يـهندم خصلاتهُ السوداء فـتنهدة بـحزناً جراء ما حدث بينهُما’من ثمَ لمست رأسها فـتاكدت أن الحجاب يـُخفى شعرها’فـشاحت الغطاء عنها و نهضت بـثوبها القطنى الذي يستر كامل جسدها كما طلبَ منها:
صباح الخير’
التفت و جلس على الإريكه يرتدى حذائهِ الشمواه الإسود:
صباح النور’
أنتَ رايح الشغل’؟
أيوه’
هتتأخر
مُـمكن’
طب ينفع أبقى أروح قعد معا “نسمه”
لاء’
ليه’
نـهضا يناظرها بـشكاً:
لأنى عارفك هـتحكلها كُل حاجه و نتفضح رسمى’
أخفضت عيناها بـحزنً:
مش هقولها حاجه و الله’
مـفيش خروج من الأوضه أنا قولتها كلمه تتنفذ من غير مُناهده خلى يومك يعدى معايا ع الصبح’
أومأة بـطاعه مخذيه و صارت من جوارهِ فـشعرت بدوراً جعلا رؤيتها تتشوش فـهتزا جسدها و كادت تـسقط أثناء إستغاثها بـهِ بـئرق:
“جواد”
أنتباه لها فـحاوطها سريعاً بيداها يجلسها على الإريكه ثمَ جلس على عقبيه أمامها يتفحص شحوب وجهها بـستفسار يصحبهُ القلق:
مالك حسه بـى إيه’؟
رأت الخوف عليها بـخضرويتيه فـشنت بسمة الغرام بـعيناها تـرهق قلبهِ قولاً:
حسه إنى مريضه بحبك اللى بتتجاهله يا حضرة الظابط’
تنـهدا بـتجاهلاً لما قالت:
مش وقت الكلام دا طمنينى عليكِ حسه بـى إيه’؟
مش حسه بـحاجه أنا كويسه’
يـعنى ايه كويسه أومال كنتِ هـتقعى ليه’!
تـبسمت بـكذبة الحب الضائع:
كنت عايزه أشوف خوفك عليا’
بلاش كدب وشك باين عليه التعب’
عايز تـعرف إيه اللى تاعبنى’
أومأه دون حديث فـسقط الدمع منها بـحرفاً إنبعثت من جوف قلبها المحترق:
تعبانه عشان مزعلاك أنا عارفه أنى وجعتك بس والله مكنت حسه بنفسى عشان خاطرى سامحنى’فـكرة إنى متحرمه عليك وجعانى أوى’أول مره من شهرين متنمش جانبى و تاخدنى فى حضنك’هـونت عليك تبعدنى عنك يا “جواد”
رُغم حـُزنهِ على ما تمر به إلا أن إلمهِ كانَ أضعافً مضاعفه فـنهضا بقولاً بذات الجفاء:
أنتِ اللى عملتى فيا و فيكى كدا’سلمتى ودنك للناس تلعب بيكى قولتى كلام جرح شرفك قبل ما يجرح كرامتى العقاب على قد الغلط و أنتِ غلطتك متتنسيش بسهوله’
غادر الغرفه و تـركها تـلعن حظها العاثر’أما بـجوار الباب فـكانَ يـختبئ “هـشام بـعدما إستمع بطريق الصدفه كُل شئ دار بينهُما’
ـــــــــــ”
“وقت المغرب بـالشركة”
يجلس”هشام” و يتحدث عبر الهاتف معا “ريحانه” التى لم تـغادر حجرتها مُنذ الصباح:
أيوه يعنى أنتَ عاوز إيه’؟
هـتفَ بـمكراً:
عايز مصلحتك “جواد” حكالى على الخناقه و اللى حصل بينكُم’و بصراحه معاه حتى أنتِ ذودتيها أوى’و بينى و بينك “جواد” مش من النوع اللى بيقبل أنه يسامح بسرعه عشان كدا قولت إساعدك أنك تصالحيه و بالمره عشان أصلح مـوقفى معاكِ’
تسائلة بـستفسار:
