روايات

رواية حلم الطفولة الفصل الحادي عشر 11 بقلم نورهان زكي الجبروني

موقع كتابك في سطور

رواية حلم الطفولة الفصل الحادي عشر 11 بقلم نورهان زكي الجبروني

رواية حلم الطفولة الجزء الحادي عشر

رواية حلم الطفولة البارت الحادي عشر

حلم الطفولة
حلم الطفولة

رواية حلم الطفولة الحلقة الحادية عشر

لقد صدمت حقًّا من شكل هذا الشخص ، إنه يشبه عمي سمير تمامًا وكأنه هو من يقف أمامي الآن !
ولكن كيف يعقل هذا ؟؟!
ثم سألته في عجب : من تكون ؟!!
فنظر إليّ صامتًا ثم نظر لوالداي خجلًا .. فقلت له : لا تقلق ، إنهما والداي وأمر عمي سمير يهمهم كما يهمني تمامًا ، ولكن أخبِرني .. من تكون ؟!!
قال : أنا محمد سمير ، وهذا قبر أبي !!
صدمنا مما قاله ، وسألته : ولكن كيف عُدت بعد اختطافك وأنت صغير ؟؟!
فقال : سأحكي لكم قصتي كاملة وكيف عشت طفلًا دون أبي ولكن لا يصح الحديث هنا .
فقال أبي : أجل ، معه حق .. هيا فليدعُ كل منا للعم سمير بالرحمة والمغفرة وبعد ذلك سنذهب للمنزل ونتحدث هناك .
عدنا للمنزل بعد انتهاء الزيارة وجاء محمد سمير معنا ..
طلب مني أبي أن أُعِدَّ له فنجانًا من القهوة لأنني أعده جيدًا ، فأعددته وقدمته إليه ، فأعجبه كثيرًا وشكرني .
وبدأ الحديث قائلا : سأخبركم بالقصة من البداية ..
بدأت قصتي عندما كنت طفلًا رضيعًا ، وُلدتُّ قبل ولادة أختي الكبرى بسمة التي ماتت في حادث سيارة على الطريق مع أمي .. توفيت وعمرها ٣ سنوات ، ولكني كنت أعيش في بيت جدي “والد أمي” لأن أبي كان خائفًا عليَّ من طمع الناس وإحساسهم دائما بأن أبي يخفي شيئًا ما في المنزل وكان المعروف بين الناس وقتها أن أجداد أبي يمتلكون ثروة عظيمة تساوي الملايين ولأن أبي عاش في نفس المنزل الذي عاش به أجدادي من قبله أثار الشك حول هذا المنزل وأن هناك شئ غامض يجعله متعلقًا بهذا المكان رغم قدمه !
خاف أبي من سلطة الأغنياء ومراكزهم عليّ من بعده لهذا السبب أبعدني ولم يعرف أحد في المكان أنه أنجب ولدًا حتى الآن.
تربيت مع جدي وجدتي وخالي وزوجته وأولادهم .
وبعد أشهر من وجودي معهم خُطفت في السوق ذات يوم حينما كنت مع جدتي ، ولكن حالفني الحظ وقتها حيث رأى أحد البائعين السيدة التى كانت تحملني وتركض وأنا أبكي بشدة فأسرع وأخذني منها وأبلغ الشرطة فأخذوها ومن معها ، وأعادني الجيران لمنزل جدي بعد بحث طويل عني .
أكملت حياتي معهم .. كان أبي دائما يتصل بي ويطمئن عليِّ وكان جدي يخبرني دائما عن أبي وقصة كفاحه العظيمة..
جدي كان يحب أبي جدا ويعترف بولائه لزوجته وابنه حتى عندما تزوج أبي من امرأة أخرى بعد موت أمي تكلم معه وفهم سبب ذلك .
#الكاتبة_نورهان_زكي_الجبروني✍️🏻🩷
مرت الأيام..
ومات جدي وجدتي وبعد سنة مات أبي أيضًا ، يعني لم نكد ننتهي من الحزن عليهما حتى جاء الحزن على أبي .
شعرت بالحزن الشديد لأنني لم أجلس معه يومًا إلا قليلًا حينما كان يأتي لزيارتنا في بيت جدي .. لم أكن أعرف عنه الكثير غير ما كان يحكيه لي هو وجدي ولكنني رغم ذلك كنت دومًا أفتخر بأنني أملك أبًا عظيمًا مثله ..
