رواية حلم الفصل الرابع عشر 14 بقلم سارة مجدي
رواية حلم الجزء الرابع عشر
رواية حلم البارت الرابع عشر
رواية حلم الحلقة الرابعة عشر
واقفه امامه تتناول تلك العلكه بطريقتها المستفذه لكنه اعتاد على ذلك و ايضا هو من دربها على كل هذا
حركاتها المغريه و طريقه ملابسها التى تظهر ما يلفت دون ان تجعل الناظرين لها يرتوا من جمالها تشعل بهم النار التي تكسبهم المال الوفير
– خلصتي اللى قولت عليه
هزت راسها بنعم …. ليكمل من جديد
– طيب روحى طربيزة ٦ و اتوصي
قال كلماته الاخيره و هو يضم اصابع يده على ذراعها بقوه جعلتها تأن آلما لكنها لم تستطع ان تخرج و لو صوت بسيط يدل على ذلك … كادت ان تتحرك حين نظرت اليه باستفهام و قالت
– طيب و الموضوع اياه ؟
– ملكيش فيه ركزي فى شغلك و غلطه كمان بعمرك
اجابها بصرامه و عيون جاحظه ثم تركها و غادر بعد ان دفعها من كتفها و هو يقول
– يلا على شغلك
لتغادر و هى تشعر بالقهر يتتضاعف و الالم داخلها يزداد خاصه و هى كانت السبب فى كل ما حدث و ما سوف يحدث
~~~~~~~~~~~~~~~
ظلت حلم على جلستها بين الخزانه و الحائط حتى هدئت تماما و بدأت فى ترتيب افكارها
هى ابدآ لن تتزوج … لن تكون يوما لراغب او لغيره اذا اين المشكله فى زواجه من جنه … جنه فتاه رائعه تليق به كانت دائما تظهر بعض الاعجاب به و بمواقفه الرجوليه
ايضا هى لاتعلم شىء عن حب راغب لحلم دائما كانت تخبىء عنها ذلك الموضوع فى الاساس هى لا تتحدث معها كثيرا فى امور تخصها و جنه تعلم انها كتومه لذلك لا تدخل فيما يخصها الا اذا ارادت حلم ذلك
مسحت اثر الدموع من فوق وجنتيها … ثم وقفت على قدميها و توجهت الى خزانتها و اخرجت افضل طقم لديها عليها ان تذهب اليها و تتحدث معها
ابدا لن تتراجع عن هذا
فى تلك اللحظه سمعت طرقات على باب لحقها دخول اختيها يرتسم القلق على وجوههم بوضوح لتبتسم و هى تخرج طقم اخر و تقول بابتسامه واسعه لن تخدعهم ابدا
– انهى طقم احلى
اقتربت عائشه و هى تقول
– مش محتاجه تعملى كده يا حلم … متجيش على نفسك علشان خاطر اى حد
اخفضت حلم يديها ونظرت الى اختها بحب حقيقي و قالت بصدق
– انا كويسه و جنه بنت حلال و راغب يستاهلها
نظرت نوار لها بشك و قالت ما تفكر به دون مراوغه
– بس انتِ بتحبي راغب يا حلم يبقا ليه ده كله ؟
تحركت حلم تجلس على سريرها اخذت نفس معيق و قالت بشرود
– انا عمري ما هربط حياتي بحياه راجل و لا عمرى هقدر اكون عيله يدمرها هو علشان مزاجه و رغباته
– مش كل الرجاله كده فى يوسف و غسان و عمك مصطفى رجاله محترمه و كويسين و قبلهم جدك اللى عاش على ذكرى ستك لحد دلوقتي رغم انها اتوفت صغيره انت اللى عايزه تشوفي راغب انه هيكون نسخه من ابوكى فى رجاله هى اللى بتتحمل ستاتهم و بتصبر عليهم و الرجاله دى يتعلمها تمثال
قاطعتها نوار قائله بصوت عالي و عيونها تتجمع بها الدموع لتقول عائشه باستفهام
– مالك يا نوار ايه الدموع اللى فى عيونك دى و الحزن اللى مالي وشك و قلبك و ليه كلامك فيه وجع و آلم كده انت كويسه ؟
نظرت اليها نوار بعيون حزينه و قالت
– انا كويسه وبقول الحق و اللى اختك لازم تفهمه قبل فوات الاوان
ثم نظرت الى حلم وقالت
– حاولي تلحقي حياتك … انت لوحدك اللى هتدفعى تمن كل اللى بتعمليه ده … كل واحد بيدفع ثمن افعاله بس و لو ناويه تحاسبى على كله انت الخسرانه
و غادرت الغرفه دون كلمه اخرى فلم تعد تحتمل حرقه عينيها بسبب حبسها لتلك الدموع و لا تريد ان تنهار امامهم فلن تتحمل و تقص عليهم كل شىء و هى قد وعدت غسان بآن يظل الامر بينهم
اشارت حلم الى الباب المغلق و قالت بأسى
– شوفتي بقا … اخرجي يا عائشه و سبيني اغير هدومي
ظلت عائشه واقفه فى مكانها تشعر بقبضه قويه تمسك بقلبها تكاد ان توقف نبضاته لكنها تحركت بالفعل لتغادر الغرفه فى نفس اللحظه التى انحدرت دموع حلم و هى تهمس
– من يوم ما وعيت على الدنيا يا نوار و انا بدفع ثمن اخطاء ابوكى و جدك …. و جبنكم و محدش حاسس بيا
~~~~~~~~~~~~~~~~
– جايه و الله جايه مش واقفه ورى الباب انا … عيب كده
حين فتحت الباب ابتسمت بسعاده و هى ترى حلم تقف امامها بابتسامتها الهادئه التى نادرًا ما تراها ترتسم على وجهها لكن حين تكلمت علمت جنه السبب
– هو انت طول الوقت كده رغي رغي و هزار حتى مع اى حد بيخبط على الباب
ضحكت جنه بصوت عالي و هى تقول بمرح
– حلم بنت الناس الاغنيه عندنا يا مرحبا يا مرحبا
دلفت حلم الى داخل المنزل و هى تقول
– يا بنتي بطلي بقا عايزاكى فى موضوع مهم
جلست جنه امامها و قالت بابتسامه واسعه
– اكيد لان دى اول مره تجيلي خير يا حلم خوفتينى
ابتسمت حلم لصديقتها الوحيده … التى اصبحت على وشك ان تخسرها للباقى من عمرها …
لكن راغب يستحق و ايضا جنه … تشعر انها مزدوجه الشخصيه من اين لها كل ذلك الكره للرجال و من اين ترى ان راغب يستحق صديقتها الوحيده ..: و يستحق ايضا ان تعيش الباقي من حياتها دون صديقتها المقربه
… اذا كان هذا احساسها لماذا رفضته هل هى حقا بحاجه للذهاب الى طييب نفسي
رمشت عده مرات حتى تخرج من افكارها المتخبطة و قالت بابتسامه واسعه
– جايلك عريس
وقفت جنه و قد اقتربت عينيها من بعضها بشكل كوميدي و وضعت يديها على موضوع خافقها و هى تقول
– عريس ليا اني … بتتكلمى چد يا خاله
ضحكت حلم بصوت على و مدت يديها تمسكها و تعيدها لتجلس من جديد و قالت
– يا بنتي بطلي هزار بقا و اسمعي للاخر
وضعت جنه يديها على فمها و اومئت بنعم لتقول حلم مباشره و بشكل سريع و كأنها تلقي الكلمات لا تلقيها
– راغب ابن عمي عايز يتقدملك
– بجد يا حلم بجد
قالتها جنه بسعاده كبيره و عدم تصديق لتنظر اليها حلم باندهاش و صدمه لتقول جنه بحالميه
– من اول مره شوفته و انا معجبه بيه جدا جدا بس قولت اكيد أنتِ و هو هتتجوزوا زى اخواتك و اخواته علشان كده عمري ما اتكلمت عن مشاعري
لتضحك حلم بصوت عالي رغم ذلك الحزن الواضح فى عيونها واصبح جزء لا يتجزء منها ثم قالت
– انا و راغب عمرنا ما كنا لبعض هو اخويا الكبير و بس
مدت يدها تمسك يد صديقتها و قالت باستفهام
– ها اقوله ايه بقا ؟
نظرت جنه ارضا و ابتسمت بخجل لتتجمع الدموع داخل عيون حلم لكنها وقفت سريعا و هى تقول بثبات واهي
– خلاص حددي معاد مع عمو و طنط و بلغيني علشان ابلغه
لتقف جنه امامها تضمها بقوه و قالت بحب و صدق
– شكرا حقيقي يا حلم انتِ جبتيلي احلى خبر فى حياتي
ربتت حلم على ظهر صديقتها و تحركت تغادر منزلها سريعا قبل ان تخونها عيونها و تنحدر تلك الدموع من عيونها و تلك الدماء من قلبها جلست داخل سيارتها تبكى بصوت عالي
الم قوي ينحر روحها و قلبها لكن عقلها يلومها عما تفعل ينبهها ان ما تقوم به صحيح مئه بالمئه
~~~~~~~~~~~~
كان ينظر الى الهاتف و تلك الرساله المكرره
(( انت فين ؟ طمني عليك))
نفخ الهواء بضيق شديد ثم قرر ان يجيب على تلك الرساله حتى يطمئن راسلها و يريحه راسه لبعض الوقت
(( انا كويس بطل تبعت رسايل انا مرتاح بعيد عنكم ))
~~~~~~~~~~~~~
تجلس فى غرفتها …. لا تشعر ان بداخلها طاقه لمواجه اى من افراد العائله
لا تستطيع الوقوف بجانب اختها الذي يتم ذبحها بدم بارد دون ان يحاول اى فرد منزافراد العائله الدفاع عنها او انقاذها
حتى هى تشعر من داخلها انها مقيده بسرها الكبير و ذنبها التي لم تكترفه و لم يكن لها ذنب فيه
دلف غسان الى الغرفه ينظر اليها و الذنب يقتله ببرود خاصه بعد حديث والدته الثقيل عن رغبتها فى ان يذهب هو و زوجته الى الطبيبه ليجدوا حل فى موضوع الانجاب اقترب منها و جلس بجانبها يريد ان يدخلها داخل قلبه يخبئها ان الجميع حتى نفسه
رفعت عيونها تنظر اليه و الدموع تلمع داخلهم ليقترب منها يضمها الى صدره بحنان ثم قال
– انتِ الدنيا و ما فيها يا نوار انتِ كل حاجه و اى حاجه
قبل وجنتها و اكمل قائلا
– انا بحس انك بنتي حبيبتي و بتمني احبسك جوه قلبي و اضيع المفتاح علشان متخرجيش منه و احميكى من عيون الناس
رفعت عيونها اليه و يدها تحاوط معدتها الفارغه و قالت بألم و قهر و كلماتها المتقطعة تنحر روحه
– انا …. انا … أنتَ
ليعود لضمها من جديد و انحدرت تلك الدمعه الحبيسه بعينيه و قال
– انسي اى حاجه انا مش عايز حاجه من الدنيا غيرك انت و بس يا نوار … مش عايز غيرك أنت و بس
لتضمه بقوه و هى تبكى بصوت عالي و كأنها تتمنى ان تخترق صدره و تدلف الى داخله تختبىء من كل هذا الوجع و الالم و الخوف
غير واعيه ان بداخله كل الوجع و اساسه و انه هو سبب كل ما يحدث معها
~~~~~~~~~~~~~
غادر غرفته و توجه الى غرفتها بعد ان تأكد انها بمفردها حين دلف اليها وجدها تغمض عينيها و تريح راسها على الكرسي و كأنها في عالم اخر … يشعر بالم قوي داخل قلبه من اجلها خاصه و هو يرى ذلك الالم الذي يرتسم على وجهها الضيق و الخوف
ابتسم باشفاق و هو يفكر … انها لم تجد الفرصه حتى تفرح بحملها ان تشعر بالسعاده و الراحه و لو قليلا … لولا انه يثق فيها كطبيبة نسائيه لطلب منها متابعه الحمل مع اى طبيب اخر
جلس على ركبتيه كعادته معها حين يحب ان يشاغبها و لكنه امسك يديها يقبلها لتفتح عيونها تنظر اليه بابتسامه صغيره فقال بهدوء
– انا خايف عليكى اوى … ايه رايك نروح المستشفي و نكشف عليكى و نطمن
ربتت على يديه بحنان و قالت
– متقلقش يا يوسف انا كويسه و ابننا كما بخير و كويس متقلقش
انحنى يقبل يديها من جديد ثم قال
– انا عارف ان
– كلنا عارفين يا يوسف كلنا عارفين و مفيش في ايدينا حاجه نعملها للاسف
قاطعته و هى تقول بحزن شديد لينفخ الهواء ببعض الضيق ثم قال
– للاسف العند بيقلب كل الموازين و بيحول الحب لكره و الصديق لعدوا
اومئت بنعم فى نفس اللحظه التى طرقت المساعده الباب و دلفت و هى تقول
– مدام امال وصلت
لتلاحظ وجود يوسف و جلسته ارضا لتشعر بالخجل و غادرت سريعا
ليضحك يوسف بصوت عالي ثم وقف على قدميه و هو يقول
– هروح مكتبي خلي بالك من نفسك
اومئت بنعم ليقبل راسها و غادر الغرفه و دخلت مدام امال لتقف عائشه حتى تفحصها تاركه خلفها كل تلك المشاكل رغم انها لا تتوقف عن التفكير فى كل ما يحدث
~~~~~~~~~~~~~
حين وصلت الى البيت كانت الافكار تعصف بقلبها و عقلها و روحها
كانت تشعر و كأنها ريشه صغيره فى مهب الريح .. لا تستطيع التحكم فى حياتها رغم انها تعي جيدا ان كل ما يحدث معها نتيجه قرارتها التى اتخذتها
لكنها تعود و تلوم والدها و جدها و كل من شاهد الظلم الذي وقع عليها و على اخوتها و والدتها دون ان يحركوا ساكنًا
ترجلت من السياره و حين التفتت وجدته يقف هناك بالقرب من سيارته مكتف اليدين ينظر اليها بقوه و غضب مستتر داخل عيونه التي تحول فيها بريق الحب الى برود و لن تكذب ان قالت انها ترى الكره واضح دون مواراه …. عيونه التي لم تنظر لها طوال حياتها الا بالحب و الخوف واللهفه الان تنظر اليها بكره واضح و رغبه قويه فى الانتقام و هى تفتح له الابواب حتى ينتقم
اقترب خطوه و اخرى … يسير ببطىء شديد و كانت خطواته تترك اثرها على قلبها و كأنه لا يسير على الارض … اثر يؤلم و يجرح و لن تكذب ان قالت ان تلك الجروح تنزف و تشعر بدمها المهدورة
وقف امامها مباشره و قال ببرود
– بشريني يا بنت عمي … جنه وافقت
ظلت تنظر اليه بصمت عيونها تنظر الى عمق عينيه تبحث عن ذلك الحب القديم لكنه قد اختفى اثر تلك الاهانه و تعلم ان له كل الحق
اخفضت عونها ارضا و قالت بهدوء كاذب
– هتحدد معاد مع والدها و هتعرفني و هبقا ابلغك
و كادت ان تتحرك من امامه حين قال هو ببرود جعل جسدها ينتفض و كأن الحياه تفارقها دون رجعه
– شكرا يا بنت عمي ان شاء الله اردها ليكى يوم فرحك
واقترب منها مره اخرى و هو يقول بجانب اذنها بصوت بارد كصقيع القطب
– بس يارب يكون حد كويس كده زى جنه … جنتي
و غادر مباشره بنفس خطواته الواثقه الثابته دون ان يلتفت خلفه و لو لمره واحده لتنحدر تلك الدمعه الحارقه و التى اصبحت رفيقتها المقربه فى الفتره الاخيره و التي تخبرها و بوضوح انها الخاسره الوحيده وكم هى ضعيفه عكس ما تتخيل
يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حلم)