روايات

رواية حواء بين سلاسل القدر الفصل السابع والعشرون 27 بقلم لادو غنيم

رواية حواء بين سلاسل القدر الفصل السابع والعشرون 27 بقلم لادو غنيم

رواية حواء بين سلاسل القدر البارت السابع والعشرون

رواية حواء بين سلاسل القدر الجزء السابع والعشرون

حواء بين سلاسل القدر
حواء بين سلاسل القدر

رواية حواء بين سلاسل القدر الحلقة السابعة والعشرون

الشخص الذي تعطيهُ مكانة كبيرة في قلبك
يجعلكَ تندم أكبر ندم في حياتك”
قـول نـزار قبانى✍🏼
ـــــــــــــ”
تـوقفت عجلات السيارتين خـلف بعضهُما أمام مـدخل الملهي الليلي’نـزلا “جواد” و الغضب يـليه متقدماً إلى “هـشام” الذى قـال بـتهكم:
إيه السرعة دى دأنا قولت هاجى أسيطر ع الوضع قبل ما تيجى’
ربت على منكبهِ الإيسر بـقولاً جاف:
شايلك للكبيرة يابن العم’
تـخطاه متجهاً للداخل فـلحق بهِ الأخر’حـتى أصبحَ داخل ذلك الملهى الفارغ لا يوجد بهِ أحداً لا عاملين و لا سـهرانـين حتى “ريحانه” لم تـكُن هُـناك مما أثارَ جـنون “هـشام” الذى التف بـالقاعة مُتحدثً بشخطً:
إيه الهبل دا هما فين المفروض تـبقى هنا إحنا جينا مكان غلط و الا إيه’؟
لاء مش غلطانين هـوَ نـفس المكان اللى كنت هـتبيع شـرف أبن عمك فـيه’
تـلبشت قدماه بـالأرض بينما ألتفَ بصرهِ للجانب الإيسر’ يـرا “جواد” يـبتسم بـعتابً’فـقال بـئنكار:
أنتَ بتقول إيه’؟ شـرف إيه مالك بتتكلم كدا ليه’
حـرك رآسهِ ساخراً تزمناً بـرفع حاجبهِ الإيسر:
بتكلم عن إيه تـصدق إنى فعلاً بـتكلم عن إيه’الحكاية بـسيطة أوى فيها إيه يعنى لما أبن عمى اللى بَعتبرُ أخويا كان عايز يخدر مـراتِ و يجبها تعمل نمره وسط الرجالة
بـلع لعابهِ بـتشتت مُدعى النـفى بـنفعال:
إيه الجنان دا أنتَ واعى لـنفسك بتقول إيه’
لـوح الأخر لهُ بـسبابتهِ بـفم مـلتوى بـتاكيد:
أنتَ دلوقتي بتثبتلى مـقولة خدوهُم بـالصوت لا يـغلبوكُم’بـس شكلك نـسيت أنها معمولة للنسوان’هـو الباشا حاسس أنُه ئلب على واحدة’
نـفرت الدماء بـعروقهِ فـنتفض بقولاً:
“جواد” شكلك كدا شارب حاجة و مش فى وعيك أنا مش واحد من المساجين اللى عندك عشان تـطول لسانك و تهلفط بـكلام رخيص’
فـرك أنفهِ يناظرهُ بـحتقارً:
تصدق بالله أن المساجين اللى عندى أرجل منك’
شكل عقلك راح منك جرالك إيه’
تملكتهُ الـغضب الدفين داخلهِ فـقطم على شفاه السفلية بـحركة رآسيه من ثمَ أخرجَ ما بداخلهُ بـهجماتً صـوتية تـعلن بشخط عما يحدث لهُ:
أنا اللى جرالى و الا أنت اللى جرالك يا ابن عمى يا خويا ياللى كُنت بـعتبرك عُكازى فى الدنيا’وصلت بيك الوساخة أنك تبيع شـرفى عايز عـرضى يبقا بين الرجاله للدرجادى كُرهك عما عنيك و خلاك تستبيح شـرف مـراتِ’يـشيخ يـلعن أبو الكُره اللى يـخلى الواحد يعمل فى أبن عمهُ كدا’!
أدرك ما يـلمح لهِ فـدعى التجاهل بـقولاً:
شـرف مراتك إيه و كره ايه أنا مش فـاهم حاجة’؟
أهتزَ جسد”جواد” بـرجفة ملازمة بـسمة أسقطط دمعتان من عيناه ففـركَ أنفهِ’يناظرهُ بـعتاب يـرهق قلبهِ لكن الأرهاق الأكبر كانَ شعورهِ بـغضبه مما كان سيحدث لـزوجتهِ أن لم يـستطيع حمايتها من مخططهِ الدنيئ’ثمَ تقدم خطوتان منهِ يفصح عما يـعرفهُ بـرسمية قاتله:
أنا هـفهمك’كل حاجة بدأت من لما بطلت تـسالنى عن “غنوه” إذا كُنت بدورلك عليها و الا لا ‘لما بطلت تسأل شكيت فيك و قولت أكيد بيدور عليها من ورايا’: خـوفت عليك و كُنت عايز أبقى معاك خطوة بخطوة من غير ما تـعرف عشان لـو حصلك حاجة أقدر الحقك’ و مكَنش قدامى طريقة عشان أعرف أنتَ بـتعمل إيه غير إنى أراقب تـلفونك و سمعت مكالمتك معا “سامى” اللى أنتَ كلفتهُ يدورلك عليها’و مش بس راقبت تلفونك لا أنا كمان جندت”سامى”عندى و خليتهُ يعرفنى كل حاجة قبل ما يعرفك’_و مفيش أيام بسيطة و جالى و قالى أنه “قـدر يوصل لرقمها لحظتها قـولت لـنفسى بـلاش تـبعتلهُ الرقم بـس رجعت و قولت مصيرهُ يوصلها فـخلينا نخلص الموضوع و خليتهُ بعتلك رقمها و طبعاً كُنت متأكد أنك هتكلمها و حصل و كلمتها و سمعت كل اللى دار بينكُم’بـصراحة مـستغربتش كلام” غنوه”لأنى كُنت عارف أنها هـتقول أكتر من كدا’بـس اللى إستغربتهُ أنك صدقت كلامها عنى فى لمح البصر حتى مدتش لنفسك فـرصة عشان تـتأكد’
المهم عـرفت أنك ناوى تـنتقم بس كدبت نفسي و قولت مستحيل “هشام” يـعمل حاجة أكيد هياجى يسالنى و يـواجهنى و هـعرفهُ الحقيقة بـس و الا جأت و الا سألت’بـس الغريب بجد أنى متوقعتش نـهائى أنك هتنتقم فـى شـرف مراتِ حقيقى أرفعلك القبعه فـى الوساخة و الدناسه يابن عمى’
كـاده يـطلق “هشام” ردودهِ بأنفعال بصري لكن الأخر أوقفهِ حينما أكملا بـذات الوجه الحاد بـحنقاً عكس بـحتهِ الباردة:
لـسه الحكاية مخلصتش إستنا’
من يـوم ما أتنقلنا للعيشة هنا و أنا عملت كل إحتيطاتى عشان أئمن حياة مراتِ لإنى مكُنتش واثق فيك بـعد اللى عملتوه معاها لليلة الفرح’
عشان كدا أمنتها على قد مقدر’و كُنت بـقدر أشوفها و أشوف كل اللى بيحصل معاها طول مانا مش موجود و متفكرش أنى حاطط كاميرات مراقبة و الجو دا أنتَ لـو قلبت القصر من فوقه لتحته مش، هتقدر تلقى كاميرا واحدة و متسألنيش أزى عشان
دا سـر المهنه ‘بـس بصراحة كدا شكى و عدم ثـقتى فى معظمكم خلانى مستكفتش بـكدا و حبيت أئمنها أكتر’فـجبتلها
تـلفون و من خـوفى عليها لا حد يضحك عليها وصلت تـلفونى بتلفونها و بقيت بشوف هى بتكلم مين و مين اللى بيكلمها’و بصراحة طلع شكى فى محلهُ’دا أول حد يكلمها غيري كان أنتَ يابن عمى فاكر مكالمة الصبح و الا أفكرك بيها لما كلمتها و قولتلها تـنزل تمشى معا الحارس عشان يجبها ليا’!