لذلك عندما رآني خالي حزينا عليه بشدة طلب مني أن أسافر للقاهرة وأمكث هناك بعض الوقت لأشهد العزاء وأودع أبي الذي كنت أتمنى أن أراه لآخر مرة في عمري وأحتضنه وأطمئن عليه .
وبالفعل أتيت وحضرت العزاء متنكِّرًا ؛ خشية أن يعرفني أحد أو يسألني من أكون !
فتعجب أبي وقال : لهذا السبب عندما رأيتك اليوم لم أشعر للحظة أنني رأيتك من قبل .
فتابع محمد حديثه قائلا: كان عمري ٢٧ سنة حينما توفي أبي ، لم أتخيل يومًا أنه سيرحل قبل أن أعيش معه واتعلم ومن خبراته وتجاربه ؛ لذا فقد عاهدت نفسي أن أظل بجانبه هنا أزوره وأطمئن عليه دومًا وأدعوا له .
وبالفعل قمت بتأجير شقة في إحدى العمارات هنا والتي تقع خلف منزلكم تمامًا لأعيش فيها .
وكنت دائما أفكر : لم وثق أبي بفتاة غريبة ليست من عائلتنا وترك لها ميراثه كله ؟! .. إلى أن أتيت إلى هنا ورأيتك يا رحاب بنفسي ، عشت سنة كاملة رأيت فيها إجابة هذا السؤال الذي كان يدور ببالي دومًا.
وعرفت فعلا أنكِ فتاة مخلصة لت تضيعي حق أبي أبدًا.
لقد رأيت فيكِ الروح الطيبة ، والقلب الأبيض النقي ، وإخلاصك الزائد عن كل توقعاتي وتواضعكِ رغم علو قدرك وغير ذلك من المزايا الجميلة التي أكدت لي حسن اختيار أبي وتمييزه بين الصالح والطالح ، أشكركِ يا رحاب .
شعرت بالخجل الشديد مما قاله لي محمد ونظرت إلى الأرض وأسرع وجهي بالاحمرار خجلا !
ثم سألني : ولكن أخبريني ، كيف حال ميراث أبي الآن؟؟!
نظرت إليه وسكتت قليلًا ثم قلت له : يا إلهي !! .. أنا لم أذهب إلى هناك منذ فترة طويلة ، آسفة لقد انشغلت بعزاء صديقتي ولم أذهب لهناك.
فقال أبي : ولم القلق يا رحاب ؟؟! .. لقد أحاطت الشرطة المنزل كله بسور لأن هذا ملك لا يجوز التعدي عليه .
ثم قال محمد : لا مشكلة أنا كنت أطمئن فقط ؛ لأنني أريد الذهاب إلى هناك في الغد .. ما رأيك أن تذهبي معي إلى هناك يا رحاب لأنني أريد أن أخبركِ بأمر هام جدا يخص أبي ؟!!
نظرت إلى والداي ثم قلت له : لا مشكلة ، نلتقي غدًا بإذن الله.
ثم قال محمد : حسنًا ، أعتذر عليَّ الذهاب الآن فالوقت تأخر وقد حان موعد نومي ، تصبحون على خير.
ثم ودعناه وانصرف..
وقلت ببالي وقتها : ياله من إنسان طيب وخلوق ومنظم .. لقد قال موعد نومي .. أجل قال موعد نومي !!
حقا إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث .. وهنا أني ” ولدٌ صالح يدعوا له ” .
#الكاتبة_نورهان_زكي_الجبروني✍️🏻🤍
كان أبي بالأسفل مع محمد يودعه ثم عاد إلينا ببطاقة صغيرة في يده وينظر إليها بدقة .. فسألته في عجب : ما هذا يا أبي ؟؟!
فقال : هذه بطاقة لمحمد فيها اسمه ورقم هاتفه وعنوانه ، لقد أعطاني إياها قبل أن يغادر وطلب مني أن أتصل به إن احتجته في أي وقت !
أخذت البطاقة من أبي ونظرت إليها في ذهول .. ما شاء الله ، إنه مهندس !!
تذكرت وقتها أن أبي كان يتمنى دومًا أن أكون طبيبة .. ولكنني أحب الدراسة والمزاكرة و الاجتهاد وكذلك أحب الرسم أكثر..فالرسم بالنسبة لي عشق وليس حبا !
أنا أرغب في إرضاء أبي بالتأكيد وأحب أن أكون طبيبة يفتخر بها ، ولكن حبي للرسم يجعلني أرغب في إمضاء حياتي في فعله !
كنت حائرة وأمامي خياران لا أدري ماذا سأختار .. طبيبة أم رسامة موهوبة ؟!!
لاحظ أبي سكوتي وعلم أنني أفكر في شئ ، وعندما سألني قلت مبتسمة : لا .. لا شئ يا أبي ، أنا بخير لا تقلق .. ولكنني أريد أن أخبرك بشئ يدور في بالي بشدة .. جلسنا أنا وأبي وأمي وقلت لهما : أنا حائرة في وظيفتي المستقبلية ، وحكيت لهم عما يدور في بالي .. قال أبي : يا رحاب مستقبلكِ من شأنكِ أنتِ ، ليس مستقبلنا نحن لنختار .. أنتِ من يجب عليكِ أن تختاري ، ولا يعني اختياركِ للرسم أنكِ فاشلة ..
لا بالعكس ، فالفن القدير لا يصدر إلا من خبير .. ثم قالت أمي : ولكن مهلا لحظة ، يمكنك أن تكونين طبيبة ورسامة في نفس الوقت يا حبيبتي طالما أن كلاهما حلم لكِ ، يمكنكِ أن تكوني كالدكتور أحمد خالد توفيق ، لقد كان طبيبا وكاتبا ومؤلفا للقصص والروايات وقد حقق نجاحا كبيرا في كلا المجالين ، وانتشرت كتبه ورواياته العظيمة ومقالاته على نطاق واسع وأحبها الملايين من الناس وخلدوا ذكراه وأصبح كاتبا مشهورا ، مع أنه كان طبيبا في الأصل !
ابتسمت ابتسامة عريضة كما يقولون من الأذن اليمني لليسرى !!
قلت لأمي: ماذا أقول لكِ يا أمي وفرتي عليّ الكثير من التفكير .
فقالت : لا تقولي هذا يا ابنتي أنا لايهمني سوى مصلحتك.
ثم أسرعت لغرفتي وأمسكت هاتفي وبحثت عن الدكتور أحمد خالد توفيق وقرأت عنه الكثير وكيف نجح في حياته وكيف كان يقضي وقته دائما..
أعجبتني شخصيته كثيرًا واستفدت مما قرأت عنه .
#الكاتبة_نورهان_زكي_الجبروني ✍️🏻💗
نمت على سريري وفكرت فيما سأفعله مع عودة الدراسة الأسبوع القادم وعزمت على الاجتهاد والتفوق .. ثم غرقت في نومي .
وأثناء تقلبي في سريري ليلا .. فتحت عيناي على أحد يقف بوجهي .. إنها دينا !!
تقف أمام خزانة ملابسي وتنظر إليها في حزن..
أغمضت عيناي وفتحتها وأنا لا أصدق ما أرى .. وفجأة استيقظت ، وكنت خائفة مما رأيت .. دينا لم تكن موجودة حقا ، يبدوا أنه مجرد حلم ..
قمت من فراشي وأضأت نور الغرفة وفتحت الخزانة في خوف فوجدت ما كنت قد نسيته تمامًا .. إنها هدية دينا لي في عيد ميلادي قبل وفاتها ، لقد وضعتها أمي في خزانتي ولم تذكرني بفتحها لذلك كانت دينا حزينة !
لقد اعتقدت أني نسيتها.. ثم فتحت الهدية فوجدتها مغلفة بغلاف زهري اللون عليه قلوب كثيرة من الخارج وشكله جميل جدا .
وجدت في العلبة رسالة تقول : في البداية أحب أن أقول لأعز أصدقائي كل عام وانت بخير..
أريد الآن أن أخبركِ يا دينا بأمر هام والداكِ يخفيانه عنكِ وهو السبب في إنهاء صداقتنا .. واعذريني لم أخبركِ من قبل لأنهما عاهداني أن لا أتحدث !!

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حلم الطفولة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى