روايات

رواية حلم الطفولة الفصل الثاني 2 بقلم نورهان زكي الجبروني

موقع كتابك في سطور

رواية حلم الطفولة الفصل الثاني 2 بقلم نورهان زكي الجبروني

رواية حلم الطفولة الجزء الثاني

رواية حلم الطفولة البارت الثاني

حلم الطفولة
حلم الطفولة

رواية حلم الطفولة الحلقة الثانية

وكانت أول لوحة رسمتها وحدي هي : حديقة مليئة بالأشجار والزهور ، وكان عمري آنذاك ٨ سنوات .. تعجب أبي عندما رآني أجيد الرسم بسرعة وأتذكر أنه في ذلك اليوم نادى الرسام أبي ونظر إليَّ وقال له مبتسمًا : ابنتك أمامها مستقبلٌ باهر ، فهي لا تزال صغيرةً كالبرعم .. غدًا ستنموا وتنفع غيرها بما لديها من مواهب .
تعجب أبي من كلامه ثم شكره وانصرف*نا..
احتفظتُ بلوحتي التي رسمتها أيضا مع الأخرى التي أعطاني إياها عمي سمير أول مرة .
لا أدري ،، هل يكون كلامي غريبًا أم لا ولكنه حقيقة..!
كنت دائما مع تطور موهبتي في الرسم ودعم الآخرين لي لم أكن أشعر بذلك من أبي وأمي .
كنت أشعر أنهم يحبطونني أحيانًا !!
لم يبدوا عليهم يومًا أي سعادة مما أفعل مع أني كنت متفوقة في دراستي بشدة وكنت دائما في المرتبة الأولى على صفي وكرمتني المدرسة عدة مرات ومع ذلك لا تشجيع منهما لموهبتي أبدًا !!؟
كبرت وصار عمري ١٠ سنوات ولا زلت أرسم..
تعرفت على صديقة لطيفة في المدرسة اسمها دينا وأخبرتُها بموهبتي وصرنا أصدقاء ، لم تكن دينا صديقة عادية بالنسبة لي بل كانت كتوأم روحي وكنت أخبرها بكل شيء عني وهي كذلك .. كنا أكثر من أصدقاء ، كنا كالإخوة.
لا أستطيع إنكار أنها وقفت بجانبي وشجعتني على الرسم حتى كنت في حصة التربية الفنية أرسم أجمل رسمةٍ في الفصل كله بل أحيانًا كنت أتفوق على المعلمةِ ذاتها عندما كانت تطلب مني أن أرسم على السبورة !
وكنت أدهشها كل مرة برسمي الجميل جدًا .
لم أكن أشعر بأي قلق تجاه صديقتي دينا بل كنت بالعكس أشعر براحة نفسية شديدة لها .. حتى أني ذات مرة رسمت لها صورة تشبهها تمامًا وأعطيتها إياها كهدية ففرحت بها كثيرًا واحتضنتي بشدة وشكرتني
وكذلك رسمت بعدها بفترة صورة لي ولها معًا وفرحت بها دينا كثيرًا .
_🤍الكاتبة / نورهان زكي الجبروني🤍_
صداقتنا استمرت لسنوات ..
كنت أخبرها كل يوم بما فعلتُ وبما حققتُ من أهداف وتقدم عظيم في حياتي .
صار الرسم موهبتي الوحيدة والأقرب لقلبي وكان أمرًا ممتعًا أجد فيه راحتي وأتلذَّذُ بفعله.
كثُرَت لوحاتي في غرفتي .. كنت دومًا مع عمي سمير الرسام وكان يعاملني كابنته .. حتى شعرت يومًا بفضول فسألته: هل لديك أبناء؟!!
فسكت قليلًا ونظر لي بحز*ن وقال لي : سأخبركِ لأنكِ بالنسبة لي كابنتي التي لم أنجبها ! .. سأخبركِ لأنني أحببتكِ من كل قلبي .
أنا كنت متزوجًا من امرأة جميلة في السابق .. كنت أعاملها بكل لطف ورفق واحترام لكنني كنت فق*يرًا أعملُ وأكافح لأوفر لها ما يلزمها ولكنها كانت من أسرة غنية معروفة وقتها ؛ فكانت دائما تهينني وتعاملني بق*سوة وتعايرني بفقري !!
مرت الأيام على هذا الحال السئ الذي لا يتغير أبدا .
كانت دائما تخيفني بأهلها وخاصة بأخيها الذي كان يعمل لدى الشرطة .
حزنتُ على نفسي كثيرًا وانك*سر قلبي عندما طر*دتني من المنزل ذات يوم وألقت ملابسي خارج المنزل أيضًا ، فنمتُ في الش*ارع ثلاث ليالٍ في البردالشديد !!
