روايات

رواية حلم الطفولة الفصل السابع 7 بقلم نورهان زكي الجبروني

موقع كتابك في سطور

رواية حلم الطفولة الفصل السابع 7 بقلم نورهان زكي الجبروني

رواية حلم الطفولة الجزء السابع

رواية حلم الطفولة البارت السابع

حلم الطفولة
حلم الطفولة

رواية حلم الطفولة الحلقة السابعة

كانت الإضاءة قوية جدا والمكان نظيف للغاية والأرض والجدران مغطاة بالرخام الأبيض الفاخر .. واللوحات التي لم أرَ أجمل منها في حياتي كلها معلقة على الجدران ومحددة من الأطراف بخشب مغطى بماء الذهب وهناك بعض الورود أيضًا على أطراف كل لوحة .. وباقات الزهور الفارغة الضخمة المزخرفة بأبهى وأرقّ الألوان وموضوعة على عمود مرتفع عن الأرض عند نهاية كل ممر .. صرت أمشي وأنا مذهولة بشدة مما أراه !!؟
لقد فهمت الآن لم أحبَّ عمي سمير منزله إلى هذا الحد !
إذًا لهذا الحد جعلني أنا من أرثه؛ لأنني أكثر من يُقَدِّر قيمة الفن وجماله من بعده .. ولهذا السبب سأبذل قصارى جهدي للحفاظ على هذا المكان وهذا الكنز الثمين ، ولن أسمح لأحد أيا كان أن يأخذه مني ولو بموتي !
قاطع تفكيري صوت هاتفي يرن..
إنه رقم غريب بدون اسم !
هل أرد أم ماذا ؟؟!..
لا أدري ما الذي جعلني أرد ولكن هذا ما حدث !
فردت عليَّ سيدة قائلة: مرحبا يا رحاب .. من الجيد أنني استطعت الاتصال بكِ وأنتِ بعيدة عن أهلك !!
تعجبت من كلامها وسألتها: من تكونين ؟؟!
قالت : لا داعي للسؤال ، ومع ذلك سأجيبك..
أنا زوجة سمير الرسام !!
حقا لقد صدمت عندما سمعت ذلك !!
فتابعت حديثها قائلة : لن أطيل عليكِ في الكلام ، وسأخبركِ بغرضي من الاتصال بكِ .. أمامك الآن ثلاثة اختيارات فقط لا غير ، أولهم: تسليم ميراث سمير لمن يستحقه وهو أنا ! .. ثانيا: التخلي عن موهبتك تمامًا والتنازل عنها لدينا صديقتك وقريبتي العزيزة !
وإن لم يعجبك كلا الاختيارين السابقين ، فالحل الأخير هو : التخلي عن حياتك !!
وقي هذه الحالة سآخذ منكِ ما أشاء بعد التخلص منكِ ، سآخذ الميراث وستصبح دينا هي الفنانة الحقيقية وسأعيد لها اللوحات ولن يستطيع أحد تكذيبها أبدًا ولدي كل ما يساعدني في ذلك !!
صرخت بقوة قائلة : كيف تجرؤين ؟! .. لن أسمح لكِ بفعل شئ ، سأبلغ الشرطة بكل ذلك ولن تستطيعين فعل شئ !
فقالت ساخرة : يا إلهي .. لقد ارتعبت كثيرًا .. سوف تؤذيني فتاة صغيرة ! .. ثم ضحكت ساخرة مني .
ثم هددتني قائلة : إن اتصلتي بالشرطة ، فلن أرحمكِ !! .. ستموتين قبل وصولهم ، وعندي الكثير من الطرق التي تساعدني على التخلص منكِ في أسرع وقت ممكن !
فقلت لها : ولكن كيف ستأخذين ميراث رجل قد طلقكِ منذ زمن ولم يعد لكِ به أي صلة ؟!! .. هذا ممنوع !
فضحكت بسخرية قائلة : هل ستعلمينني ما الممنوع وما الجائز ؟؟!
اصمتي ولا أريد الإطالة في الحديث .. أمامك يوم واحد ” ٢٤ ساعة ” لا أكثر .. إن لم تختاري شيئًا من الاختيار الأول والثاني ، فسأقوم أنا بالثالث ، ثم أغلقت الهاتف !
#الكاتبة_نورهان_زكي_الجبروني✍️🏻🩵
وقفت مكاني للحظات ألتقط أنفاسي من الفزع والدهشة !!
ثم سمعت صوت أبي يناديني ، فأسرعت وصعدت للأعلى وأجبته ، فقال : أين أنتِ يا رحاب ؟؟!
وعندما صعدت للشقة وبدى عليَّ التوتر سألني : أين كنتِ يا رحاب ؟!!
فقلت بقلق : كنت في القبو !
فتعجب أبي وقال: وماذا كنتِ تفعلين هناك ؟! .. ليس من الطبيعي أن أراكِ في الأسفل ، دائما تجلسين هنا !
ما الذي جعلكِ تنزلين إلى هناك ؟؟!
فقلت له : لا .. لا شئ يا أبي ، كنت فقط أبحث عن أي دليل يرشدني إلى معرفة الحقيقة التي أدت إلى ما يحدث .
فقال لي بنظرة كلها تشكيك في كلامي : هكذا إذًا !! .. اعذريني يا عزيزتي لقد قلقت عليكِ كثيرًا وخفت أن يكون قد أصابكِ مكروه !
فطمأنته قائلة: لا يا أبي أنا بخير والحمد لله.
ركبت السيارة مع أبي وفي الطريق أخبرته بالأوراق التي وجدتها والتي أثبتت أن دينا هي التي تسعى للانتقام مني بناءا على طلب عمتها ” زوجة عمي سمير ” ؛ جزاء ما فعلته بها !
وكذلك أخبرته أن زوجة عمي سمير اتصلت بي وحكيت له ما حدث بيننا وما قالته لي ، ولكني لم أخبره بالمكان الذي وجدته في القبو ولا أدري لماذا ولكن هذا ما حدث !
عدنا للمنزل وأخبرت أمي بكل شيء أخبرت أبي به ، بالطبع قلقت أمي عليَّ كثيرًا ولم تكن تعرف ما الذي يجب أن تفعله لحمايتي؟!
دخلتُ غرفتي وبالطبع كان معي مفتاح البوابة التي كانت في القبو والأوراق التي أكدت أن زوجة عمي سمير قريبة دينا .. احتفظت بالمفتاح ولم أخبر أحدًا بمكانه !
لم أستطع النوم تلك الليلة من كثرة التفكير .. كنت أفكر في كلام زوجة عمي سمير الذي ظل يتردد في أذني..
مر الوقت والقلق يغمرني..
فكرت عدة مرات في إبلاغ الشرطة ولكني لم أستطع فعل ذلك ، إنها امرأة مجنونة ولا أعلم ماذا ستفعل بي حقًّا !!
اقترب الليل ولم أعثر على وسيلة لحل هذه المشكلة ، لقد أعطتني مهلة مدتها يوم واحد لا أكثر من ذلك .. ماذا سأفعل ؟؟! .. أنا حائرة !
فقمت من مكاني وأخبرت والداي بأني سأذهب للاختباء في منزل عمي سمير إلى أن تشرق شمس الغد وتنساني زوجة عمي سمير !
فضحك أبي وقال : تنساكي ؟! .. يا إلهي .. يالكِ من فتاة طيبة يا رحاب ! .. من يرغب بالقتل أو أخذ حق لا ينسى أبدًا !
فقلت بنبرة صوت كلها حزن بصوت عال : وما الذي يجب عليَّ فعله الآن؟؟ .. أأنتظر حتى تأتي وتقتلني أمامكم لأرتاح وأريحكم ؟!!
نظرت أمي إليّ في حزن وقالت لي : لا تقولي هذا يا رحاب ! .. أنا لن أسمح لأحد بإيذائك أبدًا ! .. والدكِ يحبك ويخاف عليك ويقول هذا لمصلحتك ؛ لتأخذي حذرك منها حتى لا تؤذيكِ .
#الكاتبة_نورهان_زكي_الجبروني✍️🏻🩷
شكرت أمي واعتذرت لأبي عن طريقتي السيئة في الرد عليه .
وأخذت حقيبة ملأتها أمي لي طعامًا وشرابًا وكسوة وكل ما أحتاجه للإقامة هناك إلى أن يهدأ الوضع !
حملت حقيبتي وودعت أبي وأمي وإخوتي ، وذهبت إلى منزل عمي سمير في هدوء دون لفت انتباه أحد لي .. كنت أفتح بوابة المنزل ويدي تهتز خوفا من أن يراني أحد .. كنت ألتفت حولي يمينا ويسارا خائفة وقلقة ، ثم دخلت وأغلقت الأبواب خلفي ونزلت إلى الغرفة التي في القبو .. ومشيت فيها أكثر وأخذت أتفقد المكان فوجدته فسيحًا ووجدت غرفا لم أجدها من قبل !
فقلت لنفسي وقتها : من المؤكد أن هذا المكان بُني من زمن .. لهذا عمي سمير كان يحب هذا المنزل ولم يرد أن يتركه يومًا ويغادره ! .. ولكن من بناه يا ترى ؟؟! .. وهل تعرف زوجة عمي سمير بهذا المكان ؛ لذا فهي ترغب في أخذ المنزل لها..؟؟ .. ربما !!
دخلت إحدى الغرف التي جذبتني إليها لوحة كبيرة رسمها عمي سمير بنفسه حينما كان يعلمني الرسم ، كانت لوحة بها طفلة صغيرة بريئة تمسك زهرة جميلة ، وأذكر أنه ابتسم ابتسامة جميلة وقال لي وقتها : إنها تشبهك يا رحاب .
كدت أبكي حين تذكرت ذلك !
وقفت للحظات أنظر للوحة مبتسمة والدموع في عيناي..
ثم نظرت عن يميني فوجدت خزانة كبيرة جميلة ، ففتحت إحدى أبوابها فوجدت في كل رف شيئًا مختلفا عن الرف الذي يليه..
فوجدت في الرف الأول: لوحات بيضاء فارغة كثيرة وبجانبها فرشاة وأقلام تلوين كثيرة لم أرَ أجمل منها في حياتي كلها ، ويحاط كل رف بالزينة والورود البيضاء .. وفي الرف الثاني وجدت قماشة بيضاء تغطي شيئًا ما ، فشعرت بالفضول ونزعت الغطاء فوجدت صندوقًا خشبيا متوسط الحجم فحاولت فتحه لكن هذا لم يجد نفعا ؛ لأنه يحتاج لمفتاح ، فبحثت عن المفتاح في الرف الثالث والرابع ولم أجده ، ففتحت الباب الثاني من أبواب الخزانة وبحثت في الرف الأول فوجدت ورقة مربعة فتحتها فوجدتها رسالة تقول : إلى ابني العزيز سمير ” الرسام الصغير ” .. حافظ على موهبتك يا بني ، فلقد تعبت كثيرًا من أجل تعلمها كما فعلت أنا وأجدادك السابقون..
وحافظ على هذا المكان الجميل .. هذا ميراث العائلة يسلمه كل أب لابنه أو لابنته.
هذا كنزك يا بني وكنز من بعدك ..
كل من امتلك هذا المكان من قبلك طوره وبناه ونظفه وأنفق عليه من ماله حتى صار بهذا الجمال وأملنا أن يصير أجمل وأروع في الأيام القادمة ، لعله يكون تراثًا يشهد لنا بالأمجاد .. والدك العظيم / أشرف.
أغلقت الورقة وعيناي مليئتان بالدموع وشعرت بالمسؤولية العظيمة التي كلفني بها عمي سمير .. ياله من رجل طيب حقا ، سلم لي كنز عائلته وسرهم المدفون تحت الأرض وصار ملكي فعليَّ إذًا أن أطوره وأجعله أجمل .. رحمك الله يا عمي سمير .
وأثناء بحثي في الرف وجدت مفتاحًا صغيرًا لامعًا ، فحاولت فتح الصندوق به ففتح !
فوجدت به عقدًا ذهبيًّا جميلًا ، وأسفله ظرف به بعض الصور ، أول صورة كان بها عمي سمير وسيدة يبدوا من الصورة أنها زوجته ، وفي صورة أخرى كان معهما طفلة صغيرة .. ولكن لحظة !!!
ألم يقل لي عمي سمير مسبقًا أن زوجته كانت عقيمة ولم تنجب له أي أطفال ؟؟!
إذًا من تكون تلك الطفلة يا ترى ؟؟!

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حلم الطفولة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى