رواية حلم الطفولة الفصل الأول 1 بقلم نورهان زكي الجبروني
رواية حلم الطفولة الجزء الأول
رواية حلم الطفولة البارت الأول
رواية حلم الطفولة الحلقة الأولى
أنا رحاب أحمد منصور عمري 34 سنة ،، أعيشُ في مصر أم الدنيا
قصتي ليست ككل القصص .. قصتي قصةُ كفاحٍ وتحدي عقبات الحياة .. فأنصتوا إلي جيداً لأقُصَّها عليكم
بدأت قصتي عندما كنت طفلة صغيرة بعمر ست سنوات ..
كان أبي معتاداً على أخذي أنا واخوتي ” كريم و عمرو و ريم وأنا أكبرهم ” إلى نزهةٍ كل جمعة ؛ لأن هذا يوم إجازته الرسمية من عمله .
وقبل ولادة أختي الصغرى ريم بشهر ذهبنا في نزهةٍ إلى إحدى الحدائق العامة حيث الألعاب والمرح والأطفال والأهالي.. استمتعنا كثيرًا بذلك اليوم ولكن أكثر ما جذب انتباهي ذلك اليوم من بين كل تلك المتعة شئٌ غريبٌ أثار انتباهي !!
كنت أتمشى مع أبي في الحديقة بينما كانت أمي مع إخوتي عند الأرجوحة فوجدت حشدًا من الأطفالِ حول رجلٍ يجلسُ على كرسيّ ويفعلُ شيئاً ما .. لكنني لا أراه بوضوح ، فتوقفنا عن المشي واستمررت بالنظر إلى ما يفعل ، فوجدت طفلاً يجلس على كرسيّ آخر أمام ذلك الرجل ويبتسم له ،، ولكن ما أثار إعجابي حينها هو أن الطفل ظل ثابتاً على وضعه لفترة !!
فتعجبتُ حقًّا مما رأيت وتساءلتُ : يا تُرى ماذا يفعل ذلك الرجل !؟
فرأيت الرجل يمسك لوحةً وأقلاماً ويرسم ، فابتسمت من شدة الاندهاش واهتززتُ من شدة الحماس بدافع حب الطفل لكل ما يدهشه ويثيره ويراه جديدًا عليه .. فنظر إليَّ أبي وقال ضاحكاً : ماذا ؟!! .. أيعجبكِ هذا ؟!! .. فقلتُ له بلهفةٍ : أجل يا أبي..أجل!
فتعجَّب أبي وقال لي : هل تريدين تجربة ذلك ؟!!
قلت بشوقٍ : أجل أريد ، هياا هياااا
ثم شددتُّ أبي من يده وذهبنا للرجل .. كان أبي مضحكًا عندما شددته من يده وجريت ، كان يجري معي وهو يقول : مهلًا مهلًا .. انتظري قليلاً يا رحاب !!
هذا الموقف ظل يضحكني كلما تذكرته ..
ذهبنا للرجل ووقفنا أمامه .. فنظرتُ للوحةِ التي رسمها للطفلِ فثارَ اندهاشي .. وقلت : كيف ؟!! .. كيف ؟!! ..تلك الصورة تشبه الواقع تمامًا !!؟
_ ♥︎ الكاتبة / نورهان زكي الجبروني ♥︎_
وقفتُ متعجبةً للحظات حتى كاد أبي أن يموت من شدةَ الضحك عليَّ ، فنظر لي الرجلُ الرسَّامُ مبتسماً وقال لي بلطفٍ : ما هذا الجمال !؟ .. أتودينَ أن أَرسُمَ لكِ صورةً يا عزيزتي ؟؟
فأجبتُ بلهفةٍ : أجل .
جلستُ على الكرسي وطلب مني الرسام أن أضع يدي على خدي وأبتسم له وبعد لحظات قال لي سعيداً : انتهيت ! .. ها أنتِ ذا .
قلتٌ ببالي وقتها : هل حقًّا انتهى ؟!!
وعندما رأيت الصورة التي رسمها في لوحة بيضاء بقلم رصاص بدونِ أي ألوان ، ومع ذلك .. كانت شديدة الجمال ، تشبهني حقًّا !
وعندما رآني الرسام سعيدة بالصورة ابتسم وقال لأبي : بارك الله لك فيها ، فشكره أبي وقال له : جزاك الله خيرًا
لم يقبل الرسام أن يأخذ مالاً مقابل لوحتي أبداً .. مع أنه أخذ من كل زبائنه وحاول معه أبي مرارًا لكنه رفض بكل رضا واحترام !!؟
وعدنا للمنزل بعد يومٍ ملئٍ بالمتعة والمرح .. جلست مع أمي وحكيتُ لها ما حدث وعندما رأتِ اللوحةَ قالت لي : كم هي جميلة ! .. احتفظي بها يا رحاب ؛ لتذكركِ دائماً بهذا اليوم وذاك الرجلِ الطيب .
وبالفعل كانت أمي على حق .. لقد فعلتُ كما طلبت مني واحتفظتُ باللوحة ، وكانت أعزَّ هديةٍ قدَّمها أحدٌ لي في حياتي .
كنت أُحِبُّ ذلك الرسام .. وكنت أذهب إليه كلما ذهبنا للحديقة وأجلس معه طيلةَ الوقتِ أراقبُ ما يفعل بكل حب وكان يتحدث معي دائمًا وعندما أخبرته أنني أحببتُ الرسم بسببه ابتسم وسألني عن اسمي فقلت له : رحاب ، وسألته عن اسمه فقال : سمير أشرف .. فطلبت منه أن يعلمني الرسم لأصير موهوبةً مثله ، فوافق بشدة وقال : يسعدني ذلك بالتأكيد .
وبدأ عمي سمير يعلمني الرسم بكل إخلاص وحب وكان طيبًا وعطوفًا معي
ولكنني كنت أحزن لأجله حينما أراه يتألم ؛ لأنه كان لديه مشاكل صحية لم يكن يخبرني عنها
كنت كلما ذهبت إليه أتعلم منه شيئاً .. حتى بدأت الرسمَ وحدي ورسمت أول لوحةٍ في حياتي….
يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حلم الطفولة)