تصالحنى عليه أزى’
قبل ما قولك أزى عايزك الأول توعدينى أنك متقللوش إنى كلمتك و الا حكتلك حاجه و الا حتى هساعدك’دا طبعاً عشان ميزعلش منى أنى بساعدك’؟
تنهدة بـحزنً:
أكيد مش هقوله أنا مش ناقصه خناق معاه’
تمام أوى’بـصى بقى “جواد” بيحب المفاجئات إيه رأيك لـو روحتيلهُ شغلوه و قولتيلُه أنك مستحملتيش زعلوه منك فـروحتى وراه عشان تراضيه’
لوحة بـالفكره بـرآسها بـستفسارً:
أروح شغلوه لاء هـيزعقلى’
بالعكس دا هـيفرح و هيحس إنك زعلانه عشانُه’صدقينى أمشى ورايا و أنتِ تكسبى أنا عارف “جواد” أكتر منك’؟
تسألت بـقلقاً:
طب هـو فين شغلوه و أروحلُه أزى’؟
بسيطه أوى هـخلى حد من السواقين يوصلك ليه’بس طبعاً لما جواد يسالك هـتقوليلهُ أنك أنتِ اللى طلبتى منُه يوصلك’!
أنا مستعده أعمل أى حاجه عشان يـصالحنى’
تـمام أوى أنزلى بقا الجنينه من غير متخلى حد يشوفك و سيبى الباقى عليا’؟
أغلق المكالمه و أجرى مكالمه أخرى للسائق:
البنت هـتنزلك عايزك تنفذ كل اللى طلبتوه منك و ع لله حد يعرف حاجه عن إتفاقنا’
أغلق الهاتف وتركهُ على الطاولة يـفكر بـأبن عمهِ بـكراهيه ملئة قلبهِ’
ــــــــــــ”
“بـعد ساعتين بـمقر الداخليه مكافحة الـمخدرات”
بـمكتب “جواد” كانَ يـقف بـرفقة “علاء” يخاطبهِ بـرسميه:
لإزم نـركز تفكيرنا على مكان التسليمه الجايه كفايه المره اللى فاتت مقدرناش نلقى حاجه فى شحنات الخشب و أديك شوفت الواء هزقنا أزى’؟
ردا عليه بـوقارً:
عشان مسمعتوش كلامى قولتلكم أنُه بيلعب بينا و مستحيل يكشفلنا نفسه بالسهوله دى بـس أنتو بقا اللى مصدقتوه’
علاء”بـجديه:
عندك حق و الله المهم أنا هروح مكتبى أكمل التحقيق عشان أروح بقالى يومين مطبق هنا سلام’
سلام:
ذهبَ “علاء” فـدق هاتف “جواد” بـرقم “هشام” فـردا ع الفور بـجديه:
إيه يابنى في حاجه و الا إيه’
هتفَ الأخر بمكراً من داخل سيارتهِ:
مصيبه يا”جواد”مراتك’
فـزعَ من مجلسهِ بـلهفه:
مالها جرالها حاجه’
“ريحانه” فـى كباريه و مولعها معا الشباب’ثوانى هبعتلك ع الوتساب الڤيديو اللى أتبعتلى’أنا رايح ع العنوان’هسبقك لـهناك’
شعرا أنهُ داخل حُلماً بـغيض يـقتل ما تبقى من كرامتهِ’خـصيصاً عندما آتاه الڤيديو و قاما بتشغيله’فـرئها تقف وسط حقبه من الرجال تتمايل على أنغام الموسيقى الشرقيه بـرفقة كلن منهُم’مـُحرؤه شـعرها و بيدها كأساً من الخمر’
إمتلئت خضرويتيه بـدموعً تُسكر بـعقلهِ و تـذبح ببطئاً أوتارهِ’: بتلك الحظة الموحشه بـقهراً كساه الغضب’عاود الإتصال على “هشام” قائلاً بحنقاً:
إبعتلى العنوان حالاً’
ـــــــــــــــ
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حواء بين سلاسل القدر)