إلى أن رآني رجلٌ طيب فتعجب من أمري وسألني عن سبب ما أنا عليه !!؟
فحكيت له قصتي وكل ما حدث معي فتعجب من أمر زوجتي وطلب مني أن أذهب معه إليها وأط*لقها وألقي بها في الش*ارع كما فعلت بي وأن أجرح قلبها الأسود كما جرحت قلبي الطاهر الذي لم يؤذها يومًا !!
وطمأنني عن أخيها وقال لي: لن يستطيع فعل شئ لك ، فذهبت إليه فعلا وط*لقتها ، فصرخت وقالت لي: هل جننت أيها الأحمق ؟!! أنسيت من أكون ؟!! كيف تجرؤ ؟!! .. سأجعلك تندم على ما فعلت ، ثم عبأت ملابسها وغادرت المنزل وهي غاضبة وتتوعدني بالعقاب .
فقاطعتُ حديثَه وأنا حزينة وقلت له : ولكن ما الذي أجبرك على الزواج من تلك السيدة الشريرة من البداية مع أنها لم تنجب لك أي أولاد ؟!!
فقال لي بحزن: منذ سنوات قبل زواجي منها كنت أعمل في شركة ملابس وكان والدها هو رئيس الشركة .. كنت أعمل بإخلاص وأنجز عملي على أتم وجه ، فأعجب والدها بي وبأدائي ومهاراتي في العمل وذات يوم طلبني لأذهب إليه في مكتبه.. فذهبت إليه والقلق يغشاني وأتساءل: ما الموضوع يا تُرى ؟!!
_🩷الكاتبة / نورهان زكي الجبروني🩷_
وعندما ذهبت إليه قابلني بلطف وطلب مني الجلوس وبدأ الحديث معي وظل يشكرني على جهودي العظيمة في العمل وانتظامي وأدائي الحَسَن .. ثم قال لي: ما رأيك أن تشاركني؟!!
فتعجبت من سؤاله وقلت له بدهشة: أشاركك؟..ولكن كيف؟!!
قال: ما رأيك أن تتزوج ابنتي مقابل أن تصبح مدير أعمالي في هذه الشركة؟!!
فتعجبت منه وسألته: ولكن لِمَ أنا ؟! .. ولِمَ تطلب مني أن أتزوج ابنتك؟!! .. هناك رجال أفضل مني بكثير وأغنى مني هنا في الشركة وهم أصلح مني للزواج من ابنتك !
فقال لي بحزن: ابنتي شديدة الطيبة رقيقة مهذبة .. تزوجت منذ سنة من رجل غني ثم طلقها لأنها عقيمة وهي الآن تعيش مكسورة الخاطر وأنا لا أملك غيرها في هذه الدنيا وأريد أن أراها سعيدة وأطمئن عليها قبل موتي .. لقد اطمأننت على أخيها ولم يتبقى إلا هي ، فهل تقبل أن تساعدني في الاطمئنان عليها !؟
شعرت بالغرابة مما سمعت وببالي كلام كثير يتصارع عقلي مع لساني لئلا يخرجه ولكني اخترت الصمت وفوضت أمري لله ووافقت على كلامه .. فلقد شعرت بالحزن على ابنته لذلك وافقت على الزواج منها ؛ فأنا تربَّيْتُ يتيمًا لم أذُق حنان الأم ولا حنان الأب ورعايته أبدا..
وبالفعل مرت الأيام وصارت ابنته زوجتي.
كانت طبيعية في البداية ولكنها تغيرت يومًا بعد يوم إلى الأسوأ !
كانت تعاملني كخادم لها وتعايرني بالفقر وتسخر من شكلي وسواد وجهي وتخيفني بسُلطَةِ أبيها ومركزِ أخيها .. لم أكن أتعجب من تصرفاتها فهي ابنة رجل غني جدا لم تذق مرار العَيْشِ يومًا ..
كنت طيبًا معها ولكنها لم تكن كذلك معي ، وكما قُلت لكِ: بعد كل هذا أُطَ**لِّقُها ولا يعجبها !؟.. ولم تسكت لي أبدًا بل أخبرت والدها بكل ما حدث وبرَّأت نفسها وألقت كل التهم عليّ !
فبالطبع .. طر*دني والدها من الشركة وأها*نني أمام الموظَّفين وقال لي بكل قس*وة : اذهب.. ولا أريد رؤيتك هنا مرة أخرى !!
ومنذ ذلك اليوم والحزن يملؤني .. عشت وحيدًا ، دون عمل ..
لكنني تذكرتُ شيئًا غيَّر حياتي تمامًا وعَوّضني عن كل هذا الحزن واليأس….

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حلم الطفولة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى