رواية لا افهمك الفصل الثاني عشر 12 بقلم هدير محمد
رواية لا افهمك الجزء الثاني عشر
رواية لا افهمك البارت الثاني عشر
رواية لا افهمك الحلقة الثانية عشر
‘ في حاجة يا آسر ؟
” ياسين…
‘ ماله ؟
ظل آسر صامتًا لوهلة… قلقت رنا و قالت
‘ ياسين كويس صح ؟ رد عليا يا آسر…
” اغمى عليه و اتحجز في المستشفى !!
اتسعت عيناها من الخوف و قالت و هي تبكي
‘ يعني ايه اتحجز في المستشفى ؟!
” إلبسي و يلا نروحله بسرعة…
تحرك هو اما هي مازالت تقف في مكانها و دموعها تتساقط من عيناها كالشلال… لبس آسر ثيابه و عاد لها… وجدها كما هي…
” إلبسي يلا… مالك واقفة ليه ؟ يا رنا انتي سمعاني ؟ رنااا
فاقت على صوته و قالت
‘ ياسين كويس ؟
” هيبقى كويس… مالك في ايه ؟
‘ خايفة اخسره…
” بعد الشر… ياسين بطل و هيقدر يعدي الازمة دي زي ما عدى من اللي قبلها
قالها ثم عانقها ليُهدئها…
” يلا عشان نروحله سوا…
اومأت له و ذهبت لترتدي ملابسها…
في المستشفى……
‘ يا دكتور… ياسين ماله ؟
* الجهاز المناعي ضعِف اكتر من الأول… في جلسة علاج فاتته…
‘ ازاي فاتته ؟ جلسة علاجه يوم لسه يوم الجمعة…
* كان مفروض يخضع ليها بدري شوية…
‘ طب انا هعرف ازاي… انتوا كاتبين كده في الجدول بنفسكم !!
* يا مدام انا قولت لحضرتك قبل كده… قعدته في البيت غلط… كان لازم يبقى هنا في المستشفى بحيث اي مضاعفات تحصل في حالته فجأة احنا نتدخل بسرعة… كده رجعنا لنقطة الصفر تاني… و كل اللي المجهود اللي بذله الطفل و مجهودنا احنا طار في الهوا…
‘ يعني ايه ؟!
* يعني هيبات النهاردة في العناية المركزة و بكره هيخضع لجلسة علاج جديدة… البرنامج اللي كنت عامله اتلغى خلاص… هعمله برنامج جديد يمشي عليه و هو هنا في المستشفى… و بإذن الله خير… عن اذنكم…
ذهب الطبيب… نظرت رنا للارض و ظلت تبكي…
” متقلقيش… ان شاء الله خير…
‘ انا السبب !
” ايه ؟!
‘ ايوة انا السبب… انا اللي خرجته من المستشفى و خليته في البيت… غباء مني بس انا لقيته متحسن عن الأول… نشفت دماغي و مرضيتش ارجعه المستشفى و قولت يروح على الجلسات بس… في الآخر كل الطريق و الأيام و الشهور اللي عداها راحت خلاص… هيرجع يتعالج من الأول كأنه لسه جديد هنا… كل ده بسببي… ماخدتش بالي منه… لاني مهملة… خالفت وصية اهلي… محافظتش عليه…
” متلوميش نفسك… ده قدر و مكتوب يحصل
‘ مكنش هيحصل لو سمعت كلامكم و سيبته في المستشفى… انا السبب… ياريت انا مكانه… انا اخت وحشة…
بكائها لم يقف… عانقها آسر و ظل يربت على ضهرها… و ظلت تبكي في حضنه…
” ششش اهدي…
‘ اهدى ازاي… ياسين كان بيعِد الجلسات جلسة جلسة عشان يخلصوا و يقدر يرجع للمدرسة… كل التعب اللي تعبه و كل الألم اللي اتألمه راح في الأرض… هيبدأ من جديد يعني قدامه سنة تاني… سنة تاني هتروح من عمره جوه المستشفى !!
” ياسين بطل و هيتحمل و يخف… اهدي انتي بس… متبقيش ضعيفة… هو بيستقوى بيكي… لما يصحى و يلاقيكي كده هيضعف اكتر… امسكي نفسك و اوعي أملك بربنا يزول…
‘ مش عارفة امسك نفسي… رجعت لايام زمان… رجعت لقِلة حيلتي… مش عارفة اعمل ايه…
” متعمليش… ربنا هيصلح كل حاجة و ياسين هيخف… المهم انتي اوعي تستسلمي… لو استسلمتي… ياسين هيستسلم زيك… ياسين بيحبك و اظن انه هيزعل جامد لو لقيكي كده… اهدى…
ظل يرتب على ظهرها برفق حتى هدأت… جلسوا في الانتظار… في الليل… جاء آسر بالسندويتشات… مرر لها سنداوتش لكن رفضت اخذه
” انتي مأكلتيش من الصبح و وشك بقا اصفر… رنا ارجوكي متعمليش كده…
‘ يا آسر بجد مليش نفس…
” هتفضلي على الوضع ده لغاية امتى ؟
‘ لما اشوف ياسين بعيوني و بيتكلم قدامي و اسمع صوته بودني… هبقى اكل… هاكل انا و هو…
جلس آسر بجانبها… و لا يدري ماذا يفعل… منذ الصباح لم تأكل شيء ولا شربت الماء حتى…
رنا تنظر في اللاشئ و سارحة و عيناها ذبلت من البكاء و احمرت… امسك آسر يدها و مسح دموعها
” انتي مش لوحدك… انا معاكي…
ابتسمت له وسط دموعها… سندت رأسها على كتفه
‘ اللي مصبرني على كل ده انك معايا… هبقى كويسة و هاكل و هعمل كل حاجة… بس اشوف ياسين قدامي…
” بإذن الله هيبقى احسن…
‘ يارب…
جاءت رغد إليهم… عانقت رنا و ظلت تواسيها
* هيبقى كويس… متقلقيش…
‘ لو حصله حاجة… انا همو*ت وراه… ياسين ده روحي… بحسه ابني مش اخويا…
* بعد الشر عليكم… ياسين شطور و هيقدر يتخطى كل ده… المهم انتي متفقديش الأمل…
اومأت لها و عادنت رغد معها و جعلتها تأكل…
في الشركة……
– دول كل الملفات اللي حضرتك طلبتهم مني يا مستر معاذ…
* معاهم كشف بكل أسماء الموظفين ؟
– اها… و محل الإقامة لكل واحد طبعته معاهم…
* جدعة… بالنسبة لأول يوم ف كويس اوي…
– شكرا لحضرتك… اقدر امشي ولا لسه في حاجة تاني ؟
* اممم… ممكن تقعدي…
– ليه ؟
* اقعدي بس…
جلست ف امسك هاتفه و قال
* تشربي ايه ؟
– ملهوش لزوم حضرتك…
* متكسفنيش… قولي…
– قهوة تركي…
* اتنين قهوة تركي على مكتبي…
اغلق هاتفه و نظر لها مبتسمًا
* احم… لو مفيهاش رخامة… هطلب منك طلب…
– اتفضل…
* الجيبة اللي انتي لبساها…
– مالها ؟
* وحشة…
– بجد ؟
* اه والله…
– دي بـ 2000 جنيه…
* متستاهلش… خليكي في الجيب البليسيه احلى فيكي من الجلد…
– اه… و حضرتك بتقول ليه كده ؟
* بصفتي مديرك…
– اممم… ممكن امشي ؟
* استني نشرب القهوة… اهو جه…
دخل الرجل صاحب الكڤاتيريا و قدم لهم القهوة… اخذت وئام الفنجان و بدأت في شُربه و معاذ كذلك…
* قوليلي بقا… اتخطبتي قبل كده ؟
– و ليه السؤال ؟
* بندردش عادي…
– اتخطبت قبل كده بس محصلش نصيب…
* ليه ؟
– عايز ست بيت… قولتله طب ما تتقدم لست البيت… جاي لوحدة موظفة و تقولها سيبي الشغل لان انت عايز ست بيت ؟ انا مش هسيب وظفيتي عشان حد… حتى الأيام اللي بقعد فيها في البيت بشتغل اونلاين كـ مبرمجة…
* انتي ليكي في البرمجة ؟
– اها… اخر كورس اخدته طلعت الأولى على زمايلي و اتكرمت كمان… و من ساعتها اي يوم بقعده في البيت بشتغل فيه كـ مبرمجة…
* بتقبضي بالساعة ؟
– ايوة… باخد في الساعة الواحدة 2000 جنيه…
* كويس… محتاجة تركيز صح ؟
– محتاجة تركيز شديد اوي… اي غلطة اروح في دا*هية حرفيًا…
* المفروض خطيبك السابق ده يفرح لانه كان هيتجوز وحدة ناجحة ( اكمل في سره ) جدع والله… ده انا ربنا بيحبني لانك سبتيه
– معظم الرجالة بيميلوا لست البيت نظرًا لانها هتبقى زوجة كويسة… و دي حاجة على رأسي والله و مش غلط… بس اللي ينرفز ان الراجل يتقدم لوحده موظفة… و يخطبها… و اول ما يقرب معاد كتب الكتاب يقول لا مفيش شغل بعد الجواز… حاجة غريبة… و لو موافقتش على كلامه يقول يبقى مرتبك تشاركيني في المصاريف… اللي هو يا تسيبي الشغل خااالص او تصرفي معايا على البيت…
* انتوا كنتوا هتكتبوا الكتاب و تتجوزوا بجد ؟
– اها… فلكشنا كل حاجة قبل كتب الكتاب بـ 3 أيام…
* ياااه…
– الكل اتفاجئ زي حضرتك كده… بس انا كنت شارطة عليه من الأول ميطلبش مني الطلب ده… خالف الشرط يبقى خلاص ميلزمنيش…
* عجبني تصرفك… شكلك هتستمري هنا…
– بإذن الله اكون اد الثقة دي… شكرا على القهوة… عن اذنك…
* سلام…
ابتسمت له ابتسامة خفيفة و اخذت شنطتها و ذهبت…
* البنت قمر قمر يعني… و كلامها سكر…
تاني يوم… عصرًا…
‘ ياسين !!
قالتها رنا عندما دخلت غرفته… ركضت إليه و عانقته بقوة…
‘ حبيبي… خوفت عليك اوي… انت كويس ؟
* لا مش كويس…
قالها ياسين ببكاء… ابتعدت عنه و مسحت دموعه
‘ في ايه… انت بتعيط ليه ؟
* جسمي كله وجعني… و وجعني اكتر لما عرفت اني هعيد ز*فت الجلسات دي تاني… انا زهقت… امتى ده يخلص يا رنا… انا ليه مش كويس زي بقية الاطفال ؟ ليه مش بروح المدرسة زيهم ؟ ليه ازيد عن المستشفى و البيت مش بروح اماكن تانية ؟ انا كنت صابر بس انا زهقت و استسلمت يا رنا… مش عايز اخد الجلسات تاني… ولا عايز اقعد هنا… خرجيني من هنا…
بكت رنا بشدة ثم عانقته و ربتت على ظهره
‘ لا لا يا ياسين… اوعى تستسلم…
* انا زهقت و مش قادر استحمل… جسمي كله وجعني…
‘ الف سلامة عليك…( اخرجته من حضنها و وضعت وجهه الصغير بين يديها ) ياسين بطل عياط و بصلي في عيوني…
نظر لها في عيناها و قالت
‘ اوعى تستسلم… لو استسلمت المر*ض الوحش ده هيتمكن منك… انت روحي اللي عايشة بيها… عشان خاطري استحمل شوية…
* قوليلي استحمل ايه تاني ؟ بعدين انا مستسلمتش عشان يحصلي كده… كنت قاعد عادي بتفرج على الكرتون و فجأة تعبت… انا دلوقتي استسلمت لما عرفت اني هبدأ الجلسات من جديد…
‘ ياسين اسمعني كويس… انت لو حصلك حاجة انا همو*ت بعدك بثواني… انتي اللي بتقويني… بتقوميني من يوم وفاة بابا و ماما… أرجوك متسبنيش لوحدي… انا مليش غيرك… اوعى تسيبني… مش انت بتحبني ؟
اومأ لها و هو يبكي…
‘ طالما بتحبني يبقى متسبنيش… اوعى تستسلم عشاني و عشان تعيش حياتك بطبيعية زي بقية الاطفال… و هتدخل المدرسة و هتنجح و هتطلع الأول عليهم… و انا اعملك حفلة كبيرة اوي عشانك… و هتشرفني بنجاحك و اشاور عليك بإيدي و اقول ده اخويا الصغير و احكيلهم قصة بطولتك… عشان خاطري و عشان خاطر بابا و ماما… اوعى تستسلم و تسيبني… ارجوك يا ياسين متستسلمش !!
زاد بكاء ياسين و عانق رنا و قال
* خلاص متعيطيش… مش هستسلم… و هحارب من جديد… انا بحبك و مش عايز اشوفك بتعيطي…
‘ مش هعيط… بس اوعدني انك مستسلمتش…
* وعد… بوعدك اني مش هستسلم… و هخف و ابقا كويس…
ظلا يعانقان بعضهم و بكائهم لا ينتهي… آسر يقف بجانب الباب… رأى كل شئ و استمع لحديثهم… سقطت دموعه التي يكبحها رغمًا عنه… كم عانى ذلك الطفل… كم يتألم الآن… نظر له ياسين و أشار بيده له
* عمو آسر… واقف ليه بعيد ؟ تعالى عيط معانا…
ابتسم له و مسح دموعه… اقترب منهم و بيداها الاثنتان عانقهم…
” ياسين… انت أقوى واحد شوفته في حياتي…
* انا عايز ابقا ضابط زيك…
” مكانك عندي محجوز خلاص… انت عليك تكمل علاجك و بس… و هتبقى احلى ضابط… اوعى تفقد الأمل… ربنا رحمته واسعة و حاسس باللي بتمر بيه… متقلقش أنت هتخف…
* مش هقلق… خليكم معايا…
‘ قاعدين معاك لغاية ما تزهق مننا و تطردنا بنفسك…
* و عمو آسر مش عنده شغل مع الأشرار ؟
” لا معنديش يا بطل… الأيام دي مفيش مُهمات… و لو عندي شغل أجله… معنديش اهم منك ( نظر لرنا و هو يبتسم لها بحُب ) معنديش اهم منكم…
نظرت له رنا بإبتسامة… و سعدت انه يهتم بها و بأخيها الصغير…
* خلاص كفاية عياط… بليتوا هدومي بدموعك…
ضحكوا و ابتعدوا عنه…
* انا جعان…
” و حضرة الضابط حابب ياكل ايه ؟
* الدكتور قالي اشرب شوربة…
” و عايز شوربة ايه ؟
* امممم… رنا فاكرة لما كنت صغير خالص… ماما عملت قبل كده حاجة لونها برتقاني و شربناها بالمعلقة و خلصنا الطبق انا و انتي و عجبتنا اوي… فكراها ؟
‘ شوربة عدس ؟
* ايوة هي دي… انا عايز شوربة عدس…
” يلهواااي… عدس ايه يا ياسين ؟
* انت مش بتحبها يا عمو آسر ؟ دي طمعها تحفة…
” تحفة اه…
* مش فاهم…
” متاخدش في بالك… هروح اخليهم يعملولك شوربة العدس…
رنا ضحكت… نظر لها آسر بحِدة ف اختفت ضحكتها… خرج آسر… قال ياسين
* هو اتضايق ليه ؟
‘ متضايقش ولا حاجة يا روحي…
* بعد ما أكل… هستحمى…
‘ هروح اجهزلك الحمام عبقال ما آسر يجي بالاكل ( امسكت الريموت وفتحت التلفاز ) اتفرج على الكرتون شوية… عشر دقايق و جاية…
بعد نص ساعة….
* عمو آسر… مش بتاكل معانا ليه ؟
” كلوا انتوا… انا شبعان…
* مش احنا ثلاثي لطيف… ليه اكلت لوحدك ؟ دي اسمها خيا*نة…
” كلوا انتوا… ابقا اتعشى معاكم…
ضحكت رنا و دخل آسر للشرفة ليتفادى سخريتها عليه… امسكت رنا المعلقة
‘ القطر رايح فين ؟!
* رايح عندي أنا !
اطعمته و أثناء الطعام تقِص عليه حكايات لنسى ألمه قليلا… إسر ينظر لها من بعيد و مبتسم… كم تحب أخاها كثيرا و متعلقة به تعلق غير عادي…
قضوا اليوم سويًا هم الثلاثة و يلعبون مع بعضهم… و هذا حَسَن نفسية ياسين
في الليل… كانت رنا نائمة بجانب ياسين و تحتضنه… و آسر جالس على الكرسي بجانب السرير… ينظر لهم… كم هم متشابهان في طريقة النوم… نهض آسر… اخذ بطانية و فردها عليهم و غطاهم جيدا… نظر لهم بسرحان… قَبَل ياسين في رأسه… قبل ان يبتعد عنهم… امسكت رنا يده و نظرت له
” آسف… صحيتك…
‘ بشكرك على كل حاجة…
” مفيش شكر… ياسين بقا اخويا الصغير انا كمان…
نظرت له مبتسمة و هو كذلك… نظر لياسين ليتأكد إن كان نائمًا أم لا… و عندما تأكد انه نائم بالفعل… اقترب من رنا و قَبلها بجانب شفتاها… غضبت رنا و قالت بصوت منخفض
‘ انت بتعمل ايه !
” ببو*س مراتي…
‘ آسر اتلم… ياسين جمبي…
” ما انا عارف انه جمبك… لو مكنش جمبك كنت هعمل أكتر من كده…
احمر وجهها و نظرت بعيدا عنه… ضحك آسر و اغلق النور… استلقى على الاريكة و نام…
بعد اسبوعين…….
‘ انت هتاخدني على فين ؟
” على البيت…
‘ لا يا آسر مش عايزة ارجع… و لو رجعت مش هبات في اوضتك…
أدرك آسر انها تقصد ان تلك الغرفة كانت لنهلة من قبل…
” متقلقيش… مش هتقعدي في الأوضة دي تاني و لا هتقعدي في القصر تاني… نلقت حاجتك لاوضتك الجديدة…
‘ طالما مش هقعد في القصر… انت هتاخدني ل فين دلوقتي ؟
” للبيت الجديد… بيتنا انا و انتي…
ابتسمت رنا…
” عايز اعيش معاكي انتي و بس… لوحدنا… و بدون مشاكل…
‘ بجد يا آسر ؟
” اها ( اوقف سيارته و اكمل ) وصلنا اهو… انزلي…
نزلت من السيارة لتجد امامها بيت كبير… له حديقة واسعة كلها خضراء و فيها زهور و منظرها مبهر…
‘ حلو أوي…
” انتي بتقولي حلو لما شوفتي المدخل… شوفي من جوه و بعد كده احكمي…
اومأت له و ركضت للداخل… قبل ان تفتح شدها إليه…
” اصبري يا بنتي…
‘ ايه ؟
وضع يداه على عيناها…
” لزوم الرومانسية و كده…
‘ اوعى تغد*ر بيا و يكون عاملي مقلب جوه…
” لا انا مش بتاع مقالب… اتحركي كده بالراحة…
مشت رنا ببطىء و مازالت يدا آسر على عيناها… دخلوا البيت… ابعد يداه عن عيناها
” هااا ايه رأيك ؟
اذهلت رنا من جمال البيت من الداخل… كل شئ على ذوقها تمامًا… حتى يوجد به كل الألوان التي تحبها
” طبعا هتسألي ازاي عرفت الألوان اللي بتحبيها و الديكورات… ياسين باشا ساعدني حبتين تلاتة اربعة كده… تعالي اوريكي اوضتنا…
امسك يدها و اخذها لفوق… فتح باب الغرفة…
‘ تحفة اوي…
” و عملتها واسعة… بحيث لو اتخانقنا نقسمها نصين…
ضحكت رنا و اقتربت منه…
‘ إن شاء الله منتخانقش… و لو اتخانقنا… نعاتب بعضنا و نحل المشكلة سوا…
” ده اكيد… ايوة صح… عملت اوضة لياسين باشا… عشان لما يخف يجي يعيش معانا…
‘ آسر… انت جميل أوي…
” عايز بدايتنا في البيت ده و الأوضة دي تكون بداية لقصة حُبنا الجميلة… مهما حصل اياكي تمشي من هنا… ده بيتك انتي و عملته عشانك انتي…
‘ بس البيت ده مش هيبقى حاجة من غيرك… انا بحبك أوي…
ابتسم آسر و اقترب و قبلها على وجنتها…
” يلا نرجع لياسين باشا… و في الليل لما نيجي هنا تاني… هتنامي في حضني على السرير ده…
شعرت رنا بالخجل و نظرت للارض… رفع آسر بيده
” لا اتعودي… في كلام كتير هقوله… هيبقى محرج اوي…
‘ يا آسر !!
قالتها بنفاذ صبر و نزلت للأسفل… ضحك آسر عليها و قال
” يا مجنونة استنيني ما انا جاي معاكي !!
” لا مش معقول اخسر للمرة التالتة… الواد ده نصا*ب… اكيد مهكـ,ـر اللعبة…
ضحكت رنا أما ياسين قال
* انا مش نصا*ب ولا مهكـ,ـر اللعبة…
” اوماال كسبتني 3 جولات وراء بعض ازاي ؟
* محتاج تركز شوية يا عمو آسر… عقلك فين ؟
” عقلي مع اختك…
* نعم !!
” خلاص متتعصبش يا رجولة… أنا آسف… بس قولي… كسبتني ازاي ؟ يبقى عربيتك نوعها حلو…
* لا السبب مش في العربية… تديني كام و اقولك ؟
” بدأنا شغل المساومات بتاع النصا*بين ده…
* خلاص براحتك… ادخل الجولة الرابعة و هكسبك فيها برضو…
” اللي عايزه هدهولك… ده انا عيوني ليك… يلا و النبي قولي كسبتني ازاي ؟
* اضغط على الزرار الخلفي في اليمين مع الزرار في الشمال و اسحب المقبض في نفس الثانية… العربية هتكون سريعة اوي…
” تصدق مخطرتش على بالي ؟ ده انا طلعت عفر*يت… محدش يقدر يستهون بيك يا ياسين باشا…
* انا اصلا اللي مخترع اللعبة دي…
” اوعااا يا جامد…
* تدخل جولة رابعة ؟
” ادخل جولة رابعة و ماله… بس خلي بالك… كده المنافسة هتكون شديد… و النبي سيبني اكسب مرة وحدة على نفسي…
* هفكر…
” طول عمرك طيب و رحيم و بتحس بالغلابة اللي زيي…
ضحكت رنا عليهم و استمتعت و هم تشاهدهم يلعبون سويًا… كـأخ و اخوه بالضبط… الغريب ان آسر ينسى شخصيته الجادة أمام ذلك الطفل…
بعد يومين….. في الليل….
” بس كده كل حاجة جاهزة… ناقص بس الامورة تخرج…
خرجت رنا من الحمام و هي ترتدي البورنص… اطلق آسر صوت صفير من فمه
” ده طلع بجد تحت العباية حكاية…
‘ ايه الشموع دي كلها ؟
” لزوم الرومانسية و كده… بحثت على النت كيف تكون زوج رومانسي… قالي كَتَر من الشمع… اي شمعة لقيتها في وشي ولعتها… المهم ايه رأيك ؟
‘ حلو أوي… عمومًا اي حاجة منك بتكون حلوة…
” جبر الخواطر ده انا زهقت منه…
‘ لا مش جبر خواطر… منظر الأوضة عجبني فعلا و هي كده… لو معجبنيش كنت هقولك… مش هتكسف منك يعني…
قالتها ثم نظرت للمرآة و امسكت مجفف الشعر لتجفف شعرها… اقترب آسر منها و المجفف و سرحه لها بنفسها
‘ بتحسسني اني طفلة…
” ما انتي طفلة فعلا…
‘ بدأنا تريقة… على فكرة انا طولي كويس بالنسبة لي كـ بنت…
” قصيرة برضو…
‘ يووه يا آسر… هتتسخط فار بسبب تنمـ,ـرك على طولي…
همس في اذنها قائلا
” في جميع الحالات… انتي مُزة…
ابتسمت رنا و هي تشعر بالخجل…
” اربطه ولا اسيبه مفرود ؟
‘ انت بتحب ايه ؟
” بحبه مفرود…
‘ خلاص سيبه مفرود…
” لفيلي…
إلتفتت له و قالت
‘ انت ليه قاعد من غير تيشيرت… مش خايف تاخد برد ؟
” هخاف ليه من البرد و مراتي موجودة تدفيني بحضنها ليا…
قالها ثم شدها إليه و اقفل عليها بيداه… حاوطت رنا رقبته بيداها و نظرت له في عيناه التي تحبها و هو سرح في جمالها… دفن رأسه في رقبتها و يشتم رائحتها بإدمان و همس في اذنها…
” متبعديش عني…
‘ مش هبعد… بالعكس… انا هقرب اوي…
قالتها ثم ألصقت شفتاها بـ شفتاه… عانقها آسر بقوة ثم حملها و وضعها على السرير و هو مستمر في تقبيلها و يضع علامات امتلاكه عليها… و غاصا في بحر عشقهما…
تاني يوم…..
