رواية حواء بين سلاسل القدر الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم لادو غنيم
رواية حواء بين سلاسل القدر البارت الخامس والعشرون
رواية حواء بين سلاسل القدر الجزء الخامس والعشرون
رواية حواء بين سلاسل القدر الحلقة الخامسة والعشرون
#حواء_بين_سلاسل_القدر_ج_25
#الكاتبه_لادو_غنيم”
ـــــــــــــــ📌
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد 🌺
”
مدام الدنيا زي الفل بينكم من الاولاَ يابن رضوان ترفع راسك قدام اللى فى البيت و تمم جوازك منها و لا إنتَ ناوى تقضيها أحضان و بس لحد لما بقيت سيرتك على كل لسان من ورا عمايلها”
نـفر بتنهيده جافة معا قولهِ:
إسبقينى ع الأوضه يا “ريحانه”
أومأة بموافقة و ذهبت’أما هـو فقتربَ من “معالي” ناظراً لها بـجفاء:
أدخل عليها و الا أقضيها أحضان دى حاجة تخصنى لوحدى ملكيش علاقة يا مرات عمى’!
ضيقت مقلتيهَ بـحنق:
يعنى إيه ماليش دعوه أنا فى مقام أمك’
ااه أمى طب و هى في أم بردهُ تبعت لابنها واحدة عشان تلف عليه و يتجوزها عرفى’؟
تلبكت بـقولاً:
أنتَ بتلمح لإيه’!!
فرك عُنقة ساخراً:
بلمح للوساخة اللى ملازمة حياتى أكنى صندوق زبالة اللى عنده كيس زبالة عايز يرميه بيجي يحدفه عندى’من نهى لغنوه لياسر للبارون ماشاء الله صندوق مجمع الزبالة كلها’
أدركت ما يلمح لهُ فباحت برسمية:
كدا فهمت بص بقا يابن رضوان ايوة أنا اللى بعتلك “نهى” مش عشان أنتَ هاين عليا أو عشان عايزه أوقعك فى الغلط’أنا بعتهالك عشان تخرجك من الحُزن و الهم اللى كُنت عايش، فيه’بس مكنتش أعرف أنك هتتجوزها عرفى’
و لما جاتلى بالورقة و قالتلى أنك مبسوط و كلها شوية و هتتجوزها رسمى’عشان كدا سكت و قولت
سبيه يابت يمكن حالوه يتصلح و يرجع لعقلهُ و يتجوزها بجد و ينسي معاها المزغوده رحاب’
زم فمهِ ببسمة أستهانة:
يتصلح حالوه لاء بجد براڤو عليكِ و من أمتى كان الحال بيتصلح بالحرام و غضب ربنا يا مرات عمى’؟
ضاقَ محيط مقلتيهِا بـستفهام من ذلك التغير المفاجئ:
من أمتا الكلام دا يا “جواد”دا أنتَ ماشي حياتك
غلط و بقالك شهور و أيام مبتعملش حاجة غير أنك تمشى عكس الدين’
تنهدَ بقولاً رآسى:
كل حاجة و ليها أخر’و’بدل مانتِ واقفة بتحققى معايا أرجعى تانى مرات عمى الست القوية صاحبة الحق و المبادئ’بلاش ترسملنا طرق الغلط و ترجعى تحاسبينا’و بلاش تسالى فى حاجات خاصة علاقتى بمراتِ خط أحمر مش مسموح لحد يتكلم أو يدخل فيها’عن أذنك هطلع أرتاح من تعب الشغل’
أنحنى و أمسك بعلاقة ذراعةِ و صاره إلى غرفتةِ تاركها تعيد التفكير بأفعالها الماضية’
ـــــــــــــــ”
بعد مرور ساعة تقريباً كانت تغفو “ريحانه” و بـجوارها يجلس “جواد” ينهى فحص بعض الأوراق الخاصة بـقضية “البارون” كان يضع جميع حواسهِ بتلك الأوراق ليعثر على شئ يستفاد بهِ’
و لم تمر سوا دقائق ودق هاتفهِ بـرقماً مجهولاً فـحملا الهاتف و أجاب برسمية بحته:
مين’
أنا أيه نستنى’!
رفعَ حاجبهُ بزَفير الجفاء:
عايزه إية ع المسا يا “نهى”
عاوزاك يا “جواد” أنتَ عارف إنى بحبك’
هتفَ برفضاً ذو بحه منخفضة:
أنا مش فاهم عقلك فين’أنتِ مبتفهميش قـولتلك مش عايزك اللى بنا خلاص خلص’
صرخت تهاتفهُ بـغضباً هشهش ملامحها:
كل دا عشان المسخوطه بتاعتك’و الله العظيم ما هسيبك ليها أنتَ ملكى لوحدى’و “ريحانه” هانم هاخدها منك و هخليك ترجعلي تانى ترجع لنهى يا “جواد” سامعنى هاخدها منك هحرق قلبك عليها زي ما حرقت قلبى ببعدك عنى’
أطلقت مخزون غضبها بـتهديدات كالسم الذي أنتشرَ مثل الوباء بخلاياه’فـاغلقت الهاتف لكى تتفادئ حديثهِ الذي سيكون أشد قسوه’إذا باح بهِ’
ترك “جواد” الهاتف من يدهِ ثم وضع المستندات على الكومود بجوارهِ’و’أطفاء الضوء ثمَ ترنج بجسدهِ بـجوارها يتعمق النظر بها يتاملها بعين الحارس الخائف على أمانتةِ’
ظلا يتفحصها بـخضرويتيه تزمناً معا تفكيره بكلمات “نهى” التى نبشت بعقلهِ الباطل لتتخزن بهِ’
حتى أغلقت الجفون أبوابها لتاخذهُ برحلة النوم العميق’
و بِتمام الساعه الثالثة صباحاً’داخل عقلهِ بـعالم الأحلام خاصتهِ’كانَ يرا مناماً من نوعاً خاصاً’
بـليلة مظلمه بـهطول الأمطار بـشوارعً فـارغه من البشر’كانَ يـركض بحثاً عنها مثل السباح وسط أمواج القدر’أنفاسهِ المرتفعه كانت تتصادم مع الهواء لتصدر صداها بـجميع الأرجاء’حتى توقف بمنتصف الطريق حينما دق هاتفهِ بـرقم”نهى”فـرد سريعاً ببحه متلازمه بوقاحة الخوف:
ودينى لو عملتى فيها حاجه هصفيكى وقتى’
إهتزت بقهقهَ بـحيانيه:
براحه على نفسك دأنا بردو نونو’و’بعدين البت بتاعتك طلعت ميتانه خالص تصدق بالله مخدتش فى إيد الزبون غلوه و كانت مسلمه نفسها ع الأخر لدرجة إن الواد إتكيف قوى و محتجش يعمل دماغ’
إتسعت مقلتيه بـدموع الشرف النابعه من جوف قلبهِ الذي تطعنهُ بـكلماتها السامه’فـهتفَ ببحه مائله للهدوء تحتويها جشة صوتهِ:
مراتِ فين’
مراتك عندها زبون تانى متقلقش هيخلص بسرعه و يمشي و بعدين هـبعتلك عنوانها بس بقولك ايه متقربش منها الليله دى عشان البت تعبت أوى ياقلب أمها و مش حمل راجل تالت كفايه عليها إتنين النهارده يا جوادى و الا أقولك يا خيلى زي ما بتقولك’
ورحمة أمى و أبويا اللى عمري ما حلفت بيهم باطل ابداً يوم ما إيدي تطولك هخليكى إنتِ و الأرض حته واحده’
أنا قولتلك يا “جواد” مش هسيبك لوحده غيري بس إنتَ بقى اللى ركبت دماغك و طلقتنى عشان حتة عيله متجيش دراع فيا’بس مش ده المهم خلاص اللى حصل حصل’بس إنتَ مقولتليش إن المحروسه بتاعتك كانت لسه بنت بنوت مش عيب بردو لما تبقى متجوزاك و متقربش منها دأنت حتى مفيش منك و السرير اللى جمعنا يشهدلك بـالرجوله’
بس تصدق الزبون اتبسط أوى لما لقاها لسه بختمها مانت عارف بقى مفيش أحلى من إنك تكون أول واحد يدوق بضاعه جديده’
تلك الجُمل أطاحت بـدموعهِ لتسقط أرضاً برجفة وجه كادت تمزقهِ’:
بالله مـهيطلع عليكِ شمس يوم جديد هجيبك إنتِ و الكلاب اللى نهشوا شرف مراتِ و هعرفك إزاى الشرف أغلى من الروح:
أغلق المكالمه’و’جذب خصلات شعرهِ بصرختاً معلنه عن قهر الرچال بـكلماتً زادت من نزيف قلبهِ و بكاء عيناه:
َاااااه يا بنت الـــــــــ* ليه كده يارب عملت إيه عشان تعمل فيها كده بتعاقبها على وساختى ليه’مانا عندك اهو موتنى و لا إخسف بيا الأرض سايبنى ليه و بتعذبها بدالى’
إهدا يا “جواد” اهدا يابن رضوان ماشي ورحمة أمى ما هيكفينى موتك يا زباله يا تربية الشوارع’ماشي يا نهى’بتدبحى شرفها تمام أوى كده تمام’
بتلك اللحظه دق هاتفهِ برقم اللواء’فرفع مرفقهِ وجفف دموعهِ ثمَ أخذَ نفساً عميقاً و أجاب ببحه أخفت صوت أثار بكائهِ:
أيوه يا فندم’
إحنا تتبعنا رقم”نهى”و قدرنا نوصل لمكانها
فين
مش هتصدق لو قولتلك’
بيت “البارون” بس مش دا المهم للأسف يابنى الراجل بتاعنا اللى عنده بلغنا أن “ريحانه” ماتت’
شـهقهَ شرخت القلب جعلت جفونهِ تتفتح بتساع الرهبه من ذلك الحلم البغيض’تزمناً معا جلوسهِ على التخة يلهث أنفاسهِ بـعرقاً يصب بغزاره علي جبهتهِ’بنبضات قلب تطرق أبواب صدرهِ بـتمرد الرهبه من ذلك الحلم القاسى’الذي، أستيقظ منهِ للتو’
و نظرا بجوارهِ ليتاكد أنها بجوارهِ و لم تفارقهِ’
فـوجدها تغفو بـتناغم و يدها ممسكهِ بـطرف تيشرتهِ’فـتنهدا بسترخاءً ثمَ أنحنى عليها مقبلاً جبهتها بـشده و كانهِ يلصق شفاه بها لمدا الدهر: ثمَ أنعطف لشفاههَ يـستنشق منها ماء الحياه بـعطشاً جعلهِ يرتوى منها لدقيقه متواصله أو أكثر بثوانى’ثمَ إبتعدا عنها يذاد تعمقاً بالنظر بها و كأنها كنزهُ الوحيد وصلة الرحمن لهِ لإعتناق الطهاره من جديد’
خـوفهِ عليها من أن يصيبها مكروه كان الدافع القوى الذي جعلهِ ينهض من ع الفراش مُتجهاً للحمام و بعد دقائق خرجَ متجهاً للخزانه’و أخرج سجادة صلاه بيضاء الون بنقشات بنيه’
و صارهَ بها إلى أمام الشرفه’ثمَ وضعها أتجاه القبله’
ثمَ إبصر لليمين يتمعن الحياه بـتلك النائمه فـى سلام’كانَ يدرك جيداً أنهِ يحتاج لعون الله ليرعاها’
و بعد أنقطاعهِ عن الصلاه لمدة عامين ها قد عاد الأن ليخضع بين يدان الخالق الرحمن بخطوات التوبه و الرجوع للطريق الصحيح’شعور فقدانها و الخوف عليها كانَ السبيل له للرجوع لطريق الله و العوده للصلاه’فكانَ ذلك الحلم مثل المنبه الذي إيقظ عقلهِ فقد علمَ أن الله سيكون عونهِ الوحيد للحفاظ علي زوجتهِ و مرعايتها بسلام’
فخطا أول خطوه على سجادة الصلاه و عانق ذراعهِ بشخوعاً رجفَ جسدهِ بـرهبة هذه المشاعر الناعمه بسلاسة الخشوع’
و بدأ بصلاة قيام الليل ليدعو الله بالرعاية زوجتهِ تحت غطاء سترهِ و عفاف رحابهِ:
ظلا يصلى عدة ركعات تعدت العشرون ركعه فكم كانَ يشتق قلبهِ العاصى لذلك القاء، الربانى معا صلاة الله غذئ الروح’و’حينما تشبعت أوتارهِ من الصلاه لتلك الليله قامَ بالتحيات ثمَ أنحنى برأسهِ أمام كفتيه يدعو الله ببحة أستحياء مليئه بـالتمنى:
يارب العالمين أجعل المستخبئ لها خير’أحفظها و رعاها’يا الله صونها و حفظ شرفها و عوضها خير و فرح عن كل الأيام الآسيا اللى عاشتها’
أحفظهالى من كل شر يارب العالمين’
لوح بخضرويتيه إليها خاتماً دعائهِ بقولاً أنبعثَ من جوف القلب الهائم بـها:
يالله أجعلها لى سنداً صالحًا إن إعوجت خطواتِ أقامتها’و جعلنى لها ضلعً لا يميل’
ظلا يدعو لها بالثلث الأخير من الليل لينعم الله برعايتهِ على من ملكت قلبهِ’
ـــــــــــ
ــــــــــ📌
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد 🌺
”
صارة الأيام و الليالى بين ضفاف ساعتهم حتى مرأ شهراً ونصف على الجميع’و’خلال تلك الأيام التى مرت لم يحدث شيئاً هام’فحياتهم ظلت تسير بذات النمط:
ظلَ هشام يبحث برفقة سامى عن غنوه و صغيرهِ أمان’بينما فارس فكان يعطى مرعى دروساً تساعدهُ بالتقرب من نسمه:
أما جواد فكانَ منغمس فـى العمل على قضية البارون’بينما ريحانه فلم ترهق نفسها فـى شئ فقد ظلت كما هى تاخذ ركن الإنطوائ بذلك القصر الكبير’
اما غوايش فظلت حبيسة البدروم طول الأيام الماضيه’
هكذا كانت حياتهم طوال الليالى الماضية هادئه بـسكونً مُخيف’
حـتى آتى ذلك اليوم الذي سيكتب مهداً جديداً للجميع’
ــــــــــ”
اللهم لك الحمد كما ينبغى لچلال و چهك و عظيم سلطانك«للتذكره🌿
“فـى تمام الثانية عشر ظهراً بمكتب”هشام”يجلس على مقعدهِ بـوجهاً بشوش معلنن عن سعادتهِ جراء حصولهِ على رقم هاتف” غنوه”الذي، إستطاع”سامى”الحصول عليه’لم يكن يعلم “هشام” أنهُ يحمل جمرتً من جهنم على وشك حرق القادم من للياليه’
بثوانً قليله ضغط إبهامهِ على إيقونة الإتصال’فـدق قلبهِ معا دقات الهاتف’حتى تراقصت عيناه بلهفه أحاطت بقلبهِ حينما أجابة عليه ببحتها المحفوره بـكيانهِ:
مين معايا’؟
عبرت الكلمات من جوفهِ بـحلاوة الشعور الدافئ:
“هشام” حبيبك يا “غنوه”
إتسع بؤبؤهَ بصدمتاً ملتزمة بـرتباك صوتى:
“هشام” الهلالى’
عندك حق تستغربى بقالنا سنتين مسمعناش صوت بعض’
جلست على حافة الفراش بـذات الصدمة:
جبت رقمي منين’؟
مش مهم جبتهُ منين المهم إنى بكلمك’أنتِ فين و فين أمان أبننا’ليه هربتى منى فى حاجات كتير عايز أعرفها أنتِ متعرفيش أتعذبت أزى و أنتو بعيد عنى’
أغمضت جفونها بتنهيدة يأس:
مكالمتك جات متأخره أوى يا “هشام”
ضيق مُحيط مقلتيه بستفسار:
دا بدل ما تفرحى أنى قدرة أوصل لرقمك’و’بعدين بتلومينى على إيه هـو أنا اللى سبتك و هربت يا “غنوه”؟
تنهدة برسمية بقولاً:
مش مهم مين اللى ساب مين’المهم اللى حصل و خلاص’؟
لم يليق بهِ حديثها فعاتبها بذات الرسميه:
بس أنا من حقى أعرف إيه اللى خلاكى تعملى كدا إيه’؟ ليه هربتى لإزم أعرف دا حقى عليكِ’على الأقل عشان خاطر الحب اللى كان بنا’
بتلك الحظة خاطرها ذلك القاء الذي جمعها” بجواد”بالصعيد’فـشنت ملامحها سهام الكراهيه التى أطلقتها بحترافية بكلماتها الهاتفة بحنق سنوات ماضية:
“جواد” أبن عمك حبيبك اللى بتقول عليه أخوك هـو اللى هددنى و قالى ابعد عنك’قالى، لو ممشتش من الصعيد و أختفيت عنك هيسجنى لباقى عمرى’
إتسعت عيناه بقرمزية النفى لما طرق مسمعهِ:
أنتِ بتقولى إيه”جواد”طلب منك كدا طب ليه’مش ممكن دا كان بيدور عليكِ معايا’؟
كان بيخدعك عامل فيها حبيبك و خايف عليك و هو اللى إذيك'”جواد”شيطان دمر حياتنا فرقنا عن بعض’و’لو وجهتنى بيه مش هيقدر ينكر أى حاجه من اللى قولتها’
لو كلامك صح إيه السبب اللى خلاه يعمل كدا’؟
وقفت بشموخ الكراهية:
كان عاوزنى لي’
نفرت الدماء الحامية بعروقهِ جاعلهُ أياه يضغط على قبضتهِ بغضباً:
وضحى كلامك يعنى إيه عايزك لي’
أنتَ فاهم قصدى كويس يا “هشام” أبن عمك طمع فيا’و لما رفضته و قولتلهُ إنى بحبك و هقولك على كل حاجه’هددنى و قالى هحبسك لو ممشتيش’دا غير أنُه كان هيلوث سمعتى ليك و ينكر أن اللى فى بطنى أبنك’أبن عمك بعد ما “رحاب” ما سبتهُ كان عامل زى الحيوان معندوش نخوه و الا ضمير حيوان سعران كل اللي همهُ ينهش لحم البنت اللى قدامهُ أياً كان بقى هى مين’
و خلى بالك أنا مش بكدب و مستعده أواجه “جواد” بكُل حرف قولت هولك’
نبشت بقبر قلبهِ عن أي ثغره تُاكد لهِ أعترفَتِها فـتذكر’علاقتهِ’بنهى’و تلك المساعداة الكاذبة لهُ أثناء بحثهِ عن “غنوه” فتوثقة كلماتها بعقلهِ’فـوقفَ شامخاً جزعهِ بقامة الكراهيه التى أنزرعت بـأرض قلبهِ عاقدً ملامحهِ بـحنقاً ذو بحة الهدؤ العتيقه:
مش محتاجه تواجهِ حد’دا طارى أنا “جواد” لعب بيا شافنى بتعذب و كدب خدعنى و ضحك عليا خلانى أعيش، فى عذاب لسنين و دلوقتي جه الدور عليا عشان أدوقُه من نفس الكاس’
ترنحت بسمة الثأر عبر شفتاهَ بقولاً:
ناوى تعمل إيه’؟
مش لإزم تعرفى بعدين هتسمعى اللى هيحصلهُ بسببى’المهم أنا عايز أقابلك و مش كدا و بس عاوز أتجوزك أنا من حقى أعيش معاكِ أنتِ و أبنى’
تلبكت بـقولاً:
نتجوز’؟
هتفَ بتأكيد:
أيوه نتجوز’
تنهدة بتفكيراً:
طب سبنى أفكر وارد عليك أنا مش عايزه أغلط
تانى سلام يا “هشام”
أغلقت الهاتف و جلست على حافة التخت تُفكر بالأمر: أما لديه فـضربَ الطاولة بقبضتهِ بؤبؤ أرتجفَ بدموع العتاب القرمزية الملونه بغضب الأخوه التى تبخرت بالهواء:
ليه كدا دأنا كنت بقول عليك أخويا’تطلع أنتَ السبب فى قهرى لسنين و كسرة نفسى’ماشي يابن عمى من الحظة دى الأخوة اللى بنا خلصت و اللى جاى مفهوش محبة بينى و بينك طار ورحمة أبوك لاهشربك من كأس العذاب اللى شربة هولى’
سقطط دمعتاه معا أخر حرف خرجَ من فمهِ:
ــــــــــــــ”
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين «للتذكره🌿»
بذات الوقت بالداخلية بـمكتب “جواد” كانَ يقف أمام “نهى” باندهاش مردداً:
حامل’؟
أيوه حامل فى تلت شهور و لو مش مصدقنى تعاله نروح لأي دكتور و لو طلعت كدابه أعمل فيا اللى أنتَ عاوزه’؟
أمسك بمنتصف ذراعيها بقسوة تضامناً معا بحتهِ المرهقه بـشخط:
حصل أزى و حبوب منع الحمل اللى كُنتِ بتاخديها قبل ما قربلك أزى حملتى عليها فهمينى’
سحبت يدها برفقاً قائلة:
أمر ربنا بقى أعمل إيه’و’بعدين أنتَ ناسى أن فى أيام كنت بتبقى ملهوف عليا و مبلحقش أخد الحبايا’
لاء ياروحمك مش ناسي بس دى كانت مرة واحدة’؟
أهو بقى الحمل حصل فى المره دى أعترض على ربنا’؟
فرك وجههِ بغضباً من ذلك القدر المصمم على تغير مصارهِ دائماً’فقالت بـهدؤ:
أنا مش كدابه يا “جواد” أنتَ عارف أنى من يوم ماعرفتك و مفيش راجل غيرك لمس شعره منى’و لو مش مصدقنى أنت ممكن تعمل تحليل اثبات النسب اللى بنسمع عنه و أنتَ هتتأكد أن اللى فى بطنى أبنك أو بنتك’!
أمام سلاسل القدر المنغمسه بـنيران تحرق ما بناهُ’من بوابات التوبة’لم يكن هناك سبيلاً أخر أمامهِ سوا أن يـقبل بذلك الأمر الربانى’فرك مدمع عيناه بـشخطً:
مش عاوز أسمع صوتك بيعصبنى أتكلى قدامى خلينى نروح لدكتور و بعدين نبقى نتكلم يلا’
صارت أمامهِ قاصدان الطبيب ليتأكد من أمرها”
و بعد ساعتين تقريباً بـغرفة الطبيب المتواجد بـالمعادى كانَ يجلس “جواد” على المقعد يحرك قدمهِ اليسري بهتزاز معلنً عن غضبهِ و أمامهِ “نهى” التى تشق البسمه فمها أثناء قول الطبيب الذي فحصها منذ دقائق:
فعلاً المدام حامل فى الشهر التالت و لإزملها الراحه’
تدلى بسؤلاً يحتوى الشك:
هـو ممكن يحصل حمل لو بتاخد حبوب منع الحمل’؟
شبك الطبيب أصابع يداه مُجيباً بجوابً:
جايز جداً لو النوع مكنش كويس و كمان لو الزوجه نسيت تاخد الحبايا’
فرك جبهتهِ محركاً رأسهِ بندماً بينما سألت “نهى” بذات الفرحه:
قولى يا دكتور هو أنا حامل فى واد و الا بنت’؟
لاء لسه شوية على ما نعرف قدامنا لأول الخامس عشان أقدر أشوف نوع الجنين’
وقفَ الأخر بستياء نافراً من تلك المقابلة:
شكراً يا دكتور يلا يا بنتى خلينا نغور’
تبسمت بحرجاً و نهضت ذاهبه برفقتهِ’
و حينما إستقلى السيارة قالت بـحزناً:
أنا عارفة أنك زعلان و مش عايز اللى فى بطنى’و بص بقى عشان متقولش إنى بلوى دراعك بيه لو مش عايزوه أنا معنديش مشكله أنى أمشى وربيه لوحدى بس ليا طلب واحد عندك لما أولد تكتبهُ بأسمك’
حرك وقود السيارة تزمناً معا قولهِ الجاف:
أنا مش أبن حرام عشان أسيب أبنى من غير أسمى’اللى فى بطنك أنا متأكد أنُه من صلبى عشان كدا هيتكتب على أسمى مش أحنا اللى بنفرد فى لحمنا حتى لو كان الموضوع مش على هوانَ’
هتفَ بكلماتً كانت طوق النجاه الذى رسما السعادة بقلبها و على فمها فقد تأكدت أن صغيرها سينمو برفقة من تهوى’ذادت سعادتها عندما أدركت أنها ستنال فرصه أخرى للعيش برفقتهِ’
ـــــــــــ”
يا حى يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لى شأنى كله و الا تاكلنى إلى نفسى طرفة عين«للتذكره🌿
”
لم تمر سوا ساعاتً قليلة و دقة الثالثة عصراً بـقصر “الهلالى” حيث يقف “جواد” بغرفة المعيشة أمام جميع من بالقصر و بجوارهِ “نهى” التى توزع نظرات الفرح ع الجميع’أثناء قولهِ:
زى ما سمعتُه كدا “نهى” حامل فى أبنى أو بنتى’عشان كدا هترجع تعيش معانا فى القصر لحد لما تولد’
تملكت “ريحانه” رجفه ناريه ضربة بقلبها بسهام الظلم من ذلك القدر العاثر’فـنهضت سريعاً تـركض بحزنً فـصطدمة بمنكبهِ’فتبادلا نظرات الحزن الممزوج بـستيائهم من قدرهُما’
ثمَ أكملت هروبها للأعلى’
بينما فركت “بهيه” مرفقيها بستفسار:
أولاً مبروك يا حبيبي’بس هى هتقعد بصفاتها إيه متنساش أنك مطلقها’و’بعدين البيت فيه شباب “فارس’و” هشام’ميصحش يبقى فيه واحده غريبة بينهُم’؟
تدخلت “معالى” بـقوة بالحديث:
ع الدوغري عمتك عايزه تعرف أن كنت هترجع “نهى” لعصمتك تانى و الا هتعيش معانا الحد لما تولد و بعدين تغور وتريحنا’؟
زمجرة”نهى”بـستياء:
جر ايه يا حجه “معالى” ملافظ السعد’
نـهضت بـرفضاً لمكوثها برفقتهم:
بلا سعد بلا هم”و أنتَ يابن “رضوان” هات من الأخر عشان كل حاجة تبقى على عينك يا تاجر ناوى تتجوزها و الا لاء’
قطع السنت الشكوك بـقولهِ الحاد بـهدؤً مُخيف:
مفيش جواز”نهى”هتعيش معانا الحد لما تولد و بعدها هتروح لحالها’و من دلوقتى بقى الحد لما تولد مش عايز مشاكل و حورات عشان أنا على أخرى أظن كلامى واضح يا “نهى”
تبسمت بجوابً:
من عنيا يا “جواد” مش هتسمعلى حس’
بتلك الحظة وقفت”نسمه”بتنهيده صاحبتها مقولة:
لاء يا حبيبتى لو طلعلك حس متقلقيش هحبس هولك’
رفعت حاجبها بستفسار بَغيض:
قصدك إيه يا”نسمه”
عقدة ذراعيها أسفل نهدها تحذرها بـهدؤً جاف:
قصدى أنتِ عرفاه كويس أوى”ريحانه”
قبل أن تهتف بحرفاً جذبها “جواد” بـقوة من منتصف ذراعها مشيراً بتحذيراً بسبابتهِ بشخطً:
بالله لو فكرتِ مجرد التفكير أنك تقربِ منها أو حتى تنطقى معاها بحرف’مش هرحمك و الا يهمنى الحمل و الا غيرهُ’
تلبكت بقلقاً فقالت:
أنا مش عبيطة عشان أعملها حاجة’مش هضحى ببنى عشان المحروسة بتاعتك’
نـفرت”نسمه”منها فقالت بقتراحً:
بقولك إيه ما ترجعى تعيشى مكان ما كنتِ و لما تولدى بالسلامة هنبقى نيجى نزورك’
تشتت ملامحها خوفاً من قبول”جواد”للإقتراح’فـتدخلت”بهيه”معلنه أعتراضها بتحضُر:
إيه اللى بتقوليه دا يا “نسمه” مهما كان هى حامل فى أبن “جواد” و مسئوليتها فى رقبتنا لإزم نرعاها و نخلى بالنا منها عشان خاطر البيبى ابننا’
عارضتها بـقولاً:
بس يا ماما’
تدخلا”جواد”برسمية:
خلص الكلام يا “نسمه” و أنا قولتها كلمة “لنهى” لو لمحتها بتقرب من مراتِ مش هرحمها و أظن هى فاهمه كويس أنا أقدر أعمل فيها إيه’
من فضلك يا “عمتى” شوفيلها أوضة تقعد فيها’
حاضر يا حبيبي’تعالى معايا يا “نهى”
صارت بـرفقة “بهيه” اما الأخر فصعدا لـغرفة نومهِ’و’فتح الباب و دخلا ثمَ أغلق الباب عليهما و ستدارَ للأمام’وجدها تـجلس على الإريكه تبكى دون صوتً فصاره إليها هاتفاً بهدؤً:
كفاية عياط’
وقفت أمامهِ تبصر بهِ بانكساراً هزيلة الصوت و النظرة:
أنا مش هسالك عن حاجة عدت و الا هلومك عشان دا قضاء ربنا بس هسالك سؤال واحد ناوى تعمل إيه بعد “نهى” ما تولد’؟
مش هعمل حاجه هاخد أبنى منها و خلاص على كدا’
هتحرم أبنك من أمُه’؟
أنا مش جاحد عشان أعمل كدا: كل الحكاية أن أبنى هيتربى بينى و بينها’
زفرة بسمة الحزن منها بقولاً:
هيعيش مقسوم نصين و مش بعيد يبقى معقد زيه’
أخذ نفساً عميقاً أطلقهُ بالهواء تزمناً معا نزعِ لسترتهُ الجلدية:
كلامك وراه معنا تانى يا “ريحانه” عايزه توصلى لإيه’؟
مش عايزه أوصل لحاجه أنا خايفه’
أحتوى وجنتيها بمرفقية بشعوراً دافئ لمستهُ بمرفقيه’و ارسلهُ إليها بعبارتهِ المنبعثه من أعماق فؤادهِ:
متخفيش من حاجه حمل “نهى”مش هيغير حاجة فى حياتى معاكِ’أنا أتربيت من غير أب و أم و عارف أزى الواحد بيتعب و نفسهُ بتتكسر من غير حضن أبوه و أمُه عشان كدا مش هقدر أحرم أبنى من حضنى مش هقدر أخليه يعيش اللي عشتُه حتى لو مكنتش متجوز امُه’هحاول على قد ما أقدر أخليه مبسوط و أخليه عايش بينى و بينها من غير ما يحس بوجع و الا تشتُت’
لإزم تعرفِ أنك بنتى قبل ما تكونِ مراتِ و أنا مبتخلاش عن عيالى يا” ريحانه”
هـتتجوز “نهى”؟
سألتهُ بـرجفة لمسها بصوتها فتنهدا ببعض الإسترخاء قائلاً:
كنت متجوز” نهى”عرفى عشان كدا مضطر أكتب عليها النهارده رسمى عشان لما تولد اقدر أسجل الطفل لأنهم هيطلبُ قسيمة الجواز’
قبضة عبارتهِ نبض قلبها الذي صرخَ برفضاً لذلك الظلم القدرى’
فرفعت مرفقيها الصغيرين و ملكت مرفقيه تبعدهُما عن وجنتيها بنظرة الإندهاش المحتوى بالحزن:
تتجوزها’؟
أنتِ عارفه كويس سبب جوازى منها’هتجوزها لمدة يوم و تانى يوم هطلقها’
وضعت يدها أسفل فمها تحجز سائل بكائها:
سهل الموضوع صح سهل أوى’
حاولا التقرب منها فتراجعت خطوتً للوراء هاتفة:
طب و أنا إيه حكايتى معاك’
أنتِ مراتِ و كلها خمس تيام و عقد عليكِ رسمى’الشهرين فضلهم اقل من أسبوع و تمى السن القانونى و هقدر أتجوزك رسمى’و هتفضلى معايا مش هطلقك أنتِ عارفه كويس أنك غالية عندى’
أخطأ فى التعبير فشقَ قلبها الذي أجبرها على سؤالهِ بوضوحً تام:
أنا بحبك يا “جواد” أنتَ بقى يعنى إيه غالية عندك’
بأطياف الأحرف داعبة قلبهِ و كأنها أعطتهِ الحياة لقلبً ألمهُ الهجر لسنواتً ماضية’لكن تلك الكلمة المُنعمه بالحياة لم يكن قد حان وقتها بعد ليسمعها مما دفعهِ للقول بـصراحتاً بالغه بصوتاً رآسى:
أنتِ لسه صغيرة مكملتيش التمنتاشر سنة’فى مرحلة المراهقة مشاعرك و أحاسيسك زي فصول السنة كل شوية هتتغير جايز النهارده بتحبينى و بكرا تحبي غيري’و أنا مش هقدر أقبل حبك غير لما تتأكدى منهُ مليون فى الميه :!
و مش بقولك كدا عشان تقولى إنى بكرهك أو مش عايزك لاء اللى مخلينى اقولك الكلام دا تمسُكى بيكِ مش عايز أجى كمان كام يوم القيكِ بتقوليلي كنت غلطانة مش بحبك و بحب فلان’وقتها مش، هقدر أتمالك نفسى و مش هقبل كدا عليا’
ذبح قلبها بما ردفا بهِ فتمسكت بمشاعرها قائلة:
أنا متاكده من نفسى و عارفة أنا بقول إيه’
من شهر كُنتِ بتحبى”ياسر”و بتكرهينى’و النهارده بتقولى أنك بتحبينى يعالم الشهر الجاي هتكون مشاعرك زى ما هى و ألا هتكونى بتكرهينى و حبيتى غيرى’
أنا أكبر منك بعشر سنين و عارف يعنى أيه مرحلة مراهقة مشاعر متلغبطة حب كل شوية لشخص جديد جرح و فراق و ندم’أنا ياما حبيت و أنا فى سنك بس لما كبرت و نضجت عرفت أن كل دا كان أوهام و الحب اللي بجد بيتولد لما ننضج و نحس أننا عدينا المرحلة دى’عشان كدا مش عايز اقبل حبك لأنِ ممكن تكونِ كل مشاعرك دى وهم هتفوقى منها كمان كام يوم أو كام شهر’
سؤال أخير أنتَ ناضج زى ما بتقول و أكيد عارف يعنى إيه البنت تحب بجد بصلى كويس و أنتَ هتعرف أن كُنت بحبك بجد و الا مجرد مرحلة و هتعدى “بص في عنيا يا” جواد”و أحكم بنفسك’
ساعات كتير لغة العيون بتكون كدابة و أنا مبأمنش بيها’
حطم جدار المحبة التى بنتهُ منذ لليالى فقالت بسؤلاً أخيراً لتلك المواجهة:
طب سيبك منى خالص’أنتَ إيه بالظبط بتحبنى و الا بتكرهنى و الا مش فارقة معاك’يلا قولى الحقيقة بما أنك راجل و ناضج فاكيد عارف مشاعرك كويس بتحبنى يا “جواد”!!
الأعتراف بالحب أوقاتً كثيرة يحتاج لمواجهة النفس يحتاج لهدنه معا القلب لنتأكد من أتجاة النبض و ل اي شخص ينبض بعشقاً حقيقي’و’لهذا أخذَ هو طريق الصدق يبوح بجوابً أحتوى من الوقار و الحقيقة ما يجعلهُ يتربع على عرش الوفاء:
هكدب لو قولت لاء و هبقى كداب أكتر لو قولت اه’؟
أنتِ دخلتِ حياتى فى وقت كُنت ضايع فيه متلغبط جوايا بركان من القهر و الحرمان بسبب فراق أول حب ليا’ قدرتى تداوي جراحِ و تكونى السبب في رجوعِ لأول طريق الصح’: بس رغم كل دا مش متأكد أن كانت مشاعرى نحيتك حقيقة و الا مجرد وهم’! أحنا محتاجين شوية وقت عشان نقدر نحكم على نفسنا و نتأكد من الحاجة اللى بنحسها إذا كانت حقيقة و الا مجرد نبض مضيع وقتاً’
هجرا مجلسهِ بذهباً للحمام’فجلست على فراشها تلهث أنفاسها بـحصرة العبارات التى قتلت ما شعرت بهِ لليالى’
ـــــــــــــ”
بعد أذان المغـرب حضرا الماذون ليعقد عقد قرأن”جواد’على”نهى”بـحجرة المكتب’أما “ريحانه” فلم تتحمل الأمر و أتجهت للبدروم و بعد دقائق كانت تـقف أمام الباب تنظر عبر القضبان “لغوايش” التى تمكث بجوار الحائط و قد أصبحت هزيله جراء الحزن من تلك الوحده الموحشه’
مرات أبويا’
هتفت بصوتاً منكسراً فـنهضت الأخرى مقتربة من الباب تناظرها ببسمة أستحسان كارها:
كُنت عارفه أنك هتلفى تلفى و ترجعيلى’إيه صوتك مكسور ليه حضرة الظابط خد غرضه منك ورماكى و الا جات واحده و لطشته منك’؟
ثالت دموعها دون سابق أنذار و هى تتذكر أنه الأن يتزوج غيرها:
أنا مستعده أعمل أى حاجة عشان أروح لأمى’
إتسعت عيناها ببـريق الأنتصار تضامناً معا تنهيده عميقة مليئه بـالأسترخاء:
بس كدا من عنيا أنتِ تأمرى’بس قبل ما قولك هـى فين عايزاكِ تـعملى حاجة صغيره’
حاجة إيه’
تكسرى نفس “جواد”‘
تلك الغيوم المرافقه لرفضهِ لها جعلها تستبيح أى شئ مقابل رد الأنكسار لهِ:
هعمل أى حاجه عشان أرجع لأمى أنا خلاص مبقتش عاوزه أعيش معاه’
هـقولك أول حاجة عايزاكِ تـخرجى دلوقتي من باب القصر و تمشي على يمينك لأخر الشارع و بعدين تلفى شمال هتلقى بوابة القصر الخلفية أدخلى منها من غير ما حد ما يشوفك و تستخبئ وسط الزرع لأخر الليل’و’بعدين تطلعى و تـقولي”لجواد” اللى هقولك عليه’
أومأت بموافقة فزمة الأخرى فمها بـكراهية’
♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧
لا إله إلا الله وحده لا شريك له لهُ الملك ولهُ الحمد وهو على كل شيء قدير🌿🌸’
”
مرا الوقت ودقة الساعه الثامنه مساءً و خلال تلك الساعات الماضيه بعد أنتهاء عقد القرأن ظلا”جواد”يبحث عن “ريحانه” لكن دون جدوه حتى صعدا من جديد لحجرتهِ لياخذ مفتاح سيارتهِ ليذهب و يبحث عنها بعدما علم من الحارس أنها غادرة القصر’و’التفت ليذهب فـوجدها تدخل إلى الغرفه ثمَ أغلقت الباب خلفها فـاسرع بالسير إليها بعينين ممتلائتان بـالحنق’
السنيوره” ريحانه” كانت فين’
تجاهلتهُ بـوجة غاضب يصب عرقاً’
مالكش دعوه’
أمسك بمنتصف ذراعها يمنعها من السير بشخط’
ااه دي ست العقله هي اللي بتكلمنى’طب يا محترمة كُنتِ فين’من غير ما تاخدي أذن جوزك’؟
سحبت يدها بـقوة’
أنتَ ملكش، كلمه عليا فبلاش بقا تعمل فيها راجل عليا’
تجحظت مقلتية بـشراسة هزت وجدانهُ’و أمسك بذراعها بقوة كادت تمزق نسيجها’متحدثاً بصوته الجش’
بالله لـو واحده غيرك هى اللي نطقت بالكلام دا كان زمانى مكسر عضمها’بس هعدهالك عشان أنتِ مش عارفة أنتِ بتقولي إيه’أنطقى’و’قولي كُنتِ فين’
رمقتهُ بحتقاراً’
كُنت عند جوزي’
ضيق عينيه بستفهام’
جوزك دا علي أساس أنك متجوزة غيري’!!
أنتَ مش جوزي أنتَ مُجرد مُحلل إنما جوزي هو[ياسر]’
أعتصرت قبضة حديدية قلبهُ لـتمزق أوتارهُ بسكين الغدر الذي تسبب بفيضان نهري مليئ بالأمواج الآتى لأخذ الأنفاس’فـستقبل حديثها بقوة أعتصر يداها’رغم صوتهُ الثابت علي الهدؤ’
كُنتِ بتعملي إيه عندُه’
سؤالهُ كانَ بمثابة الفاصل لتلك المواجها’و’تلك النيران التى تأكل جسدهِ’فـوجدها تُجيبهُ بكل وقاحه’
اللي عملتهُ معا مينفعش يتحكى’
أهتزت مقلتيهِ بـمياة ساخنة صبت النيران بعقلهُ، و’سالها ببحه تحارب بحتُه الـتى أهتزت بـالقلق’
أنطقى عملتى معاه أيه قربتوا من بعض’؟
رفعت وجهها بجفاء’متجاهلة الم ذراعها الذي يزداد معا كل سؤالاً ينطق به’
أنا’و'[ياسر] أجتمعنا ببعض النهارده كانت أول مرة تحصل مابنا علاقة علي السرير’
أنفجرت براكين شرفهُ بكامل جسدهِ’سقطط دمعتان ساخنتان كانتَ معلقتان علي رموشهِ السوداء حتى سماع الأجابة’التى جعلتهُ يـصفعها بـقوة جعلتها ترتمى أرضاً تنزف من فمها’و’أنفها’و’رفع يديهِ يجذب شعرهِ بـغضباً يقسوا علي كيانهِ’
يابنت الـك_لب يا بنت الـك_لب’بتفرطى في شرفك’بقيتى [زانيـ_هـ] أعمل فيكِ إيه أقتلك’
صوت شهقات عذابها مثل البرق في لليالي الشتاء’رفعت عينيها الباكيتين بـغضباً’
أعمل اللي تعملهُ أنا مش خايفة منك’و’يكون في علمك كل شوية هروح عندهُ’و’هسلملهُ نفسي عشان أنا بحبُه هـو سامعنى هسلمله نفسي الحد لما تزهق’و’تطلقنى’
صوت صك أسنانهُ وصلا لمسمعها’كلماتها كانت كفيلة باحراق ماتبقا من الشفقة عليها لديه’شنت جيوش رجولتُه’بسيوف الـشيطان’بـخيول الغضب التى تتسابق بجسدهِ لتجعلهُ يـعاقبها دون رحمه’و’نحنى عليها يزرع أصابعهُ بشعرها يجذبها منهُ بقوة كادت تقتلعهُ’و’القاها بقوة فـوق الفراش’و’شق ازرار قميصهُ
‘و’القاه علي الأرض’و’نزع البنطال’و’هـو يقول بـغضباً عما عينيه’
نـجا_سه _بنجا_سه أنا أولي بيكى’أنا كُنت حايش نفسي عنك عشان موسخكيش بوساختى بس طلعتى أوسخ من الوساخه نفسها فـخلاص مبقاش في حجه عشان أمسك نفسي’خلينى بقا أجرب بضاعة [ياسر] باشا قبل مارجعهالو’
سندت علي ذراعيها تتراجع للوراء بخوفاً هزا وجدانها’بعدما سمعت ما تفوه به’
أبعد عنى متقربليش’
اعتلي فوقها يكبل يديها’بيدهِ’و’بالأيد الأخري أمسك بثوبها’و’مزقهُ من عليها فـظهرا جزعها العلوي’و’حمالة صدرها’فرفع عينيه’و’نظرَ داخل عينيها بـحتقارً غاضب’متحدثً ببحة الكراهية’عكس الم قلبهُ الذي يمزق صدرهِ’
كُنت شايفك أشرف مخلوقة خلقها ربنا’كُنت بحارب نفسي عشان ملمس شعره منك’كُنت بحارب نفسي عشان أحافظ عليكِ حتى من عنيا’بـس طلعتى أرخص بكتير مما كُنت أتخيل’عشان كدا في الحظة دي أنا مش ندمان علي اللي هعملُه معاكِ لأنك في كل الأحوال بقيتى [زانيـ_هـ] لما سلمتى نفسك لواحد غير جوزك’ فزنا بزنا بقا يا ست الشريفة’
أنحنى عليها لـيلتهم جسدها بـقهراً أحتوى لمساتهِ’و’
جردها من جميع ثيابها حتى إصبحت ك الوليده بين يدان طبيبها’و كلما أستباحَ جسدهَ بشفتاه ذادة من أحتوئها لهُ بعناقها لتهدء من جيوش غضبهِ’تـرتجف بصوت بكاءً كانَ يكسر قلبهِ’
و بأقل من دقيقه’لم يستطيع الغوص أكثر بها فـنفرا مما يفعل بها’فـتبعدَ عنها واقفاً ثمَ
امسك بالغطاء وستر جسدها’ وتجها يجلس علي الاريكه يضع كوعيه فوق قدمه يسند برأسه علي مرفقيه يلهت أنفاسه بسخونه كادت تتسبب بحرق دمائه لم يكن يعرف مالذي يحدث له رغم ما اعترفت به لكنه لم يستطيع أن يجاري غرائزه الغاضبه لامتلاكها حتي بعد ما عرفه عنها ‘ أما هي فصارت إليه بثوبها الممزق ‘ وجلست علي عقبيها أمامه ؛وابعدت يديه عن رأسه ‘ تم اقتربت منه حتي أصبحت تجلس علي عقبيها بمنتصف ساقيه وحاوطت خصره بيداها تعانقه بحتواي الامان تستقر برأسها علي صدره العاري تبلله بدموعها الدافئه ‘
حقك عليا انا عارفه انك زعلان مني’أنا غلطانه بس لإزم تـعرف أنا ليه عملت كدا’
لم يكن أمامه سبيلا لرد كرامته سوا ان ينطق بما يتوجب عليه ليلملم ما تبقا من كرامته وشرفه كرجلا
انت طالق ‘
ــــــــــــــ
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حواء بين سلاسل القدر)