أحب أقولك حاجة مهمة “مراتِ” مـخرجتش من أوضتها من ساعة ما خرجت أنا من الأوضة الصبح’
أقـولك الكبيرة اللى فـى الڤيديو مش مراتِ” أقولك بقى القاضية أنا اللى بعتلك الڤيديو كُل اللى حصل من تخطيطى إيه رأيك بقى أستاهل أبقى عقيد بـجداره مش كدا’
إتسعت مقلتيه بـندهشاً فكيف يـعقل هذا كيف تبدل الحـال’بينما فـرغ ما تبقى من الإسرار دفعة واحدة:
لما خـرجت الصبح وركبت عـربيتى مـفيش دقايق و سمعت مـكالمة ليك معا الحارس بتاعك بـتقوله
“حـدث قـبل الظهيرة”
بـسيارة “جواد” يـستمع لـتلك المكالمة الدائرة بين “هـشام” الذى يـقول لـحارسهِ:
عايزك تـشترى حبوب هلوسة و تـحضرها و ع الساعة سته هـتنزلك “ريحانه” مـرات جواد و هتطلب منك تـوصلها للداخلية عندهُ’بـس أنتَ بقى هتوديها حتى تانية هـتروح على عنوان الكباريه اللى هـقول هولك و أول ما توصل قدامه تـقولها أن العربية عطلت و أنكم هتنزلو تستنوا جوه الحد لما تتصلح’و بمجرد ما تدخلوه تحطلها الحبوب فى أى عصير و تشرب هولها’و بمجرد ما الحبوب تـهلوس عليها’عايزك تـقلعها الطرحة و تشربها خمره الحد لما تبقى ضايعة و تـرقصها وسط الشباب و تصورهالى ڤيديو و هـى خـربه الدنيا و مولعها معاهُم’و هبعتلك عنوان الكباريه في رسالة”
أوامرك يا “هـشام” بـاشا أعتبرهُ حـصل’
الموضوع سري محدش ياخد بيه خبر يا “حسين”
و متقلقش هـظبطك فـى الفلوس’
خـيرك سابق يا باشا أعتبره حـصل’
تمام إستنى منى تـلفون عشان أقولك تـنفذ’
أغـلق”هـشام”فـهبطط الدمع من عين الأخر الذى تلاحمت الضربات بـقهراً كـسرا القلب فـ أقسم أنهُ سمعا صـوت ذلك الانكسار الذى جعلهُ يـضرب الطابلوه بقبضتهِ بقسوة تـسببت بـلوى مرفقهِ’يـعاتب طيف الأخر بعين تـرتجف بدموع الحرقة:
ليه كدا بتستبيح شـرفِ يـخساره يا أخويا يخساره’
فـرغَ نيران جـوفهِ نفساً أحرق الهواء’تزمناً معا تـجفيف لدموعهِ’و أكمل قيادة السيارة’من ثمَ أجـرى إتصالاً على “مـرعى” الذى أجاب بـثوانى:
أهلاً يا باشا’
تـجيبلى “حسين” و تـجيلى على مكتبى فى الداخلية تـجيبهُ بأى حجه مش عايزهُ يـفلت منك و الا يتكلم معا أى حد فـاهم يا “مرعى”
أدرك الأخر أن هناك شئياً فـقال :
حاضر متشلش هم هجيلك بيه’
أغلق الهاتف و لم تمرا سـوا ساعة و نصف و كانَ “مـرعى” يـقف بجانب”حـسين أمام “جواد” الذى يناظر الأخر بـحنقاً كادا يطق مقلتيه:
ودينى لا هـطلع عين أهلك صبرك عليا’بـقى بتتفقوا على شـرفى يا ولاد الكـــــــ”
تلبك الأخر بخوفً:
أنا ماليش ذنب “هشام” بيه هـو اللى طلب منى كدا’
طلب و هـو اى حد يطلب منك أورود هتك أعراض توافق صحيح الطيور الوسخه على إشكالها تـقع’إسمع يالا أنتَ هـتنفذ اللى هطلبه منك بـالحرف الواحد’هـتفضل مرزوع معايا هنا الحد ما القواد بتاعك يتصل بيك و يقولك تنفذ خطته’و بالله لو نطقت بـحرف أو حسستوه أن فى حاجة مش هتخرج من هنا غير على نقاله’
أنا هـعمل اللى ساعتك عاوزه’؟
كبل يداه بـكلبشاتً حديدية ثمَ القاه فـسقطَ عـلى الإرض بـجوار الباب من ثمَ قال:
خلى بالك منه يا “مرعى” ع لله يخفى عن عينك ثانية و لو فكر يعمل حاجة كدا و الا كدا صفيه فوراً’
قال ما لديه و غادر الغرفة من ثم إتجها لقسم الكمبيوتر، داخل مقر الداخلية حيث تصميم الڤيديوهات و كشف المقاطع المُفبركه’و’فـور دخولهِ نـهضا زميلاً لهُ يدعى”ياسر”مرحبً بهِ:
أهلاً نورت الأوضة يا باشا’
منوره بيك يا صاحبي بـقولك إيه كنت عايزك فى خدمة بس تبقى سر ما بنا’
قطب جبهتهِ بـستفسار:
خير فى إيه قلقتنى’
عاوزك تعملى ڤيديو متفبرك لبنت بترقص فى كباريه وسط رجاله و كدا’
ليه فى حد مضايقك و عاوز تزعله’
لاء يا عم ربنا يكفينا شر فضايح الناس’كل الحكاية أن الڤيديو هستخدمه لكشف حاجة’
تمام أعتبره أتعمل إبعتلى صورة البنت’!
تمام بس تعمله و أنا واقف جانبك دلوقتى’
معا أن الڤيديو هياخد وقت بس هحاول أعمله بسرعه عشان خاطرك’
جلسَ “ياسر” و بدأ بتنفيذ الڤيديو الذي أحتوى على وجه “ريحانه” جسد وشعر فتاه أخرى’و’بـعد مرور سـاعة ونصف تقريباً أنتهى”ياسر”من صُنعهِ’و أرسلهُ على هاتف”جواد”الذى قاله بـستحسان:
عاش يا “ياسر” ليا بقى طلب أخير تمسح الڤيديو حالاً مش عاوزه يبقى معا حد غيري’
بس كدا أهو ياعم حذف من جميع الأجهزة’
نظرا الأخر بنتباه فتأكد أنُه تم بالفعل حذفهِ من جميع الأجهزة’فـتنهدا بـراحه و غادر الغرفة
متجهاً لـمكتبهِ و عند دخولهِ أمرا “مرعى” بقولاً:
عاوزك تـروح ع القصر حالاً و عينك ما تتشلش من على أوضة مراتِ يا “مرعى” و لو لمحتها خارجه خطوه براها تمعنها “مراتِ” أمانه فـى رقبتك الحد لما أرجع’؟
تـبسم “مرعى” بعتماد:
أحمى هالك بـرقبتى يا باشا دى فى مقام مرات أخويا’
ربت على منكبهِ ببسمة الحزن على ذلك الزمن الغادر الذي يحميه فيه الغريب شرف أباحهِ أعز الأقربين:
عشان كدا أمنتك عليها متأكد أنك هتحميها بـروحك يلا أتكل ع اللى خلقك’
ذهبا”مرعى”أما هـو فجلس على مقعدهِ يحدق النظر إلى ذلك الخائن الجالس أرضاً بـندماً’
ثمَ مرت الساعات و أضاء هاتفهِ بمكالمة من “هشام” لـزوجتهِ فـحملا الهاتف سريعاً و ستمع لكُل ما دار بينهُما فـأغلق المكالمة و فـرك وجههِ بحنقاً قائلاً:
يا صبر أيوب صبرنى على ما إبتلاني مش فاهم أعمل معاها إيه مبتسمعش أم كلامى أقولها متخرجش بره الأوضة عايزه تجيلى الشغل أولع فى نفسى عشانها و الا أعمل إيه فيها تعبتنى يارب قدرى تعبتنى’
تنهدا بـستياء ثمَ دق هاتف الأخر بـرقم هـشام فحملا “جواد” الهاتف بقولاً للحارس:
لو عملت حاجةحاولت تنبهوا مش هرحمك أمك ”
أومأه الحارس بطاعه’فـتجها لهُ و فتح المكالمة تزمناً بفتح مكبر الصوت’و ستمعا لقول “هـشام”
البنت هـتنزلك عايزك تنفذ كل اللى طلبته منك و ع لله حد يعرف حاجة عن إتفاقنا’
أنتهت المكالمة فـستقاما “جواد” بشموخاً ليمحى أنكسار قلبهِ مما يحدث بيد أحد دمائهِ’و بعد ساعة تقريباً إستخدم هاتف الحارس الإرسال الڤيويو لـى “هشام” من ثمَ أرسل الحارس للتخشيبه لينال عقابهِ’أما هـو فـجلس على مقعدهِ ينتظر تلك المكالمة الحاسمة للتأكد من نوايه أبن عمهِ’
“يحدث الأن”
أكملا ذلك الكم من الأعترفات التى تسببت بـفيضانات أغرقت خطط الأخر:
بـعتلك الڤيديو و أستنيت و قولت هـشوفك هـتعمل إيه هـتكمل فى لعبتك الوسخه و الا لما تشوف مراتِ وسط الرجالة تـفوق و نخوة الشرف تضرب فى عروقك و تفكرك بأنك بتلوث شرف أخوك’؟ و مفيش دقايق و لقيتك بتتصل و بتقولى الحق مراتك مولعها رقص و مسخره معا الرجالة’لـحظة ما قولتلى كدا حسيت بقهر الدنيا بياكل فى قلبى حسيت بقطمت الضهر اللى بجد’و عشان أجيبك الحد هنا و أوجهك جراتك فى لعبتك و قولتلك إبعتلى العنوان معا أنُه كان معايا من ساعة ما بعته الصبح للكلب بتاعك’و على فكرة أنا اللى أجرت الكباريه من صاحبة النهاردة عشان أوجهك فى نفس المكان اللى كنت هتدبح فيه شرف مراتِ’
بس مش دا المهم السؤال اللى بجد اللى نفسى أسأل هولك من ساعة معرفت بلعبتك الوسخه’
إقتربا منه أكثر حتى إستقر أمامهِ مباشرتاً من ثمَ لكم قلب”هشام”لكمتان يحملان من القهر ما يكفى لهتك ما تبقى من صلة الدم’يعاتبهُ بـعين تـرقرقت بمياه الحزن بـوجهاً يحمل الآسى و بحتاً مكبله بـالحنق:
إيه كمية الكره اللى فى قلبك دا ليا’!! أتولدت و عششت جواك أمتا’و متقوليش بنتقم لحبى لا ‘لأنك لو مكُنتش بتكرهنى من الأول و مداري جواك مكنتش هـتصدق عليا الكلام بسهولة حتى أنتقامك مش هيبقى بالغل و السواد دا’_يلا أتكلم من أمتا بتكرهنى و ليه أتكلم ساكت ليه أكيد مش مكسوف و الا حتى ندمان لأن اللى زيك الندم بيبقي أخر همهومُ’؟ أقولك على حاجة من شهرين قابلت عرافه قالتلى اللى جاى سواد هيخليك تشوف الناس على حقيقتها ناس كُنت مخدوع فيهُم’لحظتها كدبتها و قولت تخاريف و كلام أوهام بس فى الحظة اللى واقف فيها دلوقتى قدامك أتأكد أن كلامها كان صح و صح أوى كمان’يمكن ااه مش كل اللى قالتهُ حقيقي بس كان فى حقيقة واحدة فى كلامها أنتَ’
قطب الأخر جبهتهِ بـسخريه:
و أنتَ عمال تدينى دروس فـى الأخلاق و القيم ما تـدى نفسك الأول و الا حضرة الظابط نـسى أن البادى أظلم و أنُك إستبحت شرف حبييتى الأول’و الا حضرة الشيخ معندوش أوبشن على نـفسُه’
تـصدق بالله كنت عارف أن دا هـيبقى ردك’بس للتصحيح’شـرف حبيبتك اللى بتتكلم عنُه مـستبحتوش و مش فـاكر أزاى دا حصل’
و الا عايز حـتى أفتكر’
زم فـمهِ ببسمة أحتقار:
لا و هـو أنتَ هـتفكر أزاى مـن كتر علاقتك’
فـرك “جواد” عنقهِ بـجفاء أحتوى من القسوة ما يـقطم النفس:
أنا مش ملاك بس كمان مش شيطان’جايز فيا عيوب الدنيا زي أى حد خلقه ربنا’بس باجى عند شرف الناس و الأعراض و بفرمل’لأنى ماشى بمبدأ داين تُدان و لو بعد حين’و عشان مبجيش على شرف حد ربنا نجى “مراتِ” من لعبتك الوسخه’أما بـالنسبة لحوار “غنوه” هانم فـهى اللى بعتتلى عشان أروحلها بيتها بمزاجها و حط تحت مزاجها دى الف خط’و لما وصلت عندها حاولت معايا بس أنا رفضتها عشان عارف أنك بتحبها’_الحد هنا و مش فاكر إيه اللى حصل لأنى بـمجرد ما شربة الشاي اللى كانت حطاه موعتش بنفسى غير تانى يوم و هى نايمة فى حضنى عـريـ ـانه زى ما أمها ما ولدتها’و لما سالتها إيه اللى حصل بنا أبتسمت بـرخص و قالتلى أنها قضت أحله لليله فى عمرها’_و بعد شهر جأت قالتلى أنها حامل منى و لو معترفتش بـالعيل هتلبسهُ ليك’بس معترفتش لأنى مش متأكد من أي حاجة حصلت بنا يوميها لأنى مش فاكر إيه اللى حصل كأن اللي حصل أتمسح من عقلى بأستيكه بمجرد ما صحيت’
نـفرا من حديثها بشخطً:
أنتَ إيه مش هتبطل وساخه بقى عشان تنجى نفسك توسخها هى أكتر أنتَ مفكر إنى هصدقك و أكدبها لا هصدقها هى و أكدبك أنتَ عشان أنتَ واحد ميتوثقش فيه عايش حياتهُ و مفكر مفيش غيرو’واكل الكل بعميلك و حركاتك’عملك قيمة و الكل بيخاف منك’مفكر نفسك الكبير بتاعنا’من و أنتَ صغير شايف نفسك أحسن مننا حتى لما كبرنا بقيت ظابط عشان تتميز عننا بتفرض نفسك بحجة أنك ناصح و فاهم’دائماً سابقنى بخطوة و أنا وراك بجرى و بعافر عشان يبقالى قيمة أكتر منك’حتى حب أمى ليا شركتنى فيه بقت شيفاك الكبير و أنا من بعدك شيفاك حماها و أنا من بعدك شيفاك الهيبه و أنا من بعدك شيفاك صاحب الكلمة و أنا من بعدك شيفاك سيد الكُل و أنا من بعدك’!
أرتجف جسد الأخر بـذهولاً على ما يطرق مسمعهِ’فـمتزجت مقلتيه من جديد بدليل الألم’بينما أكمل الأخر بذات الحده الموحشه:
الحد هنا و خلاص يا “جواد” من الحظة دى هاخد مكانى اللى خاتو منى لسنين’من الحظة دى بينى و بينك طار الشرف و العرض’و الا عوجت السان نستك أننا صعيده مبنسبش طارنا يابن رضوان’
تلاحمت نظرات الإثنين بذات النار التى إشتعلت بـتحدى من نـوع الـشرف’فـبادلهِ القول بـتمسكاً لتراث أصولهِ و لغتهِ الأم:
لاع منسيتش أصولى ياولد عمى’الشرف طارهُ مبيموتش عامل زى الخنچر بيجتلنا يوماتى’و أنتَ جولتها الاول بينى و بينك طار الشرف’و طار تانى الحجد و سواد الجلب اللى حداك ليا’بـس خليك فاكر زين أنك أنتَ اللى بدأت بـالغدر فـمترچعش تبكى كاف الحريم’لما تيعرف أن حبيبة جلبك سجتك كاف الحمار و دلدلت رچليها عليك و خليتك كاف البهيمه بتلف فى ساجيه ملكش صالح بيها’و لما ياچى الوجت اللى هتتواكد فيه من صدج حديتى هـتجول ياريت اللى چراه مكان’و من الأخر ملناش جعاد معا بـعض تانى أنا هـرچع بلدى هـرچع كابير عائلة الهلالى’هـرچع لأصولى و هـحمى مارتى منك أنتَ و الحيه اللى معاك’و فـى مكان هروحه هيفضل الطار بينى و بينك دايم الحد لما عجلك يرچع لرأسك و تيعرف أنك كُنت لعبه فى يد الست “غنوه”
تفجر ما بداخلهِ بـوجه الأخر و التفت لـيذهب فطرق الأخر مسمعهِ بـنوايه الاحاق بهى:
بلدك هى بلدى هاچى وراك عشان يبچى العب على أرض عائلة الهلالى ياولد العم’
التفت بمقلتيه لهُ يـدعوه بـترحيبً جاف:
يا أهلاً بيك’بس متنساش تاچى و تچيب ست البنات وياك و الا صوح هتچبها كاف و هى على زمة راچل أوسخ منكُم”
أنها جملتهِ ببسمة إستحقار’و غادر المكان تاركهُ يـُلاحقهِ بـحقداً مرير’
ـــــــــــــــــ”
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك 🌿

عـلى الطريق حيث يـقود سيارتهِ متجهاً للبيت كانَ يتحدث عبر الـهاتف معا اللواء يـطلب منهِ:
ياريت تـقبل يا فندم’
هتفَ اللواء من داخل مكتبهِ:
أنتَ عاوز تـرجع تتابع القضية من الصعيد’أنا فاهم طبعاً موقفك و أنك عايز تـرجع لبلدك لكن دا شغل يا حضرة الظابط و متنساش أنك مش شغال لوحدك فيه زمايل ليك بيشتغلو معاك أزاى عايزنى أنقل كل حاجة لمديرية أمن الصعيد’