استيقظت رنا و وجدت نفسها نائمة في حضن آسر ثم تذكرت ليلة أمس و ابتسمت بسعادة… تحرك آسر و فتح عينيه بتثاقل… ابتسم لها و قال
” صباح الخير يا رنون…
‘ صباح النور يا حبيبي…
” نمتي كويس ؟
‘ اها…
” لازم تكوني نمتي كويس… انتي نايمة في حضني….
ابتسمت له و قالت
‘ آسفة… صحيتك…
” لا براحتك… الساعة كام ؟
‘ 9 الصبح…
” لسه بدري… نامي تاني…
ارجعها لحضنه و قَبل جبينها بلطف… ابتسمت رنا و غطته جيدا و نامت مجددا…
في الجامعة….
ينظر شابٌ ما الى رغد بخُبث و هي تجلس في الحرم الجامعي و تدرس مع اسلام زميلها… و بعد انتهاء اليوم… اخذت رغد كُتبها و خرجت متوجهة لبيتها… جاء ذلك الشاب أمامها و قال و هو يمسك يدها
• ايه الحلاوة دي… انتي بتحلوي يوم عن يوم يا رغود…
* ايه قِلة الأدب دي… سيب ايدي و ابعد من قدامي يا مروان…
• و لو مبتعدش ؟
* هلِم عليك الناس كلها !!
• هتلمي عليا انا الناس كلها… مش بتلميهم ليه على الاستاذ اسلام ؟ و لا هو حلو و انا كُخة
* انت بتقول ايه !! ابعد عني…
• بقالك فترة ماشية معاه… في ايه الواد ده احلى مني ؟ ليه رفضاني… و انا اوسم منه و اغنى منه… يعني انا اللي اناسب عيلتك مش الشحا*ت ده !
* انت اتجننت رسمي يا مروان… قسمًا بالله هخلي اخويا يمسح بيك اسفلت الجامعة لو مبعدتش ايدك عني…
• مش هبعد… انتي و اخوكي و اسلام بتاعك ده مش هخاف منهم… انا بحبك و عايزك يا رغد… افهمي انا بحبك والله… مش هتلاقي حد يحبك قدي… اسلام ده حتة شحات مش هينفعك… و بيداري فقره بتفوقه في الجامعة… لكن الحقيقة هو ميسواش اتنين جنيه على بعض…
* على الأقل محترم و مش صا*يع زيك… مروان انت لو آخر راجل على الكوكب مش هبصلك برضو… انت و فلوسك اللي مبسوط بيها دي بالنسبة ليا ولا حاجة لانك مجرد فاشل…
• أنا فاشل ؟ انا هوريكي يا رغد !!
ظلت رغد تحاول الافلات منه… خرج اسلام فجأةً و رأى مروان و هو يضايقها… غضب كثيرا و ركض بسرعة له… ابعده عنها و لكَمه في وجهه بقوة… ترنح مروان على الأرض و استشاط غضبًا من تدخله و زملاءه ضحكوا عليه…
– انتي كويسة ؟
اومأت له ف قالت
– تعالي اروحك…
ذهبت معه لكن اوقفه صوت مروان و هو يقول
• خطوة وحدة و هقتـ,ـلك يا اسلام !!
نظر له إسلام وجده يوجه المسد*س على رأسه…
• عايز تعيش يبقى تسيب رغد و تبعد عنها… و تنساها تمامًا… لان رغد مش هتكون لحد غيري… ف ابعد عنها بدل ما اقتـ,ـلك !!
وقف إسلام أمام المسد*س مباشرةً
– اضر*ب… مش هخاف من واحد كـ,ـلب زيك…
• آخر تحذير… ابعد عن رغد…
– مش هبعد عنها… طول ما بتنفس مش هبعد عنها… لاني بحبها… عايز تبعدني عنها يبقى اقتلـ,ـني… طالما انا عايش يبقى انسى ان رغد تبقى ليك…
غضب مروان كثيرا… خرجت رصاصة من المسد*س اخترقت جسده !!
يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لا افهمك)
اريد نهاية اعجبتني رواية كثيرا
اين باقى القصه
جميله اوي