أنا فاهم كل دا يا معالى الباشا’بـس متنساش ساعتك أن مديرية أمن الصعيد متعاونه معانا فى القضية بسبب أن معظم شحنات السلاح و المخدرات بتدخل عن طريق الجبل ‘و أظن أن وجودى هناك هيساعدنا أكتر فى أننا نسيطر ع الوضع’اما بـالنسبة لزمايلى فخليهم فى مكانهم و نبقى ننسق معا بعض الشغل كل ما حد فينا يوصل لحاجة هما يتابعوا من القاهرة و أنا أتابعها من الصعيد’
تـنهدَ “اللواء” بـتفكيراً ثمَ قال:
ماشى يا “جواد” تـجيلى بكرا عشان ننسق معا بـعض و أمضى قـرار نـقلك”
هتفَ بـجدية:
تحت أمر ساعتك’
ـــــــــــ”
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين 🍀

“بـغرفة نـوم ريحانه”
عادا “جواد” من الخارج و رأها تـغفو على الإريكة ببجامة نـوم حريرية و شعـرها الغـجرى يستبيح مخضعهِ’فـصاره إليها و جلس علي عقبيه أمامها يُـناظرها بـأرهاق الحزن على ما كانَ سيحدث لها’من ثمَ نـهضا و أمسك بـالغطاء و سترا جسدها ثمَ أحضرَ حجابها من عـلى الفراش و القاه بـرفقاً ساترً شعرها فـهو بـالنسبة لها أجنبى و لا يحل أن يـراها بتلك الهـيئة قبل أن يـعقد عليها من جديد’
ثمَ جلس بجوارها على حافة الاريكة بمشاعرً ثائره تُعاكس بعضها طائفة ممتزجه بمفاهيم أرهقت قلبهِ’يبوح بجوف الليل بأنكسار التى تسببت بهِ’قائلاً بهدؤً أحتوى بحتهِ الخذلان:
قوليلى أعمل معاكِ إيه عشان أرتاح’ليه بتعملى فيا و فيكى كدا يابنت الناس ليه مصممة أنك تخسري نفسك و تخسرينى’كلامك دبحنى يا “ريحانه” معا أنى مستهلش دبحك ليا’بالله لو قلبتى الدنيا من فوق لتحت مش هتلقى حد بيخاف عليكى زيي و الا هتلقى حد مستعد يموت بدالك غيري’فاليه دبحتينى كدا ليه معملتيش خاطر لأي حاجة كويسة عملت هالك’للدرجادى هونت عليكِ’يمكن كلامى ليكى جرحك بس كلامك دبحنى مش بس جرحنى’
أنتِ رميتى كلامك فى وشي زى القنبله من غير ما تخافى عليا أقسملك بالله لحظتها كُنت حاسس أنى بتحرق’و حاولت أحرقك معايا بس فشلت عارفة ليه عشان حضنك وقت حرقِ لشرفك كان عامل زى المياه البارده بيسكنى ورغم أن كلامك كان عامى عنيا بس مقدرتش أعملك حاجة و بعدت وسبتك’
قوليلى أعمل معاكِ إيه عشان أرتاح يا بنت الناس’
حقك على قلبى تعاله فى حضنى و أنتَ ترتاح’
بكلماتً قليلة أجابت على كل ما طرق مسمعها’و ثالت دموع بجوانب عينيها التى فتحتهُما بنظرة الإنكسار’فـنهضا من جوارها هاربً من لقائها’فلم تستسلم و همت بـالنهوض و السير إليه حتى وقفت أمامهِ بـجوار التراث’بـعين يملئها الحزن الآسير لقدرها:
أنا عارفه أنى غلطانه و إستاهل كل حاجه هتعملها فيا’! بـس لإزم تـعرف أنى عشت حياه غير أى واحده حياتى كلها كانت عباره عن ظلم و قهر و عياط’عشت من غير أم تـعرفنى الصح من الغلط تنصحنى تقولى أعمل إيه و معملش إيه’مكنتش بشوف حد و الا بخرج من البيت معرفش يعنى إيه أختلط بالناس مـعرفش يعنى إيه أتعامل معاهُم’اما بقى بابا فكاب أب على ورق و بس عمره ما علمنى و الا حسسنى بـالأمان عشان كدا تصرفاتى غبيه و أنا معترفه بكدا’بس والله العظيم أنا نفسى أتغير نفسى أبقا ناضجه بجد أعرف أتعامل و أواجه و بقى عارفه الصح من الغلط’عشان كدا محتجاك جانبي عايزاك تبقى مدرستى اللى أتعلم فيها كل حاجه أتحرمت منها’عشان خاطري سامحنى و أدينى فـرصه جديده و أوعدك إنى بجد هـتغير يا “جواد”
مين قالك إنى مش عايز أعلمك و أفهمك أزى تتعاملى معا العالم الغريب عنك’أنا بحاول أفهمك و أعلمك بس أنتِ مش بتساعدينى و بتهدى كل حاجه ببنيها’أنا عارف كويس أنتِ كنتِ عايشه أزى و تعبتى قد إيه و ربنا شاهد إنى بحاول أحتويكى و أعزك و خليكى ناضجه بما فيه الكفايه بس أنتِ مصممه تـهدى كل حاجه بتهورك و ندفعاك و عدم سمعانك لكلامى’
حاولا التوضيح لها بلين بقدر المستطاع فشعرت بالآسى أكثر وذادة شـهقات بكائها التى لم يـتحمل سماعها فـقاله بـهدؤ:
بلاش عياط أنا مش بقولك كدا عشان تعيطى أنا بحاول أفهمك اللى مش قادره تـفهميه’أنا النهارده نبهت عليكى متخرجيش من بره باب الأوضه ورغم كدا كنتِ هتكسري كلمتى و تخرجى’من غير إذنى’أنتِ مش عارفه أن الزوجه لما تخرج من غير إذن جوزها الملايكه بتنعلها’دا في حديث بيفسر حجم المعصيه الى بترتكبها لما بتخرج من غير أذن جوزها’ الحديث بيقول
« عن ابن عباس قاله أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله: ما حق الزوج على الزوجة؟ فقال: حقه عليها ألا تخرج من بيتها إلا بإذنه، فإن فعلت لعنتها ملائكة السماء وملائكة الرحمة وملائكة العذاب حتى ترجع.»
صدق الرسولﷺ’
أنتِ متخيله كم العنات اللى بتاخدها كل واحده بتخرج من غير أذن جوزها لعنات ملهاش عدد”! دا غير أنها ببتكتب عند ربها أمرأه ناشز يعنى أمره بتعصى جوزها’
أرتجف بـحزنً أكثر تبوح لهُ بجهلاً بالبكاء:
مكنتش أعرف كل دا و الله’
ناله تنهيده عميقه و فرك وجههِ متسائلاً بـجديه:
أديكى عرفتى تـقدرى تقوليلى هتعملى إيه’
مش هعصاك مهما حصل و الا هخرج من البيت من غير إذنك أوعدك قدام ربنا أنى بجد هتغير و هـتعلم من الغلطات اللى فاتت’
هتفَ بـجديه:
ماشي يا “ريحانه” على العموم أنا تعبان و عاوز أنام عشان بكرا عندنا سفر هـنرجع نـعيش فـى الصعيد يلا روحى نـامى’
جففت دموعها بينما هـو فجلسَ على الإريكه فـجلست قابلهِ على التخت متسائله:
أنتَ لسه زعلان منى أنا حسه بكدا’ممكن تسامحنى مش بتقول عليا بنتك أعتبر بنتك غلطت و طالبه السماح من باباها’
خاطبهُ بـريق شمسيها المشتاق لنيل الرضا و مهداً لحياة جديده بـرفقتهِ فـتنهدا بـقهراً لم يغادر قلبهِ بـعد:
المفروض أسامح بنتى بـالسهوله دى بعد ما دبحتنى بـالكلام’صـعب يا “ريحانه” مـحتاج وقت عشان أقدر أسامح’! و نسى كلامك اللى الحد دلوقتى بتردد فى ودانى زي طلق النار’
أنا هخليك تسامحنى هعمل كل اللى هقدر عليه صدقنى’
ــــــــــــــ

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حواء بين سلاسل القدر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى